اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-02-2013, 03:40 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي أبو حنيفة النعمان



أبو حنيفة أو أبو حنيفة النعمان أو نعمان بن ثابت بن زوطا بن مرزبان‎ المولود سنة (80 هـ/699م) بالكوفةوهو أفغاني الاصل واكد ذلك الدكتور المرحوم مصطفى جواد حيث قال (ان الامام أبو حنيفة من اعلام الأفغان تعود أصوله إلى كابل[2][3]. والتي كانت آنذاك حاضرة من حواضر العلم، تموج بحلقات الفقه والحديث والقراءات واللغة والعلوم، وتمتلئ مساجدها بشيوخ العلم وأئمته، وفي هذه المدينة قضى النعمان معظم حياته متعلماً وعالماً، وتردد في صباه الباكر بعد أن حفظ القرآن على هذه الحلقات، لكنه كان منصرفاً إلى مهنة التجارة مع أبيه، فلما رآه عامر الشعبي الفقيه الكبير ولمح ما فيه من مخايل الذكاء ورجاحة العقل أوصاه بمجالسة العلماء والنظر في العلم، فاستجاب لرغبته وانصرف بهمته إلى حلقات الدرس، فروى الحديث ودرس اللغة والأدب، وكان من كثرة اهتمامهِ بأن لا يضيع عنه ما يتلقاه من العلم يقضي الوقت في الطواف على المجالس حاملاً أوراقه وقلمه، واتجه إلى دراسة علم الكلام حتى برع فيه براعة عظيمة مكّنته من مجادلة أصحاب الفرق المختلفة ومحاجّاتهم في بعض مسائل العقيدة، ثم انصرف إلى الفقه ولزم دروس الفقه عند حماد بن أبي سليمان. اشتهر بورعه، وكان تاجراً مشهوراً بالصدقِ والأمانة والوفاء.


النشأة

عليك بالنظر في العلم..و مجالسة العلماء..فإنني أرى فيك يقظة وحركة. الإمام الشعبي.

في الكوفة إحدى مدن العراق الكبرى ولد الأمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت وسماه أبوه النعمان تيمنا بأحد ملوك العراق الأوائل أو ملوك المناذرة العرب لان الاسم عربي ! هو من أسرة إيرانية ترجع إلى موطنها الاصلي مدينة كابل بأفغانستان[4]![5] وحين انعم الله على جده زوطا بالإسلام دخل في بني تيم الله بن ثعلبة وتأثر بما سمع من الأمام علي رضي الله عنه! وكان معه, ومن أتباعه! وورث أبو حنيفة عن أبيه وجده حبا لآل البيت صادف قلبا خاليا فتمكن منه! وكان له أستاذه وصديقه الأمام جعفر الصادق أسوة حسنه. ولقد أوغر ميله إلى الائمة من آل البيت صدور الأمويين والعباسيين عليه-على السواء- مما كان له أثره في حياته.مات أبوه قبل أن يشتد عوده وتولت أمه تربيته وتنشئته.

كان أبو حنيفة حسن الوجه, حسن الثياب.. طيب الريح!! كثير الكرم..حسن المواساة لإخوانه.. كان يُعرف بطيب الريح إذا أقبل, ولا إذا خرج من داره!
شيوخه

بلغ عدد شيوخ أبي حنيفة أربعة آلاف شيخ، فيهم سبعة من الصحابة، وثلاثة وتسعون من التابعين، والباقي من أتباعهم وأبرزهم : حماد بن أبي سليمان جاء في "المغني": هو أبو إسماعيل، كوفي يُعدّ تابعيًا سمع أنسًا والنخعي وكان أعلمهم برأي النخعي، روى عنه أبو حنيفة ألفي حديث من أحاديث الأحكام، وأكثر من ثلث أحاديث الإمام في مسنده الذي جمعه الحَصْكَفي، هي برواية الإمام عنه عن إبراهيم بن أبي موسى الأشعري، عن الأسود عن عائشة رضي الله عنهم.

من شيوخه أيضًا إبراهيم بن محمد المنتشر الكوفي، وإبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي، وأيوب السختياني البصري، والحارث بن عبد الرحمن الهمذاني الكوفي وربيعة بن عبد الرحمن المدني المعروف بربيعة الرأي، وسالم بن عبد الله أحد الفقهاء السبعة، وسعيد بن مسروق والد سفيان الثوري، وسليمان بن يسار الهلالي المدني وعاصم بن كليب بن شهاب الكوفي.

وذكرت بعض الأخبار أنه تتلمذ على جعفر بن محمد لمدة سنتين ولكن هذا مخالف للحقائق التاريخية الثابتة حيث لم يلتقي الإمام أبو حنيفة بجعفر بن محمد لأن أبا حنيفة عاش في الكوفة بينما عاش جعفر بن محمد في المدينة. كما أن الثابت تاريخيا هو تتلمذ جعفر بن محمد على تلاميذ أبي حنيفة حيث تعلم منهم تشريع (القياس) وطبقه في أحكامه الفقهية.
رئاسة حلقة الفقه

وبعد موت شيخه حماد بن أبي سليمان آلت رياسة حلقة الفقه إلى أبي حنيفة، وهو في الأربعين من عمره، والتفّ حوله تلاميذه ينهلون من علمه وفقهه، وكانت له طريقة مبتكرة في حل المسائل والقضايا التي كانت تُطرح في حلقته؛ فلم يكن يعمد هو إلى حلها مباشرة، وإنما كان يطرحها على تلاميذه، ليدلي كل منهم برأيه، ويعضّد ما يقول بدليل، ثم يعقّب هو على رأيهم، ويصوّب ما يراه صائبا، حتى تُ*** القضية بحثاً، ويجتمع أبو حنيفة وتلاميذه على رأي واحد يقررونه جميعا.

وكان أبو حنيفة يتعهد تلاميذه بالرعاية، وينفق على بعضهم من مالهِ، مثلما فعل مع تلميذه أبي يوسف حين تكفّله بالعيش لما رأى ضرورات الحياة تصرفه عن طلب العلم، وأمده بماله حتى يفرغ تماما للدراسة، يقول أبو يوسف المتوفى سنة (182هـ = 797م): "وكان يعولني وعيالي عشرين سنة، وإذا قلت له: ما رأيت أجود منك، يقول: كيف لو رأيت حماداً –يقصد شيخه- ما رأيت أجمع للخصال المحمودة منه".

