في يوم مولدك نتذكر

[abomokhtar]

بقلم/ تراجي الجنزوري
كلما هل الربيع وبرق فجر الثاني عشر منه تذكرت ميلاد الهدى والنور.. ميلاد الصدق والأمانة.. ميلاد العفة والطهارة.. ميلاد الرجولة والشهامة.. ميلاد العفو والصفح.. ميلاد الرحمة والعدل .
تذكرنا جميعا ً ميلاد الأخلاق الفاضلة.. والمعاملات الراقية
تذكروا.. تذكروا
نتذكر في يوم مولدك
نتذكر مصر كالحجر الأسود:
لا يستطيع فصيل واحد أن ينهض به.. فعلى الحركة الإسلامية أن تعي ذلك جيدا ً.. وعليها أن تسير على خطى الحبيب في هذا الأمر.. وألا تستأثر بالفضل والجاه وحدها .
في يوم مولدك نتذكر.. لو جاءنا خالد لقربناه:
وهو أن المعيار في الاختيار عند النبي (ص) للتقديم وللولاية.. هو الكفاءة والخبرة.. ثم تأتي الثقة بعد ذلك.. عكس ما نحن سائرون عليه.
فالمعيار عندنا في ولاية الناس.. هو من ولايته لنا وفقط.. سواء كان كفؤا أم لم يكن.. توافرت الخبرة فيه أم لم تتوافر .
وما حادث الهجرة منكم ببعيد.. يوم أن اختار عبد الله بن أريقط دليلا ً له على الطريق في أخطر رحلة.. وهو على غير الملة.. ولكن توافرت عنده الخبرة.. وكان كفؤا في هذه المهمة بجوار الثقة والأمانة
في يوم مولدك نتذكر أن .. ندعوا للناس ولا ندعو عليهم:
يأتي الطفيل بن عمرو الدوسي وقد يأس من قومه.. قائلا ً: يا رسول الله ادع على دوس.. فقال: "اللهم اهد دوسا ً وآت بهم مسلمين" .
في يوم أحد وقد فعلوا بهم الأفاعيل..وجاء الصحابة إلى النبي قائلين : يا رسول الله.. ادع على المشركين.. فقال: "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون"
وما يوم الطائف منا ببعيد.. يوم أن أدموه وقذفوه بالحجارة.. فكان هديه فيهم أن دعا لهم ولم يدع عليهم.
فأين نحن ؟!
في يوم مولدك نتذكر.. أن حكومتك كانت عفو وصفح ولم تكن انتقام:
وهذا ما كان يوم فتح مكة.. يوم أن قال لمن آذوه وأتعبوه وأخرجوه وكادوا ي***وه مع من فعلوا بأصحابه الأفاعيل "ما تظنون أني فاعل بكم".. قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم.. قال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" .
متى سيكون هذا ديننا وسبيلنا ؟
متى لا يكون التشفي طريقنا ؟
في يوم مولدك نتذكر.. وثيقة الدفاع المشترك:
والتي جمعت ولم تفرق..وحدت ولم تقسم..بين أفراد الوطن الواحد.. بين المهاجرين والأنصار.. بين المسلمين واليهود والأعراب .
في يوم مولدك نتذكر حلف الفضول:
الذي قلت عنه : "ولو دعيت لمثله في الإسلام لأجبت ".. إنه نصرة المظلوم وجبر المكسور وتفريج المكروب .
فأين نحن من إخواننا بسوريا؟
وأين نصرتنا لإخواننا بمالي؟
وأين.. وأين ؟
في يوم مولدك نتذكر.. أنك لم تعرف يوما ً المحسوبية:
" والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها "
في يوم مولدك يا سيدي نتذكر..أنك لم تعرف يوما ً الاستبداد السياسي:
"أشيروا علي َّ أيها الناس".. وتنزل على رأي الحباب بن المنذر يوم بدر.. وتأخذ برأي الشباب في أحد.. وتسمع لنصيحة سلمان الفارسي يوم الخندق.. وتأخذ برأي أم سلمة في صلح الحديبية: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ", "إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا" ولابد من تحقيق "والرسول قدوتنا" في أرض الواقع.