|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() أقوال السلف والعلماء في الجدال والمراء - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:(لا تمارِ أخاك؛ فإنَّ المراء لا تفهم حكمته، ولا تُؤمَن غائلته ) . - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: (من استحقاق حقيقة الإيمان ترك المراء، والمرء صادق) . - وقال أبو الدرداء: (كفى بك إثمًا أن لا تزال مماريًا) . - وقال ابن عمر رضي الله عنهما: (ولن يصيب رجل حقيقة الإيمان حتى يترك المراء، وهو يعلم أنَّه صادق، ويترك الكذب في المزاحة) . - ورُوي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنَّه قال: (إذا أحببت أخًا فلا تماره) . - وقال مالك بن أنس: (المراء يقسِّي القلوب، ويُورث الضغائن) . - وقال أيضًا: (كلما جاء رجل أجدل من رجل، تركنا ما نزل به جبريل على محمد عليه السلام لجدله) . - وقال أيضًا: (ليس هذا الجدل من الدين بشيء) . - وقال ابن أبي ليلى: (لا تمار أخاك؛ فإنَّه لا يأتي بخير) . - وقال أيضًا: (لا أُماري أخي إما أن أغضبه، وإما أكذبه) . - وقال بلال بن سعد: (إذا رأيت الرجل لجوجًا مماريًا معجبًا برأيه فقد تمت خسارته) . - وقال الشافعي: (المراء في العلم يقسي القلوب، ويورث الضغائن) . - وقال مسلم بن يسار: (إيَّاكم والمراء، فإنها ساعة جهل العالم، وبها يبتغي الشيطان زلته) . - وقال عبدوس بن مالك العطار: (سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه يقول: أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم، وترك البدع- وكلُّ بدعة فهي ضلالة- وترك الخصومات، والجلوس مع أصحاب الأهواء، وترك المراء والجدال، والخصومات في الدين... إلى أن قال: لا تخاصم أحدًا ولا تناظره، ولا تتعلم الجدال؛ فإنَّ الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه منهي عنه، لا يكون صاحبه -إن أصاب بكلامه السنة- من أهل السنة حتى يدع الجدال) . - وقال محمد بن الحسين: (من صفة الجاهل: الجدل، والمراء، والمغالبة) . - وعن الحسن قال: (ما رأينا فقيهًا يماري) . - وعنه أيضًا: (المؤمن يداري ولا يماري، ينشر حكمة الله، فإن قُبلت حمد الله، وإن رُدَّت حمد الله) . - وعن زياد بن حدير قال: (قال لي عمر: هل تعرف ما يهدم الإسلام؟! قال: قلت: لا. قال: يهدمه زلَّة العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المضلين) . - وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى: (ما ماريت أخي أبدًا؛ لأني إن ماريته إمَّا أن أكذبه، وإمَّا أن أغضبه) . - وقال عبد الله بن الحسن: (المراء رائد الغضب، فأخزى الله عقلًا يأتيك بالغضب) . - وقال الأصمعي: (سمعت أعرابيًّا يقول: من لاحى الرجال وماراهم قلَّت كرامته، ومن أكثر من شيء عُرف به) . - وقال عمر بن عبد العزيز: (قد أفلح من عُصم من المراء والغضب والطمع) . - وقال الأوزاعي: (إذا أراد الله بقوم شرًّا ألزمهم الجدل، ومنعهم العمل) . آثار الجدال والمراء
