اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية

قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-10-2012, 07:13 PM
darch_99 darch_99 غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,824
معدل تقييم المستوى: 17
darch_99 is just really nice
افتراضي تجارة بالدين أم تجارة من الدين

تجارة بالدين أم تجارة من الدين

للحروب أنواع متعددة
منها ما هو قصير خاطف و ما هو طويل الأمد و منها ماهو محدود موجه كحروب العصابات و منها ما هو شامل كاسح
يعد النوع الأخير ، الشامل الكاسح من أخطرها على الإطلاق
ذلكم النوع الذى يعم فيه القصف فلا تكاد تتبين إلى من يوجه القصف و أين تسقط القذائف
نوع من الحروب يسقط فيه المدنيون الذين لا ذنب لهم ربما أكثر من العسكريين الذين يشاركون فى تلك النوعية من الحروب
غالبا ما يكون هدف تلك الحروب بخلاف تدمير البنية التحتية و زعزعة استقرار الخصوم هو إرهابهم و ترك ذكرى راسخة فى أذهانهم تعلمهم أن تكلفة النزال مرتفعة و الثمن الذى سيتكبدونه باهظ إذا ما داوموا على معاداة من شنوا تلك النوعية من الحروب
الأمر لا يختلف كثيرا على الصعيد الفكرى
هناك هجمات موجهة و ضربات محدودة واضحة الهدف و هناك أخرى شاملة لا تميز و لا تستثنى
أعتقد أن ما شنه إبراهيم عيسى فى مقاله الأخير " تجار الدين ملوك السوق " يعد من ذلك النوع الأخير
حرب شاملة شنها عيسى على كل من ......
الحقيقة لا أدرى كيف أملأ الفراغ الذى يلى " من " فأتركه هو يملؤه
لقد بدأ مقالته بإشارة لمن سماهم تجار الدين الذين
يلعبون بالعقول ويتلاعبون بالدين و يستهدفون الكسب المادى ثم سأل نفسه سؤال أجابه فقال ما نصه : "مَن هم؟
إنهم هؤلاء الذين يخرجون عليك ليل نهار فى الفضائيات والجوامع والأحزاب والجماعات التى تقول عن نفسها إنها إسلامية"
هكذا قدم لمقالته الشاملة بذكر المستهدفين من قصفها
و لعلك لاحظت عزيزى القارىء أنه لم يستثن أحدا ممن لهم علاقة من قريب أو بعيد بالدعوة الإسلامية
و لو أنه وجه قصفه كالمعتاد فى حربه طويلة الأمد عبر صفحات جريدته و برامجه إلى الأحزاب الإسلامية أو ما يحلو له تسميته بالإسلام السياسى – رغم أننى لا أعرف هذا المصطلح فى دينى – أو حتى الجماعات الإسلامية التى لها تنافس سياسى مع تياره لكان هذا منطقيا فى إطار النقد الموضوعى لأفعال أو أشخاص يعتبروا خصوما سياسيين له و لتياره
لكن العجيب أنه شمل الجميع بقصفه
تأمل مرة أخرى
الذين يخرجون ليل نهار ( يعنى فى كل وقت ) فى الفضائيات و الجوامع و الأحزاب و الجماعات ( يعنى فى كل مكان )
قل لى بربك هل خرج من هذا الوصف أى مخلوق يتكلم أو يدعو لدين الله جل و علا ؟؟
هل حاول حتى أن " يبعض " أو يستثنى فى نهاية كلامه كما تفعل بعض " الحمائم " و تستثنى من تصفهم بالوسطيين أو المعتدلين أو أى وصف يخفف من حدة اللهجة و عموم السب ؟؟
الجواب : لا
أنِفت نفس عيسى – و لو ذرا للرماد فى العيون - أن تذكر أى خير أو صدق أو إخلاص فى أى مخلوق يحاول أن يكون من أحسن الناس قولا كما فى الآية المحكمة " و َمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِن المسلمين "
