حقوق المرأة..على سُلَّم النقابة!

[abomokhtar]

ألم أقل من قبل وفي نفس المكان أن إعلامنا أعور في معظم تجلياته؟ وأننا مهما حاولنا أن نزيل ما عليه من تكلسات رزحت على روحه لسنين طويلة لن ننجح إلا بمعجزة من السماء؟
الآن يمكنني تصحيح مقولتي تلك.. بل وأعتذر عنها لكل من قرأها وشعر أنني متجنية..
الآن فقط أستطع القول بأنه على وشك العمى.. بمعنى أنه يركز بصفاقة على ما يحب أن يشغل به الناس ويتكتم على ما لا يجب أن يراه الناس، فالحكاية صارت حكاية أهواء ومذاهب، الحكاة صارت شر نابع من الأعماق لا ستطيع الشرفاء إيقاف سيوله.
انهم مثل الحيوانات المفترسة، يخترعون الفريسة إن لم يجدوها، لو شاءوا، يضخمون ويهللون يصرخون وينددون "اللهم رحمتك يا رب"!!
ما يجعلني أشعر بهذه المرارة ما حدث على سلم نقابة الصحفيين صعودا حيث واجهتني عدة نساء اصطففن على الواجهة، ترفعن شعارات معارضة التمييز ضد المرأة، ورفض زواج القاصرات ومعها لاءات كثيرة عن الدستورية وغيرها!!
هؤلاء النساء (عددهن لا يربو على عدد أصابع اليدين) تلقفتني إحداهن وبعض بقع الألوان الزيتية تلطخ وجهها المنهك وشعرها المنكوش صارخة "لا للتمييز ضد المرأة" وطلبت مني أن أنضم إليهن خاصة والكاميرات والوكالات تتابعهن بشغف، قلت لها: فلندع أولا لعدم التمييز ضد الرجل أيضا، تعجبت المرأة وفتحت فمها فقلت مؤكدة: يجب مناهضة العنصرية والتمييز ضد الإنسان بشكل عام لا المرأة فقط.. فالمرأة في مصر أخت الرجل تأخذ حقها بعلمها وأخلاقها و..إلخ
قالت وزواج القاصرات؟ قلت: ما عمرك؟ (لم تجبني طبعا فعمرها فوق الثلاثين وقد استنبطت سؤالي التالي) فعدت لأسألها: أنت متزوجة؟ قالت لا، قلت لها فكيف تتزوج بنت ال11 عاما يا عزيزتي؟ إنها شعارات خائبة، والمرأة في مصر لا قلق عليها، قالت: هو (هيبقى في امرأة في زمن الإخوان؟) وهنا هرعت وسائل الإعلام باتجاهنا رفضت الحديث لأنني أرى أن مثل هذه الوقفات تضيع الوقت والجهد، وقبل أن أصعد قلت لها: أليس انتقاصا من شأنك كمثقفة أن تقولي مثل هذا الكلام وتفكري بمنطق الإقصاء وافتعال المشاكل العنصرية والفئوية في وقت مصر بحاجة لكل مخلص؟
وقفت قليلا وكأن كلامي لمس شيئا بداخلها.. تركتها وصعدت درجات السلم الباقية إلا إنني سمعت صوتا يقترب منها في حماس قائلا: أنا (...) من وكالة أنباء رويترز، ما رأيك في ال*** والتمييز ضد المرأة ومن الداعي لهذه الوقفة؟ فإذا بصوتها "يلعلع".. ورأيت حواري معها كلاما .. كلاما يطير في الهواء!
صفاء البيلي