اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-07-2012, 12:53 AM
مجاهد ضد الفساد مجاهد ضد الفساد غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 298
معدل تقييم المستوى: 0
مجاهد ضد الفساد is on a distinguished road
Mnn البحْثُ عن اليقين


البحْثُ عن اليقين




أحبتنا في الله ..
كثُر التساؤل عن البحث عن اليقين بين كثيرٍ من الإخوة والاخوات ..
الذين تعرضوا في لحظة من حياتِهِم لشبهةٍ أو شكٍ أو فتور .. فيظُن أنه قد عُدِمَ اليقين .. فيبحثُ عنه وهو أرقبُ ما يكونُ منه.


وقد يصِل اليقين إلى الإنسان .. ولا يُدرِك أنه قد وصَلَ إليهِ .. هل يُمكِن أن يحْدُث ذلِك؟!

الجواب: نعم ..
يُمكِن أن يصلك اليقين ألف مرة .. وفي كل مرةٍ لن تجده لأنك استخْدَمت مقياساً مغلوطاً لقياس اليقين .. وبالتالي غالطْتَ نفسَك .. واصطنعت مقياسًا لليقين غير صحيح .. وطالما المقياس غير صحيح .. فلن نصِل حتْمًا إلى هذا اليقين المطلوب ..

مثالُ ذلِك :


لو أردت قياس درجة حرارة الجِسْم .. ولم تعْلم أن الترمومتر الزِئْبقي هو المقياس الصحيح لدرجةِ الحرارة .. وتكونت عندَك القناعة بأن درجة الحرارة تُقاس بالمسطرة المدرسيّة.. فهل ستصل إلى درجة الحرارة؟!..

لو جلسْت عُمْرَك كُلَّهُ تبحث عن درجة الحرارةِ (اليقين) , فلن تصِل إليها .. لأنكِ اسْتخدمت المسطرة (مقياس مغلوط) في غيرِ محلّه.. ولم تتعرف على الترمومتر(المقياس الصحيح).




من يبْحَثُ عن اليقين .. لابُد أن يسْتَخْدِم المقياس الصحيح لليقين.


وهذا هو لُبُّ المشكِلَةِ عِنْدَ أحبتنا هؤلاء.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-07-2012, 12:55 AM
مجاهد ضد الفساد مجاهد ضد الفساد غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 298
معدل تقييم المستوى: 0
مجاهد ضد الفساد is on a distinguished road
افتراضي

المقياس الصحيح لليقين.

لكي نتعرف على المقياسِ الصحيحِ لليقين .. فلابُد أن نحدد أولًا .. اليقين من ماذا؟َ!

اليقينُ من شيء مادي أم من شيء معنوي؟!


المادي : كل مالهُ كُتْلَة وله حجْم .. وهو ما يُمكِنُ أن نُمسِكَهُ باليد .. او نُخْضِعَهُ للتجربةِ المعْمَلِيّة .. أو نتحسسهُ أو ما يدًل عليْهِ بالحواسِ الخمْسَة .. مِثْلَ :
كوب الماء .. او الكُرْسي .. المسمار .. الغازات .. المياه... الخ.

المعنوي: كل ما ليْسَ له كتلة وليْس له حجْم ولا يُمكِن رؤْيَتُه .. وغاب عني كُنْهُهُ وحقيقتُه .. مثل الذكاء , العلم , الجهل , الحق , الباطل , الصدق , الكذب , الروح ... الخ.


كيْف نتيقّنُ من المادي؟!
: أراه بعيْنيّ .. امسِكُهُ بيديّ .. له كُتْلَة ولهُ حجْم .. اتيقنُ منه إن أمسكتُهُ بيديّ .. أو نظرتُ إليْهِ بعيْنَيّ .. أو شممتُ ما يدُل عليْهِ بأنْفي .... الخ. , النتيجةُ: أني تيقنتُ منه.


كيْف نتيقّنُ من المعنوي؟!
:بالدليلِ العقْلي .. أو بالتواتُر .. يكْفي أن يكون لديْنا دليل يدُل على صحة الشيء .. دليلًا لا يُخْتَلَفُ عليْهِ .. الكوباية بتمسكها في ايدك لكن الذكاء هل يمكن امساكه باليد؟ العلم هل يُمكن امساكه باليد؟.. بالطبعِ لا.. ومع ذلِك نستطيع البرهنَةَ على الذكاءِ والبرهنةَ على العلم.. والتيقُنُ منه.. بل نسْتطيعُ الجزْمَ يقينًا بأنّ! هذا الفلان ذكي , وأن هذا الأكثر ذكاءًا .. وأن ذاَك ألمعي ..وفلان الآخرُ غبي .. عافانا الله وإياكم... ويُمكننا أن نقول هذا عنده علم .. وهذا عالم .. وذاكَ جاهل- عافانا الله وإياكم.

