اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > القسم الأدبى

القسم الأدبى قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباءء والفلاسفة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-01-2013, 12:52 PM
محمود سلامة الهايشة محمود سلامة الهايشة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 164
معدل تقييم المستوى: 15
محمود سلامة الهايشة is on a distinguished road
Icon14 قصص ومسرحيات علمية للأطفال...بقلم/ محمود سلامة الهايشة


قصص ومسرحيات علمية للأطفال

بقلم
محمود سلامة الهايشة
(عضو عامل نادي أدب قصر ثقافة المنصورة، وعضو عامل أتيلييه المنصورة للفنون والثقافة)


مسكن الأرنب الجديد!

ظَلَّت الأرنبة تَجري هنا وهناك، تنظُر لهذا الجدار، وتشم المساقي الفخارية، والمعالف المعدنية، فسألها ابنها الصغير:
• لماذا تفعلين هكذا يا أمي؟!

فنظرت إليه مبتسمة:
• لكي أتعَرَّف على هذا المكان، فإنَّه جديد؛ حتى أكتشفه جيدًا، هيَّا بنا نبحث عن إخوتك، فإنَّهم تاهوا وسطَ صغار الأرانب الأخرى.

• وكيف نعرفهم وجميع الأرانب متشابهة في الشكل واللون؟!
• تعالَ معي، فأنا سأعرفهم من رائحتهم، التي تخرج من الغُدَد الموجودة في الحُويْصلات الشعرية تحت الفِرَاء.

• وكيف سيصل لنا أبي، ويعرف مكاننا؟!
• عن طريق حاسَّة الشم، بشمِّه لرائحة البول، لكن يا بني احتمال كبير أن يكونَ صاحبُ المزرعة الذي اشترانا اليومَ من السُّوق يحبس جميعَ الذُّكور الكبيرة في أقفاصٍ فرديَّة؛ حتى لا يتشاجروا.

• حتى أبي؟!
• نعم، وأنت عندما تكبر سيحبسك أنت الآخر.

• متى ذلك؟!
• إمَّا بعد فطامك مُباشرة، أو عندما تصل لسنِّ البلوغ.

• يا أُمِّي، إنِّي أرى صاحِبَ المزْرعة يقيس بالمتر أرضَ العنبر؟
• حتى يحدد كم أمًّا ستعيش هي وأبناؤها في العنبر؛ حتى لا يكونَ المكانُ مُزدحِمًا وضيقًا.

• آه، حتى لا تتشاجر الأُمَّات مع بعضهن.
• تمام، أنتَ الآن فهمت السبب، هيا بنا نأكل ونشرب الماء، ففيه بالتأكيد أحدُ أدوية الاستقبال، وَضَعه صاحبُنا؛ لأننا مُرهقين من النقل والسفر بالسيارة.

جرى الأرنب الصغير وراءَ أمه حتى وصلتْ إلى المعلفة، فبدأت تأكل وهو يقف ينظر إليها، فالتفتتْ إليه:
• لماذا تقف هكذا ولا تأكُل؟!
• هل ينفع أنْ آكل من هذا الغذاء؟!
• طبعًا، فأنت الآن قد بلغتَ ثلاثةَ أسابيع مِن عمرك، فلا بُدَّ أن تأكلَ؛ حتى تستعِدَّ للفطام عندما تبلغ خمسة أو ستة أسابيع حسب وزنك وحَجْمك وَقْتَها، فالغذاء يَجعل معدتك مُستَعدة لهضم الغذاء.

بعد أن أكلا وشربا، جلس الصغير بجوار أمه، وقال لها:
• أيمكن لنا أن نهرب مِن هذا العنبر؟!
• أتريد أن تهرب منه بهذه السرعة؟!
• نعم.
• نَهرب إذا كان هناك سبب.

نظرت له، فشعرت أنَّه غيرُ فاهم ما تقوله:
• يعني: يكون في المسكن فئران، أو أزعجتنا أو هاجمتنا حيوانات كبيرة، أو عاملنا صاحب المزرعة بشكل سيِّئ.
• أنا أرى بابَ العنبر غير مغلق جيدًا، فيمكننا الخروج منه بسهولة.
• هذا صحيح، ولكن يمكن أن يكونَ هناك سورٌ خارجي يُحيط بجميع عنابِر المزرعة، فيكون من السهولةِ الإمْساك بنا، ولا نستطيع الهُروب، بل يُعاقبنا صاحبنا بالحبْس أو الذَّبْح.

