اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-04-2013, 12:49 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

نماذج تطبيقيَّة مِن حياة الصَّحابة في التَّعاون

كان الصَّحابة رضوان الله عليهم مثالًا يُحْتَذى بهم في التَّعاون، وكانوا في ذلك المثل الأسمى، فكانوا كخليَّة النَّحل في تكاتفها وتعاونها، وكالجسد الواحد إذا اشتكى منهم عضو تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمَّى، و(في الوقت الذي كان فيه أبو عبيدة بن الجرَّاح وسعد بن أبي وقَّاص، وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص يفتحون مصر والشَّام والعراق، كان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي يسوسون النَّاس، ويرعون شؤونهم، وكان معاذ بن جبل وابن عبَّاس وابن عمر يعلِّمون النَّاس، ويفتونهم ويربُّونهم، وكان أبو هريرة وأنس وعائشة يحفظون الحديث ويروونه، وكان أبو ذرٍّ وأبو الدَّرداء يعظون النَّاس والحكَّام وينصحونهم، فتعاونوا ولم يتعايبوا.. وتناصروا ولم يتدابروا) .
ونقف هنا وقفات مع نماذج مِن تعاون الصَّحابة رضي الله عنهم.
تعاون الصَّحابة رضي الله عنهم في حفر الخندق:
- نقل لنا الصَّحابيُّ الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه صورة مِن تعاون الصَّحابة وتكاتفهم في حفر الخندق، فيقول: ((جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة، وينقلون التَّراب على متونهم، ويقولون:


نحن الذين بايعوا محمَّدًا***على الإسلام ما بقينا أبدًا



والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يجيبهم ويقول:


اللَّهمَّ إنَّه لا خير إلَّا خير الآخرةْ***فبارك في الأنصار والمهاجرةْ))




