اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-05-2013, 08:48 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

نماذج في العِزَّة عند العلماء المعاصرين
عبد الحميد الجزائري:
استدعى المندوب السَّامي الفرنسي في سورية الشَّيخ عبد الحميد الجزائري، وقال له: إما أن تقلع عن تلقين تلاميذك هذه الأفكار، وإلَّا أرسلت جنودًا لإغلاق المسجد الذي تنفث فيه هذه السُّموم ضدَّنا، وإخماد أصواتك المنكرة. فأجاب الشَّيخ عبد الحميد: أيُّها الحاكم، إنَّك لا تستطيع ذلك؟! واستشاط الحاكم غضبًا، وقال: كيف لا أستطيع؟ قال الشَّيخ: إذا كنتُ في عُرْسٍ علَّمتُ المحتفلين، وإذا كنتُ في مأتم وعظتُ المعزِّين، وإن جلستُ في قطار علَّمتُ المسافرين، وإن دخلتُ السِّجن أرشدت المسجونين، وإن ***تموني ألهبت مشاعر المواطنين، وخير لك أيُّها الحاكم ألا تتعرَّض للأمَّة في دينها ولغتها
__________________
  #2  
قديم 15-05-2013, 08:50 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

قالوا عن العِزَّة

- ذكر الماوردي قول بعض الأدباء، فقال: (إيَّاك وعزَّة الغضب، فإنَّها تُفْضِي إلى ذُلِّ العذر) .
- وقيل في الحِكَم: (إذا أردت أن يكون لك عزٌّ لا يفنى، فلا تستعزَّ بعزٍّ يفنى. العطاء من الخَلْق حرمان، والمنع من الله إحسان، جلَّ ربُّنا أن يعامل العبد نقدًا فيجازيه نسيئة، إنَّ الله حَكَم بحكم قبل خَلْق السَّماوات والأرض: أن لا يطيعه أحد إلَّا أعزَّه، ولا يعصيه أحد إلَّا أذلَّه، فرَبَط مع الطَّاعة العزَّ، ومع المعصية الذُّلَّ، كما رَبَط مع الإحراق النَّار، فمن لا طاعة له لا عزَّ له) .
- وقال الحكيم: (الاعْتِزَاز بالعبيد منشؤه من حبِّ العزِّ وطلبه له، فإذا طلب العزَّ للدُّنْيا، وطلبه من العبيد، تَرَك العمل بالحقِّ والقولَ به، لينال ذلك العزَّ، فيعزُّوه ويعظِّموه، وعاقبة أمره الذِّلَّة، وأنَّه سبحانه يُمْهِل المخْذول، وينتهي به إلى أن يستخفَّ لباس الذُّلِّ، فعندها يَلْبسه، إمَّا في الدُّنْيا، أو يوم خروجه فيها، فيخرجه من أذلِّ ذلَّة وأ*** عُنْف) .
- قيل في بعض الصُّحف الأولى: (العِزَّة والقوَّة يعظمان القلب، وأفضل منهما خوف الله تعالى؛ لأنَّ من لزم خشية الله، لم يخف الوَضِيعة، ولم يحتج إلى ناصر) .
- وقيل: (احذر دعوة المظْلوم وتوقَّها، ورِقَّ لها إن واجهك بها، ولا تبعثك العِزَّة على البطش، فتزداد ببطشك ظلمًا، وبعزَّتك بغيًا. وحسبك بمَنْصُور عليك، الله ناصره منك) .
- وقيل: (من غرس الزُّهد اجتنى العِزَّة) .
- وقال ابن المقفَّع: (من تعزَّز بالله لم يذلَّه سلطان، ومن توكَّل عليه لم يضرَّه إنسان) .
- وقال المنفلوطي: (جاء الإسلام بعقيدة التَّوحيد ليرفع نفوس المسلمين، ويغرس في قلوبهم الشَّرَف والعِزَّة والأَنَفَة والحَمِيَّة، وليعتق رقابهم من رقِّ العبوديَّة، فلا يَذِلُّ صغيرهم لكبيرهم، ولا يهاب ضعيفهم قويَّهم، ولا يكون لذي سلطان بينهم سلطان إلا بالحقِّ والعدل) .
__________________
  #3  
قديم 15-05-2013, 08:52 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

