اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا

محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-06-2008, 11:39 AM
الصورة الرمزية صوت الحق
صوت الحق صوت الحق غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
العمر: 68
المشاركات: 8,134
معدل تقييم المستوى: 0
صوت الحق is an unknown quantity at this point
افتراضي مبدأ الجهر بالدعوة

مبدأ الجهر بالدعوة
بعد أن مضى على الإسرار بالدعوة ثلاث سنين كثر دخول الناس في دين الإسلام من أشراف القوم ومواليهم: رجالهم ونسائهم، وفشا ذكر الإسلام بمكة وتحدث به الناس، فأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالجهر بالدعوة وأنزل عليه: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرْ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) [الحجر :94] ، وقال تعالى: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) [الشعراء :214] ، فبادر بامتثال أمر ربه؛ وأعلن لقومه الدعوة إلى دين الله تعالى ، وصعد على الصفا ونادى بطون قريش. فلما اجتمعوا قال لهم: أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقيّ. قالوا: نعم ما جربنا عليك كذبا، فقال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقام أبو لهب من بينهم وقال: تبا لك ألهذا جمعتنا، فأنزل الله تعالى في شأنه: (تَبَّتْ يَدَا أبي لَهَبٍ وَتَبَّ  مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ  سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ  وَامْرَأَتُهُ حَمَّاَلةَ الْحَطَبِ  في جِيدِها حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ) [المسد1- 5]، .وقال لجمع من بني عبد مناف: "ما أعلم إنسانًا جاء قومه بأفضل مما جئتكم به؛ قد جئتكم بخيري الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، والله لو كَذَبْتُ الناسَ جميعًا ما كذبتكم، ولوغررت الناس جميعًا ما غررتكم، والله الذي لا إله إلا هو إني لرسول الله إليكم خاصة وإلى الناس كافة. والله لتموتن كما تنامون؛ ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بما تعملون، ولتجزون بالإحسان إحسانًا وبالسوء سوءًا إنها لجنة أبدًا أو لنار أبدًا". فتكلم القوم كلاما لينًا، وقام أبو لهب وقال: شدَّ ما سحركم صاحبكم، خذوا على يديه قبل أن تجتمع عليه العرب. فقال أبو طالب: والله لنمنعه –أي: نحميه- ما بقينا، وتفرق الجمع.

آخر تعديل بواسطة صوت الحق ، 25-06-2008 الساعة 04:04 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25-06-2008, 11:40 AM
الصورة الرمزية صوت الحق
صوت الحق صوت الحق غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
العمر: 68
المشاركات: 8,134
معدل تقييم المستوى: 0
صوت الحق is an unknown quantity at this point
افتراضي ما تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من إيذاء لجهرهم بدعوتهم

