### فقيه الاستبداد يهدد استقرار مصر ###

[أ / طارق عتمان]

عجيب ما يحدث فى مصر، المشهد السياسى كلما اقترب من الاستقرار هبت عواصف الفوضى مما يؤكد وجود متربصين باستقرار مصر، وكأن فى الفوضى والاضطراب غاية المنى والسعادة لشرذمة غاب عنها حب مصر.

وبالبحث عن مركز الاضطراب وجدناه داخل مجلس الوزراء يقبع فى منصب نائب رئيس الوزراء تحت عنوان فقيه دستورى تم تعيينه فى حكومة أحمد شفيق الذى عينه المستبد مبارك.

واللافت أن قطاعا كبيرا من الثورة انتقد أحمد شفيق لأسباب كثيرة مهمة، لكن كان منها أنه انتقد الثورة وسخر منها، وقال لهم إنه سوف يعطيهم «بنبونى»، ولمجرد تلك الكلمات ومع أنه من بقايا الفساد كان النقد له كبيرا وتمت إقالته. لكن بقى الفقيه الدستورى الذى استهل جلوسه على الكرسى بمحاولة تثوير الشعب بالتلاعب بنص المادة الثانية،
ولما وجد الطريق مغلقا لجأ إلى السخرية من مقام الله وكأن إثارة الشعب المصرى تجرى فى دمه، ولم يسكت، بل صرح أنه ضد التيار الإسلامى ووصفه بأنه ظلامى، ولم يسكت فعمل على إقصاء أى رمز للتيار الإسلامى الوطنى المصرى من أى منصب كأنهم ليسوا مصريين،
فعين فى الإعلام بقايا من رموز الاستبداد والإعلام الحكومى المريض بوجهة نظر واحدة لا يعرف الرأى الآخر،
ثم بذل جهده فعمل على تعيين مجلس قومى لحقوق الإنسان نصفه من بقايا نظام الظلم وانتهاكات حقوق الإنسان ونصفه الآخر لا علاقة لهم بحقوق الإنسان إلا القليل النادر.

واستمر فى موقعه رغم النقد الواضح والأخطاء المتعمدة، وكان تعيين المحافظين وتصريحاته ضد شعب قنا الشريف، فزاد الغضب فى قنا وهو لا يهتم إلا بنفسه ويصف نفسه متعاليا متكبرا بأنه كالطود!!

وظل الفقيه يعمل على تهديد السلام الاجتماعى، فعمل على رئاسة لجنة حوار وطنى،
عمل فيها على إقصاء كل رموز الوطن،
وزادت إثارته للشعب فدعا رموز الحزب «الشر» الوطنى،
ولم يتوقف فعمل على دعوة للمصالحة بين الثورة والمجرمين ال***ة،
فانتفض الشعب وثار،
فتوارى الفقيه عن لجنة الحوار وأسندت رئاستها لآخر سار على نفس منهجه، فلم يشهد الحوار الوطنى نجاحا، بل كان الفشل نصيبه فى كل جلسة حوار.

وفكر الفقيه كيف يهدد المشهد السياسى، فأسرع إلى أنصاره فأوعز إليهم بحتمية وضع دستور،
فانتشروا فى فضائيات الميكروفونات الخاصة للرأى الواحد،
وارتفع صوتهم: دستور دستور،
فقال لهم العقلاء فى كل مصر لقد وافق الشعب بأغلبية 77 % على تعديلات الدستور
ومنها مادة 189 التى تعطى البرلمان المنتخب فى سبتمبر حق تشكيل هيئة تأسيسية تضع الدستور، ولكن القلة المدعومة من الديكتاتورية التى لا تعترف بإرادة الشعب رفضت ذلك،
وتبجح أحدهم علانية رافضا إرادة الشعب،
قائلا إن الصوت الواحد من الذين قالوا لا فى الاستفتاء بألف صوت من الذين قالوا نعم!!
إنها مقولة فى قمة العنصرية والتعالى والاستبداد الذى جعل البعض يقول إنهم لا يختلفون عن نظام حسنى مبارك إلا فى الشكل.

وظل تنظيم فقيه الاستبداد يعمل بلا كلل حتى خرج فقيه الإقصاء بمؤتمر الوفاق القومى، وكان عنوانه وضع دستور جديد ضد إرادة الشعب.

وفى سعى تنظيمى خطير اجتمع ما سمى ظلما الوفاق القومى، وهو فى حقيقته الشقاق القومى، وفى خط مواز اجتمعت مجموعة أخرى تحت مسمى المجلس الوطنى، والشعب يقول
من اختارهم؟
ويمثلون من؟
لا إجابة سوى إشاعة الفوضى الدستورية وتهديد الاستقرار السياسى، وفى وسط ذلك خرج هيكلهم يطالب بمجلس رئاسى وتأخير الانتخابات، وكأنه بكل غرور يقول لا شعب ولا استفتاء ولا إرادة للشعب، بل أنا وهو ومن على طريقنا لا نريد استقرارا ولا نعترف بإرادة الشعب كأنهم يكررون ما فعلوا بالشعب المصرى فى الفترة الناصرية بأسلوب وشكل جديد ومضمون واحد لا يختلف عن رفض إرادة الشعب ورفض رأى الأغلبية ورفض الديمقراطية التى تأتى بأحرار يختلفون معهم، خاصة إن كانوا إسلاميين أحرارا لا يسجدون للكرملين ولا البيت الأبيض ولا الدولار ولا اليورو ولا السجود للبعث ولا العقيد سادة القومية الذين ضيعوا الأمة.
وأخيرا هذا مقالى، بلاغ لكل مصرى حر أن يقبض على هؤلاء المجرمين فى حق حرية الشعب المصرى ويعلن رفضه لكل حوار ووفاق وحزب وطنى لا يعترف بإرادة شعب مصر.

[أ / طارق عتمان]

عفوا ......
المصدر

[aymaan noor]

شكرا لك و جزاك الله خيرا