1- الجدال والمراء غير المحمود من فضول الكلام الذي يعاب عليه صاحبه. 2- قد يؤدي الجدال الباطل إلى تكفير الآخرين أو تفسيقهم. 3- يدعو إلى التشفي من الآخرين. 4- يذكي العداوة، ويورث الشقاق بين أفراد المجتمع. 5- يقود صاحبه إلى الكذب. 6- يؤدي إلى التطاول والتراشق بالألسنة. 7- يؤدي بالمجادل إلى إنكار الحق ورده. أقسام الجدال ينقسم الجدال إلى قسمين: 1- الجدال المحمود: وهو الذي يكون الغرض منه تقرير الحقِّ، وإظهاره بإقامة الأدلة والبراهين على صدقه، وقد جاءت نصوص تأمر بهذا النوع من الجدال، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بهذا الجدال في قوله تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل: 125]. وقال جلَّ في علاه: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ [العنكبوت: 46]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((جاهدوا المشركين بأموالكم، وأنفسكم، وألسنتكم)) . وقد حصل هذا النوع من الجدال بين عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وبين الخوارج زمن علي بن أبي طالب بأمر علي، فأقام عليهم الحجة وأفحمهم، فرجع عن هذه البدعة خلق كثير . وكذلك مجادلة أحمد بن حنبل للمعتزلة، ومجادلات ابن تيمية لأهل البدع. 2-الجدال المذموم: هو الجدال الذي يكون غرضه تقرير الباطل بعد ظهور الحقِّ، وطلب المال والجاه، وقد جاءت الكثير من النصوص والآثار التي حذَّرت من هذا النوع من الجدال ونهت عنه، ومن هذه النصوص: قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ [الحج: 3]. وقوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ [الحج: 8]. وقوله سبحانه: مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ [غافر: 4]. وقال صلى الله عليه وسلم: ((المراء في القرآن كفر)) . وقال ابن عثيمين: (المجادلة والمناظرة نوعان: النوع الأول: مجادلة مماراة: يماري بذلك السفهاء، ويجاري العلماء، ويريد أن ينتصر قوله؛ فهذه مذمومة. النوع الثاني: مجادلة لإثبات الحق وإن كان عليه؛ فهذه محمودة مأمور بها) . وقال الكرماني: (الجدال: هو الخصام، ومنه قبيح وحسن وأحسن؛ فما كان للفرائض فهو أحسن، وما كان للمستحبات فهو حسن، وما كان لغير ذلك فهو قبيح) آداب الجدال المحمود هناك جملة من الآداب ينبغي لمن أراد الجدال أن يتحلَّى بها، ومنها: 1- النية الصادقة في نصرة الحق، والدعوة إلى دين الله تعالى، وترك الرياء والسمعة، أو طلب الجاه والرفعة. 2- العلم الصحيح المستفاد من كتاب الله تعالى، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه سلف هذه الأمة الصالح. 3- رد الاختلاف إلى كتاب الله وسنة رسوله. 4- تقديم النقل ونصوصه على العقل وظنونه. 5- التحلي بالأخلاق الإسلامية العالية أثناء الجدال؛ من القول المهذب، واحترام الآخرين، وعدم الطعن في الأشخاص، أو لمزهم والاستهزاء بهم. 6- أن تكون غايتك إظهار الحق، وإقناع الناس به، مع الابتعاد عن الباطل أو تلبيسه على الناس. 7- تقديم الأهم فالأهم من الحجج، والبينات، والأدلة المفحمة للخصم، بقصد الإقناع وإظهار وجه الصواب. 8- مجانبة إطالة الكلام، وغرابة الألفاظ، أو خروجها عن صلب الموضوع. 9- عدم الالتزام في أثناء المناظرة بضدِّ الدعوى التي تحاول إثباتها وإلا فشلت. 10- عدم التعارض بين الأدلة، أو التناقض في البينات والحجج. 11- عدم الطعن في أدلة الخصم إلا ضمن الأمور المبنية على المنهج الصحيح. 12- إعلان التسليم بالقضايا المتفق عليها، وقبول نتائج المناظرة. 13- الامتناع عن المجادلة إذا كانت تؤدي إلى فتنة وفساد، أو ضرر يلحق بالدعوة. 14- أهمية مراعاة الظروف المحيطة بالمناظرة من حيث الأشخاص، والموضوع، والزمان، والمكان. آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 02-03-2014 الساعة 02:53 AM |