تعاون أبي بكر وأهل بيته مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في هجرته:
- جهَّز أبو بكر راحلتين عندما أعلمه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بالهجرة، وخاطر بنفسه وهاجر مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعندما وصلا غار ثور دخل أبو بكر أوَّلًا ليستبرأ الغار للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم كي لا يصيبه أذى، وأعدَّت أسماء بنت أبي بكر لهما جهاز السَّفر، وكان عبد الله بن أبي بكر يأتي لهما بأخبار قريش، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر يريح الغنم عليهما وهما في الغار ليشربا مِن لبنها، وفي طريقهما إلى المدينة كان أبو بكر إذا تذكر طلب قريش للرَّسول صلى الله عليه وسلم مشى خلفه، وإذا تذكر رصدها له مشى أمامه .
تعاون الصَّحابة رضوان الله عليهم في بناء المسجد النبوي:
- عندما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لبني النَّجار: ((يا بني النَّجار ثامنوني بحائطكم هذا، قالوا: لا والله لا نطلب ثمنه إلَّا إلى الله، فقال أنسٌ: فكان فيه ما أقول لكم قبور المشركين، وفيه خربٌ وفيه نخلٌ، فأمر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين، فنُبِشَت، ثمَّ بالخرب فسوِّيت، وبالنَّخل فقطِّع، فصفُّوا النَّخل قبلة المسجد، وجعلوا عضادتيه الحجارة، وجعلوا ينقلون الصَّخر وهم يرتجزون والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم معهم، وهو يقول: اللَّهمَّ لا خير إلَّا خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة)) .
تعاون الأنصار مع المهاجرين بعد الهجرة:
- قال عبد الرَّحمن بن عوف رضي الله عنه: ((آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الرَّبيع، فقال لي سعد: إنِّي أكثر الأنصار مالًا، فأقاسمك مالي شطرين، ولي امرأتان، فانظر أيتهما شئت حتى أنزل لك عنها، فإذا حلَّت تزوجتها، فقلت: لا حاجة لي في ذلك، دلُّوني على السُّوق، فدلُّوني على سوق بني قينقاع، فما رحت حتى استفضلت أقِطًا وسمنًا)) .
- وقالت الأنصار للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((اقسم بيننا وبينهم النَّخل، قال: لا. قال: يكفوننا المئونة ويشركوننا في التَّمر. قالوا: سمعنا وأطعنا)) .
ومِن تعاون الصَّحابة أيضًا:
- موقفهم في قصَّة سلمان رضي الله عنه عندما كاتب سيِّده، وكان فقيرًا لا يملك ما كاتب عليه، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم للصَّحابة: ((أعينوا أخاكم)) فأعانوه، حتى تحرَّر مِن رقِّه، وأصبح حرًّا .
ميادين التَّعاون
(لقد أقام الإسلام التَّعاون بين المسلمين على أساس مُحْكَم، ومدَّ له في كلِّ ناحية مِن نواحي الحياة بسببٍ. فالتَّمثيل القرآني لأهل الإيمان أنَّهم كالبنيان المرصوص، وفي التَّمثيل النَّبوي كالجسد الواحد. فأمور الإسلام ومطلوباته لا تتحقَّق على وجهها إلَّا بالتَّعاون. ودين الله بنيان شامخ لا يقوم ولا يثبت إلَّا حين تتراص لبناته، وتتضامن مبانيه؛ لتسدَّ كلُّ لبنة ثغرتها.
وإذا كان الله سبحانه قد خَلَق الخَلْق لعبادته وطاعته فإنَّ هذه العبادات والطَّاعات أنواع: قلبيَّة عقليَّة كالإيمان، وبدنيَّة كالصَّلاة، وماليَّة كالزَّكاة، ومركَّبة مِن البدن والمال كالحجِّ والجهاد.
وكلُّ هذه العبادات بأنواعها لا تقام ولا تشاد إلَّا بوسائلها: مِن صحة الفكر، وسلامة البدن، وسعة ذات اليد. ولهذه الوسائل وسائل: مِن التَّفقُّه في الدِّين، والإحسان في الأعمال؛ مِن زراعة وصناعة وحرف، وإتقان في العلوم والمعارف؛ مِن الطِّب والحساب والهندسة والمعامل والمختبرات. ومِن المقطوع به -كما سبق- أنَّ الإنسان بمفرده بل حتى الرَّهط مِن النَّاس والجماعة المحدودة مِن القوم لا تستطيع بهذه الوسائل الانفراد بتحقيق هذه المقاصد. ومنه يتبيَّن حاجة النَّاس إلى الاجتماع والتَّآزر، فذلك ما تقتضيه الفطرة، ويتطلبه الدِّين، وتنتظم به الشؤون، وتستقيم به العلوم.
وهذا بعض البسط لصورٍ مِن التَّعاون في أحكام الإسلام وآدابه، وإذا استجلاها رجل الدَّعوة عرف ضرورة التَّعاون وحاجته إليه في ميدانه ومجاله.
فالصَّلوات الخمس جماعة وجمعة، وصلاة العيدين وآدابهما، والحجُّ بشعائره، وعقد النِّكاح بوليمته وآدابه، وعقيقة المولود، وإجابة الدَّعوى حتى للصَّائم، كلُّها مناشط عباديَّة اجتماعيَّة تعاونيَّة، ولا تكون صورتها الشَّرعية إلَّا كذلك.
وينضمُّ إلى اجتماع الأعياد اجتماع الشدائد والكرب في صلوات الاستسقاء والكسوف والجنازة.
إنَّه انتظام عجيب بين أهل الإسلام في مواطن السُّرور والحزن، ناهيك بصورة الأخوَّة، ومبدأ الشُّورى، وحقوق المسلمين فيما بينهم؛ في القربى والجوار والضَّيف وابن السَّبيل واليتامى والمساكين، مع ما يحيط بذلك مِن سياج الآداب الاجتماعيَّة؛ مِن إفشاء السَّلام، وفسح المجالس،...
