|
محمد ﷺ نبينا .. للخير ينادينا سيرة سيد البشر بكل لغات العالم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
كل القلوب إلي الحبيب تميل *** ومعي بذلك شاهد و دليل أما الدليل إذا ذكرت محمداً*** صارت دموع العاشقين تسيل يا سيد الكونين يا علم الهدى***هذا المتيم في حماك نزيل لو صادفتني من لدنك عناية*** لأزور طيبة و النخيل جميل هذا رسول الله هذا المصطفى*** هذا لرب العالمين رسول هذا الذي رد العيون بكفه *** لما بدت فوق الخدود تسيل هذا الغمامة ظللته إذا مشى *** كانت تقيل إذا الحبيب يقيل هذا الذي شرف الضريح بجسمه *** منهاجه للسالكين سبيل يارب إني قد مدحت محمداً*** فيه ثوابي وللمديح جزيل صلى عليك الله يا علم الهدى *** ما حن مشتاق وسار دليل |
#2
|
||||
|
||||
![]() اعتاد محمد بن عبد الله على أن يعتزل أهل مكة معتكفا في غار حراء خارج شعاب مكة ليتفكر في خلق السماوات و الأرض شهرا كل عام .. كانت السيدة خديجة تعد له زاده و ما يحتاجه .. يخرج محمد بن عبد الله كعادته معتزلا الناس إلى غار حراء في شهر رمضان .. فيأتيه الملك في صورة رجل يعطيه صحيفة و يقول له اقرأ .. فيقول محمد بن عبد الله الذي لا يعرف القراء و لا الكتابة "ما أنا بقارئ" .. فيأخذه الملك و يضمه و يقول له "اقرأ" فيقول له محمد "ما أنا بقارئ" .. فيأخذه الملك ليضمه و يقول له "اقرأ" .. فيرد محمد بن عبد الله "ما أنا بقارئ" .. فيضمه الملك ثالثة قائلا له اقرأ .. فيقول محمد و ماذا اقرأ .. فيجيبه الملك "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" .. ثم يتركه الملك .. ينزل محمد بن عبد الله مرتجفا مسرعا من الغار .. ليذهب إلى بيته و العرق يتصبب منه قائلا "دثروني دثروني .. زملوني زملوني" .. تهدئ السيدة خديجة من روعه .. و تسأله أن يقص عليها ماحدث .. تستمع السيدة العاقلة إلى زوجها .. ثم تشهد له قائلة له "و الله لن يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم و تحمل الكل و تقري الضيف و تعين على نوائب الحق" .. تذهب السيدة خديجة بزوجها محمد بن عبد الله إلى ابن عمها ورقة بن نوفل ذلك الرجل الذي يقرأ الكتاب لتعرف حقيقة الأمر .. يستمع ورقة بن نوفل لمحمد بن عبد الله .. ثم يقول كلمات قليلة من ورائها تاريخ طويل من البشارات في التوراة و الانجيل بهذا النبي الأمي "إنك لنبي آخر الزمان .. ليتني أكون حيا إذا يخرجك قومك" .. يتنزل الملك بسورة المزمل و سورة المدثر .. يبدأ النبي صلى الله عليه و سلم الدعوة سرا و تشاركه زوجته السيدة خديجة .. ثم تمر فترة لا يتنزل فيها الوحي على النبي صلى الله عليه و سلم .. فيستهزئ المشركون بالنبي صلى الله عليه و سلم ليقولوا "قلاه ربه" فينزل جبريل قائلا له "ما ودعك ربك و ماقلى" .. تمر سنوات و النبي يدعو الناس سرا .. فيؤمن له قليلون منهم السيدة خديجة و أبو بكر و علي و زيد بن حارثة و عثمان و طلحة و الزبير و سعيد بن زيد و بلال و نفر آخرون .. يلتقون سرا في بيت الأرقم بن أبي الأرقم يتدارسون دينهم .. يتنزل القرآن الكريم يدعو النبي صلى الله عليه و سلم للجهر بالدعوة .. يصعد النبي صلى الله عليه و سلم على جبل المروة ليقوم بتعريف من حوله بالله تعالى و الإسلام له يقول لهم "إني نذير لكم بين يدي عذاب أليم" .. يسير محمد في طرقات مكة قائلا "قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" .. فيستهزئ به الكثيرون .. لم يتركوه يدعو الناس لعبادة خالقهم و رازقهم و بارئهم .. و لكنهم آذوا و