اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا

محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-03-2013, 10:18 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

عرض النبي نفسه على قبائل العرب وما لحقه من الأذى في تبليغه رسالة ربه عز وجل إلى أن أكرم الله به الأنصار من أهل المدينة وما ظهر من الآيات لله عز وجل في إكرامه نبيه بما وعده من إعزازه وإظهار دينه
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري قال أخبرنا أبو بكر محمد ابن بكر بن عبد الرزاق قال حدثنا أبو داود السجستاني قال حدثنا محمد ابن كثير قال أخبرنا إسرائيل
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو الحسين بن يعقوب قال أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا مصعب عن إسرائيل بن يونس عن عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد عن جابر قال كان رسول الله يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول هل من رجل يحملني إلى قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي زاد مصعب بن المقدام في روايته قال فأتاه رجل من همدان فقال أنا فقال وهل عند قومك منعة وسأله من أين هو فقال من همدان ثم إن الرجل الهمداني خشي أن يخفره قومه فأتى رسول الله فقال
آتيهم فأخبرهم ثم ألقاك من عام قابل قال نعم فانطلق وجاء وفد الأنصار في رجب
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب العبدي قال أخبرنا ا لقاسم بن عبد الله بن المغيرة الجوهري قال أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عتبة عن عمه موسى بن عقبة وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني قال حدثنا جدي قال حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب وهذا لفظ حديث القطان قال كان رسول الله في تلك السنين يعرض نفسه على قبائل العرب في كل موسم ويكلم كل شريف قوم لا يسلهم مع ذلك إلا أن يروه ويمنعوه ويقول لا أكره أحدا منكم على شيء من رضي منكم بالذي أدعوه إليه فذلك ومن كره لم أكرهه إنما أريد أن تحرزوني مما يراد بي من ال*** حتى أبلغ رسالات ربي وحتى يقضي الله عز وجل لي ولمن صحبني بما شاء الله فلم يقبله أحد منهم ولم يأت أحد من تلك القبائل إلا قال قوم الرجل أعلم به أترون أن رجلا يصلحنا وقد أفسد قومه ولفظوه فكان ذلك مما ذخر الله عز وجل للأنصار وأكرمهم به

فلما توفي أبو طالب ارتد البلاء على رسول الله اشد ما كان فعمد لثقيف بالطائف رجاء أن يأووه فوجد ثلاثة نفر منهم سادة ثقيف يومئذ وهم أخوة عبد يا ليل بن عمرو وحبيب بن عمرو ومسعود بن عمرو فعرض عليهم نفسه وشكا إليهم البلاء وما انتهك منه قومه
فقال أحدهم أنا أمرق أستار الكعبة إن كان الله بعثك بشيء قط
وقال الآخر أعجز الله أن يرسل غيرك
وقال الآخر والله لا أكلمك بعد مجلسك هذا أبدا والله لئن كنت رسول الله لأنت أعظم شرفا وحقا من أن أكلمك ولئن كنت تكذب على الله لأنت أشر من أن أكلمك
وتهزأوا به وأفشوا في قومهم الذي راجعوه به وقعدوا له صفين على طريقه فلما مر رسول الله بين صفيهم جعلوا لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة وكانوا أعدوها حتى أدموا رجليه
فخلص منهم وهما يسيلان الدماء فعمد إلى حائط من حوائطهم واستظل في ظل حبلة منه وهو مكروب موجع تسيل رجلاه دما فإذا في الحائط عقبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة فلما رآهما كره مكانهما لما يعلم من عداوتهما الله ورسوله فلما رأياه أرسلا إليه غلاما لهما يدعى عداسا وهو
نصراني من أهل نينوى معه عنب فلما جاءه عداس قال له رسول الله من أي أرض أنت يا عداس قال له عداس أنا من أهل نينوى فقال له النبي من مدينة الرجل الصالح يونس بن متى فقال له عداس وما يدريك من يونس بن متى قال له رسول الله وكان لا يحقر أحدا أن يبلغه رسالة ربه أنا رسول الله والله تعالى أخبرني خبر يونس بن متى
فلما أخبره بما أوحى الله عز وجل من شأن يونس بن متى خر عداس ساجدا لرسول الله وجعل يقبل قدميه وهما يسيلان الدماء
فلما أبصر عقبة وشيبة ما يصنع غلامهما سكنا فلما أتاهما قالا ما شأنك سجدت لمحمد وقبلت قدميه ولم نرك فعلته بأحد منا قال هذا رجل صالح أخبرني بشيء عرفته من شأن رسول بعثه الله إلينا يدعى يونس ابن متى فضحكا به وقالا لا يفتنك عن نصرانيتك فإنه رجل خداع فرجع رسول الله إلى مكة
حدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان إملاء قال أخبرنا أبو العباس إسماعيل بن عبد الله الميكالي قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي قال حدثنا عمرو بن سواد السرحي قال أنبأنا عبد الله بن
وهب قال أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة حدثته أنها قالت لرسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد قال ما لقيت من قومك كان أشد منه يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا هو جبريل عليه السلام فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم ثم ناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال يا محمد إن الله عز وجل قد سمع قول قومك وأنا ملك الجبال وقد بعثني إليك ربك لتأمرني بما شئت إن شئت نطبق عليهم الأخشبين فقال له رسول الله بل أرجو أن يخرج الله من أشرارهم أو قال من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا
رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن ابن وهب
ورواه مسلم عن عمرو بن سواد وغيره
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن
ابن إسحاق قال حدثنا الزهري قال أتى رسول الله كندة في منازلهم وفيهم سيد لهم يقال له مليح فدعاهم إلى الله عز وجل وعرض عليهم نفسه فأبوا أن يقبلوا منه نفاسة عليه ثم أتى حيا في كلب يقال لهم بنو عبد الله فقال لهم يا بني عبد الله إن الله قد أحسن اسم أبيكم فلم يقبلوا ما عرض عليهم
حديث سويد بن الصامت
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري عن أشياخ من قومه قالوا قدم سويد بن الصامت أخو بني عمرو بن عوف مكة حاجا أو معتمرا وكان سويد يسميه قومه فيهم الكامل لسنه وجلده وشعره قال فتصدى له رسول الله ودعاه إلى الله عز وجل وإلى الإسلام فقال سويد فلعل الذي معك مثل الذي معي فقال له رسول الله وما الذي معك فقال مجلة لقمان يعني حكمة لقمان فقال رسول الله اعرضها علي فعرضها عليه فقال إن هذا الكلام حسن والذي معي أفضل منه قرآن أنزله الله عز وجل علي هو هدى ونور فتلا عليه رسول الله القرآن ودعاه إلى الإسلام فلم يبعد منه وقال إن هذا لقول حسن ثم انصرف فقدم المدينة على قومه فلم يلبث أن ***ته الخزرج وكان رجال من قومه يقولون إنا لنرى أنه *** وهو مسلم وكان ***ه قبل بعاث
حديث إياس بن معاذ الأشهلي وحديث يوم بعاث
حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن سعد بن معاذ عن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل قال لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج سمع بهم رسول الله فأتاهم فجلس إليهم فقال لهم هل لكم إلى خير مما جئتم له فقالوا وما ذاك قال أنا رسول الله بعثني إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وأنزل علي الكتاب ثم ذكر لهم الإسلام وتلا عليهم القرآن فقال إياس بن معاذ وكان غلاما حدثا يا قوم هذا والله خير مما جئتم له
فأخذ أبو الحيسر أنس بن رافع حفنة من البطحاء فضرب بها وجه إياس وقال دعنا منك فلعمري لقد جئنا لغير هذا

فسكت وقام رسول الله عنهم وانصرفوا إلى المدينة وكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك
قال محمود بن لبيد فأخبرني من حضرني من قومي أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات وكانوا لا يشكون أن قد مات مسلما قد كان استشعر من الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله ما سمع أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا أبو أسامة قال أنبأنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يوم بعاث يوما قدمه الله تعالى لرسوله فقدم رسول الله المدينة وقد افترق ملأهم و***ت سرواتهم وجرحوا فقدمه الله لرسوله في دخولهم في الإسلام
رواه البخاري في الصحيح عن عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة
حديث أبان بن عبد الله البجلي في عرض رسول الله نفسه على قبائل العرب وقصة مفروق بن عمرو وأصحابه
حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال أنبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الفقيه الشاشي قال حدثنا الحسن بن صاحب بن حميد الشاشي قال حدثني عبد الجبار بن كثير الرقي قال حدثنا محمد ابن بشر اليماني عن أبان بن عبد الله البجلي عن أبان بن ثعلب بن عكرمة عن ابن عباس قال حدثني علي بن أبي طالب من فيه قال لما أمر الله تبارك وتعالى رسوله أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر رضي الله عنه فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب فتقدم أبو بكر رضي الله عنه وكان مقدما في كل خير وكان رجلا نسابة
فسلم وقال ممن القوم قالوا من ربيعة قال وأي ربيعة أنتم أمن هامها أي من لهازمها فقالوا من الهامة العظمى فقال أبو بكر رضي الله عنه وأي هامتها العظمى أنتم قالوا من ذهل الأكبر قال منكم عوف الذي يقال له لا حر بوادي عوف قالوا لا
قال فمنكم جساس بن مرة حامي الذمار ومانع الجار قالوا لا
قال فمنكم بسطام بن قيس أبو اللواء ومنتهى الأحياء قالوا لا
قال فمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها قالوا لا
قال فمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة قالوا لا
قال فمنكم أخوال الملوك من كندة قالوا لا
قال فمنكم أصحاب الملوك من لخم قالوا لا قال أبو بكر فلستم من ذهل الأكبر أنتم من ذهل الأصغر قال فقام إليه غلام من بني شيبان يقال له دغفل حين تبين وجهه فقال
(إن على سائلنا أن نسله والعبو لا نعرفه أو نجهله)
يا هذا قد سألتنا فأخبرناك ولم نكتمك شيئا فممن الرجل قال أبو بكر أنا من قريش فقال الفتى بخ بخ أهل الشرف والرياسة فمن أي القرشيين أنت قال من ولد تيم بن مرة فقال الفتى أمكنت والله الرامي من سواء الثغرة أمنكم قصي الذي جمع القبائل من فهر فكان يدعى في قريش مجمعا قال لا قال فمنكم أظنه قال هشام الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف قال لا قال فمنكم شيبة الحمد عبد المطلب مطعم طير
السماء الذي كان وجهه القمر يضيء في الليلة الداجية الظلماء قال لا قال فمن أهل الإفاضة بالناس أنت قال لا قال فمن أهل الحجابة أنت قال لا قال فمن أهل السقاية أنت قال لا قال فمن أهل النداوة أنت قال لا قال فمن أهل الرفادة أنت قال فاجتذب أبو بكر رضي الله عنه زمام الناقة راجعا إلى رسول الله فقال الغلام
(صادف در السيل درا يدفعه يهضبه حينا وحينا يصدعه)
أما والله لو ثبت لأخبرتك من قريش قال فتبسم رسول الله قال علي فقلت يا أبا بكر لقد وقعت من الأعرابي على باقعة قال أجل أبا حسن ما من طامة إلا وفوقها طامة والبلاء موكل بالمنطق قال ثم دفعنا إلى مجلس آخر عليهم السكينة والوقار فتقدم أبو بكر فسلم فقال ممن القوم قالوا من شيبان بن ثعلبة فالتفت أبو بكر رضي الله عنه إلى رسول الله فقال بأبي أنت وأمي هؤلاء غرر الناس وفيهم مفروق بن عمرو وهانيء بن قبيصة والمثنى بن حارثة والنعمان بن شريك وكان مفروق قد غلبهم جمالا ولسانا وكانت له غديرتان تسقطان على تريبته وكان أدنى القوم مجلسا فقال أبو بكر رضي الله عنه كيف العدد فيكم فقال مفروق أنا لنزيد على ألف ولن تغلب ألف من قلة فقال أبو بكر وكيف المنعمة فيكم فقال المفروق علينا الجهد ولكل قوم جهد فقال أبو بكر رضي الله عنه كيف الحرب بينكم وبين عدوكم فقال مفروق إنا لأشد ما نكون غضبا حين نلقى وإنا لأشد ما نكون لقاء حين نغضب وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد والسلاح على اللقاح والنصر من عند الله يديلنا مرة ويديل علينا أخرى لعلك أخا قريش فقال أبو بكر رضي الله عنه قد بلغكم أنه رسول الله ألا هوذا
فقال مفروق بلغنا أنه يذكر ذاك فإلى ما تدعو يا أخا قريش فتقدم رسول الله فجلس وقام أبو بكر رضي الله عنه يظله بثوبه فقال رسول الله أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وإلى أن تؤووني وتنصروني فإن قريشا قد ظاهرت على أمر الله وكذبت رسله واستغنت بالباطل عن الحق والله هو الغني الحميد
فقال مفروق بن عمرو وإلام تدعونا يا أخا قريش فوالله ما سمعت كلاما أحسن من هذا فتلا رسول الله (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم إلى فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)
فقال مفروق وإلام تدعونا يا أخا قريش زاد فيه غيره فوالله ما هذا من كلام أهل الأرض ثم رجعنا إلى روايتنا قال فتلا رسول الله (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظم لعلكم تذكرون)
فقال مفروق بن عمرو دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك
وكأنه أحب أن يشركه في الكلام هانئ بن قبيصة فقال وهذا هانئ شيخنا وصاحب ديننا فقال هانئ قد سمعت مقالتك يا أخا قريش إني أرى إن تركنا ديننا واتباعنا على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر أنه زلل في الرأي وقلة نظر في العاقبة وإنما تكون الزلة مع العجلة ومن ورائنا قوم نكره أن يعقد عليهم عقدا ولكن نرجع وترجع وننظر وتنظر

