|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]()
اللغة العربية ومكانتها
Top of Form Bottom of Form Bottom of Form الرئيسة صفحاتمهمة ندوة عن "اللغة العربية.. الواقع والأمل" مقدمة: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خير البشر, الذي انشق له القمر, وسلم عليه الحجر, ما طلعت الشمس على أشرق منه وجهًا ولا أنور, فاللهم صلي عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.. أما بعد.. فإن اللغة العربية من أسمى اللغات التي ظهرت في تاريخ البشرية, بل هي أسماها على الإطلاق, وذلك لما فيها من خصائص ومميزات حباها الله عز وجل بها واصطفاها واختارها لتكون وعاءً لأفضل كتبه سبحانه والي الحاصل على درجة كبيرة من الأهمية . - كيف هي مكانة اللغة العربية في الإسلام؟! وهل الحديث عن اللغة العربية يُعد نوعًا من أنواع التعصب لها أم أن لها مكانة عظيمة أعلى من غيرها من اللغات الأخرى؟! د/ حمدي والي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. اللغات عمومًا على الأرض كلها تحظى بعناية أصحابها, وتحتل في حياتهم المكانة الكبرى والعظمى, واللغات هي وسيلة التخاطب والتفاهم, لا يستغني عنها أحد, واللغة العربية هي عندنا كذلك, لكنها تزيد على ذلك أنها عبادة, فممارسة اللغة عبادة, والتعامل بهذه اللغة إحياءً لأصولها وحرصا على سلامتها مع استشعار هذه النية نوع من أعظم العبادات, وتأتي أهمية اللغة العربية - وأعظم ما يجعلها مهمة في حياتنا - أنها لغة القرآن الكريم, وهي لغة الإسلام, وترتبط اللغة العربية في حياة المسلمين جميعًا بأداء الشعائر, فهي لغة تستمد عظمتها من مكانة القرآن والإسلام, والقاعدة الشرعية تقول: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب, ولما كانت قراءة القرآن واجبة والتعرف على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة, والتعرف على قواعد العبادات والعقائد أمورًا واجبة, وكان لا يمكن التوصل إليها إلا باللغة العربية - كانت اللغة العربية لها درجة الوجوب نفسها التي تجب لكتاب الله تعالى وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم, من هنا كانت اللغة العربية تمثل لهذه الأمة هويتها, وتمثل لها استمراريتها في الحياة, وتمثل كذلك عمقها الإيماني وعمقها الروحي, وارتباطها التاريخي, فأنت لا تستطيع أن تميز أو أن تفصل بين الأمة العربية وبين اللغة العربية إلا إذا أمكنك أن تفصل بين الروح والجسد, فهي لغة تمتزج بكيان الأمة, وتستمد الأمة منها سيادتها وتميزها وهويتها وعمقها الحضاري. - بمعنى أنها كما تستمد سيادتها وعزتها وهويتها من دينها فإنها تستمد ذلك كله من لغتها؛ لأن اللغة هي أصل الدين أو كما يقال: إن الدين لم يُصَغ إلا باللغة العربية؟! نعم بالضبط, وإذن لا أقول: إن اللغة العربية مهمة للتخاطب وفقط, فذلك أمر تشترك فيه جميع اللغات, لكن اللغة العربية شعيرة تمارس بروح الشعيرة, وتُطلب بروح الفريضة. - وهذا ما يميزها عن بقية اللغات؟! نعم, ولهذا نستطيع أن نقول: إن اللغة العربية باقية ما بقي هذا الدين.. باقية ما بقي رجل يقول: لا إله إلا الله. - فكما تعهد الله سبحانه وتعالى بحفظ كتابه الكريم فقد تعهد بحفظ اللغة!! بالضبط, لأن اللغة هي وعاء القرآن التي شملت القرآن والتي وعت أسراره وقواعده وأحكامه. د/ أبو الفتوح حسن عقل: الحمد لله رب العالمين, وصلاة وسلامًا على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه.. فتح الله على الشيخ الجليل, ولكننا نريد أن نضيف على ما تفضل به, فإنه وكما تفضل سيادته يكفي أن الله عز وجل قد اختارها وعاءً للقرآن, للتعبير عن أدق معاني الذكر الحكيم, وحينما نزل القرآن بلغة العرب كانت اللغة العربية في قريش قد وصلت إلى درجة النضج والاكتمال, وكانت في ذلك الوقت في أبهى أثوابها, نظرًا لأن لهجة قريش هي اختيار موفق من لهجات ومفردات وأساليب العرب الذين كانوا يفدون إلى مكة في كل عام للحج وحضور أسواقها, كانت قريش تنتقي من هذه اللهجات معجمها اللغوي, وفي الوقت الذي نزل فيه القرآن الكريم كانت لهجة قريش وكانت اللغة العربية في قريش قد وصلت إلى أبهى درجات الاكتمال. - كما أن القرآن هو أعظم الكتب فقد اختار الله عز وجل له أعظم وعاء, وهي اللغة العربية بأفصح لهجاتها. نعم بالتأكيد, ولذلك ليس بعجيب أن يثني رب العزة عز وجل على القرآن الكريم لكونه عربيًا في أكثر من موضع, حيث يقول مثلاً في سورة يوسف: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف:2], وكأن يقول في سورة فصلت أيضًا: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [فصلت:3], وكأن يقول في سورة الكهف: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا} [الكهف:1], أساليبه ولغته لا اعوجاج فيها, بل تمثل قمة الاستقامة وقمة الفصاحة والبلاغة والبيان, وقوله تعالى: {قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} [الزمر:28] أي لا اعوجاج فيه. والنبي صلى الله عليه وسلم يمثل أيضًا بالنسبة للغة العربية قمة القمم في الأدب بوجه عام وفي البيان والفصاحة بوجه خاص, وكان عليه الصلاة والسلام الذوّاقة الأول للغة العرب حينما يقول: "إن من البيان لسحرًا وإن من الشعر لحكمة" فلا يقول ذلك إلا الذي يستعذب ويستمتع باللغة ويحسن رؤيتها, بل ويتمتع بها كذلك, ولعلكم تذكرون يوم أن دخل عليه كعب بن زهير وهو يريد أن يعلن إسلامه في المسجد النبوي المبارك, وقد أعد للحصول على العفو قصيدة, فإعداده لهذه القصيدة - وإن كانت مؤسسة على مدح الرسول عليه الصلاة والسلام - يدل دلالة قطعية على أنه يريد أن يقدم للنبي صلى الله عليه وسلم أحسن ما يريد الاستماع إليه, وبالفعل حصل على العفو الذي كان يريد, بعد أن قدم قصيدته في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وفي مدح الإسلام وبيان عظمته ومنزلته, وفي النهاية لم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم أحسن مكافأة إلا أن يخلع عليه بردته الشريفة صلى الله عليه وسلم, وصارت بعد ذلك شرفًا عظيمًا لكعب بن زهير, ونالت قصيدته أعلى منزلة في الشعر العربي, كل هذا يؤكد عظمة هذه اللغة واهتمام الإسلام بها والثناء عليها. وإن اللغة العربية لغة أهل الجنة.. اللغة العربية لغة الدعوة, وأريد أن أؤكد هذا المعنى, لا يوفق في الدعوة إلى الله من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها إلا الذين تمكنوا منها وملكوا ناصيتها وأحسنوا التخاطب بها, وسيدنا موسى عليه السلام حينما أُمر من قبل رب العزة عز وجل أن يتوجه إلى فرعون وملئه طلب منه أن يزوده بهارون؛ لأنه كان أفصح منه لسانًا: {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ} [القصص:34]. اللغة