ما هي المعايير التي بها
أتيقَنُ من وجود ما لا أراه مثل الذكاء ؟!.. كيْف أتيقنُ من ذكاءِ فلان ونجْزِم انه ذكي ؟!.. بمعايير الذكاء : كتابته, اسلوبه , نجاحه , تفوقه مقارنةً باقرانِه, درجةُ حِفْظِهِ , ذاكرته ... الخ.

كيْف أتيقنُ من علم فلان والعلمُ لا نراه ؟! .. أتيقنُ من علمِهِ .. من إطلاعِه .. من صدق نظريّتِه .. من امتحانِ صحّةِ ما قال .. من المراجِع .. من شهادة العلماء حولَه .. الخ.


إذًا فالماديات يكفيك امساكها واختبارها بحواسِكِ الخمْسَة .. بيْنما المعنويات
فالمقياسُ فيهِ هو الدليلُ العقلي
: تحتاج إلى معايير ودليل أو أدلة عقلية تُثبِت صحة ما لا نراه أو وجودَه .. ولِذا .. الذي يدُلُّ عليْهِ .. الآيات التي تدُلُّ عليْهِ .. القرائِنُ التي تدُل عليْه .. وهنا نصِلُ إلى درجةِ اليقين ..

دليلٌ واحِدٌ عقلي ومنطقي , صحيحٌ خالٍ من الغلط والمغالطة يكفي لنحْكُم بالشيء وجودًا او عدمًا.. أما لو تضافرت مجموعة أدلة فقد زاد اليقين وثبُت ورسَخ.. ولِذا تختلِفُ درجة اليقين من شخْصٍ إلى آخر , بمقدارِ ما وقف عليْهِ من أدلةٍ وآياتٍ وتدبر فيها.



أخي الكريم/ أختنا الكريمة .. إن مكمن الغلط .. أنكِ تريد قياس المعنوي بنفس مقاييس المادي:

فقبل أن توغِلَ في البحْثِ .. ابحَث أولًا عن مكمنِ هذه الأغلوطة الفكرية التي قد تحجِبُ عنكِ اليقين ..

نقطة تفكير كبيرة جدًا لابُد أن تنضبِط وهو أنّك تُريد قياس المعنوي بنفْس الطريقةِ التي تقيس بهما المادي .
. والتيقُن من الماديات يخْتلِفُ عن التيقُن من المعنويات كما بيّناه أعلاه..


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29-07-2012, 01:00 AM
مجاهد ضد الفساد مجاهد ضد الفساد غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 298
معدل تقييم المستوى: 0
مجاهد ضد الفساد is on a distinguished road
افتراضي

ما بيْن اليقينِ والسفْسَطة




أخي الكريم/ أختنا الكريمة : صحةُ الوحيِ , الإسْلام , المسيحيّة , الحق , الصدق , الباطِل , توحيد الله .. ليْست مسامير ولا كرسي ولا مادة يُمكِن امساكها في اليد .. فإن ظننتِ أن اليقين هو أن تستشعر الإسْلام او أي فكر صحيح , كما تستشعر كرسي أو كوب في يدِك , فهذه مغالطة كُبرى للعقل والمنطِق .. وعندها ستظلُ عمرَك كله تبحث عن هذا اليقين المغلوط والمزعوم..




أخي الكريم/ أختنا الكريمة : ما دلّ عليْهِ الحِسُّ , أو ما صدّقَهُ العقْلُ السليمُ بالدليل والمنهجِ الصحيحِ في الإستدلالِ هو اليقين ..

وكل محاولة ارتيابٍ او تشكيكٍ في اليقين هو ضرْبٌ من الجنونِ والمرض وهو ما يُسمى السفسطة ..


والسفسطة أنواع منها :

- إنكار الحق مع وجود الدليل عليه .. واسمُهُ العناد.


- وقد تكون بانكار الحق لمجرد التشكيك في كل شيء وأي شيء حتى ولو ثبُتَ بالدليل , وهذا جُزْءٌ من مرض معلوم في الطب باسم الوسواس القهري , جعله بعض المختلين نظرية فلسفية وهي مغالطة وسفسطة.


- ومنها قلب الحقائِق بجعل الشكّ حقيقة أؤمن بها , فكل ما شككت فيه أؤمن به.





ولو كانت السفسطةُ حقًا لسقطت كل العلوم , ولسقطت شهادات المتعلمين ودكتوراة العلماء ونظرياتهم الطبية أو العلمية أو العملية التي اعتقدوا صحتها.. فكل علمٍ يجِبُ أن يُبنى على حسٍ وعقل وأدلة على صحّتِه , وما بُني على غيْر ذلِك فهو تشكيكٌ وجهالة.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29-07-2012, 01:05 AM
مجاهد ضد الفساد مجاهد ضد الفساد غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 298
معدل تقييم المستوى: 0
مجاهد ضد الفساد is on a distinguished road
افتراضي

أحبتنا في الله .. كانت هذه فائِدة لابُد منها .. لتصحيحُ الفكْر .. قبل ان نسْلُكَ الطريق معًا

حين ينضبِط تفكيركم ومنطِقُكم بضوابِط الفكر المنهجيِّ , سينضبِطُ لكِ كل شيء.


