لماذا لم تتدخل امريكا لتحرير سوريا ( هذه الاسباب )

[Muhammad Karim]

اهمية الموقع العسكري بالنسبة لأميركا وله وجهان استراتيجي وأمني

الوجه الاستراتيجي: وجود هضبة الجولان، حيث تنبع أهمية هضبة الجولان الاستراتيجية من موقعها وطبوغرافية الأرض المحيطة بها، فهي تستند إلى جبل الشيخ من جهة الشمال، وتستند إلى وادي اليرموك من جهة الجنوب، وتشرف إشرافا مباشرا على الجليل الأعلى وسهلي الحولة وطبريا. وتعتبر سيطرة السوريين عليها مفتاحا للسيطرة على المناطق المذكورة التي تقع داخل إسرائيل. كما أن سيطرة القوات الإسرائيلية تعطي الدولة العبرية عمقا دفاعيا وتؤمن لها إبعاد الخطر المباشر عن المناطق الحيوية الآهلة بالسكان في شمالي إسرائيل. وتجعلها قادرة على التحرك بسهولة أكبر نحو دمشق عبر محور القنيطرة دمشق أو عبر محاور الحركة في منطقة حوران. وللأسباب الاستراتيجية هذه إضافة إلى الأسباب الاقتصادية لا سيام المتعلق منها بموارد المياه.
ذكر ضابطا إسرائيلي** في مذكراته مما يظهر أهمية الجولان الاستراتيجية لدى إسرائيل فسقوطها العسكري عمليا يعني سقوط تل أبيب. فهي تشكل خط دفاع طبيعي لإسرائيل بمرتفعات تطل على سورية ولبنان والأردن مما يعطيها قدرة على المراقبة فأنشأت فيها محطتها التجسسية للإنذار المبكر وكذالك طمع أميركا في إنشاء قاعدة عسكريه لها في الجولان لأهمية موقعها الإستراتيجي."2
الوجه الأمني: بما إن سوريه تحد فلسطين المحتلة من جهة والعراق ولبنان والأردن من جهة أخرى فأمن حدود هذه البلاد واجب عليها حسب المصالح الأميركية كما فعل الجيش السوري عندما دخل لبنان سنة 1975 بقيادة حزب البعث وكما فعل بحمايته للحدود العراقية بمنع القوه الضاربة ضد الاحتلال الأميركي في العراق، اما وجوب الحفاظ على أمن إسرائيل من جانب سوريه والتي تلتقي بها المصالح الأميركية الأوروبية كما تبين سابقاً من التصاريح التي صرح بها رؤساء اميركا وأروبا في موضوع مصر وهذا الدور كان يقوم به النظام السوري سراً بقيادة حزب البعث وما زال يقوم به والجولان الأسيرة تشهد على من أبقاها في الأسر طيلة أربعون عاماً منذُ حرب أكتوبر 1973
يذكر ضابط في المخابرات السورية انه اتصل بالجبهة السورية ليطمئن على الجبهة
فأخبره قائد الجيش إننا توضئنا من بحيرة طبريا وصلينا الظهر والعصر. .اتصل الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون بالرئيس حافظ الأسد ودارت بينهما مكالمة وصفها كيسنجر
وزير خارجية اميركا بالسرية في مذكراته وبعدها قد تغيرت معالم التاريخ
لقد تحول حلم تحرير الجولان والقدس إلى كابوس مخيف حيث وصلت الإمدادات العسكرية إلى إسرائيل
وطلب الجيش من الرئيس حافظ الأسد إرسال قوات الجوية وللمرة الثالثة يتجاهل طلبهم
قامت القوات الجوية الإسرائيلية مدعمة بوحدات من الجيش الأمريكي بالتركيز على المدرعات السورية لأنها في الخط الأمامي
ولا يوجد غطاء جوي لحمايتها وشنت 129غاره جوية دمرت من خلالها 700 دبابة من أصل 1300دبابة للجيش السوري !!!أجبر الجيش السوري على التراجع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المعدات والجيش ودخلت القوات الإسرائيلية واستحلت الجولان مرة أخرى وتقدمت إلى أن وصلت إلى مشارف مدينة دمشق وفي هذه الأثناء بدل أن يرسل قواته للرد على الهجوم الإسرائيلي قام حافظ الأسد بإعطاء أوامر للجيش السوري بـ الانسحاب إلى حدود دمشق بينما لازال يتفاوض مع صديقه المستشار للرئيس الأمريكي نيكسون هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي."2
المانع الثالث "أهمية الدور السوري لسياسية أميركا في المنطقة "
-1أن تكون سوريا بموقعها الاستراتيجي عنصرا من عناصر استقرار الشرق الأوسط بصيغته الحالية، أو بأي صيغة شبيهة تلتزم بخدمة المصالح الأمريكية وأمن إسرائيل، أو على الأقل لا تقف حجر عثرة في وجه المشروع الأمريكي الغربي في المنطقة، وذالك عبر التناغم المطلوب من سوريه حسب ما تفتضيه سياسة الولايات المتحدة مع الدول المجاورة وفي نفس الوقت السير في عملية السلام سرا تحت ظل الممانعة والمقاومة إلى مرحلة العلن والتطبيع ،
-2 استقرار الوضع على جبهة الجولان الى ان توجد الصيغة المناسبة لها حسب الأجندة الأمريكية وهي أن تكون الجولان في نهاية المطاف قاعدة اميركية،
-3 تناغم سوري لبناني وفق ما يدعم ويحقق الأجندة الأميركية التي تسعى لها في الشرق الأوسط"
-4ترتيبات أمنيا مع النظام في العراق، وهذا حقيقة الدور الذي كان يلعبه النظام السوري سراً رغم ادعائه بأنه نظام المقاومة والممانعة لقد حافظَ على حالة الاستقرار القائمة التي أوجدها في الجولان منذ عقود طويلة، فهم هذا النظام كيف يدير اللعبة جيدا لصالح أسياده، فمن جهة كان حريصا على تحقيق المصالح الأمريكية الإسرائيلية الغربية، والحفاظ عليها والمتماشي معها بشكل أو بآخر، ومن جهة أخرى كان بارعا إلى حد بعيد في رسم صورة مزيفة له تدعي أنه نظام الممانعة العربي الوحيد الذي يقف في وجه إسرائيل ويناصر فصائل المقاومة الفلسطينية كحماس والجهاد الإسلامي، وحزب الله وبقدر من النجاح والتوازن ـ الشكلي على الأقل ـ استطاع النظام السوري الحفاظ على هذا الوضع طيلة العقود الأربعة الماضية،
-5 أن لا يكون حال الأردن والعراق وإيران وتركيا وباقي منطقة الشرق الأوسط بمنأى عن ثلاثية الموانع بما يتناسب مع كل بلد ودوره الجيوستراتيجي في السياسة الخارجية الأميركية وبما يناسب والمخططات الاستراتيجية للمرحلة الجديدة بعد تغير نظام الاسد...