#1
|
||||
|
||||
حقائق فقهية تحتاج منا النظر والتدبر والتأمل فى ديننا الحنيف
من الأمور التى أدت الى تعقيد الأزمة السياسية المعاصرة بين جميع طوائف الأمة الاسلامية..مشكلة تحديد المصطلحات العلمية.فمشكلة المصطلح هى من أهم أسباب أزمتنا الفكرية المعاصرة...ومن هذه المصطلحات مصطلح مبدأ قومونى (المقاومة )..وبالنظر فى المعاجم اللغوية..وباستعراض مادة ( قام ).(وعرض )فىالمعاجم اللغوية نجد أن هذه المادة لها معان واستعمالات متعددة فهى تعنى : 1-المناقضة :أى مناقضة الاخرين فى كلامهم ومقاومتهم... 2-المعارضة :أى معارضة الاخرين ومناقضتهم فى أقوالهم وأفعالهم ... 3-المنع :أى منع المرء من اتيان المخالف والانكار عليه....... 4-الانتصاب :أى القيام للشىء والمراعاة والحفظ له...... واذا نظرنا لنصوص القران الكريم نحد المعنى متضمنا فى ألفاظ أخرى يدور معناها حول : 1-التنازع :قال تعالى (فان تنازعتم فى شىء فردوه الى الله والرسول.....)سورة النساء اية 59.. 2-الشجار :قال تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم...)سورة النساء .65- 3-المجادلة :قال تعالى (وجادلهم بالتى هى أحسن....) سورةالنحل اية .125.. 4-وليس أعم ولا أوضح من قوله تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن النكر وأولئك هم المفلحون ) سورة ال عمران اية .104.. -----فهذه الألفاظ جميعها روافد نبع منها مبدأ (قومونى )الذى يسيء اليه السواد الأعظم من الأمة اليوم.كما أنها تعنى أمر بمجابهة من ينكبون الجادة ويحيدون عن الطريق المستقيم..وازاحة المعوج والفساد والمنكر وقطع دابره من المجتمع...كما أنها تتضمن جميعها رسالتين هامتين هما : 1-رسالة وقائية :وتعنى أن يتم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ابتداءا دون انتظار لوقوع المنكر.. 2-رسالة علاجية :واعمالها بعد أن يقع المنكر ويرتكب الفعل المخالف والمحرم والمجرم .. -------أما فى مجال الممارسة السياسية :ثمة أمور تحكم هذا المبدأ يمتاز بها الفقه السياسى الاسلامى..عن الفقه السياسى الغربى : ----الأمر الأول :أن حرية التعبير والرأى ترتبط فى الأساس بمفاهيم الاسلام.. وتعبر عن منطق الأخلاق..والمصلحة العامة..وتتنفس فى جو سياسى تهيمن عليه روح الاسلام .وتصوره للوجود السياسى والاجتماعى.. ---الأمر الثانى :أن التصور الاسلامى لا يعرف اطلاقا فكرة التصور الغربى جماعة أو حزب من المناوئين المعارضين والقائم على تبادل الأدوار..ولعبة الكراسى... ---الأمر الثالث :انتفاء الارتباط بشكل معين من أشكال النظم السياسية..أوبذالك التنظيم الحزبى أوذاك فى الممارسة السياسية..فالفرد يقوم به دون اشتراط انتمائه أو عضويته فى حزب أو تنظيم معين ..وانما الباعث عليه هو ..الأمر الذى بعث الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم..وسائر الأنبياء والمرسلين..وهو الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر..فطرة كل انسان حتى ولو كان يعيش وحيدا منعزلا عن الناس جميعا فلا بد أن تأمره نفسه وتنهاه...وفى نفس الوقت عليه واجب أمر الأخرين ونهيهم وفقا لقواعد الشرع الاسلامى الحنيف .... ----أما فى التصور الغربى----فى جملة موجزة---- فيعنى ذالك التكتل الاجتماعى من جانب هيئة الناخبين أو ممثليهم لدفع الظلم الواقع من السلطات الحاكمة .نتيجة الاخلال بالقاعدة الدستورية اخلالا على درجة كبيرة من الجسامة..وذالك بقصد اكراههاعلى احترامها والامتناع عن مخالفة أحكامها..ومن ثم فهو يرتبط بذالك الشكل من النظام السياسى الذى تمارس من خلاله الحياة السياسية بين حزبين كبيرين رئيسين الاول على زمام السلطة ..والاخر خارجها وهو المعنى بمبدا قومونى (المقاومة ). وبالتالى يتجه الى ذالك التكوين الواقع خارج دائرة الحكم .ليعبر عن الاتجاه المعاكس للسلطة... ------أردت من هذه السطور المجملة اظهار عظمة تراثنا الأصيل...وتذكرة زملائى وزميلاتى بسمو هذا الدين الحنيف ..فبضاعتنا أصيلة وليست مستوردة من نظم سياسية لغيرنا.. ---------ونسالكم ..الدعاء...والراى....وشكرا.. |
العلامات المرجعية |
|
|