السيد وزير التربية والتعليم.. الوزارة فيها سُمٌ قاتل

[أ / محمود هيكل]

الجمعة 17.08.2012 - 12:44 م

فتحي الصومعي

لأن أهل مكة أعلم بشعابها، فإنه وجب علينا النصح لإراحة الضمير الذي تعذب كثيراً من كثرة النداء والصياح والصراخ في وادي التيه، والتحدث إلى أناس بلا أذان، أناس خُلِقوا فقط للكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، خُلِقوا لأي شيء غير التربية والتعليم ولكن شاءت الأقدار أن يصبحوا معاول هدم تحت مسمى عقول للبناء.

السيد وزير التعليم.. ولأننا على أبواب عام دراسي جديد وأتوسم مثل كثيرين غيري، في سيادتكم خيراً طال انتظاره، فإن نقاطاً بسيطة ربما بتداركها يمكن معالجة بعض الثغرات التي هى مستصغر الشرر والذي على يديه تحدث أعظم ومعظم الحرائق، هل تعلم سيادتكم أن الطالب يتغيب عن الدراسة ثلاثين يوماً منفصلة ويتم فصله، ويُعادُ قيده بقروش معدودة هى ثمن علبة سجائر محلية الصنع؟! ومن هنا نصبح مجرد كَتَبة لدى الطالب "واللي خَلَّفوه"، وكثيراً ما يجازى الإداريون الذين فصلوا الطالب لأن الخطابات "الإنذارات" التي أرسلت للطالب كانت بالبريد المسجل فقط وليس بعلم الوصول، لذا يعود الطالب دون إعادة قيد ويجازى الإداري لأن الطالب ابن عضو في الشئون القانونية بمديرية التربية والتعليم، وهل تدري سيادتكم أن الطالب يتغيب كيف شاء ويأتي بورقة يشتريها بخمسة جنيهات من تحت سلم أسوأ مركز شباب تقول بأن الطالب كان في دورة رياضية وتصدق الإدارات على هذه الورقة ويتم رفع غياب الطالب؟! هل تعلم سيادتكم أن الطالب يتغيب كيف شاء وبورقة لا تذكر يسيل منها الكذب والتزوير ممهورة بخاتم جهات ما أنزل الله بها من سلطان تقول بأن "المحروس" كان في معسكر شبابي فيتم رفع غيابه؟! هل تعلم سيادتكم أن طبيب التأمين الصحي بالمدارس لا يمارس تقريباً غير منح الطلاب راحة من يوم إلى خمسة أيام بمعدلات لا سقف لها ولا نملك غير السمع والطاعة؟!

لماذا لا يتم فصل الطالب إذا ما تغيب خمسة عشر يوماً منفصلة بدلاً من ثلاثين يوما؟! لماذا لا يتوقف العمل نهائياً بالأوراق "المضروبة" الصادرة عن الشباب والرياضة؟! لماذا لا تحتسب درجات "خصماً" من درجات الطالب حسب نسبة غيابه، أي كل يوم بدرجة أو أكثر من مجموعه الكلي في نهاية العام؟! لماذا لا يُعاد النظر في الإجازات الممنوحة من طبيب التأمين الصحي وذلك بحثاً عن خدمة طبية خالصة؟!

السيد وزير التعليم.. لماذا لا يتم رفع قيمة الرسوم المدرسية لتصبح على الأقل ما يعادل مقابل حصتين من الدروس الخصوصية، ولماذا لا يتم إعداد وإخراج الكتاب المدرسي ليتحول إلى مادة جذب لا مادة طرد، ولماذا لا نقر ونعترف بأننا منافقون وكاذبون ومجرمون في حق الوطن، ففي طول البلاد وعرضها لجان ثانوية عامة يتم فيها الغش سنوياً ومن الكتاب وبالقوة الجبرية ولا يجرؤ معلم على التصدي لها لأن ما يحدث إنما يحدث تحت سمع وبصر الأمن وكبار المسئولين حتى السيد المحافظ، وبالتأكيد فالسيد الوزير يدري وتلك مصيبة وإن لم يكن يدري فالمصيبة أعظم؟ لماذا لا يتم توزيع طلاب المدرسة المعروفة بالغش، لماذا لا يتم توزيعهم على جميع إدارات المحافظة لإذلالهم و*****هم حتى يعودوا إلى ما يجب أن يكون عليه الطالب وتكون عليه الامتحانات، لقد سبق وتحدثت عن بعض هذه المدارس في أكثر من صحيفة.

إلى متى نستمر في" الزفة الكدابة" وخداع الذات حيث نجاح الطلاب وحصولهم على نسبة مائة في المائة أو أكثر وهذا ضد العقل والمنطق والطبيعة وحتى قوانين المجانين، من ذا الذي يحصل على مائة في المائة في مادة أدبية تقوم على الشرح والتحليل والتعليل والأسلوب ومنطقية تتابع الأحداث، ليتكم تراجعون موضوع التعبير لطالب حصل على النهائية في اللغة العربية، سوف تجدون فقط همزات موجودة بلا داع وغياب همزات عديدة واجبة وسوف تجدون أكثر من خطأ نحوي في التعبير، وربما لن تجدوا علامة ترقيم واحدة، وبالمثل في موضوع تعبير اللغة الإنجليزية، إذ ربما نموذج الإجابة يغفل أشياء ضرورية ليحصل بموجبها واضع الامتحان على الدرجة النهائية، ناهيك عن الفلسفة وعلم النفس والتاريخ، ربما الرياضيات والعلوم يمكن للطالب الحصول فيها على الدرجة النهائية.

السيد وزير التعليم.. لدى الكثيرين من العاملين بالمدارس ما يمكنه الأخذ بيد التربية والتعليم، فليتكم تجتمعون ببعضهم من بحري وقبلي، استمع سيادتكم لهم فربما تحصلون على روشتة علاج للكثير مما حل بجسد التربية والتعليم التي ابتلاها النظام البائد بأناس قضوا على أخضرها ويابسها.

[Bahy_Ahmed]

استاذي انا اتفق معك في كل شئ الا الجزء الخاص بالتصحيح والمجاميع فانا اري من الاساس ان اللوم ليس في التصحيح وانما في المناهج القديمة والكتب التالفة الموجودة في المخازن من الثمانينات والتسعينيات فيجب حدوث تطوير شامل للتعليم من كافة النواحي هذا غير ما يعتمد عليه التعليم من خلق جيل (صميمة) بمناهج للحفظ دون الفهم والتحليل او بامتحانات معقدة لا اساس لها