نظرت الأم لابنها الصغير، فوجدت النومَ قد غلبه، وراح في سبات عميقٍ.

بقلم
محمود سلامة الهايشة

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-01-2013, 12:55 PM
محمود سلامة الهايشة محمود سلامة الهايشة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 164
معدل تقييم المستوى: 15
محمود سلامة الهايشة is on a distinguished road
Thumbs up البقرة ولدت!!

البقرة ولدت!!

بقلم
محمود سلامة الهايشة
(عضو عامل نادي أدب قصر ثقافة المنصورة، وعضو عامل أتيلييه المنصورة للفنون والثقافة)


ظلَّت البقرة "تحذق" بين آونةٍ وأخرى، تضرب الأرض بأَرْجلها، تهزُّ ذَيْلها، تنظر إلى مؤخِّرتها، ظلَّتْ على هذه الحال طوال الليل.

في الصباح:
بدأ يسيل من "حياها" إفرازٌ "رمي" كَرِيه الرائحة؛ مما أزْعَجَ جاراتها في الحظائر المجاورة والمقابلة لغُرْفتها الخاصة بالمزرعة، فجاء لها بقرتان منهنَّ، دخلتا عليها فوجدتاها في حالة عصبيَّة شديدة، فلما رَأَتا عِجْلها الرضيع بجوارها، عرفتا أنَّها ولدتْ ليلاً، فقالتْ إحداهما للأخرى:
• آه، ولدتْ مساءً ليلاً، لم تستطعْ إخراج الأغشية الجنينيَّة من رَحِمها؛ لأنها هزيلة وضعيفة؛ فهي أوَّل مرة تحمل وتَلِد.
• هذا أكيد ويُمكن أن ولادتها كانتْ مُتَعسِّرة، أو حدَثَ ضَعف واختلال للانقباضات الرحميَّة.

فصاحتْ بهم البقرة التي تتألَّم من شِدة التَّعب والإعياء:
• تتحدثان معًا وتتركاني هكذا!

فالتفتتا إليها تسألانها:
• هل تناولْتِ السوائل الدافئة بعد الوضْع؟
• لا، لَم أتناولْ أيَّ شيءٍ، لكنِّي أشمُّ رائحةً كَرِيهة جدًّا، ولا أعرف السبب، أخاف أن تكونَ من عِجْلي الصغير.

فردَّتِ الأولى:
• لا تخافي، لَمَّا طال احتباس المشيمة داخل الرَّحم، بدأتْ في التحلُّل.

فاقتربت الثانية منها ووضعتْ رأسها على جِسْمها:
• ارتفعتْ درجة حرارة جسمكِ.
• هيَّا نسعفُها؛ لأنها سوف تُصاب بالتسمُّم.

فصاحتِ البقرة المتعبة:
• سأموت.
• اهدئي، لَم يمرَّ وقتٌ طويل على الولادة، الخوف إذا مَضَى 48 ساعة، فالتأخير يُسبِّب انقباضَ عُنق الرحم، وتَعذُّر إخراج المشيمة.

فتركتاها وخَرَجتا، ذهبتِ الأولى وبدأتْ تبحث في مَخزن العَلَف عن حبوب فول فلمْ تجدْ، لكنَّها عثرتْ على حبوب شعير، فقامتْ بغَلْيها، فحملتْ هذا المغْلِي ووضعتْه أمامها لتشربَه.

أما الثانية، فأحضرتْ من صيدليَّة المزرعة، قامتْ بِحَقْنها تحت جِلْدها.

فسألتها الثانية:
• لماذا تحقنينها؟ يَكْفي مَغلي الشعير.
• الحقنة زيادة في الْحَيطة؛ لنساعدها على نشاط الانقباضات الرحميَّة.

• هذه حُقنة الهيبوفيزين؟
• لا لَم أجدْه، بل هي حقنة بها 5سم3 من لوبوسترة.

• أين الطبيب البيطري؟
• سيأتي حالاً، فهو الذي أعطاني الحقنة، طلب منِّي حَقْنها حتى يَصِل.

دقائق ودخل عليهم كبيرُ الأطباء البَيْطريين، وهو أكبر الطلائق الذكور بالمزرعة، قام على الفور بإزالة الأقذار وبقايا الرَّوث العَلِقة بالحيا والمناعم، بواسطة محلول مُطَهِّر "بوتاسيوم برمنجنات 1: 2000"، ثم طهَّر يديه وذِرَاعيه بعناية ودَهَنهما بالفازلين، أدخل يده بمنتهى الرِّفق في الرحم، وخَلَّص الأغشية من الفلفات الرحميَّة الواحدة تلو الأخرى.