وكان مع اشتغاله يعمل بالتجارة، حيث كان له محل في الكوفة لبيع الخزّ (الحرير)، يقوم عليه شريك له، فأعانه ذلك على الاستمرار في خدمة العلم، والتفرغ للفقه.
أصول مذهبه

نشأ مذهب أبي حنيفة في الكوفة مهد مدرسة الرأي، وتكونت أصول المذهب على يديه، وأجملها هو في قوله: "إني آخذ بكتاب الله إذا وجدته، فما لم أجده فيه أخذت بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا لم أجد فيها أخذت بقول أصحابه من شئت، وادع قول من شئت، ثم لا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم، فإذا انتهى الأمر إلى إبراهيم، والشعبي والحسن وابن سيرين وسعيد بن المسيب فلي أن أجتهد كما اجتهدوا".

وهذا القدر من أصول التشريع لا يختلف فيه أبو حنيفة عن غيره من الأئمة، فهم يتفقون جميعا على وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة لاستنباط الأحكام منهما، غير أن أبا حنيفة تميّز بمنهج مستقل في الاجتهاد، وطريقة خاصة في استنباط الأحكام التي لا تقف عند ظاهر النصوص، بل تغوص إلى المعاني التي تشير إليها، وتتعمق في مقاصدها وغاياتها.

ولا يعني اشتهار أبي حنيفة بالقول بالرأي والإكثار من القياس أنه يهمل الأخذ بالأحاديث والآثار، أو أنه قليل البضاعة فيها، بل كان يشترط في قبول الحديث شروطاً متشددة؛ مبالغة في التحري والضبط، والتأكد من صحة نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا التشدد في قبول الحديث هو ما حملهُ على التوسع في تفسير ما صح عنده منها، والإكثار من القياس عليها حتى يواجه النوازل والمشكلات المتجددة.

ولم يقف اجتهاد أبي حنيفة عند المسائل التي تعرض عليه أو التي تحدث فقط، بل كان يفترض المسائل التي لم تقع ويقلّبها على جميع وجوهها ثم يستنبط لها أحكاماً، وهو ما يسمى بالفقه التقديري وفرض المسائل التي لم تقع بعد وبين أحكامها عساها إن نزلت ظهر حكمها، وهذا النوع من الفقه يقال إن أبا حنيفة هو أول من استحدثه، وقد أكثر منه لإكثاره استعمال القياس، روي أنه وضع ستين ألف مسألة من هذا النوع.
تلاميذ أبي حنيفة

لم يؤثر عن أبي حنيفة أنه كتب كتاباً في الفقه يجمع آراءه وفتاواه، وهذا لا ينفي أنه كان يملي ذلك على تلاميذه، ثم يراجعه بعد إتمام كتابته، ليقر منه ما يراه صالحاً أو يحذف ما دون ذلك، أو يغيّر ما يحتاج إلى تغيير، ولكن مذهبه بقي وانتشر ولم يندثر كما أندثرت مذاهب كثيرة لفقهاء سبقوه أو عاصروه، وذلك بفضل تلاميذهِ الموهوبين الذين دونوا المذهب وحفظوا كثيرا من آراء إمامهم بأقواله وكان أشهر هؤلاء:

أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري المتوفي عام(183هـ/799م)، ومحمد بن الحسن الشيباني المتوفي في عام(189هـ/805م)، وزفر بن الهذيل، وهم الذين قعدوا القواعد وأصلوا الأصول في المذهب الحنفي.

ولقد قضى الإمام أبو حنيفة عمرهُ في التعليم والتدريس ولقد تخرج عليه الكثير من الفقهاء والعلماء، ومنهم ولدهُ حماد ابن ابي حنيفة، وإبراهيم بن طهمان، وحمزة بن حبيب الزيات، وأبو يحيى الحماني، وعيسى بن يونس، ووكيع، ويزيد بن زريع، وأسد بن عمرو البجلي، وحكام بن يعلى بن سلم الرازي، وخارجن بن مصعب، وعبد الحميد ابن أبي داود، وعلي بن مسهر، ومحمد بن بشر العبدي، ومصعب بن مقدام، ويحيى بن يمان، وابو عصمة نوح بن أبي مريم، وأبو عبد الرحمن المقريء، وأبو نعيم وأبو عاصم، وغيرهم كثير.
تدوين المذهب

وصلت إلينا كتب محمد بن الحسن الشيباني كاملة، وكان منها ما أطلق عليه العلماء كتب ظاهر الرواية، وهي كتب المبسوط والزيادات، والجامع الكبير والجامع الصغير، والسير الكبير والسير الصغير، وسميت بكتب ظاهر الرواية؛ لأنها رويت عن الثقات من تلاميذه، فهي ثابتة عنه إما بالتواتر أو بالشهرة.

وقد جمع أبو الفضل المروزي المعروف بالحاكم الشهيد المتوفى سنة (344هـ/955م) كتب ظاهر الرواية بعد حذف المكرر منها في كتاب أطلق عليه "الكافي"، ثم قام بشرحه شمس الأئمة السرخسي المتوفى سنة (483هـ/1090م) في كتابه "المبسوط"، وهو مطبوع في ثلاثين جزءاً، ويعد من أهم كتب الحنفية الناقلة لأقوال أئمة المذهب، بما يضمه من أصول المسائل وأدلتها وأوجه القياس فيها.
انتشار المذهب

انتشر مذهب أبي حنيفة في البلاد منذ أن مكّن له أبو يوسف بعد تولّيه منصب قاضي القضاة في الدولة العباسية، وكان المذهب الرسمي لها، كما كان مذهب السلاجقة والدولة الغزنوية ثم الدولة العثمانية، وهو الآن شائع في أكثر البقاع الإسلامية، ويتركز وجوده في مصر والشام والعراق وأفغانستان وباكستان والهند والصين وتركيا والسعودية.
وفاة أبي حنيفة

مد الله في عمر أبي حنيفة، وهيأ له من التلاميذ النابهين من حملوا مذهبه ومكنوا له، وحسبه أن يكون من بين تلاميذه أبو يوسف، ومحمد بن الحسن، وزفر، والحسن بن زياد، وأقر له معاصروه بالسبق والتقدم، قال عنه النضر بن شميل: "كان الناس نياماً عن الفقه حتى أيقظهم أبو حنيفة بما فتقه وبيّنه"، وبلغ من سمو منزلته في الفقه ان قال فيهِ الإمام الشافعي : "الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة".

