اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-02-2013, 09:04 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New مفاهيم ربّانية


ماذا نعنى بالمفهوم الرباني؟

المفهوم الرباني.. هو الذى ينطلق به صاحبه من إيمانه العميق بالله خالق الكون وبارئه ومُصوّرَه ومُبْدِعَهْ.
المفهوم الرباني.. هو الذى يقيد صاحبه بمفاهيم ومعتقدات قدوته وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم.
المفهوم الرباني.. هو المفهوم الصحيح الذى يحقق لصاحبه الطمأنينة في القلب والانشراح في الصدر.
المفهوم الرباني.. هو الذى يحقق لصاحبه سموا في الفكر وراحة في البال وسعادة له وإسعادا لمن حوله.
المفهوم الرباني.. هو الذى يستند فيه صاحبه على معتقدات سليمة وأفكار صحيحة.
المفهوم الرباني.. هو الذى لايسمح لصاحبه إلا أن يكون قمرا يضيء وشمسا تشع ونجما يسطع.
المفهوم الرباني.. هو حتما الذى يجعل من صاحبه عبدا ربانيا يتعلق بالرب ويعظم له الثناء والحمد.

نحو مفاهيم ربانيّة:

(1) صَدَقَتُك.. مفهومُ ربانى نحو البِرّ وكُلّ الخير:
يقول رب العزة: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 265].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ...} [البقرة: 267].
{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ. لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [المعارج: 24-25].

عوّد نفسك وأهل بيتك على الإنفاق في سبيل الله وطهّر نفسك من الشح وتذكّر مكانة المُنفق والإنفاق عند رب العباد.

واعلم أن الإنفاق في سبيل الله يعود خيره للنفس فالله عز وجل يقول: {وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّـهِ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} [البقرة: 272], يقول الحسن البصري: نفقة المؤمن عائدةٌ لنفسه ولا ينفق المؤمن إلا إذا أنفق في سبيل الله، والإنفاق من الخيرات التي يعلمها الله طبقا لقوله: {وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ} [البقرة: 273], أي لا يخفى عليه شيء منه.

ومن السهولة في الإنفاق أنه يكون ليلا ويكون نهاراُ ويكون سراُ ويكون جهاراُ لقوله الله: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ} [ البقرة: 274].

(2) تنميةُ ذَاتِك:

تنميةُ ذَاتِك.. مفهوم رباني نحو تميّزُك وإبداعك إذا اجتهدت في تنمية ذاتك والاهتمام بتخصصك في المهنة وسعيت إلى التزود بالتقوى قى مجال عملك وأخلصت لله وراقبته فاعلم أنك بذلك تكون مُحسنا... وقد فعلت ما أمر به نبيك محمد صلى الله عليه وسلم الذى قال: «إن الله قد كتب الإحسان على كل شيء..» (رواه مسلم).

فنمِّ ذاتك وطوّر شخصيتك وكُنْ مُطّلعا على كل ما هو جديد في سبيل أن تتميز وتُبدع وتُقّدم الخير لنفسك قبل الآخرين خاصة أن الإسلام الحنيف يدعو إلى الإتقان والجودة في العمل والتخصص... «إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه» (حسنه الألباني) فإتقان العمل هو بداية الطريق نحو تنمية ذاتك وإبداعاتك.

(3) إحيائُك للسُنن والنوافل:

إحيائُك للسُنن والنوافل.. مفهوم رباني نحو زيادة قُرْب الله منك؛ النوافل وسنن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة لاتعد ولاتحصى وإحيائك لها هو التزامك بها ومحافظتك عليها لتكون بذلك مهتديا بهدى حبيبك متقرّبا إلى ربك وخالقك... فصلاة الضحى سنة قد لاينتبه لها الكثير فكن لها أنت مؤديا وعليها محافظا... سنة الظهر القبلية والبعدية بأربع قبله وأربع بعده هل تعلم ماذا قال عنها نبيك محمد صلى الله عليه وسلم...!!!

عن أم حبيبة قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى أربع ركعات قبل الظهر، وأربعا بعدها حرمه الله على النار» (رواه الخمسة وصححه الترمذي).

والسنن التي ترتبط بالأحوال والأفعال من نظر إلى المرآة وارتداء الثوب وخلعه وركوب الدابة ودخول الليل وبزوغ النهار وعند العطاس والتثاؤب وتناول الطعام والنوم والاستيقاظ ودخول البيت وخروجه وقيام الليل وركعة الوتر فذلك وغيره مما قال فيه ربك: «ومايزال يتقرب إلى عبدي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به...».

