اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-01-2012, 12:49 PM
الصورة الرمزية *تائبة فى رحاب الله*
*تائبة فى رحاب الله* *تائبة فى رحاب الله* غير متواجد حالياً
عضو مثالى 2011
طالبة بطب المنصورة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 2,653
معدل تقييم المستوى: 15
*تائبة فى رحاب الله* is a jewel in the rough
Icon5 ماهى شروط استجابة الدعاء؟؟؟


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهي شروط استجابة الدعاء ؟؟

لقد حدَّدت النصوص الإسلامية عن النبي (صلى الله عليه وآله) وآل البيت (عليهم السلام) آداباً للدعاء، وقررت شروطاً لابد للداعي أن يراعيها كي يتقرب إلى خزائن رحمة الله تعالى وذخائر لطفه، ويتحقّق مطلوبه من الدعاء. وإذا أهملها الداعي فلا تتحقق له الاستجابة المرجوة من الدعاء، ولا تحصل له نورانية القلب، وتهذيب النفس، وسموّ الروح المطلوبة في الدعاء.
وفيما يلي أهم هذه الشروط والآداب:

الأول: الطهارة:
من آداب الدعاء أن يكون الداعي على وضوء، سيَّما إذا أراد الدعاء عقيب الصلاة، فقد رَوَى مسمع عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( يا مسمع، ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غَمٌّ من غموم الدنيا أن يتوضأ ثم يدخل مسجده، فيركع ركعتين فيدعو الله فيهما ؟ ).

الثاني: الصدقة، وشمّ الطيب، والذهاب إلى المسجد:
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( كان أبي إذا طلب الحاجة.. قدَّم شيئاً فتصدق به، وشمَّ شيئاً من طيب، وراح إلى المسجد ).

الثالث: الصلاة:
ويستحب أن يصلي الداعي ركعتين قبل أن يشرع بالدعاء، فقال الإمام الصادق (عليه السلام): ( من توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى ركعتين، فأتمَّ ركوعهما وسجودهما، ثم سلَّم وأثنى على الله عزَّ وجل وعلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم سأل حاجته فقد طلب الخير في مظانّه، ومن طلب الخير في مظانّه لم يخب ).

الرابع: البسملة:
ومن آداب الدعاء أن يبدأ الداعي دعاءه بالبسملة، لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): ( لا يرَد دعاءٌ أوَّله بسم الله الرحمن الرحيم ).

الخامس: الثناء على الله تعالى:
ينبغي للداعي إذا أراد أن يسأل ربه شيئاً من حوائج الدنيا والآخرة أن يحمد الله ويثني عليه، ويشكر ألطافه ونعمه قبل أن يشرع في الدعاء. يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): ( الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره، وسبباً للمزيد من فضله ).

السادس: الدعاء بالأسماء الحسنى:
على الداعي أن يدعو الله تعالى بأسمائه الحسنى، لقوله تعالى: (( ولله الأَسمَاء الحسنَى فَادعوه بهَا )) (الأعراف: 180). وقوله تعالى: (( قل ادعوا اللهَ أَو ادعوا الرَّحمَنَ أَيّاً مَّا تَدعوا فَلَه الأَسمَاء الحسنَى )) (الإسراء:110). وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ( لله عزوجل تسعة وتسعون اسماً، من دعا الله بها استجيب له ).

السابع: الصلاة على النبي وآله (عليهم السلام):
لابد للداعي أن يصلي على محمد وآله (عليهم السلام) بعد الحمد والثناء على الله سبحانه، وهي تؤكد الولاء لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ولأهل بيته المعصومين (عليهم السلام) الذي هو في امتداد الولاء لله تعالى، لذا فهي من أهم الوسائل في صعود الأعمال واستجابة الدعاء.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ( لا يزال الدعاء محجوباً حتى يصلى عليَّ وعلى أهل بيتي ).

الثامن: التوسل بمحمد وأهل بيته (عليهم السلام):
وينبغي للداعي أن يلج من الأبواب التي أمر الله تعالى بها، وأهل البيت (عليهم السلام) هم سفن النجاة لهذه الأمَّة. فحريٌّ بمن دعا الله تعالى أن يتوسل إلى الله بهم (عليهم السلام)، ويسأله بحقهم، ويقدمهم بين يدي حوائجه.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ( الأوصياء مني بهم تنصر أمتي، وبهم يمطرون، وبهم يدفع الله عنهم، وبهم استجاب دعاءهم ).

التاسع: الإقرار بالذنوب:
وعلى الداعي أن يعترف بذنوبه مقراً، مذعناً، تائباً عمَّا اقترفه من خطايا، وما ارتكبه من ذنوب. فقال الإمام الصادق (عليه السلام): ( إنما هي مدحة، ثم الثناء، ثم الإقرار بالذنب، ثم المسألة، إنه والله ما خرج عبد من ذنب إلا بالإقرار ).

العاشر: المسألة:
وينبغي للداعي أن يذكر - بعد الثناء على الله تعالى والصلاة على النبي وآله (عليهم السلام) والإقرار بالذنب - ما يريد من خير الدنيا والآخرة، وأن لا يستكثر مطلوبه، لأنه يطلب من ربّ السموات والأرض الذي لا يعجزه شيء، ولا تنفد خزائن رحمته التي وسعت كل شيء.

الحادي عشر: معرفة الله، وحسن الظن به سبحانه:
وهذا يعني أن من دعا الله تعالى يجب أن يكون عارفاً به وبصفاته. فعلى الداعي أن يوقن برحمة الله اللامتناهية، وبأنه سبحانه لا يمنع أحداً من فيض نعمته، وأن باب رحمته لا يغلق أبداً.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال الله عزَّ وجل: من سألني وهو يعلم أني أضرّ وأنفع استجبت له ). وقيل للامام الصادق (عليه السلام): ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟! قال (عليه السلام): ( لأنكم تدعون من لا تعرفونه ).

الثاني عشر: العمل بما تقتضيه المعرفة:
على الداعي أن يعمل بما تقتضيه المعرفة لخالقه، بأن يفي بعهد الله ويطيع أوامره، وهما من أهم الشروط في استجابة الدعاء.
قال رجل للإمام الصادق (عليه السلام): جعلت فداك، إن الله يقول: (( ادعوني استَجب لَكم )) وإنَّا ندعو فلا يستجاب لنا ؟! قال (عليه السلام): ( لأنكم لا توفون بعهد الله، لو وفيتم لوفى الله لكم ).

الثالث عشر: الإقبال على الله:
من أهم آداب الدعاء هو أن يقبل الداعي على الله سبحانه بقلبه، وعواطفه، ووجوده، وأن لا يدعو بلسانه وقلبه مشغول بشؤون الدنيا. فهناك اختلاف كبير بين مجرد قراءة الدعاء، وبين الدعاء الحقيقي الذي ينسجم فيه اللسان انسجاماً تاماً مع القلب، فَتَهتَزّ له الروح، وتحصل فيه الحاجة في قلب الإنسان ومشاعره.
قال الإمام الصادق (عليه السلام): ( إن الله عزَّ وجل لا يستجيب دعاء بظهر قلب ساه، فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثم استيقن بالإجابة ).

الرابع عشر: الاضطرار إلى الله سبحانه:
لابد للداعي أن يتوجه إلى الله تعالى توجه المضطر الذي لا يرجو غيره، وأن يرجع في كلّ حوائجه إلى ربه، ولا ينزلها بغيره من الأسباب العادية التي لا تملك ضراً ولا نفعاً. فإذا لجأ الداعي إلى ربه بقلب سليم وكان دعاؤه حقيقياً صادقاً جاداً، وكان مدعوّه ربَّه وحده لا شريك له، تحقق الانقطاع الصادق بالاضطرار الحقيقي إلى الله تعالى الذي هو شرط في قبول الدعاء.

الخامس عشر: تسمية الحوائج:
إن الله تعالى محيط بعباده، يعلم حالهم وحاجاتهم، وهو أقرب إليهم من حبل الوريد، ولكنه سبحانه يحبّ أن تبثّ إليه الحوائج، وتسمَّى بين يديه تعالى، وذلك كي يقبل الداعي إلى ربه، محتاجاً إلى كرمه، فقيراً إلى لطفه ومغفرته.
قال الإمام الصادق (عليه السلام): ( أن الله تبارك وتعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعاه، لكنه يحبّ أن تبثّ إليه الحوائج، فإذا دعوت فسمّ حاجتك ).

السادس عشر: ترقيق القلب:
ويستحب الدعاء عند استشعار رقة القلب وحالة الخشية التي تنتابه بذكر الموت، والبرزخ، ومنازل الآخرة، وأهوال يوم المحشر، وذلك لأن رقَّة القلب سبب في الإخلاص المؤدي إلى القرب من رحمة الله وفضله.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ( اغتنموا الدعاء عند الرقة، فإنها رحمة ).

السابع عشر: البكاء والتباكي:
خير الدعاء ما هيجه الوجد والأحزان، وانتهى بالعبد إلى البكاء من خشية الله، الذي هو سيد آداب الدعاء وذروتها، ذلك لأن الدمعة لسان المذنب الذي يفصح عن توبته وخشوعه وانقطاعه إلى بارئه، والدمعة سفير رقَّة القلب الذي يؤذن بالإخلاص والقرب من رحاب الله تعالى.
فقال الإمام الصادق (عليه السلام) لأبي بصير: ( إن خفتَ إمراً يكون أو حاجة تريدها فابدأ بالله ومَجّده واثن عليه كما هو أهله، وصلّ على النبي (صلى الله عليه وآله) وَسَل حاجتَكَ وتباكَ ولو مثل رأس الذباب، إن أبي كان يقول: إن أقرب ما يكون العبد من الرب عزَّ وجل وهو ساجد باك ).

الثامن عشر: العموم في الدعاء:
ومن آداب الدعاء أن لا يخصَّ الداعي نفسه بالدعاء، بل يذكر إخوانه المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات. وهذا من أهم آداب الدعاء، لأنه يدل على التضامن ونشر المودَّة والمحبة بين المؤمنين، وإزالة أسباب الضغينة والاختلاف فيما بينهم. وذلك من منازل الرحمة الإلهية، ومن أقوى الأسباب في استجابة الدعاء، فضلاً عن ثوابه الجزيل للداعي والمدعو له.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ( إذا دعا أحدكم فليعمّ، فإنه أوجب للدعاء ).

