اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > أخبار و سياسة

أخبار و سياسة قسم يختص بعرض الأخبار و المقالات من الصحف يوميا (المصرية والعربية والعالمية )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-04-2013, 09:15 PM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 27,929
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor is a glorious beacon of lightaymaan noor is a glorious beacon of light
افتراضي هل يمكن أن تتحول روابط "الألتراس" إلى حزب سياسي؟

هل يمكن أن تتحول روابط "الألتراس" إلى حزب سياسي؟

محمد الحسين عبد المنعم

يبدو أن التساؤل الذي يطرحه عادة المحللون حول إمكانية تحول الألتراس Ultras إلى قوة سياسية منظمة في الشارع بعد عمليات الحشد والاشتباك مع الأحداث السياسية في الآونة الأخيرة، يحتاج إلى محاولة لفهم طبيعة تلك التكوينات الجديدة في المجتمعات العربية، خاصة وأن ثمة أبعادًا نفسية وقيمية وسلوكية ربما تشكل عائقًا أمام تحول تلك الراوبط من التشجيع إلى الانخراط في العمل السياسي أو الحزبي، وإن كان ذلك لا ينفي أنها أضحت حركة احتجاجية استفادت من تغييرات ما بعد الثورات.

إن ذلك الجدل حول الدور السياسي لـ"الألتراس"، جاء على خلفية انتقال روابط المشجعين من مربع الإعلام الرياضي إلى مضمار السياسة، في ضوء ظهورها في مناسبات ثورية عدة في مصر، بدءًا من أحداث 28 يناير إبان الثورة، مرورًا بأحداث موقعة الجمل، إضافة إلى أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء، وصولا لأحداث استاد بورسعيد المعروفة إعلاميًّا "بمجزرة بورسعيد"، وتبعات الأحكام القضائية بشأنها.

عداوات ثلاث

ولا يمكن فهم سلوك الألتراس بمعزل عن أعدائها الثلاثة الذين يشكلون حافزًا للاحتجاج أكثر من الانخراط في العمل السياسي بمعناه المنظم والتفاوضي، وهم: (الإعلام – الأمن – سياسات الكرة الحديثة)، فغالبًا ما تكون علاقة "الألتراس" متوترة مع الإعلام، كنتيجة لما يعتقده أفراد تلك المجموعات من أن وسائل الإعلام تمارس تحريضًا إعلاميًّا ضدهم، باعتبارهم فوضويين، وتحميلهم مسئولية شغب الملاعب.

ويمكن إرجاع نظرة وسائل الإعلام للألتراس على هذا النحو إلى "الفجوة الجيلية" بين شباب "الألتراس" من ناحية والقائمين على الإعلام من جهة أخرى، خصوصًا في ظل فترات التغيير الاجتماعية السريع، كالذي تمر به مصر، فتنشأ معارضة من الأجيال الأكبر لأنماط واتجاهات سلوك الجيل الشاب المتحرر من القيود. بالإضافة لإحساس هؤلاء الشباب بأنهم يمثلون مادة دسمة للإعلام يقتات منها على حسابهم، دونما تدقيق أو تمحيص فيما يصل إليه من أخبار، وتمثل "المغرب" الحالة الوحيدة التي يحتفي الإعلام فيها بمجهودات "الألتراس" وهو ما انعكس على التعامل الأمني معها.

أما عن علاقة جماهير "الألتراس" بالأجهزة الأمنية، فإن التوتر والمصادمات العنيفة هي السمة الغالبة في العالم أجمع، وهو ما يمكن تفسيره بنظرة رجال الأمن لذواتهم كمحتكرين للحشد والتنظيم، الأمر الذي يدفعهم للتضييق على تلك المجموعات والنظر لهم كمنافس، بالإضافة للإجراءات الأمنية المشددة التي تتبعها تلك الأجهزة لتنظيم دخول وطرق التشجيع داخل المدرجات، الأمر الذي يرفضه أفراد مجموعات "الألتراس" الساعية للتحرر من القيود، والتي ترى في كرة القدم متنفسًا ومجالا لإخراج الطاقات الإبداعية، وتطوير فنون التشجيع.