ما تلى ذلك من قذف بل قذائف أطلقها عيسى على كل من سبق يجعلك تتساءل فى حيرة
فمن إذا ؟
من يتلقى عنهم الناس دينهم ؟
من يسألونهم إن كانوا لا يعلمون ؟
من يذكرونهم حين يغفلون و ينسون و الذكرى تنفع المؤمنين ؟
إذا كان الكل فى نظر عيسى و أكرر " الكل " متاجرون مراؤن منافقون و طلاب دنيا فمن بقى ؟؟
إنه نداء واضح يطلقه عيسى فى جريدته
لا تسمعوا إليهم
لا فى الفضائيات
و لا فى الشوارع حين تتحرك جماعاتهم فى العمل المجتمعى
و لا فى مشاريعهم السياسية حين تنافس أحزابهم
و لا حتى فى المساجد
كل من فيها هو متاجر بل و نصاب كما سيأتى بعد قليل فى مقاله
ثم يتبع عيسى قذيفته السابقة بستة قذائف طائشة أطلقها من مدفع الكراهية الذى يحمله على كتفه
القذيفة الأولى حوت اتهاما لكل من سبق الحديث عنهم بأنهم "يوهمون" الناس أنهم يعرفون الإسلام
و لا شك أن الوهم يخالف الحقيقة و الإيهام نوع من أنواع الكذب فمقتضى القذيفة الأولى اتهام عام لكل من سبق بالجهل بالإسلام
القذيفة الثانية حوت اتهاما بأن هؤلاء يدعون أنهم يتحدثون باسم الإسلام
و الحقيقة أننى لم أقف قط على متحدث رسمى باسم الإسلام
ما أعرفه أن هناك متحدثين باسم حزب النور و آخرون باسم الحرية و العدالة و و هناك من يتحدث باسم الإخوان و آخرين باسم جماعة الدعوة السلفية و آخرين باسم الجماعة الإسلامية و هكذا ..
أما متحدثون باسم الإسلام فهى ابتكار حربى جديد من ابتكارت ابن عيسى الصنديد
القذيفة الثالثة رمى فيها من سبقوا بأنهم يفهمون الناس أنهم وحدهم يمثلون الإسلام
و بالتالى و بناء عليه تأتى الثلاثة قذائف الأخرى كنتائج حتمية لتلك القذيفة الموجهة فهم حين يمثلون الإسلام وحدهم فلا شك أن من خالفهم هو فى الحقيقة ضد الإسلام و يحاربه و أن من لم يقف معهم فهو مشارك فى الحرب على الإسلام فى حين أن من يناصرهم سيرضى عنه الله و يباركله فى صحته و يدخله الجنة كما قال بالحرف
ثم يختم رشاش القذائف ب "دانة" ثقيلة قائلا : هذا كله (اسمح لى ) نصب
و أنا الحقيقة ( أسمح له ) بهذا الوصف
فقط إن أثبته على الموصوف
فما عدا القذيفة الأولى التى رمى فيها كل العلماء و الدعاة و العاملين للدين بالجهل بهذا الدين و هو محض افتراء فإن كل ما تلى ذلك فعلا نصب
لكن النصاب الحقيقى هو من يدعى و يطلق القذائف دون بينة واحدة
و الحقيقة أن كل تلك القذائف تطيش بسؤال واحد
من قال ممن ذكرتهم أنه وحده يمثل الإسلام أو يتحدث باسمه ؟؟
أعتقد أنه حتى لو افترضنا جدلا أنه يوجد من يظن ذلك فى قرارة نفسه فإنه ليس بالحماقة التى تجعله يصرح بهذا
و إن لم يصرح فلا شىء لك عنده فالناس مؤاخذون بما يقولون و يفعلون لا بما تظنه أنت فيهم
و خصوصا أنك عممت
ربما يكون هناك فعلا من يظن أنه وحده يمثل الإسلام و أن من خالفه فقد خالف الدين
لكن من قال أن هذا حال الجميع ؟؟
أنت تعلم جيدا أن اعتقاد الإسلاميين و أدبياتهم التى يعلمونها للناس منذ بدأت الدعوة الإسلامية ليس فيها ما تقول
بل فيها النهى عن تزكية النفس كما فى قوله تعالى " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى "
و فيها القاعدة التى طالما يكررونها " لا يعرف الحق بالرجال و لكن يعرف الرجال بالحق فاعرف الحق تعرف أهله "
و فيها أن الإسلام حجة على الجميع و ليس من أحد حجة على الدين
و غير ذلك مما أوقن أنك تعرفه و تحفظه و تصر على كتمانه
لو أن هناك من خالف هذه القواعد و زكى نفسه أو حزبه و قال أنه الدين و من دونه خارج مارق فأنا ضده شكلا و موضعا فالله لم يؤت العصمة إلا لرسوله و كل من دونه بشر يخطئون و يصيبون
لكن من يجرؤ على هذا ؟
أنا لا أعلم أحدا
فهل تعلم أنت ؟
من ذكرت - و شملت بذكرك الدعاة و العلماء - أغلبهم يدعون الناس لقال الله و قال الرسول صلى الله عليه و سلم و من لم يفعل فليس مسئوليتنا و حسابه على ربه
و إلى أن تثبت بالبينة أن هناك من يقول و يفعل ما ذكرت فليس من حقك أن تصمهم و تقذفهم بهذه الطريقة فإن أثبت أن هناك من يفعل فليس لك أيضا إلا أن توجه لمن فعل فقط سهام نقدك أو اتهامك
لكن كعادة الحروب الشاملة و القصف العام لا حاجة فيها للإثبات فالكل مدان
الأعجب أن شظايا قذائف عيسى قد بلغت قراءه المساكين حين قال مخاطبا إياهم : "لأنك متدين ولكنك مش متعلم كفاية فى دينك، وما تعرفه قشور فى الغالب أو محفوظات محدودة ومن ثم يَخِيل عليك مَن يدخل عليك بالحديث والآية والحكاية ويعمل فيها عالمًا شيخًا، وهو فقط يملك أدوات الشغلانة التى يعرف من خلالها حفر نفق فى دماغك."
أفهم أن تتجاوز فى حق خصومك و تبغى عليهم كعادتك أما أن تهين قارئك و تتهمه بالجهل و السذاجة بهذه الطريقة فأرى أن الملام هو ذلك القارىء الذى سمح لك أن ترميه بذلك ثم لم يزل يقرأ لك و يروج لصحيفتك و تجارتك
نعم تجارتك
أم أنك تكتب مجانا يا عيسى ؟؟
عموما أنت حر مع قارئك لكن ما لست حرا فيه أن تعتبر الآية و الحديث مجرد " أدوات الشغلانة " يدخل بها " اللى عامل فيها عالم أو شيخ " ليحفر نفقا فى عقل مستمعيه
و أنا أريد أن أسألك سؤالا واضحا و محددا و أرجو أن تكون الإجابة واضحة و محددة أيضا
بماذا يدخل العالم أو الشيخ على مستمعيه ؟؟
هل مفترض به أن يدخل لهم فى تعليمهم دينهم بأغنية مثلا أم بفيلم أم يقوم بعمل مسرحية غنائية لترضى عنه و لا يكون " عامل فيها شيخ "
ما المفترض فى عالم الدين حين يتكلم فى الدين فى رأيك ؟؟
أعلم أننى لن أجد إجابة كالعادة فى جولاتى السابقة معك فأنت دائما تضرب و ...... تمشى
و ليكتمل الجو القتالى الحربى الذى يأخذنا إليه عيسى يضرب لنا مثلا صاروخيا عجيبا
لقد شبه حال الدعاة و العلماء الذين يحذرون الناس مما حذرهم منه ربهم كما سيأتى بما حدث من كهنة الكنيسة فى الحروب الصليبية مؤكدا أنه لا فارق بين زعمهم تعرض قبر المسيح عليه السلام فى القدس للتخريب – و هو زعم كاذب لم يحدث كما هو معلوم – و بين ما يفعله الدعاة و العلماء من دعوة الناس للدفاع عن دينهم فى مواجهة أعدائه فى الخارج و الداخل
لقد وحد إبراهيم عيسى وصف هؤلاء و أولئك بما عنون به مقاله و قال أن الجميع تجار دين و لا فارق بينهم
و الحقيقة لقد احترت كثيرا فى هذا القياس محاولا إيجاد نقاط التقاء ففشلت فى ذلك فشلا ذريعا
