|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() الوسائل المعينة على اكتساب صفة التَّأنِّي
1- الدُّعاء: كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو الله بأن يهديه إلى أحسن الأخلاق، فكان مِن دعائه: ((واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلَّا أنت، واصرف عنِّي سيئها لا يصرف عنِّي سيئها إلَّا أنت)) . 2- النَّظر في عواقب الاستعجال: قال أبو إسحاق القيرواني: (قال بعض الحكماء: إيَّاك والعَجَلَة؛ فإنَّ العرب كانت تكنِّيها أمَّ الندامة؛ لأنَّ صاحبها يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويعزم قبل أن يفكِّر، ويقطع قبل أن يقدِّر، ويحمد قبل أن يجرِّب، ويذمُّ قبل أن يخبر، ولن يصحب هذه الصِّفة أحدٌ إلَّا صحب النَّدامة، واعتزل السَّلامة) . 3- معرفة معاني أسماء الله وصفاته: فمِن أسمائه سبحانه: الحليم والرَّفيق، ومِن معانيهما: التَّأنِّي في الأمور، والتَّدرج فيها، ومن ذلك إمهال الكافرين والظَّالمين، إقامة للحجَّة وقطعًا للمحجة؛ ليهلك مَن هلك عن بينة، ويحيى مَن حيَّ عن بينة . قال تعالى: وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [يونس: 11]. 4- قراءة سيرة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: فنستفيد مِن سنَّته صلى الله عليه وسلم التَّأنِّي والصَّبر على الإيذاء، قال خباب بن الأرت رضي الله عنه: ((شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوسِّد بردة له في ظلِّ الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟ قال: كان الرَّجل فيمن قبلكم يُحْفر له في الأرض، فيُجْعَل فيه، فيُجَاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيُشَقُّ باثنتين، وما يصدُّه ذلك عن دينه، ويُمَشَّط بأمشاط الحديد ما دون لحمه مِن عظم أو عصب، وما يصدُّه ذلك عن دينه، والله ليتمَّنَّ هذا الأمر، حتى يسير الرَّاكب مِن صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلَّا الله، أو الذِّئب على غنمه، ولكنَّكم تستعجلون)) . 5- قراءة سيرة السَّلف الصَّالح: ففي سيرة سلفنا الصَّالح نماذج كثيرة تدلُّ على تحلِّيهم بخلق التَّأنِّي، والتَّريُّث في أمورهم، فقراءة سِيَرهم تعين على الاقتداء بهم، وانتهاج طريقهم. 6- استشارة أهل الصَّلاح والخبرة: إذا أقدم الشَّخص على أمرٍ يجهله فعليه أن يستشير أهل الصَّلاح والخبرة ولا يتعجَّل في أمره، قال تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران: 159]. قال الماورديُّ: (الحزم لكلِّ ذي لبٍّ أن لا يبرم أمرًا ولا يمضي عزمًا إلَّا بمشورة ذي الرَّأي النَّاصح، ومطالعة ذي العقل الرَّاجح. فإنَّ الله تعالى أمر بالمشورة نبيَّه صلى الله عليه وسلم مع ما تكفَّل به مِن إرشاده، ووعد به مِن تأييده، فقال تعالى: وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ.. وقال الحسن البصري -رحمه الله تعالى-: أمره بمشاورتهم ليستنَّ به المسلمون ويتَّبعه فيها المؤمنون، وإن كان عن مشورتهم غنيًّا) . |
#2
|
||||
|
||||
![]() نماذج مِن تأنِّي الأنبياء والمرسلين عليهم السَّلام نبيُّ الله يوسف عليه السَّلام:
تأنَّى نبيُّ الله يوسف -عليه الصَّلاة والسَّلام- مِن الخروج مِن السِّجن حتى يتحقَّق الملك ورعيَّته براءة ساحته، ونزاهة عرضه، وامتنع عن المبادرة إلى الخروج ولم يستعجل في ذلك. قال تعالى: وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ [يوسف: 50]. قال ابن عطيَّة: (هذا الفعل مِن يوسف -عليه السَّلام- أناةً وصبرًا وطلبًا لبراءة السَّاحة) . |
#3
|
||||
|
||||
![]() نماذج للتَّأني مِن سير الصَّحابة رضي الله عنهم
تأنِّي أبي ذر الغفاري في قصَّة إسلامه: قال ابن عبَّاس: ((لـمَّا بلغ أبا ذر مبعث النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بمكَّة قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي، فاعلم لي علم هذا الرَّجل الذي يزعم أنَّه يأتيه الخبر مِن السَّماء، فاسمع مِن قوله ثمَّ ائتني، فانطلق الآخر حتى قدم مكَّة، وسمع مِن قوله، ثمَّ رجع إلى أبي ذر فقال: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وكلامًا ما هو بالشِّعر. فقال: ما شفيتني فيما أردت فتزوَّد وحمل شنَّة له، فيها ماء حتى قدم مكَّة، فأتى المسجد فالتمس النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه، وكره أن يسأل عنه، حتى أدركه -يعني اللَّيل- فاضطجع، فرآه عليٌّ فعرف أنَّه غريب، فلمَّا رآه تبعه، فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتى أصبح، ثمَّ احتمل قربته وزاده إلى المسجد، فظلَّ ذلك اليوم، ولا يرى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، حتى أمسى، فعاد إلى مضجعه، فمرَّ به عليٌّ، فقال: ما آن للرَّجل أن يعلم منزله؟ فأقامه، فذهب به معه، ولا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى إذا كان يوم الثَّالث فعل مثل ذلك، فأقامه عليٌّ معه، ثمَّ قال له: ألا تحدِّثني؟ ما الذي أقدمك هذا البلد؟ قال: إن أعطيتني عهدًا وميثاقًا لترشدنِّي، فعلتُ، ففعل، فأخبره، فقال: فإنَّه حقٌّ وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أصبحت فاتَّبعني، فإنِّي إن رأيت شيئًا أخاف عليك، قمت كأنِّي أُريق الماء، فإن مضيت فاتَّبعني حتى تدخل مدخلي، ففعل، فانطلق يقفوه، حتى دخل على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ودخل معه، فسمع مِن قوله، وأسلم مكانه)) . فنجد في هذه القصَّة أنَّ أبا ذرٍّ رضي الله عنه لم يظهر ما يريده حتى يتحصَّل على بغيته، وقد تأنَّى رضي الله عنه في البحث عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم والسُّؤال عنه حتى لا تعلم به قريش، وتثنيه عن هدفه الذي مِن أجله تحمَّل المشاق والمتاعب. |
#4
|
||||
|
||||
![]() التَّأنِّي في واحة الشِّعر قال النَّابغة: الرِّفقُ يُمْنٌ والأناةُ سعادةٌ***فتأنَّ في رفقٍ تُلاقِ نجاحا وقال الشَّاعر: استأنِ تظفرْ في أمورِك كلِّها***وإذا عزمتَ على الهوَى فتوكَّل وقال زهير: منَّا الأناةُ وبعضُ القوم يحسبُنا***أنَّا بِطاءٌ وفي إبطائِنا سرعُ وقال القطامي عمرو بن شييم: قد يدركُ المتأنِّي بعضَ حاجتِه***وقد يكونُ مع المستعجلِ الزَّللُ وربَّما فات قومًا بعضُ أمرِهمُ***مِن التَّأنِّي وكان الحزمُ لو عجلوا وقال عبد العزيز بن سليمان الأبرش: تأنَّفي أمرِك وافهمْ عنِّي***فليس شيءٌ يعدلُ التَّأنِّي تأنَّ فيه ثمَّ قلْ فإنِّي***أرجو لك الإرشادَ بالتَّأنِّي وقال الشَّاعر: لا تعجلنَّ لأمرٍ أنت طالبُه***فقلَّما يدركُ المطلوبَ ذو العَجلِ فذو التَّأنِّي مصيبٌ في مقاصدِه***وذو التَّعجلِ لا يخلو عن الزَّللِ وقال العجاج: أناة وحلمًا وانتظارًا بهم غدًا***فما أنا بالواني ولا الضَّرِعِ الغمْرِ وقال الشَّاعر: لا تعجلنَّ فربَّما***عجِل الفتَى فيما يضرُّه ولربَّما كرِه الفتَى***أمرًا عواقبُه تسرُّه وقال آخر: انطقْ مصيبًا بخيرٍ لا تكنْ هذرًا***عيَّابةً ناطقًا بالفحشِ والرِّيبِ وكنْ رزينًا طويلَ الصَّمتِ ذا فكر***فإن نطقتَ فلا تُكثرْ مِن الخطبِ ولا تُجِبْ سائلًا مِن غيرِ ترويةٍ***وبالذي عنه لم تسألْ فلا تجبِ آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 03-05-2013 الساعة 11:47 PM |
#5
|
||||
|
||||
![]() التَّضْحية معنى التَّضْحية لغةً واصطلاحًا معنى التَّضْحية لغةً:
التضحية مصدر ضحَّى يقال: ضحَّى بنفسه أو بعمله أو بماله: بذله وتبرع به دون مقابل. وهي بهذا المعنى محدثة . معنى التَّضْحية اصطلاحًا: هو بذل النَّفس أو الوقت أو المال لأجل غاية أسمى، ولأجل هدف أرجى، مع احتساب الأجر والثواب على ذلك عند الله عزَّ وجلَّ، والمرادف لهذا المعنى: الفداء. ومن معانيها: البذل والجهاد |
#6
|
||||
|
||||
![]() أولًا: في القرآن الكريم - قال تعالى: وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء [آل عمران:140].
قال القاسمي: (أي: وليكرم ناسًا منكم بالشَّهادة، ليكونوا مثالًا لغيرهم في تَضْحية النَّفس شهادةً للحقِّ، واستماتةً دونه، وإعلاءً لكلمته) . - قال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا [الأحزاب:21-27]. (لما ذكر تعالى غزوة الأحزاب، وموقف المنافقين المذبذبين منها، بالقعود عن الجهاد، وتثبيط العزائم، أمر المؤمنين في هذه الآيات بالاقتداء بالرَّسول الكريم في صبره وثباته، وتَضْحِيته وجهاده) . - قال تعالى: وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران: 169]. (فيما ذكر إشارة إلى أنَّ المؤمن الذي يضَحِّي بنفسه في سبيل نصر دينه ودعوة ربِّه، هو من الشُّهداء الأبْـــرَار، الذين يظفرون بجنان الخلد، وهم أحياء، أرواحهم في حواصل طير خُضْر، تسرح في الجنَّة حيث شاءت) . |
#7
|
||||
|
||||
![]() ثانيًا: في السُّنَّة النبوية - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ((انتدب الله لمن خرج في سبيله -لا يخرجه إلا إيمان بي، وتصديق برسلي- أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة، أو أدخله الجنَّة، ولولا أن أشقَّ على أمَّتي، ما قعدت خلف سريَّة، ولوددت أنِّي أُ*** في سبيل الله ثم أحيا، ثم أُ*** ثم أحيا، ثم أُ***)) .
فبذل النَّفس والشَّهادة في سبيل الله هي ذروة التَّضْحية. - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنَّه قال: ((من خير معاش النَّاس لهم، رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه، كلما سمع هَيْعَةً ، أو فزعة طار عليه، يبتغي ال*** والموت مظانَّه، أو رجل في غنيمة في رأس شَعَفَةٍ من هذه الشَّعَف، أو بطن واد من هذه الأودية، يقيم الصَّلاة، ويؤتي الزَّكاة، ويعبد ربَّه حتَّى يأتيه اليقين، ليس من النَّاس إلا في خير)) . - وعنه أيضًا رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلَّا عزًّا. وما تواضع أحد لله إلَّا رفعه الله)) . فلا خوف من التَّضْحية بالمال عند النَّفقة. |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
موسوعة, الاخلاق, الاسلامية, الشاملة |
|
|