ثبتنا اللهُ وإياكم على الحق .. آمين.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29-07-2012, 01:13 AM
مجاهد ضد الفساد مجاهد ضد الفساد غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 298
معدل تقييم المستوى: 0
مجاهد ضد الفساد is on a distinguished road
افتراضي

تساءَلت ..
هل يُمكِن الحكم بيقين على المادي عن طريق الحواس ؟

والجواب نعم
.. فاليقين من الماديات .. لا يُمكِن الوصول إليه بأي طريقٍ كان إلا بالحواس والتواتر. . لا يوجد أي طريقٍ آخر .. فالحس مصدر رئيسي من مصادر المعرفة والبرهان ولكِن يتطلب الإستقراء والتحليل الصحيح.



ولكِن يُشْتَرَطُ في استخدام الحواسِ للوصول إلى اليقين السليم الخالِ من الخداع والمغالطاتِ أمور:

1- الشرط الأول: سلامةُ الحواس من المرض أو الخلل.

2- الشرط الثاني: سلامةُ العقل من مرضٍ أو جنونٍ أو كل ما يُغيبه أو يؤثر على حكمه.

3- الشرط الثالث:
العلم والإستقراء والتحليل الصحيح.



ولنضرِب المثل بما يسمى خداع الحواس .. فهذا الخداع ليْس خداعًا في حقيقتِه ..

وإنما هو فقدان الشرط الثالث أعلاه ..


أي قلة علم ممن ظن أن الحواس قد خدَعَتْه..

وغاب عنه الإسْتقراء والتحليل الصحيح.


وسنضرِب المثل في الرسالة التالية .. عن "خداع الحواس" .. لنرى هل خدعتنا الحواسُ فعلًا أم أنها نقلت نقلًا صادِقًا لمن لم يُحسِن قراءَتَه؟

وإلى المثال:

حين تضع يدَك اليمنى في ماء "ساخن" وتضع يدك اليسرى في ماء "بارِد " , ثم تنقلهما معًا إلى ماء عادي .. فإن اليد التي كانت في البرودة تستشعر سخونة في الماء العادي, والتي كانت في السخونة تستشعر البرودة في الماء العادي ..

فهل خداع الحواسٍ هذا ينبغي أن لا يُصدق, ويلزمُ عنهُ عدم تصديق الحواسِ ؟..


أم أنه نقل صادِق من الحواس لحقائِق يجِب قراءتُها صحيحة؟

هل الحواس عكست لنا شيء موجود فعلاً أم خلعت على الأشياء صفات غير صفاتها الحقيقية؟!

هل يُمكِن إذًا أن نقول أن الحواس خالفت القوانين الفيزيائِية وأضلتنا ؟

هل نتهِم الحواس ام نتهِم أنفُسَنا ؟؟


الجواب:


الحواس لم تكن على ضلالة ... بل في الحقيقة هي كانت صادقة ونقلت قانون فيزيائِي صحيح مائة بالمائة .. في حين ظننا نحنُ أن الحواس ضالة ومُضلة .. وخالفت القانون الفيزيائي.

حينما وضعنا يدًا في الماء البارد .. ويدًا في الماء الحار .. ثم وضعنا اليدين معا في ماء عادي ... فإن الحواس لم تخدعنا قط .. بل امتثلت تمام الإمتثال لحقيقة فيزيائِية علمية مفادها أن الحرار تتنقل من الجسم الأكثر حرارة إلى الجسْم الأقل حرارة .. ولِذا .. نقلت لنا الحواس بالفعل وبكل صدق .. قانون فيزيائِي غفلنا عنه ولم نُدرِكه الا في القرون المتأخرة...
مجرد أن تتعادل الحرارة بين الأعلى والأقل وتعدو الحرارة إلى طبيعتها في كلتا اليديْنِ .. فإن الحس ينقل لنا طبيعة الحرارة على حقيقتها من جديد .. مما يعني أن الحس في ذاتِه سليم وينقل الحقيقة والقانون الفيزيائِي بكل دقة .. تتفاوت معرفتنا بها أو احاطتنا بكنهها ..

إذًا فالحس نقل لنا صورة حقيقية من صوَر الواقِع .. ولم نكتشِف هذه الصورة أو حقيقتها العلمية إلا متأخرًا ..

إذًا المطلوب قراءة ما تنقله الحواس بشكل صحيح ..


ونظرية خداع الحواس وأنه لا ينبني على الحواس علم .. قال بها الفسيولوجي الألماني موللر , وفورباخ الذين زعموا أن الحس لا ينقل شيء ينبني عليه معرفة بالعالم الخارجي .. وإنما ينقل ما يراهُ هو !!


