|
||||||
| محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#11
|
||||
|
||||
|
حديث أم معبد في صفة رسول الله أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة من أصلكتابه قال أخبرنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر قال حدثنا أبو زيد عبد الواحد بن يوسف بن أيوب بن الحكم بن أيوب بن سليمان ابن ثابت بن يسار الخزاعي الكعبي بقديد إملاء قال حدثني عمي سليمان بن الحكم عن جدي أيوب بن الحكم الخزاعي عن حزام بن هشام عن أبيه هشام عن جده حبيش بن خالد صاحب رسول الله أن رسول الله ح وحدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال أخبرنا أبو عمرو بن مطرف قال حدثنا محمد بن محمد بن سليمان بن الحكم ابن أيوب بن سليمان بن ثابت بن يسار الخزاعي بقديد يعرف بأبي عبد الله ابن أبي هشام القافة قال حدثنا أبي محمد بن سليمان قال حدثنا عمي أيوب بن الحكم عن حزام بن هشام عن أبيه هشام عن جده حبيش بن خالد قتيل البطحاء يوم فتح مكة أن رسول الله ح وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال حدثنا أبو جعفر محمد بن موسى بن عيسى الحلواني قال حدثنا مكرم بن محرز ابن مهدي قال حدثني أبي محرز بن مهدي عن حزام بن هشام عن حبيش بن خالد عن أبيه عن جده حبيش بن خالد صاحب رسول الله قتيل البطحاء يوم الفتح وهو أخو عاتكة بنت خالد أن رسول الله حين أخرج من مكة مهاجراً إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد الله بن الاريقط مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت برزة جلدة تحتبي بفناء القبة ثم تسقي وتطعم فسألوها لحماً وتمراً ليشتروه منها فلم يصيبوا عندها شيئاً من ذلك وكان القوم مرملين مسنتين فقالت والله لو كان عندنا شيء ما أعوزناكم نحرها فنظر رسول الله إلى شاة في كسر الخيمة فقال ما هذه الشاة يا أم معبد قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم قال أبها من لبن وقال أبو زيد هل بها من لبن قالت هي أجهد من ذلك قال أتأذنين لي أن أحلبها قالت بأبي وأمي إن رأيت بها حلباً فاحلبها فدعا بها رسول الله فمسح بيده ضرعها وسمى الله تعالى ودعا لها في شاتها فتفاجت عليه ودرت واجترت ودعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه ثجاً حتى علاه البهاء ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا ثم شرب آخرهم رسول الله ثم أراضوا ثم حلب فيه ثانياً بعد بدء حتى ملأ الإناء ثم غادره عندها ثم بايعها وارتحل عنها فقل ما لبثت حتى جاءها زوجها أبو معبد يسوق أعنزاً يتساوكن هزلاً ضحاً مخهن قليل وقال أبو زيد ضحاً مخهن قليل فلما رأى أبو معبد اللبن عجب وقال من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاء عازب حيال ولا حلوب في البيت فقالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا قال صفية لي يا أم معبد قالت رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه نحلة ولم تزر به صعلة وسيم قسيم وقال محمد بن موسى وسيماً قسيماً في عينه دعج وفي أشفاره غطف وفي صوته صهل وفي عنقه سطع وفي لحيته كثاثة أزج أقرن إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما وعلاه البهاء أجمل الناس وأبهاه من بعيد وأحلاه وأحسنه من قريب حلو المنطق فصل لا نزر ولا هزر كأن منطقه خرزات نظم ينحدرن ربعة لا يأس من طول ولا تقتحمه عين من قصر غصناً بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظراً وأحسنهم قدراً له رفقاء يحفون به إن قال أنصتوا لقوله وإن أمر تبادروا إلى أمره محفود محشود لا عابس ولا مفند فقال أبو معبد هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلاً فأصبح صوت بمكة عالياً يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه وهو يقول (جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين قالا خيمتي أم معبد) (هما نزلاها بالهدى واهتدت به فقد فاز من أمسى رفيق محمد) (فيا لقصي ما زوى الله عنكم به من فعال لا تجارى وسؤدد) (ليهن بني كعب مقام فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد) (سلوا أختكم عن شاتها وإنائها فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد) (دعاها بشاة حائل فتحلبت