التاسع عشر: التضرع ومدّ اليدين:
ومن آداب الدعاء إظهار التضرع والخشوع، فقد قال تعالى: (( وَاذكر رَبَّكَ في نَفسكَ تَضَرّعاً وَخفيَةً )) (الأعراف:205). وقد ذمَّ الله تعالى الذين لا يتضرعون إليه، في قوله تعالى: (( وَلَقَد أَخَذنَاهم بالعَذَاب فَمَا استَكَانوا لرَبّهم وَمَا يَتَضَرَّعونَ )) (المؤمنون:76).
وعن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزَّ وجل: (( فَمَا استَكَانوا لرَبّهم وَمَا يَتَضَرَّعونَ )) فقال (عليه السلام): ( الاستكانة هي الخضوع، والتضرّع هو رفع اليدين والتضرّع بهما ).

العشرون: الإسرار بالدعاء:
فيستحب أن يدعو الانسان خفية ليبتعد عن مظاهر الرياء التي تمحق الأعمال وتجعلها هباءً منثوراً.
فقال تعالى: (( ادعوا ربَّكم تَضَرّعاً وَخفيَةً )) (الأعراف:55). وقال الإمام الرضا (عليه السلام): ( دعوة العبد سراً دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية ).

الواحد والعشرون: التَرَيّث بالدّعاء:
ومن آداب الدعاء أن لا يستعجل الداعي في الدعاء، بل يدعو مترسلاً، وذلك لأن العجلة تنافي حالة الإقبال والتوجه إلى الله تعالى، وما يلزم ذلك من التضرّع والرقة. كما أن العجلة قد تؤدي إلى ارتباك في صورة الدعاء أو نسيان لبعض أجزائه.

الثاني والعشرون: عدم القنوط:
وعلى الداعي أن لا يقنط من رحمة الله، ولا يستبطىء الإجابة فيترك الدعاء، لأن ذلك من الآفات التي تمنع ترتب أثر الدعاء. وهو بذلك أشبه بالزارع الذي بذر بذراً فجعل يتعاهده ويرعاه، فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله.
فعن أبي بصير، عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( لا يزال المؤمن بخير ورجاء رحمة من الله عزَّ وجل ما لم يستعجل فيقنط ويترك الدعاء )، فقلت: كيف يستعجل ؟ قال (عليه السلام): ( يقول قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرى الاجابة ).

الثالث والعشرون: الإلحاح بالدعاء:
وعلى الداعي أن يواظب على الدعاء والمسألة في حال الاجابة وعدمها، لأن ترك الدعاء مع الإجابة من الجفاء الذي ذَمَّه تعالى في محكم كتابه بقوله: (( وَإذَا مَسَّ الإنسَانَ ضرٌّ دَعَا رَبَّه منيباً إلَيه ثمَّ إذَا خَوَّلَه نعمَةً منه نَسيَ مَا كَانَ يَدعو إلَيه من قَبل )) (الزمر:8).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لرجل يَعظه: ( لا تكن ممن إن أصابه بلاء دعا مضطراً، وإن ناله رخاء أعرض مغتراً ).

الرابع والعشرون: التَقَدّم في الدعاء:
ومن آداب الدعاء أن يدعو العبد في الرخاء على نحو دعائه في الشدة، لما في ذلك من الثقة بالله، والانقطاع إليه، ولفضله في دفع البلاء، واستجابة الدعاء عند الشدة.
فقال الإمام الصادق (عليه السلام): ( من سَرَّه أن يستجابَ له في الشدة، فليكثر الدعاء في الرخاء ).

الخامس والعشرون: التَخَتّم بالعقيق والَفيروزَج:
ويستحب في الدعاء لبس خاتم من عقيق أو من فيروزج، وذلك لقول الإمام الصادق (عليه السلام): ( ما رفعَت كفٌّ إلى الله عزَّ وجل أحبّ إليه من كّف فيها عقيق ). ولقوله (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله عزَّ وجل: ( إني لأستحي من عبد يرفع يدَه وفيها خاتم فيروزج فأَردَّهَا خائبة ).
من هذه الروايات التي ذكرها الشيخ الطبرسي في (مكارم الأخلاق/ ص87 ) قال : روي عن أبي عبد الله - الإمام الصادق - (عليه السلام) أنه قال: تختموا بالعقيق, فإنّه أول جبل أقرَّ لله عزّوجلّ بالربوبية ولمحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالنبوة ولعليّ (عليه السلام) بالوصية, وهو الجبل الذي كلم الله عزّوجلّ عليه موسى تكليماً, والمتختم به إذا صلّى صلاته علا على المتختم بغيره من ألوان الجواهر أربعين مرة.
دُمتم بحفظ الله ورعايته

__________________
أغيثوا معتقلى العقرب
بالدّعاء
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20-01-2012, 03:57 PM
الصورة الرمزية mohammed ahmed25
mohammed ahmed25 mohammed ahmed25 غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 2,658
معدل تقييم المستوى: 16
mohammed ahmed25 has a spectacular aura about
افتراضي

السؤال: هل يجوز أن نقول: "علي عليه السلام"؟
الإجابة: أما أن السلام على علي فنثبت معناه، و"عليه السلام" مصطلح خاص بالأنبياء، فالاصطلاح ينظر إلى إطلاقه وإلى شهرته، ولا ينظر فيه إلى معناه اللغوي، فمثلاً اصطلاح: "عز وجل" هذا يطلق في حق الله تعالى، لكن أليس محمد عزيز وجليلاً؟ لكن هل يجوز أن نقول محمد عز وجل؟ لغة نعم، لكن اصطلاحاً لا؛ لأنه أصبح خاصاً بالله تعالى، فلا يطلق على غيره، فاصطلاح عليه السلام خاص بالأنبياء، وإن كان بالمعنى اللغوي يطلق على علي وغيره.

لكن هذا الاصطلاح أصبحنا نراه من استخدامات أهل البدع في الغلو في علي رضي الله عنه، فإنهم يخصونه به، وهذا أمر منكر، فإن الاصطلاح الخاص بالصحابة هو: "رضي الله عنه"، ويجوز أن نقول عن الصحابة: "عليهم السلام" إن ذكرناهم موصولين بالنبي صلى الله عليه وسلم، فنقول: على محمد وآله وصحبه جميعاً عليهم صلوات الله وسلامه.

وعند الرافضة حديث مكذوب: "من قطعني عن آلي بعلي فعليه لعنه الله"، فالرافضة يمنعون أن تقول: محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام بناءً على هذا الحديث المكذوب، وإنما يقولون: على محمد وآله الصلاة والسلام بدون علي، ولعنه الله على الكذابين.

http://ar.islamway.com/fatwa/30959
_________________________________________
http://www.saadalbreik.com/Sad/news.php?action=show&id=476