العربية كما أشار الأستاذ لغة عبادة, وكل من يبذل فيها جهدًا ويقبل عليها ويعلمها للناس يبذل جهدًا في العبادة, يقرب الناس من ربهم, كلما ازداد الإنسان قربًا من اللغة وفهمًا لها وأساليبها وأحكامها ازداد قربًا في ذات الوقت من كتاب رب العالمين وازداد فهمًا للقرآن الكريم وازداد فهمًا للسنة المباركة, وإلى جوار ذلك فإنها وسيلته للوصول إلى تراث الأمة الخالد العظيم الممثل فيما خلفته الأمة من صنوف العلم والمعرفة. - اللغة العربية من أهم أدوات التواصل الفكري والثقافي بين عناصر المجتمع المختلفة, كما أنها إحدى أهم وسائل الأمن القومي. كيف تلعب اللغة العربية دورًا في توحيد الأمة؟! خاصة في خضم الأخطار التي تتهددها وتنصب عليها من كل جانب. د/ حمدي والي: في الحقيقة لا أجد أجمع ولا أجمل مع الإفادة والدقة من تعبير الأستاذ العقاد عليه رحمة الله عندما وصف اللغة العربية بأنها "اللغة الشاعرة", وزاد فوصفها أيضًا فقال: اللغة العربية هي "الهوية الواقية", فالأصل في الناس أنهم يجتهدون ليقوا هويتهم حتى لا تضيع, لكن الأمر مع اللغة العربية يختلف, فاللغة العربية في هذا المقام هي التي تحمي أصحابها, هي الدرع والحصن الذي يذود عن هذه الأمة ويضمن كمالها ودوامها وثباتها واستقرارها. توحيد لسان التخاطب بين أبناء الأمة يفتح مجالاً واسعًا لتوحيد المساحة الذهنية وتوحيد الفكر والقدرة على استنباط ما لدى الآخر, فالجميع يعيشون في كيان واحد, ويتعاملون بلغة واحدة, ويستشعرون جماليات واحدة, وينفعلون تذوقًا وجمالاً لما يسمعون, واللغة قادرة على أن ترفع أذواق الأمة جميعًا, وقادرة على أن تحمي أذواقنا وأسماعنا من أن نسمع ما يخدش الحياء, فلا تجد لغة عُنيت بالبعد الإنساني والبعد الذوقي كما تجد اللغة العربية, هناك أشياء لا يستطيع الإنسان أن يتخاطب بها رغم ضروريتا في حياته, فما يقع مثلاً للإنسان من الأمور الزوجية, والعلاقات الشخصية, وما يفعله الإنسان أحيانًا من أموره الضرورية فيريد أن يعبر عنها, فتأتي اللغة العربية لتقدم له ألفاظًا وبدائل تؤدي المطلوب وتحفظ الذوق وتمتع وتتكلم في أحرج المواقف وأدقها, فهي قادرة على أن ترفع الحس والذوق ليحتفظ الجميع بالذوقيات والأدبيات والمعاني بطريقة نظيفة. ففي سورة يوسف, والموقف الدال على أعلى ما يمكن أن يصل إليه الحس البشري من أمور فطرية, يعبر عنه القرآن دون أن تستشعر في لحظة واحدة منذ بدأت القصة إلى أن أنهاها - وهي تبلغ الذروة في التعبير عما يطلب فطريًا بين الرجل والمرأة - لا تجد أبدًا أن هناك كلمة جرحت الذوق أو أسفّت أو أشعرت الإنسان بالحرج عن أن يتردد أن يقولها, ولكن الآيات تردد ونشعر عند سماعها بالمتعة والجمال. فضلاً عن ذلك فإن اللغة العربية تشعر المتلقي دائمًا بأهميته, فعندما أحدّث المتلقّي باللغة العربية فأنا أرفع مقامه وأعليه, لأن اللغة العربية في تاريخها كله لغة رفعة. - وعلى الرغم من ذلك فإن كثيرين يزعجهم التخاطب باللغة العربية, وبعض الناس يستشعر شيئًا من التكبر والتعالي من المخاطِب له بهذه الطريقة, ويتهمه بأن عنده شيئًا من الإعجاب بذاته أو الترفع عن الآخرين. د/ حمدي والي: وهذا ملمح طيب وملاحظة جيدة, فنحن كأهل اختصاص, ويشاركني في ذلك الدكتور أبو الفتوح, بالفعل هناك بعض المواقف يكون فيها الأداء فيه تصنع وتكلف, يكون منشؤه عدم القدرة على