لما كانت نساء النبي صلى الله عليه وسلم هن أمهات المؤمنين فقد عرف الزوجان الكريمان أبو أيوب وأم أيوب رضي الله عنهما ما ينبغي أن يكون عليه يقين المؤمن نحو أمه، ونحو بيت النبوة الطاهر، وقد نُقل عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في معنى ﴿ظَنَّ المُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا﴾ قال: ظن المؤمنون أن المؤمن لا يفجر بأمه، وهذا الذي دلَّ الحديث على أنه كان يقينًا في نفس أبي أيوب وأم أيوب، والآية بذلك شاهدة على وصفهما رضي الله عنهما بالإيمان.
وقيل في تفسير الآية الكريمة: المعنى ((((((((( أنه كان ينبغي أن يقيس فضلاء المؤمنين والمؤمنات الأمر على أنفسهم)))))))))) ، فإن كان ذلك يبعد فيهم فذلك في عائشة وصفوان رضي الله عنهما أبعد، وهذا النظر السديد هو الذي وقع من أبي أيوب الأنصاري وامرأته، وهذا هو الذي عاتب الله تعالى عليه المؤمنين إذْ لم يفعله جميعهم، فقال: ﴿وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (13) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (14) وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (15) يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (16) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (17)﴾ (النور).
__________________
وأفوض أمري إلى الله إن الله بصيٌر بالعباد
|