وبعد معرفةِ هذه الحقيقةِ الفيزيائِية .. يُرد عليهم .. بضرورة القراءة الصحيحة والعلم والإحاطة لما قد نظُنه خداعًا وهو في حقيقتِهِ قانون فيزيائِي صحيح ..

الفائِدة المنطقية : الحس مصدر رئيسي من مصادر المعرفة والبرهان

ولكِن يتطلب الإستقراء والتحليل الصحيح.


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29-07-2012, 01:14 AM
مجاهد ضد الفساد مجاهد ضد الفساد غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 298
معدل تقييم المستوى: 0
مجاهد ضد الفساد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
كيف يتأكد الباحث عن اليقين أنه يستخدم الوسيلة الصحيحة والمناسبة للبحث عن اليقين وهل يستلزم هذا اللجوء لأهل العلم أم أنه يجتهد إجتهاد شخصى فقط وقد يؤدى هذا إلى زيادة وساوس الشيطان عليه وجزاك الله خيرا ؟



قبل الجواب عليْه .. أرى من الأهمية توضيحُ مراتِبُ اليقينِ الثلاثة .. والتي استنبطها العلماءُ من كتاب الله:

1- علم اليقين
2- عين اليقين
3- حق اليقين.

وأدلة الأول والثاني من سورة التكاثُر "كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ".

ودليلًُ الثالث هو قوله تعالى " إن هذا لهو حق اليقين , فسبِّح باسمِ ربِّك العظيم"




فاليقين هو العلم بحقيقة الشيء عقلًا (علم اليقين) , ثم الطمأنينة القلبية أو رؤْيته رؤْيا العين (عين اليقين) , ثم أداءُ حقِّه عملًا وتعبدًا وتسبيحًا (حق اليقين).



وبالتالي فيُمكِنُنا تقسيمُ اليقينِ في الدُنيا إلى مراتِب ثلاثة:

1- مرتبة العلم : وهي الإستدلال واقامة الحجة .. أي العلم القائِم على التفكُر والتدبر وطُرُق الإستدلال .. ويكفي للعلمِ باليقين دليل واحد لا شبهةَ فيه .. وهذا حجة على العقل.. ولو كان ممتلئًا بالهواجِس والشكوك والشبهات.. ولو كان أميًا مفرغًا من كل علم .. وبه تُقام الحجة على النفسِ وعلى غيرها المسلِمِ والكافر.



2- مرتبةُ المعاينة (بالطمأنينة أو الرؤية): وهي استقرار اليقين في القلب , وقد تكون بلا علمٍ يرق له القلب مباشرةً كقذف الإيمانِ في القلوب .. وقد تكون بالعلم والإستزادةِ من الأدلة المتوافقة المتطابقة في الأمر المعنوي.. أو تكون بالرؤيةِ في الأمر المادي .. ونتاجُهُ يكون التصديق الجازم الذي يزول معهُ كل هاجس وهذا حجة على القلب .. فيكون سببًا لإسلام كافر .. أومزيلاً لشبهات مسلمٍ عاصٍ .. أو طمأنينةً للمؤْمنين كما مع ابراهيم عليه السلام " أَرِنِي كَيفَ تُحْيِ الْمَوْتى, قال أو لم تؤمن؟, قال بلى , ولكن ليطمئِن قلبي" .

3- ثم مرتبة الحق (حق اليقين): وهو بعد العلم والعمل والمباشرة لهذا اليقين.. يأتي أداءُ حقه فيكون المستيقِنُ في كنفِ الله, عبدا ربانيًا سائِرًا على ارض الله بالطاعة والعمل والعبادة.. "إن هذا لهو حق اليقين , فسبح باسم ربك العظيم".


وموضوعنا هذا يُركِّزُ على المرتبةِ الأولى أي مرتبةُ العلم باليقين .. فالباحث عن اليقين يبحث عن أدلة اليقين .. أي عن علم اليقين..

وأما عين اليقين وحق اليقين .. فهذا خارج عن موضوعِنا .. لأنه يتعلق بالإتباع والعبادة والمداومةِ على الطاعات.



وبالتالي فلكي نصِل الى اليقين ..

- إن كنت تقصِد به مرتبتَهُ الأولى وهو ما يتحدث عنه هذا الإطار.. أي العلم باليقين .. فهذا يكفيه دليل واحد صحيح خال من الشبهة والغلط ..


- وإن كنت تقصِدُ بهِ مرتبته الثانية أي المعاينةُ والطمأنينةِ بعد الإيمان .. فهذا يكون بجعل هذا اليقين نُصْبَ عينيْك ومراعاتِهِ بالعمل والعبادة .. والإستزادة من الأدلة والعلم .. وإذا كثرت الدلائل وتوافقت وتطابقت صارت سببا لحصول اليقين القلبي , إذ يحصل بكل واحد منها نوع تأثير وقوة فتتزايد حتى يجزم بها قلبه... ويُغذي هذا الجزْمَ باتباع العلماءِ والصالحين.


- وإن كنت تريد به حق اليقين .. فهذا يعني ان تكون عبدا ربانيًا سائِرًا على ارض الله بالطاعة والعمل والعبادة بما استيقنتَ صحّتَه ووصلَ إليْكَ علمُه.


وعليْهِ فيكون جواب سؤالِك :
1- ان اليقين لابد له من دليل صحيح .. ( يؤْخَذُ عن عالمٍ أو يخرُج من عقل قادر على الإسْتدلال).
2- ولابد له من عالم يؤْخَذ عنه العلم أو الدليل ..
3- ولابد له من قلب يسعى للطاعة والعمل بما استيقنَ منه.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29-07-2012, 01:15 AM
مجاهد ضد الفساد مجاهد ضد الفساد غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 298
معدل تقييم المستوى: 0
مجاهد ضد الفساد is on a distinguished road
افتراضي

أما عن الشكوكِ والهواجِس .. فهي تؤثر على الطمأنينةِ لا على علم اليقين:

فمن يطلُبُ علمَ اليقين , يكفي لثبوت اليقين دليل واحد صحيح لا شبهةَ فيه .. ولو كان قلبه ممتلِئًا بالشكوك .. لأن الأصل المتيقَنُ لا يُزيله شك طرأ عليه (الإحتمال لا يؤثر في المقطوع بصحته).



بمعنى وصلك دليل صحيح قاطع على صحةِ الشيء .. ثم شككتَ فيه باحتمال او شبهة مجردةٍ أو غيرِه ..

فهل زال اليقين؟!.. الجوابُ : لا .. فلا عبرة بالإحتمال الذي لم ينشأ عن دليل .. ويظل اليقين عليه دليلُه مهما شككت فيه بشكٍ لا دليل عليه إلا الإحتمال والخاطر والإضطراب .. ولزوال الإضطراب والخاطر يلزَمُ الإنسان أن يقوي يقينه بالأدلة المتضافرة مع العبادة والإتباع.


والشك بلا بينةٍ لا يعدو كونه تقلب نفسي إن كان المشكوك فيه علم دنيوي , أو تخبط شيطاني في لحظة يأس أو لحظة خلو قلب أو لحظة بعد عن الرب المعبود إن كان المشكوك فيه اعتقاد وإيمان جزم القلب بصحته وعرف قطعية أدلته.

وعلم اليقين وحدَهُ دون طاعةٍ او في نفسٍ مضطربةٍ ممتلِئةٍ بالشهوات أو الشبهات هو ما يوحي بأنه لا يوجد علم اليقين .. والحقيقة أن علم اليقين موجود ولكن اكتفى الإنسان منا بأن يختزله في عقلِهِ .. ولم يُسْكِنه بعدُ في قلبِه .. وبالتالي فلا يوجد طمأنينة النفس وسكينتها ورضاها عن أدائِها لحق هذا اليقين ..


ولِذا فالعلاج الصحيح للشبهات والشهوات بعد علم اليقين هو الإتباع والتعبد والطاعة والإستقامة بمجرد العلم والإيمان باليقين .. قال تعالى " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا , تتنزل عليهم الملائِكةُ ألا تخافوا ولا تحزنوا" .. قال صلى الله عليه وسلم " قل آمنت باللهِ ثم استقم" .. فلابد من الإستقامة الفورية بعد الإيمان واليقين العقلي .. حتى تسكُن الطمأنينة في القلوب وتستقر وتذوب الشبهات والشكوك.


ولذا فمهم جدًا أن نفرق بين التيقن من صحة الشيء .. وبين اطمئنان الإنسان إلى يقينِه ..فالتيقن يكفيه دليل واحد يُقام به الحُجة .. اما الإطمئنان فيكون بالعلم و "العمل والعبادة" .. العلم : أي كلما زادت الأدلة كلما زادت طُمأنينةُ الإنسان .. والعمل : أي كلما أتبع يقينَهُ بالعبادة والإستقامة تسكُن نفسِه عند الشبهات وتزول .. وإلا فلن يُفيد المضطرب ألف دليل عقلي صحيح لو أنه لا يعمل ولا يتعبد بما علِمَ صحتَه.






مثال (1):

علم اليقين: الواحد نصف الإثنين ..

فلو أن احدًا شكك في هذه .. فشكه لا ينفي يقينية وصحة هذه الحقيقة .. ويكون شكه في ذلِك لا يعدو كونه خاطر او سفسطة أو اضطراب نفسي.. ولكي يطمئِن لهذه الحقيقة .. فإنه يُمكِن أن يُثبتها بكثيرٍ من الأدلة المتضافرة المتفقة.



مثال (2):

علم اليقين: الكعبة في مكة.