له بصريح ضرة الشاة مزبد) (فغادرها رهناً لديها بحالب يرددها في مصدر ثم مورد) فلما سمع حسان بن ثابت الأنصاري شاعر رسول الله شبب يجاوب الهاتف وهو يقول (لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم وقدس من يسري إليهم ويغتدي) (ترحل عن قوم فضلت عقولهم وحل على قوم بنور مجدد) (هداهم به بعد الضلالة ربهم وأرشدهم من يتبع الحق يرشد) (وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا عمى وهداة يهتدون بمهتد) (وقد نزلت منه على أهل يثرب ركاب هدى حلت عليهم بأسعد) (نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ويتلو كتاب الله في كل مسجد) (وإن قال في يوم مقالة غائب فتصديقها في اليوم أو في ضحا الغد) (ليهن أبا بكر سعادة جده بصحبته من يسعد الله يسعد) (ليهن بني كعب مقام فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد) لقظ حديث أبي نصر بن قتادة قال أبو نصر قال أبو عمرو بن مطرف قال أبو جعفر بن محمد بن موسى سألت مكرماً عن اسم أم معبد فقال اسمها عاتكة بنت خالد وكنيتها أم معبد وأبو معبد اسمه أكثم بن أبي الجون ويقال له عبد العزى وحدثنا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد ابن عمرو الأحمسي قال حدثنا الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز قال حدثنا سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت بن يسار الخزاعي قال حدثنا أخي أيوب بن الحكم وسالم بن محمد الخزاعي جميعاً عن حزام بن هشام فذكره بإسناده نحوه بنقصان بيتين من شعر حسان في آخره وقد ذكرهما في موضع آخر ورواه يعقوب بن سفيان الفسوي عن مكرم بن محرز دون الأشعار أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو القاسم مكرم بن محرز بن المهدي بن عبد الرحمن بن عمرو الخزاعي قال حدثني أبي محرز بن المهدي فذكره وحدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء قال حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري قال حدثنا الحسين بن محمد بن زياد وجعفر بن محمد بن سوار ح قال وأخبرني عبد الله بن محمد الدورقي في آخرين قالوا حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة الإمام ح قال وأخبرني مخلد بن جعفر قال حدثنا محمد بن جرير قالوا حدثنا مكرم بن محرز قال أبو عبد الله الحافظ ثم سمعت الشيخ الصالح أبا بكر أحمد بن جعفر القطيعي يقول حدثنا مكرم بن محرز عن آبائه فذكر الحديث بطوله فقلت لشيخنا أبي بكر سمعه الشيخ من مكرم فقال أي والله حج بي أبي وأنا ابن سبع سنين فأدخلني على مكرم بن محرز وبلغني عن أبي محمد القتيبي رحمه الله أنه قال في تفسير ما عسى يشكل من ألفاظ هذا الحديث قوله برزة يريد أنها خلا لها سن فهي تبرز ليست بمنزلة الصغيرة المحجوبة وقوله مرملين يريد قد نفد زادهم وقوله مشتين يريد داخلين في الشتاء ويروي مسنتين أي داخلين في السنة وهي الجدب والمجاعة وقوله كسر الخيمة يريد جانباً منها وقوله فتفاجت يريد فتحت ما بين رجليها للحلب وقوله دعا بإناء يربض الرهط أي يرويهم حتى يثقلوا فيربضوا والرهط ما بين الثلاثة إلى العشرة وقوله ثجا يريد سيلا وقوله حتى علاه البهاء يريد علا الإناء بها اللبن وهو وبيص رغوته يريد أنه ملأها قوله فشربوا حتى أراضوا يريد شربوا حتى رووا فنقعوا بالري وقوله تشاركن هزلاً أي عمهن الهزال فليس فيهن منقيه ولا ذات طرق وهو من الاشتراك وقوله والشاء عازب أي بعيد في المرعى وقولها ظاهر الوضاءة قال غير القتيبي تريد ظاهر الجمال قال القتيبي وقولها أبلج الوجه تريد مشرق الوجه مضيئة وقولها لم تعبه نحلة فالنحل الدقة والضمير وقولها ولم تزريه صقلة فالصقل منقطع الأضلاع والصقلة الخاصرة تريد أنه ضرب ليس بمنتفخ ولا ناحل ويروي لم تعبه ثجلة ولم تزريه صعلة والثجلة عظم البطن واسترخاء أسفله والصعلة صغر الرأس والوسيم الحسن الوضيء وكذلك القسيم والدعج السواد في العين وغيره وقولها في أشفاره عطف قال القتيبي سألت عنه الرياشي فقال لا أعرف العطف وأحسبه غطف بالغين معجمة وهو أن تطول الأشفار ثم تنعطف والعطف أيضاً إن كان هو المحفوظ شبيه بذلك وهو انعطاف الأشفار وروى وفي أشفاره وطف وهو الطول وقولها في صوته صهل ويروي صحل أي كالبحة وهو أن لا يكون حاداً وقولها في