|
#1
|
|||
|
|||
![]()
الحج عند غير الكتابيين:
الأركان الأربعة ص285: أما الديانات الهندية- بما فيها من البوذية و الجينية و البرهمية- فقد كثرت فيها المشاهد و المعابد و الأمكنة المقدسة المقدسة من النواحي و الأطراف كثرة فاحشة بطبيعة الحال، و هي الأمكنة التي يرون لها شرفا عظيما و قدسا خاصا، و يعتقدون فيها بركة لما حدث فيها من الوقائع العظيمة، و أكرم فيها بعض عظمائهم بالقرب أو الكلام أو الوصول و المعرفة، أو تجلت فيها بعض آلهتهم- كما يزعمون- تجليا خاصا، و كثرت فيها الأعياد الدينية و المواسم و الأسواق، التي انصبغت بصبغة الدين. و أكثر هذه المشاهد و الأمكنة المقدسة على ساحل نهر الكنج المقدس، يجتمع فيها أهل البلاد في عدد هائل، للاغتسال في النهر المقدس، و منها ما يجتمعون فيها سنويا، أو عدة مرات في السنة، و منها ما يجتمعون فيها بعد سنين، كغسل الذي يجتمعون له بعد اثني عشر عاما، عند ملتقى نهري الكنج و جمنا في برياك، و من أشهرها مدينة بنارس في الولاية الشمالية على نهر الكنج، و يعدون الاغتسال فيه كفارة للذنوب، و من أعظم الحسنات و القربات، و و يؤثرون الموت في المدينة، و تنقل جثث الموتى من النواحي البعيدة لتحرق هناك، أو تترك في النهر، على اختلاف العقائد و العادات و الطوائف الهندية، و منها بلدة أجودهيا التي كانت مركزا لراما، و متهرا التي لها اتصال بتاريخ كرشنا، و منها هردوار، و كلها في الولاية الشمالية الغربية، و هنالك مشاهد و شواطئ، و معابد هامة تعد بالعشرات في شبه القارة الهندية، تختلف فيها العادات و التقاليد باختلاف الأقاليم و المناطق، و باختلاف الطوائف التي تدين بها. و من أعظم المراكز المحجوج إليها عند البوذيين مدينة كيا في ولاية بهار التي قضى فيها مؤسس هذه الديانة المؤله “كوتم بده” مدة طويلة، و تشرف بالشهود أو المعرفة التي يسمونها نيروان. و في العقيدة الإسلامية لا يوجد ما يمنع أن يكون بعض أو كل الرجال الذين ذكروا أنبياء أرسلهم الله سبحانه بالحق لأقوامهم إلا أن أتباعهم ألههوهم و حرفوا دياناتهم، و تكون هذه الأديان أو بعضها صحيحة من عند الله في أصلها، إلا أنه نالها التحريف. يقول الأستاذ العلامة محمد فريد وجدي: سفير الإسلام إلى سائر الأقوام ص22: هل يُعقل أن الله يرسل موسى إماما و رحمة إلى بضعة آلاف نفس من بني إسرائيل، و يترك مئات الملايين من الصينيين و اليابانيين و سائر الآسيويين و الأفريقيين و الأستراليين و غيرهم بلا علم و لا هدى و لا كتاب منير، يهيمون في الظلمات و يعمهون في الضلالات بلا مرشد و لا رسول كريم؟ هل يُتصور أن الله و هو الخالق العادل المنزه عن المحاباة و المصانعة يوحي حقائق الدين إلى بضعة آلاف من الناس، و يترك رِبوات الملايين في الظلام البهيم و الفساد العميم؟ كلا! بل قال تعالى:” و إن من أمة إلا خلا فيها نذير”(فاطر24) و قال تعالى:” منهم من قصصنا عليك و منهم من لم نقصص عليك”(غافر78) من هنا يتضح أن الله أرسل لكل أمة رسولا و كتابا و جمعهم على دينه قرونا و أحقابا.
