احــــلام الفقــــراء......

[mohammed ahmed25]

دورة الحياة البسيطة

عندما يأتى الفقير يجد كل ما حوله بسيط جدا ان لم يستفيق في الصباح مع إخوته لن يحصل على طعام الفطور و أن تأخر ليلاً في الشارع ستفوته وجبة العشاء كبر و تربى وسط أخوان كثر له وهم أكثر شيء في حياته ربما 5 أو 10 إخوان و أخوات يعيشون معه في طفولته شارك معاهم كل شيء ينتظر العيد بفارغ الصبر لكي يترك له أخوه الكبير ملابس بعدما لم تعد بمقاسه ليلبسها الصغير في الدراسة تعلمنا أيضا أننا لا نشتري أبداً كتب المدرسة و إنما نطلبها من الذين نجحوا و انتقلوا للفصول للأعلى و نفس الشيء معنا نعطي كتبنا لأخوتنا الأصغر منا هكذا تعودنا أن نشارك كل شيء و نعيد استخدام كل شيء رأينا أيضا أن أمهاتنا و أخواتنا لا يقمن أبدا بكب مياه غسيل الصحون في الحمام و إنما يعدون استخدامها كـ تنظيف أرضية الحمام و من هذه الأمور المشاركة في حينها لم يكن لها أي حدود كنا نشارك غرفة نومنا فنبيت 6 في غرفة واحدة نشارك ملابسنا الداخلية نشارك أطباق أكلنا على قلتها نشارك أحلامنا نشارك أفكارنا و كل شيء يمكن مشاركته نتشارك فيه
بعد الذهاب للمدرسة نجد 40 و 60 تلميذ آخرين في الفصل نجلس 3 في الطاولة الواحدة معظمنا لا يفهم أي شيء من ما يقوله المدرس لأن القسم يكون مثل السوق لا نعرف كيف ننجح ولا كيف نصعد إلى الأقسام الأخرى نصل إلى الإعدادي و نفس الشيء الحاصل هناك معظمنا عندما يجد نفسه فارغا من الداخل نتيجة ما يسمونه دراسة في الصغر فـ ننقسم إلى قسمين قسم يخرج لمراهقته و يعيشها طولاً و عرضا يسرق ينهب يدخن المخدرات و يضيع في عوالم الشوارع و الجريمة و القسم الأخر يبحث عن صنعة يتعلمها بعد أن يتعلم حرفة معينة يكون قد وصل إلى سن العشرينيات هنا تبدأ حياة أخرى حيث يظل هذا الطفل الذي لم يعش طفولته كل أيامه القادمة يحلم ببيت و زوجة و أطفال لتكميل دورة الحياة

يعمل فقيرنا هذا في مختلف الأعمال و الحرف في معظمها تتطلب منه بنية جسمانية قوية لحمل الأثقال و الأعمال الشاقة فيما يقوم أقرانه من المحظوظون بأعمال و رقية و إدارية و يدفع فقيرنا ضريبة ذنب لا يد له فيه
أحلام بسيطة

بما إني فقير سأحكي أحلامي وما اعمل من اجله في هذه الحياة هدفي توفير سكن مستقل عن بيت أهلي و بالطبع المساحة 50 او60 متر مربع لا أستطيع تجاوزها حتى في أحلامي وبما أنه من سابع المستحيلات أن يكون سكن مستقل سيكون مشترك في كل شيء تقريباً بعد السكن أحلم أن أتوفر على عمل يقيني شر السؤال و منة العبد بعد أن تتوفر هذه الأشياء أفكر بالارتباط بزوجة من نفس طبقتي أو المستوى المعيشي وبما أننا ناضجون و نعيش في زمن الإنترنت و العولمة قررنا سلفاً أن لا يزيد عدد أطفالنا عن 2 حتى نساهم في إيقاف الانفجار الديموغرافية الوشيك و كذلك لا نتحمل ذنبه بعد الزواج و الأطفال بعد أن يولدون يستعيدون نفس دورة الحياة و ربما ستكون عليهم أصعب من نواحي و أفضل من نواحي هذه حياتي البسيطة و دورة حياتي

أقراني من الشباب عندما ندردش في الشارع أو الحي العقلاء منهم لا يكلون من الحلم بالهجرة الى خارج المغرب و تحسين ظروف عيشهم منهم من يحلم أن يأخذ أمه و أبوه لحج بيت الله الحرام و منهم من يحلم بأن يأخذ أخته القعيدة إلى اكبر المستشفيات لتسير على رجليها من جديد و منهم من يحلم أن يفتح مصنع ليشغل جميع شباب الحي العاطل حتى يبدءون حياتهم بقليل من الكرامة التي سلبتها منهم الحياة بقسوتها و منهم من يحلم أن يعمل و يحرم نفسه من الزواج أو الأسرة فقط ليجعل إخوته في البيت إكمال دراستهم و توفير لهم كل ما يحتاجون ليتفوقوا فيها ويرى فيهم ما حرم هو منه