عنقه سطع أي طول إن تكلم سما تريد علا برأسه أو يده وقولها في وصف منطقه فصل لا نزر ولا هذر تريد أنه وسط ليس بقليل ولا كثير وقولها لا يأس من طول يحتمل أن يكون معناه إنه ليس بالطويل الذي يؤيس مباريه عن مطاولته ويحتمل أن يكون تصحيفاً وأحسبه لا بائن من طول وقولها لا تقتحمه عين من قصر لا تحتقره ولا تزدريه محفود أي مخدوم محشود هو من قولك حشدت لفلان في كذا إذا أردت أنك أعددت له وجمعت وقال غيره المحشود المحفوف وحشده أصحابه أطافوا به وقولها لا عابس تريد لا عابس الوجه ولا معتد من العداء وهو الظلم وقول الهاتف فتحلبت له بصريح والصريح الخالص والضرة لحم الضرع فغادرها رهناً لديها لحالب يريد أنه خلف الشاة عندها مرتهنة بأن تدر حديث هند بن إبي هالة في صفة رسول الله أخبرنا أبو عبد الله الحافظ لفظاً وقراءة عليه وقال حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العقيقي صاحب كتاب النسب ببغداد قال حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو محمد بالمدينة سنة ثلاث وستين ومائتين قال حدثني علي بن جعفر بن محمد عن أخيه موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن علي بن الحسين قال قال الحسن بن علي سألت خالي هند بن أبي هالة عن حلية رسول الله وكان وصافا وأنا أرجو أن يصف لي شيئاً أتعلق به ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال حدثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي قال حدثنا يعقوب بن سفيان الفسوي قال حدثنا سعيد بن حماد الأنصاري المصري وأبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي قالا حدثنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي قال حدثني رجل بمكة عن ابن لأبي هالة التميمي عن الحسن بن علي قال سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي وكان وصافاً عن حلية النبي وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئاً أتعلق به فقال كان رسول الله فخماً مفخماً يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر أطول من المربوع وأقصر من المشذب عظيم الهامة رجل الشعر إن انفرقت عقيقته فرق وفي رواية العلوي ان انفرقت عقيصته فرق وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنه إذا هو وفره أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب سوابغ في غير قرن بينهما عرق يدره الغضب أقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم كث اللحية سهل الخدين وفي رواية العلوي المسربة كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق بادن متماسك سوي البطن والصدر عريض الصدر وفي رواية العلوي فسيح الصدر بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس أنور المتجرد موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر طويل الزندين رحب الراحة وفي رواية العلوي رحب الجبهة سبط القصب شثن الكفين والقدمين لم يذكر العلوي القدمين سائل الأطراف خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء إذا زال زال قلعاً يخطو تكفياً ويمشي هوناً ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب وإذا التفت التفت جمعاً وفي رواية العلوي جميعاً خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظرة إلى السماء جل نظره الملاحظة يسوق أصحابه يبدر وفي رواية العلوي يبدأ من لقي بالسلام قلت صف لي منطقة قال كان رسول الله متواصل الأحزان دائم الفكرة وفي رواية العلوي الفكر ليست له راحة لا يتكلم في غير حاجة طويل السكتة وفي رواية العلوي السكوت يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ويتكلم بجوامع الكلم وفي رواية العلوي الكلام فصل لا فضول ولا تقصير دمث ليس بالجافي ولا المهين يعظم النعمة وإن دقت لا يذم منها شيئاً لا يذم ذواقاً ولا يمدحه وفي رواية العلوي لم يكن ذواقاً ولا مدحة لا يقوم لغضبه إذا تعرض الحق شيء حتى ينتصر له وفي الرواية الأخرى لا تغضبه الدنيا وما كان لها فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها إذا أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث اتصل بها يضرب براحته اليمنى بطن إبهامه اليسرى وفي رواية العلوي فيضرب بإبهامه اليمنى باطن