كما كان ورعاً شديد الخوف والوجل من الله، وتمتلئ كتب التاريخ والتراجم بما يشهد له بذلك، ولعل من أبلغ ما قيل عنه ما وصفه به العالم الزاهد فضيل بن عياض بقوله: "كان أبو حنيفة رجلاً فقيهاً معروفاً بالفقه، مشهورا بالورع، واسع المال، معروفا بالأفضال على كل من يطيف به، صبورا عل تعليم العلم بالليل والنهار، حسن الليل، كثير الصمت، قليل الكلام حتى ترد مسألة في حلال أو حرام، فكان يحسن أن يدل على الحق، هاربا من مال السلطان".

وتوفي أبو حنيفة في بغداد بعد أن ملأ الدنيا علماً وشغل الناس في
(11 من جمادى الأولى 150هـ/14 من يونيو 767م)
ويقع قبره في مدينة بغداد بمنطقة الأعظمية في مقبرة الخيزران على الجانب الشرقي من نهر دجلة.






مظاهر القدوة في شخصية أبي حنيفة


* احترامه وتقديره لمن علمه الفقه:


فقد ورد عن ابن سماعة، أنه قال: سمعت أبا حنيفة يقول: ما صليت صلاة مُذ مات حماد إلا استغفرت له مع والدي، وإني لأستغفر لمن تعلمت منه علماً، أو علمته علما.

* سخاؤه في إنفاقه على الطلاب والمحتاجين وحسن تعامله معهم، وتعاهدهم مما غرس محبته في قلوبهم حتى نشروا أقواله وفقهه، ولك أن تتخيل ملايين الدعوات له بالرحمة عند ذكره في دروس العلم في كل أرض. ومن عجائب ما ورد عنه أنه كان يبعث بالبضائع إلى بغداد، يشتري بها الأمتعة، ويحملها إلى الكوفة، ويجمع الأرباح عنده من سنة إلى سنة، فيشتري بها حوائج الأشياخ المحدثين وأقواتهم، وكسوتهم، وجميع حوائجهم، ثم يدفع باقي الدنانير من الأرباح إليهم، فيقول: أنفقوا في حوائجكم، ولا تحمدوا إلا؛ فإني ما أعطيتكم من مالي شيئا، ولكن من فضل الله عليَّ فيكم، وهذه أرباح بضاعتكم؛ فإنه هو والله مما يجريه الله لكم على يدي فما في رزق الله حول لغيره.

* سؤاله عن أحوال أصحابه وغيرهم من الناس، وحدث حجر بن عبد الجبار، قال: ما أرى الناس أكرم مجالسة من أبي حنيفة، ولا أكثر إكراماً لأصحابه. وقال حفص بن حمزة القرشي: كان أبو حنيفة ربما مر به الرجل فيجلس إليه لغير قصد ولا مجالسة، فإذا قام سأل عنه، فإن كانت به فاقة وصله، وإن مرض عاده.

* حرصه على هيبة العلم في مجالسه؛ فقد ورد عن شريك قال كان أبو حنيفة طويل الصمت كثير العقل.

* الاهتمام بالمظهر والهيئة؛



بما يضفي عليه المهابة، فقد جاء عن حماد بن أبي حنيفة أنه قال: كان أبي جميلا تعلوه سمرة حسن الهيئة، كثير التعطر هيوباً لا يتكلم إلا جواباً ولا يخوض فيما لا يعنيه. وعن عبد الله ابن المبارك قال: ما رأيت رجلا أوقر في مجلسه ولا أحسن سمتاً وحلماً من أبي حنيفة.

* كثرة عبادته وتنسكه.

فقد قال أبو عاصم النبيل كان أبو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته، واشتهر عنه أنه كان يحيى الليل صلاة ودعاء وتضرعا. وذكروا أن أبا حنيفة صلى العشاء والصبح بوضوء أربعين سنة. وروى بشر بن الوليد عن القاضي أبي يوسف قال بينما أنا أمشي مع أبي حنيفة إذ سمعت رجلاً يقول لآخر هذا أبو حنيفة لا ينام الليل فقال أبو حنفية والله لا يتحدث عني بما لم أفعل فكان يحيى الليل صلاة وتضرعا ودعاء، ومثل هذه الروايات عن الأئمة موجودة بكثرة، والتشكيك في ثبوتها له وجه، لاشتهار النهي عن إحياء الليل كله، وأبو حنيفة قد ملأ نهاره بالتعليم مع معالجة تجارته، فيبعد أن يواصل الليل كله. ولكن عبادة أبي حنيفة وطول قراءته أمر لا ينكر، بل هو مشهور عنه، فقد روي من وجهين أن أبا حنيفة قرأ القرآن كلهُ في ركعة.

* شدة خوفه من الله :



فقد روى لنا القاسم بن معن أن أبا حنيفة قام ليلة يردد قول الله في القرآن: (بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) سورة القمر، آية 46، ويبكي ويتضرع إلى الفجر.

* شدة ورعه؛

وخصوصا في الأمور المالية، فقد جاء عنه أنه كان شريكاً لحفص بن عبد الرحمن، وكان أبو حنيفة يُجهز إليه الأمتعة، وهو يبيع، فبعث إليه في رقعة بمتاع، وأعلمه أن في ثوب كذا وكذا عيباً، فإذا بعته، فبين. فباع حفص المتاع، ونسى أن يبين، ولم يعلم ممن باعه، فلما علم أبو حنيفة تصدق بثمن المتاع كله.

تربيته لنفسه على الفضائل كالصدقة، فقد ورد عن المثنى بن رجاء أنه قال جعل أبو حنيفة على نفسه إن حلف بالله صادقا أن يتصدق بدينار وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثلها.