ما العلاقة بين زعم يراه عيسى كاذبا كما يراه المؤرخون قاطبة و بين أمور أقرها الكتاب الذى يفترض أن إبراهيم عيسى يقدسه كباقى المسلمين
ما العلاقة بين ادعاء غير حقيقى و بين ما تواترت به الآيات و الأحاديث من أن للإسلام أعداء يكيدون له فى الداخل و الخارج
أم أن إبراهيم عيسى يرى أنه لا يوجد للإسلام أعداء يكيدون له و يحاربونه ؟؟
إن كان لا يرى ذلك فأين يذهب بقول ربه "
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ "
أين يذهب بقوله تعالى " يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ "
أو بقوله " وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ"
أو قوله " وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا "
أليس هذا ما يقوله الوعاظ و الدعاة فى المساجد و الفضائيات يا عيسى أم أنهم يختلقون أمورا لم تحدث ؟؟
تسخر فى مقالك ممن يدعون الناس للدفاع عن نبيهم الذى يهان فى الغرب و إنى سائلك أولم يحدث ذلك ؟؟
و تسخر من دعوتهم للدفاع عن السنة التى يحاربها العلمانيون فى الداخل و إنى سائلك أولم يفعلوا ؟؟
بل ألم تفعل أنت يا منكر الفرائض و ليس فقط السنن ؟؟
أم أذكرك بجولتنا السابقة حين أنكرت الحجاب الذى لم يختلف المسلمون فى كل العصور على فرضيته
يا رجل إن أذان المساجد نفسه لم يسلم من لسانك كما لم يسلم أصحاب النبى صلى الله عليه و سلم من قلمك
و الآن ترتدى ثوب الحمل و كأنك لم تشارك فى تلك الحروب التى تنكرها اليوم فى براءة ؟؟
لا أدرى كيف يجرؤ مخلوق أن ينكر أن الإسلام يتعرض لهجمة فى الداخل و الخارج
هل أنا مضطر لنقل صيحات قادة تلك الحرب التى تنضح بالكراهية للدين نفسه و ليس فقط لأتباعه
هل أنا مضطر لتذكيرك بما يكتب عندك على صفحات جريدتك من إنكار للغيب و استهزاء بالشعائر يقوده صبيانك الجدد و لا نريد أن نصغر أنفسنا و نرد على سفاهاتهم ؟
أم أننى مضطر لتنبيهك لما ينشر على صفحات جريدتك من مذكرات صاحب الآيات الشيطانية سلمان رشدى الذى دافعت عنه من قبل فى أحد كتبك ؟
مجرد نظرة على تصريحات و مناشدات أصدقائك تعلمك أن هناك مشكلة حقيقية و إن كان الطبيعى منك أن تنكرها
فأنت للأسف أحد أضلاعها و رؤوس حربتها
اللطيف أن عيسى أطلق بعد ذلك طلقة معتادة و هى طلقة الرمى بالتكفير فى حين أن الطلقة ارتدت عليه كالعادة حين وقع هو فى هذا التكفير أو أوهم به
لقد قال نصا "إن تجار الدين فى التيار السلفى والإخوانى لا يطيقون صبرا على الاختلاف ويتهمون المختلفين بالكفر والخروج عن الملة"
فى حين أنه قال قبلها :" هناك من صدّق تجار الدين الصليبيين وهناك من يصدق الآن تجار الدين المتمسحين فى الإسلام"
و لنتأمل مصطلح " المتمسحين فى الإسلام " و هو الذى يشابه مصطلحات أخرى توهم مخالفة الموصوف بها للإسلام مثل " المتأسلمين " و " أدعياء الدين " و غيرها من الألفاظ التى لو أننا سنقف على الواحدة و نتهم باللفظ الموهم كما يفعل عيسى و أمثاله لاعتبرناها ألفاظا تكفيرية