الإمام جعفر الصادق رحمه الله
05-07-2011 04:35
حديثنا عن إمام جليل من أئمة أهل السنة ، وفقيه مسدد شهد له فقهاء زمانه ، جمع إلى سعة العلم ، أطراف الحكمة وبليغ المقال وحسن السمت ورزق هيبة لا تدانيها هيبة أقوى ملوك الأرض في زمانه . تبوأ منزلة عظيمة عند أئمة أهل السنة والجماعة ، وكان الإمام أبو حنيفة معجباً بعلمه وبسلامة رأيه واستنباطه للأحكام الشرعية ، وتأثر به كبار الفقهاء أمثال جريج ، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، وسفيان بن عينية.
إنه الإمام جعفر بن محمد بن علي زين العابدين بنِ الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
هذا نسبه من جهة آبائه ، وأما من جهة أخواله ؛ فهو ابن أبي بكر الصديق من جهتين ، حيث كان يقول : ولدني أبو بكر الصديق مرتين . فأمه هي : أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وأمها - أي جدته لأمه- هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين .
ولد سنة 80من الهجرة ، وتوفي سنة 148هـ عن عمر بلغ 68 سنة ، وكانت ولادته ووفاته بالمدينة النبوية على ساكنها أفضل السلام وأزكى التحية .
لقبه : لُقِّب بالإمام ، ولقب بالفقيه ، لكن أشهر لقب عرف به هو "الصادق" ، وغلب هذا اللقب عليه ، فلا يكاد يُذكر إلا وانصرف إليه ؛ وسبب هذا اللقب أنه كان صادقاً في حديثه وقوله وفعله ، ولم يُعرف عنه كذب قط .
فهو من آل بيت الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم ، وجده لأمه هو الصديق الذي نزل فيه قوله تعالى { يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اللَّه وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } .
بأبيهِ اقتدى عديٌّ بالكرم ومن يُشابه أباه فما ظلم
أولاده : خلف الصادق رحمه الله من الأولاد سبعة ، هم :
1 ــ إسماعيل وهو أكبرهم ، وقد مات في حياة أبيه عام 138 هـ ، وترك ابناً اسمه محمد بن إسماعيل ، وله بنون كثيرون متناسلون .
2ــ عبدالله ، وبه كان يكنى .
3ــ موسى الملقب بالكاظم ، وهو الإمام بعد أبيه عند الاثني عشرية.وفيه اختلفت الإمامية مع الإسماعيلية حول الإمامة ما بين موسى الملقب بالكاظم وإسماعيل . ومن أولاد الصادق أيضاً :
4ــ إسحاق / 5ــ محمد / 6ــ علي /7ــ فاطمة .
أهم شيوخه : أخذ الصادق العلمَ والحديثَ عن عاليةٍ من علماء زمانه ، منهم الصحابيان الجليلان سهل بن سعد الساعدي ، وأنس بن مالك رضي الله عنهما .
وحدَّث عن أبيه الباقر ، وعن عبيد الله بن أبي رافع ، وعروة بن الزبير ، وعطاء بن أبي رباح وروايته عنه في مسلم . كما حدَّث عن جده لأمه القاسم بن محمد ، ونافع العمري ، ومحمد بن المنكدر ، والزهري ، ومسلم بن أبي مريم وغيرهم ، وليس هو بالمكثر إلا عن أبيه . وكانا من جلة علماء المدينة . (السير 6/255).
أبرز تلاميذه : حدَّث عنه ابنه موسى الكاظم ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، ويزيد بن عبد الله بن الهاد وهما أكبر منه ، وأبو حنيفة ، وأبان بن تغلب ، وابن جريج ، ومعاوية بن عمار الدهني ، وابن إسحاق في طائفة من أقرانه ، وسفيان ، وشعبة ، ومالك ، وإسماعيل بن جعفر ، ووهب بن خالد ، وحاتم بن إسماعيل ، وسليمان بن بلال ، وسفيان بن عيينة ، والحسن بن صالح ، والحسن بن عياش أخو أبي بكر ، وزهير بن محمد ، وجعفر بن غياث ، وزيد بن حسن الأنماطي ، وسعيد بن سفيان الأسلمي ، وعبد الله بن ميمون ، وعبد العزيز بن عمران الزهري ، وعبد العزيز الدراوردي ، وعبد الوهاب الثقفي ، وعثمان بن فرقد ، ومحمد بن ثابت البناني ، ومحمد بن ميمون الزعفراني ، ومسلم الزنجي ، ويحيى القطان ، وأبو عاصم النبيل ، وآخرون . (السير 6/256) .
وكان رحمه الله ثقة صدوقاً إماماً فقيهاً .
هل الأئمة الأربعة أخذوا العلم عن الصادق كما يزعم الرافضة ؟
لا ، لما يلي:
أولاً : كان أبو حنيفة والصادق ومالك أقران ، وأحمد والشافعي أقران ، والأقران لا يأخذون عن بعضهم عادة ، وإنما يأخذون عن شيوخهم .
ثانياً: الرافضة أنفسهم يروون في أوثق كتبهم ما يفيد أن أبا حنيفة لم يكن يوماً مـن تلاميذ أبي جـعفر ،فضلاً عن جـعفر الصادق بل يرون أنه كان من أعـدائه ، كما في أصول الكافي كتاب الحجة ( 1 / 392 و 393 ) باب : أن الواجب على الناس بعد ما تفيضون مناسكهم أن يأتوا الإمام حديث رقم 3 : (عن سدير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام وهو وأنا خارج وأخذ بيدي ثم استقبل البيت فقال: يا سدير إنما أمر الناس أنْ يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا وهو قول الله " وإني لغفّار لمن تاب وآمن وعمِلَ صالحاً ثم اهتدى " ثم أومأ بيده إلى صدره: إلى ولايتنا ثم قال يا سدير فأريك الصادين عن دين الله ثم نظر إلى أبي حنيفة وسفيان الثوري في ذلك الزمان وهم حِلَقٌ في المسجد فقال: هؤلاء الصادون عن دين الله بلا هدًى من الله ولا كتاب مبين .إنّ هؤلاء الأخباث لو جلسوا في بيوتهم فجال الناس فلم يجدوا أحداً يخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يأتونا فنخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم .
ثالثاً: كان شيخ أبي حنيفة الذي اختص به هو : حماد بن أبي سليمان و حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي و إبراهيم النخعي عن علقمة بن الأسود و علقمة بن الأسود عن عبد الله بن مسعود ، وقد اخذ أبو حنيفة عن عطاء وغيره .أما مالك فكان علمه عن أهل المدينة و أهل المدينة أخذوا فقههم عن الفقهاء السبعة عن زيد وعمر وابن عمر و نحوهم .أما الشافعي فإنه تفقه أولا على المكيين أصحاب ابن جريج كسعيد بن سالم القداح و مسلم بن خالد الزنجي و ابن جريج اخذ ذلك عن أصحاب ابن عباس كعطاء و غيره.وأما الإمام أحمد فكان على مذهب أهل الحديث ، حيث أخذ عن سفيان بن عيينة و ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس و ابن عمر و اخذ عن هشام بن بشير و هشام عن أصحاب الحسن و إبراهيم النخعي واخذ عن عبد الرحمن بن مهدي و وكيع بن الجراح و أمثالهما .
رابعاً: كان أبو حنيفة يفتي في حياة أبي جعفر الباقر والد الصادق ، ولم يُعرف أن أبا حنيفة أخذ عن جعفر الصادق و لا عن أبيه مسألة واحدة بل أخذ عمن كان أسن منهما كعطاء بن أبي رباح و شيخه الأصلي حماد بن أبي سليمان و جعفر بن محمد كان بالمدينة .
خامساً: لو سلمنا جدلا أن المذاهب الأربعة مأخوذة عن جعفر الصادق رحمه الله فهذا في الحقيقة حجة على الرافضة لا لهم لأن ما رواه الأئمة الأربعة حينئذ من فقه جعفر الصادق مُباين لما ينسبه الرافضة إليه من الروايات .
قال شيخ الاسلام : و بالجملة فهؤلاء الأئمة الأربعة، ليس فيهم من أخذ عن جعفر شيئاً من قواعد الفقه. لكن رووا عنه أحاديث كما رووا عن غيره. وأحاديث غيره أضعاف أحاديثه. وليس بين حديث الزهري وحديثه نسبة لا في القوة ولا في الكثرة. وقد استراب البخاري في بعض حديثه لما بلغه عن يحيى بن سعيد القطان فيه كلام فلم يخرج له. ولم يُكذَب على أحد ما كُذِب على جعفر الصادق، مع براءته مما كُذب عليه. فنسب إليه علم البطاقة والهفت والجدول واختلاج الأعضاء ومنافع القران والكلام على الحوادث وأنواع من الإشارات في تفسير القران وتفسير قراءة السورة في المنام. وكل ذلك كذب عليه. وأيضاً جعفر الصادق أخذ عن أبيه وعن غيره، كما قدمنا. وكذلك أبوه أخذ عن علي بن الحسين وغيره. وكذلك علي بن الحسين أخذ العلم عن غير الحسين أكثر مما أخذ عن الحسين، فإن الحسين *** سنة إحدى وستين، وعلي صغير، فلما رجع إلى المدينة، أخذ عن علماء أهل المدينة. فإن علي بن الحسين أخذ عن أمهات المؤمنين عائشة وأم سلمة وصفية وأخذ عن ابن عباس والمسور بن مخرمة وأبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم ومروان بن الحكم وسعيد بن المسيب وغيرهم. وكذلك الحسن كان يأخذ عن أبيه وغيره حتى أخذ عن التابعين. وهذا من علمه ودينه رضي الله عنه. ( المنهاج 7 /529 ) .
هيبته : رزق الله جعفر الصادق هيبة ووقاراً فاق هيبة أكبر ملوك الأرض في زمانه وهو الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور . عن الفضل بن الربيع عن أبيه قال دعاني المنصور فقال إن جعفر بن محمد يلحد في سلطاني ***ني الله إن لم أ***ه فأتيته فقلت أجب أمير المؤمنين فتطهر ولبس ثيابا أحسبه قال جددا فأقبلت به فاستأذنت له فقال أدخله ***ني الله إن لم أ***ه فلما نظر إليه مقبلا قام من مجلسه فتلقاه وقال مرحباً بالنقي الساحة البريء من الدغل والخيانة أخي وابن عمي فأقعده معه على سريره وأقبل عليه بوجهه وسأله عن حاله ثم قال سلني عن حاجتك فقال أهل مكة والمدينة قد تأخر عطاؤهم فتأمر لهم به قال أفعل ثم قال يا جارية ائتني بالتحفة فأتته بمدهن زجاج فيه غالية فغلفه بيده وانصرف فاتبعته فقلت يا ابن رسول الله أتيت بك ولا أشك أنه قاتلك فكان منه ما رأيت وقد رأيتك تحرك شفتيك بشيء عند الدخول فما هو؟، قال قلت: اللهم احرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بركنك الذي لا يرام واحفظني بقدرتك علي ولا تهلكني وأنت رجائي ، ربِّ كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري وكم من بلية ابتليتني بها قل لها عندك صبري فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ويا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني وياذا النعم التي لا تحصى أبدا ويا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا أعني على ديني بدنيا وعلى آخرتي بتقوى واحفظني فيما غبت عنه ولا تكلني إلى نفسي فيما خطرت يا من لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة اغفر لي ما لا يضرك وأعطني ما لا ينقصك يا وهاب أسألك فرجا قريبا وصبرا جميلا والعافية من جميع البلايا وشكر العافية أ . هـ. (السير 6/266 ) .


عقيدته :
سنبين بشيء من التفصيل موقفه من الشيخين ومن بقية الصحابة ، وحرصه على التوحيد وتحذيره من الشرك وأسبابه ومظاهره ، وموقفه من العصمة والمتعة واللطم في عاشوراء ، مستدلين بما روته كتب الشيعة ومراجعها المعتمدة ، دون ما ثبت في كتب أهل السنة لئلا يطعن أحد في أحاديث أهل السنة بالضعف أو بالوضع.
أ ـــ موقفه من الشيخين أبي بكر وعمر: كان الصادق محباً للشيخين ومعظماً ومزكياً لهما ، مبغضاً لمن أبغضهما ، وكان ينكر على الرافضة موقفهم من جده أبي بكر وصاحبه الفاروق .
وتروي كتب الشيعة أنه لم يكن يتولاهما فحسب ، بل كان يأمر أتباعه بتوليتهما أيضا : فقد روى الكليني في الكافي بسنده عن الصادق أنه قال لامرأة من الشيعة سألته عن أبي بكر وعمر ، أتتولاهما وتحبهما؟ : "توليهما" قالت : فأقول لربي إذا لقيته إنك أمرتني بولايتهما ؟ قال : نعم . (الروضة من الكافي للكليني 101).
وكان الصادق رحمه الله يثني على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله اثني عشر ألفا ثمانية آلاف من المدينة وألفان من مكة وألفان من الطلقاء ولم ير فيهم قدري ولا حروري ولا معتزلي ولا صاحب رأي كانوا يبكون الليل والنهار ، ويقولون اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير . (الصدوق في كتابه الخصال 2/639-640).
وفي بحار الأنوار عن الصادق عليه السلام، عن آبائه، عن علي عليه السلام قال: أوصيكم بأصحاب نبيكم لا تسبوهم، الذين لم يحدثوا بعده حدثاً، ولم يؤووا محدثاً؛ فإن رسول الله أوصى بهم الخير. (بحار الأنوار22/305)
وما سلف يبين زيف الروايات التي تنسب إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم والتي تطعن في الصحابة رضي الله عنهم.
وقد بين جعفر الصادق رحمه الله ذلك وتبرأ مما ينسب إليه وإلى أهل البيت النبوي من الكذب فقال :إنا أهل بيت صادقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا ويسقط صدقنا –بكذبه علينا- عند الناس. (اختيار معرفة الرجال للطوسي ص 108 وتنقيح المقال للمامقاني 2/184، ومعجم رجال الحديث للخوئي 1/202) .