* وكان حليما صبورا، وله حلم عجيب مع العوام؛



لأن من تصدى للناس لا بد وأن يأتيه بعض الأذى من جاهل أو مغرر به، ومن عجيب قصصه ما حكاه الخريبي قال: كنا عند أبي حنيفة فقال رجل: إني وضعت كتابا على خطك إلى فلان فوهب لي أربعة آلاف درهم، فقال أبو حنيفة إن كنتم تنتفعون بهذا فافعلوه. وقد شهد بحلمه من رآه، قال يزيد بن هارون ما رأيت أحدا أحلم من أبي حنيفة، وكان ينظر بإيجابية إلى المواقف التي ظاهرها السوء، فقد قال رجل لأبي حنيفة (أتق الله)، فأنتفض وأصفر وأطرق وقال: (جزاك الله خيرا ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول لهم مثل هذا)، وجاء إليه رجل، فقال: (يا أبا حنيفة، قد أحتجت إلى ثوب خز)، فقال: ما لونه؟ قال: كذا، وكذا، فقال له: أصبر حتى يقع، وآخذه لك، _إن شاء الله_، فما دارت الجمعة حتى وقع، فمر به الرجل، فقال: قد وقعت حاجتك، وأخرج إليه الثوب، فأعجبه، فقال: يا أبا حنيفة، كم أزن؟ قال: درهماً، فقال الرجل: يا أبا حنيفة ما كنت أظنك تهزأ، قال: ما هزأت، إني اشتريت ثوبين بعشرين ديناراً ودرهم، وإني بعت أحدهما بعشرين ديناراً، وبقي هذا بدرهم، وما كنت لأربح على صديق.

* الجدية والاستمرار وتحديد الهدف:



فقد وضع نصب عينيه أن ينفع الأمة في الفقه والاستنباط، وأن يصنع رجالا قادرين على حمل تلك الملكة.

* ترك الغيبة والخوض في الناس. فعن ابن المبارك: قلت لسفيان الثوري، يا أبا عبد الله، ما أبعد أبا حنيفة من الغيبة، وما سمعته يغتاب عدوا له قط. قال: هو والله أعقل من أن يسلط على حسناته ما يذهب بها. بل بلغ من طهارة قلبه على المسلمين شيئا عجيبا، ففي تأريخ بغداد عن سهل بن مزاحم قال سمعت أبا حنيفة يقول: "فبشر عباد الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ " قال: كان أبو حنيفة يكثر من قول: (اللهم من ضاق بنا صدره فإن قلوبنا قد اتسعت له).

* حرصه على بناء شخصيات فقهية تحمل عنه علمه:

وقد نجح أيما نجاح. ومن طريف قصصه مع تلاميذه التي تبين لنا حرصه على تربيتهم على التواضع في التعلم وعدم العجلة، كما في (شذرات الذهب): لما جلس أبو يوسف للتدريس من غير إعلام أبي حنيفة أرسل إليه أبو حنيفة رجلا فسأله عن خمس مسائل وقال له: إن أجابك بكذا فقل له: أخطأت، وإن أجابك بضده فقل له: أخطأت فعلم أبو يوسف تقصيره فعاد إلى أبي حنيفة فقال: "تزبيت قبل أن تحصرم". أي بمعنىتصدرت للفتيا قبل أن تستعد لها فجعلت نفسك زبيبا وأنت لازلت حصرما).

* تصحيحه لمفاهيم مخالفيه بالحوار الهادئ:

قد كان التعليم بالحوار سمة بارزة لأبي حنيفة، وبه يقنع الخصوم والمخالفين، وروى أيضا عن عبد الرزاق قال: شهدت أبا حنيفة في مسجد الخيف فسأله رجل عن شيء فأجابه فقال رجل: إن الحسن يقول كذا وكذا قال أبو حنيفة أخطأ الحسن قال: فجاء رجل مغطى الوجه قد عصب على وجهه فقال: أنت تقول أخطأ الحسن ثم سبه بأمه ثم مضى فما تغير وجهه ولا تلون ثم قال: إي والله أخطأ الحسن وأصاب بن مسعود.

* ومن مظاهر القدوة عدم اعتقاده أنه يملك الحقيقة المطلقة وأن غيره من العلماء على خطأ؛

فقد جاء في ترجمته في تأريخ بغداد عن الحسن بن زياد اللؤلؤي يقول: سمعت أبا حنيفة يقول قولنا هذا رأي، وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن جاءنا بأحسن من قولنا فهو أولى بالصواب منا. ولقد بعث الإمام زيد الفضلَ بن الزبير وأبا الجارود إلى الامام أبي حنيفة النعمان، فوصلا إليه وهو مريض، فدعياه إلى نصرتهِ، فقال: « هو والله صاحب حق، وهو أعلم مَنْ نعرف في هذا الزمان، فاقرئاه مني السلام وأخبراه أن مرضاً يمنعني من الخروج معه ». نرجو وضع السند للحديث
مؤلفاته

لم يعرف وقت الامام بكثرة التدوين واكثر علمه نقل من طلابه، وعرف للإمام بعض المؤلفات في الفقه الإسلامي منها :

* الفقه الأكبر، برواية حماد بن أبي حنيفة(1).
* الفقه الأكبر، برواية أبي مطيع البلخي(2).
* العالم والمتعلم، برواية أبي مقاتل السمرقندي(3).
* رسالة الإمام أبي حنيفة إلى عثمان البتي(4).
* الوصية، برواية أبي يوسف(5).

وهناك مؤلفات نسبت إليه مثل: (المقصود في الصرف)، نسب إلى أبي حنيفة في زمن متأخر كما ذكر فؤاد سزكين(6) وكتاب (الحيل) ذكره الخطيب في تاريخ بغداد(7)، وهناك مؤلفات كثيرة أوردها سزكين إلا أنها لم تشتهر كما اشتهرت الكتب الخمسة السابقة، وقد قام الدكتور محمد الخميِّس بدراستها من خلال رجال إسنادها، وخلص إلى ما يلي: "أن هذه الكتب من ناحية الرواية ووفق منهج المحدثين في النقد لا تثبت للإمام أبي حنيفة"، ومما قال: "ولم أقف على رواية صحيحة أو نسخ معتمدة حتى نقطع أنها للإمام أبي حنيفة، ولاسيما وقد صرح بعض الحنفية كالزَّبِيدي، وأبي الخير الحنفي، بأن هذه الكتب ليست من تأليف الإمام مباشرة بل هي أماليه وأقواله التي قام تلاميذه بجمعها وتأليفها(8). ولعل من أهم ما يذكر للإمام أبي حنيفة من تأليف كتاب (الآثار) والذي يرويه صاحباه أبو يوسف ومحمد بن الحسن، وهو مطبوع بالروايتين، وهو أوثق كتاب في روايات أبي حنيفة.


