اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > علوم القرآن الكريم (مكتوب و مسموع و مرئي)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-08-2013, 11:33 PM
مواطن بسيط مواطن بسيط غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
العمر: 52
المشاركات: 280
معدل تقييم المستوى: 12
مواطن بسيط is on a distinguished road
Impp إن الله ربي وربكم فاعبدوه


في سياق إخبار القرآن الكريم عن عيسى جاء إقراره عليه السلام بعبوديته لله تعالى في ثلاثة مواضع:

الأول: قوله تعالى: {إن الله ربي وربكم فاعبدوه} (آل عمران:51).

الثاني: قوله سبحانه: {وإن الله ربي وربكم فاعبدوه} (مريم:36).

الثالث: قوله عز وجل: {إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه} (الزخرف:64).

فجاءت الآية الأولى مؤكَّدة بـ {إن} من غير حرف عطف، وجاءت الآية الثانية معطوفة على ما قبلها بحرف العطف (الواو) {وإن}، وجاءت الآية الثالثة بغير حرف عطف مع زيادة ضمير الفصل {هو}، ولم يقع هذا الضمير في الآيتين الأوْلَيين، فانفردت كل آية من الآيات الثلاث بما وردت عليه مع اتحاد المقصد، وهو إقرار عيسى بعبوديته لله سبحانه.

والافتراق بين هذه الآيات الثلاث جاء في أمرين:

الأول: مجيء آية سورة مريم معطوفة بالواو {وإن} دون الآيتين الأُخْرَيَيْن.

الثاني: مجيء ضمير الفصل {هو} في آية الزخرف دون الآيتين الأُخْرَيَيْن.

أجاب ابن الزبير الغرناطي عن الافتراق الأول بما حاصله: إن آية سورة مريم لما تضمنت مقالة عيسى عليه السلام، وآية كلامه في المهد مخبراً عن نبوته، وما اصطفاه به سبحانه من الخصائص، فقال: {إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا * وجعلني مباركا أين ما كنت} (مريم:30-31)، إلى ما أعقب به من هذه الخصائص، معطوفاً بعضها على بعض؛ ليبين تعداد تلك النعم إلى قوله: {والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا} (مريم:33)، فذكر ما حفظ الله عليه من كرامته في هذه الأحوال الثلاثة البشرية، وهي: حال الولادة، وحال الموت، وحال البعث بعده، وهذه أحوال تتنـزه الربوبية عنها، وتتعالى عن تجويزها عليه سبحانه. ثم لما كان من تمام إخبار عيسى عليه السلام، وتعريفه بما عرَّف به، وتكميل ما قصد به إقراره لله سبحانه بالربوبية للكل في قوله: {وإن الله ربي وربكم فاعبدوه}، وكان متصلاً بما تقدم، وكأنه قد قال: إني عبد الله، واصطفاني بكذا وكذا، ومعترف بانفراد خالقي بملك الكل، وقهرهم، وخلقهم، فهو ربهم ومالكهم، والمعبود بحق، فلما كان الكلام من حيث معناه متصلاً، وقد ورد أثناءه، ما يفيد بظاهره حين أخبر تعالى عنه بقوله عليه السلام: {والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا} أن كلام عيسى عليه السلام قد تم وانقضى، وشرع في قضية أخرى من التعريف بحقيقة أمر عيسى عليه السلام، فقال تعالى: {ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون * ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون} (مريم:34-35) فورد هذا مورد الجُمَل التي كأنها مفصولة عما قبلها مع الحاجة إليها، واتصال ما بعدها بما قبلها، لم يكن بدٌّ من حرف العطف؛ ليحصل منه أنه كلام غير منقطع بعضه من بعض، ولا مُسْتَأنَف، بل هو معطوف على ما تقدمه من كلام عيسى عليه السلام، فلم يكن بدٌّ من حرف العطف؛ لإحراز هذا الالتحام؛ إذ لم يكن ليحصل دون حرف العطف حصوله معه، فقيل: {وإن الله ربي وربكم فاعبدوه}، وهو حكاية قول عيسى عليه السلام متصلاً من حيث معناه بقوله: {والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا}، فالوجه عطفه عليه مع الحاجة إلى ما توسط الكلامين. فهذا وجه ورود (الواو) هنا، ولم يَعْرِض في آية آل عمران فَصْلٌ بين الآية وما قبلها، يوهم انقطاعاً فيحتاج إلى (الواو)، فهذا وجه دخولها في هذه الآية.