هذه النصوص من جعفر الصادق رحمه الله تهدم أصلاً عظيماً من أصول الرافضة وهو الطعن في الشيخين وتكفيرهما ولعن وشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والحكم عليهم بالكفر والردة .
ب ـــ موقفه من العصمة : نفى الصادق العصمة عن نفسه وعن غيره من أهل البيت ، فقال كما في البحار (25/207) : "إنّا لنذنب ونسيء ثم نتوب إلى الله متابًا" .
وقد احتار شيوخ الرافضة في توجيه هذا القول الذي يتنافى ومعتقدهم في العصمة. فقال بعضهم كما في بحار الأنوار (25/203-205): "كنت أفكر في معناه وأقول: كيف يتنزل على ما تعتقده الشيعة من القول بالعصمة؟ وما اتضح لي ما يدفع التردد الذي يوجبه" ثم توجه بالسؤال عن هذا إلى الشيخ رضي الدين أبي الحسن علي بن موسى بن طاووس العلوي الحسني وذكر له هذا الإشكال، فقال ابن طاووس: "إنّ الوزير مؤيّد الدّين العلقمي سألني عنه فقلت: كان يقول هذا ليعلم النّاس"، قال : "إنّي فكّرت بعد ذلك فقلت: هذا كان يقوله في سجدته في اللّيل وليس عنده من يعلّمه". وأضاف : "ثم خطر ببالي جواب آخر وهو أنه كان يقول ذلك على سبيل التواضع". قال:" ثم استقر في خلدي على أن اشتغالهم بالمباحات من "المأكل والمشرب والتفرغ إلى النكاح يعدونه ذنبًا، ويعتقدونه خطيئة ويستغفرون الله منه". وذكر أن هذا هو الجواب الذي لا شيء بعده.
هذا الجواب الذي يرى أنه هو الكاشف لهذه المعضلة عندهم لا يتفق وشريعة الإسلام التي تنهى عن تحريم ما أحل الله وترفض الرهبانية {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}.
فلم يبق إلا القول بنفي العصمة .
وهل من إحسان الظن بالأئمة أن نعتقد أنهم يعدون هذه الأمور ذنوبًا، كيف يجعلون النكاح الذي هو من شرائع الإسلام ذنبًا يستغفرون الله منه، والله سبحانه يقول: {فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء} ويعتبرون الأكل والشرب معاصي والله يقول: {كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" أما إنّي أتقاكم لله وأخشاكم له, أما إني أقوم وأرقد وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس منّي " .
إن الجواب الذي يكشف هذه المعضلة، هو بطلان دعوى العصمة وأن الأئمة ليسوا بمعصومين من الخطأ والعصيان، وهذا يتفق مع النصوص الشرعية وينسجم مع واقع الأئمة، وبه تتحقق إمكانية القدوة.
وأمر آخر يبطل دعوى العصمة من كتب الشيعة نفسها؛ وهو الاختلاف والتّناقض حيال بعض المواقف والمسائل، وأعمال المعصومين لا تتناقض ولا تختلف بل يصدق بعضها بعضًا ويشهد بعضها لبعض.. والاختلاف ناقض للعصمة التي هي شرط للإمامة عندهم، وهو ناقض بالتالي لأصل الإمامة نفسها، ولذلك فإن ظاهرة الاختلاف في أعمال الأئمة كانت سببًا مباشرًا لرجوع بعض الشيعة عن التشيع حيث رابهم هذا التناقض.
ومن أمثلة ذلك ما يذكره القمي والنوبختي " أنه بعد *** الحسين حارت فرقة من أصحابه وقالت: قد اختلف علينا فعل الحسن وفعل الحسين، لأنه إن كان الذي فعله الحسن حقًا واجبًا صوابًا من موادعته معاوية وتسليمه له عند عجزه عن القيام بمحاربته مع كثرة أنصار الحسن وقوتهم - فما فعله الحسين من محاربته يزيد بن معاوية مع قلة أنصار الحسين وضعفهم، وكثرة أصحاب يزيد حتى قُتل وقُتل أصحابه جميعًا باطل غير واجب، لأن الحسين كان أعذر في القعود من محاربة يزيد وطلب الصلح والموادعة من الحسن في القعود عن محاربة معاوية، وإن كان ما فعله الحسين حقًا واجبًا صوابًا من مجاهدته يزيد حتى *** ولده وأصحابه، فقعود الحسن وتركه مجاهدة معاوية وقتاله ومعه العدد الكثير باطل، فشكوا في إمامتهما ورجعوا فدخلوا في مقالة العوام (يعني أهل السنة)" والنص موجود في كتاب المقالات والفرق للقمي (25 )، وكتاب فرق الشيعة للنوبختي ( 25-26 ).
أما الأمثلة على الاختلاف والتّناقض في أقوال الأئمّة فكثيرة ، وقد شهد بذلك شيخ الطّائفة الطّوسي وقال بأنّ أخبارهم متناقضة متباينة مختلفة حتى لا يوجد خبر إلا بإزائه ما يضادّه، ولا رواية إلا يوجد ما يخالفها، وعدّ ذلك من أعظم الطّعون على المذهب الشّيعي، ومن أسباب مفارقة بعض الشّيعة للمذهب.
فكتابا التهذيب والاستبصار وهما مصدران معتمدان من المصادر الأربعة عند الشيعة يشهدان بهذا التناقض والاختلاف في روايات كثيرة، وقد حاول الطوسي درء هذا الاختلاف ومعالجة هذا التناقض بحمله على التقية ، لكن اكتشف بعض الشيعة - وهو سليمان بن جرير الذي تنسب له طائفة السليمانية من اليزيدية - هذه المحاولة، فترك التشيع وقال: إن الإمامية وضعوا لشيعتهم مقالتين لا يظهرون معهما من أئمتهم على كذب أبدًا، وهما القول بالبداء وإجازة التقية. (المقالات والفرق 78، وفرق الشيعة55-56 ) .
ج ـــ حرص الصادق على التوحيد ويتجلى ذلك في أمور عدة :
أولاً : تحذير الصادق مما يفعله الشيعة من الغلو فيه وفي غيره من أهل البيت عليهم السلام : كزعمهم " أن الله قد عرض ولايته على الأنبياء والمرسلين، فقبلها بعضهم وأنكرها آخرون، ولما وقع الإنكار من الأنبياء حدثت لهم البلايا ... مثل ما لقي آدم من المعصية، وما لقي نوح من الغرق، وما لقي إبراهيم من النار، وما لقي يوسف من الجب، وما لقي أيوب من البلاء، وما لقي داود من الخطيئة، وما لقي يونس من الغرق ". (انظر تفسير نور الثقلين 3/435 وبحار الأنوار 61/52 وقصص الأنبياء للجزائري 438 ).
فحذر رحمه الله من الغلو والغلاة فقال كما في بحار الأنوار : "الغلاة شر خلق الله، يصغرون عظمة الله، ويدّعون الربوبية لعباد الله، والله إن الغلاة لشر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا". (بحار الأنوار25/286).
وأنكر الغلو وتبرأ منه وممن يغلو فيه ، ففي بحار الأنوار أن أبا عبد الله – أي جعفر الصادق - قال حينما قيل له: إن المفضل بن عمر يقول: إنكم تقدرون أرزاق العباد.فقال: " والله ما يقدر أرزاقنا إلا الله، ولقد احتجت إلى طعام لعيالي فضاق صدري وأبلغت إليّ الفكرة في ذلك حتى أحرزت قوتهم؛ فعندها طابت نفسي، لعنه الله وبرئ منه ".(بحار الأنوار 25/301 ورجال الكشي 323 ) .
وجاء في رجال الكشي أن الصادق قال:"فوالله ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا واصطفانا، ما نقدر على ضرّ ولا نفع، وإن رحمنا فبرحمته، وإنّ عذّبنا فبذنوبنا،والله ما لنا على الله حجّة،ولا معنا من الله براءة، وإنّا لميّتون ومقبورون ومنشورون ومبعوثون وموقوفون ومسؤولون، ويلهم! ما لهم لعنهم الله فقد آذوا الله وآذوا رسوله صلى الله عليه وسلم في قبره، وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي صلوات الله عليهم... أشهدكم أنّي امرؤ ولدني رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معي براءة من الله، إن أطعته رحمني وإن عصيته عذّبني عذابًا شديدًا". رجال الكشّي .(225-226).
وتواترت أقواله رحمه الله محذرة من الغلو فيه وفي غيره .ففي البحار عن أبان بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام – يعني الصادق - يقول: " لعن الله عبد الله بن سبأ إنه ادّعى الربوبية في أمير المؤمنين، وكان والله أمير المؤمنين عبداً طائعاً، الويل لمن كذب علينا، وإن قوماً يقولون فينا ما لا نقول في أنفسنا، نبرأ إلى الله منهم، نبرأ إلى الله منهم". (بحار الأنوار25/286) .
فهو رضي الله عنه من جملة المسلمين ومن عباد الله الصالحين يرجو رحمة الله ويخشى عذابه وكان يتبرأ وينكر على من يغلو فيه أو ينزله فوق المنزلة التي أنزله الله إياها.
ثانياً : الصادق يدعو إلى الاستغاثة بالله وحده : والاستغاثة: طلب الغوث وإزالة الشدة . والفرق بين الدعاء والاستغاثة: أن الدعاء عام في كل الأحوال، والاستغاثة هي الدعاء لله في حالة الشدائد. (الرد على البكري لابن تيمية 88 وتيسير العزيز الحميد 214-215، والقول السديد لابن سعدي 48-49) .
قال تعالى {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } وقال تعالى { قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } .فلا يستغاث إلا بالله عز وجل دون ما سواه ، فهو وحده القريب من عباده والقادر على إجابتهم {وإذا سالك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} .
ولم يخالف الصادق رحمه الله القرآن والسنة في وجوب صرف الاستغاثة لله وحده ، فأكد أن النفع والضر بيد الله وحده ، وأنه لا يستغاث إلا به سبحانه متبرءا من قول بعض أتباع أهل البيت ي بجواز الاستغاثة بالأئمة من أهل البيت فيما لا يقدر عليه إلا الله وحده، كما في إحدى هذه الروايات في البحار:".. أمّا عليّ بن الحسين فللنّجاة من السّلاطين ونفث الشّياطين، وأمّا محمّد بن علي وجعفر بن محمّد فللآخرة وما تبتغيه من طاعة الله عزّ وجلّ، وأمّا موسى بن جعفر فالتمس به العافية من الله عزّ وجلّ، وأمّا عليّ بن موسى فاطلب به السّلامة في البراري والبحار، وأمّا محمّد بن علي فاستنزل به الرّزق من الله تعالى، وأمّا عليّ بن محمّد فللنّوافل وبرّ الإخوان وما تبتغيه من طاعة الله عزّ وجلّ، وأمّا الحسن بن عليّ فللآخرة، وأمّا صاحب الزّمان فإذا بلغ منك السّيف الذّبح فاستعن به فإنّه يعينك".(بحار الأنوار 94/33 ).