وكأنه أحب أن يشركه المثنى بن حارثة فقال وهذا المثنى بن حارثة شيخنا وصاحب حربنا فقال المثنى بن حارثة سمعت مقالتك يا أخا قريش والجواب فيه جواب هانئ بن قبيصة في تركنا ديننا ومتابعتك على دينك وإنا إنما نزلنا بين صريين اليمامة والسمامة فقال رسول الله ما هذان الصريان فقال أنهار كسرى ومياه العرب فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول وأما ما كان مما يلي مياه العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول وإنا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا ان لا نحدث حدثا ولا نؤوي محدثا وإني أرى أن هذا الأمر الذي تدعونا إليه يا قرشي مما يكره الملوك فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا
فقال رسول الله ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق وإن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه أرأيتم أن لم تلبثوا إلا قليلا حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم ويفرشكم نساءهم أتسبحون الله وتقدسونه فقال النعمان بن شريك اللهم فلك ذلك قال فتلا رسول الله (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا)
ثم نهض رسول الله قابضا على يدي أبي بكر وهو يقول يا أبا بكر أية أخلاق في الجاهلية ما أشرفها بها يدفع الله عز وجل بأس بعضهم عن بعض وبها يتحاجزون فيما بينهم
قال فدفعنا إلى مجلس الأوس والخزرج فما نهضنا حتى بايعوا رسول الله
قال فلقد رأيت رسول الله وقد سر بما كان من أبي بكر ومعرفته بأنسابهم
قال لنا أبو عبد الرحمن قال الشيخ أبو بكر قال الحسن بن صاحب كتب هذا الحديث عني أبو حاتم الرازي قلت وقد رواه أيضا محمد بن زكريا الغلابي وهو متروك عن شعيب بن واقد عن أبان بن عبد الله البجلي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد العماني حدثنا محمد بن زكريا الغلابي حدثنا شعيب بن واقد حدثنا أبان بن عبد الله البجلي فذكره بإسناده ومعناه وروى أيضا بإسناد آخر مجهول عن أبان بن تغلب
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أبو محمد جعفر بن عنبسة الكوفي قال حدثني محمد بن الحسين القرشي قال حدثنا أحمد بن أبي نصر السكوني عن أبان بن عثمان الأحمر عن أبان بن ثعلب عن عكرمة عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب فذكره وقال خرج إلى منى وأنا معه
حديث سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وما سمع من الهاتف بمكة في نصرتهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثني أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ قال حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا أبو الأشعث قال حدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال حدثنا عبد الحميد بن أبي عيسى بن خير كذا قال وهو عبد الحميد بن أبي عبس بن محمد بن خير عن أبيه قال سمعت قريش قائلا يقول في الليل على أبي قبيس
(فإن يسلم السعدان يصبح محمد بمكة لا يخشى خلاف المخالف)
لما أصبحوا قالوا أبو سفيان من السعدان أسعد بن بكر أم سعد بن هذيم فلما كانت في الليلة الثانية سمعوه يقول
(أيا يا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف)

(أجيبا إلى داعي الهدى وتمنيا على الله في الفردوس منية عارف)
(فإن ثواب الله للطالب الهدى جنان من الفردوس ذات رفارف)
فلما صبحوا قال أبو سفيان هو والله سعد بن معاذ وسعد بن عبادة
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13-03-2013, 10:21 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

العقبة الأولى وما جاء في بيعة من حضر الموسم
من الأنصار رسول الله على الإسلام
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال أخبرنا أبو بكر بن عتاب قال حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة قال حدثنا ابن أبي أويس قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عتبة عن عمه موسى بن عقبة
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني قال حدثني جدي قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري في قصة خروج النبي إلى الطائف قال فرجع رسول الله إلى مكة فلما حضر الموسم حج نفر من الأنصار فيهم معاذ بن عفراء وأسعد بن زرارة ورافع بن مالك وذكوان وعبادة بن الصامت وأبو عبد الرحمن بن ثعلبة وأبو الهيثم بن التيهان وعويم بن ساعدة فأتاهم رسول الله فأخبرهم خبره والذي اصطفاه الله به
من كرامته ونبوته وقرأ عليهم القرآن فلما سمعوا قوله أيقنوا به واطمأنت قلوبهم إلى ما سمعوا منه وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من صفته فصدقوه واتبعوه وكانوا من أسباب الخير الذي سبب له
ثم قالوا قد علمت الذي بين الأوس والخزرج من الاختلاف وسفك الدماء ونحن حراص على ما أرشدك الله به مجتهدون لك بالنصيحة وإنا نشير عليك برأينا فامكث على رسلك باسم الله حتى نرجع إلى قومنا فنذكر لهم شأنك وندعوهم إلى الله ورسوله فلعل الله عز وجل أن يصلح ذات بينهم ويجمع لهم أمرهم فإنا اليوم متباغضون متباعدون وإنك إن تقدم علينا ولم نصطلح لا يكون لنا جماعة عليك ولكنا نواعدك الموسم من العام المقبل
فرضي بذلك رسول الله فرجعوا إلى قومهم فدعوهم سرا وأخبروهم برسول الله والذي بعثه الله به وتلوا عليهم القرآن حتى قل دار من دور الأنصار إلا قد اسلم فيها ناس ثم بعثوا إلى رسول الله معاذ بن عفراء ورافع بن مالك أن ابعث إلينا رجلا من قبلك يفقهنا ويدعو الناس بكتاب الله فإنه قمن أن يتبع
قال فبعث إليهم رسول الله مصعب بن عمير أخا بني عبد الدار ابن قصي فنزل في بني تيم على أسعد بن زرارة فجعل يدعو الناس سرا ويفشو الإسلام ويكثر أهله وهم مع ذلك شديد استخفاؤهم
ثم إن أسعد بن زرارة وهو أبو أمامة أقبل هو ومصعب بن عمير حتى أتيا بئر بني مرق فجلسا هنالك وبعثا إلى رهط من الأنصار فأتوهما مستخفين فبينما مصعب بن عمير يحدثهم ويقص عليهم القرآن أخبر بهم سعد بن معاذ ويقول بعض الناس بل أسيد بن حضير فأتاهم في لأمته معه الرمح حتى وقف عليهم فقال لأبي أمامة علام تأتينا في دورنا بهذا الوحيد الغريب الطريد
يسفه ضعفاءنا بالباطل ويدعوهم إليه لا أراك بعدها تسيء من جوارنا فقاموا ورجعوا
ثم إنهم عادوا مرة أخرى لبئر بني مرق أو قريبا منها فذكروا لسعد بن معاذ الثانية فجاءهم فتواعدهم وعيدا دون وعيده الأول فلما رأى اسعد بن زرارة منه لينا قال له يا ابن خالة استمع من قوله فإن سمعت منكرا فاردده بأهدى منه وإن سمعته حقا فأجب إليه
فقال ماذا تقول فقرأ عليه مصعب بن عمير (حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)
فقال سعد بن معاذ ما أسمع إلا ما أعرف فرجع سعد بن معاذ وقد هداه الله ولم يظهر لهما إسلامه حتى رجع إلى قومه فدعا بني عبد الأشهل إلى الإسلام وأظهر لهم إسلامه وقال من شك منكم فيه فليأت بأهدى منه فوالله لقد جاء أمر لتحزن فيه الرقاب فأسلمت بنو عبد الأشهل عند إسلام سعد بن معاذ ودعائه إلا من لا يذكر فكانت أول دار من دور الأنصار أسلمت بأسرها
ثم إن بني النجار أخرجوا مصعب بن عمير واشتدوا على أسعد بن زرارة فانتقل مصعب بن عمير إلى سعد بن معاذ فلم يزل عنده يدعو آمنا ويهدي الله على يديه حتى قل دار من دور الأنصار إلا قد أسلم أشرافها
وأسلم عمرو بن الجموح وكسرت أصنامهم وكان المسلمون أعز أهل
المدينة ورجع مصعب إلى رسول الله وكان يدعى المقريء
وقال ابن شهاب وكان أول من جمع الجمعة بالمدينة للمسلمين قبل أن يقدمها رسول الله
هكذا ذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب قصة الأنصار في الخرجة الأولى
وذكرها ابن إسحاق عن شيوخه أتم من ذكره وزعم أنه لقي أولا نفرا منهم فيهم أسعد بن زرارة ثم انصرفوا حتى إذا كان العام المقبل أتى الموسم أثنا عشر رجلا من الأنصار فلقوه بالعقبة وهي العقبة الأولى فبايعوه فيهم أسعد بن زرارة وعبادة بن الصامت وبعث بعدهم أو معهم رسول الله مصعب بن عمير رضي الله عنه وعن جماعتهم ونحن نروي بإذن الله عز وجل القصة بتمامها
أخبرنا أبو عبدالله محمد بن عبد الله الحافظ رحمه الله قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق بن يسار قال فلما أراد الله عز وجل إظهار دينه وعزاز نبيه وإنجاز موعده له خرج رسول الله في الموسم الذي لقيه فيه النفر من الأنصار فعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع كل موسم فبينما هو عند العقبة لقي رهطا من الخزرج أراد الله بهم خيرا
قال ابن إسحاق حدثنا عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه
قالوا لما لقيهم رسول الله قال لهم ممن أنتم قالوا نفر من الخزرج
قال أمن موالي يهود قالوا نعم
قال أفلا تجلسون أكلمكم قالوا بلى
قال فجلسوا معه فدعاهم رسول الله إلى الله عز وجل وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن وكان مما صنع الله لهم في الإسلام أن يهود كانوا معهم ببلادهم وكانوا أهل كتاب وعلم وكانت الأوس والخزرج أهل شرك وأصحاب أوثان فكانوا إذا كان بينهم شيء قالت اليهود إن نبيا مبعوث الآن قد أظل زمانه نتبعه فن***كم معه *** عاد وإرم
فلما كلم رسول الله أولئك النفر ودعاهم إلى الله عز وجل قال بعضهم لبعض يا قوم اعلموا والله أن هذا النبي الذي توعدكم به يهود فلا تسبقنكم إليه فأجابوه لما دعاهم إلى الله عز وجل وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام وقالوا له إنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم وعسى الله عز وجل أن يجمعهم الله بك وسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك
ثم انصرفوا عن رسول الله راجعين إلى بلادهم قد آمنوا وصدقوا وهم فيما يزعمون ستة نفر من الخزرج منهم من بني النجار أسعد بن زرارة وهو أبو أمامة وعوف بن مالك بن رفاعة ورافع بن مالك بن العجلان وقطبة بن
عامر بن حديدة وعقبة بن عامر بن زياد وجابر بن عبد الله وذكر أنسابهم إلا أني اختصرتها
قال فلما قدموا المدينة إلى قومهم ذكروا لهم رسول الله ودعوهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر من رسول الله
حتى إذا كان العام المقبل أتى الموسم اثنا عشر رجلا من الأنصار فلقوا رسول الله بالعقبة وهي العقبة الأولى فبايعوا رسول الله على بيعة النساء قبل أن تفترض الحرب منهم أسعد بن زرارة وعوف ومعاذ ابنا الحارث ورافع بن مالك وذكوان ابن عبد قيس وعبادة بن الصامت ويزيد بن ثعلبة وعباس بن عبادة بن نضلة وعقبة بن عامر وقطبة بن عامر وأبو الهيثم بن التيهان وعويم بن ساعدة حليفان لهم
وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ الإسفرائني قال أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال حدثنا نصر بن علي قال حدثنا وهب بن جرير بن حازم قال حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال حدثني رجل من قومه أنه بينما نفر منهم قد رموا الجمرة ثم انصرفوا عنها اعترضهم رسول الله فقال ممن أنتم قالوا من الخزرج فذكر الحديث بمعنى رواية يونس إلا أنه عد في الستة عوف بن عفراء ومعاذ بن عفراء بدل من عوف بن مالك وعقبة بن عامر