نعم هناك من يكفر و يسرف فى التكفير كجماعات التكفير و الهجرة و من كان على شاكلتها و أنا لا أنكر هذا لكن عيسى كالعادة عمم و لم يفصل بينما هذا مقام تفصيل و تعيين إن كان يريد خيرا و نصحا و ليس تلطيشا و تخبيطا
لابد أن يعرّف من الذى كفر الناس تحديدا و لماذا و ما هى حجته و يناقش فى ذلك أما أن يطلق الأمر هكذا فهو استمرار لحالة البغى التى يدمنها عيسى
قذيفة أخرى طائشة يطلقها عيسى مشبها مشروع النهضة ب " نهضة مبارك لكن طلع لها دقن "
و أنا لا أدرى هل كان لمبارك نهضة و نحن لا نعلم
ربما هى نهضة لا يعرفها إلا عيسى الذى قرر أن يلحق بركب من يشبهون مرسى بمبارك و أنا أحيله فى الرد على ذلك لمقال أحد كتاب جريدته التحرير و هو الدكتور أحمد خالد توفيق و قد أجاد و أفاد فى الرد على من يشبهون مرسى بمبارك
لم ينس عيسى أن يطلق بعض القذائف التاريخية ذاكرا فيها أفعال يزيد بن معاوية و كأنما هو قدوة يدعو الإسلاميون للاقتداء بها أو أفعال بعض الملوك و الأمراء بل حتى أفعال الخوارج و كأن هذه هى الشريعة التى ندعو إيها و نماذج التطبيق التى نريد أن نسير على خطاها
لقد زعم عيسى أننا نخفى ذلك و لا نذكره و الحقيقة أن ذكر المثالب ليس عادة من يدعو للخير و إنما هو دأب من يشكك و ينتقص
من قال أن هذه هى الشريعة يا عيسى
و هل ادعى مخلوق أن الشريعة فقط هى الحدود و العقوبات ؟؟
أما سئمتم من تلك الشبهة المتكررة ؟؟
كل ما ذكرته من النماذج إنما هى تجارب تطبيقية بشرية تعبر عن أصحابها بينما ما يدعو إليه الدعاة و الوعاظ الذين يحقرهم عيسى هو العودة إلى المنابع
إلى المعين الصافى
إلى الكتاب و السنة
هذه هى الشريعة التى نعرفها فقط يا عيسى
الشريعة التى فيها العدل و المروءة و القوة و النصرة و التقدم و الرخاء و من ضمن ذلك قانون العقوبات الذى يؤرقك لا أدرى لماذا
إن عيسى يستدل بحقب يراها مظلمة سببتها أفعال بشرية على أن الشريعة لا جدوى من تطبيقها سائلا سؤالا فى غاية الخطورة عليه :هل منعت الشريعة انحطاط الدولة وانهيارها؟ وهل وقفت الشريعة طغيان الحاكم والخليفة؟
و بغض النظر عما يوحيه السؤال من مقتضى واضح إن كانت الإجابة بالنفى و هو أن الشريعة إذا لا لزوم لها فإن السؤال نفسه خطأ
الشريعة إن لم تقف ضد ذلك فهى إذا لم تطبق يا عيسى
الشريعة إن لم تأخذ على يد الظالم و تحجم الفاسد و تدعو إلى أسباب القوة و التقدم فهى إذا قد جنبت أو جنب جزء منها
فهل معنى سوء التطبيق فى رأيك يا عيسى أن نتركها بالكلية ؟
أن نجنبها و ننحيها خوفا من تجار الدين ؟
و لماذا اكتفيت بذكر النماذج المظلمة
هل خلا التاريخ الإسلامى منذ عهد النبى صلى الله عليه و سلم من نماذج مشرقة ؟؟
بالمناسبة الحقبة الوحيدة التى لم تطلها طلقاتك فى المقال و هى حقبة النبى صلى الله عليه و سلم و أصحابه كانت تحوى أيضا تجارا دين
نعم كان هناك المنافقون الذين أعلنوا إسلامهم و أبطنوا كفرهم فقط لمصلحة دنيوية
كانوا موجودين على عهد النبى صلى الله عليه و سلم و لطالما نخروا فى جسد الأمة و أساءوا و أفسدوا
فهل معنى ذلك أن الشريعة لم تكن مطبقة على عهده صلى الله عليه و سلم و خلفائه الراشدين من بعده ؟؟
