|
المواضيع و المعلومات العامة قسم يختص بعرض المقالات والمعلومات المتنوعة في شتّى المجالات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
اراد انكار وجود الله......فخرج بسر الحياه
مكتشف الـ (( DNA )) في كتابة الشهير بعنوان (( الحلزون المزدوج )) كتب جيمس واتسون عن معلمه وصديق عمره (( فرانسيس كريك )) الذي رحل عن عالمنا مؤخراً عن عمر يناهز الـ 88 عاماً .. إنه الرجل الذي حلق فوق السحاب ليناطح النسور والصقور ، وليعلن للعالم اجمع من اقصى الشرق الى أقصى الغرب ومن اقصى الشمال الى اخر بقعة في الكرة الارضية ، أنه اكتشف سر الحياة على هذا الكوكب. فمن داخل معمل (( كافيندش )) الصغير بكامبريدج ، خرج ((كريك))- ذلك الشاب العبقري المغرور قليل الكلام صاحب الـ 36 خريفاً في ذلك الوقت - للدنيا بما اطلق عليه (( سر الحياة )) من خلال اكتشافه للتركيب الجزيئي للحامض النووي الـ DNA وكان ذلك في شهر مارس من عام 1953 ، وذلك بعد جهود استمرت عامين من العمل الشاق بصحبة صديقه الامريكي (( واتسون )) الذي كان يبلغ من العمر 25 عاماً فقط. الغريب إنه على الرغم من الاستفادة الكبيرة التي عادت على العالم بأسره من وراء اكتشافات الحامض النووي في مجالات الطب والهندسة الوراثية والعديد من المجالات الاخرى الختلفة ، إلا أن الهدف الأساسي الذي شغل بال كل من كريك وصديقه واتسون كان مختلفاً تماماً . من الناحية الظاهرية كان المشروع المحدد أمامهما هو حل شفرة التركيب الجزيئي للحامض النووي الـ DNA ، ولكن في الواقع كان هدفهما الحقيقي من وراء هذه التجارب هو انكار الدين وتكذيب الحقائق التي وردت في كافة الكتب السماوية عن الوحدانية . وهذا بالفعل ما اعترف به واتسون صراحة في كتابه ، فبصفتهما ملحدان فكان شغلهما الشاغل اكتشاف الأسرار الحقيقية للمادة ، لإثبات انه لا يوجد كائن فوق الوجود المادي ، أي لا يوجد إله . إن الحياة عبارة عن منظومة متكاملة الأركان فهي منظمة ومربتة بإحكام شديد لا يقدر على هذا التنظيم كائن يعيش ضمن هذه المنظومة ، أو تكون مكوناته أو تركيبته جزءاً من هذا الكون ، إنها قدرة الخالق الواحد الذي لا مثيل له ، لم يلد ولم يولد سبحانه وتعالى عما يصفون . وإذا كان الله سبحانه وتعالى أتاح الفرصة أمام (( داروين )) ليكتشف القليل عن آلية هذا التنظيم ، ثم أمام (( جريجور مندل )) ليكتشف بعض التفاصيل الأخرى عن طبيعة الحياة ، استفاد منها بعد ذلك كريك و واتسون في أبحاثهما عن الحامض النووي الريبي منقوص الأكسجين DNA ، فإن هناك بحوراً من العلم والمعرفة لا يعرفها ولا يحيط بها علما إلا علام الغيوب . وإذا كان مندل قد اكتشف العديد من قوانين الوراثة فإن البحث عن الموصلات الجينية - المواد التي تحمل الخصائص الوراثية للأجيال المتعاقبة - استغرق وقتاً طويلاً ومجهوداً كبيراً من العديد من العلماء الذين ظهروا بعد مندل ومن بينهم كريك وواتسون . وتجدر الاشارة هنا إلى أن الـ DNA تم اكتشافه للمرة الأولى في أواخر القرن التاسع عشر ، ولكن لم يحظ بالأهتمام الشديد لانه كان يبدو سطحياً وغير شيق . ولأن الحياة تركيبتها معقدة بطبيعتها فكان لابد من وان تكون العوامل او المواد