سيولة اللغة والتمكن من استخدامها والتعامل بها بيسر, فاللغة أيسر من ذلك بكثير, وأنا عندما أحدث الرجل الذي أمامي أختار اللغة التي تناسبه, وفي اللغة بدائل, وفيها مستويات, ليس ضروريًا أن أتحدث الفصحى فلأتحدث الفصيحة. - اللغة التي نتحدث بها مثلاً في حوارنا هذا لغة سهلة ويسيرة, تستقبلها الأسماع بكل بساطة وسهولة. أعتقد أن الجميع بكل المستويات يستسيغون كلامنا ولا يجدون صعوبة, فنحن نتحدث معهم باللغة العربية, ولا نقصد هنا أن ندرّس له قواعدها, إنما نقدم له اللغة كما قدمها القرآن, والجميع يقرءون القرآن ويستمعون إليه, وجميع طبقات الأمة في تاريخها كله وبكل مستوياتها يستمعون إلى القرآن ويتلذذون؛ لأنهم يفهمون ويعون جيدًا ما يريده القرآن وما تدل عليه دلالة الكلمات في اللغة العربية. - هل بإمكان اللغة العربية أن تسهم في تقوية الأمة؟! د/ أبو الفتوح عقل: نعم.. اللغة العربية هي التي جمعت أمة العرب قديمًا وفي العصر الحديث, وهي التي أوجدت قنوات التخاطب وقنوات العلاقات بين أبناء العروبة, فعندما يوفد أبناء مصر على وجه الخصوص وأبناء العروبة من دول أخرى, عندما يوفد هؤلاء وهؤلاء لأداء رسالة التدريس في شتى بقاع الوطن العربي, ويقدمون خالص جهودهم للناشئة من أبناء العرب, أليس ذلك نوعًا من أنواع التواصل الذي كان سببًا في إقامة علاقات ثقافية على أعلى المستويات, الذي سهّل لأبناء العروبة من المحيط إلى الخليج أن يتعارفوا وأن يتعاونوا فيما بينهم, وأن تقوم بينهم أوثق العلاقات, والذي سهّل لي أن أبعث مثلاً إلى دولة الإمارات وغيرها من الدول العربية لغتي العربية التي حرصت عليها وأخلصت لها منذ نعومة أظافري, فمن الفرقة الثانية الإعدادية, فكنت إذا سئلت: ماذا تريد أن تدرس؟! وإلى أية كلية تريد أن تنتمي؟! قلت: كلية اللغة العربية, وظللت على ذلك العهد حتى جاءت الاستمارة وملأتها بالرغبات الثلاث: اللغة العربية ثم اللغة العربية ثم الشريعة والقانون, هذه اللغة العظيمة لها عظيم الأثر في حياتي شخصيًا, وقد تفضل الشيخ الجليل فقال ملمحًا جميلاً جدًا, حينما قال: أنت ترفع من قدر المخاطب حينما تتحدث إليه باللغة العربية, في ذات الوقت ينبغي أن نقول: اللغة العربية جزء لا يتجزأ من كيان وهوية الشخص نفسه, القادر على الإفصاح عما يجول في نفسه, القادر على تقديم نفسه للناس, الذي يحسن التعبير ويختصر الوقت في أوجز عبارة, لغة العروبة يا سيدي كانت سببًا فعلاً قويًا من أسباب التواصل بين أبناء الأمة, ليس أبناء الأمة العربية وفقط بل بين أبناء الأمة الإسلامية كذلك. هناك نقطة مهمة عندما ذكر الدكتور سورة يوسف عليه السلام, أرجو أن تسمع وأن تقف على واحدة من عظائم القرآن الكريم وأساليب العربية التي تحسم مواقف كثيرة من مواقف الاختلاف حينما يختلف الناس, في سورة يوسف عليه السلام امرأة العزيز راودته عن نفسه, وظهر له برهان, وهمت به وهم بها, وقال المفسرون في قضية الهمّ ما قالوا, وتعددت آراؤهم في الهم, أهو همّ كما يهمّ الرجل بأهله؟! أهو همّ شهوة؟! أهو همّ كما يهم الصائم بالماء لكن يمنعه أنه صائم ويمنعه مراقبة رب العالمين سبحانه وتعالى؟!! أم لم يحدث همّ مطلقًا؟!! تلك هي الإجابة الصحيحة التي نميل إليها بناءً على حتمية قوانين أساليب اللغة العربية؛ لأن التعبير كالآتي: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف:24], أين