اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-02-2013, 03:29 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي

أقوال مأثورة عن مالك بن دينار





كان مالك بن دينار يقول: ما تنعّم المتنعمون بمثل ذكْر الله تعالى.



وقال: يا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم، فإن القرآن ربيع المؤمن، كما أن الغيث ربيع الأرض، وقد ينزل الغيث من السماء إلى الأرض فيصب الحش, فتكون فيه الحبة, فلا يمنعها نتن موضعها أن تهتز وتخضر وتحسُن، فيا حملة القرآن ماذا زرع القرآن في قلوبكم ؟، أين أصحاب سورة، أين أصحاب سورتين ؟، ماذا عملتم فيهما؟.



وقال: يا هؤلاء، جهّالكم كثير لولا ذلك للبست المسوح، يا هؤلاء لا تجعلوا بطونكم جُرُبًا للشيطان يُوعِي فيها إبليس ما شاء.



وقال: من دخل بيتي فأخذ منه شيئًا فهو له حلال، أما أنا فلا أحتاج إلى قُفل ولا إلى مفتاح.



وكان يأخذ الحصاة من المسجد ويقول: لوددت أن هذه أجزأتني في الدنيا ما عشت، لا أزيد على مصّها من الطعام ولا الشراب.



وقال: لو صلح لي أن آكل الرماد لأكلته، ولو صلح لي أن أعمد إلى بوري -حصير منسوج من القصب- فأقطعه فآتزِرُ بقطعةٍ وأرتدي بقطعة لفعلت.



وقال: لقد هممت أن آمر إذا مت أن أُغَلّ، فأدفع إلى ربي كما يُدفع الآبق إلى مولاه.



وقال: ينطلق أحدكم فيتزوج ديباجة الحرم، يعني أجمل الناس، أو ينطلق إلى جارية قد سمّنها أبوها كأنها زبدة، فيتزوجها فتأخذ بقلبه فيقول لها: أي شيءٍ تريدين ؟ فتقول: خمارّ خَزٍّ، وأي شيءٍ تريدين ؟، فتقول: كذا وكذا. قال مالك: فتمرُط، والله دين ذلك القارئ ويدع أن يتزوجها يتيمة ضعيفة فيكسوها فيؤجَر ويدَهنها فيؤجَر.



وقال: كان حبْرٌ من أحبار بني إسرائيل قال: فرأى بعض بنيه يومًا غمز النساء، فقال: مهلاً يا بني. قال: فسقط من سريره، فانقطع نخاعه فأسقطت امرأته وقُتل بنوه في الجيش، وأوحى الله تعالى إلى نبيّهم أن أخبر فلانًا الحَبْر أني لا أُخرج من صُلبك صديقًا أبدًا ما كان غضبك لي إلا أن قلت: مهلاً يا بني مهلاً.



وقال: ما من أعمال البر شيء إلا دونه عقبة، فإن صبر صاحبها أفضتْ به إلى روح وإن جزع رجع.



وقال: منذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم، ولم أكره مذمّتهم. قيل: ولِمَ ذاك ؟، قال: لأن حامدهم مُفرط وذامّهم مفرط.



وقال: مثل قرّاء هذا الزمان كمثل رجل نصب فخًا ونصب فيه بُرّةً فجاء عصفور فقال: ما غيَّبك في التراب؟، قال: التواضع. قال: لأي شيء انحنيت؟، قال: من طول العبادة، قال: فما هذه البُرّة المنصوبة فيك ؟، قال: أعددتها للصائمين. فقال: نِعْمَ الجار أنت. فلما كان عند المغرب دنا العصفور ليأخذها فخنقه الفخ. فقال العصفور: إن كان العبّاد يخنقون خنْقَك فلا خير في العبّاد اليوم.



وقال: مرَّ والي البصرة بمالك بن دينار يرْفُل، فصاح به مالك: أقلّ من مشيتك هذه، فهمَّ خدَمُه به. فقال: دعوه ما أراك تعرفني. فقال له مالك: ومن أعرف بك مني، أما أولك فنطفة مَذرة، وأما آخرك فجيفة قذرة، ثم أنت بين ذلك تحمل العذرة-الغائط-، فنكس الوالي رأسه ومشى.



وقال: قدمت من سفرٍ لي فلما صرت بالجسر قام العَشَّار-الذي يأخذ العشر ضريبة- فقال لا يخرجن من السفينة ولا يقوم أحد من مكانه. فأخذت ثوبي فوضعته على عنقي ثم وثبت فإذا أنا على الأرض. فقال لي: ما أخرجك؟، قلت: ليس معي شيء. قال: اذهب فقلت في نفسي: هكذا أمر الآخرة.



وقال: عجبًا لمن يعلم أن الموت مصيره والقبر مورده كيف تقرُّ بالدنيا عينه؟، وكيف يطيب فيها عيشه؟، قال: ثم يبكي مالك حتى يسقط مغشيًا.



وقال: إن لكل شيء لقاحًا وإن الحزن لقاح العمل الصالح، إنه لا يصبر أحد على هذا الأمر إلا بحزن، فوالله ما اجتمعنا في قلب عبدٍ قط: حزنٌ بالآخرة وفرحٌ بالدنيا، إن أحدهما ليطردُ صاحبه.



وقال: إذا ذُكر الصالحون فأُفٍّ لي وتُفٍّ.



وقال: كان الأبرار يتواصون بثلاث بسجن اللسان، وكثرة الاستغفار، والعزّلة.



وقال: دخل مالك بن دينار على رجل محبوس قد أخذ بخراجٍ خرّج عليه وقُيّد فقال: يا أبا يحيى أما ترى ما أنا فيه من هذه القيود ؟، فرفع مالك رأسه فإذا سلّة، قال: لمن هذه السّلة، قال: لي. قال:فَمُرْ بها فلتنزل. فأنزلت فوضعت بين يديه فإذا دجاج وأخبصة فقال: هذه وضعت القيود في رجلك لا هُمْ. وقام عنه.



وقال: وكان مالك بن دينار يطوف بالبصرة في الأسواق فينظر إلى أشياء يشتهيها فيرجع فيقول لنفسه: أبشري فوالله ما حرمتُك ما رأيت إلا لكرامتك عليّ.



وقال: إن البدن إذا سقم لم ينجع فيه طعام ولا شراب ولا نوم ولا راحة. وكذلك إذا علقه حبُّ الدنيا لم ينجع فيه المواعظ. وسمعته يقول: بقدر ما نحزن للدنيا كذلك يخرج همّ الآخرة من قلبك وبقدر ما تحزن للآخرة، فكذلك يخرج همّ الدنيا من قلبك.



جاء محمد بن واسع إلى مالك بن دينار فقال: يا أبا يحيى إن كنت من أهل الجنة فطُوبى لك. فقال: ينبغي لنا إذا ذكرنا الجنة أن نخْزى.



وقال عبد العزيز بن سلمان العابد: انطلقت أنا وعبد الواحد بن زيد إلى مالك بن دينار فوجدناه قد قام من مجلسه فدخل منزله وأغلق عليه باب الحجرة فجلسنا ننتظره ليخرج أو لنسمع له حركة فنستأذن عليه. فجعل يترنّم بشيء لم نفهمه. ثم بكى حتى جعلنا نأوى له من شدة بكائه. ثم جعل يشهق ويتنفس حتى غشى عليه.