راحته اليسرى وإذا غضب أعرض وأشاح وإذا فرح غض طرفه جل ضحكه التبسم ويفتر عن مثل حب الغمام قال فكتمتها الحسين بن علي زماناً ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه فسأله عما سألته عنه ووجدته قد سأل أباه عن مدخله ومجلسه ومخرجه وشكله فلم يدع منه شيئاً قال الحسين سألت أبي عن دخول رسول الله فقال كان دخوله لنفسه مأذون له في ذلك فكان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء جزءاً لله تعالى وجزءاً لأهله وحزءاً لنفسه ثم جزأ جزأه بينه وبين الناس فيرد ذلك على العامة والخاصة ولا يذخره فقال أبو غسان أو يذخر عنهم شيئاً وفي رواية العلوي ولا يدخر عنهم شيئاً وكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه وقسمه على قدر فضلهم في الدين فمنهم ذو الحاجة منهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألته عنهم وإخبارهم بالذي ينبغي لهم ويقول ليبلغ الشاهد منكم الغائب وأبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته فإنه من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يستطيع إبلاغها إياه ثبت الله قدميه يوم القيامة لا يذكر عنده إلا ذلك ولا يقبل من أحد غيره يدخلون عليه رواداً ولا يفترقون إلا عن ذواق وفي رواية العلوي ولا يتفرقون إلا عن ذوق ويخرجون أدلة زاد العلوي يعني فقهاء قال فسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه وفي رواية العلوي قلت فأخبرني عن مخرجه كيف كان يصنع فيه فقال كان رسول الله يخزن لسانه إلا مما يعنيهم ويؤلفهم ولا ينفرهم قال أبو غسان أو يفرقهم وفي رواية العلوي ولا يفرقهم ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه يتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس ويحسن الحسن ويقويه ويقبح القبيح ويوهيه معتدل الأمر غير مختلف لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا لكل حال عنده عتاد لا يقصر عن الحق ولا يحوزه الذين يلونه من الناس خيارهم أفضلهم عنده أعمهم نصيحة وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة قال فسألته عن مخرجه مجلسه زاد العلوى كيف كان ولا يصنع فيه فقال كان رسول الله لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكره ولا يوطن الأماكن وينهي عن إيطانها وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك يعطي كل جلسائه نصيبه لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول قد وسع الناس منه بسطه وخلقه فصار لهم أباً وصاروا عنده في الحق سواء مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبه فيه الحرم ولا تنثى فلتاته متعادلين يتفاضلون فيه بالتقوى وفي رواية العلوي وصاروا عنده في الحق متقاربين يتفاضلون بالتقوى سقط منها ما بينهما ثم اتفقت الروايتان متواضعين يوقرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون قال أبو غسان أو يحيطون الغريب وفي رواية العلوي ويرحمون الغريب قال قلت كيف كان سيرته في جلسائه وفي رواية العلوي فسألته عن سيرته في جلسائه فقال كان رسول الله دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مزاح يتغافل عما لا يشتهي ولا يويس منه ولا يحبب فيه قد ترك نفسه من ثلاث المراء والإكثار وما لا يعنيه وترك الناس من ثلاث كان لا يذم أحداً ولا يعيره ولا يطلب عورته ولا يتكلم إلا فيما رجى ثوابه إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير فإذا سكت تكلموا ولا يتنازعون عند زاد العلوي الحديث من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث ألويتهم وفي رواية العلوي أولهم يضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته حتى إذا كان أصحابه ليستجلبونهم وفي رواية العلوي في المنطق ويقول إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرفدوه ولا يقبل الثناء إلا من مكاف ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام وفي رواية العلوي بانتهاء أو قيام قال فسألته كيف كان سكوته قال كان سكوت رسول الله على أربع الحلم والحذر والتقدير والتفكر وفي رواية العلوي والتفكير فأما تقديره ففي تسويته النظر والاستماع بين الناس وأما تذكره أو قال تفكره قال سعيد تفكره ولم يشك وفي رواية