عذبوا و قتلوا من تبعوه .. فها هو أبو جهل يقتل سمية و ياسر .. و أمية بن خلف يعذب بلالا و يحرقه .. و ها هو خباب بن الأرت يشوى لحمه .. بل كان أبو لهب يسير وراء النبي صلى الله عليه و سلم قائلا للناس "لا تصدقوه فإنه كذاب" .. و تقوم زوجته أم جميل بوضع القاذورات و الشوك أمام بيته صلى الله عليه و سلم لرده عن دينه و تسير في الطرقات تقول "مذمما عصينا و أمره أبينا و دينه قلينا" .. تمضي الشهور و السنوات و النبي صلى الله عليه و سلم لا يكل و لا يمل .. فتشفق عليه السيدة خديجة قائلة "ألا تنام قليلا" .. ليرد عليها قائلا "انتهى عهد النوم يا خديجة" .. ازداد الأذى بالنبي صلى الله عليه و سلم من كفار قريش .. حتى انهم تجرأوا و ذهبوا لعمه أبي طالب يساومونه يقولون له كف عنا ابن أخيك فقد سب آلهتنا و سفه أحلامنا و إن كان يريد ملكا ملكناه أو مالا جمعنا له أو زوجة زوجناه أجمل بناتنا أو إن كان به شيئا من جنون مرضناه .. فلا يزيد ذلك النبي صلى الله عليه و سلم إلا عزما كيف لا و القرآن الكريم يقول له .. فيزداد الكفار عنادا و يقولوا لأبي طالب خذ أجمل شبابنا و أعطنا محمدا نقتله! .. ثم يحاصر الكفار النبي صلى الله عليه و سلم ثلاث سنوات في شعب بني هاشم حتى يأكل المسلمون و معهم نبيهم و أم المؤمنين خديجة أوراق الشجر و لا يعودوا إلى ملة الكفر أبدا .. و هنا يزداد الابتلاء بالنبي صلى الله عليه و سلم حتى لا يتعلق بأحد من الخلق فتموت زوجته السيدة خديجة التي نصرته إذ خذله الناس و يموت عمه أبو طالب .. فتزداد قريش غلظة على من سموه بالأمس الصادق الأمين و الذي كانوا يرضون به حكما في أشد الأمور عليهم .. يضع عقبة بن أبي معيط نعله على عنق النبي و هو ساجد و يبصق على وجهه و يخنقه و هو واقف يصلي فيأتي أبو بكر باكيا ليقول أتقتلون رجلا يقول ربي الله؟ .. فيضربون أبا بكر حتى يدموه و يغمى عليه .. فلما أفاق قال "أرسول الله بخير احملوني إليه؟" .. و يلقي عقبة بن أبي معيط بأمر من أبي جهل بسلا و فرث الجزور على رأسه و هو ساجد يصلي .. فترفع ابنته فاطمة رضي الله عنها ذلك الأذى عن ابيها و تبكي و توبخهم
|
#3
|
||||
|
||||
![]() و في هذه الظروف الشديدة تخرج ثلة من المسلمين مهاجرة بدينها إلى أرض الحبشة .. فأرسلت قريش مبعوثيها عمر بن العاص و عبد الله بن أبي ربيعة في أثرهم ليقابلا ملك الحبشة ليسلم المسلمين إليهم ليعذبوهم و يردوهم عن دينهم .. خافت قريش ألا تبلغ لدى النجاشي ما تريد فحمّلت هدايا ضخمة للأساقفة وكبار رجال الكنيسة .. وفي وقار مهيب وتواضع جليل جلس النجاشي على كرسيه العالي تحفّ به الأساقفة ورجال الحاشية وجلس أمامه المسلمون المهاجرون تغشاهم سكينة الله وتظلهم رحمته .. ووقف مبعوثا قريش يلقيان بالاتهام قائلين: "أيها الملك .. إنه قد ضوى لك الى بلدك غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك بل جاءوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت وقد بعثنا اليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم و أعمامهم وعشائرهم لتردّهم اليهم".. وولّى النجاشي وجهه شطر المسلمين ملقيا عليهم سؤاله: "ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم واستغنيتم به عن ديننا؟" .. نهض جعفر بن أبي طالب وقال: أيها الملك .. كنا قوما أهل جاهلية: نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيئ الجوار ويأكل القوي منا الضعيف حتى بعث الله الينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا الى الله لنوحّده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من الحجارة والأوثان.. وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكفّ عن المحارم و الكف عن الدماء .. ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات .. فصدّقناه وآمنّا به واتبعناه على ما جاءه من ربه فعبدنا الله وحده ولم نشرك به شيئا وحرّمنا ما حرّم علينا وأحللنا ما أحلّ لنا فغدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردّونا الى عبادة الأوثان والى ما كنّا عليه من الخبائث .. فلما قهرونا وظلمونا وضيّقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا الى بلادك ورغبنا في جوارك ورجونا ألا نظلم عندك" .. ألقى جعفر بهذه الكلمات فملأت نفس النجاشي احساسا والتفت الى جعفر وسأله: هل معك مما أنزل على رسولكم شيء؟ قال جعفر: نعم .. قال النجاشي: فاقرأه علي .. ومضى جعفر يتلو آيات من سورة مريم في خشوع فبكى النجاشي وبكى معه أساقفته جميعا .. ولما كفكف دموعه الهاطلة الغزيرة التفت الى مبعوثي قريش وقال: "ان هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة" .. لقد أسلم الرجل ثم قال "انطلقا فلا والله لا أسلمهم اليكما" .. و فيه نزلت الآيات التالية "وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ" .. و بعدما آذي المشركون المسلمين في مكة و أخرجوهم من ديارهم .. بدأوا بالتشاور لقتل النبي صلى الله عليه و سلم .. فينادي النبي صلى الله عليه و سلم في الحجاج "من يحملني حتى أبلغ رسالة ربي؟" .. ثم يخرج إلى الطائف و معه زيد بن حارثة لكي يعينوه على دعوته .. و لكن القوم كانوا غلاظ القلوب فقال له أحدهم: "ألم يجد الله غيرك حتى يبعثك؟" وقال ثاني: "لو كنت نبيا حقا ًلأمزقن ثياب الكعبة" وقال ثالث: "لو كنت نبيا ً حقا ً لا أكلمك أبداً" .. و لم يكتفوا بذلك بل أغروا به سفهاءهم و غلمناهم ليرموه بالحجارة و يسبوه .. و هو يجري أمامهم ينكفئ عليه زيد ليحميه من حجارة الغلمان و السفهاء .. حتى تدمى قدميه الشريفتين .. و يجلس بجوار حائط لبستان عنب يملكه عتبة و شيبة ابني ربيعة فيبكي داعيا ربه تعالى قائلا "اللهم أنت رب المستضعفين و أنت ربي .. إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري .. أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له الظلمات و صلح عليه أمر الدنيا من أن ينزل بي سخطك أو يحل علي غضبك .. إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي .. و لكن عافيتك هي أوسع لي .. لك العتبى حتى ترضى و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم" .. فيتنزل جبريل عليه السلام و معه ملك الجبال قائلا "إن الله تعالى أرسلني إليك و معي ملك الجبال فإن شئت أمرته أن يطبق عليهم الأخشبين" .. فيرد رحمة الله تعالى المهداة إلى العالمين "لا يا أخي يا جبريل لعل الله تعالى أن يخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله" .. يشفق عليه كافرين من كفار مكة حينما يرياه هكذا و هما شيبة و عتبة بن ربيعة .. فيرسلا غلامهما عداسا بطبق به عنب و يقولا له إياك أن يفتنك هذا الرجل عن دينك .. فيأتي عداس بعنقود العنب يقربه من المصطفى صلى الله عليه و سلم .. فيسأله النبي صلى الله عليه و سلم "من أي البلاد الرجل؟" .. يرد عداس "من نينوى" .. فيسترسل النبي صلى الله عليه و سلم "بلد النبي يونس" .. فيقول الرجل و ما أدراك ما يونس؟ فيجيب النبي صلى الله عليه و سلم "هو نبي و أنا نبي" .. ينكفئ عداس على قدمي النبي صلى الله عليه و سلم الكريمتين يقبلهما و يعلن عداس إسلامه بنيبي الأمميين الذي يرسله الله في آخر الزمان .. ثم يعود النبي صلى الله عليه و سلم إلى مكة .. فيقف له المشركون بالمرصاد يريدوه أن لا يعود لداره .. فيعلن مطعم بن عدي أن محمدا في جواري و حماي حتى لا يؤذيه أحد و لا يمسه أحد .. و يدخل النبي صلى الله عليه و سلم مكة ليطوف بالبيت و يصلي ثم يعود لبيته .. و تعزية لما فيه يأتي إليه جبريل عليه السلام و هو نائم بجوار البيت العتيق تحقيقا لما أخبر به النبي دانيال "من أسباط بني اسرائيل" .. وإذا مع سحب السماء مثل ابن آدم أتى وجاء الى القديم الأيام فقربوه قدامه" .. ليأخذ جبريل النبي صلى الله عليه و سلم في رحلة الإسراء إلى الأقصى ليصلي بالنبيين و في رحلة المعراج ليرى من آيات ربه الكبرى و ليصعده ربه إلى ما بعد سدرة المنتهى و يقربه من عرشه حيث لا يتعدى ذلك أقرب خلق الله إلى الله و هو جبريل عليه السلام .. ثم يرافقه جبريل في رحلة العودة .. و يخبر النبي برحلة الاسراء و المعراج كفار مكة بعلامات بيت المقدس و بقوافل آتية في الطريق علامة على صدقه .. فيكذبه أكثر المشركون و يصدقه أبو بكر الصديق .. يخبر الله تعالى نبيه بمكر الكافرين من إجماعهم على قتل النبي صلى الله عليه و سلم .. و يأمره الله تعالى بالخروج وتكفل بحمايته وقال له "إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ"
|
#4
|
||||
|
||||
![]() لا يا أخي الكريم .. بل جد النبي المذكور هو قصي في الكتاب المقدس حيث يقول سفر اشعياء الاصحاح 17 متحدثا عن غزوة بدر "فانه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الاجير يفنى كل مجد قيدار وبقية عدد قسي (قصي) .. ابطال بني قيدار تقل لان الرب اله اسرائيل قد تكلم" .. فقيدار هو ابن اسماعيل بن ابراهيم مباشرة .. و قصي جد النبي من قريش يأتي من نسل طويل من قيدار بن اسماعيل عليه السلام .. و نسب النبي صلى الله عليه و سلم المتفق عليه كما تقول الكتب هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نذار بن معد بن عدنان .. و ما فوق ذلك مختلف فيه ترتيبا فقيدار ليس هو هاشم .. بل قيدار هو ابن اسماعيل الأكبر "البكر" و قيل أن كنانة أو فهر هو قريش من التقاريش و هي التجارة. و قصي له أربعة ولد عبد مناف وعبد الدار وعبد العزى وعبد بن قصي جزاك الله خيرا |
#5
|
||||
|
||||
![]() استخلف النبي صلى الله عليه و سلم عليا بن أبي طالب رضي الله عنه ليرد أموالا كان المشركون قد أودعوها عند محمد بن عبد الله لأمانته .. ليردها لهم علي .. ويخرج النبي صلى الله عليه و سلم من بيته أمامهم .. خرج النبي صلى الله عليه و سلم ليلا بعد أن تجمع حول الدار أربعون شخصا شاهرين سيوفهم كلهم في عنفوان شبابهم ينتظرون أن يروا محمدا لينقضوا عليه كرجل واحد بسيوفهم فيتفرق دمه بينهم .. وهنا ظهرت المعجزة .. ولم يرى أحد من الأربعين مشركا النبي صلى الله عليه و سلم .. يضع النبي صلى الله عليه و سلم التراب فوق رؤوسهم .. لقد أغشى الله تعالى القادر على كل شيئ أبصارهم "وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ" .. خرج النبي صلى الله عليه و سلم من بينهم ولم يره أحد ليتنزل عليه قول الله تعالى "إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد" .. سار النبي صلى الله عليه و سلم إلى دار أبي بكر الصديق ليبدءا معا رحلة الهجرة التي تكلمت عنها التوراة "هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان ارض تيماء وافوا الهارب بخبزه فانهم من امام السيوف قد هربوا من امام السيف المسلول ومن امام القوس المشدودة ومن امام شدة الحرب" نعم فتيماء جزء من المدينة المنورة .. يأمره الله تعالى أن يدخل غارا صغيرا هو و أبو بكر الصديق .. دخل النبي صلى الله عليه و سلم الغار مع أبي بكر و اختبأوا .. نعم الغار لن يحميه ولكن الله تعالى هو الذي سيحميه .. ويتتبع الجاحدون آثار أقدامه هو وصاحبه حتى يصلوا إلى باب الغار .. ويقفوا جميعا أمام الغار .. نعم هنا انتهت آثار الأقدام .. لابد وأن محمد وصاحبه هنا .. عندئذ يقول أبو بكر للنبي صلى الله عليه و سلم "لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا" .. فيقول النبي صلى الله عليه و سلم وهو مطمئن هادئ البال "لا تخف إن الله معنا" .. لم يقل "لا تخف إن معنا الله" .. بل قال "لا تخف إن الله معنا" .. يقين كامل في الله تعالى .. ما إن قال النبي لصاحبه أبي بكر "لا تخف إن الله معنا" .. حتى جاء الرد "لينصرف الجاحدون وليولوا الدبر من أمام الغار" .. وليخرج النبي وصاحبه بعد ذلك .. ليكملا مسيرة الهجرة لإخراج العباد من الظلمات إلى النور .. ومن عبادة الأصنام والشيطان إلى عبادة رب العباد .. يسير الرجلان والكثير من الناس يتطلعون للحصول على المال الكثير الذي وعد به قادة قريش مقابل رأس محمد بن عبد الله .. يخرج فارس مغوار هو سراقة ابن مالك بجواده وسلاحه لعله يفوز بالغنيمة ليأتي للجاحدين برأس محمد .. السعادة تملأ نفس الفارس .. لقد وجد ضالته .. ها هو محمد وصاحبه .. فليقترب منهم وليضرب بنبله .. ها هو يجهز السهم ليضعه في النبل .. لحظات ويأتي برأس محمد ويفوز بالمكافأة .. ولكن هيهات هيهات .. فقد قال الله تعالى القوي لنبيه صلى الله عليه و سلم في كتابه الكريم "والله يعصمك من الناس" و في سفر اشعياء "سأمسك بيدك و أحفظك" .. لقد اضطرب الحصان و غاص الجواد بأرجله في الأرض .. لقد بدأت الأرض تبتلع الجواد والفارس .. ماهذا؟ .. لقد كاد الفارس أن يهلك .. فلينادي سراقة إذن على محمد ليدعو له الله أن ينجيه على ألا يعود سراقة لذلك مرة أخرى .. وفعل النبي صلى الله عليه و سلم ما طلبه سراقة ودعا له .. فيخرج الفارس وحصانه للحياة مرة أخرى .. ويعطي سراقة للنبي صلى الله عليه و سلم ظهره .. ولكن الشيطان ينصحه بالعودة فيعود .. ماهذا؟ لقد اضطرب الحصان و غاص الجواد بأرجله في الأرض مرة أخرى .. لقد بدأت الأرض تبتلع الجواد والفارس ثانية .. لقد كاد الفارس أن يهلك مرة أخرى .. فلينادي سراقة بن مالك إذن على محمد مرة أخرى أن يدعو له الله أن ينجيه على ألا يعود لذلك.. وفعل النبي صلى الله عليه و سلم ما طلبه سراقة بن مالك ودعا له ثانية .. فيخرج الفارس وحصانه للحياة مرة أخرى.. ويعطي سراقة ظهره لمحمد و صاحبه .. ويفعل سراقة نفس المشهد ثلاث مرات .. حتى يتأكد من أن محمد على حق وأن الله تعالى سيحميه .. فلم يجد سراقة طريقا غير الإيمان بهذا الصادق الأمين و بالله تعالى الذي أرسله .. "نعم أسلم سراقة ابن مالك" و يقول سراقة للنبي و لأبي بكر أنا أكفيكم القوم .. فيقول له النبي صلى الله عليه و سلم في نبوءة يمضيها الله تعالى بعد وفاة النبي صلى الله عليه و سلم بما يقرب من عشر سنوات "ما بالك يا سراقة و سواري كسرى في يديك" .. و بالفعل وضع عمر سواري كسرى في يدي سراقة بعد فتح بلاد فارس ليدور به في المدينة قائلا "صدق رسول الله .. صدق رسول الله" .. يمر النبي