فبدأتْ إحدى البقرتين بالاقتراب منه؛ لمساعدته في السحب، فقال لها:
• الْجَذْب دون ***، الحذر؛ حتى لا يتمزَّق الرحم، أو يحدث نزيفٌ شديد.

بعد أن تأكَّد من سلامة الأغشية وعدم تمزُّقها، أو تَرْك جزءٍ منها داخل الرحم، غسَل الرحم بنفس المحلول المطهِّر الذي طهَّرَ به يدَه، دَفَع لبوس الإنتوزون داخل الرحم، ثم قال للبقرتين المعاونتين:
• تُحْقن في العضل لمدة ثلاثة أيام 5سم3 فيتامين أ د 3هـ.

• تمام يا دكتور، هل هناك أيُّ تعليمات أخرى؟
• تراقبْنَها، وتأخذن درجة حرارتها من وقتٍ لآخر، مع ملاحظة حالة الإفراز الرحمي.

• وماذا نقدِّم لها من طعام وشراب؟
• يجبُ أن يكونَ الأكل سهلَ الهضم نظيفًا، وتقدَّم لها الأعلاف الخضراء مع مُرَكزات الأعلاف؛ لتقوية الماشية، بالإضافة إلى الأملاح المعدنيَّة والأحماض الأمينيَّة.

هَدْهَد الطبيب على البقرة وهو يبتسم:
• حمدًا لله على سلامتكِ، أراكِ غدًا - إن شاء الله.

بقلم
محمود سلامة الهايشة
(عضو عامل نادي أدب قصر ثقافة المنصورة، وعضو عامل أتيلييه المنصورة للفنون والثقافة)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-01-2013, 01:04 PM
محمود سلامة الهايشة محمود سلامة الهايشة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 164
معدل تقييم المستوى: 15
محمود سلامة الهايشة is on a distinguished road
Icon114 اليوم 24 ساعة

اليوم 24 ساعة

بقلم
محمود سلامة الهايشة
(عضو عامل نادي أدب قصر ثقافة المنصورة، وعضو عامل أتيلييه المنصورة للفنون والثقافة)



دَخَل الولدُ على والده يسأله:
• يا "بابا"، كم عدد ساعات اليوم؟

فنَظَر له باستغرابٍ شديد:
• ألاَ تَعرِف؟!
• بلى، لكن أُريد أن أتأكَّد أنَّك تعرِف!

• هل تَمْزَح معي؟!
• لا واللهِ، لا أمزح، بل أتحدَّث بكلِّ جِد.

• اليوم (24) ساعة.
• أحسنتَ يا والدي، فمِن شروق الشمس إلى شروق الشمس في اليومِ التالي، يُقدَّر الوقت بـ (24) ساعة، الليل والنهار ينشأان مِن دوران الأرض حولَ محورها مِن الغَرْب إلى الشرق.

• مُمتاز يا ولدي، فاليوم هو تَكوُّر الليل والنهار.
• هذا ما يُعرَف باليومِ الشمسي.

• اليوم الشَّمسي!
• بلى، فهناك ما يُعرَف باليوم النَّجْمي واليوم القَمَري.

• هل أخذتَ هذا في درسِ العلوم بالمدرسة؟
• نعمْ، سأشْرَح لك، الأرضُ تتحرَّك حولَ الشمس وتتغيَّر مواقعها بالنسبة للنجوم، حركتها باتِّجاه الشرق، فإنَّ النجوم تبدو متحركةً نحوَ الغَرْب، فإذا أشرقتِ الشمس مع نجم في وقتٍ واحد، ففي اليوم التالي يخرُج النجم قَبلَ شروق الشمس بأربعة دقائق، فاليوم النَّجمي يعادل (23) ساعة و(56) دقيقة.

• طيِّب يا حبيبي، هذا اليوم النجمي، فماذا عن القمري؟
• القَمَر يتحرَّك كذلك حولَ الأرض من الغَرْب إلى الشَّرْق؛ أي: يتأخَّر غروبُه بمقدار (48) دقيقة، فيكون اليوم القمري (24) ساعة و(48) دقيقة.

• فتَح الله عليك يا بُني، لكن الإنسان لا يُعير اهتمامًا لليوم النَّجْمي أو القَمَري، فعَلاقاته الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة تعتمد على اليوم الشَّمْسي فقط.