أى كلام هذا ؟؟
إن مثل ما يفعله عيسى كمثل رجل سُرق حذاؤه و هو داخل الحرم أو المسجد النبوى فصاح حانقا : أهذا هو الدين أهذه هى الشريعة التى تدعوننا إليها ؟؟
ما العلاقة بين الخطأ فى التطبيق و الدعوة إلى صميم المنهج ؟
و من قال أننا نرغب فى تطبيق الشريعة فقط كما افتترض عيسى لنتقدم دنيويا ؟
الحقيقة أن التحاكم لشرع الله أمر ربانى نطالب به فى الأساس من باب الاعتقاد و ندعو إليه طاعة لله ثم إن جاء الفرج بعد ذلك فمن عنده سبحانه ثم بأخذنا بالأسباب التى جعلها سبحانه سبيلا موصلا لذلك التقدم و الرخاء
الشريعة ليست أمرا تخييريا يا عيسى بل هى عقيدة بديلها الكفر و أنا أقولها و أكررها دون أن ترهبنى أسلحتك الثقيلة
نعم كفر و ليس ذلك قولى إنما هو قول ربى "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" " فأولئك هم الظالمون " " فأولئك هم الفاسقون "
نعم يا عيسى لن نستحيى أن نقولها دائما
إما حكم الله أو حكم الجاهلية و هو من قال ذلك فى كتابه " أفحكم الجاهلية يبغون و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون "
ثم يختم عيسى مقاله أو حربه بطلقة أخيرة يحب تكرارها لدرجة مملة و هى زعمه أن الشريعة مطبقة فى مصر
و لا يقول ذلك إلا من يجهل معنى الشريعة أو يتجاهله
الشريعة مطبقة فى دولة ترخص لمصانع الخمور و تفرض عليها ضرائب
الشريعة مطبقة فى دولة جل بنوكها تقرض و تقترض بالربا الصريح الذى لا لبس فيه
الشريعة مطبقة فى دولة تخرج الزانية المضبوطة فى حالة تلبس براءة إذا تسامح الزوج أو على أقسى تقدير توقع عليها عقوبة السجن عدة أشهر لممارسة مهنة بدون ترخيص ( يطالب البعض الآن أن تكون بترخيص )
الشريعة مطبقة فى دولة تعطى رخصة للرقاصات وتفرض ضرائب و مواصفات لبدلة الرقص
أى شريعة تلك ؟
هل هى شريعة نابليون أم ياسق جنكيز خان
هذه نماذج يسيرة لواقع نعلمه و يعلمه عيسى لكنه يتجاهله بشكل واضح زاعما بكل هدوء أن الشريعة مطبقة ما عدا فى الحدود و تلك الأخيرة طبعا يرى أنه يستحيل تطبيقها لوجود الفقر و الاستبداد و ..... التجارة بالدين
التجارة بالدين التى اعتبرها عيسى أكثر التجارات رواجا على الأرض لأنها أفسد تجارة و هى فعلا تتجارة فاسدة حذرنا منها ربنا فى معرض كلامه عن المنافقين
لكن هناك تجارة أخرى تجاهلها عيسى تماما و افترض أنها غير موجودة و كأنما شقت له الصدور و اطلع على ما فى القلوب
إنها التجارة فى الدين
التجارة مع رب العالمين
تلك التى أمرنا بها ربنا فقال فى كتابه الكريم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ"
فما أدراك يا عيسى أن من عممت قذفهم و كشفت عن نياتهم لا يرجون تلك التجارة التى لن تبور
من أدراك أنهم لم يقبلوا الصفقة و يبيعوا أنفسهم و أموالهم لله و أنه اشترى ؟؟
سؤالات عديدة لا أظن أنها ستجد جوابا كالعادة فإنه كما قلت أنت يا عيسى فعلا زمن تجارة يبدو أن الإنصاف و العدل فى سوقه ليسوا من المربحات و الله المستعان
__________________
#الإشـاعة يؤلفها #الحاقد وينشرها #الأحمق ويصدقها #الغبي حاول أن لا تكون من هؤلاء الثلاثة.
