اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > أخبار و سياسة

أخبار و سياسة قسم يختص بعرض الأخبار و المقالات من الصحف يوميا (المصرية والعربية والعالمية )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-05-2013, 10:15 AM
شابه شابه غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 125
معدل تقييم المستوى: 12
شابه is on a distinguished road
افتراضي بين العقاد والشيخ حسن البنا



بين العقاد والشيخ حسن البنا

بقلم‏:‏رجاء النقاش

في‏8‏ ديسمبر‏1948‏ أصدر محمود فهمي النقراشي باشا رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت أمرا عسكريا بحل جماعة الإخوان المسلمين واغلاق الأمكنة المخصصة لنشاطها وضبط أوراقها ووثائقها وسجلاتها ومطبوعاتها وأموالها‏,‏ وكافة الأشياء المملوكة لها‏,‏ وتعيين مندوب خاص مهمته استلام جميع أموال الجمعية وتصفية ما يري تصفيته فيها‏.‏




بعد عشرين يوما من هذا الأمر العسكري تم اغتيال النقراشي باشا‏,‏ وكما جاء في كتاب المؤرخ الكبير عبد الرحمن الرافعي في أعقاب ثورة‏1919..‏ الجزء الثالث فإن النقراشي وصل إلي وزارة الداخلية يوم الثلاثاء‏28‏ ديسمبر سنة‏1948‏ في الساعة العاشرة صباحا‏,‏ ونزل من سيارته أمام المبني الرئيسي للوزارة وصعد في درجات المدخل يحيط به كالمعتاد حرس الوزراء‏,‏ وقبيل وصوله إلي المصعد الموصل إلي الطابق الثاني صوب إليه مجرم أثيم يرتدي زي ضابط شرطة مسدسه

وأطلق عليه من الخلف ثلاث رصاصات أصابته في ظهره وقضت عليه‏,‏ وتبين أن القاتل طالب بمدرسة الطب البيطري يدعي عبد المجيد أحمد حسن‏,‏ وقد لبس زي ضابط خصيصا ليندس في فناء الوزارة ويرتكب جريمته في غفلة من أعين الحراس‏,‏ وتم القبض عليه واعترف بأنه من الإخوان المسلمين وأنه ارتكب فعلته انتقاما من النقراشي بسبب قراره بحل الجماعة‏.‏

كان الكاتب الكبير عباس العقاد من أشد خصوم الإخوان‏.‏ وخصومته معهم هي في الأصل خصومة فكرية‏,‏ ولكن أحداث‏1948‏ زادت من هذه الخصومة‏,‏ وجعلت منها خصومة حزبية وسياسية‏,‏ ذلك لأن العقاد في تلك الفترة كان قريبا جدا من النقراشي باشا وكان صديقا حميما له‏,‏ كما أن العقاد كان الكاتب الأول في جريدة الأساس وهي جريدة الحزب السعدي الذي كان النقراشي رئيسا له‏,‏ وكان هجوم العقاد علي الإخوان موجها أساسا الي فكرة الاغتيال كوسيلة بالغة الخطأ للتعبير عن الرأي

والحكم علي الناس بغير بينة وشهادة وقضاء‏,‏ وقد جاء كلام العقاد في هذه القضية رائعا وقويا وقائما علي براهين شديدة الدقة والعمق‏,‏ وهو كلام يحتفظ بأهميته حتي الآن في وجه الذين يلجأون إلي الاغتيال وال*** وخطف الرهائن وغير ذلك من الاساليب التي تخرج علي القانون‏,‏ بل وتخرج علي الأديان والشرائع‏,‏ وفي هذه القضية الأساسية يقول العقاد‏:‏ جريدة الأساس ـ‏2‏ يناير‏1949:..‏ يؤمن أصحاب الأديان علي اختلافها بأن الله هو خالق الخلق‏,‏

