|
#1
|
||||
|
||||
![]() 17- " وَلَوْ حَرَصْتُمْ "
· حِكَايَةُ آية:" وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً " [ النساء : 129 ] · اَلْفَهْمُ اَلْخَاطِئ: اتخذ البعض الآية ذريعة في ظلم بعض زوجاتهم في المعاملة والنفقة .. كما أن بعض النساء وأعداء الدين قالوا إن الآية تنقض مبدأ تعدد الزوجات الذي أباحه الله للمسلمين في الآية الكريمة " فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً " [ النساء : 3] .. لأن أحداً – في زعمهم – لن يستطيع العدل. ·اَلْفَهْمُ اَلْصَحِيحُ: تقرر هذه الآية استحالة العدل بين الزوجات – لمن يتزوج أكثر من واحدة – ولو حرص الرجل على ذلك .. هذا بالنسبة للعدل القلبي في المودة والمحبة ، وليس العدل المادي في المعاشرة والنفقة والمعاملة المادية .. وتحذر الآية من تحول الميل القلبي إلى جَور في المعاملة . ولو أنهم أكملوا الآية " فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ " ومفهوم الآية أن بعض الميل مغتفر وهو الميل العاطفي الذي لا يتحكم فيه البشر. فشريعة الله ليست هازلة حتى تشرِّع الأمر في آية ثم تحرمه في آية أخرى. ·فَائِدَة : الإسلام يُراعي العواطف والمشاعر الإنسانية ، لكن لا يتركها تعربد وتنتقِض الحقوق بل يُلجمها بحكمة الشرع.
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() 18- " خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ " · حِكَايَةُ آية:" فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ " [ هود : 106-107 ] · اَلْفَهْمُ اَلْخَاطِئ:ظن البعض أن خلود أهل النار مُقيَّدٌ بمُدَّةِ بقاء السموات والأرض ، وفهموا أن عذاب الكفار في النار مؤقت وأنهم سوف يخرجون منها إلى الجنة ويُعرفون بـ " عُتقاء الرحمن " وسوف يأتي زمان تخمد فيه نار جهنم وسيكون مكانها نبات وأشجار !!! · اَلْفَهْمُ اَلْصَحِيحُ: يقرر القرآن بآيات صريحة خلود الكفار الأبدي في النار كما في قوله – سبحانه وتعالى - : " وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ " [ البقرة : 167] ، والتعبير القرآني " مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ " أي ماكثين فيها كخلود الأرض التي تقلهم والسماء التي تظلهم في جهنم ، فسماء كل من أهل النار والجنة هي ما فوقهم وأرضهم ما هم مستقرون عليها .. قال ابن عباس : لكل جنة أرض وسماء . أما قوله " إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ " فيقول ابن عباس : هم أهل الكبائر من أهل التوحيد يخرجون من النار بالشفاعات. ·فَائِدَة : - أهمية التوحيد " لا إله إلا الله محمد رسول الله " في النجاة من الخلود في النار. - المعاصي باب الشقاء ، واللذة التي يتحصَّل عليها العبد بالمعصية لا تقارن بما تسببه من خزي في الدنيا وحسرة في الآخرة.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() 19- " وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ " · حِكَايَةُ آية:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا " [ النساء : 59] · اَلْفَهْمُ اَلْخَاطِئ:يظن البعض أن الآية حجة في وجوب طاعة ولي الأمر مهما كانت صلته بدين الله وتطبيقه لأوامره حتى وأن أدت هذه الطاعة إلى ظلم برئ أو أكل حقوق الناس. قال بعض أمراء بني أمية لأحد التابعين أليس الله أمركم أن تطيعونا في قوله " وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ " ؟ فقال له : أليس قد نزعت عنكم الطاعة إذا خالفتم الحق بقوله " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ " ؟ · اَلْفَهْمُ اَلْصَحِيحُ: هذه الآية توضح المبادئ التي يقوم عليها دستور الدولة أو البيت أو أي مؤسسة وهي: - طاعة الله ورسوله فوق أي طاعة أخرى ولهذا كرر الأمر أطيعوا مرتين. - طاعة أولي الأمر مقيدة وليست مطلقة بل معطوفة على طاعة الرسول – صلى الله عليه وسلم – ولو كانت طاعة مستقلة لكرر فعل الأمر أطيعوا قبلها .. فلا يجوز طاعتهم في معصية. - أن يكون أولي الأمر من المؤمنين فلا طاعة لغير مؤمن. - للناس حق منازعة ومعارضة الحكام والفصل في هذا النزاع يكون بالعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم - . - يستلزم ذلك وجود هيئة للفصل بين الحاكم والشعب تكون مستقلة عن نفوذ الحاكم وتأثير الشعب لتقضي في النزاع في ضوء الكتاب والسنة.