__________________
![]() |
#2
|
|||
|
|||
![]()
منكرات يرتكبها الحجيج:
ككل سلوك جماعي يشترك فيها عدد كبير من الناس، أغلبهم بسطاء لا يتحصلون على الكثير من العلم و الفهم، بعضهم ذهب معظما العبادة حقا و هو يجهل الكثير من أصولها، آخرون ذهبوا للعبث و المجون و ليس للعبادة أدنى نصيب من التعظيم في قلوبهم، و آخرون ذهبوا للفرجة و التسلية و السياحة، أو التجارة و جمع المال، بل و للفسق و الفجور، فنتج عن اختلاف الأهداف اختلاف كبير في السلوك، و لم تخل أمة من هذه الآفة على اختلاف في درجة الانحطاط و نسبته. الحج في الإسلام و الديانات ص422: و الحج و العمرة معروفان قبل الإسلام، و انقلبا عبادة وثنية بعد أن كان الحج شعيرة دينية في ملة إبراهيم، و صارت المناسك الإبراهيمية طقوسا و أقوالا وأعمالا وثنية. العبادات في الأديان ص198: و لكن في القرن السادس عشر الميلادي حدث انعطاف كبير في مفهوم الحج، إذ خرج عن مفهومه و غرضه الديني الصرف، و على أيدي رجال الدين المصلحين، فصوروه على أنه عمل طفولي عديم النفع و الجدوى، مستندين في رأيهم على اعتراف أوزبرج عام1350م، الذي رأى في ثراء الحجاج من وراء التجارة عملا منافيا لما رسم للحج، مما جعل غالبية الشعب تنظر باستهزاء إلى الحجاج و ما يؤدونه في شعيرتهم هذه، مما حث الكنيسة الكاثوليكية على أن تسقط عن أتباعها فريضة الحج؟ و لعل هذا هو سبب احتقار بعض المسيحيين للحج باعتباره وثنية، بينما عاشت الكنيسة قرونا تعلم أتباعها مزايا الحج و فعاليته في غفران الخطايا. العبادات في الأديان ص198: و بتغيير الظروف السياسية و الاجتماعية للأمم المسيحية سرعان ما تغيرت نظرتهم للحج، مما أوجب على الكنيسة إعادة النظر فيما فرضته من تعاليم إلى نصابها الأول. و كأنهم في ذلك يخضعون الحج لأهوائهم و ميولهم، مما حدا بالكنيسة الكاثوليكية بأن تعرف الحج بأنه”أعمال ذات قيمة دينية معتقدين بأن الحجاج يستحقون مكافأة سماوية” الأركان الأربعة ص286: و الأعياد و الأسواق التي تقام في هذه الأمكنة المقدسة و على الشواطئ مسرح للفوضى و الجنايات، و يتجلى فيها عدم النظام و عدم النظافة، لكثرة الزوار و القاصدين الذين قد يبلغ عددهم- خصوصا في الأعياد و الأسواق التي تقام بعد مجموعة من السنين- إلى ملايين من النفوس، رغم حرص الحكومة على إقامة النظام و قوانين الصحة و الوقاية من الأمراض، و تقترن بتقاليد جاهلية و أعمال شركية، و أساطير الآلهة و الآلهات القديمة. و من إعجاز القرآن أنه لما ذكر حج البيت الذي بناه إبراهيم و حث عليه، نعى على الشرك و الوثنية و الزور الذي تلوثت به المناسك و أعمال الحج و الزيارة في الديانات و الأمم الأخرى، فقال:” ذلك و من يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه و أحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان و اجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به” ص287: هذه صورة مجملة لأساليب الحج و الزيارة، و الرحلة الدينية في ديانات العالم الرئيسية، التي لا يزال لها أتباع و مؤمنون يعدون بالملايين. العبادات في الأديان ص201: اعتنق الإنسان عقائد و أديان كثيرة مختلفة بعضها عن بعض، و لكنها متشابهة من حيث المضمون، و إن كانت تختلف في المسميات. و السمة البارزة لها هي العمل على تقديس المصلحين خاصة بعد وفاتهم، مع إدخال كثير من العقائد الوثنية الأخرى السابقة لوفاة هذا المصلح، و ذلك أن مغزى جميع الأديان المنزلة على الأنبياء واحد، لا يختلف في المصدر و المضمون، و لكن الإنسان بضلاله صيرها إلى التحريف و الفساد من خلال ما أدخله من الخرافات الوثنية، و بما اخترعه من أوهام زينتها له تصوراته المترسبة عبر أحقاب الماضي البعيد، المتمثلة بالكم الهائل من المعبودات البشرية أو غير البشرية، كقوى الطبيعة مثل الهواء و الماء، أو الأجرام السماوية كالقمر و الشمس. و قد تأثرت العبادات المسيحية بعبادات الوثنيين، و هم لا يخفون هذا التأثير أو ينكرونه، بل يعترفون به باعتباره من نتاج الحضارة الإنسانية، التي يتفاعل أبناؤها فيما بينهم حتى في مجال العقيدة.
