|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الدعوة ليست مهمة إضافية!!
على عكس ما نحفظ من سيرة سلفنا الصالح من أن العلم يؤتى ولا يأتي أحدًا؛ فإن الدعوة إلى الله تأتي الناس ولا يأتونها هم، وكما يقول فضيلة الدكتور محمد بن عبد العزيز الثويني الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فإن الدعاة سعاة، بمعنى أنهم لا ينتظرون الناس يأتون إليهم، وإنما يذهبون هم إلى الناس مقتدين في ذلك بإمام الدعاة صلى الله عليه وسلم، وبالصحابة الأجلاء وبمن تبعهم بإحسان من ورثة النبي صلى الله عليه وسلم، جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها فضيلة الدكتور محمد بن عبد العزيز الثويني الأستاذ بجامعة الإمام، والتي تحدث فيها عن قواعد الدعوة إلى الله، وقد حصر فضيلته أكثر من عشرين قاعدة من قواعد الدعوة مبينًا أن الدعوة إلى الله كدراسة لم يُقعَّد لها حتى الآن، فالقواعد الفقهية أو القواعد الأصولية هي عامة تصلح في كل فن شرعي. أهمية الدعوة إلى الله: وبيَّن الدكتور الثويني أهمية الدعوة إلى الله وضرورة القيام بها بوصفها وظيفة الرسل والدعاة إلى الله فيقول: الدعوة إلى الله أفضل الأعمال؛ لأنها دعوة المرسلين عليهم الصلاة والسلام، والله جل وعلا قال لنبيه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّك} [النحل: 125] وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33]. فكل من دعا إلى الله فهو داخل في هذه الآية. إذن فهذه المهمة مهمة عظيمة والقائم بها يسير على خطى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108]. إذن فالدعوة والقيام بهذه المهمة العظيمة فيها اتباع للنبي صلى الله عليه وسلم. فالداعية يسعى إلى إبعاد الناس عن الباطل وتعديهم إلى الحق الذي يجب أن يكونوا عليه... {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] هذه العبادة لله باتباع الأوامر واجتناب النواهي وتوحيد الله سبحانه وتعالى لن يستطيع أن يقوم بها من يجهلها ويغفل عنها إلا عن طريق الدعاة إلى الله وعن طريق الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى. ليست مهمة سهلة: ويؤكد الدكتور الثويني أن مهمة الدعاة ليست مهمة سهلة أو أنها كما قد يتصور البعض أو يحاول أن يصورها لغيره من أنها أقل الوظائف في هذه الحياة. فهناك تصور عجيب وخاطئ أن الوظائف الشرعية وقبلها الدراسات الشرعية هي من أقل الأمور أهمية؛ لأن الناس في تصور مثل هؤلاء مسلمون لا يحتاجون إلى دعوة، وبعضهم يرى أن الوظائف الشرعية هي مهمة إضافية يقطع بها وقتًا حتى تتهيأ له الوظيفة التي يرى أنها هي الأهم والأمثل وتلك مصيبة، ومن يقرأ في منهج دعاة التغريب يجد أن أحد أهدافهم هو التقليل من مكانة الدعاة وقيمة العلوم الشرعية في نظر المسلم. إذن فأحد القضايا المهمة التي ينبغي أن نعيها ونلتفت إليها ونعمل على تحقيقها هي أن الدعوة إلى الله هي أفضل المهام وأجل الوظائف وهذا أمر يجب أن يتقرر عند كل أحد؛ فلا يتحقق التوحيد إلا بالدعوة إلى الله ولا تقام العبادات إلا بالدعوة إلى الله، ولا تؤتى الأوامر إلا بالدعوة ولا تجتنب النواهي إلا بالدعوة، ولا يمكن للباطل أن ينتشر ويكثر أهله وأن يتعمق ويكون له جذور إلا قلت جهود الدعاة وضعفت مهمة الداعية إلى الله. الدعوة لم يقعَّد لها حتى الآن! ويتحدث الدكتور الثويني عن قواعد الدعوة إلى الله مشيرًا إلى أن الأصح أن نقول: (قواعد في الدعوة إلى الله)؛ لأن المشكلة أن الدعوة إلى الله كدراسة لم يقعَّد