#13
|
||||
|
||||
![]()
من أنتم؟! عذراً أيها القذافى ؛سأقتبس منك جملتك الشهيرة التي قلتها في أحد خطاباتك والتي اتخذها البعض مثار سخرية واستهزاء ؛ فهي جملة قصيرة وقليلة الحروف ولكنها تحمل في طياتها الكثير والكثير من المعاني ، وها أنا أقولها الآن بعد ما آ لت إليه الأحداث في الفترة الأخيرة بمصر، أقولها لبعض ثوار مصر .. من أنتم؟!
منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى تنحى الرئيس السابق / محمد حسنى مبارك . وهنا لن أحلل ما حدث في الثورة في أيامها الأولى؛ لأنه ليس مجال حديثنا الآن ،ولكنني سأتحدث بالتحديد من بعد يوم التنحي ، فقد انهالت علينا جميع وسائل الإعلام بمجموعة من الشباب بأسماء وأشكال محددة ، في جميع القنوات الفضائية والأرضية وفى كل البرامج ،وكأن الثورة المصرية قد قامت فقط بهؤلاء ولم يكن هناك ملايين قد قاموا بالثورة وشاركوا فيها، ولولا كل هذا الحشد الكبير ما قد كتب النجاح لهذه الثورة ، والعجيب أن هؤلاء الشباب كانوا يتكلمون بشكل وأسلوب واحد بل ورائع وكأن بينهم شيء مشترك ، وكان مضمون كلامهم أنها ثورة بلا قائد ثورة شعب بأكمله ، وهذا ذكرني بمقولة " ظاهره الرحمة وباطنه العذاب " لأننا وبمجرد معرفة بسيطة لتاريخ الثورات التي قامت في العالم بأكمله سنجد أن لكل ثورة منها قائد ولو على سبيل الرمز , ثم وجدنا أنفسنا وأمام نفس القنوات بل ونفس البرامج وبالطبع البطل واحد وهم هؤلاء المجموعة من الشباب وهم يقولون إننا كنا نخطط لهذه الثورة منذ وقت طويل ،وإننا تدربنا على كيفية القيام بثورة بشكل سلمى وكيفية إحداث رأى عام واستقطاب الناس حول هدف محدد ،ومن هنا بدأ الاختلاف بعد ما كان كلامهم واحداً ، وبدأ ظهور قائد بل واثنين، بل مجموعة من القادة لهذه الثورة ،وبدأ كل فرد ينسب لنفسه دوراً قيادياً في هذه الثورة ، وتزامن مع هذا التضارب والاختلاف ظهور ظاهرة الائتلافات والحركات هذا فضلاً عن الأحزاب الهلامية والتي جاءت هي الأخرى تبحث لنفسها عن دور ،أو بالأحرى عن نصيب في" الكعكة " والأدهي من ذلك أن هناك البعض من هذه الائتلافات التي انشقت على نفسها ، وهنا أذكرهم -ولا أزكى نفسي على أحد- بقول المولى عز وجل{وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} صدق الله العظيم . هنا أقولها وبصدق للإعلام المصري سواء الرسمي أو الخاص لقد نصبتم -سواء عن قصد أو عدم قصد- مجموعة من الشباب تتكلم وتتحدث كيفما تشاء عن الثورة، بل وعن مصر كلها وكأن مصر كلها قد خلت من الحكماء، وأنا لا أقلل من شأن هؤلاء الشباب ؛لأنني منهم بل أنوه وأرسل برسالة من العقل والقلب إلى جميع وسائل الإعلام بألا تتسرعوا وتلهثوا وراء الشو الإعلامى بإظهار كل من يقول:إننى من الثوار ، قبل أن تعرفوا جيدا خلفية كل من يظهر أمام شاشات التلفاز؛ حتى لا يلدغ الإعلام من جحر الثعبان مرتين , فنحن نرى الآن أن القادة كثر، والنوايا تعددت والمطالب اختلفت , والمنصات تعالت عليها الأصوات واختلط الحابل بالنابل , ومن كان يرفع فوق الأعناق أمس أصبح يقذف بالحجارة ويهان اليوم , أما الغد فبيد الله ولا نعرف من سيرفع فوق الأعناق ومن سيهان ، لذلك أقولها ولا أخاف من استهزاء البعض بي كما حدث من قبل مع القذافى ،أقولها لكل ثوار الميادين في مصر, وأريد من الأغلبية المتحفزة وليست الأغلبية الصامتة أن تقولها معي من أنتم ؟! عذراً علي التأخير
__________________
معلم اللغة الإنجليزية بالمرحلة الثانوية |
العلامات المرجعية |
|
|