قال: فقال لي عبد الواحد: انطلق ليس لنا مع هذا اليوم عمل، هذا رجل مشغول بنفسه.



وقال: كنا عند مالك بن دينار وعندنا قارئ يقرأ: «إذا زُلزتْ الأرض زلزالها» فجعل مالك ينتفض وأهل المجلس يبكون ويصرخون حتى انتهى إلى هذه الآية «فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره». قال: فجعل مالك، والله، يبكي ويشهق حتى غُشى عليه، فحُمل بين القوم صريعًا.



وقال: بلغني أن مالك بن دينار دخل المقابر ذات يوم فإذا رجل يُدفن. فجاء حتى وقف على القبر فجعل ينظر إلى الرجل وهو يُدفن فجعل يقول: مالكٌ، غدًا هكذا، يصير وليس له شيء يتوسده في قبره. فلم يزل يقول: غدًا مالكٌ هكذا يصير، حتى خرَّ مغشيًا عليه في جوف القبر، فحملوه فانطلقوا به إلى منزله مغشيًا عليه.



وقال مسمع بن عاصم: رأى إنسانًا يضحك، فقال: ما أحبّ أن قلبي فرغ لمثل هذا وأن لي ما حوت البصرة من الأموال والعُقد-العقارات-.





لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية

لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية

لا تقل أين نعيمى ... جنة الله كفاية

لا تقل غداً سأبدأ ... ربما تأتى النهاية

إلهي !

ما أعظم حسرتي .. أُذَكِّر غيري وأنا الغافل !! وما أشد مصيبتي .. أُنهي غيري وأنا النائم!!






وقال: حدثنا جعفر عن مالك قال: إن في بعض الكتب أن الله عز وجل يقول: إن أهون ما أنا صانع بالعالم إذا أحبّ الدنيا أن أُخرج حلاوة ذكْري من قلبه.



عبد الملك بن قُرَيت قال: حدثني رجل صالح من أهل البصرة قال: وقع حريق في بيت مالك بن دينار فأخذ المصحف وأخذ القطيفة فأخرجها، فقيل له: يا أبا يحيى، البيت، فقال: ما فيه إلا السندانة ما أبالي أن يحترق.



وقال: وذكر عبد الله بن المبارك، قال: وقع حريق بالبصرة فأخذ مالك بن دينار بطرف كسائه وقال: هَلك أصحاب الأثقال.



وقال: حدثني عمر عن مالك بن دينار أنه كان يقول: إن الله عز وجل إذا أحب عبدًا انتقصه من دنياه وكفّ عنه ضيّعته، ويقول: لا تبرح من بين يدي قال: فهو متفرّغ لخدمة ربه عز وجل، وإذا أبغض عبدًا دفع في نحره شيئًا من الدنيا ويقول: أعزُب من بين يديّ فلا أراك بين يديّ، فتراه معلّق القلب بأرض كذا وبتجارة كذا.



وقال: سمعت منيعًا يقول: مرَّ تاجر بعشّار فحبسوا عليه سفينته فجاء إلى مالك بن دينار فذكر ذلك له. قال: فقام مالك فمشى إلى العشّار فلما رأوه قالوا: يا أبا يحيى ألا تبعث إلينا حاجتك ؟، قال: حاجتي أن تخلّوا سفينة هذا الرجل. قال: قد فعلنا. قال: وكان عندهم كُوز يجعلون فيه ما يأخذون من الناس من الدراهم، فقالوا: ادْع الله لنا يا أبا يحيى. قال:قولوا للكوز يدعو لكم، كيف أدعو لكم وألفٌ يدعون عليكم ؟، أترى يُستجاب لواحد ولا يُستجاب لألف؟.



وقال: سمعت مالكًا يقول: لو أن القوم كِلفوا الصُحَف لأقلّوا المنطق.



وقال: والله لو وقف مالكٌ بباب المسجد وقال: يخرج شرٌّ من في المسجد، لبادرْتُكم إليه.



وقال: سمعت مالك بن دينار يقول: دخل عليّ جابر بن زيد وأنا أكتب فقال: يا مالك ما لك عمل إلا هذا ؟، تنقل كتاب الله عز وجل من ورقة إلى ورقة ؟، هذا والله الكسب الحلال.



وقال: سمعت المغيرة بن حبيب أبا صالح ختن مالك بن دينار يقول: قلت لنفسي: يموت مالك بن دينار وأنا معه في الدار لا أدري ما عمله؟، قال: فصليت معه العشاء الآخر ثم جئت فلبست قطيفة في أطول ما يكون من الليل. قال: وجاء مالك فدخل فقرّب رغيفه فأكل ثم قام إلى الصلاة فاستفتح، ثم أخذ بلحيته فجعل يقول: يارب إذا جمعت الأوّلين والآخرين فحرِّم شيبة مالك بن دينار علي النار. قال: فوالله ما زال كذلك حتى غلبتني عيني، ثم انتبهت فإذا هو قائم على تلك الحال يقدّم رجلاً ويؤخرّ رجلاً ويقول: يارب إذا جمعت الأولين والآخرين فحرِّم شيبة مالك بن دينار على النار. فما زال كذلك حتى طلع الفجر، فقلت في نفسي: والله لئن خرج مالك بن دينار فرآني لا تبلّني عنده بالّة أبدًا. فجئت إلى المنزل وتركته.



وقال: سمعت مالك بن دينار يقول: كفى بالمرء خيانة أن يكون أمينًا للخونة، وكفى بالمرء شرًا أن لا يكون صالحًا ويقع في الصالحين.



وقال: خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شيء فيها. قالوا: وما هو؟، قال: معرفة الله عز وجل.



وقال: أنبأ أبي قال: سمعت مالك بن دينار يقول: قولوا لمن لم يكن صادقًا لا يتعنّى.



وقال: إن القلب إذا لم يكن فيه حزْن خرِبَ كما أن البيت إذا لم يُسكَن خَرِبَ.



وقال: اتّقوا السّحارة، اتّقوا السّحارة، فإنها تسحر قلوب العلماء.



وقال: لو أعلم أن قلبي يصلح على كُناسةٍ لذهبت حتى أجلس عليها.



وقال: وددت أن الله عز وجل أذِنَ لي يوم القيامة إذا وقفت بين يديه أن أسجد سجدة فأعلم أنه قد رضى عنّي، ثم يقول لي: يا مالك كن تُرابًا.



وقال: إن العَالِم إذا لم يعمل بعلْمه زلّت موعظته عن القلوب كما تزل القطْرة عن الصفا.



وقال: إنك إذا طلبت العلم لتعمل به كسرك العلم، وإذا طلبته لغير العمل به لم يزدك إلا فخرًا.



وقال: وكانت الغيوم تجيء وتذهب ولا تمطر فيقول مالك: أنتم تستبطئون وإنما أستبطئ الحجارة، إن لم تُمطر حجارة فنحن بخير.



وقال: لما وقعت الفتنة أتيت الحسن ثلاثة أيام أسأله: يا أبا سعيد ما تأمرني، فلا يجيبني. قال: فقلت يا أبا سعيد أتيتك ثلاثة أيام أسألك وأنت معلمي فلا تجيبني، فوالله لقد هممت أن آخذ الأرض بقدمي وأشرب من أفواه الأنهار وآكل من بَقْل التربة حتى يحكم الله عز وجل بين عباده. قال: فأرسل الحسن عينيه باكيًا ثم قال: يا مالك ومن يطيق ما تطيق، ولكنا والله ما نطيق هذا.