وإلى لقاء قادم بالجزء الثاني إن شاء الله.


نبيل جلهوم
عضو اتحاد الكتّاب والمثقفين العرب.

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-02-2013, 09:05 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New

أشرنا في الجزء الأول من المفاهيم الربانية إلى ماذا نعنى بالمفهوم الرباني ثم شرعنا في عرض بعض المفاهيم الربانية وتناولنا أولها: عن الصدقة وكيف أنها مفهوم رباني نحو البرّ وكل الخيرات، نستكمل هنا بعض المفاهيم الأخرى..

(4) استفادَتُك من الماضي.. مفهوم رباني نحو مستقبل مُشرق:

اجتهد دائماً أن تتعرف على ما قد كان في ماضيك من مواقف طيبة كانت أو سيئة، مفرحة كانت أو محزنة وادرس مواقفك القديمة تجاه الآخرين ومواقفهم تجاهك، وتعرّف على ما كان من مواطن الضعف في أعمالك وتخصصاتك وتصرفاتك وكيف تعاملت معها وتخطيتها، وعلى سيرتك الطويلة في مواقف حياتك المختلفة، ثم انظر نظرة الثاقب المتفحص واستفد من السلبيات بتحويلها إلى إيجابيات وإلى التقصير بتحويله إلى جبر وتجبير وإلى نقاط الضعف بتحويلها إلى نقاط قوة… وإلى نقاط القوة واحمد ربك عليها واسأله أن يبارك لك فيها، ثم خطّط لمستقبلك بعد ذلك تجد نفسك وقد حققت مستقبلاً باهراً مشرقاً بإذن الله، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والمؤمن كيّسٌ فطن.

(5) مُحاسبتك لنفسك.. مفهوم رباني نحو تهذيبها وتقويمها:

كثيراً ماتتكالب على النفس مُعطيات وتطاحنات تشرخ شروخاً قوية في جدار صاحبها.. وهنا يحتاج بل وبالضرورة أن يحاسب العبد نفسه، كيف يتأدب مع الله، وكيف يتأدب مع الناس، وكيف يتأدب مع صاحبها، فلا يجدى تهذيب النفس فقط مع الله ثم إغفال تهذيبها مع صاحبها ومع الناس، أو تهذيبها مع صاحبها دون أن تتهذب مع ربها والناس، أو تهذيبها في تعاملها مع الناس برقي في المعاملة ورقة في القرب والهمسة ثم هو بربه قاطع ولنفسه مخادع.

فمحاسبة النفس تعنى التوازن في العلاقة الثلاثية:

الله "جل جلاله".. صاحب العلاقة التعبدية والإيمانية.
الناس.. أصحاب العلاقة الأخلاقية والسلوكية.
النفس.. صاحبة العلاقة الروحانية والترقية الذاتية، التي إذا حاكمها صاحبها وقوّمها وشدّد عليها لكانت النتيجة إفرازاً طبيعياً لنفس بمواصفات ذات ربانية عالية ونفسانية مهذبة راقية وروحاً ذات نور وشفافية ترسل بعبراتها العذبة العطاء والجمال لدنيا أحوج ما تكون اليوم لمثل هذه الأنفس التي يتحقق بها الخير وتتطاير منها الدرر وسُبل الخير والفضيلة وتقوم عليها نهضة الأمم وطهارة المجتمعات.

(6) عَمَلُك الصالح.. مفهوم رباني نحو السلعة الغالية:

لنعلم أن للجنة ثمن وتكاليف وأعمال:

* الإيمان والأعمال الصالحات:
{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُوا هَـٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 25].

* ضع الجنة دائماً نصب عينيك، واجعلها المركز الاستراتيجى لأهدافك، والأمل، والغاية، وجَنِّد كل ما تملك في سبيل الوصول إليها، فالمسلم في كل أحواله لا يفكر إلا بالجنان ونيل رضا الرحمن، يصلى من أجل رضا ربه ودخول جنته، يصوم الهواجر طلباً لرضى ربه، يبذل الخير أينما كان من أجل فسحة الجنان، فالصغير والكبير، والذكر والأنثى، والطائع والعاصي يتمنى أن تكون الجنة هي المقام الأبدي، فَأَوْقِفْ الجنة نُصبَ أعينك، تذكّرها في أحزانك وأفراحك في شغلك وفراغك وفي أسفارك وإقامتك.

* وإقرأ باستمرار قول ربك: {وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الاعراف: 43].