صلى الله عليه و سلم في طريقه على أم معبد و يسألها عن أي طعام عندها فتقول له ليس عندي إلا شاة هذيلة لا تعطي لبنا فيمسح النبي صلى الله عليه و سلم على ضرعها و يدعو فينسكب اللبن من ضرع الشاة و تسلم المرأة أم معبد و زوجها أبو معبد .. يصل النبي صلى الله عليه و سلم ليستقبله المسلمون الجدد من الأنصار و كذلك المهاجرون .. يشتري النبي صلى الله عليه و سلم أرضا ليتيمين لينشأ عليها مسجد قباء "مسجد القبلتين" فلقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يتوجه في صلاته إلى بيت المقدس ثم صدقت نبؤة المسيح عليه السلام بتغيير القبلة إلى الكعبة بيت الله الحرام "قال لها يسوع يا امرأة صدقيني انه تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في اورشليم تسجدون" .. و لينزل النبي صلى الله عليه و سلم ضيفا على أبي أيوب الأنصاري .. يؤاخي النبي صلى الله عليه و سلم بين الأنصار و المهاجرين و يزيل الشحناء و البغضاء من نفوس الأوس و الخزرج .. يحاول بعض المسلمين أن يأخذوا بعضا مما سلبه المشركون في مكة منهم فيتفقوا على أن يعترضوا راحلة تجارية لأبي سفيان بها من أموال المشركين في مكة .. فيعلم أبي سفيان بالأمر فيتخذ طريقا آخر .. و ينجو بالقافلة و يعود لمكة ليخبر كفار قريش بذلك .. فيعزموا على تأديب محمد و صحبه و استئصال شأفتهم .. و يقول أبو جهل لن نعود حتى نشرب الخمر و نذبح الجزور و تغني لنا القينات فرحة بالقضاء على محمد و دينه و أصحابه .. يلتقي الجمعان جمع المؤمنين في ثلاثمائة و أربعة عشر رجلا و فريق الكافرين في ألف رجل .. و تتنزل الملائكة لتثبت الذين آمنوا و ليضربوا من المشركين فوق الأعناق و ينهزم المشركون شر هزيمة مصداقا لوعد الله تعالى في التوراة بنصر عبده و رسوله "فانه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الاجير يفنى كل مجد قيدار وبقية عدد قسي "قصي" ابطال بني قيدار تقل لان الرب اله اسرائيل قد تكلم" .. و ليضع النبي صلى الله عليه و سلم صناديد الكفر من قريش في القليب تحت قدميه كما قال عنه داود عليه السلام "قال الرب لسيدي اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك" .. و يقول النبي صلى الله عليه و سلم لقتلى قريش و هم تحت قدميه "هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا"
|
#6
|
||||
|
||||
![]() كان من ضمن أسرى كفار بدر العاص بن الربيع زوج زينب بنت النبي صلى الله عليه و سلم .. ترسل زينب بقلادة لتفدي بها زوجها العاص كانت السيدة خديجة رضي الله عنها قد أهدتها إليها عند زواجها فيرى النبي صلى الله عليه و سلم القلادة و يتذكر خديجة رضي الله عنها فيقول للمسلمين "إن رأيتم أن تطلقوا سراحه و تردوا عليها قلادتها فافعلوا" .. و بعدها يسأل النبي صلى الله عليه و سلم العاص بن الربيع أن تلحق به ابنته زينب رضي الله عنها في المدينة لانها مسلمة لا تحل له و هو كافر .. فيوافق العاص و تترك زينب مكة متجهة إلى المدينة فيضربها هبار بن الأسود أحد الكفار برمحه فتسقط من على البعير و يموت جنينها و تعيش هي مريضة حتى تموت أمام عيني ابيها و أمام زوجها العاص بعد أن أسلم و لحق بهم .. تاركة لهم ابنتها أمامة .. و كذلك تموت ابنتيه رقية و أم كلثوم في حياته صلى الله عليه و سلم .. فإن الله إذا أحب عبدا ابتلاه .. بعد هزيمة المشركين في غزوة بدر صمموا على العودة للانتقام من محمد و للقضاء على دينه .. و كانت غزوة أحد التي انهزم فيها المشركون أول الأمر .. ثم يعصى