أمَّا أنواع المعاملات والتَّعاملات فذلك جليٌّ في عقود المضاربة والعارية والهبة والمهاداة وفرض الدِّية على العاقلة.
وثمَّة صورٌ مِن المعاونات في كفِّ الظُّلم، ونصرة المظلوم، ودفع الصَّائل بسلاح أو مال. بل هل يقوم الجهاد، وتُقام الحدود، وتُستوفى الحقوق، ويقوم الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر إلَّا بالتَّعاون والتآزر.
وهناك التَّعاون بالرَّأي، بما يدلُّ على الحقِّ، ويخرج مِن الحيرة، وينقذ مِن المأزق والهلكة، في النَّصيحة والمشاورة، وقد يكون تعاونًا بالجاه؛ مِن الشَّفاعة لذي الحاجة عند من يملك قضاءها...
فإذا وضع المسلمون أيديهم على هذه الأسباب الوثيقة، يتقدَّمهم أولو الأمر والعلماء والدُّعاة، بلغوا المكانة المحفوفة بالعزَّة المشار إليها بقوله سبحانه: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [المنافقون: 8]) .
(قال ابن خويز مندادٍ في أحكامه: والتَّعاون على البِرِّ والتَّقوى يكون بوجوهٍ، فواجبٌ على العالم أن يعين النَّاس بعلمه فيعلِّمهم، ويعينهم الغني بماله، والشُّجاع بشجاعته في سبيل الله، وأن يكون المسلمون متظاهرين كاليد الواحدة ((المؤمنون تتكافؤ دماؤهم ويسعى بذمَّتهم أدناهم وهم يدٌ على مَن سواهم)) . ويجب الإعراض عن المتعدِّي وترك النُّصرة له، وردُّه عمَّا هو عليه)) .
__________________
  #2  
قديم 20-04-2013, 12:52 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أصناف النَّاس في التَّعاون
قال الماورديُّ: (تنقسم أحوال مَن دخل في عداد الإخوان أربعة أقسام: منهم مَن يعين ويستعين، ومنهم مَن لا يعين ولا يستعين، ومنهم مَن يستعين ولا يعين، ومنهم مَن يعين ولا يستعين.
فأمَّا المعين والمستعين فهو معاوضٌ منصف؛ يؤدِّي ما عليه ويستوفي ماله، فهو كالمقرض يُسْعِف عند الحاجة ويستردُّ عند الاستغناء، وهو مشكورٌ في معونته، ومعذورٌ في استعانته، فهذا أعدل الإخوان.
وأمَّا مَن لا يُعين ولا يستعين فهو متروك قد منع خيره وقمع شرَّه، فهو لا صديق يُرْجَى، ولا عدوٌّ يُخْشَى، وإذا كان الأمر كذلك فهو كالصُّورة الممثَّلة، يروقك حسنها، ويخونك نفعها، فلا هو مذموم لقمع شرِّه، ولا هو مشكور لمنع خيره، وإن كان باللَّوم أجدر.
وأمَّا مَن يستعين ولا يُعين فهو لئيم كَلٌّ، ومهين مستذلٌّ، قد قُطِع عنه الرَّغبة، وبُسِط فيه الرَّهبة، فلا خيره يُرْجَى، ولا شرُّه يُؤْمَن، وحسبك مهانة مِن رجل مستثقل عند إقلاله، ويستقلُّ عند استقلاله فليس لمثله في الإخاء حظٌّ، ولا في الوداد نصيب.
وأمَّا مَن يُعين ولا يستعين فهو كريم الطَّبع، مشكور الصُّنع، وقد حاز فضيلتي الابتداء والاكتفاء، فلا يُرى ثقيلًا في نائبة، ولا يقعد عن نهضة في معونة.
فهذا أشرف الإخوان نفسًا وأكرمهم طبعًا، فينبغي لمن أوجد له الزَّمان مثله، وقلَّ أن يكون له مثل؛ لأنَّه البَرُّ الكريم والدُّرُّ اليتيم، أن يثني عليه خنصره، ويعضَّ عليه بناجذه، ويكون به أشدَّ ضنًّا منه بنفائس أمواله، وسِنِي ذخائره؛ لأنَّ نفع الإخوان عامٌّ، ونفع المال خاصٌّ، ومَن كان أعمَّ نفعًا فهو بالادِّخار أحقُّ، ثمَّ لا ينبغي أن يزهد فيه لخُلُق أو خُلُقين ينكرهما منه إذا رضي سائر أخلاقه، وحمد أكثر شيمه؛ لأنَّ اليسير مغفور، والكمال مُعْوِز) .
فـــ(هذا تقسيم مِن الماورديِّ رحمه الله أشبه بالحصر العقلي. وهو تقسيم جميل لتصوير النُّفوس وأحوال النَّاس والشُّخوص. ولكن واقع النَّاس، وما قضت به سنَّة الله في هذه الحياة، مِن بناء الدُّنْيا، واستقامة المعاش على المشاركة والمعاونة، واتخاذ النَّاس بعضهم بعضًا سخريًّا،... يشوِّش على ما قرَّره الماورديُّ، فلا يُتَصَوَّر في الواقع مِن أحد -فيما نحن بصدده- أن يحقِّق مبتغاه إلَّا بتعاضد أطرافٍ مِن النَّاس، هذا جانب. ومِن جانب آخر، فإنَّ البَذْل مِن طرف واحد -على نحو ما ذكر الماورديُّ- لا يسمَّى إلَّا إحسانًا ومنَّة ونعمة، وهذا ليس مِن باب التَّعاون في شيء إلَّا مِن حيث الأثر والفائدة للمُحَسن إليه والمنْعَم عليه.
كما أنَّ مَن يستعين ولا يُعين قد رضي لنفسه أن يكون عالة على غيره، وجعل حياته مبنيَّة على السُّؤال والطَّلب والتَّطلُّع إلى ما في أيدي النَّاس.
وأمَّا مَن لا يعين ولا يستعين فتصوُّر وجوده في بني الإنسان بعيد، على نحو ما سبق في المقدِّمة مِن تقرير أنَّ التَّعاون ضرورةٌ إنسانيَّة. فالإنسان لا يستغني عن أخيه الإنسان، كما قضى الله عزَّ وجلَّ في سننه) .
__________________
  #3  
قديم 20-04-2013, 12:54 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

