|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() الخيانة من صفات اليهود
(وصف الله اليهود إلا قليلًا منهم بأنهم أهل خيانة، فقال تعالى لرسوله: وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ [المائدة: 13]. فهذه الآية تدلُّ على أنَّ الخيانة من الصفات التي تبرز في اليهود بين حين وآخر، فالخيانة شأنهم وديدنهم، وطريقتهم في معاملة الناس. فمن خيانتهم محاولتهم اغتيال الرسول، وقد كان بينه وبينهم عهد أمان. ومن خيانتهم تواطؤهم مع الأحزاب، وقد كان بينهم وبين الرسول عهد وأمان) . في أي شيء كانت خيانة امرأة نوح وامرأة لوط؟ قال الله تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ [التحريم: 10]. فخيانة امرأة نوح وامرأة لوط لم تكن في العرض وإنما كانت في الدين. قال ابن كثير: (وليس المراد: فَخَانَتَاهُمَا في فاحشة، بل في الدين، فإنَّ نساء الأنبياء معصوماتٌ عن الوقوع في الفاحشة؛ لحرمة الأنبياء) . فـ(هذه الآية الكريمة مثل ضربه الله لمخالطة الكافر للمسلم، وأنَّ الكافر لا ينفعه مخالطة المسلم، ما دام أنَّه لم يدخل في الإسلام، فإنَّه في يوم القيامة يكون في النار، ولا تنفعه معاشرته للمسلم ومخالطته للمسلم، وإن توثقت الصداقة والعلاقة؛ لأنَّه ليس بمسلم. أما الخيانة التي حصلت من امرأة نوح وامرأة لوط فهي خيانة الملة؛ لأنَّ امرأة نوح وامرأة لوط كانتا كافرتين، فخانتاهما في الدين، حيث لم تدخلا في دين زوجيهما، فهذا يعتبر خيانة، وليس خيانة عرض؛ لأن فرش الأنبياء معصومة عليهم الصلاة والسلام، لا يمكن أن يتزوج نبي بامرأة خائنة في عرضها؛ لأنهم معصومون عليهم الصلاة والسلام من ذلك، وفرشهم معصومة. فالمراد هنا بالخيانة خيانة الدين. وقيل: إنَّ خيانتهما أنَّ امرأة نوح كانت تخبر الكفار بأسرار نوح عليه الصلاة والسلام، تصفه بأنَّه مجنون، وخيانة امرأة لوط أنها كانت تدلُّ قومها على أضياف لوط؛ ليفعلوا بهم الفاحشة. فهما خائنتان للأمانة التي بينهما وبين زوجيهما من ناحية حفظ السرِّ، وعدم الدلالة على ما عندهما من الأسرار ومن الأضياف وغير ذلك، فهذا هو نوع الخيانة الواقع. والحاصل: أنَّ هذه الخيانة ليست خيانة في العرض، بل هي إما في الدين، وإما خيانة في عدم حفظ الأسرار) . |
#2
|
||||
|
||||
![]() ذم الخيانة في واحة الشعر قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أدِّ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنبْ *** واعدلْ ولا تظلمْ يطيبُ المكسبُ قال ابن همام: فأنت امرؤٌ إمَّا ائتمنتُك خاليًا *** فخنتَ، وإما قلتَ قولًا بلا علمِ وإنَّك في الأمرِ الذي قد أتيتَه *** لفي منزلٍ بينَ الخيانةِ والإثمِ وقال الشاعر: أخلقْ بمن رضي الخيانةَ شيمةً *** أن لا يُرى إِلا صريعَ حوادثِ ما زالتِ الأرزاءُ تُلحق بؤسَها *** أبدًا بغادرِ ذمةٍ أو ناكثِ وقال آخر: شرُّ المصائبِ ما جنتْه يدٌ *** لم يُثنها عن ظلمِها رحمُ والعارُ حيٌّ لا يموتُ إذا *** قدم الزمانُ وبادت الأممُ إنَّ الخيانةَ ليس يغسلُها *** مِن خاطئٍ دمعٌ ولا ندمُ
|
#3
|
||||
|
||||
![]() الذُّل تعريف الذُّل لغةً واصطلاحًا تعريف الذُّل لغةً:
الذُّل: نقيض العزِّ، وأصل هذه المادة يدلُّ على الخُضوع، والاستكانة، واللِّين، يقال: ذلَّ يذِلُّ ذُلًّا وذِلَّة وذَلالة ومَذلَّة، إذا ضَعُف وهان، فهو ذليل بيِّن الذُّل والمذلة من قوم أذلاء وأذلة وذلال. والذُّل: الخسة. وتذلل له: أي: خضع . تعريف الذُّل اصطلاحًا: قال ابن عاشور: (الذلة: خضوع في النفس، واستكانة من جراء العجز عن الدفع) . وقال العسكري: (الذلة الضعف عن المقاومة) . |