وقال: وكنت عند مالك بن دينار فجاء هشام بن حسان، وكان يأتيه هشام بن حسان وسعيد بن أبي عروبة وحوشب يطلبون قلوبهم، فجاء هشام فقال: أين أبو يحيى ؟ قلنا: عند البقّال. قال: قوموا بنا إليه. قال: فحانت منه نظرة إلى هشام. فقال: يا هشام إني أعطي هذا ا لبقّال كل شهر درهمًا ودانَقيْن فآخذ منه كل شهرستين رغيفًا كل ليلة رغيفين فإذا أصبتهما سخنًا فهو ادْمهما، يا هشام إني قرأت في زَبور داود إلهي رأيت هُمومي وأنت من فوق العُلى، فانظر ما همومك يا هشام.



وقال: أخذ السبع صبيًا لامرأة فتصدقت بلقمة. فألقاه، فنوديتْ: لقمة بلقمة.



وقال: إن الله جعل الدنيا دار مفرّ والآخرة دار مقرّ فخذوا لمقرّكم من مفرّكم وأخرجوا الدنيا من قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم، ولا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم، ففي الدنيا حييتم ولغيرها خُلقتم، إنما مثل الدنيا كالسم أكله من لا يعرفه واجتنبه من عرفه، ومثل الدنيا مثل الحيّة مسُّهَا لينٌ وفي جوفها السّم القاتل يحذّرها ذوو العقول ويهوى إليها الصبيان بأيديهم.



وقال الحارث بن نبهان: قدمت من مكة فأهديت إلى مالك بن دينار ركوةً-إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء-. قال: فكانت عنده فجئت يومًا فجلست في مجلسه. فلما قضاه قال لي: يا حارث تعالَ خذ تلك الركوة، فقد شغلت عليّ قلبي.فقلت: يا أبا يحيى إنما اشتريتها لك تتوضأ فيها وتشرب. فقال: يا حارث إني إذا دخلت المسجد جاءني الشيطان فقال لي: يا مالك إن الركوة قد سُرقت، فقد شغلت عليّ قلبي.



وقال جعفر: قلنا لمالك بن دينار، ألا تدعو قارئًا ؟، إن الثكلى لا تحتاج إلى نائحة. فقلنا له: ألا تستسقي؟، قال: أنتم تستبطئون المطر لكني أستبطئ الحجارة.



وقال: رأيت مالك بن دينار يتقنّع بعباء، أو قال: بكساء، ثم يقول: إله مالك، قد علمت ساكن الجنّة من ساكن النار فأي الدارين دارُ مالكٍ وأيُّ الرجلين مالك؟، ثم يبكي.



وسمعته يقول: لو استطعت أن لا أنام لم أنم مخافة أن ينزل العذاب وأنا نائم، ولو وجدت أعوانًا لفرقتهم ينادون في منار الدنيا كلها يا أيها الناس النار النار.



وسمعته يقول: لو كان لأحد أن يتمنى لتمَنّيت أن يكون لي في الآخرة خصّ من قصب فأروى من الماء وأنجو من النار. وسمعته يقول للمغيرة بن حبيب، وكان ختَنه، يا مغيرة كل أخ وجليس وصاحب لا تستفيد منه في دينك خيرًا فانبذ عنك صحبته.



وسمعته يقول: يا إخوتاه بحقٍّ أقول لكم: لولا البول ما خرجتُ من المسجد.



وقال: إنما العالِم الذي إذا أتيته في بيته فلم تجده قصّ عليك بيته: رأيت حصيره للصلاة، ومصحف ومطْهرته في جانب البيت، ترى أثر الآخرة.



وسمعته يقول: إن الأبرار لتغلى قلوبهم بأعمال البرّ، وإن الفجّار تغلي قلوبهم بأعمال الفجور، والله يرى همومكم فانظروا ما همومكم رحمكم الله.



وسمعته يقول: إن للصدّيقين إذا قُرئ عليهم القرآن طربت قلوبهم إلى الآخرة.



وسمعته يقول: ما ضُرب عبدٌ بعقوبة أعظم من قسوة القلب.



وسمعته يقول: إن لله تعالى عقوباتٍ فتعاهدوهن من أنفسكم في القلوب والأبدان وضنكٍ في المعيشة ووهنٍ في العبادة وسخطةٍٍ في الرزق.



وقال: خرج سليمان بن داود -عليه السلام-في موكبه فمرّ ببلبل على غصن شوك يصفر ويضرب بذنبه فقال: أتدرون ما يقول؟، قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه يقول: قد أصبت اليوم نصف تمرةٍ على الدنيا العَفاء.



قال فضيل بن عياض: رأى مالك بن دينار رجلاً يُسيء صلاته فقال: ما أرحمني لعياله، فقيل له: يسئ هذا صلاته وترحم عياله؟، قال: إنه كبيرهم ومنه يتعلمون.



قال الحسن بن عمرو: قال رجل لمالك بن دينار: يا مرائي قال: متى عرفت اسمي؟، ما عرف اسمي غيرك.



وقال: دخل اللصوص إلى بيت مالك بن دينار فلم يجدوا في البيت شيئًا فأرادوا الخروج من داره، فقال مالك: ما عليكم لو صليتم ركعتين.



وقال: دخلنا على مالك بن دينار في مرضه الذي مات فيه وهو يكيد بنفسه، فرفع رأسه إلى السماء فقال: اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحبَّ البقاء في الدنيا لبطن ولا لفرْج.



وقال أبو عيسى: دخلنا على مالك بن دينار عند الموت، فجعل يقول: لمثل هذا اليوم كان دُؤوبُ أبى يحيى.



وقال عمارة بن زاذان: أن مالك بن دينار لما حضره الموت قال: لولا أني أكره أن أصنع شيئًا لم يصنعه أحدٌ كان قبْلي لأوصيت أهلي رذا أنا متّ أن يقيدوني وأن يجمعوا يدي إلى عنقي فينطلقوا بي على تلك الحال حتى أُدفن، كما يُصنع بالعبد الآبق.



وقال: غير أحمد بن محمد فإذا سألني ربي تعالى أيْ ربّ لم أرض لك نفسي طرْفة عيني قطُّ.



أسند مالك بن دينار عن أنس بن مالك وعن جماعة من كبار التابعين: كالحسن وابن سيرين والقاسم بن محمد وسالم بن عبيد الله.



وتوفى قبل الطاعون بيسير، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثون ومائة.



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


لا تقل من أين أبدأ ... طاعة الله بداية

لا تقل أين طريقى ... شرع الله الهداية

لا تقل أين نعيمى ... جنة الله كفاية

لا تقل غداً سأبدأ ... ربما تأتى النهاية

إلهي !

ما أعظم حسرتي .. أُذَكِّر غيري وأنا الغافل !! وما أشد مصيبتي .. أُنهي غيري وأنا النائم!!






  #2  
قديم 01-02-2013, 03:32 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي





بقلم / إبراهيم على

الحديث عن هذا التابعي الجليل حديث أطيب من ريح المسك وأجمل من قطع الروض وهو حديث ذو شجون.