التَّعاون بين الحاكم والمحكوم

إنَّ الحاكم يحتاج إلى المعاونة والمساعدة، مثله مثل غيره مِن البشر، بل هو أشدُّ حاجةً إلى ذلك مِن غيره، بسبب الأعمال والتَّكاليف الكثيرة التي يواجهها في إدارة البلاد، ومحال أن يتصدَّر لكلِّ شئون البلاد ويديرها دون وجود المعين والمساعد، (فإنَّ الإمام ليس هو ربًّا لرعيته حتى يستغني عنهم، ولا هو رسول الله إليهم حتى يكون هو الواسطة بينهم وبين الله. وإنَّما هو والرَّعية شركاء يتعاونون هم وهو على مصلحة الدِّين والدُّنْيا، فلا بدَّ له مِن إعانتهم، ولا بدَّ لهم مِن إعانته، كأمير القافلة الذي يسير بهم في الطَّريق: إن سلك بهم الطَّريق اتبعوه، وإن أخطأ عن الطَّريق نبَّهوه وأرشدوه، وإن خرج عليهم صائلٌ يصول عليهم تعاون هو وهم على دفعه) .
__________________
  #4  
قديم 20-04-2013, 12:59 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

وصايا في الحثِّ على التَّعاون

- قال أبو هلال العسكري: (أجود ما قيل في التَّضافر والتَّعاون قول قيس بن عاصم المنقري يُوصي ولده وقومه: وجدت في كتاب غير مسموع لما حضر عبد الملك بن مروان الوفاة وعاينته، وقال: يا بني، أُوصيكم بتقوى الله، وليعطف الكبير منكم على الصَّغير، ولا يجهل الصَّغير حقَّ الكبير، وأكرموا مسلمة بن عبد الملك؛ فإنَّه نابكم الذي عنه تعبرون، ومِجَنَّكم الذي به تستجيرون، ولا تقطعوا مِن دونه رأيًا ولا تعصوا له أمرًا، وأكرموا الحجاج ابن يوسف؛ فإنَّه الذي وطَّأ لكم المغابر، وذلَّل لكم قارب العرب، وعليكم بالتَّعاون والتَّضافر، وإيَّاكم والتَّقاطع والتَّدابر. فقال قيس بن عاصم لبنيه:

بصلاح ذات البين طول بقائكم***إن مدَّ في عمري وإن لم يمدد



حتى تلين جلدوكم وقلوبكم***لمسود منكم وغير مُسَود



إن القداح إذا جمعن فرامها***بالكسر ذو حنق وبطش أيِّد



عزَّت ولم تكسر وإن هي بددت***فالوهن والتَّكسير للمتبدِّد)


