|
#1
|
||||
|
||||
![]()
خبر كاد وأخواتها : ـ
يختلف خبر كاد وأخواتها عن خبر كان وأخواتها ؛ لأن خبر كاد لا يكون إلا جملة فعلية فعلها مضارع مسند إلى ضمير يعود إلى اسمها ، وبعضها يقترن بأن المصدرية ، وبعضها يمتنع اقترانه ، وسنوضح ذلك في موضعه . تنقسم كاد وأخواتها من حيث اقتران أخبارها بأن إلى ثلاثة أقسام : ـ 1 ـ أفعال تقترن أخبارها بـ " أن " كثيرا ، وهي : حرى ، واخلولق . نحو : حرى المسافر أن يعود ، واخلولق المطر أن يسقط . 2 ـ أفعال يجوز اقترانها بـ " أن " . وهي : كاد ، وأوشك ، وكرب ، وعسى . فأوشك ، وعسى الغالب في أخبرها الاقتران بـ " أن " . نحو : أوشك الغيم أن ينقشع . ومنه قول الشاعر* : لو سئل الناس التراب لأوشكوا إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا ومنه قول جرير : إذا جهل الشقي ولم يقدر ببعض الأمر أوشك أن يصابا 78 ـ ونحو قوله تعالى : { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل }1 . ومنه قول الشاعر* : عسى الله بعد الناي أن يصقب النوى ويُجمع شملٌ بعهدها وسرورُ ويقل اقترانها بـ " أن " . نحو : عسى فرج يأتي يه الله . ومنه قول هدبة بن الخشرم : عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب ونحو : أوشك المتسابق أن يفوز . أما كاد وكرب فالغالب فيهما عدم الاقتران بـ " أن " . نحو : كاد اللاعب يسقط على الأرض . ومنه قوله تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }1 . وقوله تعالى : { وكادوا يقتلونني }2 . ومثال اقتران خبر كاد بأن وهو قليل ، 43 ـ قول أبي زيد الطائي : كادت النفس أن تفيض عليه إذ غدا حشو ريطة وبرود ومثال عدم اقتران خبر كرب بأن : كرب الوقت ينصرم . 44 ـ ومنه قول الشاعر* : كرب القلب من جواه يذوب حين قال الوشاة هند غضوب ومثال اقتران خبرها بأن قولهم : " كاد الفقر أن يكون كفرا " . 45 ـ ومنه قول الشاعر* : سقاها ذوو الأحلام سجلا على الظما وقد كربت أعناقها أن تقطعا 3 ـ ما يمتنع اقتران خبره ب " أن " . تمتنع أخبار جميع أفعال الشروع الاقتران بأن ، وعلة عدم الاقتران أن المقصود من هذه الأفعال وقوع الخبر في الحال ، و " أن " للاستقبال ، فيحصل التناقض باقتران أخبار تلك الأفعال بها . ما ينصرف من هذه الأفعال وما لا ينصرف من المعروف أن جميع أفعال المقاربة والرجاء والشروع أفعال جامدة لا تتصرف ، فلم يسلم منها إلا صيغة الماضي فقط ماعدا : كاد وأوشك . فأنهما يتصرفان ، فيأخذ منهما الفعل الماضي كما في جميع الأمثلة السابقة ، وكذلك المضارع والأمر ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ن والمصدر . مثال الماضي من كاد قوله تعالى : { كاد ليظلنا عن آلهتنا }1 . والمضارع قوله تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }2 . ومنه قول أبي يزيد الأسلمي : سريع إلى الهيجا شاك سلاحه فما إن يكاد قرنه يتنفس واسم الفاعل : كائد . 46 ـ كقول الشاعر* : أموت أسى يوم الرجاء وإنني يقينا لرهن بالذي أنا كائد واسم المفعول والمصدر منها : مكود ، وكودا ، ومكادا ، ومكادة ، وكيدا {3} . وأوشك المضارع منها : يوشك ، 47 ـ كقول أمية بن الصلت : يوشك من فر من منيته في بعض غراته يوافقها والمصدر : موشك ، 48 ـ كقول كثير عزة : فإنك موشك ألا تراها وتعدو دون غاضرة العوادي أما المصدر ، واسم المفعول فهما : إيشاك ، ومُوشَك ، بضم الميم ، وفتح الشين ، واسم الفعل وشكان مثل سرعان ، وقليل استعمال هذه المشتقات ، بل ندر ولم أقف لها على شواهد في كتب النحو ، ومعاجم اللغة ، ماعدا اسم الفعل ، وهو بمنى أسرع كما ذكرت سابقا . خصائص عسى واخلولق وأوشك . تختص عسى واخلولق وأوشك من بين أخوات " كاد " بخصائص معينة هي : 1 ـ تأتي هذه الأفعال تامة تكتفي بفاعلها إذا تلاها المصدر المؤول من أن والفعل دون أن يفصل بينها وبين المصدر فاصل ، ويكون المصدر هو الفاعل . نحو : عسى أن تحضر الليلة . واخلولق أن تشارك في الحفل ، وأوشك أن نسافر . 80 ـ ومنه قوله تعالى : { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم }1 . وقوله تعالى : { فعسى أن يكون من المفلحين }2 . وقوله تعالى : { عسى أن يكون قريبا }3 . وقوله تعالى : { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا }4 . 2 ـ وإن تقدم هذه الأفعال اسم ، وكانت مسندة إليه في المعنى . نحو : الطالب عسى أن يتفوق ، والمريض أوشك أن يشفى . توجه الإعراب في هذه الأفعال وجهين مختلفين أحدهما حسن ، والثاني أحسن . أ ـ فالوجه الحسن غير أنه ضعيف وهو : أن تحوي هذه الأفعال ضميرا مستترا ، أو ظاهرا يعود على الاسم قبلها فتكون بذلك ناقصة ، والضمير اسمها والمصدر المؤول بالصريح في محل نصب خبرها ، ويظهر الضمير في التثنية ، والجمع ، والتأنيث . 81 ـ نحو : الطالبان عسيا أن يتفوقا . والمسافرون أوشكوا أن يعودوا ، والممرضة اخلولقت أن تعتني بالمرضى . والطبيبات أوشكن أن ينتهين من إجراء الجراحة للمريض . ب ـ أما الوجه الثاني الأحسن ، والأفصح ، والأقوى هو : أن تخلو هذه الأفعال من الضمير المستتر ، أو الظاهر الذي يعود على الاسم قبلها ، فتكون تامة ، والمصدر المؤول بالصريح بعدها في محل رفع فاعل ، وبه نزل القرآن الكريم . 82 ـ نحو قوله تعالى : { لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن }5 . ولو كانت " عسى " في الآية ناقصة لبرز فيها الضمير . نحو : عسوا أن يكونوا ، وعسين أن يكن . 3 ـ وإذا تأخر الاسم إلى ما بعد الفعل الواقع بعد عسى ، وأختاها ، وكان في موقع الفاعل . 84 ـ نحو : عسى أن يغفر لي ربي ، وأوشك أن يشفى المريض ، واخلولق أن يثمر العمل . صح فيه ثلاثة أوجه كلها حسنة هي : أ ـ أن يعرب الاسم فاعلا للفعل قبله ، ويكون المصدر المؤول بالصريح من أن والفعل في محل رفع فاعل عسى ، أو أختاها . ب ـ أو يعرب الاسم اسما لعسى ، ويكون المصدر في محل نصب خبر لها . ج ـ ويصح أن يكون الاسم مبتدأ مؤخر ، وجملة " عسى " ... إلخ في محل رفع خبر مقدم سواء أكانت " عسى " ، أو أختاها ناقصتين ، أم تامتين .
__________________
![]() تهانينا لقد تم تحميل السرطان بنجاح
|
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|