#4
|
||||
|
||||
![]() الفرق بين الذُّل وبعض الصفات - الفرق بين الذُّل و الضعة:
الذُّل: بسبب خارجي عن الإنسان بأن يقهره غيره . الضعة: إنما هي بفعل المرء بنفسه، وقد يسمَّى ذليلًا؛ لأنه يستحق الذُّل . - الفرق بين الذُّل و الصَّغار: (الصغار هو الاعتراف بالذُّل والإقرار به، وإظهار صغر، وخلافه الكبر وهو إظهار عظم الشأن، وفي القرآن سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ [الأنعام: 124] وذلك أنَّ العصاة بالآخرة مقرون بالذلِّ، معترفون به، ويجوز أن يكون ذليل لا يعترف بالذلِّ) . - الفرق بين الذُّل والخزي: (الخزي ذلٌّ مع افتضاح، وقيل: هو الانقماع لقبح الفعل، والخزاية الاستحياء؛ لأنه انقماع عن الشيء لما فيه من العيب، قال ابن درستويه: الخزي الإقامة على السوء خزي يخزى خزيًا، وإذا استحيا من سوء فعله أو فعل به قيل خزي يخزى خزاية؛ لأنهما في معنى واحد، وليس ذلك بشيء؛ لأنَّ الإقامة على السوء والاستحياء من السوء ليسا بمعنى واحد) . - الفرق بين الخضوع والذل: الخضوع (هو التطامن ، والتطأطؤ، ولا يقتضي أن يكون معه خوف.. والخاضع المطأطئ رأسه وعنقه.. وقد يجوز أن يخضع الإنسان تكلفًا من غير أن يعتقد أن المخضوع له فوقه. الخضوع في البدن والإقرار بالاستجداء. الذُّل الانقياد كرهًا، ونقيضه العزُّ وهو الإباء والامتناع، والانقياد على كره، وفاعله ذليل والذُّل والانقياد طوعًا، وفاعله ذلول) . - الفرق بين التذلل والذُّل: (التذلل فعل الموصوف به، وهو إدخال النفس في الذلِّ، كالتحلم إدخال النفس في الحلم، والذليل الفعول به الذُّل من قبل غيره في الحقيقة، وإن كان من جهة اللفظ فاعلًا، ولهذا يمدح الرجل بأنه متذلل، ولا يمدح بأنه ذليل؛ لأن تذلـله لغيره اعترافه له والاعتراف حسن، ويقال العلماء متذللون لله تعالى، ولا يقال أذلاء له سبحانه) . - الفرق بين الإذلال والإهانة: الإذلال: إذلال الرجل للرجل أن يجعله منقادًا على الكره، أو في حكم المنقاد . الإذلال لا يكون إلا من الأعلى للأدنى . نقيض الإذلال الإعزاز . الإهانة: الهوان مأخوذ من تهوين القدر، وأن يجعل هذا المرء صغير الأمر لا يبالى به. والاستهانة تكون من النظير للنظير. نقيض الإهانة الإكرام . |
#5
|
||||
|
||||
![]() ذم الذُّل والنهي عنه أولًا: في القرآن الكريم - قال تعالى: وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ [البقرة: 61]. قال ابن كثير: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ أي: وضعت عليهم وألزموا بها شرعًا وقدرًا، أي: لا يزالون مستذلين، من وجدهم استذلهم وأهانهم، وضرب عليهم الصغار، وهم مع ذلك في أنفسهم أذلاء متمسكنون.. وقال الضحاك: وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ قال: الذل... وقال الحسن: أذلهم الله فلا منعة لهم، وجعلهم الله تحت أقدام المسلمين. ولقد أدركتهم هذه الأمة وإن المجوس لتجبيهم الجزية) . - وقال تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران: 26 ]. قال الشوكاني: (قوله: وَتُذِلُّ مَن تَشَاء أي: في الدنيا، أو في الآخرة، أو فيهما) . وقال أبو حيان الأندلسي: (وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء قيل: محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حين دخلوا مكة في اثني عشر ألفًا ظاهرين عليها، وأذل أبا جهل وصناديد قريش حتى حزت رؤوسهم وألقوا في القليب. وقيل: بالتوفيق والعرفان، وتذل بالخذلان. وقال عطاء: المهاجرين