خصائص العقيدة الإسلامية

[محمد رافع 52]

الخلاصة

1. تدل مادة عقد في اللغة العربية على اللزوم والتوكيد والتغليظ والاستيثاق، أما اصطلاحاً فتعرّف العقيدة بأنها ما انعقد عليه القلب وصدق به وتعذر تحويله عنه بناء على تقليد أو ظن أو وهم أو دليل. أما العقيدة الإسلامية فالمراد بها الإيمان الجازم الذي لا يقبل الاعتراض والمناقشة بالقضايا الغيبية التي أخبرتنا بها آيات القرآن الكريم وصحاح الأحاديث.
2. تكمن أهمية العقيدة الإسلامية في أن جميع الرسل أرسلوا بالدعوة للعقيدة الصحيحة، وأن تحقيق توحيد الألوهية وإفراد الله بالعبادة هو الغاية الأولى من خلق الإنس والجن، وأن قبول الأعمال متوقف على تحقق التوحيد من العبد، وأن العقيدة تحدد العلاقة بين العبد وربه، وأن السعادة في الدنيا أساسها العلم بالله تعالى، وأن العقيدة تجيب عن جميع التساؤلات التي ترد على ذهن العبد، وأن العقيدة الصحيحة هي سبب النصر والفلاح في الدارين، وأن القرآن والسنة قد ركزا على موضوع العقيدة.
3. أركان العقيدة الإسلامية ستة، وهي الأصول الاعتقادية التي أثبتتها النصوص وأولها الإيمان بالله، وثانيها الإيمان بملائكته، وثالثها الإيمان بكتبه، ورابعها الإيمان برسله، وخامسها الإيمان باليوم الآخر، وسادسها الإيمان بالقدر خيره وشره.
4. خصائص العقيدة الإسلامية تتمثل في أن الرسول قد أوقف أمته على حقائق العقيدة الإسلامية فلم يترك من تفاصيلها شيء إلا بينه، وأن العقيدة الإسلامية إلهية المصدر، وأن العقيدة الإسلامية عقيدة وسط لا إفراط فيها ولا تفريط، وأن العقيدة الإسلامية شاملة، وأنها عقيدة واضحة، وفطرية، وثابتة، ومبرهنة.
5. آثار العقيدة الإسلامية على حياة الفرد تتمثل في أنها تهب صاحبها عزة النفس ، والشجاعة والإقدام، وتهبه الرضا النفسي واطمئنان البال، وترشده إلى الاحتكام إلى كتاب الله تعالى ، وعدم استبداله بحكم آخر، وتزرع خصال الاستقامة والصلاح، ويقظة الضمير فيه، وتهبه سعة النظر ، ووضوح الهدف، وترشده إلى استخدام قيم وموازين ثابتة في وزن الناس ، والتعامل معهم، وتكسبه التوازن بين الروح والعقل والجسد، وتحرره من التخبط الفكري ، والفوضى العقائدية ، والعبودية للمادة، وتوجه أعماله إلى الدار الآخرة، وتطلعه على عظمة الله ، وقوته ، وسلطانه ، وجبروته.
6. آثار العقيدة الإسلامية على حياة المجتمع تتمثل في أن أمة العقيدة هي أعرق أمة في التاريخ، وأنها أمة لا تعيش لذاتها ومصالحها فقط، وأنها أمة يستوي فيها الناس جميعاً حاكمهم ومحكومهم ، وتتآلف قلوب أفرادها، وأنها أمة لا تقيم حرباً أو سلماً إلا على أساس عقيدتها، وأنها أمة تقيم روابطها بين أفرادها على العقيدة، وأنها أمة ذات مجتمع قوي متماسك يشد أفراده على أيدي بعضهم بعضاً.