|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
تراجعت وابتعدت عن الله بعد أن كنت جيدة بداية التزامي!
السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة في الـ16 من عمري، سأطرح مشكلتي آملة أن تساعدونني. التزمت في الـ14 من عمري، وكنت جيدةً في بداية التزامي -والحمد لله-، ولكنني الآن سيئة جداً، لست كالسابق أبداً، أشعر وكأنني أتراجع، وأخاف أن أتراجع حتى أكفر -أستغفر الله-، فمثلاً: كنت أستطيع قيام الليل ساعتين يومياً، ثم أصبحت أقوم نصف ساعة وهكذا، والآن لا أقوم الليل، وإن قمته فإني لا أستشعر شيئاً، دائماً ما أدعو الله بالهداية ولكن لا يستجاب لي. أتألم حقا ببعدي عن الله، وأخشى أن أموت وأنا على هذا الحال، أشعر أن الحياة تزيدني في الشر، لا أستطيع الثبات وإن حاولت، أحيانا أتمنى أن أموت لكي لا أبتعد أكثر، أو لكي لا أكفر. أسعى للهداية، وأحاول وأدعو ولكن لماذا لا يستجيب ربي لي؟! دائما يجيء في نفسي أن الله لا يريدني، وأتألم وأبكي كل يوم، لم الله لا يهديني؟ في أمور الدنيا إن لم يستجب الله لنا فهي خيرة من عنده سبحانه وتعالى، ولكن ماذا عن أمور الآخرة إن لم يستجبها لنا؟ هل هي خيرة أيضا؟ وجزاكم الله خيراً. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ انهار حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، مرحبًا بك ابنتنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الهدى والتقوى، وأن يثبتك على الحق والخير، وأن يشرح صدرك للإيمان والعمل الصالح، إنه جوادٌ كريم. نحن أولاً أيتها البنت العزيزة نحب أن نعرب لك ما بأنفسنا من ظن الخير بك، وأنك على حالة سوية - إن شاء الله تعالى-، وأنه ليس ثم ما يدعوك إلى هذا القنوط الذي رأيناه في السطور التي كتبتيها. مما لا شك فيه أن حال الإنسان يتفاوت من حال إلى حال والقلوب لها إقبال وإدبار، وأن الإيمان يزيد وينقص، وأنت بلا شك مررت بحالة ارتفع فيها إيمانك وكثرة أعمالك، وتعرضت لنوع من الفتور بعد ذلك، لكن لا ينبغي أبداً أن تسمحي للشيطان أن يتسلل إلى قلبك ليزرع فيه اليأس المحبط عن العمل، فإن رحمة الله تعالى واسعة لكل شيء، وهي أرجى عندنا من أعمالنا، إنما نبتغي رضا الله سبحانه وتعالى، ونتسبب في بذل ما نستطيع من الأعمال التي يحبها ويرضاها، آملين عفوه سبحانه وتعالى راجين مغفرته، وأن يتقبل منا هذه الأعمال اليسيرة ويجعلها سبباً لفوزنا وفلاحنا. إذا فهمت هذه الحقيقة أيتها البنت العزيزة، فينبغي أن تجاهدي نفسك للرجوع للحالة التي كنت عليها أو أحسن منها، ولكن إن ظللت على ما أنت عليه من التكاسل من بعض الأعمال فاعلمي جيداً أنك ما تزالين على خير ما دمت تؤدين فرائض الله سبحانه وتعالى وتجتنبين ما حرم الله عليك، وهذا الشعور يبعث في النفس الأمل، والرغبة في الاستزادة من العمل الصالح. أما تشعرين به من اليأس والقنوط وأن الله عز وجل لا يريدك ولا يحبك، ولا يريد منك أن تتقربي إليه فهذه كلها مشاعر يحاول الشيطان أن يغرسها في نفسك، والأمر ليس كذلك، فإن الله عز وجل ما هداك إلى طاعته وإلى امتثال أمره واجتناب نواهيه إلا لمحبته لك، وإلا فإن غيرك الكثير والكثير من البشر الغافلين عن الله والمعرضين عن سبيله، فينبغي أن تتذكري هذه الحقيقة لتشكري نعمة الله عليك إذ هداك وألهمك وزين لك الطاعة وحببها إليك، وشكر هذه النعمة يكون بالاستزادة منها والإخلاص فيها. فإذن العلاج أيتها البنت الكريمة هو أن تتذكري فضل الله سبحانه ورحمته، وأن تتذكري دائماً أنه كلما تمت الزيادة من الأعمال الصالحة وجاهدت نفسك عليها كلما اقتربت من الله سبحانه وتعالى أكثر، فإن الاستزادة من الأعمال الصالحة هي سبيل الوصول إلى محبة الله كما قال سبحانه في الحديث القدسي: (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه). أكثري أيتها البنت العزيزة من مجالسة الصالحات، وسماع المواعظ، وحضور مجلس الذكر والعلم؛ فإن هذه الأدوات من شأنها أن تحيي القلب وتطرد عنه الغفلة. اثبتي على الدعاء، واسألي الله سبحانه وتعالى الهداية، ولا تيأسي من رحمة الله فإن من أسباب قبول الدعاء عدم الاستعجال، كما أن الاستعجال سببٌ مانع من إجابته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي). رواه البخاري. فاحذري من هذا السلوك، وواظبي على ما أنت عليه، وجملي نفسك باللين والرفق على الفرائض أولاً، واجتناب المحرمات، والإكثار من النوافل بقدر الاستطاعة، وسيحبب الله سبحانه وتعالى لك هذا الطريق. نسأله بأسمائه وصفاته أن يهدينا وإياك لأرشد أمورنا. وبالله التوفيق والسداد.
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله كل خير على مجهودك الجميل
|
العلامات المرجعية |
|
|