• هذا صحيحٌ يا أَبتي، لكن بعض الأحياء تضبط نشاطَها اعتمادًا على اليوم النجمي واليوم القَمَري، إلى جانبِ اليوم الشمسي.

بقلم
محمود سلامة الهايشة
(عضو عامل نادي أدب قصر ثقافة المنصورة، وعضو عامل أتيلييه المنصورة للفنون والثقافة)
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-01-2013, 01:07 PM
محمود سلامة الهايشة محمود سلامة الهايشة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 164
معدل تقييم المستوى: 15
محمود سلامة الهايشة is on a distinguished road
Icon114 جدري الحوار!

جدري الحوار!

بقلم
محمود سلامة الهايشة
(عضو عامل بنادي أدب قصر ثقافة المنصورة، وعضو عامل بأتيلييه المنصورة للفنون والثقافة)


ظل "أدم" و"أدماء" الجميلان الصَّغيران يلعبان طوال النَّهار، حتَّى غربت الشمس عن المَرْعى، شعَرا أنَّهما متعبان ومريضان، فأدم أحسَّ أن درجة حرارته مرتفعةٌ، و"أدماء" شعرَتْ بألم شديدٍ في فمها وشفتَيْها، فذهب كلٌّ منهما إلى أمِّه يشكو وجَعه، فانطلقت كلُّ ناقة تجاه عيادة الجلمد (القطيع)، وبرفقتها صغيرها، في الطَّريق تقابلا، فتجاذبا أطرافَ الحديث إلى أن وصلوا جميعًا إلى العيادة، فوجدوا الطبيب واقِفًا وسط العيادة، فرحَّب بِهم، فحكت كلُّ واحدة منهنَّ عمَّا ألَمَّ بِولدِها "أدم" و"أدماء".

فاقترب الطيبُ من "أدم"، وطلب منه فتْحَ فمِه، فنظر يبحثُ في أسنانه:
• آه.. عمرك سنتان.

فسألَتْه أمُّه:
• وكيف عرَفْتَ عمره يا دكتور؟
• من أسنانه؛ فالأنيابُ تَظهر على الفكِّ العلوي.

اقترب من "أدماء" ليفتح فمها، فسبقته أمُّها قائلةً:
• عمرها ثلاث سنوات يا دكتور.
• نعم.. فالزَّوج الأول من القواطع اللَّبَنية سقط، وظهر المستديم منها على الفكِّ السُّفلي، لا بدَّ أن تعرفوا المعادلة السِّنيَّة؛ حتى تتعرَّفا على أعمار صِغاركم.

فحَص الطبيب جلدَ الجسم للصَّغيرين، ثم سكَتَ بعد انتهائه من الكَشف، فسألَتْه أمُّ "أدماء" بلهفة:
• ما بِهما يا دكتور؟!

فنظر إليها من تحت (النظارة) بهدوءٍ شديد:
• هما مُصابان بجدري الإبل.

فردَّت أمُّ "أدم":
• ومن أين جاءهما هذا المرض؟!
• هو يصيب صغارَ الإبل من عمر سنتين إلى ثلاثِ سنوات، لا تَخافا؛ فالصِّغار تُشفَى منه، وتكتسب مناعةً طوال حياتِها ضدَّه، فلا يُصابون به مرَّة أخرى.
• أيكون من المرعى؟!
• هو مشترَكٌ بين الإنسان والحيوان، فقد ظهر هذا المرضُ في كينيا كمرضٍ مُشترك بين الحيوان والإنسان؛ نتيجةَ شرب بعض الأفرادِ لبَنًا من حيواناتٍ مصابة، فظهرَتْ عليهم تقرُّحاتٌ في الفم والشَّفتين.
• أتقصد أنَّه انتقل للأولاد من الرُّعاة والحلاَّبين؟
• هذا جائز جدًّا؛ فهو ينتقل بالتلامس المباشر.
• هل ستنتقل العدوى إلينا؟
• في الغالب تُصاب الإبل بالجدري قبل أن تصل للثلاثة.
• وما أعراضُه؟
• تختلف فترة حضانة المرض بين 4 إلى 15 يومًا، يبدأ بعدها المرضُ في شكل حُمَّى معتدلة، تظهر البثرات على الغِشاء المخاطيِّ للشَّفتين، ويقوم الجمل بِدَعك شفتين ليخفِّف عنها، يؤدِّي إلى صعوبة في تناول الغِذاء، يصيب المرض أحيانًا الضَّرع، وحول الشرج، والفخذين، والأقدام.
• وما العلاج الآن يا دكتور؟!
• حَكُّ الجلد، وإحداثُ جروحٍ سطحيَّة بها، والتعاملُ معها.