وفي أبطال هذا المعتقد يقول الصادق عليه السلام : " اللّهم إنّي أصبحت لا أملك لنفسي ضرًّا ولا نفعًا ولا حياة ولا موتًا ولا نشورًا، قد ذلّ مصرعي،واستكان مضجعي،وظهر ضري،وانقطع عذري، وقلَّ ناصري، وأسلمني أهلي ووالدي وولدي بعد قيام حجتك عليّ، وظهور براهينك عندي،ووضوح أدلتك لي.اللهم وقد أعيت الحيل،وتغلقت الطرق، وضاقت المذاهب، ودرست الآمال إلا منك، وانقطع الرّجاء إلا من جهتك".(بحار الأنوار 86/318 ومهج الدّعوات 216).
ثالثاً : أكد رحمه الله أن التحليل والتحريم حق لله تعالى :بخلاف ما يدعيه بعض محبي أهل البيت ممن تشيعوا لهم حيث ذهبوا إلى أنه يحق للأئمة أن يحلوا ما يشاؤون ويحرموا ما يشاؤون . متكئين على روايات مكذوبة وموضوعة على لسان أهل البيت منها رواية في أصول الكافي أن الله سبحانه وتعالى خلق محمّدًا وعليًّا وفاطمة فمكثوا ألف دهر ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها وفوّض أمورهم إليها، فهم يحلّون ما يشاءون ويحرّمون ما يشاءون .(أصول الكافي1/441وبحار الأنوار 25/340).
وهذا شرك ، أهل البيت منه براء ، وقد بين الصادق عليه السلام أن من أطاع مخلوقاً في تحريم الحلال وتحليل الحرام فقد اتخذه رباً من دون الله . ففي تفسير نور الثقلين عند قوله تعالى {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ} قال أبو عبد الله:أما إنهم لم يتخذوهم آلهة، إلا أنهم أحلوا حراماً فأخذوا به وحرموا حلالاً فأخذوا به، فكانوا أربابهم من دون الله. (تفسير نور الثقلين 2/209).وقال عليه السلام:من أطاع رجلاً في معصية الله فقد عبده.(تفسير نور الثقلين 2/209). وقال أيضاً:
رابعاً : الصادق ينفي مزاعم الرافضة في أن الأئمة يعلمون الغيب : فبين رضي الله عنه أن الغيب لله وحده لا يعلمه إلا هو سبحانه ، حيث روى المجلسي في الكافي أن أبا عبد الله قال:يا عجبًا لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب، ما يعلم الغيب إلا الله عز وجل، لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني، فما علمت في أي بيوت الدار هي. (أصول الكافي 1/257).
هذا النصو تنقض ما ينسب لأهل بيت النبوة أنهم يعلمون الغيب ، ومن ذلك ما ورد في كتاب الكافي ، باب أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم الشيء . (أصول الكافي 1/260-262 ). وضمَّنه طائفة من الروايات التي تزعم أن أهل البيت يعلمون الغيب .
وقد تذمر بعض أئمة أهل البيت من هذه الروايات وأمثالها متبرئين مما ينسب إليهم من علم غيب الله تعالى ، ففي بحار الأنوار والاحتجاج عن بعض الأئمة أنه قال: تعالى الله عز وجل عما يصفون سبحانه وبحمده، ليس نحن شركاء في علمه ولا في قدرته، بل لا يعلم الغيب غيره، كما قال في محكم كتابه تبارك وتعالى {قُل لا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ}لقد آذانا جهلاء الشيعة وحمقاؤهم ، ومن دينه جناح البعوضة أرجح منه، وأشهد الله الذي لا إله إلا هو وكفى به شهيدًا أني بريء إلى الله وإلى رسوله ممن يقول: إنا نعلم الغيب أو نشارك الله في ملكه، أو يحلنا محلاً سوى المحل الذي رضيه الله لنا.
خامساً : تحذيره من الغلو فـي القبور:وكأنه يحذر مَن يدَّعون التشيع له ولآبائه من الغلو في قبورهم ببناء الأضرحة عليها وتجصيصها وجعلها مزارات تُعبد بالنذر وال*** والتوسل مع الله، ويُطاف بها ويستغاث بأصحابها، وتُقدم لها القرابين وأكاليل الزهور والبخور وتهدر فيها الأموال، ظناً منهم أن لها الزلفى عند الله سبحانه وتعالى.
روى الكليني عن أبي عبد الله – يعني الصادق - قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فقال: لا تدع صورة إلا محوتها ولا قبرًا إلا سوّيته. (فروع الكافي 2/227 وسائل الشّيعة 2/869). وفي تهذيب الأحكام للطوسي عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلى على قبر أو يقعد عليه أو يبنى عليه. (تهذيب الأحكام للطوسي 1/130، وسائل الشيعة 2/869 ).
وفي التهذيب وغيره رواية أخرى عنه أيضاً قال فيها :لا تبنوا على القبور.. فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كره ذلك.(تهذيب الأحكام1/130، والمحاسن للبرقي 612، وسائل الشّيعة: 2/870 ).
وفي البحار وغيره عن حنان قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في زيارة قبر الحسين صلوات الله عليه فإنه بلغنا عن بعضكم أنه قال: تعدل حجة وعمرة؟ قال فقال: ما أضعف هذا الحديث ما تعدل هذا كله ولكن زوروه ولا تجفوه فإنه سيد شباب أهل الجنة.(بحار الأنوار 101/35 ).
وفي أمالي الصدوق عن أبي عبد الله – الصادق - عن آبائه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يجصّص على المقابر. (أمالي الصّدوق 253، ومن لا يحضره الفقيه لابن بابويه 2/194 ووسائل الشّيعة 2/870) .
وعن أبي عبد الله –الصادق - عليه السلام قال: لا تبنوا على القبور ولا تصوروا سقوف البيوت؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كره ذلك. (وسائل الشيعة 3/210 وتهذيب الأحكام 1/461 وبحار الأنوار73/159).
وعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: مِن أكلِ السحت سبعة: الرشوة في الحكم، ومهر البغي، وأجر الكاهن، وثمن الكلب، والذين يبنون البنيان على القبور.(مستدرك الوسائل 2/347).
هذه هي نصوص الصادق رحمه الله ــــ كما روتها كتب الشيعة ــــ وكلها في الحث على التوحيد والتحذير من الشرك ووسائله ومنها الغلو في القبور والصلاة فيها وزيارتها والبناء عليها وجعلها مزارات ، فقد كان رضي الله عنهم أحرص الناس على التوحيد وعلى نشر السنة .
سادساً : أمره رحمه الله بتجريد الدعاء لله وحده : فالدعاء عبادة عظيمة يتعبد بها المسلم ربه سواءً كان مستغيثاً أم مستعيناً به أم متعوذاً بالله عز وجل، ففيه اللجوء والافتقار إلى الله وطلب الحاجة منه ، قال تعالى {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}.
عن الحسن بن المغيرة أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول:إن فضل الدعاء بعد الفريضة على الدعاء بعد النافلة كفضل الفريضة على النافلة، قال: ثم قال: ادعه، ولا تقل: قد فُرِغ من الأمر؛ فإن الدعاء هو العبادة، إن الله يقول {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} وقال {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}وقال: إذا أردت أن تدعو الله فمجده وحمده وسبحه وهلله وأثن عليه، وصل على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم سل تُعط.(الكافي 3/341).
سابعاً : الـ*** لله وحده : لا يخفى أن ال*** من العبادات والطاعات الدالة على ذل العبد لله سبحانه، فمن صرف وقصد في ***ه ونيته التعبد لغير الله عز وجل فقد أشرك بالله شركاً أكبر مخرجاً من الملة قال تعالى {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}.
وقد بين رحمه الله أن ال*** لغير الله شرك حتى ولو ذُكر اسم الله عند ال***، وهو ما يفعله البعض الذين يتقربون للأئمة من أهل البيت بال*** لهم طلباً لرضاهم ، وهذا من الشرك وسببه الجهل بالتوحيد والجهل بحقيقة عقيدة أهل البيت التي تحث على التوحيد وتدعو إليه.
عن عباس بن يزيد، عن أبي عبد الله – يعني الصادق - عليه السلام قال: لا يكون العبد مشركاً حتى يصلي لغير الله، أو ي*** لغير الله، أو يدعو غير الله عز وجل.(وسائل الشيعة 28/341 وبحار الأنوار69/96 والخصال 1/136).
وعن أبي عبد الله – يعني الصادق - عليه السلام قال:ذكر أن سلمان قال: إن رجلاً دخل الجنة في ذباب، وآخر دخل النار في ذباب، فقيل له: وكيف ذا يا أبا عبد الله؟ قال: مرّا على قوم في عيد لهم وقد وضعوا أصناماً لهم، لا يجوز بهم أحد حتى يقرّب إلى أصنامهم قرباناً، قلَّ أم كَثُر، فقالوا لهما: لا تجوزا حتى تقرّبا كما يقرب كل من مر، فقال أحدهما: ما معي شيء أقربه، فأخذ أحدهما ذباباً فقربه، ولم يقرب الآخر قال: لا أقرب إلى غير الله عز وجل شيئاً، ف***وه فدخل الجنة، ودخل الآخر النار.(وسائل الشيعة24/213 و بحار الأنوار3/252) .
ثامناً : نهيه عن السحر: والسحر أمر خفي يحصل بين الساحر والشياطين ، وذلك من خلال رقى غير شرعية، وعزائم وطلاسم واستعمال للدخان وأدوية وإراقة دماء من البهائم وغيرها، حيث يقوم الساحر بتسخير أرواح خبيثة لتنفيذ ما يطلبه منها: إما بعقد الرجل عن زوجته أو إلقاء البغضاء بينهما أو بين أحد من الخلق، وغيرها من الأمور .
ففي مستدرك الوسائل عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سُئل عن المعوّذتين أهما من القرآن؟ فقال الصادق: هما من القرآن... إلى أن قال: وهل تدري ما معنى المعوّذتين؟ وفي أي شيء نزلت؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سحره لبيد بن أعصم اليهودي، فقال أبو بصير لأبي عبد الله: وما كان ذا؟ وما عسى يبلغه من سحره؟ فقال أبو عبد الله: بلى كان النبي صلى الله عليه وسلم يرى أنه يجامع ولا يجامع، وكان يريد الباب ولا يبصره حتى يلمسه بيده، والسحر حق، وما سلط السحر إلا على الفرج والعين.(مستدرك الوسائل13/109وبحار الأنوار60/24 ).