اعدام الأحلام

كنت فيما مضى أحلم بالتمثيل و الإنجازات و بالسياسة و الخ عندما اقبلت على هذه الأحلام و فقط في محاولة تحقيقها صدمني الواقع ب*** فـ أي باب تطرقه حالياً اول ما يسألك أي شهادة بحوزتك و اين تدرس حالياُ و معظم كلامه يكون بالفرنسية انا الفقير المطرود من إعدادي ضحية المنظومة التعليمية الفاسدة أي حظوظ تتوفر لي ؟ و لجيش من الشباب أمثالي ؟
يوم أمس فقط كنت أكلم نوره بنت الـ 15 ربيعاً لدي في المحل و سألتها نوره هل تودين متابعة دراستك ؟ فخاطبتني قائلة على حسب الظروف أبي يود أن اكتفي بهذا الحد و اجلس في البيت لكن أمي تقول بأن أكملها قاطعتها أنا قائلاً طيب أنتي ما هو رأيك قالت لي على حسب الظروف فجاوبتها إذا تزوجتي رجلاً و طلب منكي متابعة دراستك حتى و أنتي متزوجة أجابتني بابتسامة نعم سأتبعها إذا أراد ذلك

حتى أحلامنا سرقت منا ولم تعد ملكنا فتاة في الـ 15 من العمر المفروض إن يكون تفكيرهاً الأول و الأخير في الدراسة و الحياة الجميلة و أن تعيش وقتها و بداية مراهقتها لكن وضعنا مختلف فنحن نحرق المراحل بسرعة الضوء في هذا السن الفتاة تفكر في الزواج و البيت و زوج ينشلها من سلطة الأب و سادية الأخ و ظلم زمن لا يرحم

الوجه القيبح للفقر

نرجع إلى نقطة سابقة الفئة الثانية من الفقراء الشباب بعد انقطاعها عن الدراسة تجوب عالم الشوارع ترى ذلك الشباب الذي يقود سيارة فارهة من أبناء الأغنياء و قيمة السيارة لوحدها مبلغ لم يحلم به ذلك الفقير في يوم ينقلب إلى يميناً ليرى شاب أخر يقود دراجة نارية و يلبس ثياب لم يرها ذالك الفقير من قبل أو حتى حلم بها تضيق نفسية الفقير فينقلب بنظره يساراً ليغير المشهد فيجد ذالك المتشرد الذي يشم من انفه مخدرات سائلة و نادل المطعم يطرده بالركل و السب و الشتم تتأزم نفسية الفقير من هذه المتناقضات حوله يقوم بطيبوبته الفطرية بالإسراع إلى ذلك المتشرد ينقذه من ركلات نادل المطعم وإذا يفاجأ به انه ابن عمه الذي هجر بيته من سنتين تقريباً هنا تكون الصدمة الكبيرة
شد الهمة ذلك الفقير و يذهب بعد ذلك بأيام ليبحث عن عمل لأنه اخذ العبرة من ابن عمه لكن الصدمات لا تتوقف فـ حتى أصحاب العمل لم يقبلون به لا شواهد لديه ولا خبرات من سيشغله لديه ؟ الفقير نمى في قلبه حقد كبير تجاه من يعتبرون يسرقون خيرات بلاده و سرقوه حتى أحلامه و لكي ينسى اتجه لتدخين المخدرات و الهيروين و الخمر بعد إدمانه على اشد أنواع المخدرات فتكاً صار لابد له من إيجاد مصدر أموال لكي يشتري بها مخدراته هنا هداه تفكيره إلى القيام بغزوات في عالم الأغنياء لينهب ما يعتبره حقه وهو أولى بإرجاعه هنا فقط دخل ذلك الفقير عالم الجريمة من بابه الواسع صار يسرق و ينهب ي*** ويجوب عالم الجريمة طولاً و عرضاً نهايته تكون معروفة واحدة من اثنين لا ثالث لهما حكم يرميه داخل غياهب السجون لما تبقى له من حياته أو رصاصة في ظهره من مطاردة أمنية له
نحن ضحية من ؟

في كثير من الأحيان اسأل نفسي هذا السؤال المشروع نحن ضحية من ؟ أحب وطني لكن لماذا في كل مرة أحس أن وطني لا يحبني ؟ بلادي غنية جدا بالخيرات التي حبانا بها الخالق بلادي أول مصدر في العالم للفوسفات بلادي له ثروة سمكية كبيرة جدا جدا لا تنضب بلادي فيها من المعادن الطبيعية ما لا يوجد في غيرها إذا لماذا لا استفيد منها ؟ لماذا لا أجد عمل يحترم حقوقي كما يطالبني بواجبتي ؟ و يحترم كرامتي و أنني في الأول و الأخير إنسان و لست دابة مع أن الدواب لها من يدافع عنها أكثر منا

لماذا أرى شاب في مثل سني يمسك قناة إعلامية كاملة و أنا لا أجد وظيفة عامل نظافة بها ؟ هل وطني هو الأخر يحتاج إلى وسيطة و نفوذ و ظهر لكي انتزع منه حقوقي ؟ أو ربما من الأفضل لي أن ابحث عن وطن بديل يعطني ما نزعه مني وطني هذا و أعطاه لغيري و الأهم أن يعاملني كـ إنسان كم مللت من تلك الشعار التي تستحمر عقولنا من إن الوطن ليس أشخاص و أن التغير القادم لكن ما نراه العكس تماما في كل يوم نخوض في ذالك السلم و لا نرى له قاع إلا بعد الفناء

[باحثة عن الحرية]

رااائعة جدا هذة الاحاسيس والمعاني الدالة على الواقع المؤلم الذي نعيشه..

[صوت العقل]

جزاكم الله خيراااااااااااااا

[mohammed ahmed25]

جزاكم الله خيرا على المرور

[جهاد2000]

وصف مؤلم للواقع المرير الدى يعيش فيه أغلب الشعب المصرى ومازال يعيش فيه .

ولكن مازال الأمل موجود فى أن الغد سيكون أفضل .