|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
سليمان خاطر
سليمان محمد عبد الحميد خاطر (1961 - 1986) أحد عناصر قوات الأمن المركزي المصري كان يؤدي مدة تجنيده على الحدود المصرية مع إسرائيل عندما اصاب و قتل سبعة إسرائيليين في الخامس من أكتوبر عام 1985م.حياته سليمان محمد عبد الحميد خاطر من مواليد عام 1961 قرية أكياد في محافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية، و هو الأخير من خمسة أبناء في أسرة بسيطة أنجبت ولدين وبنتين قبل سليمان. في طفولته شهد سليمان آثار قصف القوات الإسرائيلية لمدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة في 8 أبريل سنة 1970. قام حينها القوات الجوية الإسرائيلية باستخدام طائرات الفانتوم الأمريكية،حيث قاموا بنسف المدرسة مخلفين 30 قتيلا من الأطفال، في حينها كان سليمان خاطر يبلغ التاسعة من عمره. قالت شقيقته في لقاء مع قناة الجزيرة الفضائية أن سليمان "جري بسرعة لمشاهدة ما حدث وعاد مذهولا مما رأي". التحق سليمان بالخدمة العسكرية الإجبارية، وكان مجند في وزارةالحربية بقوات الأمن المركزي. الحادثة الواقعة على الحدود القصة كما نشرت في جريدة الوفد المصرية أنه وفي يوم 5 أكتوبر عام 1985م وأثناء قيام سليمان خاطر بنوبة حراسته المعتادة بمنطقة رأس برقة أو رأس برجة بجنوب سيناء فوجئ بمجموعة من السياح الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته فحانتكخيفغتاكمغتافاىيفاا أجهزة وأسلحة خاصة فأطلق عليهم الرصاص. كانت المجموعة تحتوي 12 شخصا. تمت محاكمته عسكريا، وفي خلال التحقيقات معه قال سليمان بأن أولئك الإسرائليين قد تسللوا إلى داخل الحدود المصرية من غير سابق ترخيص، وأنهم رفضوا الاستجابة للتحذيرات بإطلاق النار. محاكمة سليمان سلم سليمان خاطر نفسه بعد الحادث، و صدر قرار جمهوري بموجب قانون الطوارئ بتحويل الشاب إلى محاكمة عسكرية. طعن محامي سليمان في القرار الجمهوري وطلب محاكمته أمام قاضيه الطبيعي، وتم رفض الطعن. وصفته الصحف الموالية للنظام بالمجنون، وقادت صحف المعارضة حملة من أجل تحويله إلى محكمة الجنايات بدلاً من المحكمة العسكرية، وأقيمت مؤتمرات وندوات وقدمت بيانات والتماسات إلى رئيس الجمهورية ولكن لم يتم الاستجابة لها. قال التقرير النفسي الذي صدر بعد فحص سليمان بعد الحادث أن سليمان "مختل نوعًا ما " والسبب أن "الظلام كان يحول مخاوفه إلي أشكال أسطورية خرافية مرعبة تجعله يقفز من الفراش في فزع، وكان الظلام يجعله يتصور أن الأشباح تعيش في قاع الترعة وأنها تخبط الماء بقوة في الليل وهي في طريقها إليه". بناء على رأي أطباء وضباط وقضاة الحكومة، عوقب سليمان لأنهم أثبتوا أن الأشباح التي تخيفه في الظلام اسمها صهيونية. بعد أن تمت محاكمة سليمان خاطر عسكريا، صدر الحكم عليه في 28 ديسمبر عام 1985 بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عامًا، وتم ترحيله إلى السجن الحربي بمدينة نصر بالقاهرة. بعد أن صدر الحكم علي خاطر نقل إلى السجن ومنه إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا، وهناك وفي اليوم التاسع لحبسه، وتحديداً في 7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندي سليمان خاطر في ظروف غامضة [1] أقوال سليمان خاطر في محاضر التحقيق يحكي سليمان خاطر ما حدث يوم 5 أكتوبر 1985 من خلال أقواله في محضر التحقيق فيقول: "كنت علي نقطة مرتفعة من الأرض، وأنا ماسك الخدمة ومعي السلاح شفت مجموعة من الأجانب ستات وعيال وتقريبا راجل وكانوا طالعين لابسين مايوهات منها بكيني ومنها عرى. فقلت لهم "ستوب نوباسينج" بالانجليزية. ماوقفوش خالص وعدوا الكشك، وأنا راجل واقف في خدمتي وأؤدي واجبي وفيه أجهزة ومعدات ما يصحش حد يشوفها والجبل من أصله ممنوع أي حد يطلع عليه سواء مصري أو أجنبي. دي منطقة ممنوعة وممنوع أي حد يتواجد فيها، وده أمر وإلا يبقي خلاص نسيب الحدود فاضية، وكل اللي تورينا جسمها نعديها. (وذلك في إشارة منه إلى حادثة كانت ما زالت حديثة حين استطاعت امرأة صهيونية أن تتحايل بالعري على أحد الجنود في سيناء، وتحصل منه على تردد أجهزة الإشارة الخاصة بالأمن المركزي هناك بعد أن ادخلها الشاليه المخصص للوحدة). قبل أن ينطق المحقق بأمر قال لهم أخيراً.." أمال انتم قلتم ممنوع ليه..قولوا لنا نسيبهم وإحنا نسيبهم". سأله المحقق: لماذا يا سليمان تصر علي تعمير سلاحك؟ وفى بساطة (ربنا يسامح اللي علمها له) قال.. لأن اللي يحب سلاحه يحب وطنه ودي حاجة معروفة واللي يهمل سلاحه يهمل وطنه. ـ بماذا تبرر حفظ رقم سلاحك؟ ـ الإجابة من أوراق التحقيق.. لأني بحبه زى كلمة مصر تمام. سجنه في رسالة من السجن كتب أنه عندما سأله أحد السجناء "بتفكر في إيه"؟ قال "أفكر في مصر أمي، أتصور أنها امرأة طيبة مثل أمي تتعب وتعمل مثلها، وأقولها يا أمي أنا واحد من أبنائك المخلصين.. من ترابك.. ودمي من نيلك. وحين أبكي أتصورها تجلس بجانبي مثل أمي في البيت في كل إجازة تأخذ رأسي في صدرها الحنون، وتقول: لا تبكي يا سليمان، أنت فعلت كل ما كنت أنتظره منك يا بني". في المحكمة قال سليمان خاطر "أنا لا أخشى الموت ولا أرهبه.. إنه قضاء الله وقدره، لكنني أخشى أن يكون للحكم الذي سوف يصدر ضدي آثار سيئة على زملائي، تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم". عندما صدر الحكم بحبسه 25 عامًا من الأشغال الشاقة المؤبدة قال: "إن هذا الحكم، هو حكم ضد مصر، لأن جندي مصري أدى واجبه".. ثم التفت إلى الجنود الذين يحرسونه قائلاً "روحوا واحرسوا سينا.. سليمان مش عايز حراسة". الوفاة قال تقرير الطب الشرعي انه انتحر، وقال أخوه لقد ربيت أخي جيدا واعرف مدي إيمانه وتدينه، انه لا يمكن أن يكون قد شنق نفسه لقد قتلوه في سجنه. وقالت الصحف القومية المصرية انتحار سليمان خاطر بأن شنق نفسه على نافذة ترتفع عن الأرض بثلاثة أمتار. ويقول من شاهدوا الجثة أن الانتحار ليس هو الاحتمال الوحيد، وأن الجثة كان بها أثار خنق بآلة تشبه السلك الرفيع علي الرقبة، وكدمات علي الساق تشبه أثار جرجرة أو ضرب. وقال البيان الرسمي أن الانتحار تم بمشمع الفراش، ثم قالت مجلة المصور أن الانتحار تم بملاءة السرير، وقال الطب الشرعي أن الانتحار تم بقطعة قماش من ما تستعمله الصاعقة. أمام كل ما قيل، تقدمت أسرته بطلب إعادة تشريح الجثة عن طريق لجنة مستقلة لمعرفة سبب الوفاة، وتم رفض الطلب مما زاد الشكوك وأصبح القتل سيناريو اقرب من الانتحار. ما أن شاع خبر موت سليمان خاطر حتى خرجت المظاهرات التي تندد بقتله..طلاب الجامعات من القاهرة وعين شمس وجامعة الأزهر و جامعة المنصورة .. طلاب المدارس الثانوية. في مشهد أخر في مكان ما، تسلم الإسرائيليون تعويضاً عن قتلاهم من الحكومة التي قالت عنها أم خاطر " ابني أتقتل عشان ترضى عنهم أمريكا وإسرائيل".