الْعِلْمُ بِوُجُودِ الْكَعْبَةِ وَالتَّوَجُّهُ إِلَيْهَا فِي الصَّلَاةِ .. هو علم اليقين.. فلو أن احدًا شكك في هذه .. فشكه لا ينفي يقينية وصحة هذه الحقيقة .. ولكي يطمئِن إلى وجودها .. فيكونُ ذلِك برُؤْيَتُهَا عيْنَ اليقينِ في العمرة والحج .. ثُمَّ بِالدُّخُولِ فِيهَا والتعلُق بأستارها يَكُونُ حَقَّ الْيَقِين.




مثال (3):

علم اليقين: الله واحِد ..

فالعلم بأن الله واحد , بدليل صحيح على ذلِك.. هو علم اليقين..... ثم الوقوف على عدد كبيرٍ من الأدلة كلها تصُب وتتضافر في معنى واحد وهو أن الله واحد .. هو عين اليقين ..... ثم أن يكون العبد ربانيًا متبعًا مؤمنًا مطمئِنًا بالوحدانيةِ مهديًا إلى كتاب الله وسنةِ نبيه المرسَل .. هو حق اليقين.





مثال (4):

علم اليقين : حفظ الله للقرآن الكريم من التحريف ..

فالعلم بحفظ الله للقرآن : نا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" .. يكفيه دليل واحد يُثبِتُه .. وهو علم اليقين ..... ثم الوقوف على أدلة كثيرٍ متضافرةٍ كلها تُثْبِتُ الحفظَ هو عين اليقين ... ثم العمل بما في هذا الكتاب الخاتمِ بإيمانٍ ويقين جازمٍ هو حق اليقين.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29-07-2012, 01:22 AM
مجاهد ضد الفساد مجاهد ضد الفساد غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 298
معدل تقييم المستوى: 0
مجاهد ضد الفساد is on a distinguished road
افتراضي

من حرم من اليقين ...
سيصبح مع اول شبهة كالغرقان الذى يتمنى النجاة ولو بقشة
وبذلك يصبح فريسة سهلة لمن يصطادون فى الماء العكر
لأنه سيصدق ما يقال له ليخرج من اطار عدم اليقين
ولو اصبح بعدها ملحدا او لا دينيا او نصرانيا أو علمانياً أو ... الخ
لأنه يعتقد من خلال ما قيل له من هذه الاطراف انه وصل معهم لليقين على حد علمه


لذلك علينا تنبيه لغير المتيقنين أن للوصول لليقين خطوات علميه واضحه يجب الالتزام بقواعدها

للتأكد من وصولك الى اليقين الحقيقى الذى تصل به الى الطمئنينه وعدم الخوف والقلق الذى ينتابك عند عدم اليقين

وصدق الله عزوجل اذ يقول فى كتابه الكريم

( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ
فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ
وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ )

فعدم اليقين يأتى من سماع الفتن والشبهات بغير علم ..
ويضيع اليقين اذا تشرب القلب الشبهات فيزيغ القلب ..
ويقذف الشيطان الشك فى القلب
ومن فضل رب العالمين انه أعطى لنا الدواء بعد كشف طبيعة الداء

فقال سبحانه وتعالى :
وما يعلم تاويله الا الله
والراسخون فى العلم

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29-07-2012, 01:26 AM
مجاهد ضد الفساد مجاهد ضد الفساد غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 298
معدل تقييم المستوى: 0
مجاهد ضد الفساد is on a distinguished road
افتراضي

سئل شيخ الاسلام أبو العباس أحمد بن تيمية رحمه الله عن قوله تعالى : ( حق اليقين - وعين اليقين - وعلم اليقين ) فما معنى كل مقام منها ؟ وأي مقال أعلى ؟

فأجاب : الحمد لله رب العالمين ..

للناس في هذه الأسماء مقالات معروفة ، منها أن يقال :

== علم اليقين : ما علمه بالسماع والخبر والقياس والنظر
== وعين اليقين : ما شاهده وعاينه بالبصر
== وحق اليقين ما باشره ووجده وذاقه وعرفه بالاعتبار

== فالأولى : مثل من أخبر أن هناك عسلا وصدق المخبر
أو رأى آثار العسل فاستدل على وجوده

== والثاني : مثل من رأى العسل وشاهده وعاينه
وهذا أعلى ، كما قال النبي صلى الله عليه و سلم ليس المخبر كالمعاين

== والثالث : مثل من ذاق العسل ووجد طعمه وحلاوته
ومعلوم أن هذا أعلى مما قبله

ولهذا يشير أهل المعرفة الى ما عندهم من الذوب والوجد
كما قال النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح : "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان : من كان الله ورسوله أحب اليه مما سواهما ، ومن كان يحب المرء لا يحبه الا لله ، ومن كان يكره أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار "

وقال صلى الله عليه و سلم : "ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا "

فالناس فيما يجده أهل الايمان ويذوقونه من حلاوة الايمان وطعمه على ثلاث درجات :

== الأولى : من علم ذلك
مثل من يخبره به شيخ له يصدقه أو يبلغه ما أخبر به العارفون عن أنفسهم ، أو يجد من آثار أحوالهم ما يدل على ذلك

