خطايا المعارضة العشرة

[abomokhtar]

بقلم/ حمادة نصار
ما من شك أنّ المعارضة المصرية قد فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أيّاً من أهدافها التي كانت تصبو إليها في الآونة الأخيرة.. وخاصة بعدما تجسدت تلك المعارضة في ما عُرف إعلامياً بما يسمى "جبهة الإنقاذ".
وهذا الفشل الذي تشير إليه كلمات قادتها حين يدعون مناصريها في الشارع إلي عدم اليأس والإحباط والقنوط.. وذلك في آخر مؤتمراتها والذي انعقد خصيصاً للتعليق علي نتيجة الاستفتاء الأخير علي الدستور.
لقد جاءت كلمات المتحدثين مسكونة بالمرارة مشبعة بالأسى مملوءة بالإحباط.. رغم محاولة الخطباء إظهار التجلد خوف شماتة الخصوم.
ويمكننا تلخيص أسباب هذا الفشل في عشرة أشياء.. وهي كالأتي:
١- اللجوء إلي استخدام ال*** في التعبير عن الرأي.. مما أدى إلي نفور جماهير الشعب المصري.. والتي تكره فكرة اللجوء إلي ال*** من أساسه.. وتكره كل من يرتبط بها من قريب أو بعيد.
وكان يمكن للمعارضة أن لا تتحمل وزر ما حدث من حرق المقرّات والاعتداء علي المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة.. لو أنّها استنكرت هذه الأفعال وتبرأت من فاعليها.. وأدانت كل من يلجأ إلي هذه الأساليب الهمجية والسلوك البربري في التعبير عن الرأي السياسي مع المختلفين معه سياسياً.
٢- بعض التصريحات التي صدرت من بعض قادة المعارضة والتي تتعلق بالشريعة.. حيث جاءت هذه التعليقات والتصريحات صادمة لشعور شعب يُعتبر الدين أحد مكوناته الأساسية.. لذا صنّف هؤلاء القادة أنفسهم في الشارع المصري بأنّهم ضد تطبيق الشريعة.. ولذا فهم ضد الدين الذي تمثله هذه الشريعة.
وهذا إن دلّ يدل علي جهل هذه المعارضة والتي لا تمتلك أرضية شعبية تُذكر إلا في فضاء العالم الافتراضي وعلي شبكة الإنترنت،فلو أنّها كانت تعايش الجماهير في الشارع لشعرت بنبض هذه الجماهير ولضبطت بوصلتها علي طموحاته وتطلعاته.
ثم إنّ الشعب بهذه المواقف الصادمة تأكد بما لا يدع مجالاً للشك أنّ من قادة هذه المعارضة من أكل علي موائد الغرب.. ثم جاء للتغوط في بلادنا.
٣- وقوع المعارضة في خطيئة الحشد الطائفي.. وذلك باتفاق مع الكنيسة علي تدعيم المعارضة بالأعداد اللازمة للاحتجاجات التي أزمعت المعارضة القيام به.. وقد دفع الظهور الطائفي الملحوظ (حيث إنّ الأقباط كانوا يشكلون النسبة الكبرى في تظاهرت الشارع التي تقودها المعارضة).. وهذا بدوره دفع إلي حشد مضاد للآلاف المؤلفة التي خرجت في مليونيات المؤيدين.
ولا أعتقد أنّ الكثير منهم ينتمي إلي الإخوان المسلمين أو إلي غيرهم من فصائل العمل الإسلامي.. وإنّما خرجوا نتيجة لخطأ المعارضة الجسيم وهو اللجوء إلي الكنيسة وإلي شعبها.. رغبة في الظهور إعلامياً في صورة أنّ الشعب برمته يعارض قرارات الرئيس.
٤- بعض التصريحات اللا مسئولة التي أطلقها بعض قادة المعارضة.. والتي انطوت بدورها علي نوع من الاستقواء بالغرب علي النظام المنتخب في مصر.. وهذا المسلك حرق المعارضة شعبياً وشكك كثيراً في وطنية قادتها.
بل وأكد المعني الذي يكرره مؤيدو الرئيس عن هؤلاء القادة بأنّهم يعملون وفق أجندات خارجية.. وأنّهم يمثلون الطابور الخامس باحتراف ومهنيّة لا يحسدون عليها.