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
27عاما مضت على هذا اليوم ..يوم أن اطلق المجند المصري سليمان خاطر النار على القوات الإسرائلية بعد إستفزاه وسبه من قبلهم ، لا يزال سليمان خاطر يثير كثير من الأسئلة ..ويترك من خلفه ستارة داكنة من الغموض. قصة إغتيال الشهيد البطل المصري سليمان خاطر مازال يحيطها الكتمان ، من المتورط فيها وهل أعطي مبارك الضوء الأخضر لتخلص منه " عشان يخلص من وجع الدماغ " ام تم التخلص منه من عملاء الموساد الإسرائيلي بتسهيلات من عملاء الداخل . قليل هم من فتح ملف إغتيال البطل المصري المغوار سليمان خاطر ومنهم الكاتب الصحفي د محمد مورو ود أيمن نور في ثمانينيات القران المنصرم ، وتحديدا بعد إغتياله بأشهر قيلة في كتاب بعنوان " من قتل سليمان خاطر "ونشرته دارالمختارالإسلامي . أسماعيل جاد إسلامي جهادي مصري ، يتمتع بعين ثاقبة وقدرات بحثية جيدة ، تناول القصة من منظور جديد ومختلف ، بالإضافة إلي تحليله لما وقع عليه من أدلة وبراهين جديدة عن تفاصيل العملية ، نقدمها معه للرأي العام المصري والعربي . وفيما يلي قراءته للمشهد وكيف تمت عملية إغتياله : مدخل في الخامس من أكتوبر عام 1985م، طلع نجم كشهاب ثاقب من سماء مصر .. لم يلبث أن غيّب في غرفة من غرف مستشفى السجن الحربي .. ذلك هو الشهيد - كما نحسبه - البطل المسلم الأبي الحر الشريف الوفي لدينه وأمته " سليمان خاطر " هو سليمان بن محمد بن عبد الحميد بن خاطر الشرقاوي المصري رحمه الله تعالى آمين. ولد رحمه الله عام 1966م، في قرية أكياد البحرية، مركز فاقوس، محافظة الشرقية، لأسرة بسيطة متدينة، وكان هو أصغر إخوانه فهناك ولدين وبنتين قبله. وفي طفولته وهو ابن تسع سينين، عاين سليمان آثار قصف الصهاينة لمدرسة "بحرالبقر" الابتدائية المشتركة بمحافظته الشرقية في 8 أبريل سنة 1970م، قام حينها جبناء سلاح الجو الصهيوني باستخدام طائرات الفانتوم الأمريكية، وقاموا بنسف المدرسة مخلفين 30 شهيدا من الأطفال، وربما كانت هذه المشاهد من أهم ما أثر في بطلنا الذي كان حينها طفلا في التاسعة من عمره كما قالت أخته أن سليمان: " جري بسرعة لمشاهدة ما حدث وعاد مهبولا بما رأي". أكمل دراسته الإبتدائية والإعدادية والثانوية، وحصل على شهادة الثانوية العامة، وانتسب بكلية الحقوق جامعة الزقازيق، وألتحق رحمه الله مثل غيره بالخدمة العسكرية الإجبارية، وكان مجندا في وزارة الداخلية بقوات الأمن المركزي. أخبروه ألا يترك أحد يصعد إلي مكان الخدمة لأنه ممنوع وعندما فعل، حاكموه !!