العِزَّة في الأمثال
- (لا تُقرع له عصا) يشير إلى معاني العِزَّة والمنْعة التي يتَّصف بها الإنسان .
- الموت في مقام العِزَّة خير من الحياة في الذُّلِّ .
- ليست العِزَّة في حُسن البَزَّة .
- قال أبو عبيد: ومن أمثالهم في العِزَّة قولهم: (تمرَّد ماردٌ، وعزَّ الأَبْلَقُ) .
(يضرب مثلًا للرجل العزيز المنيع الذي لا يقدر على اهتضامه. والمثل للزباء الملكة، ومارد حصن دومة الجندل، والأبلق حصن تيماء، وكانت الزباء أرادت هذين الحصنين فامتنعا عليها فقالت (تمرد مارد وعز الأبلق) وعزَّ أي: امتنع من الضيم) .
__________________
  #4  
قديم 15-05-2013, 09:02 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

العِزَّة في واحة الشِّعر
قال المتنبِّي:


عِش عزيزًا أو مُتْ وأنت كريم ***بين طَعنِ الـقَـنَا وخفق الـبنُـودِ



وقال آخر:


ستُّ عيونٍ مَن تأتَّتْ له***كانت له شافيةً كافية



العِلْمُ والعلياءُ والعفوُ والعِـ***زَّةُ والعِفَّةُ والعافية



وقال آخر:


لنا العِزَّة الـقَـعْسَاءُ والعدد الذي***عليه إذا عُـدَّ الحصى يُتَـحَـلَّفُ



وقال آخر:


وإذا ما اعْتَــرَتْك في الغَضَب العِزَّة***فَاذْكُر تَذَلُّلَ الِاعْتِذَارِ



وقال عبد الصَّمد بن المعَذَّل:


إذا عزَّ يومًا أخو***ك في بعض أمر فهُنْ



وقال الرَّبيع بن أبي الحُقَيق اليهودي:


إذا ماتَ منَّا سيِّدٌ قام بعده***له خلَفٌ بادي السِّيادةِ بارعُ



من أبنائنا والغصن ينضُر فرعُهُ***على أصله والعِرق للمرءِ نازعُ



وإنَّا لتغشانا الجدوبُ فما نُرَى***تُقَرِّبـُـنا للمُدنياتِ المطامعُ



وقال قَطَرِيُّ بن الفُجَاءة مُظهرًا عزَّة نفسه:


أقولُ لها إذا جاشتْ حياءً***من الأبطالِ ويحَك لن تُراعِي



فإنَّكِ لو طلبتِ حياةَ يومٍ***على الأجلِ الذي لكِ لن تُطاعي



فصبرًا في مجال الموتِ صبرًا***فما نَيْلُ الخلودِ بمُستطاعِ



وما ثوبُ الحياةِ بثوب عزٍّ***فيُطوَى عن أخي الخَنَع اليَراعِ



سبيلُ الموتِ غايةُ كلِّ حيٍّ***وداعِيه لأهل الأرض داعِي



ومَن لا يُعتبَطْ يهرَمْ ويسأَمْ***ويُفضِ به البقاءُ إلى انقطاعِ



وقال آخر:


ألا هل أتى الأقوام بَذْلي نصيحة ***حبوت بها منِّى سبيعًا وميثمًا



وقلت اعلما أنَّ التَّدابر غادرت***عواقبه للذُّلِّ والقُلِّ جرهما



فلا تقدحا زَنْد العقوق وأبقيا***على العِزَّة القَعْسَاء أن تتهدَّما



وقال النَّابغة الجعدي:


فإن كنتَ ترجو أن تحوِّل عزَّنا***بكفَّيْك فانقل ذا المناكب يذبُلا



وإني لأرجو إن أردت انتقاله***بكفَّيك أن يأتي عليك ويثقُلا
__________________
  #5  
قديم 15-05-2013, 09:05 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