العلوي تفكيره ففيما يبقى ويفنى وجمع له الحلم والصبر فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزه وجمع له الحذر في أربع أخذه بالحسنى قال سعيد والعلوي بالحسن ليقتدى به وتركه القبيح لينتهي عنه وفي رواية العلوي ليتناهى عنه واجتهاد الرأي فيما أصلح أمته والقيام فيما جمع لهم الدنيا والآخرة وفي رواية العلوي والقيام لهم فيما جمع لهم أمر الدنيا والآخرة وقال أبو عبد الله الحافظ قال أبو محمد الحسن بن محمد قال أخبرنا إسماعيل بن محمد حين فرغنا من سماع هذا الحديث منه حدثناه علي بن جعفر بن محمد سنة تسع ومائتين قيل له من حفظه قال نعم قيل له متى مات علي بن جعفر قال سنة عشر ومائتين بعدما حدثناه بسنة قلت وبلغني عن القتيبي وغيره في تفسير ما عسى يشكل من ألفاظ هذا الحديث قوله كان فخماً مفخماً أي عظيماً معظماً وقوله أقصر من المشذب المشذب الطويل البائن وقوله إن انفرقت عقيقته فرق أصل العقيقة شعر الصبي قبل أن يحلق فإذا حلق ونبت ثانية فقد زال عنه اسم العقيقة وربما سمى الشعر عقيقة بعد الحلق على الاستعارة وبذلك جاء هذا الحديث يريد أنه كان لا يفرق شعره إلا أن يفترق هو وكان هذا في صدر الإسلام ثم فرق قلت وقال غير القتيبي في رواية من روى عقيصته قال العقيصة الشعر المعقوص وهو نحو من المضفور قال القتيبي وقوله أزهر اللون يريد أبيض اللون مشرقه ومنه سميت الزهرة لشدة ضوئها فأما الأبيض غير المشرق فهو الأمهق وقوله أزج الحواجب الزجج طول الحاجبين ودقتهما وسبوغهما إلى مؤخر العينين ثم وصف الحواجب فقال سوابغ في غير قرن والقرن أن يطول الحاجبان حتى يلتقي طرفاهما وهذا خلاف ما وصفته به أم معبد لأنها قالت في وصفه أزج أقرن ولا أراه إلا كما ذكر ابن أبي هالة وقال الأصمعي كانت العرب تكره القرن وتستحب البلج والبلج أن ينقطع الحاجبان فيكون ما بينهما نقياً وقوله أقنى العرنين والعرنين المعطس وهو المرسن والقنى فيه طوله ودقة أرنبته وحدب في وسطه وقوله يحسبه من لم يتأمله أشم فالشمم ارتفاع القصبة وحسنها واستواء أعلاها وإشراف الأرنبة قليلاً يقول هو لحسن قناء أنفه واعتدال ذلك يحسب قبل التأمل أشم وقوله ضليع الفم أي عظيمه وكانت العرب تحمد ذلك وتذم صغير الفم وقال بعضهم الضليع المهزول الذابل وهو في صفة فم النبي ذبول شفتيه ورقتهما وحسنهما وقوله في وصف منطقه إنه كان يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه وذلك لرحب شدقيه وعن الأصمعي قلت لأعرابي ما الجمال فقال غئور العينين وإشراف الحاجبين ورحب الشدقين فأما ما جاء عنه عليه السلام في المتشادقين فإنه أراد به الذين يتشادقون إذا تكلموا فيميلون بأشداقهم يميناً وشمالاً ويتنطعون في القول وقوله أشنب من الشنب في الأسنان وهو تحدد أطرافها وقوله دقيق المسربة فالمسربة الشعر المستدق ما بين اللبة إلى السرة وقوله كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة الجيد العنق والدمية الصورة شبهها في بياضها بالفضة وقوله بادن متماسك البادن الضخم يريد أنه مع بدانته متماسك اللحم وقوله سواء البطن والصدر يريد أن بطنه غير مستفيض فهو مساوٍ لصدره وصدره عريض فهو مساو لبطنه ضخم الكراديس يريد الأعضاء وقوله أنور المتجرد والمتجرد ما جرد عنه الثوب من بدنه وهو المجرد أيضاً وأنور من النور يريد شدة بياضه وقوله طويل الزندين الزند من الذراع ما انحسر عنه اللحم وللزند رأسان الكوع والكرسوع فالكرسوع رأس الزند الذي يلي الخنصر والكوع رأس الزند الذي يلي الإبهام وقوله رحب الراحة يريد واسع الراحة وكانت العرب تحمد ذلك وتمدح به وقوله شثن الكفين والقدمين يريد أنها إلى الغلظ والقصر وقوله سائل الأطراف يريد الأصابع أنها طوال ليست بمنعقدة ولا متغضنة وقوله خمصان الأخمصين الإخمص في القدم من تحتها وهو ما ارتفع عن الأرض في وسطها أراد أن ذلك منه مرتفع وأنه ليس بأزج وهو الذي يستوي باطن قدمه حتى يمس جميعه الأرض قلت وهذا بخلاف ما روينا عن أبي هريرة في وصف النبي أنه كان يطأ بقدميه جميعاً ليس له أخمص وقوله مسيح القدمين يعني أنه ممسوح ظاهر القدمين فالماء إذا صب عليها مر عليها مراً سريعاً لاستوائهما وانملاسهما وقوله يخطو تكفياً ويمشي هوناً يريد أنه يميد إذا خطا ويمشي في رفق غير مختال وقوله