- رُوِي أنَّ أكثم بن صيفي دعا أولاده عند موته، فاستدعى بضمامة مِن السِّهام، وتقدَّم إلى كلِّ واحدٍ أن يكسرها، فلم يقدر أحدٌ على كسرها، ثمَّ بدَّدها وتقدَّم إليهم أن يكسروها، فاستهلوا كسرها، فقال: كونوا مجتمعين؛ ليعجز مَن ناوأكم عن كسركم كعجزكم .
- و(دعا يزيد بن المهلَّب ولده حبيبًا ومَن حضر مِن ولده، ودعا بسهام، فحزمت، وقال: أفترونكم كاسريها مجتمعةً؟ فقالوا: لا. قال: أفترونكم كاسريها مفترقةً؟ قالوا: نعم، قال: هكذا الجماعة) .
التَّعاون في عالم الحيوانات والطُّيور:
توجد العديد مِن الأمثلة التي تدلُّ على التَّعاون والتَّآزر والتَّكافل بين الكائنات الحيَّة، وكثيرٌ مِن هذه الكائنات تعيش على شكل مجاميع وقطعان، لتكون قوَّة واحدة لحماية بعضها البعض، وللتَّصدِّي لأي خطر قد يُحْدِق بأحد أفرادها.
(مخلوقات جعل الله في فطرتها نوع تعاون، إمَّا لتأمين غذائها أو الدِّفاع عن نفسها وجماعتها، ويظهر ذلك في ***ي النَّمل والنَّحل.
فقد شُوهِد أنَّ النَّمل إذا عثر على عسل في وعاء، ولم يتمكَّن مِن الوصول إليه مباشرة؛ لوجود ماء أو سائل يحول بينه وبين هذا العسل، فإنَّه يتعاون بطريقة فدائيَّة انتحاريَّة؛ فتتقدَّم فِرَقٌ بعد أخرى فتلتصق بالسَّائل وتموت، وتتقدَّم غيرها مثلها حتى تتكون قنطرة مِن جثث النَّمل الميِّت يعبر عليها الأحياء الباقون، فيدخلون الوعاء، ويصلون إلى العسل، ويبلغون مأربهم. هذا في حال اليُسْر والغذاء.
أمَّا في حال العُسْر والتَّعرُّض للمخاطر: فإنَّ مجاميع النَّمل إذا تعرَّضت لتيَّار مائي داهم - مثلًا - فإنَّ بعضها يمسك ببعض ثمَّ تكوِّن كتلة كرويَّة متماسكة تتحمَّل اندفاع التَّيَّار، ثمَّ تعمل حركتين في آن واحد، إحداهما: تتحرَّك فيها الأرجل كالمجاديف في اتجاه واحد نحو أقرب شاطئ، والثَّانية: حركة دائريَّة مِن أعلى إلى أسفل؛ ليتم تقاسم التَّنفُّس بين الجميع، فإذا ما تنفَّس مَن في الأعلى حصل انقلاب؛ ليرتفع مَن في جهة القاع، فيأخذ حظه مِن النَّفس، وهكذا في حركة دائريَّة حتى يبلغوا شاطئ الأمان.
فسبحان الذي أعطى كلَّ شيء خَلْقَه ثمَّ هدى. وسبحان مَن وهب الإنسان العقل المفكِّر ليتأسَّى ويعتبر ويكتشف ويرقى بفكره - بعد هداية الله وتوفيقه - ليكون خيرًا مِن الأنعام.
أمَّا النَّحل فنظامه في تكوين مملكته، وإنتاج عسله، وترتيب الأعمال بين أفراد خليَّته، فعَجَبٌ عُجَاب في التَّعاون والتَّناوب، ولله في خلقه شؤون) .
فهذه الأمثلة وغيرها، تبيِّن عظيم قدرته سبحانه وتعالى في الكون، الذي فطر جميع المخلوقات على التَّعاون والتَّكافل والتَّآزر.
__________________
  #5  
قديم 20-04-2013, 01:00 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

حكمٌ وأمثالٌ في التَّعاون

- في الجريرة تشترك العشيرة.
يُضْرَب في الحثِّ على المواساة والتَّعاون .
- هل ينهض البازي بغير جناحٍ؟
يُضْرَب في الحثِّ على التَّعاون والوِفَاق .
- بالسَّاعدين تبطش الكفَّان.
يُضْرَب في تعاون الرَّجلين وتساعدهما وتعاضدهما في الأمر .
- بال حمارٌ فاستبال أَحْمِرَةً.
أي حملهنَّ على البول. يُضْرَب في تعاون القوم على ما تكرهه .
__________________
  #6  
قديم 20-04-2013, 01:02 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

مِن أقوال الحكماء

- مَن جاد لك بمودَّته فقد جعلك عديل نفسه، فأوَّل حقوقه اعتقاد مودَّته، ثمَّ إيناسه والانبساط إليه في غير محرَّم، ثمَّ نصحه في السِّرِّ والعلانية، ثمَّ تخفيف الأثقال عنه، ثمَّ معاونته فيما ينوبه مِن حادثة، أو يناله مِن نكبة، فإنَّ مراقبته في الظَّاهر نفاق، وتركه في الشِّدَّة لُؤْم .
- فضيلة الفلَّاحين التَّعاون بالأعمال، وفضيلة التِّجَّار التَّعاون بالأموال، وفضيلة الملوك التَّعاون بالآراء والسِّياسة، وفضيلة العلماء التَّعاون بالحِكَم .
__________________
  #7  
قديم 20-04-2013, 01:10 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