== والثانية : من يشاهد ذلك وعاينه
مثل أن يعاين من أحوال أهل المعرفة والصدق واليقين ما يعرف به مواجيدهم وأذواقهم
وان كان هذا في الحقيقة لم يشاهد ما ذاقوه ووجدوه ، ولكن شاهد ما دل عليه
لكن هو أبلغ من المخبر والمستدل بآثارهم

== والثالثة : أن يحصل له من الذوق والوجه في نفسه ما كان سمعه
كما قال بعض الشيوخ : "لقد كنت في حال أقول فيها : إن كان أهل الجنة في الجنة في مثل هذا الحال إنهم لفي عيش طيب !"
وقال آخر : "إنه ليمر على القلب أوقات يرقص منها طربا"
وقال الآخر : "لأهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم"

والناس فيما أخبروا به من أمر الآخرة على ثلاث درجات :

== إحداها : العلم بذلك ؛ لما أخبرتهم الرسل ، وما قام من الأدلة على وجود ذلك
== الثانية : إذا عاينوا ما وُعدوا به من الثواب والعقاب والجنة والنار
= والثالثة : إذا باشروا ذلك فدخل أهل الجنة الجنة وذاقوا ما كانوا يوعدون ، ودخل أهل النار النار وذاقوا ما كانوا يوعدون

فالناس فيما يوجد في القلوب ، وفيما يوجد خارج القلوب ، على هذه الدرجات الثلاث

وكذلك في أمور الدنيا :
== فإن من أُخبر بالعشق أو النكاح ، ولم يره ولم يذقه ، كان له علم به
== فان شاهده ولم يذقه كان له معاينة له
== فإن ذاقه بنفسه كان له ذوق وخبرة به

ومن لم يذق الشيء لم يعرف حقيقته ؛ فان العبارة إنما تفيد التمثيل والتقريب ، وأما معرفة الحقيقة فلا تحصل بمجرد العبارة إلا لمن يكون قد ذاق ذلك الشيء المعبر عنه وعرفه وخبره
ولهذا يسمون "أهل المعرفة" ؛ لأنهم عرفوا بالخبرة والذوق ما يعلمه غيرهم بالخبر والنظر
وفي الحديث الصحيح أن "هرقل" ملك الروم سأل "أبا سفيان بن حرب" فيما سأله عنه من أمور النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : "فهل يرجع أحد منهم دينه سخطة له بعد أن يدخل فيه ؟ ، " قال : "لا" ، قال : "وكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلب لا يسخطه أحد"

فالإيمان إذا باشر القلب وخالطته بشاشته لا يسخطه القلب بل يحبه ويرضاه ، فإن له من الحلاوة في القلب واللذة والسرور والبهجة ما لا يمكن التعبير عنه لمن لم يذقه ، والناس متفاوتون في ذوقه

والفرح والسرور الذي في القلب له من البشاشة ما هو بحسبه ، وإذا خالطت القلب لم يسخطه
قال تعالى : { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون }
وقال تعالى : { والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل اليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه }
وقال تعالى : { وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه ايمانا ، فأما الذين آمنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون }
فأخبر سبحانه أنهم يستبشرون بما أنزل من القرآن ، والاستبشار هو الفرح والسرور، وذلك لما يجدونه في قلوبهم من الحلاوة واللذة والبهجة بما أنزل الله

واللذة أبدًا تتبع المحبة ، فمن أحب شيئا ونال ما أحبه وجد اللذة به

فالذوق هو إدراك المحبوب اللذة الظاهرة ، كالأكل مثلا ، حال الانسان فيها أنه يشتهي الطعام ويحبه ، ثم يذوقه ويتناوله ، فيجد حينئذ لذته وحلاوته ، وكذلك النكاح ، وأمثال ذلك

وليس للخلق محبة أعظم ولا أكمل ولا أتم من محبة المؤمنين لربهم
وليس في الوجود ما يستحق أن يُحَب لذاته من كل وجه إلا الله تعالى ، وكل ما يحب سواه فمحبته تبع لحبه
فإن الرسول عليه الصلاة والسلام إنما يُحَب لأجل الله ، ويطاع لأجل الله ، ويتبع لأجل الله
كما قال تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله }
وفي الحديث : "أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبوني لحب الله ، وأحبوا أهل بيتي لحبي"
وقال تعالى : { قل ان كان آباؤكم ... } إلى قوله : { ... أحب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ، والله لا يهدي القوم الفاسقين }
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"
وفي حديث الترمذي وغيره : "من أحب لله وأبغض لله ، وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان"
وقال تعالى : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ، والذين آمنوا أشد حبا لله }
فالذين آمنوا أشد حبا لله من كل محب لمحبوبه ، وقد بسطنا الكلام على هذا في مواضع متعددة