ذريع المشية يريد أنه مع هذا الرفق سريع المشية وقوله إذا مشى كأنما ينحط من صبب الصبب الانحدار وقوله يسوق أصحابه يريد أنه إذا مشى مع أصحابه قدمهم بين يديه ومشى وراءهم وقوله دمثاً يعني سهلاً ليناً وقوله ليس بالجافي ولا المهين يريد أنه لا يجفو الناس ولا يهينهم ويروي ولا المهين فإن كانت الرواية كذلك فإنه أراد ليس بالفظ الغليظ الجافي ولا الحقير الضعيف وقوله ويعظم النعمة وإن دقت يقول لا يستصغر شيئاً أوتيه وإن كان صغيراً ولا يستحقره وقوله لا يذم ذواقاً ولا يمدحه يريد أنه كان لا يصف الطعام بطيب ولا بفساد وإن كان فيه وقوله أعرض وأشاح يقال أشاح إذا جد ويقال أشاح إذا عدل بوجهه وهذا معنى الحرف في هذا الموضع وقوله يفتر أي يبتسم وحب الغمام البرد شبه ثغره به وقوله فيرد ذلك على العامة بالخاصة يريد أن العامة كانت لا تصل إليه في منزله ذلك الوقت ولكنه كان يوصل إليها حظها من ذلك الجزء بالخاصة التي تصل إليه فيوصلها إلى العامة وقوله يدخلون رواداً يريد طالبين ما عنده من النفع في دينهم ودنياهم وقوله ولا يتفرقون إلا عن ذواق الذواق أصله الطعم منها ولكنه ضربه مثلاً لما ينالون عنده من الخير وقوله يخرجون من عنده أدلة يريد بما قد علموه فيدلون الناس عليه وقوله لا تؤبن فيه الحرم أي لا تقترف فيه وقوله لا تنثى فلتاته أي لا يتحدث بهفوة أو زلة إن كانت في مجلسه من بعض القوم يقال نثوت الحديث فأنا أنثوه إذا أذعته والفلتات جمع فلتة وهو ههنا الزلة والسقطة وقوله إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير يريد أنهم يسكنون ولا يتحركون ويغضون أبصارهم والطير لا تسقط إلا على ساكن وقوله لا يقبل الثناء إلا من مكاف يريد أنه كان إذا ابتدى بمدح كره ذلك وكان إذا اصطنع معروفاً فأثنى به عليه مثن وشكره قبل ثناؤه وقال أبو بكر بن الأنباري هذا غلط لأنه لا ينفك أحد من إنعام رسول الله وبسط الكلام فيه وإنما المعنى أنه لا يقبل الثناء عليه إلا من رجل يعرف حقيقة إسلامه فيكون مكافئاً بثنائه عليه ما سلف من نعمة النبي عنده وإحسانه إليه وقال الأزهري معناه إلا من مقارب في مدحه غير مجاوز به حد مثله ولا مقصر به عما رفعه الله إليه ألا تراه يقول لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ولكن قولوا عبد الله ورسوله فإذا قيل نبي الله ورسوله فقد وصف بما لا يجوز أن يوصف به أحد من أمته فهو مدح مكافئ له قلت وقد يخرج قول القتيبي صحيحاً فإنه كان يأتيه المسلم والكافر ويثني عليه البر والفاجر فكان لا يقبله إلا ممن كان قد اصطنع إليه معروفاً على الخصوص والله أعلم قلت وقد روى صبيح بن عبد الله الفرغاني وليس بالمعروف حديثاً آخر في صفة النبي وأدرج فيه تفسير بعض ألفاظه ولم يبين قائل تفسيره فيما سمعنا إلا أنه يوافق جملة ما روينا في الأحاديث الصحيحة والمشهورة فرويناه والاعتماد على ما مضى أخبرناه أبو عبد الله الحافظ قال أخبرناه أبو عبد الله محمد بن يوسف المؤذن قال حدثنا محمد بن عمران النسوي قال حدثنا أحمد ابن زهير قال حدثنا صبيح بن عبد الله الفرغاني قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد قال حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه وهشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت كان من صفة رسول الله في قامته أنه لم يكن بالطويل البائن ولا المشذب الذاهب والمشذب الطول نفسه إلا أنه المخفف ولم يكن بالقصير المتردد وكان ينسب إلى الربعة إذا مشى وحده ولم يكن على حال يماشيه أحد من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله رسول الله وربما أكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما فإذا فارقاه نسب رسول الله إلى الربعة ويقول نسب الخير كله إلى الربعة وكان لونه ليس بالأبيض الأمهق الشديد البياض الذي تضرب بياضه الشهبة ولم يكن بالآدم وكان أزهر اللون والأزهر الأبيض الناصع البياض الذي لا تشوبه حمرة ولا صفرة ولا شيء من الألوان وكان ابن عمر كثيراً ما ينشد في مسجد رسول الله نعت عمه أبي طالب إياه في لونه حيث يقول (وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل) ويقول كل من سمعه هكذا كان وقد نعته بعض من نعته بأنه كان مشرب حمرة وقد صدق من نعته بذلك ولكن إنما