بعد أن تعقد المشهد السياسى في مصر .. وبعد أسبوع من النزاع خلف وراءه المئات من ال***ى والجرحي .. وبعد أن خرجت جموع الشعب المصرى محتجة ومعترضة على النظام السابق في تظاهرات وصفها الكثيرون بأنها أكبر خروج بشرى على ظهر هذا الكوكب على مدار التاريخ الإنساني كله .. قام الجيش بتلبية رغبة الجماهير العارمة والغاضبة والمطالبة بسقوط النظام .. كما فعل تماما فى تظاهرات 25 يناير ..لا غريب ولا جديد أن يلبى الجيش رغبات ونداءات المواطنين .. لكن الغريب أن المعسكر الإسلامي اعتبر الأولى ثورة بينما الثانية فهي ( انقلاب عسكرى ) ..!
تحصن المعسكر الإسلامي بنغمات "الشرعية الدستورية".. و" وشرعية الصندوق".. ونسوا أو تناسوا أنه كما هناك " شرعية الصندوق " فهناك أيضا شرعية الاستمرار .. والشعب ببساطة سحب الأخيرة من مرسى والإخوان .. فكل مؤسسات الدولة خاضعة فى النهاية للحراك الشعبي والجماهيرى .. وعليه وبعد خروج أكثر من ثلاثين مليون مواطن مصرى معارض ورافض لبقاء "مرسى" رئيسا لمصر .. كان لزاما على القوات المسلحة تلبية هذا المطلب ... وإلا فعلينا أيضا أن نستنكر خروج القوات المسلحة على مبارك ونظامه .. فالمنطق هو نفس المنطق .. ولكن الحسابات الشخصية لجماعة الإخوان ومناصرى التيار الإسلامي اختلفت الآن ..!!
فليعلم السادة المتشدقون بنغمة " الإنقلاب العسكرى " أن الانقلاب العسكرى لا يكون إنقلابا عسكريا إلا إذا تحمل الجيش المسئولية التشريعية والتنفيذية وهو ما ليس متوافرا فى الحالة المصرية .. وعلي كل الحالة المصرية ليست بجديدة على الساحة السياسية العالمية .. فالحالة البرتغالية المسماة " الثورة القرنفلية " نموذج أخر لتدخل الجيش بناء على رغبات الشعب وتسليم السلطة للمدنيين ..!
نهاية القول : الأساس فى كل ديمقراطية .. والأساس فى كل شرعية هو الشارع وإرادة المواطنين .. والشارع أراد وقرر .. والجيش كان عليه التنفيذ .. !
رسالة إلى شباب الإخوان والتيار الإسلامي .. لا تكونوا وقودا لحرب أهلية .. ستأكل نارها ولا تذر .. وسيكون المتضرر الأول منها الإسلام .. والخاسر هو أنتم .. !!
__________________
سأكتم الدمع .. ولن أنوح
وسأقتل الأهات .. ولن أبوح
|