فمن هو هذا التابعي الجليل ؟

انه القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق رضى الله عنه ,
حاز المجد كله حتى لم يفتن منه شيء فأبوه محمد بن أبى بكر الصديق " رضي الله عنهما " وأمه بنت كسرى ( يزدجر) أخر ملوك الفرس .. وهو فوق ذلك كله توج رأسه بتاج التقى والعلم .. فقد تخرج من مدرسة عمته عائشة والصحابة رضوان الله عليهم اجمع حتى أصبح أفضل أهل خرسان علما واحد فقهاء المدينة الذين قال فيهم الشاعر.

وإذا سألت عن العلم فقل سبعة أبحر *** روايتهم عن العلم ليست بخارجه

فقل عبيد الله عروة قاسم *** سليمان أبو بكر سعيد خارجة

فتعالوا بنا نبدأ قصة حياته من أولها :

خرج القاسم إلى الدنيا كخروج نبته فى كوم شوك فقد ولد فى أواخر خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه ورياح الفتنه الهوجاء تعصف بديار المسلمين . نعم استشهد الخليفة الزاهد العابد وهى محن على كتاب الله ونشب الخلاف الكبير بين أمير المؤمنين على بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما.

وفى خضم هذه الأحداث العظام انتقل القاسم مع أبيه إلى مصر حيث عين واليا من قبل أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضي الله عنه فما لبث إن طالت أنياب الفتنه من محمد بن أبى بكر ووجد القاسم نفسه ينتقل إلى المدينة مرة أخرى ولكن على حال غير الحال فقد أصبح يتيم الأبوين.

ولنترك القاسم يقص علينا أحداث هذه المرحلة المؤلمة من عمره

فقال : لما *** أبى بمصر جاء عمى عبد الرحمن بن أبى بكر فاحتملني أنا وأختي الصغيرة ومضى بنا إلى المدينة فما أن بلغناها حتى بعثت إلينا عمتي عائشة رضي الله عنها فحملتنا من منزل عمى إلى بيتها وربتنا فى حجرها فما رأيت والده قط ولا والد أكثر منها براً ولا أوفر شفقة ، كانت تطعمنا بيديها ولا تأكل معنا فإذا بقى من طعامنا شيء أكلته وكانت تحنو علينا حنو المرضعات على الفطيم فتغسل أجسادنا وتمشط شعورنا ، وتلبسنا الأبيض الناصع من الثياب وكانت تحضنا على الخير ، وتمرسنا بفعله و تنهانا عن الشر وتحملنا على تركه وقد دأبت على تلقيننا ما نطيق من كتاب الله ، وتروينا ما نعقله من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت تزيدنا براً وتحافاً فى العيدين ، فإذا كانت عشية عرفة حلقت لى شعري وغسلتني أنا وأختي فإذا أصبحنا ألبستنا الجديد وبعثت بنا إلى المسجد لنؤدي صلاة العيد فإذا عدنا منه جمعتني أنا وأختي وضحت بين أيدينا، وفى ذات يوم ألبستنا ثياباً بيض ، ثم أجلستني على أحدى ركبتيها وأجلست أختي على ركبتيها الأخرى وكانت قد دعت عمى عبد الرحمن فلما دخل عليها حيته ثم تكلمت فحمدت الله عز وجل وأثنت عليه بما هو أهله فما رأيت متكلما قط من رجل أو امرأة قبلها ولا بعدها أفصح منها لسانا ولا أعذب بيانا ثم قالت : أي أخي ، إني لم أزل أراك معرضا عنى منذ أخذت هذين الصبيين منك وضممتهما إلى و والله ما فعلت ذلك تطاولاً عليك ولا سوء ظن بك ولا إنها حالك بالتقصير فى حقهما ولكنك رجل ذو نساء وهما صبيان صغيران لا يقومان بأمر نفسيهما فخشيت أن يرى نساؤك منها ما يتفذرنه فلا يطبن بهما نفساً ووجدت أنى أحق منهن بالقيام على أمرهما فى هذا الحال وهاهما الآن قد شبا وأصبحا قادرين على القيام بأمر نفسيهما فخذهما وضمهما إليك فأخذنا عمى عبد الرحمن وضمنا إليه.

غير أن قلب القاسم الوفي ظل أسيراً ببيت عمته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها ولما لا وفى أكنافها ترعرع ومن حنانها نهل وارتوى وقد ظلت هذه الذكريات الجميلة تجول بخاطره وكانت كلما ثارت الشجون فى قلبه ظهر عطرها على لسانه.

فلنستمع إلى بعض حديثه عن تلك الذكريات حيث يقول :


قلت ذات يوم لعمتي عائشة رضي الله عنها يا أماه أكشفي لى عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه فإني أريد أن أراهما وكانت القبور الثلاثة ما زالت داخل بيتها وغطتها بما يسترها عن العين فكشفت لى ثلاثة قبور لا مشرقة ولا واطئه قد مهدت بصغار الحصى الحمر كان فى باحة المسجد فقلت أين قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشارت بيدها وقالت هذا ثم تحدرت على خديها دمعتان كبيرتان فبادرت فمسحتهما حتى لا أراهما وكان قبر النبي صلى الله عليه وسلم مقدماً على قبري صاحبيه فقلت وأين قبر جدي أبى بكر فقالت هاهو ذا وكان مدفونا عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم فقلت وهذا قبر عمر فقالت نعم ، وكان رأس عمر رضوان الله عليه عند خصر جدي قريبا من رجل النبي صلى الله عليه وسلم.

وهاهو القاسم وقد أصبح شاباً يافعاً قد حفظ كتاب الله عز وجل وأخذ عن عمته عائشة رضي الله عنها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وانقطع عن الناس إلى حلقات العلم وانكب ينهل المعرفة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فروى عن أبى هريرة وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن الزبير وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.

وصار القاسم إماماً مجتهداً وأصبح من أهل زمان بالسنة وكان الرجل لا يعد رجلاً عندهم حتى يتق السنة ولما أل الشاب إلى هذه الدرجة من المعرفة أقبل عليه الناس يلتمسون عنده العلم بشغف وأقبل هو عليهم يبذله لهم بسخاء.

وكان يجالس الناس أمام نافذة تطل على قبر عمر رضي الله عنه فى الروضة الشريفة بعد أن وسع المسجد النبوي فى عهد الوليد بن عبد الملك بن مروان بمساندة من القاسم وابن خالته سالم بن عبد الله بن عمر لمكانته عند الناس وذلك لان إزالة بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وضمهما للمسجد كان أمرا شاقاً على نفوس الناس فلما رأوا مباشرة القاسم وسالم لهدم المسجد قاموا معهما قومة رجل واحد.

ولقد كان القاسم اشد الناس تأسياً بجده الصديق رضوان الله عليهما وأقربهم شبها له فقد قال الزبير عنه لم يلد أبو بكر ولداً أشبه به من هذا الفتى . نعم أشبه فى صلابة إيمانه وتقواه . وسماحة أخلاقه ورفقه صفاته أشبه فى تواضعه وروعة وقد حفظ التاريخ فى ذاكراته ما يشهد له بذلك منها أن إعرابيا جاء إلى القاسم فى المسجد فقال أيما اعلم انت أم سالم بن عبد الله ؟؟ .

فانشغل عنه فأعادها عليه فقال سبحان الله فأعادها كرة ثالثة فقال له ذاك سالم يا ابن اخى يجلس هناك فقال من فى المجلس لقد كره أن يقول هو فيزكى نفسه وكره أن يقول هو اعلم منى فيكذب وكان اعلم من سالم.