وتظهر الخبرةُ العملية العلاقةَ الطردية بين مستوى ال*** الموجه من الجماهير ضد الأمن كلما زادت أنماط التدخل والتضييق الأمني على المشجعين، الأمر الذي دعا البعض للمناداة بمنح الجماهير حق التنظيم الذاتي وفق ضوابط معينة لتفادي الاحتكاك بقوات الأمن.كما تنظر جماهير "الألتراس" لسياسات الكرة الحديثة بنوع من الرفض، لأسباب تتعلق بتحكم رأس المال في عملية انتقالات اللاعبين، وطغيان العوائد المالية على الانتماء للنادي، وهو ما يرتبط بالسياسات الإعلانية والإعلام.

قدرات تنظيمية وتمويلية

إن الأعداء الثلاثة شكلوا محفزًا لخلق قدرات مؤثرة للألتراس على الحشد والتنظيم، وذلك في ظل هيكلها الشبكي المتحرر من القيود الهرمية المسيطرة على أنماط علاقات الأسرة، والمدرسة، ومؤسسات العمل.. إلخ، وتعد الجزئية الخاصة بالقدرة على "الحشد" على وجه الخصوص مصدرًا لتخوف القوى التي اشتهرت تنظيميًّا بها، وهما، في مصر، بشكل أساسي قوات الأمن، وجماعة الإخوان المسلمين.

ففي حين خطب معظم مرشحي الرئاسة ودّ "الألتراس" وقدرتهم على رد مظالمهم، وعلى رأسهم حزب الحرية والعدالة ومرشحه الرئيس محمد مرسي، فإن الاتجاه لتصفيتهم وتشويه صورتهم عبر المنابر الإعلامية المتعددة، يمنح مؤشرًا على معاداة أي نظام في السلطة لمثل تلك القوى الشبابية وإدراك حجم تأثيرها.

وما يجعل الألتراس أكثر تنظيمًا هو قدرته على توفير تمويل مستقل ذاتي، إذ يعتبر الألتراس تلقي التمويل أو الدعم من إدارات الأندية أو جهات خارجية مجلبة للعار للمجموعة وسببًا لحلها، وعليه فإن مجموعات الألتراس تعتمد في تمويلها على اشتراكات أعضائها، وذلك الخيار جاء لتدعيم استقلالية قرار المجموعة.

ورغم قدراتهم التنظيمية والتمويلية، فإن ثمة ملاحظة أساسية في سلوك الألتراس تجعل من الصعب تحولهم إلى العمل السياسي المنظم، وهي أنهم لا يرتبطون بحسابات سياسية معينة، وبالتالي فإن فكرة إقامة تحالفات على أسس أيديولوجية يعد أمرًا مستبعدًا، على الأقل في هذه الفترة، فعلى النقيض من جماعات "الألتراس" في البلقان، على سبيل المثال، والتي ترتبط بمعايير جهوية وهوياتية وإثنية، فإن الألتراس في مصر ارتبطت تحركاته بدوافع تبدو سامية، مثل القصاص لحقوق الشهداء.

فاللافت أن تحرك الألتراس بشكل جماعي ورسمي يرتبط بأحداث مسّت المجموعة بشكل مباشر (أحداث مباراة كيما أسوان، وأحداث بورسعيد)، وهذا لا يعني مشاركتهم في أحداث أخرى، إلا أنهم لا يشاركون بصفتهم التنظيمية الرسمية وإنما كأفراد. كما أن انخراط أفراد الألتراس في أعمال ***، تنتقص من رصيدهم لدى رجل الشارع، وهو ما قد يرجع لما يتمتع به الشباب من اندفاع، فضلا عن الإحباط من غياب دولة القانون.
ورغم أنهم يمتلكون تنظيمات غير رسمية، ويمارسون ضغطًا على السلطات لتحقيق تغيرات معينة، إلا أن تنظيمات الألتراس تعتمد على الهوية المشتركة للانتماء لنادٍ معين، وتدور نشاطاتهم حول ناديهم لا المجتمع. ورغم أن ثورة 25 يناير وسعت من مساحات الاهتمام بالقضايا السياسية، وهو ما يظهر في الأنشطة الفنية مثل أغنية "حرية" التي تنصرف لوصف الوضع السياسي ككل وفساد الحكومة وأن المطلب الرئيسي هو الحرية، إلا أن الغالب لدى الألتراس هو انتماؤهم الرياضي.