(7) تغيير نفسك.. مفهوم رباني نحو تغيير مَنْ هٌمْ حولك:

لايمكن أن تقوم لدولة الإسلام قائمة بدون أن يقيمها المسلمون أولاً في أنفسهم وسلوكياتهم وحالهم وأحوالهم، فهل تعتقد أنك من الممكن أن تغيّر مَنْ هم حولك دون أن تبدأ أنت بتغيير نفسك وتكون أمامهم المثل والقدوة، ألست معى في قول الله تعالى الذى يقول فيه: {إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [ الرعد: 11]، ألا تعلم أن هناك الكثيرون ممن كانوا على غير ديانة الإسلام وبعدما قرأوا فيه وعن عظمته وأخلاق النبي وجمال الإسلام وروعته وجدناهم قد دخلوا الإسلام حُبّاً وشوقاً وشغفاً لما قرأوه في بطون الكتب وأمهات المجلدات الإسلامية ثم ما أن أسلموا وبدأوا في تعاملاتهم مع المسلمين حتى وجدوا فارقاً كبيراً بين ما قرأوه عن الإسلام وبين ما يرونه من سلوكيات وأخلاقيات المسلمين فأُحبِطت أنفسهم وحمدوا ربهم أن أكرمهم باعتناق الإسلام والدخول فيه قبل أن يتعاملوا مع معتنقيه الأصليين.

وإلى لقاء في الجزء الثالث والأخير إن شاء الله.


نبيل جلهوم
عضو رابطة أدباء الشام- لندن.

__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-02-2013, 09:06 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New

اليوم نستعرض إن شاء الله الجزء الثالث والأخير من مفاهيم ربانية.

(8) صَلاحُك أولاً.. مفهوم رباني نحو صلاح بنوك وأهل بيتك:

هل تعتقد أن يتحقق صلاح الأبناء في حين أن مُربيّهم وراعي بيتهم كثيرا ما يظهر بحال بئيس أمامهم.
فهو يكذب ويسرق ويخادع ويؤذي جيرانه بالضَجّ والضجيج والصَخَبِ الشديد..
يرتشى عمله ويكسب من حرام..
هل تعتقد أن الأبناء من الممكن أن ينصلحوا دون أن تنصلح قدوتهم..
ألست معى أيها الأب المربى أن صلاحك في الدنيا وقاية لأبنائك بعد مماتك..
حسب قول الله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّـهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء: 9]، فإذا أردت الحفظ والوقاية لأولادك بعد مماتك فأصلح حالك أنت في حياتك وكن تقياً صالحاً مصلحاً.

(9) نهوضك مع الخالق.. مفهوم رباني نحو نهوضك مع الخلائق:

هل تعتقد أن أنفسنا ستعلو وأن إسلامنا سينهض وأن قلوبنا ستطمأن بدون أن ننهض إلى ربنا في كل حال, فنقيم الصلاة على وقتها دون نظر أو اعتبار لأي كائن, ونعطي للعبادات حقها كما يرغب ربنا ويرضى، وأنه عندما تكون غايتنا ومبتغانا هو الله, فإنه يجب أن تتكسر أمامها كل الغايات الأخرى.

ألست توافقنى الرأي في الاعتقاد بأن نظافة يدك وطهارتها وتعففها عن المال الحرام هو خطوة أكيدة نحو تكسبك لرزق حلال طيب مبارك طاهر يكون لك سببا في استجابة دعائك عندما ترفع يديك إلى مولاك و خالقك؟! «ياسعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة» (إسناده ضعيف).

صدّقني أخي الكريم..

إن خوفك من الله سيكون خطوة أكيدة نحو تخويف الخلق منك وأمانك منهم وذيوع سلطانه لك عليهم.

صدقني أخي الكريم..

إن جمال علاقتك مع الله سيفرز حتماً جمالا ً في علاقتك مع الناس.. أو يجب أن يفرزها كنتاج حتمي.

(10) حُبّ العمل لدينك.. مفهوم رباني نحو نجاتك:

هل تعتقد أن تكون مسلماً بحق دون أن توقن وتفهم وتعلم وتطمأن تماماً بأن الدين عند الله الإسلام، وأنه لا نجاه في غيره طريقا ًومنهجاً فهو السبيل الوحيد الذي يستطيع أن يصل بنا وبغيرنا وبكافة الدنيا بأمن وأمان إلى جنات الله في الدنيا قبل الآخرة, فالإسلام دين يتميز بشموله الرائع فهو أخلاق وصدق وذكر وثقافة وريادة ووسطية واجتماع ومحبّة وإخاء وسلام ولين وٌبعد عن الجفاء والتشدد والتعصب والمزايدات والتنطع, وهو دين فيه الحلول لمشاكل الأخلاق والاقتصاد والاجتماع والمال والنفس والعائلة.