#2
|
||||
|
||||
![]() من أقوال الحكماء - يقال: (لا تمارِ حكيمًا ولا سفيهًا؛ فإنَّ الحكيم يغلبك، والسفيه يؤذيك) . - قال محمد بن الحسين: (وعند الحكماء: أنَّ المراء أكثره يغيِّر قلوب الإخوان، ويُورث التفرقة بعد الألفة، والوحشة بعد الأنس) . وصايا ونصائح في التحذير من الجدال والمراء: - قال لقمان: (يا بنيَّ، من لا يملك لسانه يندم، ومن يكثر المراء يشتم، ومن يصاحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يصاحب الصالح يغنم) . - وقال أيضًا: (لا تمارينَّ حكيمًا، ولا تجادلنَّ لجوجًا ، ولا تعاشرنَّ ظلومًا، ولا تصاحبنَّ متَّهمًا) . - وقال أيضًا: (يا بني، من قصر في الخصومة خصم، ومن بالغ فيها أثم، فقل الحق ولو على نفسك، فلا تبال من غضب) . - وعن يونس قال: كتب إليَّ ميمون بن مهران: (إيَّاك والخصومة والجدال في الدين، ولا تجادلنَّ عالـمًا ولا جاهلًا. أما العالم فإنَّه يخزن عنك علمه، ولا يبالي ما صنعت، وأما الجاهل فإنه يخشن بصدرك ، ولا يطيعك) . وقال مسعر بن كدام يُوصي ابنه كدامًا: إني منحتك يا كدام نصيحتي *** فاسمع لقول أب عليك شفيقِ أما المزاحة والمراء فدعهما *** خلقان لا أرضاهما لصديقِ إني بلوتهما فلم أحمدهما *** لمجاور جارًا ولا لرفيقِ والجهل يزري بالفتى في قومه *** وعروقه في الناس أي عروقِ؟! ذم الجدال والمراء في واحة الشعر قال إسماعيل بن يسار: فدعْ عنك المراءَ ولا تردِه *** لقلةِ خيرِ أسبابِ المراءِ وأيقِنْ أنَّ مَن مارى أخاه *** تعرَّضَ من أخيه للِّحاءِ ولا تبغِ الخلافَ فإنَّ فيه *** تفرُّقَ بَيْنِ ذاتِ الأصفياءِ وإن أيقنتَ أنَّ الغيَّ فيم *** دعاك إليه إخوانُ الصفاءِ فجاملْهم بحسنِ القولِ فيما *** أردتَ وقد عزمتَ على الإباءِ وقال العرزمي: نصحتُك فيما قلتَه وذكرتَه *** وذلك حقٌّ في المودةِ واجبُ لا تركننَّ إلى المراءِ فإنَّه *** إلى الشرِّ دعَّاء وللغيِّ جالبُ وقال زيد بن جندب الإيادي: كنَّا أناسًا على دينٍ ففرَّقنا *** طولُ الجدالِ وخلطُ الجدِّ باللعبِ ما كان أغنى رجالًا ضلَّ سعيهم *** عن الجدالِ وأغناهم عن الخطبِ وقال ابن الرومي: لذوي الجدالِ إذا غَدَوا لجدالِهم *** حججٌ تضلُّ عن الهدى وتجورُ وُهُنٌ كآنيةِ الزجاجِ تصادمتْ *** فهوت، وكلُّ كاسرٍ مكسورُ فالقاتلُ المقتولُ ثَمَّ لضعفِه *** ولوَهيه ، والآسرُ المأسورُ وقال أبو محمد بن سنان الخفاجي: فإيَّاك إيَّاك المراءَ فإنَّه *** سببٌ لكلِّ تنافرٍ وتشاوسِ وافعلْ جميلًا لا يضيعُ صنيعُه *** واسمحْ بقوتِك للضعيفِ البائسِ لا تفخرنَّ وإن فعلتَ فبالتُّقى *** ناضلْ وفي بذلِ المكارمِ نافسِ وقال آخر: لا تُفنِ عمرك في الجدالِ مخاصمًا *** إنَّ الجدالَ يخلُّ بالأديانِ واحذرْ مجادلةَ الرجالِ فإنها *** تدعو إلى الشحناءِ والشنآنِ وإذا اضطررتَ إلى الجدالِ ولم تجِدْ *** لك مهربًا وتلاقت الصفَّانِ فاجعلْ كتابَ الله درعًا سابغًا *** والشرعَ سيفَك وابدُ في الميدانِ والسنة البيضاء دونك جُنَّة *** واركب جواد العزم في الجولانِ واثبتْ بصبرِك تحت ألويةِ الهدَى *** فالصبرُ أوثقُ عُدَّة الإنسانِ واطعنْ برمحِ الحقِّ كلَّ معاندٍ *** لله درُّ الفارسِ الطعَّانِ واحملْ بسيفِ الصدقِ حملة مخلصٍ *** متجرِّد لله غير جبانِ وإذا غلبت الخصمَ لا تهزأْ به *** فالعجبُ يخمدُ جمرة الإنسانِ وأحسنَ من قال: وإيَّاك من حُلو المزاح ومُرِّه *** ومن أن يراك الناس فيه مماريا وإنَّ مراءَ المرءِ يخلقُ وجهَه *** وإنَّ مزاحَ المرءِ يبدي التشانيا دعاه مزاحٌ أو مراءٌ إلى التي *** بها صار مقليَّ الإخاءِ وقاليا وقال أبو الأخفش الكناني لابن له: أبُنيَّ لا تكُ ما حييتَ مماريًا *** ودَعِ السفاهةَ إنها لا تنفعُ لا تحملنَّ ضغينةً لقرابةٍ *** إنَّ الضغينةَ للقرابةِ تقطعُ لا تحسبنَّ الحلمَ منك مذلةً *** إنَّ الحليمَ هو الأعزُّ الأمنعُ
آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 10-12-2013 الساعة 08:20 PM |
#3
|
||||
|
||||
![]() الجَزَع ![]() معنى الجَزَع لغةً واصطلاحًا معنى الجَزَع لغةً: الجَزَع، بالتَّحريك: نقيض الصَّبر. وقد جَزِع يَجْزَع جَزَعًا فهو جازِع، فإذا كَثُر منه الجَزَع، فهو جَزُوع. والجَزُوع: ضدُّ الصَّبور على الشَّرِّ. وأَجْزَعه غيره . معنى الجَزَع اصطلاحًا: قال أبو هلال: (الجَزَع: إظهار ما يلحق المصَاب مِن المضَض والغَمِّ) . وقال الرَّاغب: (والجَزَع هو: حُزْن يَصْرِف الإنسان عمَّا هو بصدده، ويَقْطَعه عنه) . وقال ابن فارس: (هو انقطاع المنَّة عن حَمْل ما نزل) . |
#4
|
||||
|
||||
![]() الفرق بين الجَزَع وبعض الصِّفات
- الفرق بين الجَزَع والفَزَع: قال الرَّاغب: (الفَزَع والجَزَع أخوان، لكن الفَزَع ما يعتري الإنسان مِن الشَّيء المخِيف، والجَزَع ممَّا يعتري مِن الشَّيء المؤلم، والفَزَع لفظ عام، سواء كان عارضًا عن أمارة ودلالة، أو حاصلًا لا عن ذلك) . الفرق بين الجَزَع ورِقَّة القلب: قال ابن القيِّم: (والفرق بين رِقَّة القلب والجَزَع: أنَّ الجَزَع ضعفٌ في النَّفس، وخوفٌ في القلب، يمدُّه شدَّة الطَّمع والحرص، ويتولَّد مِن ضعف الإيمان بالقَدَر... فمتى عَلِم أنَّ المقَدَّر كائنٌ- ولا بدَّ- كان الجَزَع عناءً محضًا ومصيبة ثانية. أمَّا رِقَّة القلب فإنَّها مِن الرَّحمة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرَقَّ النَّاس قلبًا، وأبعدهم مِن الجَزَع، فرِقَّة القلب رأفةٌ ورحمةٌ، وجَزَعُه مرضٌ وضعفٌ، فالجَزَع حال قلبٍ مريضٍ بالدُّنيا، قد غشيه دخان النَّفس الأمَّارة، فأخذ بأنفاسه، وضيَّق عليه مسالك الآخرة، وصار في سجن الهوى والنَّفس، وهو سجنٌ ضيِّق الأرجاء، مظلم المسلك، فانحصار القلب وضيقه يجعله يَجْزَع مِن أدنى ما يصيبه ولا يحتمله، فإذا أشرق فيه نور الإيمان واليقين بالوعد، وامتلأ مِن محبَّة الله وإجلاله، رَقَّ وصارت فيه الرَّأفة والرَّحمة، فتراه رحيمًا رقيق القلب بكلِّ ذي قُرْبَى ومسلم، يرحم النَّملة في جحرها، والطَّير في وَكْرِه، فضلًا عن بني ***ه، فهذا أقرب القلوب مِن الله تعالى) . |
#5
|
||||
|
||||
![]() أولًا: في القرآن الكريم