العزم والعزيمة

معنى العزم والعزيمة لغةً واصطلاحًا

معنى العزم والعزيمة لغةً:
العزم: الصبر والجد، مصدر عَزَم على الأمر يَعْزِم عَزْمًا ومَعْزِمًا، وعُزْمانًا، وعَزِيمًا، وعَزِيمة. وعَزَمَه. والعَزْمُ الصبر في لغة هذيل. والعزيمة هي الحاجة التي قد عزمت على فعلها . قال الطبري: (أصل العزم اعتقاد القلب على الشيء) .
معنى العزم والعزيمة اصطلاحًا:
قال ابن عاشور في تعريف العزم: هو (إمضاء الرأي، وعدم التردد بعد تبين السداد) .
وقال الهروي: (العزم تحقيق القصد طوعًا أو كرهًا) .
وقال ابن الأثير: العزيمة (هي ما وكدت رأيك وعزمك عليه، ووفيت بعهد الله فيه) .
__________________
  #6  
قديم 15-05-2013, 09:08 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الفرق بين العزم والحزم والنية
- الفرق بين العزم والحزم:
في العزم والحزم وجهان:
أحدهما: أن معناهما واحد وإن اختلف لفظهما.
الثاني: معناهما مختلف:
الحزم والعزم أصلان، وما قاله المبرد من أن العين قلبت حاء ليس بشيء، لاطراد تصاريف كل واحد من اللفظين، فليس أحدهما أصلًا للآخر.
وفي اختلافهما وجهان:
- الحزم جودة النظر في الأمر، ونتيجته الحذر من الخطأ فيه. والعزم قصد الإمضاء، وعليه فالحزم الحذر والعزم القوة، ومنه المثل: لا خير في عزم بغير حزم.
الثاني: أن الحزم التأهب للأمر والعزم النفاذ فيه، ومنه قولهم في بعض الأمثال: رَوِّ بحزم فإذا استوضحت فاعزم .
- الفرق بين العزم والنية:
(الصلة بين النية والعزم: أنهما مرحلتان من مراحل الإرادة، والعزم اسم للمتقدم على الفعل، والنية اسم للمقترن بالفعل مع دخوله تحت العلم بالمنوي) .
__________________
  #7  
قديم 16-05-2013, 10:29 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أولًا: في القرآن الكريم
العزم على فعل الخير وعدم التردد والمسارعة لفعل الخيرات من شيم الصالحين، والعزيمة هي الدافع لفعل الخير، ولهذا حثَّ الله عليها في كتابه في غير آية ومن ذلك:
- قال تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران: 159].
وقال ابن جرير الطبري: (أما قوله: فإذا عزمت فتوكل على الله. فإنه يعني: فإذا صح عزمك بتثبيتنا إياك، وتسديدنا لك فيما نابك وحزبك من أمر دينك ودنياك، فامض لما أمرناك به على ما أمرناك به، وافق ذلك آراء أصحابك وما أشاروا به عليك، أو خالفها، وتوكل فيما تأتي من أمورك وتدع وتحاول أو تزاول على ربك، فثق به في كل ذلك، وارض بقضائه في جميعه، دون آراء سائر خلقه ومعونتهم، فإنَّ الله يحبُّ المتوكلين، وهم الراضون بقضائه، والمستسلمون لحكمه فيهم، وافق ذلك منهم هوى أو خالفه) .
وقال الجصاص: (في ذكر العزيمة عقيب المشاورة دلالة على أنها صدرت عن المشورة، وأنه لم يكن فيها نص قبلها) .
وقال البخاري: (فإذا عزم الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن لبشر التقدم على الله ورسوله) .
- وقال تعالى: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [آل عمران: 186]
قال الشوكاني في قوله: فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ أي: (مما يجب عليكم أن تعزموا عليه؛ لكونه عزمة من عزمات الله التي أوجب عليهم القيام بها) .
وقال الرازي: (من صواب التدبير الذي لا شكَّ في ظهور الرشد فيه، وهو مما ينبغي لكل عاقل أن يعزم عليه، فتأخذ نفسه لا محالة به... ولا يجوز ذلك الترخص في تركه، فما كان من الأمور حميد العاقبة معروفًا بالرشد والصواب، فهو من عزم الأمور؛ لأنه مما لا يجوز لعاقل أن يترخص في تركه) .
وقال ابن عاشور: (وإن تصبروا وتتقوا تنالوا ثواب أهل العزم؛ فإن ذلك من عزم الأمور) .
- وقوله تعالى: يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [لقمان: 17].
قال أبو حيان الأندلسي: (العزم مصدر، فاحتمل أن يراد به المفعول، أي من معزوم الأمور، واحتمل أن يراد به الفاعل، أي عازم الأمور) .