الرماة أوامر النبي صلى الله عليه و سلم و تركوا أماكنهم على الجبل و نزلوا ليجمعوا غنائم المشركين .. و لينتهز خالد بن الوليد الفرصة ليعود بجيشه من خلف جيش المسلمين و ها هو عتبة بن أبي وقاص المشرك أخو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يرمي النبي صلى الله عليه و سلم بأربع من الحجارة كان قد جهزها ليقتل بها النبي صلى الله عليه و سلم فيدمى وجهه الكريم .. ثم يأتي بن قميئة ليضربه بسيفه فيعترضه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه مدافعا عن النبي الكريم .. ثم يركض عبد الله بن زهير بفرسه ليجهز على النبي صلى الله عليه و سلم فيقتله أبو دجانة الأنصاري رضي الله عنه و يقتل فرسه .. و تدمى رباعية النبي صلى الله عليه و سلم و شفتيه و وجنتيه حتى أخضلت لحيته صلى الله عليه وسلم بالدم .. يجلس أبو عبيدة بن الجراح ليخرج حلقتي المغفر من وجه النبي صلى الله عليه و سلم بأسنانه .. حتى تقع ثنايا أبي عبيدة و هو يخرج حلقتي المغفر من وجهه الشريف .. و ليقتل في ذلك اليوم سبعون صحابيا منهم أسد الله حمزة و مصعب و عمرو بن الجموح و عبد الله بن حرام و عبد الله بن جحش و سعد بن الربيع الذي قال و هو في آخر رمق "اللهم اجزي عنا نبيك خير ما جازيت نبيا عن أمته .. ليس لكم عذر عند الله إن خلص إلى نبيكم و فيكم عرق ينبض" .. ينادي أبو سفيان بن حرب أفيكم محمد؟ .. فيأمر النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه أن لا يردوا عليه .. فلا يرد أحد عليه .. ثم يقول أبو سفيان "اعلو هبل" .. حينئذ يأمر النبي صلى الله عليه و سلم أن يقولوا "الله أعلى و أجل" .. و تتنزل آيات ترشد الذين ألقوا اسلحتهم في المعركة لما وصلتهم اشاعة قتل النبي صلى الله عليه و سلم .. بعدم التعلق بأحد غيره حتى و لو كان حبيبه محمدا يقول فيها "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ" .. آيات يعدهم فيها الله تعالى بأن النصر من عنده هو و أن الجهاد لا يكون إلا في سبيل الله و أن الفتوحات مستمرة بعد النبي صلى الله عليه و سلم لأن محمد يموت و الله تعالى حي لا يموت
|
#7
|
||||
|
||||
![]() بعد غزوة أحد يحاول يهود بني النضير قتل النبي صلى الله عليه و سلم بإلقاء حجر عليه من فوق حائط كان يجلس هو بجواره فيخبره جبريل عليه السلام بمكرهم .. فيقوم صلى الله عليه و سلم فجأة من مجلسه ليسقط الحجر على الأرض دون أن يصيبه صلى الله عليه و سلم أذى .. يأمر صلى الله عليه و سلم يهود بني النضير بالخروج من المدينة على أن يتركوا أسلحتهم جزاءا لخيانتهم .. بعدها يجمع الحارث بن ضرار سيد يهود بني المصطلق قومه ليهجموا على المدينة ليقضوا على محمد صلى الله عليه و سلم و رسالته و انتقاما ليهود بني النضير .. و يصل الخبر للنبي صلى الله عليه و سلم فيجمع المسلمين و يتوجهوا إلى حيث يوجد جيش اليهود فيهرب كثير من اليهود و ينهزم الباقون .. يتزوج النبي صلى الله عليه و سلم أم المؤمنين جويرية بنت الحارث و التي كانت قد رأت رؤيا قبل ذلك بأن القمر يسقط في حجرها .. و ليدخل بعد ذلك أبوها الحارث بن ضرار و معه قومه جميعا في الإسلام .. يستجمع المشركون في مكة عدتهم مرة أخرى بقيادة أبي سفيان بن حرب و يتحالفوا مع يهود بني قريظة بالمدينة على قتل محمد و القضاء على دينه حتى لا ينتشر هذا الدين في جزيرة العرب و يكون خطرا عليهم و كذلك يتحالفوا مع يهود خيبر بقيادة حيي بن أخطب .. يشير سلمان الفارسي على النبي صلى الله عليه و سلم بحفر الخندق