ومن ذلك أيضا انه رؤى ذات مرة بمنى وأهل الأمصار من حجاج بيت الله يطقون عليه من كل جانب وهم يسألونه فكان يجيبهم بما يعلم ويقول لهم فيما لا يعلم لا أدرى لا اعلم فأخذهم من العجب فقال لهم ما يعلم كل ما تسألون عنه لو علمنا وكتمناه ولا يحل لنا أن نكتمه ولان يعيش الرجل جاهلاً بعد أن يعرف حق الله عليه خير له من أن يقول مالا يعلم . وقد عمر القاسم بن محمد حتى زاد على الثانية والسبعين لكنه كف بصره وهو شيخ كبير وفى آخر سنه من حياته قصد مكة يريد الحج وفيها هو فى بعض طريقه أتاه اليقين فلما أحس بالأجل التفت إلى ابنه وقال إذا أنا مت فكفني بثيابي التي كنت أصلى فيها قميصي وإزاري ورداءي فذلك كان كفن جدك أبى بكر ثم سو على لحدي والحق بأهلك وإياكم أن تقفوا على قبري وتقولوا كان وكان فما كنت شيئا.


  #3  
قديم 01-02-2013, 03:36 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي

  #4  
قديم 01-02-2013, 03:38 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي









  #5  
قديم 01-02-2013, 03:40 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي أبو حنيفة النعمان



أبو حنيفة أو أبو حنيفة النعمان أو نعمان بن ثابت بن زوطا بن مرزبان‎ المولود سنة (80 هـ/699م) بالكوفةوهو أفغاني الاصل واكد ذلك الدكتور المرحوم مصطفى جواد حيث قال (ان الامام أبو حنيفة من اعلام الأفغان تعود أصوله إلى كابل[2][3]. والتي كانت آنذاك حاضرة من حواضر العلم، تموج بحلقات الفقه والحديث والقراءات واللغة والعلوم، وتمتلئ مساجدها بشيوخ العلم وأئمته، وفي هذه المدينة قضى النعمان معظم حياته متعلماً وعالماً، وتردد في صباه الباكر بعد أن حفظ القرآن على هذه الحلقات، لكنه كان منصرفاً إلى مهنة التجارة مع أبيه، فلما رآه عامر الشعبي الفقيه الكبير ولمح ما فيه من مخايل الذكاء ورجاحة العقل أوصاه بمجالسة العلماء والنظر في العلم، فاستجاب لرغبته وانصرف بهمته إلى حلقات الدرس، فروى الحديث ودرس اللغة والأدب، وكان من كثرة اهتمامهِ بأن لا يضيع عنه ما يتلقاه من العلم يقضي الوقت في الطواف على المجالس حاملاً أوراقه وقلمه، واتجه إلى دراسة علم الكلام حتى برع فيه براعة عظيمة مكّنته من مجادلة أصحاب الفرق المختلفة ومحاجّاتهم في بعض مسائل العقيدة، ثم انصرف إلى الفقه ولزم دروس الفقه عند حماد بن أبي سليمان. اشتهر بورعه، وكان تاجراً مشهوراً بالصدقِ والأمانة والوفاء.


النشأة

عليك بالنظر في العلم..و مجالسة العلماء..فإنني أرى فيك يقظة وحركة. الإمام الشعبي.

في الكوفة إحدى مدن العراق الكبرى ولد الأمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت وسماه أبوه النعمان تيمنا بأحد ملوك العراق الأوائل أو ملوك المناذرة العرب لان الاسم عربي ! هو من أسرة إيرانية ترجع إلى موطنها الاصلي مدينة كابل بأفغانستان[4]![5] وحين انعم الله على جده زوطا بالإسلام دخل في بني تيم الله بن ثعلبة وتأثر بما سمع من الأمام علي رضي الله عنه! وكان معه, ومن أتباعه! وورث أبو حنيفة عن أبيه وجده حبا لآل البيت صادف قلبا خاليا فتمكن منه! وكان له أستاذه وصديقه الأمام جعفر الصادق أسوة حسنه. ولقد أوغر ميله إلى الائمة من آل البيت صدور الأمويين والعباسيين عليه-على السواء- مما كان له أثره في حياته.مات أبوه قبل أن يشتد عوده وتولت أمه تربيته وتنشئته.

كان أبو حنيفة حسن الوجه, حسن الثياب.. طيب الريح!! كثير الكرم..حسن المواساة لإخوانه.. كان يُعرف بطيب الريح إذا أقبل, ولا إذا خرج من داره!
شيوخه

بلغ عدد شيوخ أبي حنيفة أربعة آلاف شيخ، فيهم سبعة من الصحابة، وثلاثة وتسعون من التابعين، والباقي من أتباعهم وأبرزهم : حماد بن أبي سليمان جاء في "المغني": هو أبو إسماعيل، كوفي يُعدّ تابعيًا سمع أنسًا والنخعي وكان أعلمهم برأي النخعي، روى عنه أبو حنيفة ألفي حديث من أحاديث الأحكام، وأكثر من ثلث أحاديث الإمام في مسنده الذي جمعه الحَصْكَفي، هي برواية الإمام عنه عن إبراهيم بن أبي موسى الأشعري، عن الأسود عن عائشة رضي الله عنهم.

من شيوخه أيضًا إبراهيم بن محمد المنتشر الكوفي، وإبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي، وأيوب السختياني البصري، والحارث بن عبد الرحمن الهمذاني الكوفي وربيعة بن عبد الرحمن المدني المعروف بربيعة الرأي، وسالم بن عبد الله أحد الفقهاء السبعة، وسعيد بن مسروق والد سفيان الثوري، وسليمان بن يسار الهلالي المدني وعاصم بن كليب بن شهاب الكوفي.

وذكرت بعض الأخبار أنه تتلمذ على جعفر بن محمد لمدة سنتين ولكن هذا مخالف للحقائق التاريخية الثابتة حيث لم يلتقي الإمام أبو حنيفة بجعفر بن محمد لأن أبا حنيفة عاش في الكوفة بينما عاش جعفر بن محمد في المدينة. كما أن الثابت تاريخيا هو تتلمذ جعفر بن محمد على تلاميذ أبي حنيفة حيث تعلم منهم تشريع (القياس) وطبقه في أحكامه الفقهية.
رئاسة حلقة الفقه

وبعد موت شيخه حماد بن أبي سليمان آلت رياسة حلقة الفقه إلى أبي حنيفة، وهو في الأربعين من عمره، والتفّ حوله تلاميذه ينهلون من علمه وفقهه، وكانت له طريقة مبتكرة في حل المسائل والقضايا التي كانت تُطرح في حلقته؛ فلم يكن يعمد هو إلى حلها مباشرة، وإنما كان يطرحها على تلاميذه، ليدلي كل منهم برأيه، ويعضّد ما يقول بدليل، ثم يعقّب هو على رأيهم، ويصوّب ما يراه صائبا، حتى تُ*** القضية بحثاً، ويجتمع أبو حنيفة وتلاميذه على رأي واحد يقررونه جميعا.

وكان أبو حنيفة يتعهد تلاميذه بالرعاية، وينفق على بعضهم من مالهِ، مثلما فعل مع تلميذه أبي يوسف حين تكفّله بالعيش لما رأى ضرورات الحياة تصرفه عن طلب العلم، وأمده بماله حتى يفرغ تماما للدراسة، يقول أبو يوسف المتوفى سنة (182هـ = 797م): "وكان يعولني وعيالي عشرين سنة، وإذا قلت له: ما رأيت أجود منك، يقول: كيف لو رأيت حماداً –يقصد شيخه- ما رأيت أجمع للخصال المحمودة منه".