__________________
![]() |
#3
|
|||
|
|||
![]()
الإسلام يصحح مسيرة البشرية:
لما أرسل الله رسوله محمدا صلى الله عليه و سلم هداية للبشرية و رحمة و إنقاذا لهم من براثن الضلال و الوثنية، لم يكن من الممكن أن يتركهم على الحال التي كانوا عليها من الشرك و الوثنية و الجاهلية، كما لم يكن ممكنا أن يزيل كل ما هم عليه من حق و باطل معا، بل أبقى الحق الباقي من تراث الأنبياء السابقين، و أزال ما دخل على دينهم من الباطل و التحريف. الحج في الإسلام و الديانات ص411: و لما كرم الله البشرية برسالة محمد صلى الله عليه وسلم فرض الحج بشروطه و أركانه و واجباته و سننه. و لم تكن الفريضة ابتداء، و إنما كانت تجديدا و تطهيرا، فالحج قديم أقدم من الإسلام بحوالي عشرين قرنا قبل الميلاد، و قد دخل فيه من الشرك و الوثنية ما خرج به عن حقيقته و جوهره، فلما بعث الله محمدا عليه صلوات الله و سلامه أبقى الحج و طهره مما كان قد دخله. و الإسلام لا يلغي ملكات العبادة و إنما يبقيها ثم يطهرها من الأدران و الوثنيات و الشركيات، لأن الإلغاء محو و إزالة، و الإسلام لا يريد أن يزيل الملكات و الغرائز، بل يزيل ما علق بها مما لا يرضى عنه. و يوجهها إلى الخير و الفضيلة و الحق و الجمال. و هذا ما صنعه بالحج، فقد أبقاه بعد تجريده مما علق به، و تطهيره مما لا يتفق مع الطهر و النقاء. ص422: و لهذا لم يقض الإسلام على الشعائر الدينية و الخلائق الفاضلة و الطبائع الطيبة، بل أبقاها على فطرتها، ثم تناول ما جد عليها من المعتقدات الباطلة، ليضع في النفس الإنسانية ما يريد من العقيدة الصحيحة مكان تلك العقيدة. ص425: و مزية الإسلام أنه أبقى طبيعة الخير و ملكة التدين، و أزال الشرك و الوثنية، حتى لكأن الحج جديد في كل مظاهره و أسراره و حكمه و مزاياه. يقصد أن الأشياء التي قام الإسلام بتغييرها في الحج الجاهلي- و التي سندرسها بالتفصيل بإذن الله- لكثرتها و تعددها، يكاد يكون قد جاء بحج جديد تماما في كل نواحيه. الحج في الإسلام و الديانات ص104: الطواف: الطواف الدوران حول الكعبة المشرفة، و منذ قامت و الطواف مقترن بقيامها في جميع العصور و العهود، حتى إذا جاء الإسلام نقاه من الشرك و الوثنية، و مما لا يتفق مع جلال البيت من آداب، فطهر رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت من الأوثان و الأصنام و الرجس كله، و حرم أن يطوف بالبيت مشرك أو عريان، و أعاد إلى الطواف صفاءه و نقاءه و جلاله و قداسته. الأركان الأربعة ص287: دور الإسلام الإصلاحي في تشريع الحج: و قام الإسلام- شأنه في الأركان الثلاثة الأخرى- بدوره الإصلاحي التجديدي في الحج، و قد كان أهل الجاهلية قد أدخلوا في الحج عادات جاهلية و أمورا ابتدعوها، ما أنزل الله بها من سلطان، و اصطلحوا على أشياء و تواضعوا عليها من الزمن القديم، فكان تحريفا في الحج الذي شرعه الله على لسان إبراهيم، و توارثته قبائل العرب جيلا بعد جيل، جنى على كثير من مقاصده و فوائده، و كانت الحمية الجاهلية و النخوة القبلية، و ما كانت عليه قريش من التفاخر و الكبيراء و حرصهم على التميز هو الباعث الأكبر على هذه الزيادات و التحريفات، فجاء القرآن و التشريع الإسلامي بإزالة هذه البدعة و التحريفات و إبطالها، و قد تصدى القرآن الحكيم لكل بدعة من هذه البدع، و لكل موقف من مواقف الجاهلية الدخيلة، فاجتثه و استأصل شأفته و أبدله بخير منه. الحج في الإسلام و الديانات ص417: و إذا كانت فكرة الضحية في الديانات السابقة مقصورة على القربى من الإله المعبود لديها، فإن الضحية في الإسلام تغيرت في مقاصدها و حِكًمها، فالله عز و جل يقول:”لن ينال الله لحومها و لا دماؤها و لكن يناله التقوى منكم” فالضحية نفسها لحما و دما لن تصل إلى الله، و لكن الطاعة هي الواصلة إليه، و لا يقتصر نفعها على الطاعة وحدها، بل يتجاوزها إلى الناس، إذ يجدون فيها سعة في الحياة، و يشارك الفقراء إخوانهم الأغنياء في اليسر و السعة في تلك الأيام العظيمة و في العيد المسمى الأضحى. فهذه النقلة التي أجراها الله على يد أبي الأنبياء هي نقلة بالغة العظم و الظهور في تاريخ الإنسان و الوحدانية و تاريخ الحضارات، و انتهت إلى الإسلام على خير ما تنتهي العقيدة، فحرمت الضحية البشرية، و أحل الانتفاع بالضحية من الحيوان.اهـ و إذا كان بعض الدارسين يلاحظون التشابه بين الحج الإسلامي و بين بعض النصوص في الكتاب المقدس بعهديه، فهذا مما أبقاه القوم من تراث أنبيائهم. الحج في الأديان ص128: و إن ما يحاول تأكيده المستشرق هوف في إثبات الدعوى بالرجوع إلى الأصل اليهودي في الحج من خلال المشابهة و الموازنة بين الشعائر و الطقوس عند المسلمين و اليهود، هي محاولة زرع الشك في تعاليم الإسلام. و أنها تعاليم مقتبسة من التوراة، متناسين أن أداء المسلمين لهذه الفريضة يختلف روحا و شكلا عما عند اليهود، و من عدة نواح، منها: و سوف ندرس بالتفصيل أوجه الاختلاف بين الحج الإسلامي، و بين شعائر اليهود، مع بيان صلة هذه الأخيرة بالوثنية التي اقتبسها اليهود من الأمم المحيطة بهم. الحج في الإسلام و الديانات ص418: و المقصد الأساسي من الحج الإسلامي قائم على طاعة الله، و على إفراده بالعبادة، و الإنابة إليه وحده، و بالخضوع له دون سواه.