مما يجعلك منوطاً بالعمل لرفعة دينك ونشر سماحاته وذوقياته وأخلاقياته وشرائعه وهدى نبيه في كل مجال وبأى مكان وعلى مر الدهور والأزمان.. فالنجاة في أن تنهج نهج الأنبياء والمرسلون الذين تحمّلوا الأمانة وأبلغوا الرسالة.

وقد كان نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم على رأس قائمة الأنبياء الدعاة الكرماء الذى ما توقف لحظة وما شغله شاغل عن العمل لدين ربه فبلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وأذهب عنها الغُمّة وتركها على المحجة البيضاء السمحة الجميلة التي لايزيغ عنها إلا هالك...
فكن كمحمداً ناصحاً للناس مُبلّغاً رحيماً خَلُوقاً مبشراً غير منفرٍ محباً للناس محبباً غير مؤذياً, تنجو بإذن الله وتسعد وتلقى ربك وهو عنك راضياً.

(11) تواضُعك وذَوقُك.. مفهوم رباني نحو امتلاكك للقلوب:

هل تعتقد أنك من الممكن أن تنال حب الناس بدون أن تتواضع وتلين لهم القول وتتبشش في وجوههم وتصنع لهم الخير وتحب لهم ماتحبه لنفسك وتبذل لهم المعروف وتنصح لهم بالحسنى والرفق وتخاف عليهم من النار مثلما تخاف على نفسك وتعتقد في أن الناس بالناس والكل بالله رب الناس وتسعى لهم في حوائجهم وتحفظ لهم أموالهم وتستر عليهم في دنياهم ومعايبهم وتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر وتدعو بالخير لهم وتحمل همّهم وهمّ خلاصهم من قيودهم الدنيويّة التي هي طالما تكالبت على أعناقهم فكبلتها وأثقلتها فلم يعد أمامهم سوى صرخات التضرع والتذلل لخالقهم ومولاهم.

فيا أيها الحبيب.. إذا أردت حُب الناس فلا تؤذى جارك ولا تَرُدّ سائِلُك, ولاتغفل عن زيارة المريض ولاتسفّه رأيه ولاتُثقّل عليه دمك, وكن كالنحلة ضع شهداً وعسلاً كلما ذهبت هنا أو هناك وكن ذا أثر, وكن ممن إذا غاب عن الناس تشوّقوا لرؤيته وتمنَّوا لُقْيَتَه والاستمتاع بإشراقته وطَلّتِه..

واعلم أنك إذا أحرزت نجاحاً في ذلك فإن ذلك يعني أنك تكون قد وقفت علي بداية طريق أصحاب الدعوات الصادقة واللآلئ المشرقة.

خاتمة:

الحمد لله الذي لا ينسى من ذَكَرَهُ, ولا يُضيَّع من شكره, الحمد لله الذي لا يـُخَيِّبُ من قصده.
الحمد لله مَنْ وَثَقَ به لا يَكِلَه إلى غيره, الحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحساناً وبالصبر نجاةً وغفراناً.
الحمد لله الذي هو رجاؤنا حين تسوء الظنون بأعمالنا, الحمد لله الذي هو ثقتنا حين تنقطع الحيل عنّا.
الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته, وذلَّ كُلُّ شيءٍ لعزته وخضع كُلُّ شيءٍ لملكه.
الحمد لله الذي سكن كل شيء لهيبته, وأظهر كل شيء بحكمته وتصاغر كل شيء لكبريائه.
الحمد لله الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات.

نسأل الله أن يتقبل منا هذه السلسة من (مفاهيم ربانية) سائلينه تعالى أن يجعلها لوجهه خالصة له وحده وألا يجعل فيها ولا معها شيئا لأحد غيره, وأن ينفع به أمة الحبيب.
وصلً اللهم على نبينا وحبيبنا محمد طب القلوب ودواؤها.



نبيل جلهوم

عضو اتحاد الكتّاب والمثقفين العرب.

__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-02-2013, 05:38 AM
الصورة الرمزية مستر محمد سلام
مستر محمد سلام مستر محمد سلام غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
العمر: 40
المشاركات: 7,493
معدل تقييم المستوى: 20
مستر محمد سلام is on a distinguished road
افتراضي

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:14 PM.