الحصاد الصفرى للـ100 يوم

[راغب السيد رويه]

الحصاد الصفرى للـ100 يوم

سيدى القارئ: هل صدمك العنوان ؟ هل عدت لتقرأ مجدداً اسم الكاتب وتنظر إلى صورته لتسأل نفسك هل أنا من المتربصين برئيسنا ورئيسى المنتخب الدكتور محمد مرسى؟.

لنعد سوياً إلى أجواء معركة الانتخابات الرئاسية والتى نتج عن جولتها الأولى أن أصبح الدكتور محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة فى مواجهة الفريق أحمد شفيق مرشح الماضى بظُلمه وظُلمته، ومع متغير إضافى، وهو قرار المحكمة الدستورية العليا القاضى بحل مجلس الشعب قبل التصويت فى الجولة الثانية بأيام معدودة، أصبحت جماعة الإخوان المسلمين، ترى نفسها أمام معركة حياة أو موت فلابد من الفوز بموقع رئاسة الجمهورية وإلا ستضيع الفرصة التاريخية لحكم مصر إلى غير رجعة.

نتج عن ذلك أن شُنت حملتان محمودتان الأولى تبرز صلة الفريق شفيق بالماضى البغيض والثانية لتجميع أكبر قدر من القوى الوطنية خلف الدكتور مرسى بهدف التخلص من شبح العودة إلى الماضى.

لكن الحملة الثالثة وهى حملة خطة الـ100 يوم الأولى حَملت الدكتور مرسى ما لا يطيق وما لا يمكن له ولا لغيره أن يحققه فى تلك الفترة الزمنية البسيطة.

ارتكزت تلك الخطة على وعود وردية بحل مشاكل المواطن المصرى البسيط فى خمسة أمور أساسية تمس حياته اليومية وهى: 1- المرور 2- الأمن 3- النظافة 4- الخبز 5- الوقود.

فى حقيقة الأمر ومنذ إطلاق تلك الوعود وأنا أدرك استحالة تحقيقها طبقا للفترة الزمنية المعد لها، فحتى وإن افترضنا وجود فكر لحلول جذرية لتلك المشاكل فلن تجد تلك الأفكار مؤسسات فعالة للدولة المصرية تتعاطى مع ذلك الفكر وتنفذه سريعاً لنحصل على النتائج المرجوة وفقاً للجدول الزمنى المعد.

إن للإفراط فى الوعود الانتخابية الزائفة خطرا كبيرا على إيمان شعب - مازال فى مرحلة النقاهة - بالعملية الديموقراطية برمتها وقدرتها على تحقيق حياة كريمة له.

لم يشغل تفكير قادة الإخوان وحزبهم سوى إيصال مرشحهم إلى قصر رئاسة الجمهورية بأى ثمن، فتسببوا بتحميله ما لا يطيق من وعود بالكاد تكفى السنوات الأربع للولاية الرئاسية لتحقيق تقدم كبير فى تلك الوعود الخمس، لذلك فانتظر من الرئيس مرسى أن يخرج علينا ببيان يوضح فيه أسباب عدم قدرته على تحقيق أى من وعوده الانتخابية ويضع خطة زمنية تنفيذية تفصيلية للوفاء بتلك الوعود عبر فترة الأربعة سنوات إن استطاع.

نصيحة أخيرة سيدى الرئيس: الحملة الانتخابية قد انتهت وحان وقت عملك منذ ما يزيد عن 100 يوم بقليل وبالتالى لا داعى أن نرى لسيادتكم خطاباً أو خطبة بعد الصلاة أو لقاءً تليفزيونياً كل ثلاثة أيام بلا هدف، ولتدع فقط عناوين الأخبار تتحدث عن قراراتك الهامة ولتدع الغلابة من أبناء شعبك المتعطشين لتنفيذ وعودك يتغنون بإنجازاتك، إن أنجزت.