__________________
![]() |
#4
|
|||
|
|||
![]()
شهادة غير المسلمين للتصحيح الإسلامي:
و هذا التصحيح الهائل الذي أجراه الإسلام يبدو كالطود الشامخ، يظهر لكل عين منصفة، و لا ينكره إلا من غطى الحقد بصيرته فأعماه عن رؤية الشمس الساطعة في كبد السماء، و الآن يحلو لنا أن ننقل شهادات غير مسلمين للإسلام، ليس لأننا نحتاج إلى هذه الشهادات لنتعرف على عظمة ديننا، و لكن لتكون دليلا فوق دليل، و برهانا يضاف إلى برهان. يقول نظمي لوقا محمد الرسالة و الرسول ص65: لا يدع القرآن شائبة من ريب في مسألة وحدانية الله ……….. و في ذلك نقض لعقائد الشرك، و تصحيح لعقائد أهل الكتاب أيضا. الأبطال توماس كارليل ص66: الإسلام هو أن نسلم لأمر الله و نذعن له و نسكن إليه و نتوكل عليه، و أن القوة كل القوة هي في الاستقامة لحكمته و الرضا بقسمته أيا كانت في هذه الدنيا و في الآخرة، و مهما يصبنا به الله و لو كان الموت الزؤام فنتلقه بوجه مبسوط و نفس مغتبطة راضية و نعلم أنه الخير و أن لا خير إلا هو, و لقد قال شاعر الألمان و أعظم عظمائهم “جابتي”: إذا كان ذلك هو الإسلام فكلنا إذن مسلمون. نعم كل من كان فاضلا شريف الخلق فهو مسلم. - الدعوة إلى الإسلام بحث في تاريخ نشر العقيدة الإسلامية تأليف سير توماس و أرنولد مكتبة النهضة المصرية ص90: أضف إلى هذا قول تايلور: ……… فأزال الإسلام، بعون من الله، هذه المجموعة من الفساد و الخرافات، لقد كان ثورة على المجادلة الجوفاء في العقيدة و حجة قوية ضد تمجيد الرهبانية باعتبارها رأس التقوى. و لقد بين أن الله رحيم عادل يدعو الناس إلى الامتثال لأمره و الإيمان به و تفويض الأمر إليه، و أعلن أن المرء مسئول، و أن هناك حياة آخرة و يوما للحساب، و أعد للأشرار عقابا أليما، و فرض الصلاة و الصوم و الزكاة و فعل الخير، و نبذ الفضائل الكاذبة و الدجل الديني و الترهات و النزعات الأخلاقية الضالة و سفسطة المتنازعين في الدين. و أحل الشجاعة محل الرهبنة، و منح العبد رجاء، و الإنسانية إخاء، و وهب الناس إدراكا للحقائق الأساسية، التي تقوم عليها الطبيعة البشرية” دائرة المعارف الإسلامية المستشرق ماكدونالد ج4ص1010: فإن الدين في مكة أيام محمد لم يكن وثنية ساذجة، بل كان أشبه بالعقيدة المسيحية التي جعلت للقديسين و الملائكة مقاما بين الله و عباده. و قد كان محمد [صلى الله عليه وسلم] يرى أنه جاء مصلحا يدعو إلى عقيدة أكثر بساطة و قدما و يعيد الملائكة و الجن إلى مكانهم الصحيح. يتحدث المؤرخ الأمريكي الكبير ول ديورانت عن نبينا صلى الله عليه و سلم فيقول: قصة الحضارة ج13ص47: و كانت بلاد العرب لما بدأ الدعوة صحراء جدباء، تسكنها قبائل من عبدة الأوثان، قليل عددها متفرقة كلمتها، و كانت عند وفاته أمة موحدة متماسكة. و قد كبح جماح التعصب و الخرافات، و أقام فوق اليهودية و المسيحية، و دين بلاده القديم، ديناً سهلاً واضحاً قوياً، و صرحاً خلقياً قوامه البسالة و العزة القومية. و استطاع في جيل واحد أن ينتصر في مائة معركة، و في قرن واحد أن ينشئ دولة عظيمة، و أن يبقى إلى يومنا هذا قوة ذات خطر عظيم في نصف العالم. و عن القرآن يقول: قصة الحضارة ج13ص69: و القرآن يبعث في النفوس الساذجة أسهل العقائد، و أقلها غموضا، و أبعدها عن التقيد بالمراسم و الطقوس، و أكثرها تحرراً من الوثنية و الكهنوتية. و قد كان له أكبر الفضل في رفع مستوى المسلمين الأخلاقي و الثقافي، و هو الذي أقام فيهم قواعد النظام الاجتماعي و الوحدة الاجتماعية، و حضهم على اتباع القواعد الصحية، و حرر عقولهم من كثير من الخرافات و الأوهام، و من الظلم و القسوة، و حسن أحوال الأرقاء، و بعث في نفوس الأذلاء الكرامة و العزة. و النفوس الساذجة التي يعنيها ديورانت تلك النفوس البسيطة السليمة الفطرة التي لم تمتلئ أو تتشبع بعقيدة تناقض عقيدة القرآن البسيطة، و لم تتلوث بأدران الوثنية، و يختم هذه الفقرة بقوله العجيب: و قد عرَّف الدين و حدده تحديداً لا يجد المسيحي و لا اليهودي الصحيح العقيدة ما يمنعه من قبوله. و هو ما يعد اعترافا صريحا بأن إنسانا سليم الفطرة صحيح الدين لا يمكنه أن يجد في نفسه ما يصده عن الإسلام أو يمنعه من قبوله، أما من انتكست فطرهم و عقولهم فلهم شأن آخر.