جواب لولا؟! جوابها محذوف نقدره من الكلام السابق عليها إذا لم يُذكر, فيكون التقدير: "ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه لهمَّ بها", وحضراتكم تعلمون أن "لولا" حرف امتناع لوجود, أي امتناع الجواب لوجود الشرط, كأن نقول مثلاً: لولا وجود المدارس والتعليم والجامعات لكنا في ظلام, فنحن لسنا في ظلام لأن الشرط موجود, إذن الجواب ممتنع, وبناءً على ذلك لم يقع من يوسف همّ مطلقًا, وعصمه الله عن ذلك, والدليل أيضًا قوله تعالى: {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ} [يوسف: 32], أي تأبى عليّ إباءً شديدًا وطلب العصمة من رب العالمين سبحانه وتعالى. أساليب اللغة تساعد جدًا في فهم القرآن الكريم, وتساعد في حسم أمور يقع فيها خلاف بين أهل الاختصاص حتى بين المفسرين, هذه واحدة فقط والتدليل على ذلك كثير وأموره عظيمة في لغة العرب وفي القرآن الكريم. - تواجه اللغة العربية عقبات كثيرة في سبيل ترسيخها في أذهان أبنائها, فبصفتكما متخصصيْن في تدريس اللغة العربية للطلبة المتخصصين, كيف هو واقع اللغة العربية بين طلابها, لاسيما المتخصصين فيها؟!! ربما يكون الكلام عن الواقع أقل من الواقع, فإن الواقع ملموس, يستطيع من ينظر إلى حال اللغة العربية بين أبنائها وفي أروقة المدارس وفي مناهج التعليم يستطيع بوضوح أن يلمس هذا الأمر, وفي الحقيقة هذا الهاجس أو هذا الهم الذي نلمسه واقعًا للغة العربية في مدارسنا لي عليه ملاحظات؛ الملاحظة الأولى: أن الشاب الذي التحق بأقسام اللغة العربية مدرسًا ربما لم يتوفر له من الحرص والحب والميل ما توفر لأستاذنا الشيخ عندما كان يكتب استمارة الرغبات. - تقصد مكتب التنسيق للقبول بالجامعات؟! نعم.. مجيء الشاب إلى كلية الآداب أو دار العلوم أو اللغة العربية لأن مجموعه لا يقوى على أكثر من ذلك, أو لأن قدره أن يدخل هذه الكلية عامل خطير جدًا في توصيفه أو اختياره لفرع اللغة العربية, عندما يختار هذا الاختصاص بناءً على قَدَره في أنه لا يملك أكثر من ذلك فسيظل يتعامل مع واقع يتمنى لو انتهى أو أُزيل, فإذا قُدر عليه أن هذا الواقع لن يزول وإنما سيكون هو عيشه وعمله ووظيفته ومنها يأكل ومنها يعيش فسوف يأخذ منحى آخر, إما أن يتعايش مع قدره فيحبه, فيتعمق في فهم اللغة والاطلاع عليها والحرص على مصادرها والتذوق لأساليبها, وهنا تجد النماذج الفذة التي نلمسها في مدارسنا بين بعض المدرسين, وإما أن يظل صاحب وظيفة فقط يريد أن يؤدي العبء الذي عليه, ومثل هذا لن يتحول في يوم من الأيام إلى صاحب رسالة, سيظل صاحب وظيفة إلى أن يملك الهمّ, وإلى أن يستشعر قداسة اللغة, وإلى أن يمتلك أدوات الذوق والجماليات, فيهرب من الدنيا كلها إلى اللغة ولا يهرب من اللغة إلى الشارع, سيجد أن حياته ومتعته ولذته في كثرة ما يأرز إلى اللغة ويعود إليها. - بمعنى أننا نبعد بالسبب مرة أخرى عن الطالب, أو بمعنى آخر هو مسئول وفي الوقت نفسه هو غير مسئول؟! نعم.. وفي هذه النقطة قدرًا جاء نصيبه هكذا, لكن يستطيع أن يتعايش مع اللغة ويتذوقها وأن يجد حبه ومتعته في هذه اللغة, ولكن هناك أمرًا مهمًا جدًا في الحقيقة, إذا كان هذا الشعور جاء في حياة الطالب في سن الثامنة عشرة أو قرابة العشرين, فإن هناك أمرًا آخر جعل الطالب يشعر مثل هذا الشعور نحو اللغة العربية, عندما تزاحَم