لها حتى الآن، أما القواعد الفقهية أو القواعد الأصولية فهي عامة تصلح في كل فن شرعي، ولكن قواعد الدعوة بالتحديد لم أقف منها على معلقات إلا على معلقين اثنين من هذا الأمر، وهي ليست كافية لعلم يجب أن يكون هو الأصل وهو المنطلق في هذه الحياة. وقد استطعت أن أصيغ نحو عشرين قاعدة من قواعد الدعوة وبذلت فيها جهدًا لتكون أشمل وأفهم، وهذا هو المهم في القاعدة أن تكون سريعة الفهم، فمثلاً قاعدة (المشقة تجلب التيسير) قاعدة سريعة الفهم، أما أن تكون القاعدة الفقهية جامعة يعني أن تكون جامعة لجزئيات متفرقة حتى لا نحتاج إلى أكثر من جزئية، فهذا أمر مهم في القواعد، والقواعد كما في تعريفاتها الاصطلاحية واللغوية: هي جمع قاعدة وهو الأصل والأساس الذي يبنى عليه غيره ويعتمد.. وكل قاعدة هي أصل للتي فوقها، ويستوي في الأمور الحسية والمعنوية فهي في كل شيء بحسبه، وفي الاصطلاح هي حكم كلي يتعرف به على أحكام جزئياته وهذا شامل للقواعد الاستقرائية كالفقه والنحو والأصول والدعوة. أما قواعد الدعوة إلى الله فهي الأحكام الكلية التي يتوصل بها إلى استنباط مناهج ووسائل وأساليب الدعوة وكيفية الاستفادة منها. ليس عليك هداهم: وأول ما أشار إليه الدكتور الثويني من قواعد الدعوة إلى الله تنطلق من قول الله عز وجل: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} [البقرة: 272] وهو ما يعني أن الداعية ما عليه إلا البلاغ والدعوة، أما الهداية فهي من الله عز وجل، فهداية الطريق هذه مهمة الداعية، وهداية التوفيق هي لله وحده سبحانه وتعالى. ويضيف الدكتور الثويني: أن كل واحد يتمنى أن يرى أثر عمله ونتائج دعوته وقد يحدث هذا وقد لا يحدث، وقد يحدث بعد وفاة الداعية، فحتى في محيط الأسرة والأولاد قد يلاحظ أن أولاد هذا الداعية أو ذاك قد لا يهتدون ويستقيمون إلا بعد وفاة والدهم وهو من الدعاة والعلماء وكان يتمنى أن يراهم على هذه الهداية والصلاح في حياته لكن الهداية بيد الله. فهذه قضية مهمة ولذلك قال الله جل وعلا: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا} [يوسف: 110] قال ابن كثير: "إن نصر الله جل وعلا ينزل على رسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين عند ضيق الحال وانتظار الفرج من الله في أحوج الأوقات إليه مثل قوله تعالى: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ}" [البقرة: 214]. وهذا بيان للرسل ولسائر الدعاة أن البلاغ والدعوة على الرسل والدعاة، أما النتائج وهداية التوفيق فهي بيد الله وحده جل وعلا، يقول الله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 272]. وعندما وجد النبي صلى الله عليه وسلم أن كفار قريش منهم من لم يؤمن به حزن وهو حريص على هدايتهم ولهذا أنزل الله عليه قوله تعالى: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 3]، وقال الله تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103]، وقال جل شأنه: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَة} [هود: 118]. الدعاة سعاة: أما القاعدة الثانية من قواعد الدعوة إلى الله التي ينبه إليها الدكتور محمد الثويني فهي أن الدعاة سعاة ويوضح ذلك بقوله: إن القاعدة تعني أن الدعاة يذهبون إلى الناس ولا يجلسون في أماكنهم ينتظرون الناس، فأنت أيها الداعي اذهب إلى المدعوين واسع إليهم ولا تنتظر حتى يأتوا فقد يأتون وقد لا يأتون. فهذه المحاضرات والندوات والدورات العلمية والدروس العلمية التي تقام في مناطق مختلفة من بلادنا