__________________
![]() |
#5
|
|||
|
|||
![]()
أمثلة مما صححه الإسلام:
الحج في الإسلام و الديانات ص426: و طهر الإسلام الحج من الوثنية و جعله حجا نظيفا يصدر من التوحيد الحق، لا شرك و لا وثنية فيه، و لم ينزع منه إلا ما طرأ عليه و على غيره من الشرك و الوثنية. فمما أبطله الإسلام وغيره و صححه: 1- التمييز بين البشر: الأركان الأربعة ص288: فمن ذلك أن قريشا لم يكونوا يدخلون عرفات مع الحجيج، بل يقفون في الحرم، و يقولون: نحن أهل الله في بلدته و قُطّان بيته، و يقولون نحن الحمُس، و ما ذلك إلا ليتميزوا عن سائر الناس، و يحافظوا على مركزهم الجاهلي، و على ما كانوا يتخيلونه من سمو و امتياز، فأبطل الله هذا الامتياز الجاهلي، و أمرهم بأن يعملوا كما يعمل الناس، و يقفوا بعرفات. روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها: كانت قريش و من دان دينها يقفون بالمزدلفة و كانوا يسمون الحمس، و كان سائر العرب يقفون بعرفات. فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلى الله عليه و سلم أن يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله تعالى:” ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس”. قال ابن كثير: و كذا قال ابن عباس، و مجاهد، و عطاء، و قتادة، و السدي، و غيرهم. و اختاره ابن جرير، و حكى عليه الإجماع، رحمهم الله. 2- التفاخر: الأركان الأربعة ص288: و منها أن أهل الجاهلية، كانوا قد اتخذوا الموسم سوقا للتفاخر و المساجلة، كما كان شأنهم في عكاظ و مجنة و ذي المجاز، و كانوا ينتهزون كل فرصة للاجتماع و تلاقي القبائل للتطاول بالأنساب،و مآثر الآباء و عد المفاخر، و كان الاجتماع في منى خير مكان لإرضاء العاطفة الجاهلية، فنهى الله عن ذلك، و أبدلهم بما هو خير منه، و هو ذكر الله، فقال سبحانه:” فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا”(200البقرة) قال ابن عباس: كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم فيقول الرجل منهم: كان أبي يطعم و يحمل الحَمَالات [و يحمل الديات]. ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم. فأنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم:” فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا” 3- الجدال و اللهو و الخصام: الأركان الأربعة ص289: و منها أن الحج قد فقد على مر الأيام شيئا كثيرا من قدسه و طهره و نزاهته، و أصبح عيدا من أعياد الجاهلية، و مكانا للهو و الخصام، فذم الله ذلك في القرآن و قال:” فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ”(197البقرة) قال ابن كثير: و قال عبد الله بن وهب: قال مالك: قال الله تعالى:” وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ” فالجدال في الحج- و الله أعلم- أنّ قريشًا كانت تقف عند المشعر الحرام بالمزدلفة، و كانت العرب، و غيرهم يقفون بعَرفَة، و كانوا يتجادلون، يقول هؤلاء: نحن أصوب. و يقول هؤلاء: نحن أصوب. فهذا فيما نرى، و الله أعلم. و عن محمد بن كعب، قال: كانت قريش إذا اجتمعت بمنى قال هؤلاء: حجُّنا أتّم من حجكم. و قال هؤلاء: حجّنا أتم من حَجكم. 4- تصحيح معنى الضحية و القربان: الأركان الأربعة ص289: و منها أن العرب كانوا في جاهليتهم إذا ذبحوا الهدايا و الضحايا لآلهتهم وضعوا عليها من لحوم قرابينهم، و نضحوا عليها من دمائها، فقال تعالى:” لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا” (37الحج) قال ابن كثير: و عن ابن جريج قال: كان أهل