وضح ابن كيران، بأن الشعب إذا صوّت لحزبه ذي المرجعية والتوجه الإسلامي، فإنه لم يصوت له إلا لكونه حزباً سياسياً، منوطاً به حل مشاكلهم ومشاغلهم الاقتصادية والسياسية وصيانة حقوقهم وحفظ أمنهم، لكن الشعب لم يعط تفويضاً مطلقاً للحزب بأن يطبق فهمه على المجتمع والدولة أو يفرض أيديولوجيته على الجماهير، ليس من حق الحزب الإسلامي المنتخب أن يفرض على المجتمع ومؤسسات الدولة رؤيته الإسلامية، التي يختلف معها الآخرون سواء من الإسلاميين أو غيرهم، لأنه لا احتكار للفهم الديني في الإسلام مثلما لا احتكار للوطنية والانتماء، احتكار الفهم الديني كاحتكار الوطنية، كارثة فكرية وسياسية، وسوءة أخلاقية، لا يجوز -بأي حال من الأحوال- لفصيل سياسي مهما بلغت أغلبيته، أن يدعي أن فهمه للإسلام، هو الفهم الصحيح الذي ينبغي فرضه، ذلك ادعاء ينقضه أنه لا أحد يملك الحقيقة المطلقة، إلا المولى عز وجل وحده. والقرآن الكريم ومنذ يوم نزوله، وهو حمال للأوجه في فهم آياته ومعانيه ومقاصده وأسراره، وعطاؤه مستمر لا ينقطع إلى يوم القيامة، ولكل جيل أو مجتمع أو جماعة أو فرد أن يفهم ويتدبر آيات الكتاب دون وصاية دينية أو احتكار للفهم أو مصادرة له أو فرض فهم على آخر، وأن الأسوأ من احتكار فهم النص الديني، محاولة فرضه على الناس بسيف السلطة وبأساليب الهيمنة والإقصاء وبوسائل الترهيب والتخويف والتكفير، لا بالحوار والتفاهم والإقناع بالحسنى. يقول المولى عز وجل: (فذكّر إنما أنت مذكِّر، لست عليهم بمسيطر).
=================================
رسائل ... بها يستقيم الطريق ... لكل ذي بصر وبصيره
فهل من مستجيب ... شكرا أستاذنا الفاضل
|