|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]()
الأصل الخامس
التجرُّد ، وقصد الحق ، والبعدعن التعصب ، والالتزام بآداب الحوار : إن إتباع الحق ، والسعي للوصولإليه ، والحرص على الالتزام ؛ وهو الذي يقود الحوار إلى طريق مستقيم لا عوج فيه ولاالتواء ، أو هوى الجمهور ، أو الأتْباع .. والعاقل – فضلاً عن المسلم – الصادقطالبٌ حقٍّ ، باحثٌ عن الحقيقة ، ينشد الصواب ويتجنب الخطأ . يقول الغزاليّ أبو حامد : ( التعاون على طلب الحق من الدّين ، ولكن له شروط وعلامات ؛ منهاأن يكون في طلب الحق كناشد ضالّة ، لا يفرق بين أن تظهر الضالّة على يده أو على يدمعاونه . ويرى رفيقه معيناً لا خصماً . ويشكره إذا عرَّفه الخطأ وأظهره له ) .. الإحياء ج1 .ومن مقولاتالإمام الشافعي المحفوظة : ( ما كلمت أحداً قطّ إلا أحببت أنيُوفّق ويُسدّد ويُعان ، وتكون عليه رعاية الله وحفظه .وما ناظرني فبالَيْتُ ! أَظَهَرَتِ الحجّةُ على لسانه أولساني ) . وفي ذمّ التعصب ولو كان للحق ، يقول الغزالي : ( إن التعصّب من آفات علماء السوء ، فإنهميُبالغون في التعصّب للحقّ ، وينظرون إلى المخالفين بعين الازدراء والاستحقار ،فتنبعث منهم الدعوى بالمكافأة والمقابلة والمعاملة ، وتتوفر بواعثهم على طلب نُصرةالباطل ، ويقوى غرضهم في التمسك بما نُسبوا إليه . ولو جاؤوا من جانب اللطف والرحمةوالنصح في الخلوة ، لا في معرض التعصب والتحقير لأنجحوا فيه ، ولكن لمّا كان الجاهلا يقوم إلا بالاستتباع ، ولا يستميل الأتْباع مثلُ التعصّب واللعن والتّهم للخصوم، اتخذوا التعصب عادتهم وآلتهم ) . والمقصود من كل ذلك أن يكونالحوار بريئاً من التعصّب خالصاً لطلب الحق ، خالياً من العنف والانفعال ، بعيداًعن المشاحنات الأنانية والمغالطات البيانيّة ، مما يفسد القلوب ، ويهيج النفوس ،ويُولد النَّفرة ، ويُوغر الصدور ، وينتهي إلى القطيعة . الأصل السادس أهلية المحاور إذا كان من الحق ألا يمنع صاحبالحق عن حقه ، فمن الحق ألا يعطى هذا الحق لمن لا يستحقه ، كما أن من الحكمة والعقلوالأدب في الرجل ألا يعترض على ما ليس له أهلاً ، ولا يدخل فيما ليس هو فيه كفؤاً . من الخطأ أن يتصدى للدفاع عنالحق من كان على الباطل . من الخطأ أن يتصدى للدفاع عنالحق من لا يعرف الحق . من الخطأ أن يتصدى للدفاع عنالحق من لا يجيد الدفاع عن الحق من الخطأ أن يتصدى للدفاع عنالحق من لا يدرك مسالك الباطل . إذن ، فليس كل أحد مؤهلاً للدخولفي حوار صحي صحيح يؤتي ثماراً يانعة ونتائج طيبة .والذي يجمع لك كل ذلك : ( العلم ) ؛ فلا بد من التأهيلالعلمي للمُحاور ، ويقصد بذلك التأهيل العلمي المختص . إن الجاهل بالشيء ليس كفؤاًللعالم به ، ومن لا يعلم لا يجوز أن يجادل من يعلم ، وقد قرر هذه الحقيقة إبراهيمعليه السلام في محاجَّته لأبيه حين قال:{ يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْجَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاًسَوِيّاً}(مريم:43). وإن من البلاء ؛ أن يقوم غير مختص ليعترض على مختص؛ فيُخَطِّئه ويُغَلِّطه . وإن حق من لا يعلم أن يسأل ويتفهم ، لا أن يعترضويجادل بغير علم ، وقد قال موسى عليه السلام للعبد الصالح : { قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْأَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً } (الكهف:66) . فالمستحسن من غير المختص ؛ أن يسأل ويستفسر ، ويفكرويتعلم ويتتلمذ ويقف موقف موسى مع العبد الصالح . وكثير من الحوارات غير المنتجة مردُّها إلى عدمالتكافؤ بين المتحاورين ، ولقد قال الشافعي رحمه الله : ( ما جادلتعالماً إلا وغلبته ، وما جادلني جاهل إلا غلبني ! ) . وهذا التهكم منالشافعي رحمه الله يشير إلى الجدال العقيم ؛ الذي يجري بين غير المتكافئين
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم هيا بنا نتعلم الديمقراطية ![]() <!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
|
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|