الجاهلية ينضحون البيت بلحوم الإبل و دمائها، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم: فنحن أحق أن ننضح، فأنزل الله:” لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ” أي: يتقبل ذلك و يجزي عليه. كما جاء في صحيح مسلم: ” إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَ لاَ إِلَى صُوَرِكُمْ، و لكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم” الحج في الإسلام و الديانات ص412: و هناك هَدي في الحج الإسلامي، و هو ما يهدى إلى بيت الله الحرام من النعم، و هذا القربان لله، دون أن ينال اللهَ لحومُها، و لكن ما يصل إلى الله هو التقوى و ليس غير التقوى، و ليس هناك كهان يستأثرون بالذبائح. فبعضها لربهم و بعضها لهم، و إنما اللحوم من نصيب الناس، يوسعون على أنفسهم بها، فيأكل الجميع من تلك اللحوم. يشير في الاقتباس السابق إلى زعم الكتاب المقدس أن رائحة شواء الذبيحة تسر الرب، و هو فكر وثني تسرب للأسف إلى نصوص الكتاب المقدس. المحرقة طقس وثني: الأسطورة و التراث د سيد القمني ص99: ثم رأى الإنسان- زيادة في تملق آلهته- أن يذبح لها من ماشيته، بحسبان اللحم أعلى من النبات رتبة، و لما لم يكن متيسرا له أن يحمل قربانه ليذبحه عن عروش الآلهة، فقد عمد إلى ذبحه ثم حرقه لتتصاعد مادته دخانا، تشمه الآلهة فتهدأ نفوسها. ص100: عندما كان الإنسان لا يزال يصارع بدائيته الوحشية، و بالتدريج الارتقائي في تطور العقل تحول نحو الحيوان يستبدله بالإنسان، ليقدمه لآلهته مذبوحا أو محروقا فداء لنفسه أو للقبيلة أو المواطن، و أحيانا اكتفى بتقديم النبات في حال احتياجه للحيوان. و المرتفعات هي المذابح، و المحرقات تعني قربانا يذبح ثم يحرق، أو يقدم مباشرة طعمة لنيران الإله ( البعل)، و البعل إله كنعاني يعني اسمه ( السيد) و مع القرن الأول الميلادي، تمتد العقلية البشرية إلى حد تنزل معه الإله من السماء، لتقدمه على الصليب فداء لخطايا البشر، كما تقرر العقيدة المسيحية. التفسير التطبيقي ص2410: لقد كان نظام الذبائح قديما هو عماد الحياة الدينية و الاجتماعية و العائلية في العالم الروماني. فعند تقديم ذبيحة لأحد الآلهة في معبد وثني، كان يحرق جزء منها، أما الباقي فكان، في غالب الأحيان، يرسل إلى السوق ليباع هناك. فصحح الإسلام المعاني الوثنية للضحية و المحرقة، إلى معاني التقوى لله سبحانه و التأسي بأنبيائه و البر بالفقير. 5- إبطال عبادات سخيفة لا معنى لها: الأركان الأربعة ص290: و منها أن العرب كانوا إذا نووا الحج تحرجوا من دخول البيوت من الأبواب، و كانوا يرون ذلك إثما و تفريطا في جنب الله و في جانب الحج، و كانوا يتسورون البيوت من ظهورها ما داموا محرمين، فأبطل الله ذلك، و نفى أن يكون من أنواع البر، و قال:” وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189البقرة) أخرج البخاري عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ كَانُوا إِذَا أَحْرَمُوا فِى الْجَاهِلِيَّةِ أَتَوُا الْبَيْتَ مِنْ ظَهْرِهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ( وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ) قال ابن كثير: وكذا رواه أبو داود الطيالسي عن البراء، قال: كانت الأنصار إذا قدموا من سَفَر لم يدخل الرجل من قبل بابه، فنزلت هذه الآية. 