المتسببة او الموصلة لهذه الحياة بنفس القدر من التعقيد ، وعلى سبيل المثال البروتين . الكن الجزئ الذي اكتشفه كريك وواتسون من خلال ابحاثهما كان مختلفاً بعض الشيء ، حيث يتكون من أربعة أحرف كيميائية وهي (( ACGT )) - وهو جزئ كثيرا مايتكرر في العديد من المركبات والمواد الكيميائية ، فهو يكترر على سبيل المثال 3 مليارات من المرات في حالة الـ DNA الخاص بالبشر. وكان هذا الاكتشاف فريداً من نوعه بالطبع ، لانه حدث في وقت كنا مانزل نبدأ في ادراك كيف يمكن ان تخرج تركيبة معقدة من من اخرى بسيطة. وقد تزامن مع اكتشاف كريك للبنية الأساسية للحامض النووي الـ DNA ، اكتشاف التقنية الرقمية الحديثة في مجال الكمبيوتر ، وظهور أجهزة الكمبيوتر الأولى العملاقة في قليل من المعامل الحديثة و المتطورة آنذاك ، وأجهزة الكمبيوتر هذه أثبتت أنها قادرة على تنفيذ أصعب وأعقد العمليات في سرعة ودقة متناهية ، على الرغم من محدودية تركيباتها وتكوينها بالنسبة للعقل البشري . والنقطة الواضحة هنا تماماً ، أننا منذ ولادة العلم الحديث عندما نظر (( جاليليو )) في الكون لأول مرة من خلال اول جهاز تليسكوب يظهر إلى الوجود عام 1609 ، ونحن نتطلع دائماً لرؤية الحياة بصورة آلية، وهي نفس الآلية سيطرت على مجريات الحياة في هذا العصر . وبعد اكتشاف الدورة الدموية على يد (( ويليام هارفي )) في القرن السابع عشر ، هو القياس التمثيلي المشابه بالظبط لاكتشاف كريك وواتسون للحامض النووي . فمن خلال المبادئ التي ارساها (( هارفى )) عن الدورة الدموية ، تحول جسم الانسان فجأة الى نظام هيدروليكي خاصة مع بداية الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر والياتهما النابضة بالحياة والتي جعلت الإنسان يشبه الروافع والمضخات و الأنابيب و الأعمده. ومع ذلك ، فإن مبدأ (( الحياتية )) او (( Vitalism )) وهو الاعتقاد بأن هناك شيئاً خاصاً يتعلق بالقدرة على الحياة ، ظل راسخاً في أذهان جميع الناس . لأن تلك الآلات التي اخترعوها وصنعوها بأيديهم لاترتقي الى ان تكون واحداً على مليون من تركيب الجسم البشري . كذلك المخ الانساني الذي لا مثيل له . من الممكن ان تنظر بعين المقارنة بين المخ الحيواني و العقل الالكتروني في الأجهزة والآلات ، ولكن من الصعب أن ننظر لعقولنا البشرية بنفس نظرة المقارنة ، فنحن لدينا وعي عقلي ببواطن الأمور و إرادة حرة تعكس تصرفاتنا ، وهذه هي الأسباب التي جعلتنا نؤمن بأن الانسان يختلف عن باقي المخلوقات في الكون . و أن الله خلقه إنساناً بطبيعته وليس من سلالة أحد انواع الحيوانات كما كان يدعي داروين ورفاقه. فالإنسان مخلوق له روح - (زعم ديكارت أنها توجد بالغدة الصنوبرية بالمخ) - يعيش بها وعقل يفكر به ، ولسان يذكر الله ويحمده على سائر نعمه . بالإضافة إلى ذلك ، نجد من بين المهاترات الفكرية ما زعمه كل من (( ستيفن هوكنج )) و (( ريتشارد دواكينز )) عن نظرية (( جين الأنانية )) التي وصفت الانسان بأنه مجرد الة تتكون من مجموعة من الجينات. وقد ثبت كذب هذه المزاعم من خلال اكتشاف كريك وواتسون للحامض النووي . والسؤال الذي بحث ولا يزال العلماء يبحثون عن إجابة له هو : كيف نشأ الوعي البشري من المادة؟ فنحن ليس لدينا الى الان أية فكره عن كيف تحولت المادة إلى مخلوق له كيان و أحاسيسه وفكره ، كل يختلف عن الآخر . كل ما استطاع العلماء التوصل له هم امكانية التوصل الى تركيبات أكثر تعقيداً من مواد وعناصر أكثر بساطة ، كما هو الحال في اكتشافات الـ DNA والتكنولوجيا الرقمية لاحهزة الكمبيوتر . وقد قادت هذه الفكرة العلماء الى انتصار علمي جديد لانزال نشعر به الى الان ، فقد الف (( كريك )) على سبيل لمثال كتاباً غريباً عام 1994بعنوان (( الفرضية المذهلة )) وماجاء في الكتاب كان مذهلاً حقاً ، فقد قال كريك في كتابه ان الهوية الانسانية والارادة الحرة ماهي الا(( مجموعة من الأنسجة العصبية )) والغريب ان هذا التصريح المثير للجدل من هذا العالم المخضرم لم يتم تفسيره سواء منه اول من عالم اخر. في أحد المؤتمرات الصحفية سئل واتسون ماذا يحدث اذا عثر في تكوين جسم الانسان على الجين المسبب للشذوذ الجنسي وتم استئصاله وما تأثير ذلك على المجتمع؟ فكر واتسون قليلاً وأجابه (( سوف نعاني من راقصي الباليه ))!! وعلى الرغم من كل ماقيل عن اكتشاف الجينات المسببة لإدمان الخمور والشذوذ الجنسي والاجرام ، الا ان هذه الافات ظلت وستظل سلوكيات إنسانية ، أكثر من كونها تركيبات جينية . ولا حديث هنا الكمال البشري ، فالكمال من صفات الله عز و جل . وبعيداً على هذه المهاترات الفكرية ، فإن اكتشاف الحامض النووي له عدة فوائد وكثير من الاستخدامات في مجالات مختلفة. فقد تطور على مدار نصف قرن - منذ اكتشاف الـ DNA - العديد من صناعات التكنولولجيا الحيوية ومجال الأطعمة المعدلة جينياً مثل تهجين الطماطم للتوصل الى محصول ضخم من الطماطم كبيرة الحجم، وكذلك التوصل الى تكنولوجيا طبية على أعلى مستوى كالعلاج الجيني . يضاف الى ماسبق الاستفادة من اكتشاف الـ DNA في مجال مكافحة الجريمة وفي التحقيقات القضائية ، و كذلك في البحث في القضايا الاجتماعية المتعلقة باثبات البنوة ولمعرفة اذا كان الشخص قادراً على الانجاب ام لا. وقد اعتمد الكثير من العلماء على اكتشاف كريك وواتسون خاصة في مجال العلاج الجيني و اكتشاف الامراض وتخليق الصفات المرغوب فيها ، وهو الأمر الذي اثار جدلاً أخلاقياً واسعاً حول استغلال العلم بهذا الشكل اللا اخلاقي. عمل كريك في زرع الألغام المائية للحكومة البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية وبعد انتهاء الحرب اصبح مهتماً كثيراً بالتفرقة بين (( الأحياء و الأموات )) وقرر أن يكرس حياته في دراسة علوم الأحياء والكيمياء وإجراء التجارب العلمية المعملية . بقي ان نعرف ان كريك الذي لفظ اخر انفاسه بمستشفى نورنتون في كاليفورنيا بعد معاناة طويلة مع مرض سرطان القولون - الذي لم تفلح اكتشافات الحامض النووي الـ DNA في علاجه - قد حصل على جائزة نوبل للطب مناصفة مع صديقه ورفيق دربه جيمس واتسون ، عام 1962 م
__________________
26/6 |
#2
|
||||
|
||||
__________________
تحيــــاتي وتقــديري للجمــــيع <CENTER></CENTER><CENTER></CENTER> |
#3
|
||||
|
||||
موضوع رائع جزاك الله خيرا
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|