اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > الأدب العربي

الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-12-2011, 11:22 AM
نقاء الروح نقاء الروح غير متواجد حالياً
طالبة جامعية
عضو مثالي لعام 2011
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 3,789
معدل تقييم المستوى: 20
نقاء الروح is on a distinguished road
افتراضي


بعد أسبوع .. كررت المحاولة مرة أخرى .. خصوصاً بعد أن سقط الكثير من الحاجز النفسي الذي كان يمنعني مما أقوم به ، كتبت لها هذه المرة بعض مشاعري .. صدق أو لا تصدّق .. كتبت لها شعراً .. ترجيّتها .. قدّمت لها كل ما تريد .. طلبت منها أن تشترط عليّ أي شيء وأنا موافق على أي شيء .. تريد تركي للطب ؟ تريد سفري لمدينة أخرى ؟ تريد أن أتخصص بتخصص معين ؟ تريد معيشة معينة ؟ تخشى من كوني طالباً ؟ أجبتها عن كل تلك الأسئلة وأني رهن إشارتها ، وأني أمتلك مالاً كافياً لي أنا يكفيني لأن أعيش ست سنوات دون عمل .. لعلها أن توافق .. أو حتى أن ترد .. لكنها لم تفعل !!

بقيت أرسل لها كل ثلاثة أو أربعة أيام بنفس الطريقة الأولى علّ قلبها أن يلين فتجيبني ، لكنها لم تكن تفعل ، وبقدر الألم الذي سببه لي تجاهلها لي .. إلا أنها كبرت في عيني كثيراً ، أحببتها أكثر وأكثر .. أحببت طهرها ونقاءها وصفاءها .

ريّان : كم مرة أرسلت لها يا إياس ؟

إياس : كثيراً .. كثيراً .. ربما اثني عشر أو ثلاثة عشر مرة .. كلها بنفس الفكرة ونفس الترجي والاستجداء ، كنتُ أطلب منها على الأقل أن ترُد بالرفض فقط ليطمئنّ قلبي فلا ألوم نفسي لاحقاً كوني لم أوفر سبباً ولا باباً لنيلها إلا طرقته .

وذات ليلة ... وفي منتصفها .. بعد أن فرغ قسمنا من موظفيه ، أخرجتُ قلمي لأكتب لها كما كنت كما أكتب سابقاً ، لكني الكلمات استعصت علي هذه المرّة .. في مقابل خيانة من عيني التي استرسلت هذه المرّة تسبل دمعها ثراً ، كنت رغم ما أفعله أشعر بتأنيب ضميرٍ أسكته باستمرار بالأماني الكاذبة التي أحلم بها ، لكن ضميري هذه المرة استيقظ .. بعد أن عصيتُ ربي .. وأفسدتُ صورتي .. وارتكبتُ الأخطاء تلو الأخطاء .

أقفلت أضواء مكتبي وخرجتُ محزوناً متجهاً نحو سيارتي ،أول ما ركبتها بحثتُ عن أي شريط قرآن .. كنت أشعر بوحشة في قلبي .. ولن يطمئن إلا بذكر الله .. وليس ثمة أفضل ذكر من كلام الله .. من القرآن ، انطلقتُ عبر شوارع مدينتي النائمة نحو البيت ، وفي طريقي كنت أستمتع بسياط الآيات وهي تجلد قلبي العاصي الذي فرّط في جانب ربّه وأراد أن يأتي البيوت من غير أبوابها .. شعرتُ بوقاحة ما فعلته .. شعرتُ بسوء ما اقترفته .. نعم .. لقد استيقظتُ من غفلتي !

دخلتُ غرفتي .. استلقيتُ على سريري وشرعتُ أبكي .. أبكي .. لم أتصوّر نفسي يوماً قليل أدبٍ وسيء خلق ! لم أتصوّر نفسي يوماً ملاحقاً لفتاة ومعاكساً لها ! لم أتصوّر أن حافظ القرآن الذي عاش في بيت مؤمن .. الذي تعرّض لكثير من المشاكل والمضايقات بسبب تمسّكه بدينه .. قد صار عديم غيرة على أعراض المسلمين .