وأنه سبحانه وتعالي يفعل ما يشاء‏,‏ ويؤمنون جميعا بأن حق الله ليس فوقه حق‏,‏ وأن سلطانه ليس فوقه سلطان‏,‏ ومع هذا يؤمنون جميعا بأن الإله الذي هذه صفته وهذا سلطانه لا يعاقب أحدا بغير حساب‏,‏ والإسلام في طليعة الأديان التي برزت فيها هذه العقيدة علي وجه واضح ناصع لا لبس فيه‏,‏ ولهذا يسمي يوم القيامة في الإسلام يوم الدين الذي يدان فيه الناس بما يعملون‏,‏ ويوم الحساب الذي يسأل فيه كل إنسان عما أتاه من خير وما جناه من شر‏.‏ وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تصف الله عز وجل في مقام العطاء والإحسان بأنه يرزق بغير حساب ويوفي الأجر بغير حساب‏,‏

ولكن ليس فيه آية واحدة تقول للناس إن الله يدين أحدا بغير حساب أو يعاقبه بغير سؤال‏,‏ هذا وهو الخالق العليم بما يعمل خلقه‏,‏ الغني عن سؤالهم بعلمه‏,‏ الذي له قدرة علي جزائهم كما يشاء‏,‏ وله العدل الذي تنزه عن الشبهات‏.‏

ثم يواصل العقاد شرح فكرته الرائعة فيقول‏:‏ وإذا نزلنا عن مرتبة الربوبية إلي مرتبة النبوة لم نجد نبيا واحدا أباح لنفسه أو أباح له الدين أن يتصرف في نفس بشرية بغير بينة وشهادة وقضاء‏,‏ وأن أدب النبوة مع هذا كله ليوحي إليه بأن يدرأ الحدود بالشبهات‏.‏ وتأتي بعد مرتبة الأنبياء مرتبة ولاة الأمور‏,‏ وليس لأحد منهم بالبداهة أن يجيز لنفسه في محاسبة الناس حقا فوق حق النبي أو حق الإله‏.‏

وعلي هذه السنة القديمة دام المجتمع الإسلامي في جميع العهود‏,‏ من أيام الخلفاء الراشدين إلي أيام الخلافتين الأموية والعباسية إلي هذه الأيام‏,‏ وكل ما جاء من الشذوذ عن هذه السنة التي لا يستقيم أمر مجتمع من المجتمعات بغيرها إنما كان من طائفتين خارجتين علي جماعة المسلمين‏,‏ وهما طائفة الخوارج وطائفة اليهود والمجوس الذين دخلوا الإسلام ليفسدوه ويهدموا دولته من داخلها‏.‏

هذا هو كلام العقاد في خلافه النظري العميق مع الإخوان المسلمين سنة‏1948,‏ ولاشك أن ما قاله العقاد في إدانته لل*** وللاغتيال هو كلام قائم علي المنطق القوي والفهم الصحيح والتحليل الدقيق والمعرفة الواسعة بتاريخ الإسلام ومبادئه العالية‏,‏ وهذا كله يؤدي الي قاعدة ذهبية ثابتة واحدة هي أن أي اعتداء علي نفس بشرية بغير بينة وشهادة وقضاء هو جريمة لا يسمح بها دين ولا شرع ولا قانون‏.‏

علي أن العقاد ـ للأسف ـ عندما ينتقل من هذا المبدأ النظري العام الذي يقدمه ويشرحه ويدافع عنه علي أحسن وجه إلي الحديث عن الشيخ حسن البنا مؤسس الإخوان المسلمين فإن العقاد يقع في الخطأ الكبير الذي حذر منه كما رأينا في الجزء السابق من حديثه‏,‏ وهذا الخطأ هو إصدار حكم علي شخص من الأشخاص بغير بينة وشهادة وقضاء‏..‏ فقد اتهم العقاد الشيخ البنا اتهامات فادحة‏.‏