، وقالوا عليه مجنون. بداية قصة … وفي يوم 5 أكتوبر 1985م، وكان سليمان في موقع النقطة 46 التي أوكل إلى رجالها تأمين حدود مصر من ناحية خليج العقبة، ومراقبة المياه الإقليمية والشاطئ، والطريق الممتدّ من طابا إلى شرم الشيخ، مروراً بنوبيع، وقد وصفت النيابة العامة العسكرية التي حققت فيما بعد، مع بطلنا سليمان خاطر تلك المنطقة بأنها: "جبلية صخريّة شديدة الوعورة" وبالتالي، فلا يمكن لأحد أن يخلط بينها وبين المناطق السياحية ليبرّر تواجد الصهاينة فيها، إنها منطقة غير سياحية، ولا يجوز اعتبارها غرضاًسياحياً، بل إن أقرب مكان سياحي لها، يقع على بعد 21 كم جنوباً و46 كم شمالاً. وكان بطلنا سليمان خاطر آمراً لتلك النقطة المزوّدة بوسائل اتصال القطعات التي تتمركز في القطاع /جـ/ حسب تقسيم معاهدة العار ( كامب ديفيد ) للمنطقة، وقد أعطي مدفعاً رشاشاً لحمايتها، مع الأمر بعدم السماح لأحد بالدخول إلى ذلك المركز إلاّ بإذن، مهما كان شأنه. كان الوقت بعد الغروب بقليل، وقد أخذ الليل يزحف على تلك الهضاب الصخرية الجرداء منذراً بحلول ظلام كثيف وطويل .. وفجأة، أخذت أخيلة تتراقص أمام عينيّ البطل، زاحفة نحوه بأعداد كبيرة، ولاحت له بينها أجساد عارية لنسوة ورجال، أخذ يرقبها وهي تتقدم حتى إذا أصبحت على مدى قريب منه، وزاوله الشكٍ باليقين بأنها إنما تقصده وتقصد بالأخص نقطته التي كلّف بحمايتها ومنع أحد من دخولها، صرخ يأمر المتقدمين بالتوقف مخاطباً إياهم باللغة الإنكليزية قائلا: "stop no passing" لكنه عرف من أشكالهم وعريهم أنهم غرباء، ولكنهم لم يتوقفوا .. واستمروا في سيرهم المريب، حتى إذا لم يدعوا أيّ مجال للانتظار، أطلق النار في الهواء محذّراً، ولكنهم سخروا من تلك النار -وكانت هناك قبله حادثة كانت مازالت حديثة حين استطاعت امرأة صهيونية أن تتحايل بالعري على أحد الجنود في سيناء، وتحصل منه على تردد أجهزة الإشارة الخاصة بالأمن المركزي هناك بعد أن ادخلها الشاليه المخصص للوحدة ! فوجهها بطلنا نحوهم نيران رشاشه- بعد أنفرغ صبره، وبعد أن رأى بعضهم يبصقون باتجاهه، وباتجاه العلم المصري - فكان أن قتل سبعة منهم وجرح اثنان(1). عمالة النظام .. وبعدد ساعات من " الحادثة "، صبيحة السادس عشر 1985م، صرح المرتد الخائن حسني مبارك -قبحه الله -، أنه "في غاية الخجل" بسبب قيام جندي مصري بفتح النار على مجموعة من الصهاينة اخترقوا الحدود المصرية مما أدى إلى مقتل سبعة منهم. صدى الحدث فـي " الدولة اللقيطة ـ إسرائيل ـ " وأعلن "شيمون بيريز" رئيس الوزارة الصهيوني قبوله للتبريرات المصرية قبولاً مؤقتاً بانتظار خاتمة الأمر ونتيجة المحاكم، فالصهاينة يريدون عقوبة صارمة لكي تكون درساً في المستقبل لمن تسوّل له نفسه أن يخرج على سيادة إسرائيل، حتى لقد ذهب بعضهم إلى المطالبة بإجراءات فورية وموجعة لضمان سلامة الصهاينة أينما وجدوا، وأن دماء الإسرائيليين لدى "آرئيل شارون" بطل مجزرة صبرا وشاتيلا لا يمكن أن تذهب هدراً، ودعا بعضهم إلى تجريد المنطقة /جـ/ من الأسلحة. وخطط البعض