قال تعالى: أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ [إبراهيم: 21.] قال ابن عاشور: (وجملة أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مِن كلام الذين استكبروا. وهي مستأنفة تُبين عن سؤالٍ مِن الضُّعفاء، يستفتون المستكبرين: أيصبرون أم يجزعون، تطلُّبًا للخلاص مِن العذاب، فأرادوا تأييسهم مِن ذلك، يقولون: لا يفيدنا جَزَعٌ ولا صَبْرٌ، فلا نجاة مِن العذاب. فضمير المتكلِّم المشارك شامل للمتكلِّمين والمجابين، جمعوا أنفسهم إتمامًا للاعتذار عن توريطهم) . - وقال تعالى: إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلاَّ الْمُصَلِّينَ [المعارج: 19-22]. قال السعدي: (فيَجْزَع إن أصابه فقرٌ أو مرضٌ، أو ذهابُ محبوبٍ له، مِن مالٍ أو أهلٍ أو ولدٍ، ولا يستعمل في ذلك الصَّبر والرِّضا بما قضى الله) . - وقال تعالى: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ [يوسف: 18]. قال ابن القيِّم: (لا جَزَعَ فيه) . - وقال تعالى: وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا [يونس: 12]. قال ابن كثير عند هذه الآية: (يخبر تعالى عن الإنسان وضجره وقلقه إذا مسَّه الضُرُّ، وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ [فصلت: 51] أي: كثير، وهما في معنى واحد، وذلك لأنَّه إذا أصابته شدَّةٌ قَلِقَ لها، وجَزِع منها، وأكثرَ الدُّعاء عند ذلك، فدعا الله في كَشْفِها ورَفْعِها عنه ...) . |
#6
|
||||
|
||||
![]() ثانيًا: في السُّنَّة النَّبويَّة
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة رهطٍ سريَّة عينًا ... قال لهم خبيب: ذروني أركع ركعتين. فتركوه، فركع ركعتين، ثمَّ قال: لولا أن تظنُّوا أنَّ ما بي جَزَعٌ لطوَّلتها، اللَّهمَّ أحصهم عددًا) . - عن عمرو بن تغلب: ((أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بمال أو سبي، فقسَّمه، فأعطى رجالًا وترك رجالًا، فبلغه أنَّ الذين ترك عَتَبُوا، فحمد الله ثمَّ أثنى عليه، ثمَّ قال: أما بعد، فوالله إنِّي لأعطي الرَّجل، وأدع الرَّجل، والذي أدع أحبُّ إليَّ مِن الذي أعطي، ولكن أعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم مِن الجَزَع والهلع، وأَكِلُ أقوامًا إلى ما جعل الله في قلوبهم مِن الغنى والخير، فيهم عمرو بن تغلب. فوالله ما أحبُّ أنَّ لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حُمْر النَّعم )) . (أي: من شدة الألم والضجر الذي يصيب نفوسهم لو لم يعطوا من الغنيمة، فأعطيهم تأليفًا لقلوبهم، وتطييبًا لنفوسهم) . - عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كان فيمن كان قبلكم رجلٌ به جُرْح، فجَزِعَ، فأخذ سكِّينًا، فحَزَّ بها يده، فمَا رَقَأ ، الدَّم حتى مات، قال الله تعالى: بَادَرَني عبدي بنفسه، حرَّمت عليه الجنَّة)) . قال العيني: (قوله: ((فجَزِع))، أي: لم يصبر على الألم) . - عن محمود بن لبيد أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أحبَّ الله قومًا ابتلاهم، فمَن صبر فله الصَّبر، ومَن جَزِع فله الجَزَع)) . ومعنى الحديث: (من يرد الله به خيرا أوصل إليه مصيبة؛ ليطهره به من الذنوب، وليرفع درجته) . |
#7
|
||||
|
||||
![]() أقوال السَّلف والعلماء في الجَزَع - (قال محمد بن كعب القرظي: الجَزَع: القول السَّيِّئ، والظَّنُّ السَّيِّئ) .
- وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه للأشعث بن قيس: (إنَّك إن صبرت؛ جرى عليك القلم وأنت مأجورٌ، وإن جَزِعت؛ جرى عليك القلم وأنت مأزورٌ) . - وعن الحسن، قال: (لما حضرت سلمان الوفاة، بكى، فقيل له: ما يبكيك يا أبا عبد الله وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: ما أبكي جَزَعًا على الدُّنيا، ولكن عهد إلينا عهدًا فتركنا عهده، عهد إلينا أن يكون بلغة أحدنا مِن الدُّنيا كزاد الرَّاكب. فلمَّا مات نظر فيما ترك، فإذا قيمته ثلاثون درهمًا) . - و(قال رجل مِن الحكماء: إنَّما الجَزَع والإشفاق قبل وقوع الأمر، فإذا وقع فالرِّضا والتَّسليم) . - وقال عمرو بن دينار: قال عبيد بن عمير: (ليس الجَزَع أن تدمع العين، ويحزن القلب، ولكن الجَزَع: القول السَّيِّئ والظَّنُّ السَّيِّئ) . - (وسئل القاسم بن محمد عن الجَزَع، فقال: القول السَّيِّئ والظَّنُّ السَّيِّئ) . - و(قال بعض الحكماء: إن كنت تجزع على ما فات مِن يدك، فاجزع على ما لا يصل إليك) . - و(قال ابن السَّماك: المصيبة واحدة، فإن جَزِع صاحبها فهما اثنتان. يعني فقد المصاب، وفقد الثَّواب) . - و(قال منصور بن عمار: مَن جَزِع مِن مصائب الدُّنيا، تحوَّلت مصيبته في دينه) . - وقال الماوردي: (إنَّ مَن خاف الله عزَّ وجلَّ صبر على طاعته، ومَن جزع مِن عقابه وقف عند أوامره) . - وقال الجاحظ: (وهذا الخُلُق – أي الجَزَع - مُرَكَّب مِن الخُرْق والجُبْن، وهو مستقبح إذا لم يكن مجديًا ولا مفيدًا) . - وقال ابن حزم: (إنَّ إظهار الجَزَع عند حلول المصائب مذمومٌ؛ لأنَّه عجَز مُظْهِرُه عن مِلك نفسه، فأظهر أمرًا لا فائدة فيه، بل هو مذموم في الشَّريعة، وقاطع عمَّا يلزم مِن الأعمال وعن التَّأهُّب لما يتوقَّع حلوله ممَّا لعلَّه أشنع مِن الأمر الواقع الذي عنه حدث الجَزَع .. فلمَّا كان إظهار الجَزَع مذمومًا، كان ضدُّه محمودًا، وهو إظهار الصَّبر؛ لأنَّه ملك النَّفس، واطِّراحٌ لما لا فائدة فيه، وإقبال على ما يَعُودُ ويُنْتَفَع به في الحال وفي المسْتَأنف. وأمَّا استبطان الصَّبر فمذمومٌ؛ لأنَّه ضعفٌ في الحسِّ، وقسوةٌ في النَّفس وقلَّةُ رحمة. وهذه أخلاق سوء، لا تكون إلَّا في أهل الشَّرِّ وخبث الطَّبيعة، وفي النُّفوس السَّبُعيَّة الرَّديئة. فلمَّا كان ذلك نتيجة ما ذكرنا، كان ضدُّه محمودًا، وهو استبطان الجَزَع؛ لما في ذلك مِن الرَّحمة والرِّقة والشَّفقة والفهم لقَدْر الرزيَّة. فصحَّ بهذا أنَّ الاعتدال هو أن يكون المرء جَزُوعَ النَّفس صَبُور الجسد، بمعنى أن لا يظهر في وجهه ولا في جوارحه شيء مِن دلائل الجَزَع) . |
#8
|
||||
|
||||
![]() آثار الجَزَع
1 - الدُّعاء على النَّفس . 2 - يورث الحسرة، وبقاء النَّدامة: (قيل للأحنف: إنَّك لصبورٌ على الجَزَع! فقال: الجَزَع شرُّ الحالين؛ يباعد المطلوب، ويورث الحسرة، ويُبقي على صاحبه النَّدم) . 3 - ليس مع الجَزَع فائدة: (كان أبو بكر الصِّدِّيق إذا عزَّى عن ميت، قال لوليه: ليس مع العزاء مصيبة، ولا مع الجَزَع فائدة) . 4 - فوات الأجر، وتضاعف المصيبة: قال ابن القيِّم: (الجَزَع لا يفيد إلَّا فوات الأَجر وتضاعف المصيبة) . 5 - الجَزَع يورث السَّقم: قال الفضيل بن عياض: (إنَّ الجَزَع يورث السَّقم، وبالسَّقم يكون الموت، وبالبُرْء تكون الحياة) . 6 - زيادة البلاء. 7 - سوء الظن بالله، وعدم الثقة به سبحانه. 8- انتفاء كمال الإيمان. 9 -عدم الرضا بالمقدور، وعجزه عن فعل المأمور. 10- استحقاق العذاب في الآخرة. 11- قلق النفس واضطرابها. 12- الجَزِع يشقى به جلساؤه، ويمله أقرباؤه . |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
موسوعة, الاخلاق, الاسلامية, الشاملة |
|
|