وهي اتهامات لم يكن عليها أي دليل‏,‏ وقد كان علي العقاد أن يتجنب مثل هذه الاتهامات ويبتعد عنها وهو الذي يتشدد في القول بأن الحكم علي الناس بهذه الطريقة هو خطيئة مرفوضة من الدين‏,‏ ومرفوضة من كل شرع وقانون والشيخ حسن البنا بالتحديد كان صاحب سمعة طيبة‏,‏ ويقول بعض أنصاره إنه كان معارضا لاستخدام ال*** من جانب الإخوان‏,‏ وكان يدين كل عمليات الاغتيال‏,‏ وأنه كان ضد التنظيم السري الذي نشأ داخل جماعة الإخوان دون موافقة منه‏,‏ وهو التنظيم الذي كان يستخدم السلاح ويلجأ إليه في الاغتيالات وأساليب ال*** المختلفة‏,‏

وقد قال عنه الكاتب الأمريكي روبير جاكسون الذي التقي به سنة‏1946:‏ إن الشيخ البنا هو رجل عجيب في معاملة خصومه وأنصاره علي السواء‏,‏ وكان لا يهاجم خصومه ولا يصارعهم بقدر ما يحاول إقناعهم وكسبهم إلي صفه‏,‏ وكان يؤمن بالخصومة الفكرية ولا يحولها إلي خصومة شخصية مجلة الهلال ـ أبريل‏1977.‏

كان الشيخ البنا بصورة عامة شخصية مهمة وعليها خلاف واسع بين أنصاره وخصومه‏,‏ ولا يزال هذا الخلاف قائما إلي الآن‏,‏ وقد كان العقاد خصما فكريا وسياسيا للشيخ البنا‏,‏ ولكن العقاد تجاوز في خصومته حدود الاختلاف الفكري المشروع وألقي علي الشيخ البنا تهمة غير مقبولة من أنصار البنا‏,‏ بل وغير مقبولة أيضا من الخصوم الشرفاء للإخوان المسلمين ومؤسس جماعتهم‏,‏ ولننظر ماذا كتب العقاد عن الشيخ البنا في آخر مقاله السابق حيث يقول‏:..‏ عندما نرجع إلي الرجل الذي أنشأ جماعة الإخوان حسن البنا ونسأل‏:‏ من هو جده؟ فإننا لا نجد أحدا

في مصر يعرف من هو جده علي التحقيق‏,‏ وكل ما يقال عنه إنه من المغرب‏,‏ وأن أباه كان ساعاتيا في حي السكة الجديدة‏,‏ والمعروف أن اليهود في المغرب كثيرون‏,‏ وأن صناعة الساعات من صناعاتهم المألوفة‏,‏ وأننا هنا لا نكاد نعرف ساعاتيا كان مشتغلا في السكة الجديدة بهذه الصناعة قبل جيل واحد من غير اليهود‏,‏ ولا يزال كبار الساعاتية منهم إلي الآن‏,‏ سنة‏1949.‏ ثم يقول العقاد وهو يعني الشيخ حسن البنا في هذا الحديث العجيب كله‏:..‏ إن نظرة إلي ملامح الرجل تعيد النظر طويلا في هذا الموضوع‏.‏

هذا ما قاله الكاتب الكبير عباس العقاد عن الشيخ حسن البنا‏,‏ وهو كلام يخلو من المنطق والحكمة والتأني والإنصاف‏,‏ كما أنه يعني أن العقاد يعتبر اليهودية في حد ذاتها تهمة‏..‏ وهذا كله من الأخطاء التي لا تليق بكاتب عظيم مثل العقاد‏.‏ ومن المصادفات المأساوية أن العقاد كتب كلامه هذا في‏2‏ يناير‏1949‏ ولم تكد تمر أربعون يوما حتي تم اغتيال الشيخ البنا في‏12‏ فبراير سنة‏.1949‏

المصدر

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-05-2013, 12:31 PM
الصورة الرمزية محمد محمود بدر
محمد محمود بدر محمد محمود بدر غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 23,998
معدل تقييم المستوى: 38
محمد محمود بدر is just really nice
افتراضي



نرجو من جميع الاخوة الاعضاء الالتزام بالقوانين
جزاااااااااااااااااكم الله خيراااااااااااااااااا

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:22 PM.