كان المشرب منه حمرة ما ضحا للشمس والرياح فقد كان بياضه من ذلك قد أشرب حمرة وما تحت الثياب فهو الأبيض الأزهر لا يشك فيه أحد ممن وصفه بأنه أبيض أزهر فعنى ما تحت الثياب فقد أصاب ومن نعت ما ضحا للشمس والرياح بأنه أزهر مشرب حمرة فقد أصاب ولونه الذي لا يشك فيه الأبيض الأزهر وإنما الحمرة من قبل الشمس والرياح وكان عرقه في وجهه مثل اللؤلؤ أطيب من المسك الأذفر وكان رجل الشعر حسناً ليس بالسبط ولا الجعد القطط كان إذا مشطه بالمشط كأنه حبك الرمل أو كأنه المتون التي تكون في الغدر إذا سفتها الرياح فإذا مكث لم يرجل أخذ بعضه بعضاً وتحلق حتى يكون متحلقاً كالخواتم ثم كان أول مرة قد سدل ناصيته بين عينيه كما تسدل نواصي الخيل ثم جاءه جبريل عليه السلام بالفرق ففرق كان شعره فوق حاجبيه ومنهم من قال كان يضرب شعره منكبيه وأكثر ذلك إذا كان إلى شحمة أذنيه وكان ربما جعله غدائر أربعاً يخرج الأذن اليمنى من بين غديرتين يكتنفانها ويخرج الأذن اليسرى من بين غديرتين يكتنفانها وتخرج الأذنان ببياضهما من بين تلك الغدائر كأنها توقد الكواكب الدرية من سواد شعره وكان أكثر شيبه في الرأس في فودي رأسه والفودان حرفا الفرق وكان أكثر شيبه في لحيته فوق الذقن وكان شيبه كأنه خيوط الفضة يتلألأ بين ظهري سواد الشعر الذي معه وإذا مس ذلك الشيب الصفرة وكان كثيراً ما يفعل صار كأنه خيوط الذهب يتلألأ بين ظهري سواد الشعر الذي معه وكان أحسن الناس وجهاً وأنورهم لوناً لم يصفه واصفب قط بلغتنا صفته إلا شبه وجهه بالقمر ليلة البدر ولقد كان يقول من كان يقول منهم لربما نظرنا إلى القمر ليلة البدر فنقول هو أحسن في أعيننا من القمر أزهر اللون نير الوجه يتلألأ تلالؤ القمر يعرف رضاه وغضبه في سروره بوجهه كان إذا رضي أو سر فكأن وجهه المرآة وكأنما الجدر تلاحك وجهه وإذا غضب تلون وجهه واحمرت عيناه قال وكانوا يقولون هو كما وصفه صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه (أمين مصطفى للخير يدعو كضوء البدر زايله الظلام) ويقولون كذلك كان وكان ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثيراً ما ينشد قول زهير بن أبي سلمى حين يقول لهرم بن سنان (لو كنت من شيء سوى بشر كنت المضيء لليلة البدر) فيقول عمر ومن سمع ذلك كان النبي كذلك ولم يكن كذلك غيره وكذلك قالت عمته عاتكة بنت عبد المطلب بعد ما سار من مكة مهاجراً فجزعت عليه بنو هاشم فانبعثت تقول (عيني جودا بالدموع السواجم على المرتضى كالبدر من آل هاشم) (على المرتضى للبر والعدل والتقى وللدين والدنيا بهيم المعالم) (على الصادق الميمون ذي الحلم والنهى وذي الفضل والداعي لخير التراحم) فشبهته بالبدر ونعتته بهذا النعت ووقعت في النفوس لما ألقى الله تعالى منه في الصدور ولقد نعتته وإنها لعلى دين قومها وكان أجلى الجبين إذا طلع جبينه من بين الشعر أو اطلع في فلق الصبح أو عند طفل الليل أو طلع بوجهه على الناس تراءوا جبينه كأنه ضوء السراج المتوقد يتلألأ وكانوا يقولون هو كما قال شاعره حسان بن ثابت (متى يبد في الداج البهيم جبينه يلح مثل مصباح الدجى المتوقد) (فمن كان أو من قد يكون كأحمد نظام لحق أو نكال لملحد) وكان النبي واسع الجبهة أزج الحاجبين سابغهما والحاجبان الأزجان هما الحاجبان المتوسطان اللذان لا تعدو شعرة منهما شعرة في النبات والاستواء من غير قرن بينهما وكان أبلج ما بين الحاجبين حتى كأن ما بينهما الفضة المخلصة بينهما عرق يدره الغضب لا يرى ذلك العرق إلا أن يدره الغضب والأبلج النقي ما بين الحاجبين من الشعر وكانت عيناه نجلاوان أدعجهما والعين النجلاء الواسعة الحسنة والدعج شدة سواد الحدقة لا يكون الدعج في شيء إلا في سواد الحدق وكان في عينيه تمزج من حمرة وكان أهدب الأشفار حتى تكاد تلتبس من كثرتها أقنى العرنين والعرنين المستوى الأنف من أوله إلى آخره وهو الأشم كما أفلج الأسنان أشنبها قال والشنب أن تكون الأسنان متفرقة فيها طرائق مثل تعرض المشط إلا أنها حديدة الأطراف وهو الأشر الذي يكون أسفل الأسنان كأنه ماء يقطر في تفتحه ذلك وطرائقه وكان يتبسم عن مثل البرد المنحدر من متون الغمام فإذا افتر ضاحكاً افتر عن مثل سناء البرق إذا تلألأ وكان أحسن عباد الله شفتين وألطفه ختم فم سهل الخدين صلتهما