اللغة العربية في صفوف الحضانة بلغة أجنبية يشعر الطفل الصغير عند بداية تشكيله بأنه مزاحم بلغة أخرى, وربما وجد من الوسائل والتشجيع عليها أكثر مما يجد على لغته العربية. - نعم.. هناك شغف غير عادي في هذه الأيام باللغة الإنجليزية وحروفها, سواء من الشباب أو الأطفال أو غيرهم, فمثلاً بعض القنوات الفضائية – حتى ولو كانت عربية – تتخذ لها شعارًا من بعض الحروف الإنجليزية, وملابس الشباب أيضًا مكتوب عليها بالحروف الإنجليزية دون معرفة معاني بعض هذه الكلمات, والتي قد تحتوي بعضها على نوع من الشتائم أو السباب للابسها, ككلمةCrazy التي تكتب على بعض الملابس والتي تعني "مجنون", وعلى العكس لم نرَ من يكتب كلمة باللغة العربية مفتخرًا بذلك أو سعيدًا بحمله لهذه اللغة. فما السبب في ذلك؟! د/ حمدي والي: كما أشرت حضرتك, فاللغة العربية ترتبط بالهوية وترتبط بالعزة وترتبط باستشعار السيادة والتميز والذاتية, المعتز بلغته يأبى كل الإباء أن تزاحم وأن يؤخذ منها إلى غيرها, وأن يُعلي غيرها عليها إلا إذا كان يتنصل من نسبته إلى أهله, وهذا لا يقع من الأحرار, التزاحم الشديد الذي أصبح يزاحم اللغة العربية في الشوارع والأزياء وعناوين المحلات وأسماء الشوارع في الغالب وفي لغة التخاطب والمستشفيات والمناهج وهذه الأشياء جميعًا, عندما يستشعر الإنسان معنى الاعتزاز يشعر بالألم وينقبض ويشعر بنوع من الخذلان والانتكاس؛ لأن الإنسان عندما يمارس هذه الأشياء ظنًا منه أنه يلتمس سيادة صاحب اللغة ويلتمس العزة من أصحابها ويلتمس التزيد والترفع والمهابة والمكانة عندما يخلط كلامه ببعض الحروف الإنجليزية, بل إنك قد تجد بعضهم يتصنّع البحث عن البديل العربي وربما لا يجده ليشعرك أن الأصل عنده أنه إنجليزي. - والأمر مشاهد بصورة مقززة جدا!! جدًا.. وتجده ربما يخلط كلامه ببعض الألفاظ الأجنبية ليشعر من أمامه أنه يتحدث بلغة السادة, ولو علم أن هذا السيد هو المستعمر, وهو الذي أذله واستعبده واستباح ماله وعرضه وبلده ووطنه, بل ولا يزال يمارس عليه أنواع الاستعباد, بل إني أسأله بالله: هل يجد واحدًا من هؤلاء في بلادهم يتزيد وجاهةً بالتحدث باللغة العربية؟!! هل يجد واحدًا يسمح لنفسه أن يتحدث في أروقة الجامعة أو في مجالات العمل أو في الشوارع أو في مستشفاه أو في أي مرفق ولو كان ضيقًا جدًا أن يتعامل باللغة العربية يتزيد بها وجاهةً وهو إنجليزي أو فرنسي. - أستاذنا الدكتور أبو الفتوح عقل.. ماذا عن تجربتك كموجه للغة العربية في المعاهد الأزهرية؟! قضية اللغة العربية في المدارس ينبغي أن لا نمر عليها مرور الكرام, اللغة العربية في المدارس وكذلك في المعاهد الأزهرية, وأنا عملت هنا وعملت هناك, ولنا تجربة في التوجيه أيضًا ليست بالهينة في إحدى الدول العربية, على وجه التحديد في دولة الإمارات, اللغة العربية تعيش مأساة حقيقية بين أبنائها في المدارس, فمن كل عشرة يمكنك الحصول على واحد أو اثنين يتحدثان باللغة العربية بطريقة صحيحة وبثقة وتمكّن. ونود أن نتوقف طويلاً مع وضع اللغة العربية في المداس, وهذا مكشوف عنه في وسائل الإعلام. والمجتمع يعرف أيضًا لكن الواقع داخل المدرسة فعلاً واقع مأساوي, وهذا عايشناه بوصفنا موجهين, وعايشناه كذلك بوصفنا مدرسين, وإخواننا يعملون إلى جوارنا في شتى التخصصات فضلاً عن أساتذة اللغة العربية, كثيرون منهم