اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-11-2011, 10:21 AM
جمال حمدان حماد جمال حمدان حماد غير متواجد حالياً
مدرس الرياضيات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 169
معدل تقييم المستوى: 17
جمال حمدان حماد is on a distinguished road
افتراضي رحيل عامٍ وإقبال عام


رحيل عامٍ وإقبال عام

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على طريقته وانتهج نهجه إلى يوم الدين، وعلى رسل الله أجمعين... أما بعد:

فهذا عام قد مضى والله سائله عنا، وهذا عام قد أتى فماذا نحن فاعلون فيه ؟!
تصرمت الأعوام عامًا بعد عام، ونحن في غفلةٍ ساهون، نشاهد بأعيننا مواقع المنايا، ويرحل عنا كل يوم بعض من كان بيننا يملأ الدنيا حياةً ويؤمل في الحياة.

فيا ليت شعري على أي شيء تُطوى صحائف الأعمال ؟ أَعَلى أعمال صالحة، وتوبة نصوحٍ صادقة ؟ أم على تفريط في حق ذي الجلال والإكرام ؟

كل يوم يمر علينا يدنينا من الآخرة، ويبعدنا عن الدنيا، كل يوم يدني من القبور، ويُبعد عن عامر الدور.
إنا لنفرحُ بالأيام نقطعها
وكلُ يومٍ مضى يُدني من الأجلِ
فاعمل لنفسك قبلَ الموتِ مجتهدًا
فإنما الربحُ والخسرانُ في العمل

فلنتأمل أحوال الراحلين، ولنتعظ بمصارع الماضين لعل القلب القاسي يلين.
فلنحرص على صالح الأعمال، ونرجو الله أن يختم لنا بالعمل الصالح، ولنحرص على التوبة النصوح من الذنوب كلها، ولنحرص على التذلل والافتقار بين يدي الله عز وجل، ولنحرص على العمل للآخرة، ولنتأس بمن مضى من أسلافنا.
هذا الإمام الموفق ابن قدامة المقدسي صاحب المغني يقف أمام المرآة فيرى بياض الشيب في لحيته ورأسه فينشد شعرًا عذبًا يفيض بالرقة:
أَبَعْدَ بَيَاضِ الشَّعْرِ أَعْمُرُ مَنْزِلاً
سِوَى القَبْرِ إِني إنْ فعلتُ لأَحْمَقُ
يُذَكِّرُنِي شَيْبِي بِأَنِّي مَيِّتٌ
وَشِيكًا وَيَنْعانِي إليَّ فَيَصْدُقُ

وهذا الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني يذكر الرحيل فيقول:
قَرُبَ الرحيلُ إلى ديار الآخرة
فاجعل بفضلك خَيرَ عُمْري آخره
وارحم مَقِيلِي في القبورِ وَوَحْشَتِي
وارحم عِظامي حين تبقى ناخرة

وقفات للمحاسبة

لا بد للعاقل أن يوقف نفسه للمحاسبة قبل حلول الأجل، فالموت يأتي بغتة وبدون مقدمات،

قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون (18) ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون (19) لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون) {الحشر: 18-20}.
فالكَيِّسُ من دان نفسه؛ أي حاسبها، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.
والعاقل يتصفح في ليله ما صدر منه من أعمال في نهاره، فإن كان عمله محمودًا مرضيًا حمد الله تعالى واستمر عليه، وإن كان مذمومًا رجع عنه واستدركه بعمل صالح محمود، فيحاسب العبد نفسه على التقصير في الطاعات، ويحاسب نفسه على الإقدام على المعاصي والمحرمات، بل يحاسب نفسه على كل عمل تسرع فيه بحيث كان تركه خيرًا له من فعله، وهذا يشمل المكروهات فضلا عن المحرمات، ويحاسب نفسه على الأمور المباحة والمعتادة، لِمَ فعلها؟ هل أراد بها وجه الله والدار الآخرة؟ أم أراد بها الدنيا؟

وجماع ذلك كما يقول ابن القيم رحمه الله في "إغاثة اللهفان": أن يحاسب نفسه على الفرائض، فإن وجد فيها نقصًا سعى لتداركه، إما بقضاء أو إصلاح مع التوبة، ثم يحاسب نفسه على النواهي، ويعمل على استدراك ما وقع فيه منها بالتوبة والاستغفار والتحلل من المظالم، وأن يكثر من الحسنات التي تمحو آثار السيئات
كما قال تعالى: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) {هود: 114}.ثم يحاسب نفسه على الغفلة، فإن كان قد غفل عما خلق له تدارك ذلك بالإكثار من ذكر الله والإقبال على طاعته، ثم يحاسب نفسه على الأعمال المباحة، ما تكلم به لسانه، أو مشت إليه رجلاه، أو بطشت يداه، أو سمعت أذناه، ماذا أراد بهذا؟، ولأجل من فَعَلَه؟ هل أراد به وجه الله؟: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا).
فإذا اعتاد الإنسان المحاسبة في كل حين، استطاع أن يسيطر على نفسه قبل الهم بالعمل فيوقفها ويسألها، كما قال الحسن البصري: رحم الله عبدًا وقف عند همه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغير الله تأخر.
فإذا حاسب الإنسان نفسه،

وتدارك خطأه، أصاب الحق في كل أقواله وأفعاله، وكان حسابه يسيرًا يوم القيامة، ولهذا أثر عن عمر رضي الله عنه قوله: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية".
ولقد كان عمر يحاسب نفسه ويقول: عمر بن الخطاب، أمير المؤمنين، والله لتتقين الله أو ليعذبنك.

وأسأل الله لنا ولكم العفو والعافية
__________________
محب الكتاب والسنة وراجى رحمة الرحمن
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-11-2011, 10:39 AM
جهاد2000 جهاد2000 غير متواجد حالياً
أحصائى أول مكتبات
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
العمر: 50
المشاركات: 2,512
معدل تقييم المستوى: 18
جهاد2000 will become famous soon enough
افتراضي


جزاكم الله خيرا على التذكرة .
__________________
اللهم عليك بأعداءك أعداء الدين اللهم أميين .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18-11-2011, 01:37 PM
جمال حمدان حماد جمال حمدان حماد غير متواجد حالياً
مدرس الرياضيات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 169
معدل تقييم المستوى: 17
جمال حمدان حماد is on a distinguished road
افتراضي

وجزاك اخى الحبيب
__________________
محب الكتاب والسنة وراجى رحمة الرحمن
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:45 PM.