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال فحدثني يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي عبدالله الصنابحي عن عبد الرحمن بن عسيلة قال حدثني عبادة ابن الصامت قال بايعنا رسول الله ليلة العقبة الأولى ونحن اثنا عشر رجلا أنا أحدهم فبايعناه بيعة النساء على ألا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا ن*** أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف وذلك قبل أن تفترض الحرب فإن وفيتم بذلك فلكم الجنة وإن غشيتم شيئا فأمركم إلى الله إن شاء غفر وإن شاء عذب
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الحسن بن الربيع قال حدثنا ابن إدريس عن ابن إسحاق قال حدثني يزيد بن أبي حبيب قال حدثنا مرثد ابن عبد الله اليزني عن عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي عن عبادة بن الصامت قال كنا اثني عشر رجلا في العقبة الأولى فذكر الحديث بنحوه لم يقل وذلك قبل أن تفرض الحرب
وذكره جرير بن حازم عن ابن إسحاق
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا عبد الله محمد بن يعقوب قال حدثنا إبراهيم بن محمد الصيدلاني ومحمد بن نعيم ومحمد بن شاذان وأحمد بن سلمة قالوا حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث عن يزيد هو ابن أبي حبيب عن أبي الخير وهو مرثد عن الصنابحي عن عبادة بن الصامت أنه قال إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله وقال
بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا ن*** النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا ننتهب ولا نعصى بالجنة إن فعلنا ذلك فإن غشينا من ذلك شيئا كان قضاء ذلك إلى الله عز وجل
رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري قال أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال حدثنا يوسف بن يعقوب قال حدثنا نصر بن علي قال حدثنا وهب قال حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال ثم انصرفوا وبعث رسول الله ومعهم مصعب بن عمير قال ابن إسحاق فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول الله إنما بعثه بعدهم وإنما كتبوا إليه أن الإسلام قد فشا فينا فابعث إلينا رجلا من أصحابك يقرئنا القرآن ويفقهنا في الإسلام ويقيمنا لسنته وشرائعه ويؤمنا في صلاتنا فبعث مصعب بن عمير فكان ينزل مصعب بن عمير على أبي أمامة أسعد بن زرارة وكان مصعب يسمى بالمدينة المقرئ وكان أبو أمامة يذهب به إلى دور الأنصار يدعوهم إلى الإسلام ويفقه من أسلم منهم
قال ابن إسحاق فحدثني عبد الله بن أبي بكر وعبيد الله بن المغيرة
ابن معيقيب أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير حتى أتى به دار بني ظفر ودار بني عبد الأشهل فأتاهما من كان من أهل الدارين مسلما وسمع بهما سعد بن معاذ
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال حدثني يزيد بن أبي حبيب قال لما انصرف عن رسول الله القوم بعث رسول الله معهم مصعب بن عمير
قال ابن إسحاق فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن مصعب بن عمير كان يصلي بهم وذلك أن الأوس والخزرج كره بعضهم أن يؤمه بعض
قال ابن إسحاق فحدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم وعبد الله بن المغيرة بن معيقيب قال بعث رسول الله مصعب بن عمير مع النفر الاثني عشر الذين بايعوه في العقبة الأولى إلى المدينة يفقه أهلها ويقرئهم القرآن قال وكان عبد الله بن أبي بكر يقول ما أدري ما العقبة الأولى
قال ابن إسحاق بلى لعمري لقد كانت عقبة وعقبة
قالا وكان منزله على أسعد بن زرارة وكان إنما يسمى بالمدينة المقرئ فخرج به يوما اسعد بن زرارة إلى دار بني عبد الأشهل فدخل به حائطا من حوائط بني ظفر وهي قرية لبني ظفر دون قرية بني عبد الأشهل وكانا ابني عم يقال لها بئرمرق فسمع بهما سعد بن معاذ وكان ابن خالته أسعد بن زرارة فقال لأسيد بن حضير إئت أسعد بن زرارة فازدجره عنا
فليكف عنا ما نكره فإنه قد بلغني أنه قد جاء بهذا الرجل الغريب معه يتسفه به سفهاؤنا وضعفاؤنا فإنه لولا ما بيني وبينه من القرابة كفيتك ذلك
فأخذ أسيد بن حضير الحربة ثم خرج حتى أتاهما فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب بن عمير هذا والله سيد قومه قد جاءك فابل الله فيه بلاء حسنا
قال إن يقعد أكلمه فوقف عليهما متشتما فقال يا أسعد مالنا ولك تأتينا بهذا الرجل الغريب يسفه به سفهاؤنا وضعفاؤنا فقال أو تجلس فتسمع فإن رضيت أمرا قبلته وإن كرهته كف عنك ما تكره
فقال قد أنصفتم ثم ركز الحربة وجلس فكلمه مصعب بن عمير وعرض عليه الإسلام وتلا عليه القرآن فوالله لعرفنا الإسلام في وجهه قبل أن يتكلم لتسهله ثم قال ما أحسن هذا وأجمله وكيف تصنعون إذا دخلتم في هذا الدين قالا تغتسل وتطهر ثيابك وتشهد شهادة الحق وتصلي ركعتين ففعل
ثم قال لهما إن ورائي رجلا من قومي إن تابعكما لم يخالفكما أحد بعده
ثم خرج حتى أتى سعد بن معاذ فلما رآه سعد بن معاذ مقبلا قال أحلف بالله لقد رجع عليكم أسيد بن حضير بغير الوجه الذي ذهب به ماذا صنعت قال قد ازدجرتهما وقد بلغني أن بني حارثة يريدون أسعد بن زرارة لي***وه ليخفروك فيه لأنه ابن خالتك فقام إليه سعد مغضبا فأخذ الحربة من يده قال والله ما أراك أغنيت شيئا ثم خرج فلما نظر إليه أسعد بن زرارة قد طلع عليهما قال لمصعب هذا والله سيد من وراءه من قومه إن هو تابعك لم يخالفك أحد من قومه فاصدق الله فيه فقال مصعب بن عمير إن يسمع مني أكلمه


فلما وقف عليهما قال يا أسعد ما دعاك إلى أن تغشاني بما أكره وهو متشتم أما والله لولا ما بيني وبينك من القرابة ما طمعت في هذا مني فقال له أو تجلس فتسمع فإن رضيت أمرا قبلته وإن كرهته أعفيت مما تكره
قال انصفتماني ثم ركز الحربة وجلس فكلمه مصعب وعرض عليه الإسلام وتلا عليه القرآن فوالله لعرفنا فيه الإسلام قبل أن يتكلم لتسهل وجهه
ثم قال ما أحسن هذا وكيف تصنعون إذا دخلتم في هذا الدين فقالا له تغتسل وتطهر ثيابك وتشهد شهادة الحق وتركع ركعتين فقام ففعل ثم أخذ الحربة وانصرف عنهما إلى قومه
فلما رآه رجال بني عبد الأشهل قالوا نقسم بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم فلما وقف عليهم قال يا بني عبد الأشهل أي رجل تعلموني فيكم قالوا نعلمك والله خيرنا وأفضلنا فينا رأيا قال فإن كلام نسائكم ورجالكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله وحده وتصدقوا بمحمد فوالله ما أمسى في ذلك اليوم في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما
ثم انصرف مصعب بن عمير إلى منزل أسعد بن زرارة
كذا قال يونس في روايته فأقام عنده يدعو الناس إلى الإسلام حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون إلا ما كان من دار بني أمية ابن زيد وخطمة ووائل وواقف ثم أن مصعب بن عمير رجع إلى مكة

وروينا عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري أن مصعب بن عمير كان أول من جمع الجمعة بالمدينة للمسلمين قبل أن يقدمها رسول الله
وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس عن ابن إسحاق قال حدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل عن أبيه قال حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال كنت قائد أبي حين كف بصره فإذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الأذان بها استغفر لأبي أمامة أسعد بن زرارة فمكثت حينا أسمع ذلك منه فذكرت ذلك له فقال أي بني كان أسعد أول من جمع بنا بالمدينة قبل مقدم النبي في هزم من حرة بني بياضة في نقيع الخضمات قلت وكم أنتم يومئذ قال أربعون رجلا
قلت ويحتمل أن لا يخالف هذا قول ابن شهاب وكأن مصعب جمع بهم بمعونة أسعد بن زرارة فأضافه كعب إليه والله أعلم
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13-03-2013, 10:26 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