بقلم
محمود سلامة الهايشة
(عضو عامل بنادي أدب قصر ثقافة المنصورة، وعضو عامل بأتيلييه المنصورة للفنون والثقافة)
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-01-2013, 01:12 PM
محمود سلامة الهايشة محمود سلامة الهايشة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 164
معدل تقييم المستوى: 15
محمود سلامة الهايشة is on a distinguished road
Icon114 1-2-3 (123)!

1-2-3 (123)!

بقلم
محمود سلامة الهايشة
(عضو عامل بنادي أدب قصر ثقافة المنصورة، وعضو عامل بأتيلييه المنصورة للفنون والثقافة)


كان أدهمُ جالسًا أمامَ التلفاز يُشاهد فيلمًا كرتونيًّا، لم يكُن في المنزل أحدٌ من أفراد الأُسرة سواه وأمه.
فجاءتْ أمُّه من المطبخ؛ لتطلَّ عليه، وقدَّمتْ له طبقًا ممتلئًا عن آخره (فيشارًا) - الذي يحبُّه أدهمُ كثيرًا - فوضعتْه أمامَه، فنظر لأمِّه وهو يبتسم نظرةَ رِضًا وسعادة، وبدأ يأكُل هذا (الفيشار) اللذيذ.
وتركتْه أمُّه ورجعتْ إلى المطبخ؛ لكي تكملَ تجهيزَ الغَداء لإخوةِ أدهم الموجودين في مدارسهم، ولوالده الموجود في عمله.
وظلَّ أدهم يشاهِد الكرتون المحبَّب إليه، وصوت التلفاز مرتَفِع، وعينه وأذنه على التِّلفاز، ويده تُمسِك بـ(الفيشار) وتضعه في فمِه، وفجأةً سمِع أدهم صوتًا مرتفعًا جدًّا لسقوط أطباق يأتي مِن ناحية حُجرة المطبخ، حيث توجد أمُّه، فقام من مكانه وجرَى مسرعًا لدرجة أنه ضرَب طبق (الفيشار) برجله فانقلبَ على الأرض، فدخَل المطبخ فوجَد بعضَ الأطباق والملاعِق تملأ أرضيةَ المطبخ، وأمُّه ملقاةٌ وسْطَها على الأرْض!!
فوقَف يبكي ويصرُخ، واقترب مِن أمِّه، يتكلَّم معها ولكنَّها لا تنطق، ورأى الدم ينزِفُ من رأسها التي جُرِحت، فقد فقدتْ أمُّه الوعيَ تمامًا.
رجَع الأبُ من عمله والأبناء مِن مدارسهم، فوجدوا بابَ الشقة مكسورًا ومشدودًا فقط، فدخلوا مفزوعين يبحثون عن أدهم وأمِّه، ولكنَّهم لم يجدوا أحدًا منهما داخل الشقة، ففَزِعوا بشدَّة، وازداد قلقهم عندما دخلُوا المطبخ فوجدُوا فيه فوْضَى عارمة، أطباق متكسِّرة، ووسْطَها آثارٌ للدِّماء!!
فخرَج الأب من الشقَّة يسأل الجيران في الشُّقق المجاورة عن زوجته وابنه أدهم، ولكن للأسف كانتْ إجابتهم: لا نعرف أين ذهبوا! فجميعهم كانوا في أشغالِهم، وأولادهم كانوا في مدارسِهم وجامعاتهم.
وَقَف الأب وأبناؤه في حَيْرة بالِغة يُفكِّرون، فنصَحَه أحدُ الجيران بأن يسأل حارسَ العمارة (بوَّاب العمارة) عنهما، فمِن الجائز أن يعرف أين ذهبَا.
فاستقلُّوا المِصعدَ وباقي الجيران نزَلوا على السُّلَّم مسرعين إلى حُجرة الحارس، مطرِقين عليه بابَه المغلَق، والأولاد تُنادي باسمه، ولكنَّه لم يردَّ عليهم، فبالتأكيد هو بالخارج، فأخْرج الأب هاتفَه الجوَّال، واتصل على رقْم الحارس، فردَّ عليه بعد فترة، فقال له الأبُ: أين أنت يا رجل؟! ألم ترَ زوجتي وابني أدهمَ اليوم؟!
الحارس: أنا معهما الآن يا أستاذ، نحْن في المستشفى، ومعي ابنُك أدهم، زوجتك تعِبَتْ ونُقِلت للمستشفى، وهي الآن ما زالتْ داخلَ غرفة العمليات، تُجري عملية الزائدة الدودية!!