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() 20- " الدَّعْوَة وَاجِبُ الْجَمِيعِ "
· حِكَايَةُ آية : " وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " [ آل عمران : 104 ]. · اَلْفَهْمُ اَلْخَاطِئ : يتمثل في ظن البعض أن " مِنْكُمْ " تدل على أن التكليف للبعض فقط ، فيعتبر هذا تِكِئةٌ ليتهربوا به من أداء هذا الواجب. · اَلْفَهْمُ اَلصَّحِيحُ : هذه الآية تقرر وجوب الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وترتب على هذا الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة. ويرى جمهور المفسرين أن " مِنْكُمْ " بيانية ومعناها كونوا أيها المسلمون جميعُكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، كأن يقول الرجل لابنهِ " أريد منك رجلاً قوياً " وقيام المسلمين بهذا الواجب هو سبب خيرية الأمة لأن قيام أفرادها بهذا الواجب يحفظ الدين ويحميه من التميع والضياع والخسران في الدنيا والآخرة ، قال – سبحانه وتعالى - : " وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ " [ العصر ]. · فَوَائِد : - الدعوة إلى الله واجبة على كل مسلم يريد الفلاح. - تحتاج الدعوة إلى تضافر الجهود والتواصي بالحق والتواصي بالصبر لهذا كان الأمر " للأُمَّة ".. وكما يجتمع أهل الباطل لترسيخ باطلهم لابد أن يجتمع أهل الحق لإزالته. - التَّدرج في هداية الآخر يكون أولاً بدعوته للخير الذي جُبلت النفس عليه ، ثم أمره بالمعروف .. وأهم معروف الصلاة وذكر الله ، ثم نهيه عن المنكر. - يتبع بإذن الله تعالى - لا تنسوني من صالح الدعاء -
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() 21- " أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا "
* حِكَايَة آية : " وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا " [ الإسراء : 16 ]. * اَلْفَهْمُ اَلْخَاطِئ : يظن البعض أن معنى الآية أن الله – عز وجل – إذا أراد أن يهلك قرية أمر المترفين فيها بالفسق والعصيان فإذا فعلوا ذلك دمرهم الله تدميراً. * اَلْفَهْمُ اَلصَّحِيحُ: هذا كلام خاطيء ينسب إلى الله – عز وجل– ما لا يليق به ، والقرآن صريح في نفي هذا الفهم . قال – سبحانه وتعالى - : " وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ " [ الأعراف : 28 ].. وهناك ثلاث قراءات في الآية تتحد كل منها في المعنى من زاوية : 1- أَمَرْنَا : أي أمرناهم بالطاعة فخالفوا الأمر وفعلوا المعاصي . 2- أَمَرْنَا : بمعنى كثَّرنا المترفين. 3- أَمَرْنَا : من التأمير بمعنى التسليط والحكم. والملاحظ في الآية أنها أثبتت الفسق للمترفين ولكنها أوقعت التدمير بكل أهل القرية إما لأنهم شاركوهم الفسق ، وإما لأنهم جبنوا عن الإنكار. * فَوَائِد: 1- من أمثالكم يولَّى عليكم. 2- الوقوف في وجه الظلم يحمي الأمة من الهلاك .. وتكاليف مواجهة الظلم أقل من تكاليف السكوت عليه. 3- الآية تعرض قانوناً إلهيّاً .. فانظر إلى أي حضارة اندثرت أو بلد احتُلَّت هل حدث هذا إلا بفسق المترفين وسكوت الرعيّة؟..
__________________
|
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|