العقبة الثانية وما جاء في بيعة من حضر الموسم من الأنصار
رسول الله على الإسلام وعلى أن يمنعوه مما يمنعون منه
أنفسهم وأموالهم
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ الاسفرايني بها قال أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا داود العطار قال حدثنا ابن خثيم عن ابن الزبير محمد بن مسلم أنه حدثه جابر بن عبد الله الأنصاري أن رسول الله لبث عشر سنين يتبع الحاج في منازلهم في المواسم مجنة وعكاط ومنازلهم بمنى من يؤويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي وله الجنة فلا يجد أحدا يؤويه ولا ينصره حتى أن الرجل يرحل صاحبه من مصر أو اليمن فيأتيه قومه أو ذوو رحمه فيقولون احذر فتى قريش لا يفتنك يمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله عز وجل يشيرون إليه بأصابعهم حتى بعثنا الله عز وجل له من يثرب فيأتيه الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم يبق دار من يثرب إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام

ثم بعثنا الله عز وجل وائتمرنا واجتمعنا سبعين رجلا منا فقلنا حتى متى نذر رسول الله يطوف في جبال مكة ويخاف فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم فواعدنا شعب العقبة فاجتمعنا فيه من رجل ورجلين حتى توافينا عنده فقلنا يا رسول الله على ما نبايعك فقال بايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى أن تقولوا في الله لا تأخذكم فيه لومة لائم وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم يثرب تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة
فقمنا نبايعه وأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين رجلا إلا أنا فقال رويدا يا أهل يثرب إنا لم نضرب إليه أكبار المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة و*** خياركم وإن تعضكم السيوف فإما أنتم قوم تصبرون على عض السيوف إذا مستكم وعلى *** خياركم وعلى مفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر لكم عند الله عز وجل فقلنا أمط يدك يا أسعد بن زرارة فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقبلها فقمنا إليه نبايعه رجلا رجلا يأخذ علينا شرطه ويعطينا على ذلك الجنة
وحدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء قال حدثني محمد بن إسماعيل المقرئ قال حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني قال حدثنا يحيى بن سليمان عن ابن خثيم عن
أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري فذكر الحديث بمعناه إلا أنه زاد في وسط الحديث قال فقال له عمه العباس يا ابن أخي لا أدري ما هؤلاء القوم الذين جاؤوك إني ذو معرفة بأهل يثرب فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين فلما نظر العباس في وجوهنا قال هؤلاء قوم لا أعرفهم هؤلاء أحداث فقلنا يا رسول الله علام نبايعك فذكره
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال فحدثني معبد بن كعب بن مالك بن القين أخو بني سلمة عن أخيه عبد الله عن أبيه كعب بن مالك قال خرجنا في الحجة التي بايعنا فيها رسول الله بالعقبة مع مشركي قومنا ومعنا البراء ابن معرور كبيرنا وسيدنا حتى إذا كنا بظاهر البيداء قال يا هؤلاء تعلمن أني قد رأيت رأيا والله ما أدري توافقون عليه أم لا فقلنا وما هو يا أبا بشر قال إني قد أردت أن أصلي إلى هذه البنية ولا أجعلها مني بظهر فقلنا لا والله لا تفعل والله ما بلغنا أن نبينا يصلي إلا إلى الشام قال فإني والله لمصل إليها فكان إذا حضرت الصلاة توجه إلى الكعبة وتوجهنا إلى الشام
حتى قدمنا مكة فقال لي البراء يا ابن أخي انطلق بنا إلى رسول الله حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا فلقد وجدت في نفسي منه
بخلافكم إياي قال فخرجنا نسأل عن رسول الله فلقينا رجلا بالأبطح فقلنا هل تدلنا على محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فقال وهل تعرفانه إن رأيتماه فقلنا لا والله ما نعرفه ولم نكن رأينا رسول الله فقال فهل تعرفان العباس بن عبد المطلب فقلنا نعم وقد كنا نعرفه كان يختلف إلينا بالتجارة فقال فإذا دخلتما المسجد فانظرا العباس فهو الرجل الذي معه
قال فدخلنا المسجد فإذا رسول الله والعباس ناحية المسجد جالسين قال فسلمنا ثم جلسنا فقال رسول الله للعباس هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل قال نعم هذا البراء بن معرور سيد قومه وهذا كعب بن مالك فوالله ما أنسى قول رسول الله الشاعر قال نعم فقال له البراء يا رسول الله إني قد كنت رأيت في سفري هذا رأيا وقد أحببت أن أسألك عنه لتخبرني عما صنعت فيه قال وما ذاك قال رأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر فصليت إليها فقال له رسول الله قد كنت على قبلة لو صبرت عليها فرجع إلى قبلة رسول الله وأهله يقولون قد مات عليها ونحن أعلم به قد رجع إلى قبلة رسول الله وصلى معنا إلى الشام

ثم قد واعدنا رسول الله العقبة أوسط أيام التشريق ونحن سبعون رجلا للبيعة ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر وإنه لعلى شركه فأخذناه فقلنا يا أبا جابر والله إنا لنرغب بك أن تموت على ما أنت عليه فتكون لهذه النار غدا حطبا وإن الله قد بعث رسولا يأمر بتوحيده وعبادته وقد أسلم رجال من قومك وقد واعدنا رسول الله للبيعة فأسلم وطهر ثيابه وحضرها معنا فكان نقيبا
فلما كانت الليلة التي واعدنا فيها رسول الله بمنى أول الليل مع قومنا فلما استثقل الناس في النوم تسللنا من قريش تسلل القطا حتى إذا اجتمعنا بالعقبة فأتانا رسول الله وعمه العباس ليس معه غيره أحب أن يحضر أمر ابن أخيه فكان أول متكلم فقال يا معشر الخزرج وإنما كانت العرب تسمي هذا الحي من الأنصار أوسها وخزرجها إن محمدا منا حيث قد علمتم وهو في منعة من قومه وبلاده قد منعناه ممن هو على مثل رأينا فيه وقد أبى إلا الانقطاع إليكم وإلى ما دعوتموه إليه فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه فأنتم وما تحملتم وإن كنتم تخشون من أنفسكم خذلانا فاتركوه في قومه فإنه في منعة من عشيرته وقومه
فقلنا قد سمعنا ما قلت تكلم يا رسول الله فتكلم رسول الله ودعا إلى الله عز وجل وتلا القرآن ورغب في الإسلام فأجبناه بالإيمان به
والتصديق له وقلنا له يا رسول الله خذ لربك ولنفسك فقال إني أبايعكم على أن تمنعوني مما منعتم منه أبناءكم ونسائكم
فأجابه البراء بن معرور فقال نعم والذي بعثك بالحق مما تمنع منه أزرنا فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحرب وأهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر
فعرض في الحديث أبو الهيثم بن التيهان فقال يا رسول الله أن بيننا وبين أقوام حبالا وإنا قاطعوها فهل عسيت إن الله أظهرك أن ترجع إلى قومك وتدعنا فقال رسول الله بل الدم الدم والهدم الهدم أنا منكم وأنتم مني أسالم من سالمتم وأحارب من حاربتم

فقال له البراء بن معرور ابسط يدك يا رسول الله نبايعك فقال رسول الله أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبا فأخرجوهم له
فكان نقيب بني النجار أسعد بن زرارة
وكان نقيب بني سلمة البراء بن معرور وعبد الله بن عمرو بن حرام
وكان نقيب بن ساعدة سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو
وكان نقيب بني زريق رافع بن مالك بن العجلان
وكان نقيب بني الحارث بن الخزرج عبد الله بن رواحة وسعد بن الربيع
وكان نقيب القوافل بني عوف بن الخزرج عبادة بن الصامت وفي الأوس من بني عبد الأشهل أسيد بن حضير وأبو الهيثم بن التيهان
وكان نقيب بني عمرو بن عوف سعد بن خيثمة فكانوا اثني عشر نقيبا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس
قال فأخذ البراء بن معرور بيد رسول الله فضرب عليها وكان أول من بايع وتتابع الناس فبايعوا فصرخ الشيطان على العقبة بأبعد والله صوت ما سمعته قط فقال يا أهل الجباجب هلا لكم في مذمم ما يقول محمد والصباء معه قد اجتمعوا على حربكم فقال رسول الله هذا أزب العقبة هذا ابن أزيب أما والله لأفرغن لك ارفضوا إلى رحالكم
فقال العباس بن عبادة بن نضلة أخو بني سالم يا رسول الله والذي بعثك بالحق إن شئت لنميلن غدا على أهل منى بأسيافنا فقال رسول الله إنا لم نؤمر بذلك ارفضوا إلى رحالكم فرجعنا إلى رحالنا فاضطجعنا عل فرشنا
فلما أصبحنا أقبلت جلة من قريش فيهم الحارث بن هشام فتى شاب وعليه نعلان جديدان حتى جاءونا في رحالنا فقالوا يا معشر الخزرج إنه قد بلغنا أنكم جئتم إلى صاحبنا لتستخرجوه من بين أظهرنا وإنه والله ما من العرب أحد أبغض إلينا أن ينشب الحرب فيما بيننا وبينهم منكم فانبعث من هناك من قومنا من المشركين يحلفون لهم بالله ما كان من هذا شيء وما فعلناه وأنا أنظر إلى أبي جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام وهو صامت وأنا صامت فلما تثور القوم لينطلقوا قلت كلمة كأني أشركهم في الكلام يا أبا جابر أنت سيد من سادتنا وكهل من كهولنا لا تستطيع أن تتخذ مثل نعلي هذا الفتى من قريش فسمعه الفتى فخلع نعليه فرمى بهما إلي وقال والله لتلبسنهما فقال أبو جابر مهلا أحفظت لعمر الله الرجل يقول أخجلته اردد عليه نعليه فقلت والله لا أردهما فأل صالح والله إني لأرجو أن اسلبنه
قال ابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال ثم انصرفوا عنهم وأتوا عبد الله بن أبي فسألوه وكلموه فقال إن هذا الأمر جسيم وما كان قومي لتفوتوا علي بمثله فانصرفوا عنه
وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقري قال أخبرنا الحسن بن محمد
ابن إسحاق قال حدثنا يوسف بن يعقوب قال حدثنا نصر بن علي قال حدثنا وهب جرير بن حازم قال حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق فذكر هذه القصة بإسناد يونس بن بكير عن ابن إسحاق ومعناه
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر بن حزم أن العباس بن عبادة بن نضلة أخا بني سالم قال يا معشر الخزرج هل تدرون على ما تبايعون رسول الله إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود فإن كنتم ترون أنها إذا نهكت أموالكم مصيبة وأشرافكم ***ا أسلمتموه فمن الآن فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة وإن كنتم ترون أنكم مستضلعون له وافون له بما عاهدتموه عليه على مصيبة الأموال و*** الأشراف فهو والله خير الدنيا والآخرة
قال عاصم فوالله ما قال العباس هذه المقالة إلا ليشتد لرسول الله بها العقد
وقال عبد الله بن أبي بكر ما قالها إلا ليؤخر بها أمر القوم تلك الليلة ليشهد عبد الله بن أبي أمرهم فيكون أقوى لهم
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد قال أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال حدثنا حنبل بن إسحاق قال حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن عامر قال انطلق النبي معه العباس عمه إلى السبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشجرة قال ليتكلم متكلمكم ولا يطيل الخطبة فإن عليكم من المشركين عينا وإن يعلموا بكم يفضحوكم فقال قائلهم وهو أبو أمامة سل يا محمد لربك ما شئت ثم سل لنفسك بعد ذلك ما
شئت ثم أخبرنا ما لنا من الثواب على الله وعليكم إذا فعلنا ذلك قال أسلكم لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا واسلكم لنفسي ولأصحابي أن تؤوونا وتنصرونا وتمنعونا مما منعتم منه أنفسكم قالوا فمالنا إذا فعلنا ذلك قال لكم الجنة قالوا فلك ذلك
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قال أخبرنا أبو عبد الله محمد ابن يعقوب قال حدثنا محمد بن عبد الوهاب قال أخبرنا جعفر بن عون قال أخبرنا زكريا بن أبي زائدة عن عامر قال انطلق رسول الله ومعه العباس وكان ذا رأي إلى السبعين من الأنصار ليلا على العقبة تحت الشجرة فذكر الحديث بنحوه وزاد قال فسمعت الشعبي يقول فما سمع الشيب ولا الشبان خطبة أقصر ولا أبلغ منها
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران قال أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال حدثنا حنبل بن إسحاق قال حدثنا أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل قال حدثنا يحيى بن زكريا قال حدثني مجالد عن عامر عن أبي مسعود الأنصاري بنحوه قال وكان أبو مسعود أصغرهم سنا
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران قال أخبرنا أبو عمرو بن السماك قال حدثنا حنبل بن إسحاق قال حدثني أبو عبد الله قال حدثنا يحيى قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت الشعبي يقول ما سمع الشيب والشبان خطبة مثلها
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه قال أخبرنا محمد بن إبراهيم بن الفضل الفحام قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا عمرو بن عثمان الرقي قال حدثنا زهير قال حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عبيد بن رفاعة قال قدمت روايا