أخَذ الأبُ نفَسًا عميقًا، وحمِد الله، ثم سأله: في أيِّ مستشفى؟ فأخبره الحارسُ عن اسمِ المستشفى؛ فركِب الأبُ سيَّارته، وبرفقته أولاده، وركِب الجيران سياراتهم، وانطلقوا جميعًا إلى المستشفى.
دخلوا المستشفى، فوجدوا الحارسَ جالسًا في صالة الاستقبال، ويجلس أدهم بجواره، وفي يدِه كيس بطاطس يأكُل منه، اشتراه له الحارس؛ لأنَّه جوعان، لم يأكلْ شيئًا منذ الصباح سوى بعضِ (الفشار) الذي لم يكن أكَلَه كلَّه.
فسأل الأبُ الحارس: أين زوجتي الآن؟ وقبل أن يتكلَّم الحارس، أخبرتْه إحدى الممرِّضات بأنَّها أجرَتْ عملية إزالة الزائدة الدودية، التي كانتْ على وشكِ الانفجار، وقد خرجت منذ دقائقَ من غُرْفة العمليات إلى غُرفة العناية المركزيَّة، حتى تُفيقَ من آثار المُخدِّر (البِنج)، ولن تراها إلا بعدَ ساعتين من الآن، ويمكنك الآن الانتظار في هذه الصالة، حتى تُنقلَ إلى غرفة أخرى.
فذهب الأبُ للاستعلامات؛ لكي يعرفَ مَن الذي أتى بزوجته للمستشفى، حيث إنَّ الحارس أخبره بأنَّه فُوجِئ بسيَّارة الإسعاف، وطلَب منه المسعِفون فتْح باب الشقة، حيث سمعِوا صوت بكاء وصُراخ أدهم خلْفَ الباب، ولأنَّه ما زال في الثالثة من عُمُره، فلم يستطيعْ فتح الباب، فطلَب الحارس منه أن يبتعدَ عن الباب؛ حتى يقوموا بكسْر الباب.
وبالفعل تمَّ "فسخ" الباب، فدخل المسعِفون، فوجدوا الأم ملقاةً على ظهرها في أرضية المطبخ، والدم يُحيط بها، فحملوها على النقَّالة بعد أن تأكَّدوا أنَّها ما زالتْ على قيْد الحياة.
أخَذ الحارس أدهمَ، وسحب باب الشقَّة "المفسوخ" دون أن يُغلِقَه بشكلٍ كامل.
فاندهش الأبُ جدًّا، فمَن إذًا اتصل بالإسعاف؟! فتوجَّه لموظَّف الاستقبال: هل زوجتي هي التي اتَّصلت بكم حتى تُرسِلوا سيارةَ الإسعاف؟!
فأجابه: لا، لا، الذي اتَّصل بنا هو طفلٌ صغير جدًّا، كان يبكي بكاءً شديدًا، ولم يُفهَم من كلامه شيءٌ سوى كلمات بسيطة كـ ماما، دم، مطبخ.
ففَهِمْنا أنَّ هناك مريضًا ولا يستطيع الكلام في الهاتف، فقام هذا الطِّفل بالحديث بدلاً عنه، وبالتأكيد هو ابنُك أدهم طالَمَا كان مع أمِّه في الشقة، ولكنَّ المسعفين عندما وصلوا وجدوا زوجتَك في حالة إغْماء كامل، وبالتأكيد لم تتحرَّك مِن مكانها منذ أن سقطتْ على الأرْض!!
فقال الأب: وكيف عرفتَ عُنوانَ الشقَّة؟!
فابتسم الموظَّف، وقال: يا أستاذُ، عن طريق إظْهار رقْم الطالب، فمِن خلال رقْم هاتِف شقَّتك عرفْنا العنوان بشكل دقيق، فالحمدُ لله أنَّ الاتصال جاء من هاتف أرْضي، وليس من هاتف جوَّال؛ حتى نتمكَّنَ من معرفة العُنوان.
مرَّت عِدَّةُ ساعات.
أفاقتِ الأمُّ من تأثير المُخدِّر، وبدأتْ تستوعب كلَّ ما يحدُث حولها، وتكلَّمت وعرَفت كلَّ ما حدَث لها، ولكنَّها لم تتذكر شيئًا منذ أن كانتْ تطبخ في المطبخ، وفجأة لم تشعرْ بشيء، فسألها زوجُها: مَن الذي اتصل بالمستشفى؟!
فسكتَتْ، وقالت: هل اتَّصل أحدٌ بالمستشفى؟! بالتأكيد هو أدهَم.
فابتسمتْ، وطلبَتْ أن ترَى أدهمَ، فأحضروه لها؛ فسألَهَا الطبيبُ الذي أجْرى لها العملية الجِراحية: كيف عرَف أدهمُ وهو في هذه السِّنِّ الصغيرة رقْمَ الإسعاف حتى يتَّصل به؟!
فنظرتِ الأم لأدهم، وقالت: يا أدْهَم، هل تعرِف رقْم المستشفى؟
فسَكَت أدْهم للحظة، وقال: المستشفي 1 - 2 - 3 (واحد - اثنين - ثلاثة).

