الكذب الحلال

[غاربله]

نموذج
أكثر فجاجة


وأشد فحشا


وأقصد فضيحة

لقاء القيادى البارز فى حزب النور السلفى الدكتور يسرى حماد قبل أيام مع «جاكى خوجى» محرر الشؤون العربية فى إذاعة جيش العدو الإسرائيلى، وقبوله (فى سابقة لم يجرؤ عليها أحد فى الحركة الوطنية المصرية بمختلف أطيافها) إجراء حوار صوتى بثته الإذاعة المذكورة ثم أعادت فى اليوم التالى نشره مكتوبا على موقعها الإلكترونى
وما يهمنى فى هذه الفضيحة أمران، أولهما المخاتلة والطريقة الأقرب للنصب التى تعامل بها الحزب السلفى مع الرأى العام بعدما تسربت الواقعة، إذ فورا خرجت بعض قياداته تنفى الخبر قبل أن تعود وتعترف بصحته، لكنها راحت تسوغه بأعذار وتعلات ربما أقبح من الذنب الأصلى من نوع ما قاله الدكتور حماد نفسه عندما صرح بأنه لم يكن يعرف أن الخواجة جاكى يعمل مراسلا لإذاعة جيش العدو وإنما ظنه مجرد «مراسل لإذاعة إسرائيلية».. طبعا الفرق -كما ترى- كبير جدا بين إذاعة لجيش إسرائيل فحسب وإذاعة أخرى لكل إسرائيل، جيشا وجماهير صهيونية.. فالأولى مرفوضة والثانية مقبول التعامل معها طبقا لأحكام الشرع «النورى الحمادى»!!!
أما الأمر الثانى الذى أراه أفدح وأخطر وأستغرب كيف لم يستقطب ضوءا واهتماما كافيين؟ فهو مضمون كلام وتصريحات فضيلة الشيخ حماد لإذاعة الجيش الإسرائيلى.. وتعالوا نقرأ ما قاله فضيلته نصا:
.. الحزب (حزب النور) لا يعارض معاهدة السلام مع إسرائيل، وإذا كانت هناك بنود يرى الشعب أنها تحتاج تغييرا فإن المكان (المناسب) لذلك هو طاولة المفاوضات
.. نحن نحترم كل الاتفاقيات التى وقعتها الحكومة السابقة مع أى دولة، بما فى ذلك المعاهدة مع دولة إسرائيل (..) ونرحب بكل السواح بمن فيهم السياح الإسرائيليون.
من جانبه قال المراسل الذى التقى حماد وأجرى معه الحوار إن القيادى السلفى أعرب له «عن ارتياحه للحديث مع وسيلة إعلام إسرائيلية» ونقل عنه قوله «إن هذا الحوار ضرورة لبث رسالة طمأنة لتل أبيب»!!!
أظن أن النصوص آنفة الذكر لا تحتاج أى شرح، وهى تحمل ثلاثة معانٍ فائقة الأهمية، أولها أن الحزب الدينى السلفى «لا يعارض معاهدة السلام مع إسرائيل» وإنما هو من فرط الكرم يسمح للشعب برفض بعض بنودها والمطالبة بتعديلها «على طاولة التفاوض
والمعنى الثانى أن الحزب «يرحب بالسياح» عموما، والإسرائيليين خصوصا.. شكرا.
وأما ثالث المعانى فهو أن قيادات وشيوخ «النور» مشغولة ومهتمة جدا بـ«طمأنة تل أبيب».. وإذا استجبت حضرتك لرجائى أن تطنش ولا تسأل عن اهتمام شيوخنا الأفاضل هؤلاء بطمأنة سكان مصر كما طمأنوا الغزاة الصهاينة، فإننى أدعوك إلى التساؤل معى: هل الحزب السلفى المذكور كان سيحصل على الأصوات والمقاعد البرلمانية التى حصدها حتى الآن لو التزم بفضيلة الصدق وصارح جمهور الناخبين المصريين (الذين لا يسمعون عادة إذاعة الجيش الإسرائيلى) بحقيقة موقفه من العدو ومن معاهدة السلام معه؟

جمال فهمى

[aymaan noor]

جزاك الله خيرا أستاذى الفاضل و بارك الله فيك

[راغب السيد رويه]

جزاك الله خيرا