علاوة على ذلك، فإن طبيعة روابط الألتراس هي عدم قبول المواءمات أو الحلول الوسط، والتمسك بالمبادئ بشكل حاد، وعليه فإن دخولها مضمار السياسة سيستلزم تغيير طبيعتها، وبالتالي انتماءها لعالم "الألتراس" بالشكل التقليدي. وبالتالي، يبقى إمكان تحول "الألتراس" إلى قوة سياسية "كحزب سياسي" احتمالا ضعيفًا، نظرًا لتعدد المشارب والانتماءات السياسية والاجتماعية، وأنها ليست الانتماء الرئيسي الذي يجمع تلك المجموعات الرياضية.

استراتيجيات التعامل مع "الألتراس"

تتسم مجموعات الألتراس بعدد من السمات كاللا سلطوية، والديناميكية، والمثالية المجردة، وتعتمد في تحقيق أهدافها وممارساتها على أساليب غير تقليدية ومتحررة من القيود الاجتماعية، تبدأ برفع اللافتات وتنفيذ الدخلات، مرورًا باستخدام السباب خلال هتافاتهم، وصولا لاستخدام ال*** في حالات معينة.

وفي معرض الحديث عن استراتيجيات التعامل مع "الألتراس"، دائمًا ما يردد أفراد تلك المجموعات أنهم "بشر" وليسوا "درجة ثانية"، فإحساس فرد "الألتراس" دائمًا بالاضطهاد، وأن هناك من يتربص به، يدفعه لتبني سلوك أكثر يمينية وتشددًا. ولعل ذلك يفسر ما يقوله أحد أعضاء الألتراس في مصر في إشارة إلى العداء مع وزارة الداخلية وأحداث بورسعيد في مصر: "كيف أتصالح مع من أغلق أبواب الاستاد على إخوتي، وتركهم يموتون دون أن يحرك ساكنًا".

وتظهر الخبرة العملية أن التشدد والتعامل العنيف مع شباب تلك المجموعات لا يولد إلا ***ًا مضادًا، لأسباب تتعلق بطبيعة سلوك الشباب، وما يتعرض له من ضغوط، فضلا عن الخريطة الاجتماعية لشباب "الألتراس" والتي ترتكز على الطبقة المتوسطة وما دون المتوسطة، والأخيرة غالبًا لا تملك ما تخسره. كما أن اتخاذ إجراءات متشددة بشأن التشجيع في الملاعب أو منع روابط المشجعين من حضور المباريات، لا يقدم حلولا للمشكلة؛ إذ ينتقل ال*** مصحوبًا بالسخط إلى خارج الملاعب.

ويبدو أن اتخاذ وزارة الداخلية لقرارات شجاعة تتعلق بالاعتراف بتجاوزاتها، ليس في حق "الألتراس" فقط وإنما في حق المصريين عمومًا، هو نقطة البداية في التعامل البناء والمثمر مع جمهور المشجعين، "يجب أن تدفع الداخلية ثمن إهانتها للمصريين"، كما عبر أحد أعضاء "الألتراس".

ويظل من المفيد تعديل المنظور الذي تستخدمه السلطة، بل والأكاديميون، في الدراسة والتعامل مع مجموعات "الألتراس"، باعتبارهم شبابًا يمتلكون طاقات إبداعية تظهر في نشاطاتهم التشجيعية كتأليف الأغنيات وتصميم الدخلات والقدرة على الحشد والتنظيم، ويمكن احتواؤهم بشكل يعود بالنفع على اللعبة والمجتمع، وليس النظر لهم كفوضويين.
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:53 PM.