و يشترك معهم النبي صلى الله عليه و سلم في الحفر ليقول بشارة تحققت بعد ذلك "الله أكبـر أعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصـر قصورها الحمر الساعة .. الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله إني لأبصـر قصر المدائن أبيض .. الله أكبـر أعطيت مفاتيح اليمن والله إني لأبصـر أبواب صنعاء من مكاني هذا الساعة" .. تتجمع الأحزاب على المسلمين في غزوة الخندق ليكونوا من فوقهم و من أسفل منهم .. و تبلغ القلوب الحناجر و يربط النبي صلى الله عليه وسلم على بطنه حجرين من الجوع .. و يدعوه جابر بن عبد الله إلى طعام يكفي شخصا أو شخصين فيدعو النبي معه جيش المسلمين كله و يدعو الله بالبركة فيأكل الجيش كله و يبقى الطعام كما هو كأن لم يقربه أحد .. يعبر الخندق عمرو بن عبد ود فارس العرب الصنديد و معه عكرمة بن أبي جهل ليطلب عمرو من يبارزه فيخرج له علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليفلق هامته بسيفه .. و ليهرب عكرمة بن أبي جهل ليسلم بعد فتح مكة و يحسن إسلامه و يقتل بإذن الله شهيدا في معركة اليرموك .. يقول المنافقون "ما وعدنا الله و رسوله إلا غرورا" .. يأتي وعد الله تعالى بالنصر و يرسل ريحا تقتلع الكفار بخيامهم .. و يكبتهم فينقلبوا خاسرين .. بعدها يخرج النبي صلى الله عليه و سلم للعُمرة و يرسل عثمان بن عفان رضي الله عنه لقريش بأنه لم يأتي لقتال و إنما جاء للعمرة .. فيمنعه المشركون .. و ترسل قريش عروة بن مسعود الثقفي إلى المسلمين ليستطلع الأمر فيرجع إلى أصحابه قائلا: "أي قوم والله لقد وفدت على الملوك كسرى وقيصر والنجاشي والله ما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمداً فإنه إذا أمر ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم وما يحدون إليه النظر تعظيماً له" ثم قال: "وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها" .. فأرسل مشركو مكة سهيلا بن عمر إليه صلى الله عليه و سلم ليبرم معه عهدا بأن يعود إلى المدينة هذا العام ثم يقدم مكة في العام الذي يليه و بأنه من يأتي محمدا صلى الله عليه و سلم مسلما من المشركين يعيده إليهم و من يأتي إلى المشركين مرتدا من عند محمد صلى الله عليه و سلم لا يردوه إليه و يرضى النبي صلى الله عليه و سلم بذلك الصلح .. و يبدأ النبي صلى الله عليه و سلم بعدها بإجلاء خونة العهد من يهود بني قريظة في المدينة ثم يقاتل يهود خيبر الخونة المتحصنين في حصونهم و يقول لأعطين الراية غدا لرجل من المؤمنين يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله يفتح الله له .. ثم يعطيها لعلي رضي الله عنه في الغد .. و يفتح الله على يدي علي حصون خيبر .. يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين صفية بن حيي بن أخطب ملك يهود خيبر و تصدق نبوءة داود عليه السلام الواردة في المزمور 45 "اسمعي يا بنت وانظري وأميلي أذنك انسي شعبك وبيت أبيك فيشتهي الملك حسنك لأنه هو سيدك فاسجدي له .. عوضاً عن آبائك يكون بنوك تقيمهم رؤساء في كل الأرض" لتصبح السيدة صفية أما للمؤمنين .. يقدم عمرو بن العاص و خالد بن الوليد من مكة على النبي صلى الله عليه و سلم في المدينة مسلمين ليقول خالد : "يا رسول الله ادعو الله أن يغفر لي" فيقول النبي صلى الله عليه و سلم "اللهم اغفر لخالد .. اللهم اغفر لخالد"
|
![]() |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
المختار, المصطفى, النبى, ابا القاسم |
|
|