فقالت الأم: أنا دائمًا كنت أُحفِّظه رقْمَ المستشفى.
1 - 2 - 3؛ أي: (123) رقْم الإسعاف!!

بقلم
محمود سلامة الهايشة
(عضو عامل بنادي أدب قصر ثقافة المنصورة، وعضو عامل بأتيلييه المنصورة للفنون والثقافة)
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-01-2013, 01:21 PM
محمود سلامة الهايشة محمود سلامة الهايشة غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 164
معدل تقييم المستوى: 15
محمود سلامة الهايشة is on a distinguished road
Icon114 الأرنب يشرب الماء!

الأرنب يشرب الماء!

بقلم
محمود سلامة الهايشة
(عضو عامل بنادي أدب قصر ثقافة المنصورة، وعضو عامل بأتيلييه المنصورة للفنون والثقافة)



دَخَلَ البيتَ، سألَ عن أُمِّه، أخبرتْه أُخْتُه بأنَّها في حوش تربية الأرانب، ذَهبَ إليها فوجدَها تضعُ البرسيمَ الأخْضر في معالف الأرانب، ألْقَى عليها التحيَّة، حاولَ تقبيلَ يدِها لكنَّها رفضتْ، تعلَّلتْ بأنَّها كانتْ تنظفُّ أقفاصَ الأرانب، نظرَ في القفصِ الذي يقفُ بجواره، فلم يجدْ ماءً للشرْب أمامَ الأرانب، فبدتْ عليه علاماتُ الدهشة، فقال لنفسِه: يجوز أنَّ أُمِّي رفعتِ الوعاء الفُخَّاري الخاص بماء هذا القفص، فبدأ يبحثُ في بقيَّة الأقفاص، فوجَدَ الأمرَ فيهم جميعًا، فنظر لأُمِّه:
• يا ماما، أنتِ لا تقدِّمين للأرانب مياهً للشرْب؟!
• لا أضعُ لهم الماءَ طوال أشْهر الشتاء.

• لماذا؟! لأن الرطوبةَ الموجودة في البرسيم شتاءً تكفي الأرانبَ؛ فلا تحتاجُ للمياه.

• لكن يا أُمِّي الرأْيُ الغالبُ أنه يجبُ تزويدُ الأرانب بالمياه في المساقي، بغض النظر عن محتوى العَلَفِ من الرطوبة؛ حتى لا يحدث نقْصٌ في الإنتاج بسبب نقْصِ المياه.
• يا ولدِي، في شهور الصيف يُحَتَّمُ عليّ أن أضعَ لهم المساقي؛ لأن درجة الحرارة مرتفعة جدًّا، مع قِلَّة توافُرِ العَلَف الأخْضر.

• جرِّبِي نصيحتي بتوفير المياه دائمًا أمامَ الأرانب، ستجدين تَحَسُّنًا واضحًا في الصحة العامة والإنتاجيَّة، فالأرانبُ يمكنها أن تفقدَ كلَّ الدهون الموجودة في جسمِها، ونصفَ المواد البروتينيَّة المكوِّنة لجسمِها وتبقى حيَّة، لكنَّها تموتُ حينما تفْقِدُ 10 في المائة من المياه الموجودة في جسمِها.

في تلك اللحظة دخلتْ أُختُه عليهم تصيحُ:
• يا ماما، يا أحمد، أين أنتم؟! أنا انتظرْتُكما أنْ تأْتِيَا، ولكنَّكم تأخَّرتما كثيرًا.

فردَّت أُمُّها عليها:
• تعالي، اسْمَعي كلامَ أخيكِ، يقول: أنَّه يجبُ وضْعُ المساقي للأرانب تشربُ وهم يأكلون البرسيمَ.