وبعد أن أخرج دمعي كل ما في قلبي .. جلستُ على المكتب في غرفتي وكتبت خطابين ، الأول كان خطاب استقالة من العمل سأقدمه إلى مدير الشركة غداً - إن شاء الله - ، والخطاب الثاني .. وهو هذا الذي نسخته في يدك .. قررت أن أرسله إلى رؤى .. ولكني لن أقتحم هذه المرة مكتبها ولن أقترب منها .. حيث أرسلته لها عبر البريد .. تفضل .. اقرأهُ .

ريّان : حسناً ، تقولُ في الرسالة ..

السلام عليكم ورحمة الله أختي الكريمة

أرسلها لكم أخيرة وكلي حياء ..

فقط .. أود أن أعتذر عن كل إزعاج سببته ، ربما جرحتكم وآذيتكم وأقلقتكم فاعذروني يا أخيّة ، عسى الله أن يتقبّل ما أدعو به لكم ، لقد كنتم أرقى مني سلوكاً وأدباً زادكم الله من فضله ، تصرفت معكم بسوء وبما لا يليق ، لكنكم واجهتموني باحترام أكبره فيكم ..

كنت كمثل النائم أو المجنون الذي لا يـدري ماذا يفعل ، استيقظت على أفعال سيئة قمت بها ، دمعي يا أختي يغطي وجهي وأنا أكتب لك الآن .. وخذيها مني يا رؤى .. أنتي راقية حقاً !

تمنيتك .. وزادت رغبتي لحبي لأبيك وشخصيته ، حتى إن أمي تشبهني به أحياناً ، لكني بعد ذلك ملتُ عن والدك إليك وصرت أريدك أنتِ لذاتك ، ربما .. سأكتب قصة يوماً عن كيف انقدت إليك ، وأني لم أعرف أنك رؤى خالد التي معي في العمل إلا في رمضان الماضي !!

رغم انقيادي .. تمنعت عليّ تكراراً .. أهديتك قلبي لكنك رددته .. ربما قدر الله أني لا أستحقك .. فأنت أعلى مني قدراً ..

أخيراً ..
أردت أن أنقطع عن العمل في الأيام القادمة وربما لا أعود أبداً ، فأحببت أن أودعك يا أختي وأتحلل مما سببته لك ، آسف يا رؤى بقدر الدموع التي تهلّ من عيني ، أعتذر منك بصدق .. سامحني يا أخيّة ، والله لا أدري .. أما في قلبي من حزن هو لفراقك أم لأني آذيتك !!!

سأفرح ..
ربما أطير فرحاً لو جاءني يوماً خبر أنك غيّرت رأيك .. صدقيني ربما أموت فرحاً ، ولكن مهما يكن .. فأنت الدرة في عيني ما بقيتُ !!

انتبهي على نفسك .. الله الله في دينك وعلاقتك بربك .. أرجو أن أكون صفحة بيضاء في كتابك .. تذكريني بالخير يا رؤى وادعي لي .. ادعي لي بأن أنجح هذه السنة .. فدرجاتي سيئة جداً مما كنت أجده في نفسي .. أسأل الله أن يحفظك .. ويسترك .. ويسعدك .. أسأل الله أن يحقق أمانيك ..

يا رب ..
إن أمتك هذه سترتني وعفت عن خطأي نحوها ولم تفضحني رغم إساءتي لها ولو أرادت أن تفعل لفعلت ، اللهم فاسترها يوم العرض واعفُ عنها .. اللهم فاسترها يوم العرض واعفُ عنها .. اللهم فاسترها يوم العرض واعفُ عنها ..


في حفظ الله يا أختي ..
إياس !

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:19 PM.