أما الجواب عن مجيء ضمير الفصل {هو} في آية الزخرف دون آيتي آل عمران ومريم فقد أجاب عنه السكاكي بما حاصله: إنما لم يجب في الآيتين الأَوْلَيَين من التوكيد ما أوجبه اختيار الكلام في آية الزخرف؛ لأن قوله سبحانه {إن الله ربي وربكم فاعبدوه} حكاية عن عيسى بعد ما مضت آيات كثيرة في ذكره، وابتداءُ أمره من مبتدأ الآية التي نزلت في شأن مريم عليها السلام، وهي: {وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين} (آل عمران:42) إلى آخر العشر الآيات التالية لها. فلما تتابعت هذه الآيات في ذكره، ودلت على خَلْقه، كانت فيها دلالة على أنه مربوب مصنوع بكثرة الأفعال التي أُسندت إليه، وأنه سبحانه أصحبه معجزات تدل على صدقه في نبوته، وكَذِبِ من قال ببُنوته، فصرفتهم تلك الأفعال التي تقدم ذكرها إلى العلم بأنه تعالى ربُّه.

وكذلك في سورة مريم جاء قوله سبحانه: {وإن الله ربي وربكم فاعبدوه} بعدما مضت آيات كثيرة، ابتداؤها قوله تعالى: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا} (مريم:16)، وبعد عشر آيات مرت من قصتها، قال: {وإن الله ربي وربكم فاعبدوه}، وكانت تلك الآيات ناطقة بأن الله تعالى ربُّه، فاكتفى بما طال من الكلام المؤكِّد لحاله على حقيقتها عن التوكيد الذي في سورة الزخرف؛ لأنه لم يذكر هذه الآية إلا بعد قوله: {ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون * إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه} (الزخرف:63-64)، فالموضع الذي خلا من الآيات الكثيرة الدالة على أن الله تعالى ربه، وهو عبده لا ابنه حَسُنَ تأكيد الكلام فيه؛ صرفاً للناس عما ادعوه من أنه ابن الله إلى أنه عبده، ألا ترى قوله سبحانه في سورة مريم: {ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون * وإن الله ربي وربكم فاعبدوه} (مريم:35-36).

على أن التأكيد بضمير الفصل {هو} في مثل هذا الموضع يكون لأحد وجهين:

الأول: أن تريد أنه على الصفة التي جعلتها خبراً عنه لا على غيرها.

الثاني: أن تريد أن صاحب هذه الصفة التي جعلت خبراً عنه إنما هو فلان لا غيره.

فقولك: إن زيداً هو أخوك، أي: هو صديقك، لا عدوك، أو قولك: زيد هو أخوك لا عمرو، فكذلك قوله تعالى: {إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه}، يحتمل أن يريد التأكيدين: أن يريد أنه هو خالقي، والقائم بمصالحي، لا غيره من الآلهة التي ترون عبادتها، وأن يريد أنه هو ربي، لا أبي كما زعمت النصارى، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

قال ابن عاشور: وضمير الفصل أفاد القصر، أي: الله ربي لا غيره. وهذا إعلان بالوحدانية، وإن كان القوم الذين أُرسل إليهم عيسى موحدين، لكن قد ظهرت بدعة في بعض فرقهم، الذين قالوا: {المسيح ابن الله} (التوبة:30)، وتأكيد الجملة بـ {إن} لمزيد الاهتمام بالخبر؛ فإن المخاطبين غير منكرين ذلك.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 31-08-2013, 10:24 PM
mouslim00 mouslim00 غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 25
معدل تقييم المستوى: 0
mouslim00 is on a distinguished road
افتراضي

جزاكم الله خيراً مواطن بسيط على هذا الموضوه الهام وجعله الله فى ميزان حسناتكم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-09-2013, 04:24 PM
الصورة الرمزية اسراء سمير00
اسراء سمير00 اسراء سمير00 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
العمر: 29
المشاركات: 2,655
معدل تقييم المستوى: 15
اسراء سمير00 will become famous soon enough
افتراضي

جزاك الله كل خير

تحياتي
__________________


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-09-2013, 04:57 AM
الصورة الرمزية أحـمد قرنى
أحـمد قرنى أحـمد قرنى غير متواجد حالياً
معلم حاسب آلى
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 2,459
معدل تقييم المستوى: 17
أحـمد قرنى has a spectacular aura about
افتراضي

جزاكم الله خيراً
وجعله الله فى ميزان حسناتكم
__________________
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:52 PM.