نظرتْ أُختُه له وكأنَّ دَلْوًا من الماء قدْ سُكِبَ عليها، رفعَتْ كَتِفَها مُعْلِنة استغرابَها الشديد:
• يا أحمد، طوال عُمْرنا ونحن نربِّي الأرانبَ دون مياه شربٍ أثناء تناولها البرسيم الأخْضر، فهي لا تشربُ إلا في الصيف فقط، هل الماء ضروري لها في الشتاء كالصيف؟
• الماءُ يعتبرُ أهمَّ مكونات خلايا جسم الأرنب.

فقاطعتْه:
• ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ [الأنبياء: 30].
• صَدَقَ مَن خَلَقَه، فدون الماء لا يمكنُ هَضْمُ المواد الغذائيَّة؛ كما أنَّ إفرازَ المواد الضارَّة من الجسم مع البول يعتمدُ بالأساس على توفُّرِ المياه بالجسم، هل تعرفان كم تمثِّلُ كميَّات المياه التي يحصلُ عليها جسْمُ الأرنب عند هضْمِ العَلَفِ واستخلاص المياه الموجودة فيه؟
أخَذَ ينظرُ لأُمِّه تارة ولأُخْتِه تارة أخرى، ينتظر منهما ردًّا على سؤاله، فلم تحرِّكْ إحداهُنَّ ساكنًا، فابْتَسَمَ ابتسامةً خفيفة:
• هي تمثِّل (10%) فقط من الاحتياج اليومي لمياه الشرْب، وبالمناسبة لا بُدَّ أن تعْرِفا معلومة مُهمَّة: احتياج الأرانب في الشهور الأُولَى من العُمر أكبرُ من احتياج الأرانب البالغة التي يمكنُها أن تتحمَّلَ نقْصَ مياه الشرب، بينما تتأثَّر الأرانب النامية بسرعة.

فنظرَ أحمد في عينِ أُمِّه، فوجدَ فيهما حيرة كأنها تريدُ أن تسألَ عن شيءٍ ولا تريد، فقال لها:
• ما الذي يحيِّرُكِ ويدورُ في رأْسكِ؟
• حسنًا يا ولدي، ما هي كمية الماء التي يجبُ أن نوفِّرَها للأرانب بالتحديد؛ حتى لا نزيد أو ننقص؟
• لا أنصحك بكميَّات محدَّدة تشربُها الأرانبُ؛ فهي متباينة لحدٍّ بعيدٍ، لكن يُنْصَحُ دائمًا بتوفير مياه الشرب في المساقي بشكلٍ مستمرٍّ أمامَها؛ لتشربَ هي ما تحتاجه منها تَبْعًا لظروف التربية، دون أن يتأثَّرَ نموُّها أو إنتاجُها.

فقالتْ أُختُه:
• يَعْني لا توجدُ أرقامٌ مُحدَّدة لتلك الاحتياجات؟
• تعتمد كميَّة المياه على حجْم الأرنب وعُمْره، درجة حرارة ورطوبة جَوِّ حظيرة الأرْانب، فمثلاً الأرنب من نوع النيوزيلندي الأبيض يشربُ حوالي (200 سم3) ماء يوميًّا، بينما الأرنب البوسكات الأبيض يحتاجُ (250 -350سم3) يوميًّا، الأنثى التي تزنُ (4,5 - 5,5 كجم)، ولها من الصغار سبعة في عُمْر (8) أسابيع - تستهلكُ حوالي (4) لترات ماء يوميًّا.

طلبتْ أُمُّه من أُخْتِه أنْ تذهبَ للمطبخ بسرعة، وتأتي بالسكين؛ حتى ت***َ أرْنبًا لأحمد، ف***تْه وطبختْه مع الملوخيَّة، فهي الأكْلَة المحبَّبة له، فجلستِ الأسرة كلُّها حولَ مائدة لتناول الغداء، فسألتْه أُمُّه:
• ما رأيك في الأرانب والملوخيَّة؟!
• جميلة جدًّا يا أُمِّي، تَسْلَم يداك، لكن في المرَّة القادمة ستكونُ أحسنَ عندما تشربُ الأرانبُ الماءَ.

بقلم
محمود سلامة الهايشة
(عضو عامل بنادي أدب قصر ثقافة المنصورة، وعضو عامل بأتيلييه المنصورة للفنون والثقافة)
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03-01-2013, 04:54 PM
فاى 11 فاى 11 غير متواجد حالياً
عضو مميز 2013
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 806
معدل تقييم المستوى: 12
فاى 11 is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك وجزاك خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:20 AM.