لاغتيال القنصل المصري في إيلات، ودعا البعض الآخر لإلغاء معاهدة "كامب ديفيد" لأن السلام الصهيوني المصري زائف، ومكلف في الوقت نفسه. خسة النظام المصري العميل !! وسلم سليمان خاطر نفسه، وبدلا من أن يصدر قرار بمكافئته علي قيامه بعمله، صدرقرار جمهوريا -مستغلا سلطاته بموجب قانون الطوارئ- بتحويل البطل إلي محاكمة عسكرية، بدلا من أن يخضع على أكثر تقدير لمحاكمة مدنية كما هو الحال مع رجال الشرطة بنص الدستور الوضعي المصري. والعجب أن سليمان خاطر من رجال الأمن لا من رجال الجيش، فالمحكمة المختصة بالنظرفي دعواه إذاً هي محكمة مدنية، والنيابة العامة أو من يمثلها هي من يخوللها وفق القانون المصري الوضعي أن يقوم بالتحقيق الأوّلي في الموضوع، إلاّ أن المسؤولين المصريين كانوا متأكدين من أنّ القضاء المصري سيبرئ ساحة هذا البطل لأنه لم يفعل سوى القيام بواجبه، وأن من الممكن أن تنشر أمامه أي أمام القضاء أمور لا يحبّ المسؤولون أن تعرف، فقد فجّر الشهيد سليمان خاطر – رحمه الله - قضيّتين خطيرتين: الأولى : تتعلق بالمهمات التجسّسية التي تقوم بها النساء الصهيونيات العاريات أوشبه العاريات على نقاط الحدود المصرية أشباه تلك المرأة الإسرائيلية التي عملت كما يقول خاطر: "عملت سكرانه ومسطوله ودخلت ونامت في شاليه فيه جهاز إشارة، وطبعاً دي جايه مأمورية وأخذت التردد أكيد، ومشيت، وكلهم بيطلعوا مأموريات واحنا بنطلع مغمّضين". أما القضية الثانية : فهي ارتباط معظم ضباط وجنود الأمن المركزي في سيناء بالصهاينة، ويقول سليمان هنا: "كلّه عمال يشتغلوا مع الأجانب وحيضيّعوا البلد، شغّلوا عليهم المخابرات وشوفوا همّه بيروحوا فين". لقد فات الشهيد سليمان أن المخابرات المصرية لم تكن مغمضة العينين أوجاهلة بواقع الأمر، إلا أنها لم تكن، في الحقيقة، مستاءة من هذه القضايا بل لعلها كانت تشجعها بتوجيه من المتصهينين للمسارعة في تطبيع العلاقات. إذاً فالنظر أمام القضاء العادي بموضوع سليمان خاطر يحتوي على كثير من المخاطر، فقد يركب القضاء الموجة الوطنية التي ركبتها المعارضة المصرية نتيجة لفعل رقيب الشرطة هذا، فتأتي العواقب وخيمة، لأنها قد تحرك السوط الصهيوني هناك، على ظهور المسؤولين المصريين الذين ليس من شبيه لهم. وقام محامي سليمان بالطعن في القرار الجمهوري وطلب محاكمته أمام محكمة مدنية، وبالطبع تم رفض الطعن. وصفته الصحف القومية "بالمجنون"، وقادت صحف العارضة حملة من اجل تحويله إلى محكمة الجنايات بدلا منالمحكمة العسكرية، مؤتمرات وندوات وبيانات والتماسات إلى رئيس الجمهورية ولا من مجيب. وقال التقرير النفسي الذي صدر بعد فحص سليمان بعد الحادث أن سليمان "مختل نوعا ما"، والسبب أن "الظلام كان يحول مخاوفه إلي أشكال أسطورية خرافية مرعبة تجعله يقفز من الفراش فيفزع، وكان