6- إبطال ترك الزاد: الأركان الأربعة ص290: و منها أن أناسا من العرب كانوا يستحيون و يتأثمون من أن يخرجوا للحج مع زاد يبلغهم إلى البيت و يتجلدون، و يتظاهرون بالتوكل، و يقولون: نحن ضيوف الله، و لا نتزود و لا نتبلغ، و كانوا لا يتحرجون من التسول و الشحاذة و الاستجداء، و يعدون ذلك في سبيل الله، فنهاهم الله عن ذلك، و قال:” وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197البقرة) قال ابن كثير: عن ابن عباس: كان أناس يخرجون من أهليهم ليست معهم أزْودة، يقولون: نَحُجُّ بيت الله و لا يطعمنا؟.. فقال الله: تزودوا ما يكف وجوهكم عن الناس. أخرج البخاري مرسلا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضى الله عنهما – قَالَ كَانَ أَهْلُ الْيَمَنِ يَحُجُّونَ وَ لاَ يَتَزَوَّدُونَ وَ يَقُولُونَ نَحْنُ الْمُتَوَكِّلُونَ، فَإِذَا قَدِمُوا مَكَّةَ سَأَلُوا النَّاسَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ). و روى ابن جرير وابن مَرْدُويه عن ابن عمر، قال: كانوا إذا أحرموا- ومعهم أزوادهم- رموا بها، واستأنفوا زادًا آخر؛ فأنزل الله تعالى:”وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى” فَنُهوا عن ذلك، و أمِرُوا أن يتزودوا الكعك و الدقيق و السويق. 7- إبطال تحريم الحلال الطيب: الأركان الأربعة ص291: و كذلك كانوا يتأثمون من التجارة في الموسم، و ذلك تحريم ما أحل الله، روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رضى الله عنهما- قَالَ كَانَتْ عُكَاظٌ وَ مِجَنَّةُ وَ ذُو الْمَجَازِ أَسْوَاقًا فِى الْجَاهِلِيَّةِ ، فَلَمَّا كَانَ الإِسْلاَمُ فَكَأَنَّهُمْ تَأَثَّمُوا فِيهِ فَنَزَلَتْ ( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ) فِى مَوَاسِمِ الْحَجِّ ، قَرَأَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ. و عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: كانوا يَتَّقون البيوع و التجارة في الموسم، و الحج، يقولون: أيام ذكر، فأنزل الله:”لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ” 8- إبطال طواف العرايا: الأركان الأربعة ص292: و منها أن المشركين كانوا يطوفون بالبيت عراة، و يقولون: لا نطوف في ملابس عصينا الله فيها، فكان ذلك بابا لفساد عظيم، و تشريعا جاهليا، فأنزل الله تعالى:” يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31الأعراف) أخرج مسلم عن هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَتِ الْعَرَبُ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرَاةً إِلاَّ الْحُمْسَ وَالْحُمْسُ قُرَيْشٌ وَمَا وَلَدَتْ كَانُوا يَطُوفُونَ عُرَاةً إِلاَّ أَنْ تُعْطِيَهُمُ الْحُمْسُ ثِيَابًا فَيُعْطِى الرِّجَالُ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءُ النِّسَاءَ وَكَانَتِ الْحُمْسُ لاَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ وَكَانَ النَّاسُ كُلُّهُمْ يَبْلُغُونَ عَرَفَاتٍ. قال ابن جرير عن ابن عباس قال: كانوا يطوفون عراة، الرجال بالنهار، والنساء بالليل، وكانت المرأة تقول: الْيَوْمَ يَبْدُو بَعْضُهُ أَوْ كُلُّهُ… فَمَا بَدَا مِنْهُ فَلا أُحِلُّهُ. فقال الله ![]() و أخرج الطبري عن ابن عباس قوله ![]() قال ابن كثير قال غير واحد من أئمة السلف في تفسيرها: أنها أنزلت في طوائف المشركين بالبيت عراة. و قد قرن ذلك بأمر و تنفيذ من رسول الله صلى الله عليه و سلم، فأرسل أبا بكر رضي الله عنه في العام التاسع، و أمره بأن يعلن: لا يطوف بالبيت عريان. قال البخاري رحمه الله: باب لا يطوف بالبيت عريان و لا يحج مشرك. و روى بإسناده عن أبي هريرة: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعثه- في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل حجة الوداع- يوم النحر في رهط يؤذن في الناس ألا لا يحج بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان. الحج في الإسلام و الديانات ص425: فالطواف بالبيت عريان حقيقة، و كان موجودا بعد الإسلام، و كان آخر العهد به سنة تسع من الهجرة، ثم قضى عليه الإسلام من العهر المعروف في الوثنيات بالعهر المقدس. و ما في العهر قداسة و لا عبادة و لا حسن، و لهذا حرمه الإسلام و أحل محله كل ما هو طيب و جميل. 9- تعليم المسلم الفصل بين ما يجوز و ما لا يجوز، فيحق الحق و يبطل الباطل: الأركان الأربعة ص292: و منها أن الطوائف من العرب كانت تتحرج أن تطوف بالصفا و المروة، و كانوا يرون ذلك من أمر الجاهلية، فأنزل الله:” إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا(158البقرة) عن عروة، عن عائشة قالت: قلت: أرأيت قول الله تعالى: { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا } قلت: فوالله ما على أحد جناح أن لا يطَّوف بهما؟ فقالت عائشة: بئسما قلت يا ابن أختي إنها لو كانت على ما أوّلتَها (10) عليه كانت: فلا جناح عليه ألا يطوف بهما، ولكنها إنما أنزلت أن الأنصار كانوا قبل أن يسلموا كانوا يُهِلّون لمناة الطاغية، التي كانوا يعبدونها عند المُشلَّل. وكان من أهلَّ لها يتحرج أن يطوَّف بالصفا والمروة، فسألوا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، إنا كنا نتحرج أن نطَّوف بالصفا والمروة في الجاهلية. فأنزل الله عز وجل: { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ } إلى قوله: { فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا } قالت عائشة: ثم قد سنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بهما، فليس لأحد أن يَدع الطواف بهما. أخرجاه في الصحيحين. و أخرج البخاري عن عاصم بن سليمان قال: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن الصفا و المروة فقال كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية فلما كان الإسلام أمسكنا عنهما، فأنزل الله تعالى:” إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما” 10- إنهاء ربط الحج بأفراح واحتفالات الحصاد: الحج في الإسلام والديانات ص411: و لا يرتبط الحج الإسلامي بمواسم الزرع و الحصاد. لأنه يأتي في جميع فصول السنة، فهو يأتي في الربيع كما يأتي في الصيف و الشتاء. 11- إنهاء سلطان الكهنة: الحج في الإسلام والديانات ص411: و لم يفرض الحج لتثبيت سلطان الكهنة و سلطان المسجد، لأنه ليس في دين الإسلام كهنوت و لا كهان، و كل مسلم رجل دين، فإذا لم يعرف من أموره أخذه ممن يعلمه دون أن يكون في ذلك خضوع لمن يأخذ منه العلم. 12- إلغاء النذر للمكان: الحج في الإسلام والديانات ص411: و ليس للمسجد الحرام سلطان و إتاوات و نذور و هبات يأخذها من قاصديه، فكل مسجد مستقل بنفسه مع الاتجاه إلى الكعبة التي يحويها المسجد الحرام، و ليس في ذلك سلطانا يفرض على المتجهين إليه طقوسا خاصة و لا إتاوات. 13- إلغاء التلبية الشركية: الحج في الإسلام والديانات ص427: و من ذلك التلبية، فقد كان لكل قبيلة تلبية خاصة بها، و كان في بعض التلبيات كفر و شرك، و في بعضها ما لا يحسن بجلال الله. 14- العبادة و القربى لله وحده: الحج في الإسلام والديانات ص412: و الهدي و الضحية قربان إلى الله وحده، و ليس فيه شرك أو وثنية كما هو معروف في الديانة اليهودية، التي نجد فيها المساواة في القربان بين الله جل جلاله، و بين الشيطان لعنه الله. في سفر اللاويين- أحد أسفار توراتهم- اللاويين 16: 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ، وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. فأحد التيسين قربان لربهم و الآخر لعزازيل الذي هو الشيطان، كما يفسره قاموس الكتاب المقدس الذي ألفه نخبة من اللاهوتيين و ذوي الاختصاص. 15- نبذ الإساءة إلى الله مع إقامة العبادة الحقيقية: الحج في الإسلام والديانات ص414: و إذا كان القربان في اليهودية طعام الله- كما زعموا- فإن القربان في الإسلام قربى من الله سبحانه و تعالى، كما قال في محكم كتابه:” وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37الحج) 16- كما أبطل الإسلام طقوسا وثنية كان العرب يفعلونها كالسائبة و بعض الطقوس الموجهة إلى الشمس أو إلى الشيطان، و سوف نذكرها بالتفصيل في الصفحات التالية بإذن الله.
__________________
![]() |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|