خمر فأتاها عبادة بن الصامت فحرقها وقال أنا بايعنا رسول الله على السمع والطاعة في النشاط والكسل والنفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى أن نقول في الله لا تأخذنا فيه لومة لائم وعلى أن ننصر رسول الله إذا قدم علينا يثرب بما نمنع منه أنفسنا وأزواجنا وأبناءنا ولنا الجنة فهذه بيعة رسول الله بايعناه عليها
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس عن ابن إسحاق قال حدثني عبادة بن الوليد عن عبادة بن الصامت عن أبيه عن جده عبادة بن الصامت قال بايعنا رسول الله بيعة الحرب على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وأثرة علينا يقول وإن استؤثر عليكم وقومي يلومونني على هذا الحرف فقلت والله لأحدثنك ما سمعت أبي يحدثني ولا تنازعن الأمر أهله وأن تقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم
قال ابن إسحاق حدثني عبدالله بن أبي بكر بن حزم أن رسول الله قال لأسعد بن زرارة أنت على قومك بما فيهم وأنا على باقي قومي كفالة ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم عليه السلام
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الحسن بن الربيع قال حدثنا ابن إدريس عن إسحاق قال وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن رسول الله قال لهم ابعثوا لي منكم اثني عشر نقيبا كفلاء على قومهم فيما كان منهم ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم عليه السلام فقال أسعد بن زرارة أحد
بني النجار نعم يا رسول الله فقال رسول الله وأنت نقيب على قومك فبايعوا رسول الله وأخذ منهم أثني عشر نقيبا ثم سماهم كما مضى في روايته عن معبد بن كعب بن مالك وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني يونس بن عبد الأعلى قال أخبرنا ابن وهب قال حدثنا مالك قال كان أسيد بن حضير أحد النقباء وكانت الأنصار منهم اثنا عشر نقيبا وكانوا سبعين رجلا
قال مالك فحدثني شيخ من الأنصار أن جبريل عليه السلام كان يشير له إلى من يجعله نقيبا قال مالك كنت أعجب كيف جاء من كل قبيلة رجلان ومن قبيلة رجل حتى حدثني هذا الشيخ أن جبريل عليه السلام كان يشير إليهم يوم البيعة يوم العقبة قال لي مالك عدة النقباء اثنا عشر رجلا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا أبو بكر بن عتاب
قال حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة الجوهري قال حدثنا ابن أبي أوس قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة
ح وأخبرنا أبو الحسين قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن المنذر عن ابن فليح عن يونس عن ابن شهاب قال وحدثنا يعقوب قال وذكر حسان بن عبدالله عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة وهذا لفظ حديثه عن ابن عتاب قال ثم حج العام المقبل من الأنصار سبعون رجلا منهم أربعون رجلا من ذوي أسنانهم وثلاثون من شبابهم أصغرهم عقبة بن عمرو بن ثعلبة وهو أبو مسعود وجابر بن عبد الله فلقوه بالعقبة ومع رسول الله العباس بن عبد المطلب فلما أخبرهم رسول الله بالذي خصه الله عز وجل به من النبوة والكرامة ودعاهم إلى الإسلام وإلى أن يبايعوه على أن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم وأموالهم أجابوا الله ورسوله وصدقوه وقالوا اشترط علينا لربك عز وجل ولنفسك ما شئت فقال رسول الله اشترط لربي أن لا تشركوا به شيئا واشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون من أنفسكم وأموالكم فلما اطمأنت بذلك أنفسهم من الشرط أخذ عليهم العباس بن عبد المطلب المواثيق لرسول الله بالوفاء وعظم العباس الذي بينهم وبين رسول الله وذكر أن أم عبد المطلب سلمى بنت عمرو بن زيد بن عدي بن النجار وذكر الحديث في مبايعة أبي الهيثم بن التيهان له أولا وما قال وما أجابه رسول الله بمعنى ما مضى في رواية ابن إسحاق ثم ذكر أسماء الذين بايعوه رضي الله عنهم قال عروة فجميع من شهد العقبة من الأوس والخزرج سبعون رجلا وامرأة

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال فجميع من شهد العقبة من الأوس والخزرج وأفناء القبائل سبعون رجلا وامرأتان من بني الخزرج إحداهما أم عمارة وزوجها وابناها فجميع أصحاب العقبة مع المرأتين خمسة وسبعون نفسا
وسماهم ابن إسحاق وذكرهم ههنا مما يطول به الكتاب
قال ابن إسحاق فلما تفرق الناس عن بيعة رسول الله ليلة العقبة وكان الغد فتشت قريش عن الخبر والبيعة فوجدوه حقا فانطلقوا في طلب القوم فأدركوا سعد بن عبادة وأفلتهم منذر بن عمرو فشدوا يدي سعد إلى عنقه بنسعة وكان ذا شعر كثير فطفقوا يجبذونه بجمته ويصكونه ويلكزونه إلى أن جاء مطعم بن عدي والحارث بن أمية وكان سعد يجيرهما إذا قدما المدينة حتى أطلقاه من أيديهم وخليا سبيله
وبهذا الإسناد عن ابن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال كانت حواء بنت زيد بن السكن عند قيس بن عبيد الخطيب كذا قال وإنما هو ابن الخطيم بالمدينة وكانت أمها عقرب بنت معاذ أخت سعد بن معاذ فأسلمت حواء فحسن إسلامها وكان زوجها قيس على كفره فكان يدخل عليها وهي تصلي فيؤذيها وكان لا يخفي على رسول الله بمكة أمر يكون بالمدينة إلا بلغه وأخبره به

قال قيس فقدمت مكة في رهط من مشركي قومي حجاجا فبينا نحن إذ جاء رجل يسأل عني فدل علي فأتاني فقال أنت قيس قلت نعم قال زوج حواء قلت نعم قال فمالك تعبث بامرأتك وتؤذيها على دينها فقلت إني لا أفعل قال فلا تفعل ذلك بها دعها لي قلت نعم فلما قدم قيس المدينة ذكر ذلك لامرأته وقال فشأنك بدينك فوالله ما رأيته إلا حسن الوجه حسن الهيئة
وبهذا الإسناد عن ابن إسحاق قال كان معاذ بن عمرو بن الجموح قد شهد العقبة وبايع رسول الله بها وكان عمرو سيدا من سادات بني سلمة وكان قد اتخذ في داره صنما من خشب يقال له منافة فلما أسلم فتيان بني سلمة معاذ بن جبل وابنه معاذ بن عمرو وغيرهما كانوا يدخلون بالليل على صنم عمرو فيحملونه فيطرحونه في بعض حفر بني سلمة وفيها عذر الناس منكسا على رأسه فإذا أصبح عمرو قال ويلكم من عدا على إلهنا في هذه الليلة ثم يغدو يلتمسه حتى إذا وجده غسله وطهره وطيبه ثم قال أما والله لو أعلم من يصنع هذا بك لأحرقه فإذا أمسى وقام عمرو عدوا عليه ففعلوا به مثل ذلك وفعل مرات فلما ألحوا عليه استخرجه من حيث ألقوه فغسله وطهره وطيبه ثم جاء بسيفه فعلقه عليه ثم قال إني والله ما أعلم من يصنع بك ما ترى فإن كان فيك خير فامتنع فهذا السيف معك فلما أمسوا ونام عدوا عليه فأخذوا السيف من عنقه ثم أخذوا كلبا ميتا فعلقوه وقرنوه بحبل ثم ألقوه في بئر من آبار بني سلمة فيها عذر الناس وغدا عمرو فلم يجده فخرج يتبعه حتى وجده في البئر منكسا مقرونا بكلب ميت فلما رآه أبصر شأنه وكلمه من اسلم من قومه فأسلم عمرو بن الجموح فحسن إسلامه فقال عمرو حين أسلم وعرف من الله ما عرف وهو يذكر صنمه ذلك
(تالله لو كنت إلها لم تكن أنت وكلب وسط بئر في قرن)

(أف لمصرعك إلها مستدن الآن فتشناك عن سوء الغبن)
(الحمد لله العلي ذي المنن الواهب الرزاق وديان الدين)
(هو الذي أنقذني من قبل أن أكون في ظلمة قبر مرتهن)
(بأحمد المهدي النبي المؤتمن )
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13-03-2013, 10:30 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