وأورد المجلسي في البحار عن الصادق، عن أبيه، أن علياً عليهم السلام قال: من تعلم شيئاً من السحر قليلاً أو كثيراً فقد كفر، وكان آخر عهده بربه، وحَدُّه أن ي*** إلا أن يتوب.(قرب الإسناد71 ووسائل الشيعة17/148 وبحار الأنوار76/210).
تاسعاً : حذر رحمه الله من الكهانة والعرافة: والكهانة والعرافة هي الادعاء بمعرفة أمور غيبية، يُحدِّث بها الكاهن سواء بالاستخارة أو بالكشف على فعل أمر ما أو بتركه أو بالإخبار عن مرض أو عما سيحدث في المستقبل أو عن أمر مفقود، فيصدّقه الناس .
عن الصادق عن أمير المؤمنين عليهما السلام قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، إذ رُمي بنجم فاستنار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للقوم: ما كنتم تقولون في الجاهلية إذا رأيتم مثل هذا؟ قالوا: كنا نقول: مات عظيم ووُلد عظيم. فقال صلى الله عليه وسلم: فإنه لا يُرمى لموت أحد ولا لحياة أحد، ولكن ربنا إذا قضى أمراً سبح حملة العرش: قضى ربنا بكذا، فتسمع ذلك أهل السماء التي تليهم، فيقولون ذلك حتى بلغ ذلك إلى السماء الدنيا، فيسرق الشياطين السمع، فربما اعتقلوا شيئاً فأتوا به إلى الكهنة فيزيدون وينقصون، فتخطئ الكهنة وتصيب ،ثم إن الله عز وجل منع السماء بهذه النجوم، فانقطعت الكهانة فلا كهانة. وتلا جعفر بن محمد عليه السلام {إِلاَّ مَنْ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ }، وقوله عز وجل {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعْ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً}.(مستدرك الوسائل13/110 وبحار الأنوار60/280).
وعن مسعدة بن صدقة قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام أن يعلمني دعاء أدعو به في المهمات، فأخرج إليّ أوراقاً من صحيفة عتيقة، فقال: أتنسخ ما فيها، فهو دعاء جدّي علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام للمهمات؟ فكتبت ذلك وفيه :...وأعوذ بك من شر كل كاهن وساحر. (الأمالي للمفيد239وبحار الأنوار92/180).
العاشر : تحذيره من الحلف بغير الله :وما أكثر ما يحلف الرافضة بالأئمة من أهل البيت ، فبين رحمه الله أن الحلف بغير الله لا يجوز ، لما فيه من تعظيم الحفلوف به ، ولا أحد يستحق التعظيم سوى الله عز وجل ، فيشرع للمسلم أن يحلف بالله وأسمائه وصفاته. فمن حلف بغير الله فقد جعل له مساوياً أو نداً ، وهذا هو الشرك الأصغر.
والمؤسف أن البعض لو استُحلِف بالله عز وجل حلف بالله دون تردد، وإن كان كاذباً، وإذا اسْتُحلِف بالأولياء أو بأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم تردد في ذلك لاعتقاده أن المحلوف به سوف يضره إن حلف كاذباً به.
عن الصادق عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث المناهي أنه نهى أن يحلف الرجل بغير الله، وقال:من حلف بغير الله فليس من الله في شيء ،ونهى أن يقول الرجل للرجل: لا وحياتك وحياة فلان . (من لا يحضره الفقيه4/10).
أما اللغو في الحلف فمعفو عنه . واللغو: هو اليمين دون قصد ، فلا يعتد به؛ لأنه يصدر دون عقد القلب عليه، واللغو في الأيمان هو ما يقوله الناس كثيراً في محادثاتهم: بلا والله، ولا والله، ومن رحمة الله تعالى أنه لم يؤاخذهم على اللغو في اليمين قال تعالى {لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ ولَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الأَيْمَانَ } .روى أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل{لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} قال: هو لا والله وبلى والله. (من لا يحضره الفقيه3/361). وعن مَسْعَدَة بنِ صَدَقةَ، عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: سمعته يقول في قول الله عز وجل {لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ}، قال: اللغو قول الرجل: لا والله، وبلى والله، ولا يعقد على شيء.(الكافي 7/443).
الحادي عشر : تحذيره من الطيرة : التطير هو التشاؤم، وهو الرجوع المرء عن فعل أمرٍ من أمور الدنيا أو الدين بسبب تشاؤمه من أمرٍ مرئي أو مسموع أو معلوم.
وأصل التطير أنهم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير، فإذا خرج أحدهم لأمر، فإن رأى الطير طار يمنة تيمن به واستمر، وإن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع، وربما كان أحدهم يهيء الطير ليطير فيعتمدها وكانوا يسمونه السانح والبارح، فالسانح ما ولاك ميامنه بأن يمر عن يسارك إلى يمينك، والبارح بالعكس.وكانوا يتيمنون بالسانح، ويتشاءمون بالبارح. (فتح الباري 10/212ــ213، ولسان العرب 4/512).
قال تعالى {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ}فالضر والنفع من الله وحده، وليس للأنواء والأيام والليالي وغيرها تأثير في ذلك . قال سبحانه {أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}.
وجاءت أحاديث الصادق عليه السلام لتؤكد أن التوكل على الله وحده وتنهى عن التطير .ففي روضة الكافي ووسائل الشيعة أن أبا عبد الله قال: لا طيرة. (روضة الكافي 196 ووسائل الشيعة 18/262).وقال أيضاً :كفارة الطيرة التوكل.(روضة الكافي 198،وسائل الشيعة: 8/262).
الثاني عشر : نهيه رحمه الله عن الصور والتماثيل:لأنهما من الوسائل المفضية إلى الشرك ، ولما فيها من مضاهاة خلق الله عز وجل . ولهذا لعن النبي صلى الله عليه وسلم المصورين، وأخبر أنهم أشد الناس عذاباً يوم القيامة، وأمر بطمس الصور، وأخبر أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة.
عن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه عن آبائه قال: قال أمير المؤمنين: إياكم وعمل الصور؛ فإنكم تُسألون عنها يوم القيامة. (مستدرك الوسائل13/210).
وعن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة يعذبون يوم القيامة:من صور صورة من الحيوان يُعذب حتى ينفُخ فيها، وليس بنافخ.(الخصال للقمي 1/108 وثواب الأعمال223 ووسائل الشيعة17/297) .
وهذا ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، وخص علياً عليه السلام بذلك.
فعن أبي عبد الله – يعني الصادق - عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فقال: لا تدع صورة إلا محوتها، ولا قبراً إلا سويته . (وسائل الشيعة 3/562).
د ـــ موقف الصادق من المتعة : كانت المتعة مباحة في الجاهلية ، ولما جاء الإسلام أبقى عليها مدة ثم حرمت يوم خيبر، وهو ما تعترف به كتب الشيعة . قال علي رضي الله عنه : حرم رسول الله صلى الله عليه وآله يوم خيبر لحوم الحمر الأهلية ونكاح المتعة. (التهذيب 2/186 ، والاستبصار 2/142، وسائل الشيعة 14/441) .
وسئل الصادق رحمه الله هل كان المسلمون على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله يتزوجون بغير بينة؟ قال: لا.(التهذيب 2/189).
وقد شرح الطوسي كلام الصادق فقال: إنه لم يرد من ذلك النكاح الدائم بل أراد منه المتعة ولهذا أورد هذا النص من باب المتعة.أ.هـ.
ولا شك في أن هذين النصين حجة قاطعة في نسخ جواز المتعة.
ولا يظن بديانة وورع الصداق رحمه الله أن يقول بقول فيه مخالفة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أن يحل أمراً حرمه أو أن يتبدع شيئاً في الدين . فهذه الرواية تدحض كل الروايات التي افتريت على لسان الصداق رحمه الله ، كرواية الصدوق عنه أنه قال: إن المتعة ديني ودين آبائي فمن عمل بـها عمل بديننا، ومن أنكرها أنكر ديننا، واعتقد بغير ديننا. (من لا يحضره الفقيه 3/366) وهذا تكفير لمن لم يقل بجواز المتعة.
وفي رواية أخرى قيل لأبي عبد الله – يعني الصادق - : هل للمتمتع ثواب؟ قال: إن كان يريد بذلك وجه الله لم يكلمها كلمة إلا كتب الله له بـها حسنة، فإذا دنا منها غفر الله له بذلك ذنباً، فإذا اغتسل غفر الله له بقدر ما مر من الماء على شعره . (من لا يحضره الفقيه 3/366).
فهذه الأخبار مكذوبة على الصادق رحمه الله ، بؤكد ذلك أن الصادق رحمه الله كان يعتبر المتعة دنساً . ففي البحار عن عبد الله بن سنان قال سألت أبا عبد الله – يعني الصادق - عن المتعة فقال: لا تدنس نفسك بـها . (بحار الأنوار 100/318).
وعن عمار قال: قال أبو عبد الله لي ولسليمان بن خالد: قد حُرِّمت عليكما المتعة. (فروع الكافي 2/48، وسائل الشيعة 14/450).
هــــ موقف الصادق من اللطم والنياحة :
قال الصادق رحمه الله تعالى: من ضرب يده على فخذه عند المصيبة حبط أجره. (الكافي 3/225 وذكرى الشيعة ص 71، والوسائل 2/914) .
فأين من يقيمون مجالس اللطم والعزاء ويسيرون مسيرات التطبير في عاشوراء وغيرها من قول الصادق رحمه الله .
وفي وسائل الشيعة عن الصادق عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله في حديث المناهي أنه نهى عن الرنة عند المصيبة ونهى عن النياحة والاستماع إليها ونهى عن تصفيق الوجه . (الصدوق في من لا يحضره الفقيه 4/3-4 والمجلسي في بحار الأنوار 82/104 والحر العاملي في وسائل الشيعة 12/91) .
وقد علق بعض محققي الشيعة على هذه الروايات وذهبوا إلى تحريم اللطم والنياحة سيما في عاشوراء .
قال محمد بن مكي العاملي: يحرم اللطم والخدش وجز الشعر إجماعاً ... لما فيه من السخط لقضاء الله. (الجواهر 4/367).