  #2  
قديم 01-02-2013, 03:42 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم :
اخوتي واخواني في الله اروي لكم اليوم قصة الامام ابو حنيفة النعمان مع الفيلسوف والمتحدث الشيوعي والرواية تقول :
ان هذا المتحدث قد تغلب على جميع العلماء تقريبا الذين كانوا في زمن الامام ابو حنيفة ولقد كان متحدثا غاية في الدهاء والمكر وقد وصل به الامر ان دعا الامام ابو حنيفة لمناظرة دينية وعقائدية امام الناس
فوافق الامام على ان تكون المناظرة في اليوم التالي عند صلاة الضحى .
وفي اليوم الثاني اجتمع الناس وكان اولهم هذا المدعي الشيوعي (وكلنا يعلم ان الشيوعية مبدئها : لا اله والحياة مادة اي ان الدنيا خلقت صدفة)وجلس الناس ينتظرون ابا حنيفة النعمان ومرت صلاة الضحى ولم ياتي ابو حنيفة وكذلك مرت صلاة الظهر ولم يأتي ابو حنيفة وجاءت صلاة العصر ولم ياتي الامام ابو حنيفة وهنا قام هذا المتحدث الشيوعي وقال ان ابا حنيفة قد هرب من المناظرة لانه سمع عن هذا المتحدث وعن قوته وعن حجته في المناقشة وهنا ضاج الناس وبدأ يتسرب اليأس الى قلوبهم.
وقبل المغرب بقليل جاء ابو حنيفة النعمان فقال له الشيوعي :لما تأخرت يا ابا حنيفة ؟
فقال له ابو حنيفة:لقد حدثت معي حادثة غريبة .فكما يعلم الناس ان بين بيتي وهذا المكان يمر نهر صغير وعلى ضفاف النهر يوجد قارب صغير اعبر فيه كل يوم .
ولكن اليوم عندما اردت المجئ الى هنا ووصلت الى النهر وجدت ان القارب كان محطما فجلست تحت جذع الشجرة انتظر .وفجأة رايت ان الخشب بدأ يتجمع وان المسامير بدأت تعود الى امكنتها الى ان عاد المركب كما كان فركبت به وجئت الى هنا .
فابتسم الشيوعي ابتسامة نكراء وقال :ما هذه الكذبة يا ابا حنيفة مركب يجمع اشلائه بنفسه؟
وهنا تبسم الامام وقال له :انت تعجبت من مركب قد تجمعت اشلائه لوحدها ودعوتني كاذبا...؟ وانت تريد مني ان اصدق ان هذا الكون قد خلق من غير خالق؟
وهنا عرف هذا المتحدث الشيوعي مقدار نفسه وانسحب من المناظرة التي كان خصمه فيها الامام ابو حنيفة النعمان.
صدقا يا اخوتي كلما تذكرت هذه القصة اشعر وكاني اجدد ايماني
ويجب على كل مسلم فينا ان يقرأ ويستمع الى هؤلاء الائمة لانهم منارة ديننا الحنيف.
وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.





  #3  
قديم 01-02-2013, 03:44 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي

  #4  
قديم 01-02-2013, 03:46 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي

http://www.youtube.com/watch?feature...&v=MIMuHjatEjU
  #5  
قديم 01-02-2013, 03:48 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين, أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

ما هي البلاد التي فتحها الربيع بن زياد الحارثي, وما اسم القائد الذي شاركه في فتح هذه البلاد, وما هي المكافأة التي كافأ بها الربيع هذا القائد ؟

أيها الأخوة المؤمنون، مع الدرس الرابع عشر من دروس التابعين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، والتابعيّ اليوم هو ربيعة الرأي .

تبدأ قصة هذا التابعي في السنة الواحدة والخمسين للهجرة، وكتائبُ المسلمين تضرب فجاجَ الأرض مشرِّقةً مغرِّبةً، حينما نفَّذ المسلمون قوله تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ﴾

[سورة التوبة الآية: 123]



إلى أن عمَّ الهدى بقاعَ الأرض، لقد كان المسلمون رعاةً للبقر، فأصبحوا قادةَ الأمم، وحينما انكمشوا وآثروا الراحة والسكون غُزُوا في عقر دارهم، فكتائب المسلمين في السنة الواحدة والخمسين للهجرة كانت تغزو مشارق الأرض ومغاربها، وتحمل للإنسانية العقيدة البانية، وتمدّ إليها المصلحة الحانية، وتجعل الولاءَ وحده لله تعالى .

والصحابي الجليل الربيع بن زياد الحارثي أمير خراسان، وفاتح سجستان، والقائد المظفر، يمضي على رأسِ جيشه الغازي في سبيل الله، ومعه غلامه الشجاع فروخ .

هذا الصحابي الجليل عزم بعد أن أكرمه الله بفتح سجستان وغيرها من الأصقاع أن يختم حياته الحافلة بعبور نهر سيحون، ورفع رايات التوحيد فوق ذرا تلك الأصقاع، والتي كانت تسمى وقتها بلاد ما وراء النهر .

فهل من عمل أعظم من أن تنشر الهدى في الأرض؟ نحن هنا في الشام لولا سيدنا خالد ما كنا مسلمين في شمال هذه البلاد، وسيدنا عمر جاءه رسول عامله على أذربيجان، فمن يحكم أذربيجان في عهد عمر؟ عمر، من عاصمة المدينة النبوية، وهي إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي، وكان سيدنا عمر عملاق الإسلام قد وصلتْ فتوحاتُه إلى أذربيجان .

فهذا الصحابي الجليل أراد أن يفتح بلاد ما وراء النهر، فأعدّ للمعركة الموعودة عدتها، واتخذ لها أهبتها، وفرض على عدوه زمانها ومكانها فرضاً، ودائماً الأمم الضعيفة والمخذولة تُفرَض عليها المعاركُ فرضاً، تُفرض عليها أمكنتُها وأزمنتُها وأسلحتُها، لكن الأممَ الظافرةَ تفرض على أعدائها المكانَ والزمانَ والسلاحَ، ولما نشَبَ القتالُ أبلى هذا القائد الربيع وجنده بلاءً ما يزال يذكره التاريخ بلسان نديٍّ بالحمد، لطيف بالإكبار، وأظهر غلامه فروخ في ساحات الوغى من ضُروب البسالة، وصنوف الإقدام ما زاد الربيع إعجابًا به، وإكباراً له ، وانجَلَت المعركة عن نصر مؤزَّرٍ للمسلمين، فزلزلوا أقدامَ عدوهم، ومزّقوا صفوفه، وفرّقوا جموعه.