ما تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من إيذاء لجهرهم
بدعوتهملما استمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في إعلان الدعوة إلى الله وتوحيده كان قومه ينكرون عليه فيما بينهم فيقولون إذا مر عليهم: "هذا ابن أبي كبشة يكلم من السماء، هذا غلام عبد المطلب يكلم من السماء"، وأبو كبشة كنية لزوج حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم، وكما أن المرضعة بمنزلة الأم كذلك صاحب اللبن بمنزلة الأب. وكانوا يريدون بذلك تنقيص النبي صلى الله عليه وسلم عنادا واستكبارًا. ولما استتبع إعلان الدعوة عيب معبودات المشركين الباطلة، وتسفيه عقول من يعبدونها، نفروا منه وأظهروا له العداوة غيرة على تلك الآلهة التي يعبدونها كما كان يعبدها آباؤهم، وقرروا ألا يدخروا جهدًا في محاربة الإسلام وإيذاء الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وإيذاء أتباعه فيه والسخرية منهم وتحقيرهم. وقد روي أن أبا لهب كان يجول خلف النبي صلى الله عليه وسلم في موسم الحج والأسواق لتكذيبه، وكان يضربه بالحجر حتى يدمي عقبيه. وكانت امرأة أبي لهب تحمل الشوك وتضعه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم وعلى بابه ليلًا، وكانت امرأة سليطة تبسط فيه لسانها وتكثر من الافتراء عليه. وكان جيرانه صلى الله عليه وسلم يؤذونه في بيته منهم عقبة بن أبي معيط والحكم بن أبي العاص، وكان أحدهم يطرح عليه الأقذار وهو يصلي . وقد صح أن أبا جهل أراد أن يطأ على رقبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ويعفر وجهه الشريف، فلما همّ بذلك أخذ يجري، فلما سئل قال: إن بيني وبينه خندقًا من نار وهؤلاء أجنحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوًا عضوًا. وانقلبت هذه الحرب إلى تنكيل وسفك دم بالنسبة إلى المستضعفين من المؤمنين، فمن ليست له عصبية تدفع عنه لا يعصمه من الهوان والقتل شيء، بل يحبس على الآلام حتى يكفر أو يموت أو يسقط إعياء. من هؤلاء عمار بن ياسر، وهو من السابقين الأولين في الإسلام، وكان مولى لبني مخزوم، أسلم أبوه وأمه، فكان المشركون يعذبونهم ، ومر بهم النبي عليه الصلاة والسلام وهم يعذبون فقال: "صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة" فمات "ياسر" في العذاب، وامرأته "سُميَّة" وهي أول شهيدة في الإسلام، وشدّدوا العذاب على عمار بالحرِّ تارة، وبوضع الصخر على صدره أخرى، وبالتغريق أخرى، وقالوا: لا نتركك حتى تسب محمدًا أو تقول في اللات والعزّى خيرًا ففعل، فتركوه فأتى النبي صلَّى الله عليه وسلم يبكي فقال: ما وراءك؟ قال شرٌّ يا رسول الله، كان الأمر كذا وكذا!!! قال: فكيف تجد قلبك؟ قال: أجده مطمئنًا بالإيمان. فقال: يا عمار إن عادوا فعد. ومن هؤلاء "بلال بن رباح" كان سيده أمية بن خلف -إذا حميت الشمس وقت الظهيرة- يقلِّبه على الرمال الملتهبة ظهرًا لبَطن، ويأمر بالصخرة الجسيمة فتلقى على صدره ثم يقول له. لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى، فما يزيد بلال عن ترديد: أحد، أحد ... ولما اشتدت ضراوة قريش بالمستضعفين ذهب أحدهم وهو خباب بن الأرت إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يستنجد به،و قال له: ألا تستنصر لنا. ألا تدعو لنا؟؟ فقال له صلى الله عليه وسلم: "قد كانَ مَنْ قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعله نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصدُّه ذلك عن دينه، والله ليُتمَّنَّ الله تعالى هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت فلا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون". وكان رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يبث عناصر الثقة في قلوب رجاله، ويفيض عليهم ما أفاضه الله على فؤاده من أمل رحيب في انتصار الإسلام، وانتشار مبادئه، وزوال سلطان الطغاة. وظن المشركون أن بطشهم بالمستضعفين ونيلهم من غيرهم سوف يصرف الناس عن الاستجابة لداعي الله، وظنوا أن وسائل السخرية والتهكم التي جنحوا إليها ستهدّ قوى المسلمين المعنوية فيتوارون خجلًا من دينهم ويعودون كما كانوا إلى دين آبائهم، غير أن ظنونهم سقطت جميعًا، فإن أحدًا من المسلمين لم يرتد عن الحق الذي شرفه الله به بل كان المسلمون يتزايدون! فرأت قريش أن تجرِّب أسلوبًا آخر تجمع فيه بين الترغيب والترهيب، فلترسل إلى محمد صلَّى الله عليه وسلم تعرض عليه من الدنيا ما يشاء، ولترسل إلى عمه الذي يحميه تحذره عاقبة هذا التأييد، حتى يكلم هو الآخر محمدًا أن يسكت. فأرسلت قريش "عتبة بن ربيعة" -وهو رجل رزين هادىء- يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنت إنما تريد بهذا الأمر مالًا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالًا. وإن كنت تريد شرفًا سوّدناك علينا فلا نقطع أمرًا دونك. وإن كنت تريد ملكًا ملكناك علينا. وإن كان هذا الذي يأتيك رئيًا تراه لا تستطيع ردَّه عن نفسك، طلبنا لك الطب، وبذلنا فيه أموالنا حتى تبرأ. فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بآيات من الوحي المبارك يعرفه فيها بحقيقة الرسالة والرسول وعاقبة الإعراض عن اتباع وحي الله. وذهب وفد من قريش إلى أبي طالب يطلب منه أن يكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يفعل أو يخلي بينهم وبينه، فقال لهم أبو طالب قولًا جميلًا، وردَّهم ردًّا رفيقًا فانصرفوا عنه. ومضى رسول الله صلَّى الله عليه وسلم بما هو عليه، ثم استشرى الأمر بينه وبينهم فمشَوا إلى أبي طالب مرة أخرى وهددوه إن لم يكف ابن أخيه صلى الله عليه وسلم فسيعاديانهما معًا فعظم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم له، فقال له رسول الله صلوات الله وسلامه عليه: "يا عماه، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته"، ثم بكى رسول الله وقام، فلما ولَّى ناداه عمه أبو طالب فأقبل عليه وقال: اذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشيء أبدًا.