قال القرطبي: (إن إقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من عزم الأمور، أي مما عزمه الله وأمر به قاله ابن جريج، ويحتمل أن يريد أن ذلك من مكارم الأخلاق، وعزائم أهل الحزم السالكين طريق النجاة، وقول ابن جريج أصوب) .
- وقال تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [الشورى: 43].
قال الماوردي: (يحتمل قوله: إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وجهين:
أحدهما: لمن عزائم الله التي أمر بها.
الثاني: لمن عزائم الصواب التي وفق لها) .
وقال ابن كثير: إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ أي: لمن الأمور المشكورة، والأفعال الحميدة، التي عليها ثواب جزيل، وثناء جميل) .
وقال السعدي: (إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (أي: لمن الأمور التي حث الله عليها وأكدها، وأخبر أنه لا يلقاها إلا أهل الصبر والحظوظ العظيمة، ومن الأمور التي لا يُوفَّق لها إلا أولو العزائم والهمم، وذوو الألباب والبصائر) .
وقال الواحدي: إِنَّ ذَلِكَ (أي: الصبر والغفران لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ؛ لأنَّه يوجب الثواب، فهو أتمُّ عزم) .
- وقوله تعالى: طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ [محمد: 21].
عن مجاهد في قوله تعالى: فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ. قال: ((إذا جدَّ الأمر)). وقال قتادة: فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ يقول: طواعية الله ورسوله، وقول معروف عند حقائق الأمور خير لهم) .
قال الرازي: (جوابه -أي جواب إذا- محذوف تقديره فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ خالفوا وتخلفوا، وهو مناسب لمعنى قراءة أُبيٍّ، كأنه يقول في أول الأمر قالوا سمعًا وطاعة، وعند آخر الأمر خالفوا وأخلفوا موعدهم، ونسب العزم إلى الأمر والعزم لصاحب الأمر معناه: فإذا عزم صاحب الأمر. هذا قول الزمخشري، ويحتمل أن يقال هو مجاز، كقولنا: جاء الأمر وولى، فإنَّ الأمر في الأول يتوقع أن لا يقع، وعند إظلاله وعجز الكاره عن إبطاله فهو واقع فقال عَزَمَ، والوجهان متقاربان) .
- وقال تعالى: وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا [طه: 115].
قال ابن الجوزي: (قوله تعالى: وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا العزم في اللغة: توطين النفس على الفعل. وفي المعنى أربعة أقوال.
أحدها: لم نجد له حفظًا، رواه العوفي عن ابن عباس، والمعنى:لم يحفظ ما أُمِر به.
والثاني: صبرًا، قاله قتادة ومقاتل، والمعنى: لم يصبر عما نُهي عنه.
والثالث: حزمًا، قاله ابن السائب. قال ابن الأنباري: وهذا لا يُخرج آدم من أولي العزم. وإنما لم يكن له عزم في الأكل فحسب.
والرابع: عزمًا في العَوْد إِلى الذَّنْب) .
وقال الرازي: (قوله: وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا يحتمل ولم نجد له عزمًا على القيام على المعصية، فيكون إلى المدح أقرب، ويحتمل أن يكون المراد ولم نجد له عزمًا على ترك المعصية، أو لم نجد له عزمًا على التحفظ والاحتراز عن الغفلة، أو لم نجد له عزمًا على الاحتياط في كيفية الاجتهاد؛ إذا قلنا: إنه عليه السلام إنما أخطأ بالاجتهاد) .
ورحج ابن جرير الطبري أن تأويل وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا هو (لم نجد له عزم قلب، على الوفاء لله بعهده، ولا على حفظ ما عهد إليه) .
وقال ابن عاشور: (واستعمل نفي وجدان العزم عند آدم في معنى عدم وجود العزم من صفته فيما عهد إليه؛ تمثيلًا لحال طلب حصوله عنده بحال الباحث على عزمه، فلم يجده عنده بعد البحث) .
__________________
  #8  
قديم 16-05-2013, 10:32 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ثانيًا: في السنة النبوية