وكان مع اشتغاله يعمل بالتجارة، حيث كان له محل في الكوفة لبيع الخزّ (الحرير)، يقوم عليه شريك له، فأعانه ذلك على الاستمرار في خدمة العلم، والتفرغ للفقه.
أصول مذهبه

نشأ مذهب أبي حنيفة في الكوفة مهد مدرسة الرأي، وتكونت أصول المذهب على يديه، وأجملها هو في قوله: "إني آخذ بكتاب الله إذا وجدته، فما لم أجده فيه أخذت بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا لم أجد فيها أخذت بقول أصحابه من شئت، وادع قول من شئت، ثم لا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم، فإذا انتهى الأمر إلى إبراهيم، والشعبي والحسن وابن سيرين وسعيد بن المسيب فلي أن أجتهد كما اجتهدوا".

وهذا القدر من أصول التشريع لا يختلف فيه أبو حنيفة عن غيره من الأئمة، فهم يتفقون جميعا على وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة لاستنباط الأحكام منهما، غير أن أبا حنيفة تميّز بمنهج مستقل في الاجتهاد، وطريقة خاصة في استنباط الأحكام التي لا تقف عند ظاهر النصوص، بل تغوص إلى المعاني التي تشير إليها، وتتعمق في مقاصدها وغاياتها.

ولا يعني اشتهار أبي حنيفة بالقول بالرأي والإكثار من القياس أنه يهمل الأخذ بالأحاديث والآثار، أو أنه قليل البضاعة فيها، بل كان يشترط في قبول الحديث شروطاً متشددة؛ مبالغة في التحري والضبط، والتأكد من صحة نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا التشدد في قبول الحديث هو ما حملهُ على التوسع في تفسير ما صح عنده منها، والإكثار من القياس عليها حتى يواجه النوازل والمشكلات المتجددة.

ولم يقف اجتهاد أبي حنيفة عند المسائل التي تعرض عليه أو التي تحدث فقط، بل كان يفترض المسائل التي لم تقع ويقلّبها على جميع وجوهها ثم يستنبط لها أحكاماً، وهو ما يسمى بالفقه التقديري وفرض المسائل التي لم تقع بعد وبين أحكامها عساها إن نزلت ظهر حكمها، وهذا النوع من الفقه يقال إن أبا حنيفة هو أول من استحدثه، وقد أكثر منه لإكثاره استعمال القياس، روي أنه وضع ستين ألف مسألة من هذا النوع.
تلاميذ أبي حنيفة

لم يؤثر عن أبي حنيفة أنه كتب كتاباً في الفقه يجمع آراءه وفتاواه، وهذا لا ينفي أنه كان يملي ذلك على تلاميذه، ثم يراجعه بعد إتمام كتابته، ليقر منه ما يراه صالحاً أو يحذف ما دون ذلك، أو يغيّر ما يحتاج إلى تغيير، ولكن مذهبه بقي وانتشر ولم يندثر كما أندثرت مذاهب كثيرة لفقهاء سبقوه أو عاصروه، وذلك بفضل تلاميذهِ الموهوبين الذين دونوا المذهب وحفظوا كثيرا من آراء إمامهم بأقواله وكان أشهر هؤلاء:

أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري المتوفي عام(183هـ/799م)، ومحمد بن الحسن الشيباني المتوفي في عام(189هـ/805م)، وزفر بن الهذيل، وهم الذين قعدوا القواعد وأصلوا الأصول في المذهب الحنفي.

ولقد قضى الإمام أبو حنيفة عمرهُ في التعليم والتدريس ولقد تخرج عليه الكثير من الفقهاء والعلماء، ومنهم ولدهُ حماد ابن ابي حنيفة، وإبراهيم بن طهمان، وحمزة بن حبيب الزيات، وأبو يحيى الحماني، وعيسى بن يونس، ووكيع، ويزيد بن زريع، وأسد بن عمرو البجلي، وحكام بن يعلى بن سلم الرازي، وخارجن بن مصعب، وعبد الحميد ابن أبي داود، وعلي بن مسهر، ومحمد بن بشر العبدي، ومصعب بن مقدام، ويحيى بن يمان، وابو عصمة نوح بن أبي مريم، وأبو عبد الرحمن المقريء، وأبو نعيم وأبو عاصم، وغيرهم كثير.
تدوين المذهب

وصلت إلينا كتب محمد بن الحسن الشيباني كاملة، وكان منها ما أطلق عليه العلماء كتب ظاهر الرواية، وهي كتب المبسوط والزيادات، والجامع الكبير والجامع الصغير، والسير الكبير والسير الصغير، وسميت بكتب ظاهر الرواية؛ لأنها رويت عن الثقات من تلاميذه، فهي ثابتة عنه إما بالتواتر أو بالشهرة.

وقد جمع أبو الفضل المروزي المعروف بالحاكم الشهيد المتوفى سنة (344هـ/955م) كتب ظاهر الرواية بعد حذف المكرر منها في كتاب أطلق عليه "الكافي"، ثم قام بشرحه شمس الأئمة السرخسي المتوفى سنة (483هـ/1090م) في كتابه "المبسوط"، وهو مطبوع في ثلاثين جزءاً، ويعد من أهم كتب الحنفية الناقلة لأقوال أئمة المذهب، بما يضمه من أصول المسائل وأدلتها وأوجه القياس فيها.
انتشار المذهب

انتشر مذهب أبي حنيفة في البلاد منذ أن مكّن له أبو يوسف بعد تولّيه منصب قاضي القضاة في الدولة العباسية، وكان المذهب الرسمي لها، كما كان مذهب السلاجقة والدولة الغزنوية ثم الدولة العثمانية، وهو الآن شائع في أكثر البقاع الإسلامية، ويتركز وجوده في مصر والشام والعراق وأفغانستان وباكستان والهند والصين وتركيا والسعودية.
وفاة أبي حنيفة

مد الله في عمر أبي حنيفة، وهيأ له من التلاميذ النابهين من حملوا مذهبه ومكنوا له، وحسبه أن يكون من بين تلاميذه أبو يوسف، ومحمد بن الحسن، وزفر، والحسن بن زياد، وأقر له معاصروه بالسبق والتقدم، قال عنه النضر بن شميل: "كان الناس نياماً عن الفقه حتى أيقظهم أبو حنيفة بما فتقه وبيّنه"، وبلغ من سمو منزلته في الفقه ان قال فيهِ الإمام الشافعي : "الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة".

كما كان ورعاً شديد الخوف والوجل من الله، وتمتلئ كتب التاريخ والتراجم بما يشهد له بذلك، ولعل من أبلغ ما قيل عنه ما وصفه به العالم الزاهد فضيل بن عياض بقوله: "كان أبو حنيفة رجلاً فقيهاً معروفاً بالفقه، مشهورا بالورع، واسع المال، معروفا بالأفضال على كل من يطيف به، صبورا عل تعليم العلم بالليل والنهار، حسن الليل، كثير الصمت، قليل الكلام حتى ترد مسألة في حلال أو حرام، فكان يحسن أن يدل على الحق، هاربا من مال السلطان".