آخر تعديل بواسطة صوت الحق ، 25-06-2008 الساعة 04:05 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25-06-2008, 11:41 AM
الصورة الرمزية صوت الحق
صوت الحق صوت الحق غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
العمر: 68
المشاركات: 8,134
معدل تقييم المستوى: 0
صوت الحق is an unknown quantity at this point
افتراضي الهجرة إلى الحبشة

الهجرة إلى الحبشة
لما اشتد إيذاء المشركين للرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه في أواسط السنة الخامسة من النبوة وضاقت عليهم الأرض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يهاجروا إلى الحبشة فرارًا بدينهم من الفتن لما قد علم أن ملك الحبشة واسمه "النجاشي" ملك عادل لا يظلم عنده أحد. فهاجر أول فوج من الصحابة إلى هناك مكونا اثني عشر رجلا وأربع نسوة، رئيسهم عثمان بن عفان، ومعه السيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقاموا هناك في أحسن جوار. ثم بعدهم في نفس السنة هاجر من الرجال حوالي ثلاثة وثمانون، ومن النساء حوالي ثمان عشرة امرأة. فعز على المشركين أن يجد المهاجرون مأمنًا لأنفسهم ودينهم فاختارا رجلين منهم وأرسلاهما بالهدايا إلى النجاشي وبطارقته وحاولوا تأليبه على ضيوفه المسلمين فأتي المسلمين وقال المتكلم عنهم وكان جعفر بن أبي طالب: "أيها الملك كنا قومًا أهل جاهلية؛ نعبد الأصنام ونأكل الميتة، ونأتى الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسىء الجوار، ويأكل منا القوى الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولًا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم،وقذف المحصنات،وأمرنا أن نعبد الله وحده،لا نشرك به شيئًا،وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام ـ فعدد عليه أمور الإسلام ـ فصدقناه، وآمنا به، واتبعناه على ما جاءنا به من دين الله ، فعبدنا الله وحده، فلم نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا؛ ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك"‏.‏ فقال له النجاشي‏:‏ هل معك مما جاء به عن الله من شيء‏؟‏ فقال له جعفر‏:‏ نعم‏.‏ فقال له النجاشي‏:‏ فاقرأه على، فقرأ عليه صدرًا من‏:‏ سورة مريم، فبكى النجاشي حتى اخضلت لحيته، وبكت أساقفته ، ثم قال لهم النجاشي‏:‏ إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا، فلا والله لا أسلمهم إليكما. فأخفقت حيلة المشركين وفشلت مكيدتهم.

آخر تعديل بواسطة صوت الحق ، 25-06-2008 الساعة 04:06 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25-06-2008, 11:42 AM
الصورة الرمزية صوت الحق
صوت الحق صوت الحق غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
العمر: 68
المشاركات: 8,134
معدل تقييم المستوى: 0
صوت الحق is an unknown quantity at this point
افتراضي المقاطعة العامة