والمقصود هنا أن أهل الايمان يجدون بسبب محبتهم لله ولرسوله من حلاوة الايمان ما يناسب هذه المحبة ، ولهذا علق النبي صلى الله عليه و سلم ما يجدونه بالمحبة فقال : "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان : أن يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار "

ومن ذلك ما يجدونه من ثمرة التوحيد والاخلاص والتوكل والدعاء لله وحده ، فإن الناس في هذا الباب على ثلاث درجات :
== منهم من علم ذلك سماعا واستدلالا
== ومنهم من شاهد وعاين ما يحصل لهم
== ومنهم من وجد حقيقة الاخلاص والتوكل على الله ، والالتجاء اليه والاستعانة به ، وقطع التعلق بما سواه ، وجرب من نفسه أنه إذا تعلق بالمخلوقين ورجاهم وطمع فيهم أن يجلبوا له منفعة أو يدفعوا عنه مضرة ، فإنه يخذل من جهتهم ولا يحصل مقصوده ، بل قد يبذل لهم من الخدمة والأموال وغير ذلك ما يرجو أن ينفعوه وقت حاجته إليهم فلا ينفعونه : إما لعجزهم ، وإما لانصراف قلوبهم عنه ، وإذا توجه إلى الله بصدق الافتقار إليه ، واستغاث به مخلصا له الدين ، أجاب دعاءه ، وأزال ضرره ، وفتح له أبواب الرحمة ، فمثل هذا قد ذاق من حقيقة التوكل والدعاء لله ما لم يذق غيره

وكذلك من ذاق طعم إخلاص لله وارادة وجهه دون ما سواه ، يجد من الأحوال والنتائج والفوائد ما لا يجده من لم يكن كذلك ، بل من اتبع هواه في مثل طلب الرئاسة والعلو وتعلقه بالصور الجميلة أو جمعه للمال ، يجد في أثناء ذلك من الهموم والغموم والأحزان والآلام وضيق الصدر ما لا يعبر عنه ، وربما لا يطاوعه قلبه على ترك الهوى ، ولا يحصل له ما يسره ، بل هو في خوف وحزن دائما ، إن كان طالبا لما يهواه ، فهو قبل إدراكه حزين متألم حيث لم يحصل ، فإذا أدركه كان خائفا من زواله وفراقه ..

وأولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، فإذا ذاق هذا أو غيره حلاوة الإخلاص لله والعبادة ، وحلاوة ذكره ومناجاته ، وفهم كتابه ، وأسلم وجهه لله وهو محسن ، بحيث يكون عمله صالحا ، ويكون لوجه الله خالصا ، فإنه يجد من السرور واللذة والفرح ما هو أعظم مما يجده الداعي المتوكل الذي نال بدعائه وتوكله ما ينفعه من الدنيا أو اندفع عنه ما يضره ؛ فإن حلاوة ذلك هي بحسب ما حصل له من المنفعة أو اندفع عنه من المضرة ، ولا أنفع للقلب من التوحيد وإخلاص الدين لله ، ولا أضر عليه من الإشراك ، فإذا وجد حقيقة الإخلاص التي هي حقيقة {اياك نعبد} مع حقيقة التوكل التي هي حقيقة {اياك نستعين} كان هذا فوق ما يجده كل أحد لم يجد مثل هذا

والله أعلم.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 29-07-2012, 06:57 AM
مجاهد ضد الفساد مجاهد ضد الفساد غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 298
معدل تقييم المستوى: 0
مجاهد ضد الفساد is on a distinguished road
افتراضي

هل سألنا أنفسنا الأن
أين نحن؟؟
هل نحن من الغافلين؟؟
أم من الباحثين عن اليقين؟
هل وصلنا لمرحلة علم اليقين؟؟
أم وصلنا لمرحلة عين اليقين؟
أما أنتهينا لحق اليقين؟؟
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 30-07-2012, 11:41 PM
ملكة الواحه ملكة الواحه غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
العمر: 50
المشاركات: 49
معدل تقييم المستوى: 0
ملكة الواحه is on a distinguished road
افتراضي

كل عام وانتم بخير
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 31-07-2012, 01:46 AM
مجاهد ضد الفساد مجاهد ضد الفساد غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 298
معدل تقييم المستوى: 0
مجاهد ضد الفساد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملكة الواحه مشاهدة المشاركة
كل عام وانتم بخير
وأنتم بخير شكراً مروركم
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 31-07-2012, 05:53 AM
أبو إسراء A أبو إسراء A غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,315
معدل تقييم المستوى: 22
أبو إسراء A is a jewel in the rough
افتراضي

بارك الله فيك
__________________
المستمع للقرآن كالقارئ ، فلا تحرم نفسك أخى المسلم من سماع القرآن .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 09-08-2012, 03:55 AM
مجاهد ضد الفساد مجاهد ضد الفساد غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 298
معدل تقييم المستوى: 0
مجاهد ضد الفساد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسراء A مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
وفيكم بارك الرحمن
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:33 AM.