قال والصلت الخد هو الأسيل الخد المستوى الذي لا يفوت بعض لحم بعضه بعضاً ليس بالطويل الوجه ولا بالمكلثم كث اللحية والكث الكثير منابت الشعر الملتفها وكانت ***قته بارزة فنيكاه حول ال***قة كأنها بياض اللؤلؤ في أسفل ***قته شعر منقاد حتى يقع انقيادها على شعر اللحية حتى يكون كأنه منها والفنيكان هما مواضع الطعام حول ال***قة من جانبيها جميعاً وكان أحسن عباد الله عنقاً لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهباً يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب وما غيب الثياب من عنقه ما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر وكان عريض الصدر ممسوحه كأنه المرايا في شدتها واستوائها لا يعدو بعض لحمه بعضاً على بياض القمر ليلة البدر موصول ما بين لبته إلى سرته شعر منقاد كالقضيب لم يكن في صدره ولا بطنه شعر غيره وكان له عكن ثلاث يغطي الإزار منها واحدة وتظهر ثنتان ومنهم من قال يغطي الإزار منها ثنتين وتظهر واحدة تلك العكن أبيض من القباطي المطواة وألين مساً وكان عظيم المنكبين أشعرهما ضخم الكراديس والكراديس عظام المنكبين والمرفقين والوركين والركبتين وكان جليل الكتد قال والكتد مجتمع الكتفين والظهر واسع الظهر بين كتفيه خاتم النبوة وهو مما يلي منكبه الأيمن فيه شامة سوداء تضرب إلى الصفرة حولها شعرات متواليات كأنهن من عرف فرس ومنهم من قال كانت شامة النبوة بأسفل كتفه خضراء منحفرة في اللحم قليلاً وكان طويل مسربة الظهر والمسربة الفقار الذي في الظهر من أعلاه إلى أسفله وكان عبل العضدين والذراعين طول الزندين والزندان العظمان اللذان في ظاهر الساعدين وكان فعم الأوصال ضبط القصب شثن الكف رحب الراحة سائل الأطراف كأن أصابعه قضبان فضة كفه ألين من الخز وكأن كفه كف عطار طيباً مسها بطيب أو لم يمسها يصافحه المصافح فيظل يومه يجد ريحها ويضعها على رأس الصبي فيعرف من بين الصبيان من ريحها على رأسه وكان عبل ما تحت الإزار من الفخذين والساق شثن القدم غليظهما ليس لهما خمص منهم من قال كان في قدمه شيء من خمص يطأ الأرض بجميع قدميه معتدل الخلق بدن في آخر زمانه وكان بذلك البدن متماسكاً وكاد يكون على الخلق الأول لم يضره السن وكان فخماً مفخماً في جسده كله إذا التفت التفت جميعاً وإذا أدبر أدبر جميعاً وكان فيه شيء من صور والصور الرجل الذي كأنه يلمح الشيء ببعض وجهه وإذا مشى فكأنما يتقلع في صخر وينحدر في صبب يخطو تكفياً ويمشي الهوينا بغير عثر والهوينا تقارب الخطا والمشي على الهينة يبدر القوم إذا سارع إلى خير أو مشى إليه ويسوقهم إذا لم يسارع إلى شيء بمشية الهوينا وترفعه فيها وكان يقول أنا أشبه الناس بأبي آدم عليه السلام وكان أبي إبراهيم خليل الرحمن أشبه الناس بي خلقاً وخلقاً وعلى جميع أنبياء الله وأخبرناه عالياً القاضي أبو عمر محمد بن الحسين رحمه الله قال حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب قال حدثنا محمد بن عبدة المصيصي من كتابه قال حدثنا صبيح بن عبد الله القرشي أبو محمد قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي عن جعفر بن محمد عن أبيه وهشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان من صفة رسول الله أنه لم يكن بالطويل البائن ولا المشذب الذاهب قال وساق الحديث في صفته بهذا أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري قال أخبرنا عبد الله ابن عمر بن شوذب أبو محمد الواسطي بها قال حدثنا شعيب بن أيوب الصريفيني قال حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال صلى بنا أبو بكر رضي الله عنه العصر ثم خرج وعلي يمشيان فرأى الحسين يلعب مع الغلمان فأخذه فحمله على عنقه قال ثم قال (بأبي شبيه بالنبي ليس شبيهاً بعلي) وعلي رضي الله عنه يتبسم أو يضحك رواه البخاري في الصحيح عن أبي عاصم وأخبرنا أبو علي الروذباري قال أخبرنا ابن شوذب قال حدثنا شعيب بن أيوب قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال كان الحسن أشبه برسول الله ما بين الصدر إلى الرأس والحسين أشبه برسول الله ما كان أسفل من ذلك |
| العلامات المرجعية |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| النبوة, دلائل, سيرة النبى, هدى المصطفى |
|
|