التَّعاون في واحة الشِّعر
قال الشَّاعر:


لولا التَّعاونُ بينَ النَّاسِ ما شرفتْ***نفسٌ ولا ازدهرتْ أرضٌ بعمرانِ



ويرحم الله شوقي حيث يقول:


إنَّ التَّعاون قوَّةٌ عُلويةٌ***تبني الرِّجالَ وتبدعُ الأشياءَ



وقال آخر:


لعمرُك ما مال الفتى بذخيرةٍ***ولكن إخوانَ الثِّقاتِ الذخائرُ



وقال آخر:


يُعرِّفُك الإخوانُ كلٌّ بنفسِه***وخيرُ أخٍ ما عرَّفتك الشدائدُ



وقال آخر:


أُعِين أخي أو صاحبي في بلائِه***أقومُ إذا عضَّ الزَّمانُ وأقعُدُ



ومَن يفردِ الإخوانَ فيما ينوبُهم***تَـنُـبْه الليالي مرَّةً وهو مفردُ



وقال حافظ إبراهيم:


لا تعجبنَّ لملكٍ عَزَّ جانبُه***لولا التَّعاونُ لم تنظرْ له أثرَا



وقال آخر:


أخاك أخاك إنَّ مَن لا أخًا له***كساعٍ إلى الهيجا بغيرِ سلاحِ



وإنَّ ابنَ عمِّ المرءِ - فاعلمْ – جناحُه***وهل ينهضُ البازي بغيرِ جناحِ



ولله درُّ القائل:


كونوا جميعًا يا بَنيَّ إذا اعترَى***خَطبٌ ولا تتفرَّقوا آحادَا



تأبى القِداحُ إذا اجتمعن تكسُّرًا***وإذا افترقن تكسَّرت أفرادَا



وقال آخر:


النَّاسُ للنَّاسِ مِن بَدوٍ وحاضرةٍ***بعضٌ لبعضٍ وإن لم يشعروا خدمُ



وقال آخر:


إذا العبءُ الثَّقيلُ توزَّعته***رقابُ القومِ خفَّ على الرِّقابِ



وقال آخر:


وإن قام منهم قائمٌ قال قاعدٌ***رشدتَ فلا غرمٌ عليك ولا خَذْلُ



وقال آخر:


إذا ما تأمَّلنا الأمورَ تبيَّنتْ***لنا وأميرُ القومِ للقومِ خادمُ



وقال آخر:


إذا سيِّدٌ منَّا ذَرَا حَدُّ نابِه***تَخَمَّطَ فِينا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ



وقال أحد الشُّعراء:


همومُ رجالٍ في أمورٍ كثيرةٍ***وهمِّي مِن الدُّنْيا صديقٌ مساعدُ



نكونُ كروحٍ بينَ جسمين قُسمتْ***فجسماهما جسمان والرُّوحُ واحدُ



وقال آخر:


إنِّي رأيتُ نملةً***في حيرةٍ بين الجبال



لم تستطعْ حملَ الطَّعامِ***وحدَها فوق الرِّمال



نادت على أختٍ لها***تعينُها فالحملُ مال



لم يستطيعا حملَه***تذكَّرا قولًا يُقَال



تعاونوا جميعكم***فالخير يأتي بالوصال



نادت على إخوانِها***جاءوا جميعًا بالحبال



جرُّوا معًا طعامَهم***لم يعرفوا شيئًا محال



وقال حافظ إبراهيم:


إذا ألـمَّت بوادي النِّيلِ نازلةٌ***باتت لها راسياتُ الشَّامِ تضطربُ



وإن دعا في ثرى الأهرام ذو ألمٍ***أجابه في ذرا لبنان منتحبُ



لو أخلص النِّيلُ والأردنُ ودَّهما***تصافحتْ منهما الأمواهُ والعشبُ



وقال آخر:


وكلُّ عضوٍ لأمرٍ ما يمارسُه***لا مشي للكفِّ بل تمشي به القدمُ



وقال أحمد محرم:


وبلوتُ أسبابَ الحياةِ وقستُها***فإذا التَّعاونُ قوَّةٌ ونجاحُ



وقال آيضًا:


وإن ضاع التَّعاونُ في أناسٍ***عَفت آثارُهم في الضَّائعينا




__________________
 

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
موسوعة, الاخلاق, الاسلامية, الشاملة


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:16 PM.