أخواننا الكرام, كلمة حق؛ المعركة بين حق وباطل قصيرة جداً، لأن الله مع الحق، والمعركة بين حقين لا تكون، بل هي مستحيلة، والمعركة بين باطلين تدوم كثيراً، فبين حقين مستحلية، وبين حق وباطل قصيرة، وبين باطل وباطل طويلة، لأن الله مع المؤمنين، وأكبر دليل المسلمون فتحوا الأندلس، فلما مالوا للراحة والغناء والموشحات والجواري أُخرِجوا منها ، وكان آخر ملك خرج من الأندلس اسمه: عبد الله الصغير، وقد قالت له أمه عائشة:

ابكِ مثلَ النساء مُلكاً مُضاعاً لم تحافظْ عليه مثلَ الرِّجال

فهناك قوانين، إذا كنتَ مع الله كان الله معك، وإذا أردتَ نشر الهدى يعينُك الله، إذا أقمتَ شرعَ الله يحفظك الله .

ثم عبَروا النهر الذي كان يحول دونهم ودون الانسياح في بلاد الترك، ويمنعهم عن الاندفاع نحو أرض الصين، والإيغال في مملكة الصغد، فلما اجتازوا النهر وصلوا إلى معاقل الأتراك في أصل موطنهم، وإلى بلاد الصين، وامتدَّت الفتوحات إلى أقصى المشرق، وما إِنْ عبَر القائدُ العظيمُ النهرَ، واستقرَّتْ قدماه على ضفته الثانية, حتى بادر وتوضأ هو وجنوده من مائه، فأحسنوا الوضوء، واستقبلوا القبلة، وصلوا ركعتين شكراً لله واهب النصر .

أخوانا الكرام, إذا حققتَ إنجازَ في الحياة، وتزوجتَ زوجةً صالحةً، وتوظَّفتَ، أسَّستَ عملاً، فقد أُزِيلَتْ عقبة، وانحلتْ عقدة، وزال خطر، وتبدَّد شبح المرض، وأثبت التحليلُ أنَّ الجسمَ سليمٌ، والنبي علّمنا أن نصلي لله ركعتي الشكر، فطبِّقْ هذه السنة كلما حققت إنجازاً، أو ارتقيت مكانة، أو نلت مكسباً، أو وصلت إلى هدف، أو زال من أمامك عقبة، أو تبدّد شبح مصيبة، بادرْ إلى صلاة الشكر، فلها معانٍ كثيرة، أنت موحِّد، ولن تغفل عن فضل الله، ولن تعزو أمرًا إلى بَشَرٍ، ولن تشرك، فأنت وفيٌّ لمَن أنعم عليك, قال تعالى:

﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾

[سورة إبراهيم الآية: 7]



فهذا القائد الربيع بعد أن عبر النهر، وفتح هذه البلاد, توضأ من ماء النهر هو وجنوده، وصلَّوا لله ركعتان, شكرًا على نعمة النصر، ثم كافأ هذا القائد غلامه فروخاً على حسن بلائه فأعتق رقبته، وأصبح حراً، وأعطاه نصيبَه من الغنائم الكثيرة الوفيرة، ثم زاده من ماله الخاص شيئاً كثيراً، ولم تَطُلْ حياةُ هذا الصحابي الجليل كثيرا، إذْ وافاه الأجلُ المحتومُ بعد سنتين اثنتين من تحقيق حلمه الكبير، فمضى إلى ربه راضياً مرضياً .

أخوانا الكرام, واللهِ إني لكم لناصح: إنّ الدنيا تافهة، ولا قيمة لها، فقد أوحى ربك إلى الدنيا أنه مَن خدمك فاستخدميه، ومَن خدمني فاخدُميه، واللهِ ليس في الدنيا إلا عمل يرضي اللهَ، هذا الذي يموت، وقد أرضى اللهَ قبل أن يموت، فهذا لم يَمُتْ .

أنا زرت قبل أيام رجلاً له باع طويل في تعليم القرآن، منذ خمسين عاماً وهو يعلِّم كتاب الله، أُصيب بمرض عضال، قلت لأولاده: واللهِ ليست هذه مصيبة، المصيبة أن يُمْضِيَ الإنسانُ أيامَه بالمعاصي، ثم يأتيه مرض عضال، ماذا يفعل؟ انتهى، المصير واضح، لكن هذا الإنسان أمضى حياته في طاعة الله، وفي الدعوة إليه، وفي خدمة الخلق, وطلب العلم وتعليمه ، وفي الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وخدمة أهل الحق، هل هذا يعد خاسرًا؟ الموت حق، ولا بد أن يأتي .

وصل إلى بلاد ما وراء النهر، ثم وافته المنية، فهنيئاً له، هذا ليس موتاً، هذا عرس ، هذه تحفة .

أين كان مقر القائد فروخ, وكم كان عمره حينما تزوج, وما اسم مولوده الذي رزق به, وإلى ماذا يشده الحنين دائماً, وهل تابع سيرته في الجهاد ؟

أما الفتى الباسل الشجاع فروخ فقد عاد إلى المدينة المنورة، يحمل معه سهمه الكبير من الغنائم، والهبة السخية التي وهبها له القائد العظيم، ويحمل فوق ذلك حريَّته الغالية، لقد أصبح حراً، وذكرياته الغنية بروائع البطولات المكللة بغبار المعارك، أمّا هذا الغلام الحر الغني فعاد إلى المدينة دفّاق الحيوية، ممتلئاً فتوةً وفروسية، وكان يخطو نحو الثلاثين من عمره .

وقد عزم فروخ أن يتخذ لنفسه منزلاً يستقر فيه، وزوجةً يسكن إليها، فاشترى داراً في أوسط دور المدينة، واختار امرأة راجحة العقل .

أخوانا الكرام, أول حق لأولادك عليك, وأقدس حق لأولادك عليك؛ أن تحسن اختيار أمهم، فالمرأة العاقلة لا تقدَّر بثمن، إنك إن اخترتَ امرأة عاقلةً ضمنتَ أسرة ناجحة، وضمنتَ أولاداً مهذبين، يكونون أعلامَ المجتمع، فاختار فرُّوخ امرأة راجحة بالعقل، كاملة الفضل، صحيحة الدين، تقاربه في السن، واقترن بها .