بالفيديو.. توثق أحداث الذكرى الثانية للثورة


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-10-2012, 05:26 AM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
المدير التنفيذي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 26,982
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي

جزيل شكرى و تقديرى لحضرتك على هذا العرض الرائع
و حقيقة الأمر أننا نعانى من الأمرين معا دون استثناء أحدهما تجارة الدين و التجارة فى الدين ، و كل مانتمناه أن يدخل أنصار الاسلام السياسى الى السياسة وفقا لآلياتها الحقيقية ، و أن يعيشوا معنا فى القرن الواحد و العشرون ، فيطرحوا رؤاهم بما يتوافق مع ظروف العصر ووفقا لفهم صحيح لكتاب الله و سنة رسوله الكريم ، و أن يبتعدوا بعض الشئ عن الشروحات القديمة و عن الماضى الذى يعيشون فيه ، فالصراع الدائر ليس بين اسلاميين و غير اسلاميين كما يحلو للبعض تصوير الأمر ، و لكنه بين فكرتين و هما الأصالة و المعاصرة .
و أكثر مايثير دهشتى أن هذه القضية عرفها المجتمع المصرى و عايشها منذ بدء اختلاطنا بالغرب منذ ارسال البعثات الى الخاج فى عهد محمد على ، و استمر الفكر المصرى يعانى من هذه الاذدواجية فترة طويلة من الزمن بدءا من الشيخ رفاعة الطهطاوى مرورا بالامام محمد عبده و انتهاءا بالدكتور زكى نجيب محمود ، و رغم جهود هؤلاء المفكرين فى صياغة نوع من التوافق بين الاتجاهين الا أننا عدنا مرة أخرى بعد ثورة يناير لطرح هذه القضية و كأننا أمة لا تقرأ و لا تعرف الكثير عن تاريخها .

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-10-2012, 07:39 AM
darch_99 darch_99 غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,824
معدل تقييم المستوى: 17
darch_99 is just really nice
افتراضي شكرا جزيلا اخي

اقتباس:
جزيل شكرى و تقديرى لحضرتك على هذا العرض الرائع
و حقيقة الأمر أننا نعانى من الأمرين معا دون استثناء أحدهما تجارة الدين و التجارة فى الدين ، و كل مانتمناه أن يدخل أنصار الاسلام السياسى الى السياسة وفقا لآلياتها الحقيقية ، و أن يعيشوا معنا فى القرن الواحد و العشرون ، فيطرحوا رؤاهم بما يتوافق مع ظروف العصر ووفقا لفهم صحيح لكتاب الله و سنة رسوله الكريم ، و أن يبتعدوا بعض الشئ عن الشروحات القديمة و عن الماضى الذى يعيشون فيه ، فالصراع الدائر ليس بين اسلاميين و غير اسلاميين كما يحلو للبعض تصوير الأمر ، و لكنه بين فكرتين و هما الأصالة و المعاصرة .
و أكثر مايثير دهشتى أن هذه القضية عرفها المجتمع المصرى و عايشها منذ بدء اختلاطنا بالغرب منذ ارسال البعثات الى الخاج فى عهد محمد على ، و استمر الفكر المصرى يعانى من هذه الاذدواجية فترة طويلة من الزمن بدءا من الشيخ رفاعة الطهطاوى مرورا بالامام محمد عبده و انتهاءا بالدكتور زكى نجيب محمود ، و رغم جهود هؤلاء المفكرين فى صياغة نوع من التوافق بين الاتجاهين الا أننا عدنا مرة أخرى بعد ثورة يناير لطرح هذه القضية و كأننا أمة لا تقرأ و لا تعرف الكثير عن تاريخها .

جزاك الله خيرا و بارك الله فيك
شكرا جزيلا اخي ايمن وبارك الله فيك
__________________
#الإشـاعة يؤلفها #الحاقد وينشرها #الأحمق ويصدقها #الغبي حاول أن لا تكون من هؤلاء الثلاثة.
بالفيديو.. توثق أحداث الذكرى الثانية للثورة


رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:36 AM.