وقال الشيرازي: يحرم ضرب الخدود ونتف الشعور.(الفقه 15/260).
ويشير محمد التيجاني السماوي إلى بكاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم على عمه أبي طالب وحمزة وزوجته خديجة فيقول: ولكنه في كل الحالات يبكي بكاء الرحمة… ولكنه نهى أن يخرج الحزن بصاحبه إلى لطم الخدود وشق الجيوب فما بالك بضرب الأجسام بالحديد حتى تسيل الدماء؟. (كل الحلول عند آل الرسول 151) .
ثم يذكر التيجاني أنّ أمير المؤمنين علياً لم يفعل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يفعله عوام الشيعة اليوم ، وكذلك لم يفعل الحسن والحسين والسجاد الذي قال عنه التيجاني: إنه حضر محضراً لم يحضره أحد من الناس وشاهد بعينيه مأساة كربلاء التي *** فيها أبوه وأعمامه وأخوته كلهم، ورأى من المصائب ما تزول به الجبال ولم يسجل التاريخ أنّ أحد الأئمة عليهم السلام فعل شيئاً من ذلك، أو أمر به أتباعه وشيعته. (كل الحلول عند آل الرسول 151) .
ويضيف التيجاني السماوي قائلا: والحق يُقال: إنّ ما يفعله بعض الشيعة من تلك الأعمال ليست هي من الدين في شيء، ولو اجتهد المجتهدون، وأفتى بذلك المفتون، ليجعلوا فيها أجراً كبيراً وثواباً عظيماً، وإنما هي عادات وتقاليد وعواطف تطغى على أصحابها، فتخرج بها عن المألوف وتصبح بعد ذلك من الفولكلور الشعبي الذي يتوارثه الأبناء عن الآباء في تقليد أعمى وبدون شعور، بل يشعر بعض العوام بأنّ إسالة الدم بالضرب هي قربة لله تعالى، ويعتقد البعض منهم بأن الذي لا يفعل ذلك لا يحب الحسين. (كل الحلول عند آل الرسول 148) .
وقريب من قول التيجاني قول حسن مغنية: والواقع أنّ ضرب الرؤوس بالخناجر والسيوف وإسالة الدماء ليست من الإسلام في شيء، ولم يرد فيها نص صريح. ( آداب المنابر ص 182).
حكمة الصادق وسعة فهمه : أكثر مترجموا الإمامِ جعفر الصادق من نقل حكمه ، وما حباه الله به من سرعة البديهة، واللسان الفصيح، وفقهه لمقاصد التشريع وأسراره، وهو فضل الله يؤتيه من يشاء .
فمن دقيق علمه وفقهه ما ورد عن تلميذه سفيان الثوري بمكة في موسم الحج ، قال : قدمت مكة فإذا أنا بأبي عبدالله جعفر بن محمد قد أناخ بالأبطح فقلت : يا ابن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لِم جعل الموقف من وراء الحرم ولم يجعل في المشعر الحرام؟ فقال: الكعبة بيت الله, والحرم حجابه, والموقف بابه. فلما قصده الوافدون أوقفهم بالباب يتضرعون. فلما أذن لهم في الدخول أدناهم من الباب الثاني وهو المزدلفة فلما نظر إلى كثرة تضرعهم وطول اجتهادهم رحمهم فلما رحمهم أمرهم بتقريب قربانهم فلما قربوا قربانهم وقضوا تفثهم وتطهروا من الذنوب التي كانت حجابا بينه وبينهم أمرهم بزيارة بيته على طهارة". قال : فلمَ كُره الصوم أيام التشريق ؟ ، قال : لأنهم في ضيافة الله ولا يجب على المضيف أن يصوم عند من أضافه .
وقال رجل لجعفر الصادق: ما الدليل على الله ؟ ولا تذكر لي العالم والعرض والجوهر ، فقال له : هل ركبت البحر ؟ قال : نعم ، قال : هل عصفت بكم الريح حتى خفتم الغرق ؟ قال : نعم ، قال : فهل انقطع رجاؤك من المركب والملاحين ؟ قال : نعم ، قال : فهل تتبعت نفسك أن ثَمّ من ينجيك ؟ قال : نعم ، قال : فإن ذاك هو الله ، قال الله تعالى {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} ، وقال تعالى {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ }.
ومن الحكم التي أُثرت عنه ، أنه قال لتلميذهِ سفيانَ الثوري:لا يتم المعروف إلا بثلاثة: بتعجيله، وتصغيره في عينيك حتى إذا كان كبيرًا، وستره . (صفة الصفوة 2/169) .
كرمه وسخاؤه : بلغ الصادق في الكرم شأناً كبيراً ، ومبلغاً عظيماً ، يقول تلميذه هياج بن بسطام التميمي قال : كان جعفر بن محمد يطعم حتى لا يبقى لعياله شيء أ . هـ .
وهذا عطاء من لا يخشى الفقر تأسياً بجده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وكان يمنع الخصومة بين الناس ، بتحمله الخسائر على نفسه وإيثار الصلح بينهم .
وكان ينفق سراً ، عملاً بسيرة جده علي بن الحسين زين العابدين ومن قبله جده الصديق رضي الله عنهما في الإنفاق سراً ، فإذا كان الغلس في الليل حمل جراباً فيه خبز ولحم ودراهم على عاتقه ، ثم وزعه على ذوي الحاجات من فقراء المدينة ، دون أن يعلموا به ، حتى إذا مات ظهرت الحاجة فيمن كان يعطيهم بعد موتهِ.
فضله وثناء العلماء عليه : سننقل ثناء أهل السنة عليه من كتب أهل السنة وصحاحهم لنؤكد مكانة الصادق عند أهل السنة والجماعة .
فقد روى له أصحاب الكتب الستة ما عدا الإمام البخاري فلم يخرج له في الصحيح ولكن في بقيةِ كتبهِ كالأدب المفرد وغيره .
وقال عنه ابن حجر في التقريبِ : صدوق فقيه إمام .
وقال أبو حاتم الرازي : " ثقة لا يسأل عن مثله .
ووثقه الشافعي وابن معين وغيرهما. وقال ابن حبان : هو من سادات أهل البيت، وعُبَّاد أتباع التابعين ، وعلماء أهل المدينة.
ونص أبو حنيفة على أنه لم ير أفقه من جعفر بن محمد .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : فإن جعفر بن محمد من أئمة الدين باتفاق أهل السنة ". ( المنهاج 2/245) .
هذا نزر يسير من ثناء أهل السنة عليه ، فلم يؤثر عن أحد من أئمة أهل السنة أنه وقع أو طعن أو أساء الأدب مع الصادق عليه السلام ، وهذا يدحض ما تزعمه الرافضة من بغض أهل السنة لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم الصادق، ولو أراد منصف أن يحاكم ما في كتب الرافضة من طعن في أهل البيت لجزم بأنهم يبغضونهم أشد البغض ، وسنورد بعض الروايات التي تنتقص من الصادق رحمه الله ليتبين من هو المحب ومن هو المبغض .
عن زرارة ( ولا بد أن نبين حال زرارة هذا الذي روى عنه كثير من كتب الشيعة ووثقه كثير منهم . قال الطوسي: إن زرارة من أسرة نصرانية، وإن جده (سنسن وقيل سبسن) كان راهباً نصرانياً، وكان أبوه عبداً رومياً لرجل من بني شيبان .(الفهرست 104) .
يقول زرارة : سألت أبا عبد الله – يعني الصادق - عن التشهد .. قلت التحيات والصلوات .. فسألته عن التشهد فقال كمثله، قال: التحيات والصلوات، فلما خرجت ضرطت في لحيته وقلت: لا يفلح أبداً . (رجال الكشي 142).
فهذا أحد الرواة الثقات يخبر أنه ضرط في لحية الصادق وقال عنه إنه يفلح أبداً .
يقول السيد الموسوي أحد المهتدين الشيعة وكان معروفاً بالعلم والفقه ورافق عدد من المراجع الكبار كالخميني والخوئي ، يقول : لقد مضى على تأليف كتاب الكشي عشرة قرون، وتداولته أيدي علماء الشيعة كلهم على اختلاف فرقهم، فما رأيت أحداً منهم اعترض على هذا الكلام أو أنكره أو نبه عليه، وحتى الإمام الخوئي، لما شرع في تأليف كتابه الضخم (معجم رجال الحديث) فإني كنت أحد الذين ساعدوه في تأليف هذا السفر وفي جمع الروايات من بطون الكتب، لما قرأنا هذه الرواية على مسمعه أطرق قليلاً، ثم قال: لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة، ما زاد على ذلك أ . هـ .
ويتابع الموسوي : إن الهفوة تكون بسبب غفلة أو خطأ غير مقصود، إن قوة العلاقة بك إذا كنت لك بمنـزلة الولد للوالد، وكنت مني بمنـزلة الوالد لولده تحتم علي أن أحمل كلامك على حسن النية وسلامة الطوية وإلا لما كنت أرضى منك السكوت على هذه الإهانة على الإمام الصادق أبي عبد الله عليه السلام .
وقال الكليني : حدثني هشام بن الحكم وحماد عن زرارة قال: قلت في نفسي: شيخ لا علم له بالخصومة -والمراد الصادق-).
وكتبوا في شرح هذا الحديث: إن هذا الشيخ عجوز لا عقل له ولا يحسن الكلام مع الخصم.
فهل الإمام الصادق لا عقل له؟. (نقلاً عن كتاب لله ثم للتاريخ 29 -30 بتصرف يسير )
وقال زرارة أيضاً: والله لو حدثت بكل ما سمعته من أبي عبد الله لانتفخت ذكور الرجال على الخشب . (رجال الكشي 123). وهذا انتقاص منه للصادق رحمه الله ، ومراده أن الصادق قد حدثه بقضايا تثير شهوة الرجال بحيث لا يمكنهم ضبط النفس عند سماعهم ذلك إلا إذا قضى أحدهم شهوته حتى ولو على خشبة.
وعن ابن مسكان قال: سمعت زرارة يقول: (رحم الله أبا جعفر، وأما جعفر فإن في قلبي عليه لفتة.فقلت له: وما حمل زرارة على هذا؟قال: حمله على هذا أن أبا عبد الله أخرج مخازيه) (الكشي 131).
هذا غيض من فيض مما في كتب الرافضة من إهانات للصادق عليه السلام ، ونصوصهم في إهانة أهل البيت عليهم السلام كثيرة ، ولو تتبعناها لخرجت في سفر مستقل .
بينما ألف علماء ومحققو أهل السنة أسفارٍ ومؤلفات كثيرة في فضائل جعفر الصادق رحمه الله ، منها :
1 - الإمام الصادق جعفر بن محمد تأليف كوثر شاهين.
2- مقدمة كتاب مناظرة جعفر الصادق مع الرافضي في التفضيل بين أبي بكر وعلي للدكتور علي الشبل.
3- جعفر الصادق لعبدالحليم الجنديز
4- جعفر الصادق للشيخ صالح الدوريش.
5- الإمام الصادق لأبي زهرة .
6- أصول الدعوة عند الإمام جعفر الصادق لعلي عبدالمجيد.
7- أحاديث جعفر الصادق في الكتب التسعة رسالة ماجستير.
8- عقيدة الإمام جعفر الصادق رسالة دكتوراه في مصر.
9- تذكير الصَّدِيق بصلة القرابة بين الصادق والصَّدَّيق.
10- لا يخفى أن أغلب كتب السير والتاريخ وبالأخص سير أعلام النبلاء وتاريخ بغداد وتاريخ الإسلام وغيرها فيها ترجمة حافلة وفوائد من حياته.