لقد نَعِمَ فروخ بهذه الزوجة، وبهذه السكينة، ورأى في صحبة امرأته هناءة العيش، وطيبة العشرة، ونضارة الحياة، وفوق ما كان يرجو ويأمل، إلا أنه هنا بدأت العقدة، فالإنسان الذي يعرف لماذا خلق في الحياة، والذي يعرف قيمة الوقت، لا يركن للنعيم في الدنيا؟ خذوا هذا الكلام، التافهون وحدهم الذين يركنون إلى الدنيا، بيت واسع، مفروش بأحدث الأثاث، دخل كبير، شاب في رَيعان الشباب، زوجة شابة، مركبة فخمة، مكان آخر بالمصيف، ماذا فعلت؟ أقول لك: ما فعلت شيئاً، هذا وقت ثمين، هذا الوقت يجب أن ينفق إنفاقًا استثماريًّا، لا إنفاقًا استهلاكيًّا، أكلنا، وشربنا، ونمنا، وعملنا، واستمتعنا، وتنزهنا، هذا استهلاك لرأس مالك الثمين.

كنتُ مرة في مكان جميل، فرأيت بيتًا جميلاً جداً، والمهندس الذي صممه على مستوى عالٍ جداً من الذوق، والأناقة، والإبداع، قلت في نفسي: لو أن هذا البيت لك، وسكنت فيه، وتمَتَّعْتَ بهذه المناظر الجميلة يوم بعد يوم، إلى أن يأتي الأجل، ثم تذهبي إلى الله مفلسة، أمّا إذا جلست في المدينة، وعملت الأعمال الصالحة، وتأتي عند الله عز وجل لعله يرحمك بهذه الأعمال، فالإنسان لا يستمرئ النعيم في الدنيا إلاّ إذا كان ضيق الأفق، ضعيف العقل، فحينئذ يستمرئ نعيم الدنيا لأنه مؤقت، دققوا في قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((يا أيها الناس, إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء، ودار ترح لا دار فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشدة، ألا وإن الله تعالى خلق الدنيا دار بلوى، والآخرة دار عقبى، فجعل بلـوى الدنيا لثواب الآخرة، وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضا، فيأخذ ويبتلي ليجزي، فاحذروا حلاوة رضاعها لمرارة فطامها، واحذروا لذيذ عاجلها لكربة أجلها، ولا تسعَوْا في عمران دار قد قضى الله خرابها، ولا تواصلوها وقد أراد منكم اجتنابها، فتكونوا لسخطه متعرضين، ولعقوبته مستحقين)) .

فهذا فروخ رغم أن البيت في المدينة، والزوجة كاملة وصالحة، وحياة مريحة، ومعه ثروة طائلة، على الرغم من كل هذه الشروط الرائعة التي توافرت له، بعد أن أعتقه سيده، وبعد أن أبلى بلاءً حسناً في القتال، وتلك الزوجة الصالحة، على كل ما حباها الله من كل كريم الشمائل، وجليل الخصائل, لم يستطِع أن يغلب فروخاً على حنينه إلى خوض المعارك، وإنّ خوض المعارك فيه رقيّ، وأضرب مثلاً:

لو جلس رجلٌ في حوض سباحة، حيث الماء دافئ، فارتاح بالجلوس في هذا الحوض ، فهل يجعله عالماً؟ لا, إنه استمتاع رخيص، واستهلاك للوقت، فلما يميل الإنسان إلى الراحة ، والقعود للتمتع، واستهلاك جهود الآخرين، والأخذ من طيبات الحياة الدنيا، معنى ذلك أنه يستهلك رأس ماله، ألا وهو عمره الثمين، وهذا سيجعله يوم القيامة فقيراً، لهذا قيل: الغنى غنى العمل الصالح، والفقر فقر العمل الصالح، والغنى والفقر بعد العرض على الله .

فاشتاق فروخ إلى سماعِ وقعِ النصالِ على النصالِ، وولعَ لاستئناف الجهاد في سبيل الله، فكان كلما ترددتْ في المدينة أخبارُ انتصارات الجيوش الإسلامية الغازية في سبيل الله، تأجَّجت أشواقُه إلى الجهاد، واشتدّ حنينُه إلى الاستشهاد .

وذات يوم من أيام الجمع, سمع فروخ خطيبَ المسجد النبوي الشريف, يزفّ للمسلمين بشرى انتصارات الجيوش الإسلامية في أكثر من ميدانٍ من ميادين الحرب، ويحضّ الناسَ على الجهاد في سبيل الله، ويرغِّبهم في الاستشهاد إعزازاً بدينه، وابتغاءً لمرضاته، فعاد إلى بيته، وقد عقَد العزمَ على الانضواء تحت راية من رايات المسلمين المنتشرة تحت كل نجم ، وأعلن عزمه لزوجته، فقالت: ((يا أبا عبد الرحمن! لمَن تتركني, وتترك هذا الجنين الذي أحمله بين جوانحي, فأنت هنا رجل غريب، ولا أهل لك فيها ولا عشيرة؟ فقال: أتركك لله، -أمّا علّمنا النبي عليه الصلاة والسلام دعاء السفر؟ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ, قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرَ, يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ, وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ, اللَّهُمَّ اصْحَبْنَا فِي سَفَرِنَا, وَاخْلُفْنَا فِي أَهْلِنَا, اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرَ, وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ, وَمِنْ الْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْنِ, وَمِنْ دَعْوَةِ الْمَظْلُومِ, وَمِنْ سُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ)) .

وَيُرْوَى الْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ أَيْضًا، وَمَعْنَى قَوْلِهِ: الْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْنِ أَوْ الْكَوْرِ, وَكِلَاهُمَا لَهُ وَجْهٌ, يُقَالُ: إِنَّمَا هُوَ الرُّجُوعُ مِنْ الْإِيمَانِ إِلَى الْكُفْرِ, أَوْ مِنْ الطَّاعَةِ إِلَى الْمَعْصِيَةِ, إِنَّمَا يَعْنِي مِنْ الرُّجُوعِ مِنْ شَيْءٍ إِلَى شَيْءٍ مِنْ الشَّرِّ- .

ثم إني خلفت لك ثلاثين ألف دينار، جمعتها من غنائم الحرب, فصونيها وثمّريها، وأنفقي منها على نفسك, وولدك بالمعروف, حتى أعود إليك سالماً غانماً، أو يرزقني الله الشهادة التي أتمنّاها، ثم ودّعها ومضى إلى غايته، وضعت السيدة الرزان حملّها بعد رحيل زوجها ببضعة أشهر، فإذا هو غلام مشرق الوجه، حلو القسمات، ففرحت به فرحاً عظيماً، كاد ينسيها فراق أبيه، وأطلقت عليه اسم ربيعة)) وهذا الغلام الصغير موضوع درسنا اليوم .