المقاطعة العامة
لما وجد المشركون بني هاشم وبني المطلب مصممين على حفظ النبى صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه، اجتمعوا وتحالفوا على بني هاشم وبني المطلب ألا يناكحوهم، ولا يبايعوهم، ولا يجالسوهم، ولا يخالطوهم، ولا يدخلوا بيوتهم، ولا يكلموهم، حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للقـتل، وكتـبوا بذلك صحيـفـة فيها عهود ومواثيق ‏(‏ألا يقبلوا من بني هاشم صلحًا أبدًا، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموه للقتل‏)‏‏.‏ تم هذا الميثاق وعلقت الصحيفة في جوف الكعبة، فحبس بنو هاشم وبنو المطلب، مؤمنهم وكافرهم ـ إلا أبا لهب ـ في شعب أبي طالب، ولم يكن المشركون يتركون طعامًا يدخل مكة ولا بيعًا إلا بادروه فاشتروه، حتى بلغهم الجهد، والتجأوا إلى أكل الأوراق والجلود، وحتى كان يسمع من وراء الشعب أصوات نسائهم وصبيانهم من الجوع، وكان لا يصل إليهم شيء إلا سرًا، وكانوا لا يخرجون من الشعب لاشتراء الحوائج إلا في الأشهر الحرم، وكانوا يشترون من العير التي ترد مكة من خارجها، ولكن أهل مكة كانوا يزيدون عليهم في السلعة قيمتها حتى لا يستطيعون شراءها‏.‏ مر عامان أو ثلاثة أعوام والأمر على ذلك، وفي المحرم سنة عشر من النبوة نقضت الصحيفة وفك الحصار؛ وذلك أن قريشًا كانوا بين راض بهذا الميثاق وكاره له، فسعى في نقض الصحيفة من كان كارهًا لها‏.‏ وجاء عمه أبو طالب يخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: إن الله تعالى أرسل على الصحيفة الأرضة –وهي دويبة تأكل الخشب- فأكلت جميع ما فيها من جور وقطيعة وظلم إلا ذكر الله عز وجل، وقال لهم أبو طالب: إن كان كاذبًا خلينا بينكم وبينه، وإن كان صادقًا رجعتم عن قطيعتنا وظلمنا، فوافقوا، وقاموا إليها فوجدوا الأرضة قد أكلتها إلا ‏(‏باسمك اللهم‏)‏، وما كان فيها من اسم الله فإنها لم تأكله‏.‏ ثم نقض الصحيفة وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الشعب، وبالرغم من هذه الآية الدالة على صدق نبيه التي أراها الله تعالى للمشركين، إلا أنهم أعرضوا عنها وازدادوا كفرًا إلى كفرهم ‏.‏ وبعد ذلك خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشعب، واستمر في دعوته، وقريش وإن كانوا قد تركوا القطيعة، لكنهم لم يزالوا عاملين على شاكلتهم من الضغط على المسلمين والصد عن سبيل الله ، وأما أبو طالب فهو لم يزل يحوط ابن أخيه، لكنه كان قد جاوز الثمانين من سنه، وكانت الآلام والحوادث الضخمة المتوالية منذ سنوات ـ لاسيما حصار الشعب ـ قد وهنت وضعفت مفاصله وكسرت صلبه، فلم يمض على خروجه من الشعب إلا أشهر معدودات، وإذا هو يلاحقه المرض ويلح به، وحينئذ خاف المشركون سوء سمعتهم في العرب إن أتوا بعد وفاته بمنكر على ابن أخيه، فحاولوا مرة أخرى أن يفاوضوا النبي صلى الله عليه وسلم بين يديه، ويعطوا بعض ما لم يرضوا إعطاءه قبل ذلك‏.‏ فقاموا بوفادة هي آخر وفادتهم إلى أبي طالب‏.‏

آخر تعديل بواسطة صوت الحق ، 25-06-2008 الساعة 04:08 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25-06-2008, 11:43 AM
الصورة الرمزية صوت الحق
صوت الحق صوت الحق غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
العمر: 68
المشاركات: 8,134
معدل تقييم المستوى: 0
صوت الحق is an unknown quantity at this point
افتراضي عام الحزن