من هاجر من أصحاب النبي إلى المدينة حين أريها دار هجرته
قبل نزول الإذن له بالخروج
حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء قال حدثنا أبو لعباس القاسم بن القاسم السياري بمرو قال حدثنا إبراهيم بن هلال قال حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال حدثنا عيسى بن عبيد الكندي عن غيلان بن عبد الله العامري عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن جرير أن النبي قال إن الله تعال أوحى إلي أي هؤلاء البلاد الثلاث نزلت فهي دار هجرتك المدينة أو البحرين أو قنسرين قال أهل العلم ثم عزم له على المدينة فأمر أصحابه بالهجرة إليها
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الحجاج بن أبي منيع
قال حدثنا جدي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال النبي وهو يومئذ بمكة للمسلمين قد أريت دار هجرتكم أريت سبخة ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر ذلك رسول الله ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين وتجهز أبو بكر رضي الله عنه مهاجرا فقال له رسول الله على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي فقال أبو بكر وترجو ذلك بأبي أنت وأمي قال نعم فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله ليصتحبه وعلف راحلتين عنده ورق السحر أربعة أشهر
أخرجه البخاري في الصحيح من حديث عقيل وغيره عن الزهري
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال أخبرنا أبو بكر بن عتاب قال أخبرنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة قال حدثنا ابن أبي أويس قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة ح
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب وهذا لفظ حديث إسماعيل بن إبراهيم قال فلما اشتدوا على رسول الله والمسلمين أمرهم رسول الله بالخروج إلى المدينة فخرجوا أرسالا فخرج منهم قبل خروج رسول
الله إلى المدينة أبو سلمة بن عبد الأسد وامرأته أم سلمة بنت أبي أمية وعامر بن ربيعة وامرأته أم عبد الله بنت أبي حثمة ويقال أول ظعينة قدمت المدينة أم سلمة ويقول بعض الناس أم عبد الله والله أعلم
ومصعب بن عمير وعثمان بن مظعون وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وعبد الله بن جحش وعثمان بن الشريد وعمار بن ياسر
فنزل أبو سلمة وعبد الله بن جحش في بني عمرو بن عوف
ثم خرج عمر بن الخطاب وعياش بن أبي ربيعة في أصحاب لهم فنزلوا في بني عمرو بن عوف فطلب أبو جهل بن هشام والحارث بن هشام والعاص بن هشام وعيشا بن أبي ربيعة وهو أخوهم لأمهم فقدموا المدينة فذكروا له حزن أمه وقالوا له إنها حلفت لا يظلها سقف بيت ولا يمس رأسها دهن حتى تراك ولولا ذلك لم نطلبك فنذكرك الله في أمك وكان بها رحيما وكان يعلم من حبها إياه ورأفتها به فصدق قولهم ورق لها ولما ذكروا له منها أبي أن يتبعهما حتى عقد له الحارث بن هشام عقدا فلما خرجا به أوثقاه فلم يزل هنالك حتى خرج مع من خرج قبل فتح مكة وكان رسول الله يدعو له بالخلاص
قال وخرج عبد الرحمن بن عوف فنزل على سعد بن الربيع في بني الحارث بن الخزرج
وخرج عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وطائفة أخرى

فأما طلحة فخرج إلى الشام
ثم تتابع أصحاب رسول الله كذلك إلى المدينة رسلا ومكث ناس من أصحابه بمكة حتى قدموا بعد مقدمه المدينة منهم سعد بن أبي وقاص
قلت قد اختلف في قدوم سعد فقيل كذا وقيل إنه ممن قدم قبل قدوم النبي
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال حدثني نافع عن عبد الله بن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب قال لما أجمعنا الهجرة أقعدت أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص ابن وائل وقلنا الميعاد بيننا التناضب من إضاة بني غفار فمن أصبح
منكم لم يأتها فقد حبس فليمض صاحباه فأصبحت عندها أنا وعياش بن أبي ربيعة وحبس عنا هشام وفتن فافتتن وقدمنا المدينة فكنا نقول ما الله بقابل من هؤلاء توبة عرفوا الله وآمنوا به وصدقوا رسوله ثم رجعوا عن ذلك لبلاء أصابهم من الدنيا وكانوا يقولونه لأنفسهم فأنزل الله عز وجل فيهم (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) الآية
قال عمر فكتبتها بيدي كتابا ثم بعثت بها إلى هشام فقال هشام ابن العاص فلما قدمت علي خرجت بها إلى ذي طوى فجعلت أصعد بها وأصوب لأفهمها فقلت اللهم فهمنيها فعرفت إنما نزلت فينا كما كنا نقول في أنفسنا ويقال فينا فرجعت فجلست على بعيري فلحقت برسول الله ف*** هشام شهيدا بأجنادين في ولاية أبي بكر رضي الله عنه
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا عبد الله بن جعفر
قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني أحمد بن أبي بكر بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبد الله عن نافع عن ابن عمر أنه قال قدمنا من مكة فنزلنا العصبة عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة فكان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة لأنه كان أكثرهم قرآنا
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن نصر قال حدثنا عبد الله بن رجاء
ح أخبرنا أبو نصر بن قتادة قال أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا عبد الله بن رجاء قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء فذكر حديث الهجرة والقبلة قال البراء وكان أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار بن قصي فقلنا له ما فعل رسول الله فقال هو مكانه وأصحابه على أثري ثم أتى بعده عمرو بن أم مكتوم الأعمى أخو بني فهر فقلنا له ما فعل من وراءك رسول الله وأصحابه قال هم على الأثر ثم أتى بعده عمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود وبلال ثم أتانا عمر بن الخطاب في عشرين راكبا ثم أتانا بعدهم رسول الله وأبو بكر معه
زاد أبو خليفة في روايته قال البراء فلم يقدم علينا رسول الله حتى قرأت سورا من المفصل ثم خرجنا نتلقى العير فوجدناهم قد حذروا

أخرجه مسلم في الصحيح من حديث اسرائيل
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس قال حدثنا أحمد قال حدثنا يونس عن ابن إسحاق أنه ذكر أسامى من خرج من أصحاب رسول الله إلى المدينة أتم من ذكر موسى بن عقبة وذلك مما يطول به الكتاب
قال ابن إسحاق أخر من قدم المدينة من الناس لم يفتن في دينه أو يحبس علي بن أبي طالب وذلك أن رسول الله أخره بمكة وأمره أن ينام على فراشه وأجله ثلاثاً وأمره أن يؤدي إلى كل ذي حق حقه ففعل ثم لحق برسول الله
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13-03-2013, 10:32 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

مكر المشركين برسول الله وعصمة الله رسوله وإخباره إياه بذلك حتى خرج مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه مهاجرا
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال أخبرنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا عمرو بن خالد عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال ومكث رسول الله بعد الحج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر ثم إن مشركي قريش أجمعوا أمرهم ومكرهم على أن يأخذوا رسول الله فإما أن ي***وه وإما أن يحبسوه وإما أن يخرجوه وإما أن يوثقوه فأخبره الله عز وجل بمكرهم (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو ي***وك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
فخرج رسول الله وأبو بكر من تحت الليل قبل الغار بثور وعمد علي رضي الله عنه فرقد على فراش رسول الله يواري عنه العيون
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي قال حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة قال أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني قال حدثنا جدي قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري وهذا لفظ حديث إسماعيل قال ومكث رسول الله بعد الحج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر ثم إن مشركي قريش اجتمعوا أن ي***وه أو يخرجوه حين ظنوا أنه خارج وعلموا أن الله عز وجل قد جعل له مأوى ومنعة ولأصحابه وبلغهم إسلام من أسلم ورأوا من يخرج إليهم من المهاجرين فأجمعوا أن ي***وا رسول الله أو يثبتوه فقال الله عز وجل (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو ي***وك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) وبلغه في ذلك اليوم الذي أتى فيه أبا بكر أنهم مبيتوه إذا أمسى على فراشه فخرج رسول الله وأبو بكر في جوف الليل قبل الغار غار ثور وهو الغار الذي ذكر الله عز وجل في الكتاب وعمد علي بن أبي طالب فرقد على فراش رسول الله يواري عنه وباتت قريش يختلفون ويأتمرون : أيهم يجثم على صاحب الفراش فيوثقه فكان ذلك أمرهم حتى اصبحوا فإذا هم بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه فسألوه عن النبي فأخبرهم أنه لا علم له به فعلموا عند ذلك أنه قد خرج فاراً منهم فركبوا في كل وجه يطلبونه
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير
ابن إسحاق قال فلما أيقنت قريش أن محمداً قد بويع وأمر رسول الله من كان بمكة من أصحابه أن يلحقوا بإخوانهم بالمدينة تآمروا فيما بينهم فقالوا الآن فأجمعوا في أمر محمد فوالله لكأنه قد كر عليكم بالرجال فأثبتوه أو ا***وه أو أخرجوه فاجتمعوا له في دار الندوة لي***وه فلما دخلوا الدار اعترضهم الشيطان في صورة رجل جميل في بت له والبت الكساء فقال أدخل فقالوا من أنت قال أنا رجل من أهل نجد سمع بالذي اجتمعتم له فأراد أن يحضره معكم فعسى أن لا يعدمكم منه رأي ونصح فقالوا أجل فادخل
فلما دخل قال بعضهم لبعض قد كان من الأمر ما قد علمتم فأجمعوا في هذا الرجل رأياً واحداً وكان ممن اجتمع له في دار الندوة شيبة وعتبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام والنضر بن الحارث فقال قائل منهم أرى أن تحبسوه وتربصوا به ريب المنون حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء زهير بن أبي سلمى والنابغة وغيرهما
فقال النجدي والله ما هذا لكم برأي والله لئن فعلتم ليخرج رأيه وحديثه حيث حبستموه إلى من وراءه من أصحابه فأوشك أن ينتزعوه من أيديكم ثم يغلبوكم على ما في أيديكم من أمركم فقال قائل منهم بل نخرجه فننفيه من بلادنا فإذا غيب عنا وجهه وحديثه فوالله ما نبالي أين وقع من البلاد ولئن كان أجمعنا بعد ذلك أمرنا وأصلحنا ذات بيننا قال النجدي لا والله ما هذا لكم برأي أما رأيتم حلاوة منطقه وحسن حديثه وغلبته على من يلقاه دون من خالفه والله لكأني به إن فعلتم ذلك قد دخل على قبيلة من قبائل
العرب فاصفقت معه على رأيه ثم سار بهم إليكم حتى يطأكم بهم فلا والله ما هذا لكم برأي
قال أبو جهل بن هشام والله إن لي فيه لرأياً ما أراكم وقعتم عليه قالوا وما هو قال أرى أن تأخذوا من كل قبيلة من قريش غلاماً نهداً جلدا نسيباً وسيطا ثم تعطوهم شفاراً صارمة ثم يجتمعوا فيضربوه ضربة رجل واحد فإذا ***تموه تفرق دمه في القبائل فلم تدر عبد مناف بعد ذلك ما تصنع ولم يقووا على حرب قومهم فإنما أقصرهم عند ذلك أن يأخذوا العقل فتدونه لهم
قال النجدي لله در الفتى هذا الرأي وإلا فلا شيء
فتفرقوا على ذلك واجتمعوا له وأتى رسول الله الخبر وأمر أن لا ينام على فراشه تلك الليلة فلم يبت رسول الله حيث كان يبيت وبيت علياً في مضجعه
وفيما ذكر أبو عبد الله الحافظ أن محمد بن إسماعيل المقريء حدثه قال حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد أبو عثمان قال حدثني أبي قال حدثنا محمد بن إسحاق عن
عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال وحدثني الكلبي عن زاذان مولى أم هاني عن عبد الله بن عباس أن نفراً من قريش من أشراف كل قبيلة اجتمعوا فذكر معنى هذه القصة إلى أن قال فأتى جبريل رسول الله فأمره أن لا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت فيه وأخبره بمكر القوم فلم يبت رسول الله في بيته تلك الليلة وأذن الله عند ذلك بالخروج وأنزل عليه بعد قدومه المدينة في الأنفال يذكر نعمته عليه وبلاءه عنده (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو ي***وك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) وأنزل في قوله تربصوا حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء (أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس عن ابن إسحاق قال وأقام رسول الله ينتظر أمر الله حتى إذا اجتمعت قريش
فمكرت به وأرادوا به ما أرادوا أتاه جبريل عليه السلام فأمره أن لا يبيت في مكانه الذي كان يبيت فيه دعا رسول الله علي بن أبي طالب فأمره أن يبيت على فراشه ويتسجى ببرد له أخضر ففعل ثم خرج رسول الله على القوم وهم على بابه وخرج معه بحفنة من تراب فجعل يذرها على رؤوسهم وأخذ الله عز وجل بأبصارهم عن نبيه وهو يقرأ (يس والقرآن الحكيم إلى قوله فأغشيناهم فهم لا يبصرون) وروي عن عكرمة ما يؤكد هذا
__________________
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13-03-2013, 10:35 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