__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20-01-2012, 04:16 PM
الصورة الرمزية mohammed ahmed25
mohammed ahmed25 mohammed ahmed25 غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 2,658
معدل تقييم المستوى: 16
mohammed ahmed25 has a spectacular aura about
افتراضي


السابع: الصلاة على النبي وآله (عليهم السلام):
لابد للداعي أن يصلي على محمد وآله (عليهم السلام) بعد الحمد والثناء على الله سبحانه، وهي تؤكد الولاء لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ولأهل بيته المعصومين (عليهم السلام) الذي هو في امتداد الولاء لله تعالى، لذا فهي من أهم الوسائل في صعود الأعمال واستجابة الدعاء.


دعوى عصمة أئمة آل البيت
http://www.islamweb.net/media/index....ng=A&id=138745

غلت طائفة في آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - غلوا
عظيماً، إذ زعموا أن أئمة منهم ك علي والحسن والحسين معصومون من الخطأ فلا يقع منهم، ولا يجوز عليهم، يقول صاحب كتاب ( عقيدتنا في الإمامة ): " ونعتقد أن الإمام كالنبي، يجب أن يكون معصوماً من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن، من سن الطفولة إلى الموت، عمداً وسهواً . كما يجب أن يكون معصوماً من السهو والخطأ والنسيان، لأن الأئمة حفظة الشرع والقوامون عليه، حالهم في ذلك حال النبي، والدليل الذي اقتضانا أن نعتقد بعصمة الأنبياء هو نفسه يقتضينا أن نعتقد بعصمة الأئمة، بلا فرق " أ.هـ

وللرد على هؤلاء نقول: إن دعوى العصمة باطلة بلا شك، والدليل على بطلانها انتفاء الدليل على وجودها، وعدم ادعاء الأئمة أنفسهم لهذه الصفة، والحقائق التاريخية التي تثبت وقوع الخطأ منهم، فقد حفظ لنا التاريخ كثيراً من المواقف التي تظهر بوضوح عدم اعتقاد الأئمة لأنفسهم العصمة، وعدم ادعائهم لها، ومعرفة معاصريهم بهذه الحقيقة، حيث تعاملوا معهم على أنهم بشر صالحون غير معصومين، فهذا علي - رضي الله عنه - يأمر ابن عباس أن يسير إلى الشام، قائلاً له سر إلى الشام، فقد وليتكها. فقال له ابن عباس : ما هذا برأي، معاوية أموي، وهو ابن عم عثمان ، وعامله على الشام، ولست آمن أن يضرب عنقي بعثمان ، أو أدنى – أقل - ما هو صانع أن يحبسني، قال علي : ولم ؟ قلت: لقرابة ما بيني وبينك، وأن كل من حمل عليك حمل علي. ولكن اكتب إليه، فمنِّّه وعده، فأبى علي ، وقال: لا والله، لا كان هذا أبدا " أ.هـ من "سير أعلام النبلاء".

وهذه الحادثة تدل على أن علياً لم يكن يعتقد من نفسه العصمة وإلا لما قبل مراجعة ابن عباس - رضي الله عنه -، وأن ابن عباس لم يكن يعتقد في علي العصمة وإلا لما راجع علياً ، وأشار عليه بخلاف رأيه.

وحادثة أخرى تظهر هذه الحقيقة وتجليها، وهي ما كان عليه أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - في آخر أيامه من كثرة شكواه من أتباعه بسبب مخالفتهم إياه، وعصيانهم له، حتى كان من دعائه: " اللهم إني قد مللتهم وملوني، وسئمتهم وسئموني، فأبدلني بهم خيرا منهم، وأبدلهم بي شرا مني، اللهم مث – أذب - قلوبهم كما يماث الملح في الماء، أما والله لوددت أن لي بكم ألف فارس من بني فراس بن غنم " وكان يخاطبهم بمرارة بالغة فيقول: " يا أشباه الرجال ولا رجال، حلوم الأطفال، وعقول ربات الحجال، لوددت أني لم أركم، ولم أعرفكم، معرفة والله جرت ندماً، وأعقبت سدماً، قاتلكم الله، لقد ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظاً، وجرعتموني نغب – جرع – التهمام - الهم - أنفاساً، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان " أ.هـ من نهج البلاغة . فهل لو كانت العصمة ثابتة لعلي ، هل كان سيختار من ينغص عليه حياته، ويخالفه في رأيه، ويعصيه في أمره .!!

وهذا الحسن - رضي الله عنه - يتراجع عن رأي والده في قتال أهل الشام، ويوقع صلحاً يتنازل فيه عن الخلافة لمعاوية - رضي الله عنه – ثم لا يلبث الحسين – رضي الله عنه – أن يرجع عن نهج أخيه، ويخرج لقتال الأمويين، ويستجيب لنداءات أهل الكوفة، فهل كان الحسن مصيبا فيما ذهب إليه، ما يعني بالضرورة خطأ الحسين ، وإذا كان الحسين مصيباً فذلك يعني ضرورة خطأ الحسن ، والاحتمالان يدلان على جواز الخطأ عليهما، وهو أمر يقران به، ولم يدعيا يوما عصمتهما - رضي الله عنهما -.

وهذا الإمام الصادق جعفر بن محمد أحد الأئمة - رضي الله عنه - يوصي قوماً راحلين عن المدينة بالقول: " إنكم - إن شاء الله - من صالحي أهل مصركم، فأبلغوهم عني: من زعم أني إمام معصوم مفترض الطاعة، فأنا منه برئ، ومن زعم أني أبرأ من أبي بكر وعمر ، فأنا منه برئ ". وروى حماد بن زيد ، عن أيوب قال: سمعت جعفراً يقول: " إنا والله لا نعلم كل ما يسألوننا عنه، ولغيرنا أعلم منا "، ذكر هذين الخبرين الذهبي في "سير أعلام النبلاء".

وقد مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - الحسن والحسين - رضي الله عنهما - بكونهما سيدا شباب أهل الجنة، وبكونهما ريحانتيه من الدنيا، وبأن الحسن سوف يصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين، ولم يرد مدحه لهما بالعصمة، وعِلْم الغيب، ووجوب الطاعة بإطلاق، ولا شك أن هذه الخصال أعظم ثواباً وأرفع منزلة فلو ثبتت لهما لمدحهما بها النبي - صلى الله عليه وسلم - .

أما الاستدلال على عصمة أئمة من آل البيت بقوله تعالى: { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } (الأحزاب: 33) فالرد على هذا الاستدلال بهذه الآية من وجوه :
الوجه الأول: أن الآية عامة في كل آل البيت، فلم خصصتم بالعصمة البعض وأخرجتم البعض الآخر، فإن قلتم دلنا على ذلك حديث الكساء، قلنا حديث الكساء إنما ذكر فاطمة والحسن والحسين فلم أضفتم عليهم غيرهم .!!
الوجه الثاني: أن سياق الآية يدل على أن أزواجه داخلات في مدلول "أهل البيت"، وأنتم لم تقولوا بعصمتهن، والدليل على دخول أزواجه في مدلول الآية أن الله خاطبهن في بداية الآية، وقبلها، وبعدها، فقال سبحانه:{ يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيراً }(الأحزاب:32-34).

الوجه الثالث: أن الآية نصت على أن الله يريد إذهاب الرجس عن أهل البيت، ولا يصح عقلا إرادة نفي شيء ليس بموجود أصلاً، وفي هذا دليل على أن آل بيته – صلى الله عليه وسلم – قد يتلبسون بشيء من الذنوب، وأن الله يريد إذهاب ذلك عنهم . ونصت الآية كذلك على أن الله يريد تطهير آل بيت نبيه، ومن المعلوم أن التطهير إنما يحصل لمن تلبس بشيء يحتاج إلى تطهير، والمعصوم طاهر من الذنوب، فليس بحاجة إلى تطهير، فدلت الآية على جواز ووقوع الذنوب من آل بيت النبي .

أما الاستدلال على عصمة أئمة آل البيت بقوله تعالى: { لا ينال عهدي الظالمين }(البقرة: 124)، حيث قالوا: إن العهد هنا هو الإمامة، وأن من شرط الإمام ألا يكون ظالما، قالوا والظلم أنواع: منها المعاصي وعليه فمن شرط الإمام أن يكون معصوما من جميع الذنوب، والجواب عن هذا أن لفظ الظلم وإن كان يطلق على كل مخالفة للشرع، إلا أن المراد به هنا مخصوص بما كان كفراً أو فسقاً، كارتكاب الكبائر والإصرار على الصغائر، ولهذا اشترط العلماء في الإمام أن يكون عدلا بمعنى أن يكون مجتنبا للكبائر غير مصر على الصغائر، - هذا فيما يتعلق بدينه - ولم يشترطوا فيه أن يكون معصوماً، وهذا الإمام علي يذكر شروط الإمامة فيقول: " وقد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين البخيل فتكون في أموالهم نهمته، ولا الجاهل فيضلهم بجهله، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه، ولا الحائف للدول فيتخذ قوما دون قوم، ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق، ويقف بها دون المقاطع، ولا المعطل للسنة فيهلك الأمة " أ.هـ نهج البلاغة ولم يقل – رضي الله عنه – يجب أن يكون الإمام معصوما لا يخطئ.

على أننا لو قبلنا بشرط العصمة في الأئمة، لما بقي في أمة الإسلام كلها إمام، إذ ما من أحد إلا ووقع في الخطأ أو قال به، مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( كل بني آدم خطاء ) رواه ابن ماجه . حتى أئمة آل البيت أنفسهم أخطؤوا وندموا على أشياء عملوها كما أسلفنا بذكر أمثلة ذلك من قبل .
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20-01-2012, 04:35 PM
الصورة الرمزية د.عبدالله محمود
د.عبدالله محمود د.عبدالله محمود غير متواجد حالياً
معلم أول
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 9,616
معدل تقييم المستوى: 25
د.عبدالله محمود is just really nice
افتراضي

جزاك الله خيرا
__________________

استودعكم من لا تضيع ودائعه
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:01 AM.