عام الحزن
وفي العام العاشر من النبوة توفي أبو طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد أِهر معدودات من نقض المقاطعة التي فرضها الكفار على المسلمين، وقد كان مدافعًا عن الدعوة الإسلامية من هجمات الكبراء والسفهاء، ولكنه بقى على ملة الأشياخ من أجداده، فلم يفلح كل الفلاح‏.‏ وبعد وفاة أبي طالب بقليل توفيت أم المؤمنين خديجة الكبرى رضي الله عنها، ولها خمس وستون سنة على أشهر الأقوال، ورسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذاك في الخمسين من عمره‏.‏ وكانت السيدة خديجة من نعم الله الجليلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقيت معه ربع قرن تحن عليه ساعة قلقه، وتؤازره في أحرج أوقاته، وتعينه على إبلاغ رسالته، وتشاركه في مغارم الجهاد المر، وتواسيه بنفسها ومالها، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ "‏آمنت بى حين كفر بى الناس، وصدقتنى حين كذبني الناس، وأشركتنى في مالها حين حرمنى الناس، ورزقنى الله ولدها وحرم ولد غيرها‏"‏ وقد وقعت هاتان الحادثتان المؤلمتان خلال أيام معدودة، فاهتزت مشاعر الحزن والألم في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لم تزل تتوالى عليه المصائب من قومه‏.‏ فإنهم تجرأوا عليه وكاشفوه بالنكال والأذى بعد موت أبي طالب، فازداد غمًا على غم، حتى يئس منهم، وخرج إلى الطائف رجـاء أن يستجيبوا لدعوتـه، أو يؤووه وينصـروه على قومــه، فلم يـر مـن يؤوى ولم يـر ناصرًا، بل آذوه أشد الأذى، ونالوا منه ما لم ينله قومـه‏.‏ ولأجل توالى مثل هذه الآلام في هذا العام سمى بعام الحزن، وعرف به في السيرة والتاريخ‏.‏

آخر تعديل بواسطة صوت الحق ، 25-06-2008 الساعة 04:09 PM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25-06-2008, 11:44 AM
الصورة الرمزية صوت الحق
صوت الحق صوت الحق غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
العمر: 68
المشاركات: 8,134
معدل تقييم المستوى: 0
صوت الحق is an unknown quantity at this point
افتراضي الإسراء والمعراج

