ترد علي خواطر كريهة وأشعر أن الله وملائكته يلعنونني، فما الحل؟

[abomokhtar]

السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية أشكركم على موقعكم وعلى مساعدتكم وعلى صدقكم, وأسأل الله أن يوفقكم إلى كل خير وإلى ما يحب ويرضى.

سيدي الكريم: أعاني من عدة مشاكل غريبة تحدث معي, وهذه المشاكل ظهرت معي فجأة واحدة تلو الأخرى.

أول مشكلة: عندما أدخل الخلاء ترد في رأسي وساوس وكلمات فيها شتم لله -عز وجل- بأبشع الكلام والصفات, حتى أنني قللت من دخولي كي لا يحدث معي هذا, ولكن دون جدوى.

ثاني مشكلة: عندما أصلي تخطر على بالي صور نساء عاريات, وصور فرج المرأة.

ثالث وأغرب مشكلة: أنا عمري 19 عازب, عندما أمارس العادة الخبيثة أنام جنبًا؛ فأحلم أنني اقرأ سورة ياسين, وأحيانًا سورة الدخان, مع العلم أنني أكون جنبًا.

أرجو أن تساعدوني, فلقد كرهت نفسي, وأشعر أن الله غاضب علي, وملائكته تلعنني, وأرجو أن تعرضوا مشاكلي على العام؛ لأنني من الصعب أن أتواجد على بريدي الإلكتروني.

شكرًا لكم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ NouR حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.

وبخصوص ما ورد في رسالتك -ابني الكريم الفاضل– فإني أرى أن الذي تشكو منه إنما هو: نوع من الحرب القذرة التي يشنها الشيطان عليك، فإن الشيطان –لعنه الله تعالى– عندما عجز أن يصرفك عن طاعة الله تعالى, وعدم المحافظة على الصلاة، وعن الالتزام بدينك، بدأ يشن عليك هذه الحرب القذرة عن طريق تلك الأفكار المحزنة المخجلة، التي يوردها على عقلك وعلى فكرك، سواء أكان ذلك فيما يتعلق بالله -جل جلاله- أو فيما يتعلق بغيره سبحانه وتعالى، وكذلك أيضًا في ممارستك لهذه العادة المحرمة التي أسأل الله أن يعافيك منها.

وحلمك بأنك تقرأ بعض سور القرآن الكريم وأنت جنب، خاصة وأنك تعلم أن هذا كلام ممنوع شرعًا، هذا كله يدل على أن الشيطان يمارس عليك نوعًا من الضغوط القوية الظاهرة والباطنة.

وعلاج ذلك -بارك الله فيك–:

أولاً: بعدم الالتفات لهذه الأشياء، حاول قدر الاستطاعة ألا تلتفت لها، وألا تشغل بالك بها، وكلما بدأت هذه الأفكار تتوارد إلى ذاكرتك حاول أن تشتت هذه الأفكار من ذهنك، بمعنى أنك إذا كنت وحدك فحاول أن تخرج من غرفتك، وإذا كنت نائمًا مستلقيًا فقم، وإذا كنت قائمًا فتحرك، واخرج من غرفتك إلى الجلوس في الصالة مع إخوانك وأهلك ومن تعيش معهم، حتى تستطيع أن تشتت هذه الأفكار ولا تعطيها فرصة لأن تستقر في رأسك.

كذلك أوصيك بالإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ لأن هذا كيد من كيد الشيطان، وكذلك أوصيك –يا ولدي– بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها، والمحافظة على أذكار ما بعد الصلاة، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وهذه في غاية الأهمية.

كما أوصيك بالاجتهاد في الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم– بنية الشفاء من هذه العادات، وأن تحاول قدر استطاعتك ألا تستسلم لذلك، وأن تعلم أن العادة المحرمة الخبيثة سبب شؤمك, وسبب هذه العلاقة الفاسدة التي تُقيمها مع الله -تبارك وتعالى-، فكم أتمنى أن تأخذ قرارًا بالتوقف عنها فورًا ونهائيًا وبلا مقدمات؛ لأنها ستدمرك في بدنك, وتدمر دينك, وتفسد علاقتك مع الله -تبارك وتعالى-.

أتمنى أن تقوم بعمل رقية شرعية، إن استطعت أن تقوم بذلك بنفسك يكون حسنًا، وإذا لم تستطع فابحث عن بعض الأخوة الثقات الذين يعالجون بالرقية الشرعية بطريقة صحيحة, ويعرف عنهم سلامة المعتقد وصحة الطريقة، ليقوموا برقيتك، و-بإذن الله تعالى- سوف تتحسن حالتك.

ولكن أهم شيء المحافظة على الصلاة في أوقاتها، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، والدعاء والإلحاح على الله -تبارك وتعالى- أن الله يعافيك من ذلك، مع الإكثار من الاستغفار.

حاول أن تملأ أوقات فراغك بشيء مفيد ونافع، وأعظم شيء إما قراءة القرآن الكريم، وإما الأذكار النبوية المطلقة التي علمنا إياها النبي -عليه الصلاة والسلام– وستكون في أحسن حال بإذن اللهِ تعالى، واعلم أن هذه مرحلة وسوف تنتهي وتزول، و-بإذن الله تعالى- سوف ينصرك الله -تبارك وتعالى- على هذا العدو الرجيم الذي هو الشيطان، وسيمكن لك دينك بإذنِ الله تعالى، ولكن هذا متوقف على همتك وعزيمتك، فقم بالرقية الشرعية، وحافظ على ما ذكرته لك، وأبشر بفرج من الله قريب.

هذا وبالله التوفيق.