خروج النبي مع صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى
الغار وما ظهر في ذلك من الآثار
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا ابو بكر بن إسحاق الفقيه قال أخبرنا عبيد بن عبد الواحد قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث قال وأخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الله واللفظ له قال حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا ابن صالح قال حدثني الليث قال حدثني عقيل قال قال ابن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي قالت لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله طرفي النهار بكرة وعشية فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة قال أين تريد يا أبا بكر قال أبو بكر أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي قال ابن الدغنة فإن مثلك لا يخرج ولا يخرج إنك تكسب المعدوم
وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فأنا لك جأر فارجع فاعبد ربك ببلدك فارتحل ابن الدغنة مع أبي بكر رضي الله عنه وطاف في أشراف قريش فقال لهم إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة وأمنوا أبا بكر وقالوا لابن الدغنة مر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به فإنا نخشى أن يفتن أبناءنا ونساءنا فقال ابن الدغنة ذلك لأبي بكر فلبث أبو بكر يعبد ربه في داره ولا يستعلن بالصلاة ولا بالقراءة في غير داره
ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وبرز فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا له إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره وإنه جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره وأعلن الصلاة والقراءة وإنا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا فأته فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلا أن يعلن ذلك فنسله أن يرد عليك ذمتك فإنا قد كرهنا أن نخفرك ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان

قالت عائشة فأتى ابن الدغنة أبا بكر فقال قد علمت الذي عاقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترد إلي ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب إني أخفرت في رجل عقدت له فقال أبو بكر فإني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله عز وجل
ورسول الله يومئذ بمكة فقال رسول الله للمسلمين قد أريت دار هجرتكم أريت سبخة ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر رسول الله ورجع إلى المدينة بعد من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين وتجهز أبو بكر مهاجرا يعني قبل المدينة
فقال له رسول الله على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي فقال أبو بكر لرسول الله هل ترجو ذلك بأبي أنت وأمي قال نعم
فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله ليصحبه وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر
قال ابن شهاب قال عروة قالت عائشة رضي الله عنها فبينا نحن يوما جلوس في بيتنا في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر هذا رسول الله مقبلا متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها قال أبو بكر فداء له أبي وأمي أما والله إن جاء به في هذه الساعة إلا أمر قالت فجاء رسول الله فاستأذن فأذن له فدخل فقال رسول الله لأبي بكر حين دخل أخرج من عندك فقال أبو بكر إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله قال رسول الله
فإني قد أذن لي في الخروج قال أبو بكر الصحابة بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال النبي نعم قال أبو بكر فخذ مني يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين قال رسول الله بالثمن قالت عائشة فجهزتهما أحث الجهاز فصنعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فأوكت به الجراب فبذلك كانت تسمى ذات النطاقين
قالت ثم لحق رسول الله وأبو بكر بغار في جبل يقال له ثور فكمنا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب لقن ثقف فيدلج من عندهما بسحر فيصبح في قريش بمكة كبائت
فلا يسمع أمرا يكيدون به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم فيريح عليهما حين تذهب ساعة من الليل فيبيتان في رسل منحتهما ورضيفهما حتى ينعق بهما عامر بن فهيرة بغلس يفعل ذلك كل ليلة من تلك الليالي الثلاث
واستأجر رسول الله وأبو بكر رجلا من بني الديل من بني عبد بن عدي هاديا خريتا والخريت الماهر بالهداية قد غمس حلفا في آل العاص بن وائل وهو على دين كفار قريش فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور فأتاهما براحلتيهما صبيحة ثلاث ليال فارتحلا وانطلق عامر بن فهيرة والدليل الدؤلي فأخذ بهما يد بحر وهو طريق الساحل
رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير عن الليث وقال تكسب المعدوم

حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء قال حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق قال أخبرنا موسى بن الحسن بن عباد قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا السري بن يحيى قال حدثنا محمد بن سيرين قال ذكر رجال على عهد عمر فكأنهم فضلوا عمر على أبي بكر رضي الله عنهما فلما بلغ ذلك عمر رضي الله عنه قال والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر وليوم من أبي بكر خير من آل عمر لقد خرج رسول الله ليلة انطلق إلى الغار ومعه أبو بكر رضي الله عنه فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه حتى فطن له رسول الله فقال يا أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي فقال يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك فقال يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون لك دوني قال نعم والذي بعثك بالحق ما كانت لتكن من ملمة إلا أحببت أن تكون لي دونك فلما انتهينا من الغار قال أبو بكر رضي الله عنه مكانك يا رسول الله حتى استبري لك الغار فدخل فاستبراه حتى إذا كان في أعلاه ذكر أنه لم يستبر الجحرة فقال مكانك يا رسول الله حتى استبري الجحرة فدخل فاستبرأ ثم قال انزل يا رسول الله فنزل فقال عمر والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر
وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد قال حدثنا أحمد بن سلمان النجار الفقيه إملاء قال قريء على يحيى بن
جعفر وأنا أسمع قال أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي قال حدثني فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ضبة بن محصن العنزي عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في قصة ذكرها قال فقال عمر والله لليلة من أبي بكر ويوم خير من عمر عمر هل لك أن أحدثك بليلته ويومه قال قلت نعم يا أمير المؤمنين قال أما ليلته فلما خرج رسول الله هارب من أهل مكة خرج ليلا فتبعه أبو بكر فجعل يمشي ومرة أمامه مرة خلفه ومرة عن يمينه ومرة عن يساره فقال له رسول الله ما هذا يا أبا بكر ما أعرف هذا من فعلك قال يا رسول الله أذكر الرصد فأكون أمامك وأذكر الطلب فأكون خلفك ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك لا آمن عليك قال فمشى رسول الله ليلته على أطراف أصابعه حتى حفيت رجلاه لما رآه أبو بكر رضي الله عنه أنها قد حفيت حمله على كاهله وجعل يشتد به حتى أتى به فم الغار فأنزله ثم قال والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك فدخل فلم ير شيئا فحمله فأدخله وكان في الغار خرق فيه حيات وأفاعي فخشي أبو بكر ان يخرج منهن شيء يؤذي رسول الله فألقمه قدمه فجعلن يضربنه ويلسعنه الحيات والأفاعي وجعلت دموعه تنحدر ورسول الله يقول له يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته الاطمئانية لأبي بكر فهذه ليلته
وأما يومه فلما توفي رسول الله وارتدت العرب فقال بعضهم نصلي ولا نزكي وقال بعضهم لا نصلي ولا نزكي فأتيته ولا آلوه نصحا فقلت يا خليفة رسول الله تألف الناس وارفق بهم فقال جبار في الجاهلية خوار في الإسلام فبماذا أتالفهم أبشعر مفتعل أو بشعر مفتري قبض النبي وارتفع الوحي فوالله لو منعوني عقالا مما كانوا يعطون رسول الله لقاتلتهم عليه قال فقاتلنا معه فكان والله رشيد الأمر فهذا يومه
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أخبرنا أبو بكر بن عتاب
قال حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة قال أخبرنا إسماعيل بن أويس قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة أظنه عن ابن شهاب
ح وفيما ذكر شيخنا أبو عبدالله الحافظ أن أبا جعفر البغدادي أخبرهم قال حدثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد قال حدثنا أبي قال حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير أنهم ركبوا في كل وجه يطلبون النبي وبعثوا إلى أهل المياه يأمرونهم ويجعلون لهم الجعل العظيم وأتوا على ثور الجبل الذي فيه الغار الذي فيه النبي حتى طلعوا فوقه وسمع رسول الله وأبو بكر أصواتهم فأشفق أبو بكر وأقبل عليه الهم والخوف فعند ذلك يقول له رسول الله لا تحزن إن الله معنا ودعا رسول الله فنزلت عليه سكينة من الله (فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم)