الإسراء والمعراج
بينما أخذت الدعوة تشق طريقًا بين النجاح والاضطهـاد ، وبـدأت نجـوم الأمل تتلمح في آفاق بعيدة ، وقع حادث الإسراء والمعـراج، وذلك بعد عودته صلى الله عليه وسلم من الطائف. وقد أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، راكبًا على البُرَاق، وهو دابة يقال إنها تضع حافرها عند منتهى بصرها، صحبة جبريل عليهما الصلاة والسلام، فنزل هناك، وصلى بالأنبياء إمامًا، وربط البراق بحلقة باب المسجد‏.‏ ثم عرج به تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء الدنيا، فاستفتح له جبريل ففتح له، فرأي هنالك آدم أبا البشر، فسلم عليه، فرحب به ورد عليه السلام، وأقر بنبوته، وأراه الله أرواح السعداء عن يمينه، وأرواح الأشقياء عن يساره‏.‏ ثم عرج به إلى السماء الثانية، فاستفتح له، فرأي فيها يحيى بن زكريا وعيسى ابن مريم، فلقيهما وسلم عليهما، فردا عليه ورحبا به، وأقرّا بنبوته‏.‏ ثم عرج به إلى السماء الثالثة، فرأي فيها يوسف، فسلم عليه فرد عليه ورحب به، وأقر بنبوته‏.‏ ثم عرج به إلى السماء الرابعة، فرأي فيها إدريس، فسلم عليه، فرد عليه، ورحب به، وأقر بنبوته‏.‏ ثم عرج به إلى السماء الخامسة، فرأي فيها هارون بن عمران، فسلم عليه، فرد عليه ورحب به، وأقر بنبوته‏.‏ ثم عرج به إلى السماء السادسة، فلقى فيها موسى بن عمران، فسلم عليه، فرد عليه ورحب به، وأقر بنبوته‏.‏ فلما جاوزه بكى موسى، فقيل له‏:‏ ما يبكيك ‏؟‏ فقال‏:‏ أبكى؛ لأن غلامًا بعث من بعدى يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتى‏.‏ ثم عرج به إلى السماء السابعة، فلقى فيها إبراهيم عليه السلام، فسلم عليه، فرد عليه، ورحب به، وأقر بنبوته‏.‏ ثم رفع إلى سدرة المنتهى، ثم رفع له البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون‏.‏ ثم أدخل الجنة، فإذا فيها حبائل اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك‏.‏ وعرج به حتى ظهر لمستوى يسمع فيه صوت الأقلام‏.‏ وفرض الله تعالى في هذه الليلة الصلاة على المسلمين. وفي هذه الرحلة عرض عليه اللبن والخمر، فاختار اللبن، فقيل‏:‏ هديت الفطرة أو أصبت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك‏.‏ ورأى مالكًا خازن النار، وهو لا يضحك، وليس على وجهه بشر ولا بشاشة، وكذلك رأي الجنة والنار‏.‏ ورأى أكلة أموال اليتامى ظلمًا لهم مشافر (المشفر في الإبل هو ما يقابل الشفة عند الإنسان) كمشافر الإبل، يقذفون في أفواههم قطعًا من نار ، فتخرج من أدبارهم‏.‏ ورأى أكلة الربا لهم بطون كبيرة لا يقدرون لأجلها أن يتحولوا عن أماكنهم، ويمر بهم آل فرعون حين يعرضون على النار فيطأونهم‏.‏ ورأى الزناة بين أيديهم لحم سمين طيب، إلى جنبه لحم غث منتن، يأكلون من الغث المنتن، ويتركون الطيب السمين‏.‏ ورأى النساء اللاتى يدخلن على الرجال من ليس من أولادهم، رآهن معلقات بثديهن‏.‏ فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم في قومه أخبرهم بما أراه الله عز وجل من آياته الكبرى، فاشتد تكذيبهم له وأذاهم واستضرارهم عليه، وسألوه أن يصف لهم بيت المقدس، فجلاه الله له، حتى عاينه، فطفق يخبرهم عن آياته، ولا يستطيعون أن يردوا عليه شيئًا، وكان قد رأى عيرًا من أهل مكة في الإياب والذهاب فأخبرهم عنها، وعن وقت قدومها، وكان الأمر كما قال، فلم يزدهم ذلك إلا نفورًا، وأبي الظالمون إلا كفورًا ‏.‏ ويقال‏:‏ إن أبا بكر رضي الله عنه سمي الصديق؛ لتصديقه هذه الوقعة حين كذبها الناس‏.‏

آخر تعديل بواسطة صوت الحق ، 25-06-2008 الساعة 04:10 PM
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25-06-2008, 11:44 AM
الصورة الرمزية صوت الحق
صوت الحق صوت الحق غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
العمر: 68
المشاركات: 8,134
معدل تقييم المستوى: 0
صوت الحق is an unknown quantity at this point
افتراضي بيعة العقبة الأولى

بيعة العقبة الأولى
في السنة الحادية عشرة من النبوة أسلم ستة نفر من أهل يثرب وذلك في موسم الحج و كانوا قد وعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإبلاغ رسالته في قومهم‏. وكان من جَرّاء ذلك أن جاء في موسم الحج التالي اثنا عشر رجلًا، فيهم خمسة من الستة الذين كانوا قد التقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم في العام السابق وسبعة سواهم، فالتقى هؤلاء برسول الله صلى الله عليه وسلم عند العقبة بمنى فبايعوه على ألا يشركوا بالله شيئًا، ولا يسرقون، ولا يزنون، ولا يقتلوا أولادهم، ولا يعصون النبي صلى الله عليه وسلم في معروف. وبعد أن تمت البيعة وانتهى الموسم بعث النبي صلى الله عليه وسلم مع هؤلاء المبايعين أول سفير في يثرب؛ ليعلم المسلمين فيها شرائع الإسلام، ويفقههم في الدين، وليقوم بنشر الإسلام بين الذين لم يزالوا على الشرك، واختار لهذه السفارة شابًا من شباب الإسلام من السابقين الأولين، وهو مُصْعَب بن عُمَيْر العبدرى رضي الله عنه‏، والذي أحرز نتائج طيبة في هذا الصدد.

آخر تعديل بواسطة صوت الحق ، 25-06-2008 الساعة 04:11 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:01 PM.