وتوفي أبو حنيفة في بغداد بعد أن ملأ الدنيا علماً وشغل الناس في
(11 من جمادى الأولى 150هـ/14 من يونيو 767م)
ويقع قبره في مدينة بغداد بمنطقة الأعظمية في مقبرة الخيزران على الجانب الشرقي من نهر دجلة.






مظاهر القدوة في شخصية أبي حنيفة


* احترامه وتقديره لمن علمه الفقه:


فقد ورد عن ابن سماعة، أنه قال: سمعت أبا حنيفة يقول: ما صليت صلاة مُذ مات حماد إلا استغفرت له مع والدي، وإني لأستغفر لمن تعلمت منه علماً، أو علمته علما.

* سخاؤه في إنفاقه على الطلاب والمحتاجين وحسن تعامله معهم، وتعاهدهم مما غرس محبته في قلوبهم حتى نشروا أقواله وفقهه، ولك أن تتخيل ملايين الدعوات له بالرحمة عند ذكره في دروس العلم في كل أرض. ومن عجائب ما ورد عنه أنه كان يبعث بالبضائع إلى بغداد، يشتري بها الأمتعة، ويحملها إلى الكوفة، ويجمع الأرباح عنده من سنة إلى سنة، فيشتري بها حوائج الأشياخ المحدثين وأقواتهم، وكسوتهم، وجميع حوائجهم، ثم يدفع باقي الدنانير من الأرباح إليهم، فيقول: أنفقوا في حوائجكم، ولا تحمدوا إلا؛ فإني ما أعطيتكم من مالي شيئا، ولكن من فضل الله عليَّ فيكم، وهذه أرباح بضاعتكم؛ فإنه هو والله مما يجريه الله لكم على يدي فما في رزق الله حول لغيره.

* سؤاله عن أحوال أصحابه وغيرهم من الناس، وحدث حجر بن عبد الجبار، قال: ما أرى الناس أكرم مجالسة من أبي حنيفة، ولا أكثر إكراماً لأصحابه. وقال حفص بن حمزة القرشي: كان أبو حنيفة ربما مر به الرجل فيجلس إليه لغير قصد ولا مجالسة، فإذا قام سأل عنه، فإن كانت به فاقة وصله، وإن مرض عاده.

* حرصه على هيبة العلم في مجالسه؛ فقد ورد عن شريك قال كان أبو حنيفة طويل الصمت كثير العقل.

* الاهتمام بالمظهر والهيئة؛



بما يضفي عليه المهابة، فقد جاء عن حماد بن أبي حنيفة أنه قال: كان أبي جميلا تعلوه سمرة حسن الهيئة، كثير التعطر هيوباً لا يتكلم إلا جواباً ولا يخوض فيما لا يعنيه. وعن عبد الله ابن المبارك قال: ما رأيت رجلا أوقر في مجلسه ولا أحسن سمتاً وحلماً من أبي حنيفة.

* كثرة عبادته وتنسكه.

فقد قال أبو عاصم النبيل كان أبو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته، واشتهر عنه أنه كان يحيى الليل صلاة ودعاء وتضرعا. وذكروا أن أبا حنيفة صلى العشاء والصبح بوضوء أربعين سنة. وروى بشر بن الوليد عن القاضي أبي يوسف قال بينما أنا أمشي مع أبي حنيفة إذ سمعت رجلاً يقول لآخر هذا أبو حنيفة لا ينام الليل فقال أبو حنفية والله لا يتحدث عني بما لم أفعل فكان يحيى الليل صلاة وتضرعا ودعاء، ومثل هذه الروايات عن الأئمة موجودة بكثرة، والتشكيك في ثبوتها له وجه، لاشتهار النهي عن إحياء الليل كله، وأبو حنيفة قد ملأ نهاره بالتعليم مع معالجة تجارته، فيبعد أن يواصل الليل كله. ولكن عبادة أبي حنيفة وطول قراءته أمر لا ينكر، بل هو مشهور عنه، فقد روي من وجهين أن أبا حنيفة قرأ القرآن كلهُ في ركعة.

* شدة خوفه من الله :



فقد روى لنا القاسم بن معن أن أبا حنيفة قام ليلة يردد قول الله في القرآن: (بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) سورة القمر، آية 46، ويبكي ويتضرع إلى الفجر.

* شدة ورعه؛

وخصوصا في الأمور المالية، فقد جاء عنه أنه كان شريكاً لحفص بن عبد الرحمن، وكان أبو حنيفة يُجهز إليه الأمتعة، وهو يبيع، فبعث إليه في رقعة بمتاع، وأعلمه أن في ثوب كذا وكذا عيباً، فإذا بعته، فبين. فباع حفص المتاع، ونسى أن يبين، ولم يعلم ممن باعه، فلما علم أبو حنيفة تصدق بثمن المتاع كله.

تربيته لنفسه على الفضائل كالصدقة، فقد ورد عن المثنى بن رجاء أنه قال جعل أبو حنيفة على نفسه إن حلف بالله صادقا أن يتصدق بدينار وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثلها.

* وكان حليما صبورا، وله حلم عجيب مع العوام؛



لأن من تصدى للناس لا بد وأن يأتيه بعض الأذى من جاهل أو مغرر به، ومن عجيب قصصه ما حكاه الخريبي قال: كنا عند أبي حنيفة فقال رجل: إني وضعت كتابا على خطك إلى فلان فوهب لي أربعة آلاف درهم، فقال أبو حنيفة إن كنتم تنتفعون بهذا فافعلوه. وقد شهد بحلمه من رآه، قال يزيد بن هارون ما رأيت أحدا أحلم من أبي حنيفة، وكان ينظر بإيجابية إلى المواقف التي ظاهرها السوء، فقد قال رجل لأبي حنيفة (أتق الله)، فأنتفض وأصفر وأطرق وقال: (جزاك الله خيرا ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول لهم مثل هذا)، وجاء إليه رجل، فقال: (يا أبا حنيفة، قد أحتجت إلى ثوب خز)، فقال: ما لونه؟ قال: كذا، وكذا، فقال له: أصبر حتى يقع، وآخذه لك، _إن شاء الله_، فما دارت الجمعة حتى وقع، فمر به الرجل، فقال: قد وقعت حاجتك، وأخرج إليه الثوب، فأعجبه، فقال: يا أبا حنيفة، كم أزن؟ قال: درهماً، فقال الرجل: يا أبا حنيفة ما كنت أظنك تهزأ، قال: ما هزأت، إني اشتريت ثوبين بعشرين ديناراً ودرهم، وإني بعت أحدهما بعشرين ديناراً، وبقي هذا بدرهم، وما كنت لأربح على صديق.

* الجدية والاستمرار وتحديد الهدف:



فقد وضع نصب عينيه أن ينفع الأمة في الفقه والاستنباط، وأن يصنع رجالا قادرين على حمل تلك الملكة.

* ترك الغيبة والخوض في الناس. فعن ابن المبارك: قلت لسفيان الثوري، يا أبا عبد الله، ما أبعد أبا حنيفة من الغيبة، وما سمعته يغتاب عدوا له قط. قال: هو والله أعقل من أن يسلط على حسناته ما يذهب بها. بل بلغ من طهارة قلبه على المسلمين شيئا عجيبا، ففي تأريخ بغداد عن سهل بن مزاحم قال سمعت أبا حنيفة يقول: "فبشر عباد الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ " قال: كان أبو حنيفة يكثر من قول: (اللهم من ضاق بنا صدره فإن قلوبنا قد اتسعت له).

