تحولات فقهاء السلطان.. "القرضاوي" نموذجًا

[aymaan noor]

جزيل شكرى و تقديرى لحضرتك على نقل المقال
ما أريد قوله ليس تبريرا لآراء الشيخ القرضاوى أو الاتفاق معها ، ولكنه تعبيرا عن وجهة نظرى الشخصية ، أن بعضا من المجتمع المصري والعربى مازال يعانى من مشكلتين رئيسيتين
الأولى : هو اعطاء قداسة لرجال الدين غير مبررة ، فلا بد أن نفرق بين عالم دين يتحدث فى الفقه أو الشأن الدينى ، و هنا ندرك جميعا أنه ينال ثوابه سواء أخطأ أو أصاب ، وبين آراء رجل الدين فى أمور السياسة أو الأمور العامة والتى تعبر عن وجهة نظره هو وقناعاته دون أى الزام دينى للآخرين باتباعه أو الاقتداء به ولا علاقة لها بالدين من قريب أو بعيد .
ثانيا : محاولاتنا طلب الثبات فى الرأى فى الأمور المتغيرة بطبيعتها ، و هذا أمر مستحيل تحقيقه فىما يخص الأمور الدنيوية والسياسية ، لأن الدنيا بطبيعتها متغيرة ، فعدو الأمس قد يكون اليوم صديقا وفقا لمواقفه و العكس صحيح ، فإذا كنا نؤمن بذلك فلماذا نتصيد للآخرين مواقفهم السابقة دون توضيح للظروف والملابسات فى وقتها
(أ ) فحين أيد الشيخ القرضاوى مواقف بشار الأسد فى سوريا فى عام 2004 مابعدها ، فلم يكن وحده فى ذلك ولكنه ناتج عن مواقف الادارة السورية فى ذلك الوقت وتأييدها للقضية الفلسطينية وسيرها على نهج القومية العربية ( سواء كان ذلك صحيحا أو خاطئا ، و لكن الكثيرين كانوا يحسنون الظن بالنظام السورى فى ذلك الوقت )
( ب ) أما موقفه من حزب الله فى عام 2006 و حربه ضد الغزو الاسرائيلى لجنوب لبنان و انتصاره عليه ، فأعتقد أن موقفه كان مبررا ، وكان مشاركا لآراء الكثير من المصريين العرب فى ذلك الوقت
( جـ ) أما موقفه الحالى من المقاومة السورية ، فهو يعبر عن وجهة نظره وفقا لقناعاته ، و ان كانت وجهة نظرى الشخصية أن مايحدث فى سوريا الآن وللأسف الشديد تحول من مقاومة مشروعه لنظام مستبد الى حرب دينية قد تتسبب فى تقسيم سوريا الى دويلات وفقا للمذاهب الدينىة مما سيكون له بالغ الأثر على المنطقة بأسرها ، وكأننا نسير مضطرين الى مخطط تقسيم العالم العربى الى دويلات متصارعة دينيا .
حفظ الله مصر و العالم العربى من هذا السناريو الذى وللأسف الشديد و نتيجة لتعصب البعض وعدم قراءته للواقع المعاصر يدفعنا دفعا الى هذا المخطط دون ادراك حقيقى لمخاطره .

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك

[ابونرمين]

حتى فى الأمور التى تحتاج لرأى سديد ،نرى الإنقسام واضحا ،ويبعد كل البعد عن الصواب