الظلام يجعله يتصور أن الأشباح تعيش في قاع الترعة وأنها تخبط الماء بقوة في الليل وهي في طريقها إليه". وبناء على رأى أطباء وضباط وقضاة وكلاب الحكومة، عوقب سليمان لأنهم أثبتوا أن الأشباح التي تخيفه في الظلام اسمها صهيونية. وفي المحكمة … وهكذا وفي هذا الجو المشبع بالإحباط استمرت محاكمة سليمان خاطر حتى يوم 7/12/1985م، حيث أجلت المحكمة القضية إلى جلسة يوم 22/12/1985م للنطق بالحكم. وفي جلسة علنيّة نسبياً "إذ حالت قوى الأمن دون وصول الجماهير إلى قاعة المحاكمة" أصدرت المحكمة العسكرية العليا في السويس والمؤلفة من اللواء مصطفى دويدار "رئيساً" وعضوية اللواء محمد خورشيد والعميد محمود عبد العال، والمقدم يحيى قاسم حسن بصفته ممثلاً للادعاء، أصدرت هذه المحكمة يوم 22/12/1985م بحضور المتهم وهيئة الدفاع حكمها بالقضية رقم 142 لعام 1985 جنايات عسكرية السويس، وقضى الحكم بالسجن المؤبد للبطل سليمان خاطر مع الأشغال الشاقة. وما أن سمع الشهيد سليمان خاطر الحكم حتى صاح قائلا: "أن هذا الحكم، هو حكم ضد مصر، لأن جندي مصري أدى واجبه"، ثم التفت إلى الجنود الذين يحرسونه قائلا: "روحوا واحرسوا سينا، سليمان مش عايز حراسة، سليمان مات" وقال -رحمه الله - : "أنالا أخشي الموت ولا أرهبه .. أنه قضاء الله وقدره، لكنني أخشي أن يكون بالحكم الذي سوف يصدر ضدي أثار سيئة علي زملائي، تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم". ومن العجب أن سليمان خاطر صار آخر جندي أمن مركزي متعلم!!، وكان حاصل على الثانوية العامة، ومنتسب بكلية الحقوق جامعة الزقازيق، وبسبب نخوته ورجولته وعمليته الشجاعة ضد الصهاينة، تغيرت سياسة الدولة ليصبح أختيار جنود الامن المركزي مقتصرا على الأميين فقط. الحكم قرار سياسي وللحقيقة والتاريخ فإن الحكم على الشهيد سليمان خاطر لم يكن غير قرار سياسي أعلنته فقط محكمة مشكلة خصيصاً لهذا الغرض، ولا أدلّ على ذلك من استعدادات الدولة قبل صدوره لمواجهة النقمة الجماهيرية، وتهديد اللواء أحمد رشدي وزيرالداخلية في اليوم التالي لصدور الحكم، باستخدام قانون الطوارئ، مما يشيرأيضاً إلى مأزق النظام، من جراء ذلك الحكم الجائر. أما الأحزاب في مصر، فقد كانت متخلفة جداً عن الجماهير، إذ رفعت الأيدي بالشكر لله الذي أنقذ سليمان خاطر من حكم الإعدام !!، ورأت في الحكم تعبيراً عن اقتناع المحكمة بأن سليمان خاطر جنديٌّ قام بواجبه وإن كان قد تجاوز حدّ الدفاع، وأنه -أي الحكم- ينفي عن سليمان خاطر صفة الإرهاب أوالقتل العمد للصهاينة. التخطيط لقتل البطل .. وبعد أن صدر الحكم عليهتم ترحيله الي السجن الحربي بمدينة نصر بالقاهرة، وهناك وفي اليوم التاسع لحبسه وتحديدا في 7 يناير 1986م، وفي داخل زنـزانته الانفرادية في السجن الحربي، وفي مساء الجمعة الثالث