قالت وكالة "رويترز"، إن المسيحيين في مصر سعداء برحيل الرئيس محمد مرسي، الذي عزله الجيش من منصبه إثر احتجاجات شعبية واسعة في 30 يونيه، لكنهم مع ذلك لا يزال قلقهم مستمرًا. وترصد الوكالة في تقرير لها، مشاعر الفرح التي انتابت المسيحيين عقب الإطاحة بالرئيس المنتخب. ففي الليلة التي عزل فيها الجيش المصري الرئيس الإسلامي نزل المحامي المسيحي بيتر نجار إلى ميدان التحرير للاحتفال تغمره سعادة أكبر من تلك التي شعر بها عندما تنحى الرئيس السابق حسني مبارك قبل أكثر من عامين. ولا يزال نجار يشعر براحة كبيرة لانتهاء عام من حكم الرئيس الإسلامي قبل أسبوعين ولكن مع تلاشي مشاعر الحماسة الأولية يخشى كثيرون من أبناء الأقلية المسيحية ألا تتخلى جماعة "الإخوان المسلمين" التي ينتمي إليها مرسي عن السلطة بسهولة. ولا يعتقد المسيحيون أن الحكومة المؤقتة التي تشكلت هذا الأسبوع بدون مشاركة من الإسلاميين ستضع نهاية لمظالمهم القديمة مثل صعوبة الحصول على وظائف حكومية والمساواة أمام القانون والحصول على تصاريح لبناء الكنائس. ورغم ذلك يشعر نجار بالسعادة لرحيل الإخوان. يقول نجار الذي انضم إلى الاحتجاجات الحاشدة في القاهرة يوم 30 يونيه للمطالبة برحيل مرسي "هذه هي الثورة المصرية الحقيقية" ويضيف أن "الشعب وقف ضد الأسلمة. هذه هي نهاية الإسلام السياسي". وساند البابا تواضروس الثاني بابا الكنيسة الأرثوذكسية الجيش ووقف مع ليبراليين وشخصيات إسلامية من غير "الإخوان المسلمين" إلى جانب الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع عندما أعلن عزل مرسي في الثالث من يوليو. وقال رومان جودة الذي كان يزور مع صديق له أكبر كاتدرائية مصرية في حي العباسية بالقاهرة "رحيل مرسي يشكل تطورا لكنني لا أشعر بالراحة تماما"، ويضيف صديقه أمير حبيب ـ والذي كان من بين مئات الشبان المسيحيين الذي تجمعوا داخل الكاتدرائية في أبريل عندما تفجرت مواجهات على خلفية أحداث الفتنة الطائفية بالخصوص ـ "يساورني القلق لأن الإخوان يواصلون الاحتجاج". وتخضع الكاتدرائية لإجراءات أمنية مشددة، وليس هناك سوى بوابة واحدة مفتوحة للجمهور يحرسها حراس أمن ورجال شرطة. وقال مسئول في الكنيسة إن عددا قليلا من الزوار يحضرون إذ يرغب كثيرون في الابتعاد عن الأضواء. ويشعر الأقباط بالسعادة لأن الحكومة المؤقتة التي ستتولى إدارة البلاد حتى تجرى الانتخابات تضم ثلاثة مسيحيين بينهم السياسي الليبرالي فخري عبد النور في منصب وزير التجارة والصناعة. وكانت هناك وزيرة مسيحية واحدة في حكومة مرسي تحمل حقيبة البحث العلمي. وقال نجار "هذه حكومة لكل المصريين...تم تعيينهم لأنهم كفاءات". لكن مظالم الأقباط القديمة لا تزال قائمة. يقول حبيب الذي يعمل في متجر للمصوغات "لا يمكنك أن تحصل على وظيفة في الشرطة أو في الكثير من الوظائف الحكومية الأخرى". ويقول يوسف سيدهم رئيس تحرير جريدة وطني المسيحية، إنه يشعر بخيبة الأمل إزاء الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المؤقت. ونص الإعلان مجددا على أن مبادئ الشريعة الإسلامية التي تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة في مذاهب أهل السنة والجماعة المصدر الرئيسي للتشريع وهي نفس المادة التي احتواها الدستور الذي صدر العام الماضي والذي قاطعت لجنة صياغته الكنيسة. وذكر سيدهم "كان هذا مثيرا للقلق والضيق جدا وأعتقد أن هذا النقد القاسي وصل إلى رئيسنا المؤقت." وأضاف أن الخطر الأكبر يتمثل في أن يفشل الليبراليون والمسلمون المعتدلون ثانية في التغلب على الخلافات. فقد يؤدي هذا إلى نصر انتخابي آخر للجماعات الإسلامية التي فازت في كل الانتخابات التي أجريت منذ سقوط مبارك وبقيت أفضل تنظيما من منافسيها. وقال سيدهم الذي أبلغ عن نحو 50 هجوما من جانب إسلاميين على الأقباط منذ 30 يونيه "قد يختطف الإخوان المسلمون ثورتنا للمرة الثانية عبر صناديق الاقتراع لذا يجب أن نتنبه. يجب أن نبقى موحدين".
اقرأ المقال الاصلى فى المصريون :
http://almesryoon.com/%D8%A7%D9%84%D...A7%D8%B1%D9%83