تفسير ميسر لسور القرآن الكريم

[محمد رافع 52]

الشعراء

{84} وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ
"وَاجْعَلْ لِي لِسَان صِدْق" ثَنَاء حَسَنًا "فِي الْآخِرِينَ" الَّذِينَ يَأْتُونَ بَعْدِي إلَى يَوْم الْقِيَامَة
{85} وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ
"وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَة جَنَّة النَّعِيم" مِمَّنْ يُعْطَاهَا
{86} وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ
"وَاغْفِرْ لِأَبِي إنَّهُ كَانَ مِنْ الضَّالِّينَ" بِأَنْ تَتُوب عَلَيْهِ فَتَغْفِر لَهُ وَهَذَا قَبْل أَنْ يَتَبَيَّن لَهُ أَنَّهُ عَدُوّ لِلَّهِ كَمَا ذُكِرَ فِي سُورَة بَرَاءَة
{87} وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ
"وَلَا تُخْزِنِي" تَفْضَحنِي "يَوْم يُبْعَثُونَ" النَّاس
{88} يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ
قَالَ تَعَالَى فِيهِ "يَوْم لَا يَنْفَع مَال وَلَا بَنُونَ" أَحَدًا
{89} إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
"إلَّا" لَكِنْ "مَنْ أَتَى اللَّه بِقَلْبٍ سَلِيم" مِنْ الشِّرْك وَالنِّفَاق وَهُوَ قَلْب الْمُؤْمِن فَإِنَّهُ يَنْفَعهُ ذَلِكَ
{90} وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ
"وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّة" قُرِّبَتْ "لِلْمُتَّقِينَ" فَيَرَوْنَهَا
{91} وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ
"وَبُرِّزَتْ الْجَحِيم" أُظْهِرَتْ "لِلْغَاوِينَ" الْكَافِرِينَ
{93} مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ
"مِنْ دُون اللَّه" أَيْ غَيْره مِنْ الْأَصْنَام "هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ" بِدَفْعِ الْعَذَاب عَنْكُمْ "أَوْ يَنْتَصِرُونَ" بِدَفْعِهِ عَنْ أَنْفُسهمْ , لَا
{94} فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ
"فَكُبْكِبُوا" أُلْقُوا
{95} وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ
"وَجُنُود إبْلِيس" أَتْبَاعه , وَمَنْ أَطَاعَهُ مِنْ الْجِنّ وَالْإِنْس
{96} قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ
"قَالُوا" أَيْ الْغَاوُونَ "وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ" مَعَ مَعْبُودِيهِمْ
{97} تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
"تَاللَّهِ إنْ" مُخَفَّفَة مِنْ الثَّقِيلَة وَاسْمهَا مَحْذُوف أَيْ إنَّهُ "كُنَّا لَفِي ضَلَال مُبِين" بَيِّن
{98} إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ
"إذْ" حَيْثُ "نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ" فِي الْعِبَادَة
{99} وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ
"وَمَا أَضَلَّنَا" عَنْ الْهُدَى "إلَّا الْمُجْرِمُونَ" أَيْ الشَّيَاطِين أَوْ أَوَّلُونَا الَّذِينَ اقْتَدَيْنَا بِهِمْ
{100} فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ
"فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ" كَمَا لِلْمُؤْمِنِينَ مِنْ الْمَلَائِكَة وَالنَّبِيِّينَ وَالْمُؤْمِنِينَ
{101} وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ
"وَلَا صَدِيق حَمِيم" يُهِمّهُ أَمْرنَا
{102} فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
"فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّة" رَجْعَة إلَى الدُّنْيَا "فَنَكُون مِنْ الْمُؤْمِنِينَ" لَوْ هُنَا لِلتَّمَنِّي وَنَكُون جَوَابه
{103} إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ
"إنَّ فِي ذَلِكَ" الْمَذْكُور مِنْ قِصَّة إبْرَاهِيم وَقَوْمه
{105} كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ
"كَذَّبَتْ قَوْم نُوح الْمُرْسَلِينَ" بِتَكْذِيبِهِمْ لَهُ لِاشْتِرَاكِهِمْ فِي الْمَجِيء بِالتَّوْحِيدِ , أَوْ لِأَنَّهُ لِطُولِ لُبْثه فِيهِمْ كَأَنَّهُ رُسُل وَتَأْنِيث قَوْم بِاعْتِبَارِ مَعْنَاهُ وَتَذْكِيره بِاعْتِبَارِ لَفْظه
{106} إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ
"إذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ" نَسَبًا "نُوح أَلَا تَتَّقُونَ" اللَّه
{107} إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ
"إنِّي لَكُمْ رَسُول أَمِين" عَلَى تَبْلِيغ مَا أُرْسِلْت بِهِ
{108} فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ
"فَاتَّقُوا اللَّه وَأَطِيعُونِي" فِيمَا آمُركُمْ بِهِ مِنْ تَوْحِيد اللَّه وَطَاعَته
{109} وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ
"وَمَا أَسْأَلكُمْ عَلَيْهِ" عَلَى تَبْلِيغه "مِنْ أَجْر إنْ" مَا "أَجْرِيَ" أَيْ ثَوَابِي
{110} فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ
"فَاتَّقُوا اللَّه وَأَطِيعُونِ" كَرَّرَهُ تَأْكِيدًا
{111} قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ
"قَالُوا أَنُؤْمِنُ" نُصَدِّق "لَك" لِقَوْلِك "وَاتَّبَعَك" وَفِي قِرَاءَة وَأَتْبَاعك جَمْع تَابِع مُبْتَدَأ "الْأَرْذَلُونَ" السَّفَلَة كَالْحَاكَةِ وَالْأَسَاكِفَة