* حرصه على بناء شخصيات فقهية تحمل عنه علمه:

وقد نجح أيما نجاح. ومن طريف قصصه مع تلاميذه التي تبين لنا حرصه على تربيتهم على التواضع في التعلم وعدم العجلة، كما في (شذرات الذهب): لما جلس أبو يوسف للتدريس من غير إعلام أبي حنيفة أرسل إليه أبو حنيفة رجلا فسأله عن خمس مسائل وقال له: إن أجابك بكذا فقل له: أخطأت، وإن أجابك بضده فقل له: أخطأت فعلم أبو يوسف تقصيره فعاد إلى أبي حنيفة فقال: "تزبيت قبل أن تحصرم". أي بمعنىتصدرت للفتيا قبل أن تستعد لها فجعلت نفسك زبيبا وأنت لازلت حصرما).

* تصحيحه لمفاهيم مخالفيه بالحوار الهادئ:

قد كان التعليم بالحوار سمة بارزة لأبي حنيفة، وبه يقنع الخصوم والمخالفين، وروى أيضا عن عبد الرزاق قال: شهدت أبا حنيفة في مسجد الخيف فسأله رجل عن شيء فأجابه فقال رجل: إن الحسن يقول كذا وكذا قال أبو حنيفة أخطأ الحسن قال: فجاء رجل مغطى الوجه قد عصب على وجهه فقال: أنت تقول أخطأ الحسن ثم سبه بأمه ثم مضى فما تغير وجهه ولا تلون ثم قال: إي والله أخطأ الحسن وأصاب بن مسعود.

* ومن مظاهر القدوة عدم اعتقاده أنه يملك الحقيقة المطلقة وأن غيره من العلماء على خطأ؛

فقد جاء في ترجمته في تأريخ بغداد عن الحسن بن زياد اللؤلؤي يقول: سمعت أبا حنيفة يقول قولنا هذا رأي، وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن جاءنا بأحسن من قولنا فهو أولى بالصواب منا. ولقد بعث الإمام زيد الفضلَ بن الزبير وأبا الجارود إلى الامام أبي حنيفة النعمان، فوصلا إليه وهو مريض، فدعياه إلى نصرتهِ، فقال: « هو والله صاحب حق، وهو أعلم مَنْ نعرف في هذا الزمان، فاقرئاه مني السلام وأخبراه أن مرضاً يمنعني من الخروج معه ». نرجو وضع السند للحديث
مؤلفاته

لم يعرف وقت الامام بكثرة التدوين واكثر علمه نقل من طلابه، وعرف للإمام بعض المؤلفات في الفقه الإسلامي منها :

* الفقه الأكبر، برواية حماد بن أبي حنيفة(1).
* الفقه الأكبر، برواية أبي مطيع البلخي(2).
* العالم والمتعلم، برواية أبي مقاتل السمرقندي(3).
* رسالة الإمام أبي حنيفة إلى عثمان البتي(4).
* الوصية، برواية أبي يوسف(5).

وهناك مؤلفات نسبت إليه مثل: (المقصود في الصرف)، نسب إلى أبي حنيفة في زمن متأخر كما ذكر فؤاد سزكين(6) وكتاب (الحيل) ذكره الخطيب في تاريخ بغداد(7)، وهناك مؤلفات كثيرة أوردها سزكين إلا أنها لم تشتهر كما اشتهرت الكتب الخمسة السابقة، وقد قام الدكتور محمد الخميِّس بدراستها من خلال رجال إسنادها، وخلص إلى ما يلي: "أن هذه الكتب من ناحية الرواية ووفق منهج المحدثين في النقد لا تثبت للإمام أبي حنيفة"، ومما قال: "ولم أقف على رواية صحيحة أو نسخ معتمدة حتى نقطع أنها للإمام أبي حنيفة، ولاسيما وقد صرح بعض الحنفية كالزَّبِيدي، وأبي الخير الحنفي، بأن هذه الكتب ليست من تأليف الإمام مباشرة بل هي أماليه وأقواله التي قام تلاميذه بجمعها وتأليفها(8). ولعل من أهم ما يذكر للإمام أبي حنيفة من تأليف كتاب (الآثار) والذي يرويه صاحباه أبو يوسف ومحمد بن الحسن، وهو مطبوع بالروايتين، وهو أوثق كتاب في روايات أبي حنيفة.


  #6  
قديم 01-02-2013, 03:42 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم :
اخوتي واخواني في الله اروي لكم اليوم قصة الامام ابو حنيفة النعمان مع الفيلسوف والمتحدث الشيوعي والرواية تقول :
ان هذا المتحدث قد تغلب على جميع العلماء تقريبا الذين كانوا في زمن الامام ابو حنيفة ولقد كان متحدثا غاية في الدهاء والمكر وقد وصل به الامر ان دعا الامام ابو حنيفة لمناظرة دينية وعقائدية امام الناس
فوافق الامام على ان تكون المناظرة في اليوم التالي عند صلاة الضحى .
وفي اليوم الثاني اجتمع الناس وكان اولهم هذا المدعي الشيوعي (وكلنا يعلم ان الشيوعية مبدئها : لا اله والحياة مادة اي ان الدنيا خلقت صدفة)وجلس الناس ينتظرون ابا حنيفة النعمان ومرت صلاة الضحى ولم ياتي ابو حنيفة وكذلك مرت صلاة الظهر ولم يأتي ابو حنيفة وجاءت صلاة العصر ولم ياتي الامام ابو حنيفة وهنا قام هذا المتحدث الشيوعي وقال ان ابا حنيفة قد هرب من المناظرة لانه سمع عن هذا المتحدث وعن قوته وعن حجته في المناقشة وهنا ضاج الناس وبدأ يتسرب اليأس الى قلوبهم.
وقبل المغرب بقليل جاء ابو حنيفة النعمان فقال له الشيوعي :لما تأخرت يا ابا حنيفة ؟
فقال له ابو حنيفة:لقد حدثت معي حادثة غريبة .فكما يعلم الناس ان بين بيتي وهذا المكان يمر نهر صغير وعلى ضفاف النهر يوجد قارب صغير اعبر فيه كل يوم .
ولكن اليوم عندما اردت المجئ الى هنا ووصلت الى النهر وجدت ان القارب كان محطما فجلست تحت جذع الشجرة انتظر .وفجأة رايت ان الخشب بدأ يتجمع وان المسامير بدأت تعود الى امكنتها الى ان عاد المركب كما كان فركبت به وجئت الى هنا .
فابتسم الشيوعي ابتسامة نكراء وقال :ما هذه الكذبة يا ابا حنيفة مركب يجمع اشلائه بنفسه؟
وهنا تبسم الامام وقال له :انت تعجبت من مركب قد تجمعت اشلائه لوحدها ودعوتني كاذبا...؟ وانت تريد مني ان اصدق ان هذا الكون قد خلق من غير خالق؟
وهنا عرف هذا المتحدث الشيوعي مقدار نفسه وانسحب من المناظرة التي كان خصمه فيها الامام ابو حنيفة النعمان.
صدقا يا اخوتي كلما تذكرت هذه القصة اشعر وكاني اجدد ايماني
ويجب على كل مسلم فينا ان يقرأ ويستمع الى هؤلاء الائمة لانهم منارة ديننا الحنيف.
وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.





  #7  
قديم 01-02-2013, 03:44 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
معلمة جغرافيا واقتصاد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,503
معدل تقييم المستوى: 17
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي

 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:28 PM.