والأنصار وتذل فارس والروم. وقيل: بالطاعة وتذل بالمعصية. وقيل: بالظفر والغنيمة وتذل بال*** والجزية. وقيل: بالإخلاص وتذل بالرياء. وقيل بالغنى وتذل بالفقر. وقيل: بالجنة والرؤية وتذل بالحجاب والنار، قاله الحسن بن الفضل. وقيل: بقهر النفس وتذل باتباع الخزي، قاله الوراق. وقيل: بقهر الشيطان وتذل بقهر الشيطان إياه، قاله الكتاني. وقيل: بالقناعة والرضا وتذل بالحرص والطمع، وينبغي حمل هذه الأقاويل على التمثيل؛ لأنه لا مخصص في الآية، بل الذي يقع به العزُّ والذُّلُّ مسكوت عنه) . - وقال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ [الأعراف: 152 ]. قال الطبري: (يقول تعالى ذكره: إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ إلهًا سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ، بتعجيل الله لهم ذلك وذلة وهي الهوان؛ لعقوبة الله إياهم على كفرهم بربهم في الحياة الدنيا، في عاجل الدنيا قبل آجل الآخرة) . وقال ابن عاشور: (معنى: نيل الذلة إياهم أنهم يصيرون مغلوبين لمن يغلبهم، فقد يكون ذلك بتسليط العدو عليهم، أو بسلب الشَّجاعَة من نفوسهم. بحيث يكونون خائفين العدو، ولو لم يسلط عليهم، أو ذلة الاغتراب إذ حرمهم الله ملك الأرض المقدسة فكانوا بلا وطن طول حياتهم حتى انقرض ذلك الجيل كله، وهذه الذلة عقوبة دنيوية قد لا تمحوها التوبة، فإن التوبة إنما تقتضي العفو عن عقاب التكليف، ولا تقتضي ترك المؤاخذة بمصائب الدنيا، لأن العقوبات الدنيوية مسببات تنشأ عن أسبابها، فلا يلزم أن ترفعها التوبة إلا بعناية إلهية خاصة) . - وقال تعالى: قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ [النمل: 34]. قال الشوكاني: (وجعلوا أعزة أهلها أذلة أي: أهانوا أشرافها، وحطوا مراتبهم، فصاروا عند ذلك أذلة، وإنما يفعلون ذلك لأجل أن يتمَّ لهم الملك، وتستحكم لهم الوطأة، وتتقرر لهم في قلوبهم المهابة) . وقال القاسمي: (معنى قولها: إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أي عنوة وقهرًا، أَفْسَدُوهَا أي أخربوها، وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً أي بالقهر، والغلبة، وال***، والأسر، ونهب الأموال، وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) . - وقال تعالى: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا [الإسراء:111]. قال الطبري: (ولم يكن له ولي من الذُّل يقول: ولم يكن له حليف حالفه من الذُّل الذي به، لأنَّ من كان ذا حاجة إلى نصرة غيره، فذليل مهين، ولا يكون من كان ذليلًا مهينًا يحتاج إلى ناصر إلهًا يطاع) . قال ابن كثير: (ولم يكن له ولي من الذُّل أي: ليس بذليل فيحتاج أن يكون له ولي أو وزير أو مشير، بل هو تعالى شأنه خالق الأشياء وحده لا شريك له، ومقدرها ومدبرها بمشيئته وحده لا شريك له، قال مجاهد في قوله: وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ: لم يحالف أحدًا، ولا يبتغي نصر أحد، وكبره تكبيرًا أي: عظمه وأجله عما يقول الظالمون المعتدون علوًا كبيرًا) . وقال القاسمي: (وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّأي ناصر من الذُّل ومانع له منه، لاعتزازه به. أو لم يوال أحدًا من أجل مذلة به، ليدفعها بموالاته) . وقال ابن عطية: (قيد لفظ الآية نفي الولاية لله عز وجل بطريق الذُّل وعلى جهة الانتصار، إذ ولايته موجودة بتفضله ورحمته لمن والى من صالحي عباده) . |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
موسوعة, الاخلاق, الاسلامية, الشاملة |
|
|