هي دعوة من جانب لزيادة الحصيلة للنصح للإرشاد للتعليم وهذا خير لا شك، لكن الدعوة يقصد منها نقل الإنسان من المعصية إلى الطاعة، وقد يكون المدعو خارج دائرة الإسلام فيكون المقصود من الدعوة هنا نقله من دائرة الكفر إلى دائرة الإسلام والإيمان، فالدعاة إذن سعاة... وهذا حق للمدعو، فمن حقه أن يُؤتى وعلى الداعية ألا ينتظر مجيء الناس إليه حتى يقوم بواجبه نحوهم. وقد علمنا رسول الهدى صلى الله عليه وسلم هذا المنهج وهذه القاعدة عندما افتقد الغلام اليهودي الذي كان يؤذيه فانقطع فترة فذهب النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عنه وزاره في بيته ووجد الغلام مريضًا وعلم من حاله أنه في النزع الأخير، ولأن زيارة النبي صلى الله عليه وسلم للغلام اليهودي ليست كأي زيارة وإنما هي زيارة دعوية، لذلك قال له النبي عليه السلام: قل لا إله إلا الله، فنظر الغلام إلى أبيه وكان واقفًا فوق رأسه فأشار إليه أبوه، وقال: أطع أبا القاسم. فقال الغلام: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ففرح النبي صلى الله عليه وسلم أن الله أخرج الغلام بسببه من الكفر إلى الإسلام وأنقذه الله من النار. ويكفي دليلاً على قاعدة أن الدعاة سعاة انتقال النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة لإيصال دعوة الله إلى الناس وحتى قبل الهجرة من مكة إلى المدينة لم يكتف النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة من حوله في مكة، بل ذهب إلى الطائف وبذل النبي صلى الله عليه وسلم الجهد البدني المضني وكذلك الجهد النفسي خاصة عندما واجهه الرفض والصد ممن يدعوهم، وهذه قضية مهمة ينبغي للدعاة أن يعوها ويستفيدوا من هذا المنهج النبوي والقاعدة النبوية، فالانتقال بالدعوة والذهاب إلى المدعوين قد تكبد الداعي مشاق كثيرة وجهدًا بدنيًا ونفسيًا لكن هذه رسالته والأجر على قدر المشقة وأمام الداعي بشرى النبي صلى الله عليه وسلم: «لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من أن يكون لك حمر النعم» (البخاري: 4210) أو كما قال صلى الله عليه وسلم. لكن هناك سؤالاً يطرح نفسه: لماذا كان المدعو يُدعى ويؤتى ولا يأتي؟ لأن وظيفة الرسل وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم هي التبليغ، {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المائدة: 67]، وقال الله تعالى: {مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ} [المائدة: 99]. وهذا التبليغ يستلزم انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكان من يراد تبليغه لاحتمال عدم وصول خبر الدعوة إليه، هذا احتمال، أو أنها وصلته بصورة غير صحيحة، أو وصلته بصورة صحيحة ولكنه لم يذهب ليأتي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيسمع منه... فلأجل هذه الاحتمالات كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأتي إلى الناس لتبليغهم الدعوة إلى الله. إن الواقع يؤكد أن كثيرًا من الناس يحبون الخير لكنهم لا يسعون إليه إما كسلاً أو لغفلة عندهم، فلهذا علمنا إمام الدعاة صلى الله عليه وسلم أن نسعى بالخير إلى الناس، ومن هذا الخير وفي مقدمة هذا الخير دعوتهم إلى الله. الشفقة والرحمة بالمدعوين: يقول الدكتور الثويني: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذهب إلى المدعوين ويحرص على دعوتهم شفقة بهم وحرصًا على هدايتهم وتخليصهم من الكفر؛ فالداعية لا بد أن يكون وهو يدعو رحيمًا بهم مشفقًا عليهم، فأنت إذا دعوت لا يكون الأمر بالنسبة لك إبراء الذمة وانتهى الأمر، بل لا بد أن تكون حريصًا على من تدعوه محبًا للخير له، آخذًا بيده إليه، ولذلك نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم شبه نفسه ثم قال آخذ بحجزكم عن النار ونحن الدعاة على هذا المنهج، ونسير وفق هذه القاعدة، {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى} يسعى لماذا؟ {قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} [يس: 20]. وهذه دلالة على الحرص على المدعو الذي يجعلك كداعية تسعى إلى الناس. الدعاة ومرضى القلوب: وللتأكيد على أهمية سعي الدعاة إلى المدعوين، يوضح الدكتور الثويني أن البعيدين عن الإسلام قلوبهم مريضة ومرضى القلوب من هذا النوع لا يعرفون مرضهم ولا يحسون به، ومن ثم لا يشعرون بالحاجة إلى علاجه وهذه مشكلة. فلا بد من إخبارهم بمرضهم ولا ينتظر أن يأتوا هم -أي المرضى- ليخبروا الدعاة بمرضهم فمن أعراض مرض القلوب من هذا النوع إعراضهم عن الدعوة والمجيء إلى صاحبها. الدعوة حق لكل محتاج: قاعدة أخرى من قواعد الدعوة إلى الله يبينها ويوضحها الدكتور الثويني وهي تدور حول مفهوم أن الدعوة حق لكل محتاج، يقول الدكتور الثويني: متى ما كان الداعية قادرًا على إيصال دعوته للمدعو فواجب عليه أن يدعوه... لماذا؟ لأن المدعو محتاج إلى هذه الدعوة ولهذا نجد قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} [الكهف: 28] وقوله تعالى: وَلا {تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيّ} [الأنعام: 52] وقال الله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى . أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى} [عبس: 1، 2] فهنا يتقرر أن الدعوة إلى الله حق لمن احتاجها. وهذه القاعدة حقيقة تدل على معنى مهم وهو اتساع أفق الداعية لعموم المدعوين بمعنى أن يتسع قلب الداعية للمدعوين الموافقين والمخالفين؛ فلا يمكن أن توصل رسالتك للآخر حتى تكون قريبًا منه وتسمع منه، ولهذا نجد الدعوة الفردية في نفعها أكثر من الدعوة الجماعية أو العامة. والمخالف على نوعين: - مخالف في أصل العقيدة فهذا له الحق أن يُدعى بقول الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ} [التوبة: 6] قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: {حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ}: أي القرآن وتسمعه شيئًا من أمور الدين تقيم به عليه حجة الله. - النوع الثاني: خلاف داخل دائرة العقيدة الصحيحة وهذا موجود، قال أبو الدرداء رحمه الله: "إنا لنكشر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم"، والتكشير هو ظهور الأسنان وأكثر ما يطلق عند الضحك مع أن السائد الآن التكشير يعني تقطيب الجبين، وقال العلماء: يطلق على هذا وذاك. والضحك أو الابتسامة في وجوه المخالفين للتأليف وليس للسخرية منهم، والتأليف مطلوب قبل التعريف. قال ابن حجر: "والمداراة هي الرفق بالجاهل في التعليم بالفاسق من النهي عن فعله وترك الإغلاظ عليه حيث لا يظهر ما هو فيه والإنكار عليه بلطف القول والفعل ولا سيما إذا احتيج إلى تعسفه ونحو ذلك..." انتهى. يقول الإمام أحمد رحمه الله عن إسحاق بن راهويه: "لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضًا". وهذه قضية مهمة جدًا أنك أيها الداعي لا بد أن تستوعب المخالف، واستيعاب المخالف داخل دائرة العقيدة السليمة على نوعين: تستوعبه لتدعوه، وتستوعبه لتستفيد منه. |
العلامات المرجعية |
|
|