وكانت لأبي بكر منحة تروح عليه وعلى أهله بمكة فأرسل أبو بكر عامر ابن فهيرة فروح تلك المنحة على رسول الله في الغار وكان عامر بن فهيرة مولى أبي بكر أمينا مؤتمنا حسن الإسلام واستأجر رجلا من بني عبد بن عدي يقال له أريقط كان حليفا في قريش ثم في بني سهم ثم في آل العاص بن وائل وذلك العدوي يومئذ مشرك وهو هاد بالطريق فخببا ظهرهما تلك الليالي اللاتي مكثا في الغار وكان يأتيهما عبد الله بن أبي بكر حين يمسي بكل خبر
يكون في مكة ويروح عليهما عامر بن فهيرة الغنم كل ليلة فيحلبان ويدلجان ثم يسرح بكرة فيصبح في رعيان الناس فلا يفطن له حتى إذا هدأت عنهما الأصوات وأتاهما إن قد سكت عنهما جاء صاحبهما ببعيريهما وقد مكثا في الغار يومين وليلتين
وفي رواية موسى بن عقبة ثلاث ليال ثم انطلقا وانطلقا معهما بعامر بن فهيرة يخدمهما ويعينهما يردفه أبو بكر ويعقبه على راحلته ليس معهما أحد من الناس غير عامر بن فهيرة وغير أخي بني عدي يديهما الطريق فأجاز بهما أسفل مكة ثم مضى بهما الساحل أسفل من عسفان ثم أجاز بهما حتى عارض الطريق بعد أن أجاز قديدا
لفظ حديث عروة وحديث موسى بن عقبة بمعناه
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا العباس بن محمد الدوري قال حدثنا الأسود بن عامر شاذان قال حدثنا إسرائيل عن الأسود عن جندب قال كان أبو بكر رضي الله عنه مع رسول الله في الغار فأصاب يده حجر فقال
(إن أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت)
أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن يونس الضبي قال حدثنا عفان بن مسلم ومحمد بن سفيان قالا حدثنا همام قال أخبرنا أبو ثابت عن أنس أن أبا بكر حدثه قال كنت مع رسول الله في الغار
فقلت يا رسول الله لو أن أحدهم ينظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه قال فقال النبي يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما
وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار قال حدثنا عبد العزيز بن معاوية القرشي قال حدثنا حبان قال حدثنا همام عن البناني فذكره بإسناده نحوه إلا أنه قال أن أحدهم رفع قدمه لأبصرنا من تحت قدميه
رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن سفيان وعن عبد الله بن محمد عن حبان بن هلال
ورواه مسلم عن زهير بن حرب وغيره عن حبان
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي ببغداد قال حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البري قال حدثنا مسلم بن إبراهيم
ح وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو صادق محمد بن أحمد العطار قال حدثنا أبو العباس الأصم قال حدثنا محمد بن علي الوراق قال حدثنا مسلم قال حدثنا عون بن عمرو القيسي قال
سمعت أبا مصعب المكي قال أدركت أنس بن مالك وزيد بن أرقم والمغيرة بن شعبة فسمعتهم يتحدثون أن النبي ليلة الغار أمر الله عز وجل بشجرة فنبتت في وجه النبي فسترته وأمر الله العنكبوت فنسجت في وجه النبي فسترته وأمر الله حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار وأقبل فتيان قريش من كل بطن رجل بعصيهم وهراويهم وسيوفهم حتى إذا كانوا من النبي بقدر أربعين ذراعا فجعل رجل منهم لينظر في الغار فرأى حمامتين بفم الغار فرجع إلى أصحابه فقالوا له ما لك لم تنظر في الغار فقال رأيت حمامتين بفم الغار فعلمت أنه ليس فيه أحد فسمع النبي ما قال فعرف أن الله عز وجل قد درأ عنه بهما فدعاهن النبي فسمت عليهن وفرض جزاءهن وانحدرن في الحرم
أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن أبي سعيد السوسي قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي إملاء قال حدثنا أبو سعيد الحسن بن عبد الصمد القهندزي قال حدثنا محمد بن حميد قال أخبرنا علي بن مجاهد قال حدثنا أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال فأنزل الله سكينته عليه قال على أبي بكر لأن النبي لم تزل السكينة معه
__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13-03-2013, 10:39 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اتباع سراقة بن مالك بن جعشم أثر رسول الله وما ظهر في ذلك
من دلائل النبوة
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين القطان ببغداد وقال أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا عبيد الله بن موسى وعبد الله بن رجاء أبو عمر الغداني عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال اشترى أبو بكر من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما فقال أبو بكر رضي الله عنه لعازب مر البراء فليحمله إلى رحلي فقال له عازب لا حتى تحدثنا كيف صنعت أنت ورسول الله حين خرجتما والمشركون يطلبونكما قال أدلجنا من مكة ليلا فأحيينا ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة فرميت ببصري هل أرى من ظل نأوي إليه فإذا صخرة فانتهيت إليها فإذا بقية ظل لها فسويته ثم فرشت لرسول الله فروة ثم قلت اضطجع يا رسول الله فاضطجع ثم ذهبت أنفض ما حولي هل أرى من الطلب أحدا فإذا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة يريد منها الذي نريد يعني الظل فسألته فقلت لمن أنت يا غلام فقال لرجل من قريش فسماه فعرفته فقلت هل في غنمك من لبن قال نعم قلت هل أنت حالب لي قال نعم فأمرته فاعتقل شاة من غنمه وأمرته أن ينفض ضرعها من التراب ثم أمرته أن ينفض كفيه فقال هكذا فضرب إحدى كفيه على الأخرى فحلب لي كثبة من لبن وقد رويت معي لرسول الله
إداوة على فمها خرقة فصببت على اللبن حتى برد أسفله فأتيت رسول الله فوافقته وقد استيقظ فقلت أتشرب يا رسول الله فشرب رسول الله حتى رضيت ثم قلت قد آن الرحيل يا رسول الله
قال فارتحلنا والقوم يطلبوننا فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك ابن جعشم على فرس له فقلت هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله قال لا تحزن إن الله معنا فلما أن دنا منا وكان بيننا وبينه قيد رمحين أو ثلاثة قلت هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله وبكيت فقال ما يبكيك فقلت أما والله ما على نفسي أبكي ولكني إنما أبكي عليك قال فدعا عليه رسول الله فقال اللهم اكفنا بما شئت قال فساخت به فرسه في الأرض إلى بطنها فوثب عنها ثم قال يا محمد قد علمت أن هذا عملك فادع الله أن تنجيني مما أنا فيه فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب وهذه كنانتي فخذ منها سهما فإنك ستمر بإبلي وغنمي بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك فقال رسول الله لا حاجة لنا في إبلك وغنمك ودعا له رسول الله فانطلق راجعا إلى أصحابه ومضى رسول الله وأنا معه حتى قدمنا المدينة ليلا
وأخبرنا أبو نصر بن قتادة قال أخبرنا أبو عمر بن مطر قال أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا عبد الله بن رجاء الغداني فذكره بنحوه
رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن رجاء وأخرجه مسلم من وجه آخر عن إسرائيل

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو الوليد الفقيه قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا سلمة بن شبيب قال حدثنا الحسن ابن محمد بن أعين قال حدثنا زهير قال حدثنا أبو إسحاق قال سمعت البراء يقول جاء أبو بكر إلى أبي في منزله فاشترى منه رحلا وذكر الحديث بمعنى حديث إسرائيل إلى أن قال فارتحلنا بعدما زالت الشمس واتبعنا سراقة بن مالك قال ونحن في جلد من الأرض فقلت يا رسول الله أتينا فقال لا تحزن إن الله معنا فدعا عليه رسول الله فارتطمت فرسه إلى بطنها فقال إني قد علمت أنكما قد دعوتما علي فادعوا لي فالله لكما أن أرد عنكما الطلب فدعا الله فنجا فرجع لا يلقى أحدا إلا قال قد كفيتم ما ههنا ولا يلقى أحدا إلا رده ووفى لنا
رواه مسلم في الصحيح عن سلمة بن شبيب وأخرجه البخاري من وجه آخر عن زهير بن معاوية
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار قال حدثنا ابن ملحان قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثني الليث عن عقيل
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا أبو صالح قال حدثني الليث قال حدثني عقيل قال قال ابن شهاب وأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي وهو ابن أخي سراقة بن
جعشم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة بن جعشم وفي رواية ابن عبدان أن سراقة بن مالك بن جعشم يقول جاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله وفي أبي بكر دية كل واحد منهما في ***ه أو أسره فبينا أنا جالس في مجلس قومي بني مدلج أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس فقال يا سراقة إني قد رأيت آنفا أسودة بالساحل أراها محمدا وأصحابه قال سراقة فعرفت أنهم هم قال ابن عبدان وذكر الحديث قال أبو عبد الله في روايته قال فقلت له إنهم ليسوا بهم ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا
قال ثم قل ما لبث في المجلس حتى قمت فدخلت بيتي فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي فتهبطها من وراء أكمة فتحبسها علي فأخذت رمحي وخرجت من ظهر البيت فخططت بزجه الأرض وخفضت عالية الرمح حتى أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تقرب حتى إذا دنوت منهم عثرت بي فرسي فقمت فأهويت بيدي إلى كنانتي فاستخرجت منها الأزلام فاستقمت بها أأضرهم أو لا أضرهم فخرج الذي أكره لا أضرهم فركبت فرسي وعصيت الأزلام فرفعتها تقرب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر التلفت ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغت الركبتين
فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها عثمان ساطع في السماء مثل الدخان فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره أن لا أضرهم فناديتهما بالأمان فوقفا لي وركبت فرسي حتى جئتهما ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهما أنه سيظهر رسول الله فقلت له إن من قومك قد جعلوا فيكما الدية فأخبرتهما أخبار ما يريد الناس بهم وعرضت عليهما الزاد والمتاع فلم يرزآني شيئا ولم يسلني إلا أن قال أخف عنا فسألته أن يكتب لي كتاب موادعة آمن به فأمر عامر بن فهيرة فكتب لي رقعة من أدم ثم مضى رسول الله
رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير عن الليث
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال أخبرنا أبو بكر محمد ابن عبد الله بن عتاب العبدي قال حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة قال أخبرنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال حدثنا ابن شهاب قال حدثني عبد الرحمن ابن مالك بن جعشم المدلجي أن أباه مالكا أخبره أن أخاه سراقة بن جعشم أخبره أنه لما خرج رسول الله من مكة مهاجرا إلى المدينة جعلت قريش لمن رده عليهم مائة ناقة قال فبينما أنا جالس في نادي قومي إذ جاء رجل منا فقال والله لقد رأيت ركبا ثلاثة مروا علي آنفا إني لأظنه محمدا قال فأومأت إليه بعيني أن اسكت وقلت إنما هم بنو فلان يبتغون ضالة
لهم قال لعله ثم سكت
قال فمكثت قليلا ثم قمت فدخلت بيتي وأمرت بفرسي فقيد إلى بطن الوادي وأخرجت سلاحي من وراء حجراتي ثم أخذت قداحي استقسم بها ثم لبست لأمتي ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها فخرج السهم الذي أكره لا تضره وكنت أرجو أن أرده فآخذ المائة ناقة
قال فركبت على أثره فبينا فرسي يسير بي عثر فسقطت عنه قال فأخرجت قداحي فاستقسمت بها فخرج السهم الذي أكره لا تضره فأبيت إلا أن أتبعه فركبت فلما بدا لي القوم فنظرت إليهم عثر بي فرسي فذهبت يداه في الأرض فسقطت عنه فاستخرج يديه واتبعهما دخان مثل الغبار فعلمت أنه قد منع مني وأنه ظاهر فناديتهم فقلت انظروني فوالله لا آذيتكم ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه
فقال رسول الله قل له ماذا تبتغي قال قلت اكتب لي كتابا يكون بيني وبينك آية قال اكتب له يا أبا بكر قال فكتب لي ثم ألقاه إلي فرجعت فسكت فلم أذكر شيئا مما كان حتى إذا فتح الله عز وجل مكة وفرغ رسول الله من أهل خيبر خرجت إلى رسول الله لألقاه ومعي الكتاب الذي كتب لي فبينما أنا عامد له دخلت بين ظهري كتيبة من كتائب الأنصار قال فطفقوا يقرعونني بالرماح ويقولون إليك إليك حتى دنوت من رسول الله وهو على ناقته أنظر إلى ساقه في غرزه كأنها جمارة فرفعت يدي بالكتاب فقلت يا رسول الله هذا كتابك فقال رسول الله يوم وفاء وبر أدنه قال فأسلمت ثم ذكرت شيئا اسل عنه رسول الله
قال ابن شهاب إنما سأله عن الضالة وشيء فعله في وجهه الذي كان فيه فما ذكرت شيئا إلا أني قد قلت يا رسول الله الضالة تغشى حياضي قد
ملأتها لإبلي هل لي من أجر إن سقيتها فقال رسول الله نعم في كل كبد حرى قال وانصرفت فسقت إلى رسول الله صدقتي
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال حدثنا يونس بن بكير قال قال ابن إسحاق قال أبو جهل في أمر سراقة أبياتا فقال سراقة يجيب أبا جهل
(أبا حكم واللات لو كنت شاهدا لأمر جوادي إذ تسيخ قوائمه)
(عجبت ولم تشكك بأن محمدا نبي وبرهان فمن ذا يقاومه)
(عليك بكف الناس عنه فإنني أرى أمره يوما ستبدو معالمه)
(بأمر يود النصر فيه بإلبها لو أن جميع الناس طرا تسالمه)
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان قال أخبرنا أحمد بن عبيد قال حدثنا ابن أبي قماش قال حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي ببغداد عن أبي معشر عن أبي وهب مولى أبي هريرة عن أبي هريرة قال قال رسول الله لأبي بكر في مدخله المدينة أله الناس عني فإنه لا
ينبغي لنبي أن يكذب قال فكان أبو بكر إذا سئل ما أنت قال باع فإذا قيل من الذي معك قال هاد يهديني
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
النبوة, دلائل, سيرة النبى, هدى المصطفى


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:07 AM.