من كانون الثاني عام 1986 أي بعد أسبوع واحد من صدور الحكم الظالم بدأ مسلسلا الأحداث الذي انتهى بالإعلان عن انتحار بطل سيناء. ففي ذلك المساء، وحسب ما تناقلته وكالات الأنباء العالمية وبثّته إذاعة لندن، دخل إلى زنـزانة سليمان خاطر صحفي إسرائيلي يحمل كاميرا، بحجة إجراء حديث صحفي معه، وخرج الصحفي دون أن يجري الحديث لكن بعد أن أصاب سليمان في رأسه إصابات خطيرة بالكاميرا. وفي اليوم التالي تمّ نقل سليمان خاطر إلى مستشفى السجن الحربي، والسبب الرسمي المعلن لهذا الانتقال هو علاجه من مرض البلهارسيا والذي أكدت أسرته ورؤساؤه ومرؤوسوه أن سليمان لم يكن مصاباً به. والمرجّح أن زيارة الصحفي الصهيوني للشهيد سليمان خاطر في زنـزانته لم تكن بهدف إجراء حديث صحفي معه، بل بهدف معاينة الزنـزانة والبحث في صلاحيتها لخطوة قادمة كان يجري التخطيط لها في أعلى المستويات. وجاء تقرير الدولة كعادتها .. وخرجت علينا الصحف القومية العميلة "بمانشيتات" التي تحمل إمضاء أمن الدولة وتقول": انتحر بعد أن شنق نفسه على نافذة ترتفع عن الأرض بثلاثة أمتار"، وقال تقرير الطب الشرعي انه انتحر، وحسبنا الله ونعم الوكيل في الظالمين. وقالوا في البيان الرسمي أن الانتحار تم بمشمع الفراش، ثم قالت "مجلة المصور" أن الانتحار تم بملاءة السرير، وقال الطب الشرعي أن الانتحار تم بقطعة قماش من ما تستعمله الصاعقة. وأمام كل ما قيل، تقدمت أسرته بطلب إعادة تشريح الجثة عن طريق لجنة مستقلة لمعرفة سبب الوفاة، وتم رفض الطلب مما أكد قصة مقتله رحمه الله. وقال أخوه:"لقد ربيت أخي جيدا، وأعرف مدي إيمانه وتدينه، انه لا يمكن أن يكون قد شنق نفسه، لقد قتلوه في سجنه". وقد خطب الشيخ أحمد القطان الكويتي خطبة مزلزلة سمها "لماذاقتل سليمان خاطر ؟؟" موجودة على موقع طريق الإسلام على الشبكة العنكبوتية، وهي خطبة قوية ننصح بسماعها(2). اكتشاف الجريمة … إلاّ أن الطبيبين مجدي زعبل، وعبد المنعم عبد الهادي اللذين شاركا في غسل جثمان الشهيد أبديا الملاحظات التالية: 1ـ وجود آثار خنق بسلك حاد قطره 3 ملم، ظهرت آثاره حمراء حول الرقبة مكذبة الرواية الرسمية من أن الشهيد سليمان خاطر انتحر بشنق نفسه بشرشف السريرالذي كان يرقد عليه. 2ـ وجود آثار سحجات في الرقبة. 3ـ وجود آثار كدمات في أعلى الفخذ الأيمن. 4- تجمعات دموية في عينيه وهو ما يتعارض مع ادّعاء الانتحار، لأن وجود هذه الأعراض يؤكد أن الشنق قد تمّ والجسد في وضع أفقي، وبالتالي ينفي حالة الانتحار. 5ـ تقلّصات في الأطراف العليا والسفلى، وهذا يتنافى مع أعراض الشنق، لأنه في الشنق الرأسي يكون الجسد في حالة ارتخاء. 