- عن أبى هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يقولنَّ أحدكم: اللهمَّ اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت. ليعزم في الدعاء؛ فإنَّ الله صانع ما شاء لا مكره له)) .
قال النووي: (عزم المسألة: الشدة في طلبها، والحزم من غير ضعف في الطلب، ولا تعليق على مشيئة ونحوها) .
وقال ابن حجر: (قوله: ((فليعزم المسألة)). في رواية أحمد عن إسماعيل المذكور الدعاء، ومعنى الأمر بالعزم الجد فيه، وأن يجزم بوقوع مطلوبه، ولا يعلق ذلك بمشيئة الله تعالى، وإن كان مأمورًا في جميع ما يريد فعله أن يعلقه بمشيئة الله تعالى، وقيل معنى العزم: أن يحسن الظن بالله في الإجابة... وقال الداودي: معنى قوله ليعزم المسألة أن يجتهد ويلح، ولا يقل إن شئت كالمستثنى، ولكن دعاء البائس الفقير) .
قال بدر الدين العيني: (قوله: فليعزم المسألة. أي: فليقطع بالسؤال، ولا يعلق بالمشيئة؛ إذ في التعليق صورة الاستغناء عن المطلوب منه والمطلوب) .
وقال السيوطي: (ليعزم المسألة أي يعري دعاءه وسؤاله من لفظ المشيئة) .
- و(عن ابن مسعود، قال: لقد سألني رجل عن أمر ما دريت ما أردُّ عليه، فقال: أرأيت رجلًا مؤديًا نشيطًا يخرج مع أمرائنا في المغازي، فيعزم علينا في أشياء لا نحصيها؟ فقلت له: والله ما أدري ما أقول لك، إلا أنا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلا مرة حتى نفعله، وإنَّ أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله، وإذا شك في نفسه شيء سأل رجلًا فشفاه منه، وأوشك أن لا تجدوه، والذي لا إله إلا هو ما أذكر ما غبر من الدنيا إلا كالثغب شرب صفوه، وبقي كدره) .
قال بدر الدين العيني: (قوله: فيعزم علينا. أي: الأمير يشدد علينا في أشياء لا نطيقها، وقال الكرماني: فيعزم إن كان بلفظ المجهول فهو ظاهر يعني لا يحتاج إلى تقدير الفاعل ظاهرًا، هذا إن كان جاءت به رواية، قوله: حتى نفعله غايةً لقوله: لا يعزم. أو للعزم الذي يتعلق به المستثنى) .
- وعن جماعة من الصحابة مرفوعًا (إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه) .
قال المناوي: (عزائمه أي مطلوباته الواجبة، فإنَّ أمر الله في الرخص والعزائم واحد) .
قال القاري: (الرخصة إذا كانت حسنًا فالعزيمة أولى بذلك) .
- وعن شدَّاد بن أوس رضي الله عنه قال: ((إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في صلاته: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم)) .
قال المناوي: (... ((وأسألك عزيمة الرشد)) وفي رواية: ((العزيمة على الرشد))، قال الحرالي: وهو حسن التصرف في الأمر، والإقامة عليه بحسب ما يثبت ويدوم) .
__________________
 

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
موسوعة, الاخلاق, الاسلامية, الشاملة


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:58 AM.