٥- تحريض الجيش علي القيام بانقلاب عسكري ضد السلطة الشرعية التي جاءت عبر انتخابات شعبية حرة ونزيهة.. وهو شيء خطير لا يمكن أن يغفره الشعب للذين كانوا يهتفون منذ عدة شهور ضد المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم.
بل هم أصحاب براءة الاختراع للشعار المرفوع وقتها وهو "يسقط.. يسقط حكم العسكر".. فلماذا تغيرت مواقفهم وتبدلت شعاراته..م بل وطالبوا العسكر بالانقلاب علي الشرعية الشعبية ومصادرة إرادة الأمة.
٦- ظهور المعارضة بمظهر الداعي إلي استمرار الاضطرابات والفوضى.. وما يترتب على ذلك من المد في عمر الفترة الانتقالية وما يصاحبها من عدم الاستقرار والانفلات الأمني والسيولة السياسية.. مع علم المعارضة ما يمثله الاستقرار للشعب المصري.
الاستقرار الذي يُعتبر قدس الأقداس وسرّ الأسرار في أي عملية اقتصادية.. وهذا بدوره أدي إلي تآكل رصيد هؤلاء المعارضين في الشارع.. وخاصة بعدما نجحت المعارضة في ترسيخ صورتها لدي رجل الشارع البسيط أنّها تريد الفوضى ولا تولى الاستقرار المنشود أدني اهتمام.
٧- وكان التحالف مع الفلول هو إحدى الكبائر.. بل هو الإثم الذي يستوجب الكفارة والمعصية التي تستحق الغفران مهما كان الخلاف السياسي بين المعارضة وبين نظام الحكم القائم.. ما كان ينبغي علي المعاًرضة لو كانت شريفة أن تلجأ إلي هذا الخيار الذي لا يؤدي بالمعارضة إلا إلي طريق الانتحار السياسي.
وخاصة ًأنّ هؤلاء المعارضين هم أول من ابتكر واحتكر شعار العزل السياسي لفلول النظام البائد.. فكيف يستعينون بالفلول في معركتهم السياسية ضد النظام القائم؟!!.. هذا لغز يستعصى على الفهم.
٨- رفض الحوار الذي دعت إليه مؤسسة الرئاسة ووضع شروط تعجيزية مسبقة قبل الجلوس على مائدة التفاوض والحوار.
وهو ما أظهرهم في صورة المتعنت الذي لا يريد الوصول إلي حلّ للخروج من الأزمة الراهنة.. وإنّما يأتي التعنت مع الدعوة إلي الحوار رغبة في تطويع هذه الاحتجاجات واستثمارها سياسياً فيما بعد.
٩- استخدام الأكاذيب والافتراءت الممنهجة منها علي سبيل المثال.. توزيع مسودة محرفة للدستور ومحاولة وضع مواد غير موجودة في المسودة الأصلية بهدف توجيه الجماهير إلي التصويت "بلا".
خروج أحد قادة المعارضة في مؤتمر صحفي قبل بدأ الفرز في الجولة الأولي ليعلن أنّ الشعب قد صوّت علي الدستور"بلا" بنسبة فاقت الـ٦٠٪.. ثم أردف قائلاً "إنّ أي نتيجة تُعلن تخالف هذه النتيجة تُعتبر باطلة".. وقد كانت منه هذه الحركة كضربة استباقية علي طريقة الإخوان المسلمين في انتخابات الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة.
١٠- عدم قدرة المعارضة علي التفريق بين رئيس يتمتع بشرعية الصندوق.. وآخر لا شعبية ولا شرعية له غير شرعية الغاب.. والحصول علي القوت بالمخلب والناب!!!.. والعجز في التفريق بين من له شرعية ومن لا شرعية له تلخص فيً الشعارات التي رفعت أخيراً.. والتي تنادي "الشعب يريد إسقاط الرئيس".
فضلاً عن بعض التصريحات المنفلتة.. والتي كان البعض يتقيأها في وجوه المشاهدين في برامج التوك شو.. والتي دائما ً ما تلخصت في أنّ الرئيس بهذه القرارات قد فقد شرعيته.. وعلي هذا فقد أصبح المنصب شاغراً.. لا شك أنّ هذه تصريحات بعض المخمورين التي قد يُفهم منها ضمناً أنّ الصنف كان مغشوشاً.

[راغب السيد رويه]

جزاك الله خيرا وبارك فيك