6ـ وجد الفم مغلقاً واللسان غير متدلٍّ، وهذا ينفي حالة الشنق الرأسي ويؤكدالعكس: أي أن عملية الشنق تمّت في السرير، أو على الأرض. يعني في وضع أفقي. 7ـوجدت في أظافر الشهيد آثار لحم بشري، ممّا يدلّ على أنه قاوم قاتليه بشراسة لا مثيل لها. وأما أم الشهيد … أما أمه الصابرة المحتسبة فيذكرنا صنيعها بالخنساء، التي جاءها نبأ أستشهاد أبنائها الأربعة فلم تزد على القول:"الحمد لله الذي أكرمني باستشهادهم". هكذا كانت أم سليمان خاطر صورة عن تلك النسوة، فعندما علمت بالحكم الجائر، أجهش ابنها الكبير عبد المنعم بالبكاء، فصرخت تنهره قائلة: " ما تعيطش(3) يا منعم .. أخوك راجل يا ضنايا .. واللي قتلهم أعداءنا .. أخوك مارضيش يطاطي ويبقى جسر يعدو عليه العدوّين .. أخوك ما سابش سلاحه وما فرّطش فيه". وبعد استشهاده .. وما أن شاع خبر موت الشهيد البطل سليمان خاطر حتى خرجت الجموع المسلمة في مظاهرات عارمة تندد بقتله، وخرج طلاب الجامعات، وكذلك طلاب المدارس الثانوية. وفي قريته أكياد البحرية الواقعة على بعد 45 كم شرقي الزقازيق، شيّع البطل الشهيد سليمان خاطر -تقبله الله في عليين- في جو من الحزن العميق شمل الأقطارالإسلامية كافة. وفي مشهد أخر في مكان ما، تسلم الصهاينة تعويضاً عن قتلاهم من الحكومة المرتدة التي قالت عنها أم سليمان خاطر حفظها الله:"أبني أتقتل عشان ترضى عنهم أمريكا وإسرائيل". وهتف الناس في الشوارع، انقل لكم بعضها كما قيلت باللغة العامية المصرية، "الشعب هياخد التار … الصهيوني ده غدار" و"المعقول المعقول … إن سليمان مات مقتول" و"سليمان قالها في سينا … قال مطالبنا وقال أمناينا" و" سليمان خاطر يا شرقاوي … دمك فينا هفيضل راوي" و "سليمان خاطر قالها قوية … الرصاص حل قضية" وكانت أجمل الهتفات "سليمان خاطر مات مقتول … مات علشان مقدرش يخون". وقد أثنى عليه المجاهدون في إنحاء المعمورة وعلى رأسهم حكيم الأمة الدكتور أيمن الظواهري نصره الله، منها في شريط "مجزرة غزة وحصار الخونة": "أقول للغيارى الأحرار في الجيش إن لكم في سليمان خاطر أسوة وقدوة، والمجرم الخائن يستخدمكم لتخونوا دينكم وتحاصروا إخوانكم فحتى مدى ستظلون جنوداً للشيطان؟". وقال في "رسالة الأمل والبشر لأهلنا في مصر" الحلقة الرابعة قال: "إنّ الجيش المصري مليءٌ بالأحرار والشرفاء والأوفياء لدينهم وأمّتهم، أليس الجيش المصري هو الذي كان في صفوفه خالد الإسلامبولي، وعطا طايل، وحسين عباس، وعبد الحميد عبد السلام، وعصام القمري، وسليمان خاطر، رحمهم الله؟ ولكن للأسف تمكّن مبارك والأمريكان من أن يسلِّطوا على ذلك الجيش قيادةً تابعةً لهم". رحم الله الشهيد البطل سليمان خاطر، وأسكنه فسيح الجنان، مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحيين، وحسن أولئك رفيقا.
__________________
آخر تعديل بواسطة abomokhtar ، 24-12-2012 الساعة 11:04 PM |
#3
|
|||||
|
|||||
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|