ما هي العلامات التي ظهرت على ابن القائد فروخ, وماذا فعلت أمه بهذا الولد, وما هي الأخبار الذي وصلت عن زوجها الغائب ؟

بدت على هذا الغلام الصغير علامات النجابة منذ نعومة أظفاره، وظهرت أمارات الذكاء في أفعاله وأقواله، فأسلمته أمُّه إلى المعلِّمين، وأوصتهم بأن يحسنوا تعليمه، واستدعت له المؤدبين، وحضَّتهم على أن يحسنوا تأديبه .

فأنا لا أرى أعقل من أبٍ يعطي كل جهده لتربية أولاده، إنهم كسبه الحقيقي، إنهم استمراره من بعد موته، إنهم الصدقة الجارية التي لا تنقطع بعد الموت، فما لبس هذا الغلامُ حتى أتقن الكتابة والقراءة، ثم حفظ كتاب الله عز وجل، وجعل يرتِّله ندياً طرياً كما أنزل على فؤاد محمد صلوات الله عليه، ووَعَى ما تيسّر من أحاديث رسول الله، واستظهر كلام العرب، وعرف من أمور الدين ما ينبغي أن يعرف، وقد أغدقت أمُّ ربيعة على معلمي ولدها ومؤدبيه المال والجوائز إغداقاً، فكانت كلما رأته يزداد علماً, تزيده براً وإكراماً .

بالمناسبة أرى من الحكمة البالغة أن تكون علاقتك طيبة جداً بمعلمِي أولادك، لأنه بين أيديهم فلذة كبدك، إن أحسنوا تعليمه فزت فوزاً عظيماً، وهناك آباء يقسون في تعاملهم مع معلمي أولادهم، أو يكيلون لهم كلاماً قاسياً في غيبتهم على مسمع من أولادهم، هذا ليس من الحكمة في شيء .

إن المعلم والطبيب كلاهما لا ينصحان إذا هما لم يكرما

المعلم بين يديه أثمن شيء عندك، وأنت أحياناً تقدِّم جهازًا للتصليح، تخاف عليه أنْ يصيبه شيء، فأيهما أغلى جهاز في بيتك أمْ ابنك؟ فيجب أن تختار له أفضل مدرسة، وأفضل معلم، والنفقات الباهظة التي تنفقها من أجل تعليم ابنك، هذه النفقات ليست استهلاكاً، إنما هي استثمار.

أنا أقول لكم كلامًا دقيقًا، وهذا الكلام موجّه لمن عنده أولاد: شعور الأب حينما يرى ابنه في أعلى مرتبة أخلاقية، وعلمية، ودينية، شعور لا يوصف، بل يمتلئ قلبه سعادة، وقد قال الله عز وجل:

﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً﴾



[سورة الفرقان الآية: 74]



وأحيانًا يلمح الأب ابنه وهو يصلي، وقد تكون هذه الصلاة جوفاء، فكيف إذا كان ابنه عالماً مصلحاً؟ سيدنا إبراهيم قال تعالى في حقّه:

﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ﴾


[سورة الصافات الآية: 102]

يعني من سعادتك الكبرى العظيمة: أن يكون ابنك صالحاً .

كانت تترقب عودة أبيه، وتجتهد في أن تجعله قرّة عين لها وله، لكن فروخاً طالت غيبته، ثم تضاربت الأقوال فيه، قال بعضهم: إنه وقع أسيراً في أيدي الأعداء، وقال آخرون: إنه ما زال طليقاً يواصل الجهاد، وقال فريق ثالث عائد من ساحة القتال: إنه نال الشهادة التي تمناها، فترجح هذا القول الأخير عند أم ربيعة لانقطاع أخبار زوجها، فحزنت عليه حزناً أمضى فؤادها، ثم احتسبته عند الله .

هناك قصص للتابعين فيها مواقـف، لو سألتني: هل هي وافق الشرع؟ أقول لك: هذه مواقف شخصية، وليست مواقف شرعية، يا ترى هل يجوز للإنسان أن يغيب عن زوجته عشرين عاماً؟ هذا الموقف ليس موقفاً شرعياً، هذا موقف شخصي، ولكل مجتهد نصيبٌ من اجتهاده، والله تعالى رب النوايا، أنا لا أقر ما فعله فروخ حينما ترك امرأته وهي حامل، وغاب أمداً طويلاً، يا ترى هكذا الشرع يأمرنا؟ نحن نقرأ قصة، نأخذ منها الإيجابيات، ونتغافل عن السلبيات .









ما هي الحرفة التي اختارها ربيعة حينما كبر, وعمن أخذ العلم, وكيف قسم وقته ؟



أيفع ربيعة، ودخل مداخل الشباب، واستكمل ما ينبغي لفتًى مثله أن يستكمله من القراءة والكتابة، وزاد على أقرانه, فحفظ القرآن وروى الحديث، فلو تخيَّرتِ له حرفة من الحرف, فإنه لا يلبث أن يتقنها، وينفق عليك، هذه هي النصيحة، فماذا اختار ربيعة؟ اختار لنفسه العلم .

أنا ألاحظ أبًا يرسم لابنه خطة، أن يكون معه في المحل التجاري، لكن أحياناً هناك أبناء مشغوفون بالعلم، فالأب العاقل إذا رأى من ابنه إصراراً على اختصاص معين, فينبغي أن يفسح له المجال، لأنه لا ينبغي إلا مسايرته في ميله هذا .

فاختار ربيعة أن يكون عالماً، وعزم على أن يعيش متعلماً ومعلماً ما امتدت به الحياة، وكلكم يعلم أنه يظل المرء عالماً ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل، لذلك أقبل ربيعة على حلقات العلم، يرى الإنسان أحيانا عالمًا، متى صار؟ حينما كان في مجالس العلم أمضى سبعة عشر عاماً جالساً على ركبتيه في بيوت الله، وحينما كان يتلو كتاب الله، ويحفظ كتاب الله، ويفسر كتاب الله، ويدعو إلى الخير، أين كنت أنت؟ كل إنسان له مسعى, قال تعالى:

﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى﴾


  #6  
قديم 01-02-2013, 03:50 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي

رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا

رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا

اللهمَّ ارْزُقْنا الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ











  #7  
قديم 01-02-2013, 03:51 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي

 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:52 AM.