لا يحسنون أداء الدرس ولا شرحه باللغة العربية الصحيحة من أهل الاختصاص, والإدارة المدرسية كذلك ليست معنية بالقدر الكافي بهذه القضية, وكل الذي يعني هؤلاء وهؤلاء أن تكون نسبة النجاح معقولة, وأن تثبت هذه اللغة في أوراق, وأن تكون كل الأمور على ما يرام في نهاية العام, أما الممارسة الفعلية للغة العربية والأنشطة الدرسية داخل الحصة نفسها ففيها قصور كبير. - حتى أن موجه اللغة العربية نفسه انشغل أو أُشغل بأمور لا تمت إلى اللغة العربية بصلة, فإنه يدخل المدرسة لينظر في دورات المياه وصناديق القمامة ونظافة الفصل, وهي أمور مهمة, ولكنها ينبغي أن لا تدخل في صلب عمل موجه اللغة العربية. نعم.. انشغل الموجهون الآن بأمور كثيرة خارج نطاق المادة العلمية, والتي من المفترض أنه جاء لمتابعتها ولتصحيح وتقويم المعوجّ منها, هذا أمر في غاية الأهمية, ينبغي للمدرسة أن تحسن الإشراف على مدرسيها, وأن يتأكد المدير من أن المدرسين ملتزمون بأداء الدرس بالغة الفصيحة السليمة, وعليه وهو يتقبل من أبنائه الطلبة ومن بناته الطالبات أن لا يقبل منهم إلا اللغة الصحيحة الفصيحة, حتى لو أخطأ التلميذ أو أخطأت الطالبة, فعليه أن يصوب له الخطأ بطريقة لطيفة تربوية لا توقع التلميذ في الحرج, لأنه لو وقع في حرج يمكن أن يتحرج بعد ذلك ولا يتابع النشاط باللغة العربية الفصحى, فالمدرسة مسئولة مسئولية كبيرة إدارةً ومدرسين. أيضًا وسائل وأجهزة الإعلام عليها دور كبير, برامج كثيرة جدًا يا سيدي تُقدم بالعامية, المسرحيات والمسلسلات تقدم بالعامية, حتى برامج الأطفال تقدم أيضًا بالعامية. - ولم يتوقف الأمر على مجرد تقديمها بالعامية, وإنما إضافة إلى ذلك السخرية من أهل اللغة العربية. نعم.. نسمع كثيرًا عبارة "ما تكلمنيش بالنحوي".. هذه المهازل ينبغي أن تتوقف احترامًا وإجلالاً لهذه اللغة, ثم أقول للذين يخشون على أنفسهم وهم يتحدثون الفصحى من سخرية وهمز ولمز المجتمع: والله لا يضيركم أبدًا أن تتحدثوا بها إطلاقًا, هذا الذي يسخر إنما يسخر من نفسه ويهزأ من نفسه, ولو رآنا الناس جادين في استخدام هذه اللغة والتعامل بها مع كل الناس فما هو إلا وقت قليل وسيعترفون لنا بالفضل ويجبرون على التعامل معنا بكل احترام وجدية, وحينها سيكتسب المتحدث بها شكلاً عظيمًا ووجاهة وقيمة, وبالتالي سيكون مسموع الكلمة بين الناس مهابًا بينهم عن طريق استخدامه لهذه اللغة الفصيحة. - هل كان الاحتلال أو كما يحلو للبعض أن يسميه "الاستعمار", هل كان يقف وراء ذلك المستوى المتدني للغة العربية التي نعيشه الآن في حياتنا؟! لو نظرنا إلى دور الاستعمار – ونقول الاستعمار حتى نتفاهم بالمصطلح الشائع – فالاستعمار أو المحتل أول هم من همومه أن يسلب المستعمَر أو المحتل شخصيته, وأن يشعره بالانهزام, وأن يتأكد من أنه تابع ذلول مهيأ للاستماع, فاللغة العربية التي هي لغة القرآن ولغة العبادة ولغة الشعائر ولغة العلماء ولغة التعامل مع التراث ولغة التاريخ ولغة الاتصال بالقيم ولغة إحياء معاني التميز, هذه اللغة بكل هذا الزخم تصنع إنسانًا عظيمًا يستعصي على الاحتواء.. إنسانًا له تميزه وله اعتزازه, والمستعمر لا يمكن أن يقوم ويبقى ويستمر في بلد فيه عزة, وعينه الأولى في الأساس على أن يسلبه عزته وكرامته وهويته, وقد أشرت من قبل إلى الكلمة التي قالها العقاد عن اللغة العربية: "الهوية الواقية", فعندما كُسرت الهوية الواقية في الجزائر استطاعوا أن يفرنجوا الجزائر ويحولوا بينها وبين لغتها العربية حتى استعصى على أهل الجزائر أنفسهم كيف يتفاهمون, وفعلوا هذا في المغرب وفعلوه في بلاد كثيرة. أما في بلادنا وبفضل الله كان للأزهر فضل كبير بعد الله تبارك وتعالى على حماية هذه اللغة, والمتدينون والدعاة المصلحون المنتصبون للدفاع عن الدعوة وعن الإسلام همهم الأساسي الدفاع عن هذه اللغة حتى يسلُس لهم أمر الدفاع وأمر الدعوة في المجالات كلها, إذن التآمر على اللغة من أول مخطط "وليام ويلكوكس" في مشروعه الاستعماري الذي دعا إلى تمصير اللغة, وتحويلها إلى اللغة العامية المصرية, ومحاولته المستميتة لكي يحول بين الناس وبين أصول اللغة العربية, والمؤسف أن كثيرين ممن عاصروه صدّقوه وظلوا أن هذا الثعلب الماكر يريد خيرًا للغة العربية وأهلها, حتى بعض العلماء والمتخصصين سقطوا في أحابيله, وقالوا: نبحث عن بديل للغة العربية, ومنهم من قال: نكتبها بالحروف اللاتينية, ومنهم من قال: نختار لغة وسطًا بين العامية والفصحى ونسميها "الفصحمية". - وللأسف كان بعضهم من الرواد والمتخصصين في مجال اللغة العربية!! نعم.. في الحقيقة أسماء خطيرة جدًا, يؤسفنا أن يكون رجل بقدر "طه حسين" يقع في مثل هذا الأمر, وإن كنت – للإنصاف – أعلم أن الرجل في أواخر أيامه رجع عن هذا ودافع عن العربية, وآخرون غيره ولا نريد أن نذكر أسماءً, لكن يكفي أن حافظ إبراهيم قام ردًا على هذه الهجمة, وقام غيره, ولأن اللغة تلامس الفطرة, وتلامس العزة, وتلامس الميل القلبي والحب, ولأنها القرآن ولأنها الحديث, كان الناس جميعًا مهيئين لأن ينفعلوا ضد مثل هذه الدعوة ويبطلوها ويوقفوها. - كيف السبيل إذن للنهوض بهذه اللغة من كبوتها والمحافظة عليها؟!! لكل لغة حراس عليها.. لكل لغة رجال يدافعون عنها, من رجالنا المخلصين ومن علمائنا الأفاضل الذين جاد بهم الزمان من لدن فجر العربية إلى يومنا هذا, فحافظ إبراهيم في خضم هذه الأزمة التي تحدث الزميل الفاضل عنها ألقى قصيدته المشهورة دفاعًا عن اللغة العربية وفي صدرها يقول: رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي *** وناديت قومي فاحتسبت حياتي رموني بعقم في الشباب وليتني *** عقمت فلم أجزع لقول عداتي وَلَدْتُ وَلَمَّا لَمْ أَجِدْ لِعَرَائِسِي *** رِجَالاً وَأَكْفَاءً وَأَدْتُ بَنَاتِي أنا البحر في أحشائه الدر كامن *** فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي - لعل هذه الندوة تكون خطوة على طريق الحفاظ على هويتنا المتمثلة في لغتنا العربية.. وفي الختام أتقدم بخالص الشكر إلى ضيفيّ الكريمين والعلمين اللغويين: - الأستاذ الدكتور حمدي فتوح والي الحاصل على درجة الدكتوراه في الأدب العربي. - والأستاذ الدكتور أبو الفتوح حسن عقل أستاذ الأدب والنقد بكلية التربية جامعة المنصورة. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. بحوث علمية مواقعاسلامية |
#2
|
||||
|
||||
![]()
خصائص اللغة العربية
بسم الله الرحمن الرحيم خصائص العربية بين القديم والحديث وقد أدرك هذه الحقيقة العلماء العرب واعترف بها المنصفون من جهابذة الغرب. يقول أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ( 255هـ) :"ولابد من ذكر ... الدليل على أن العرب أنطق ، وأن لغتها أوسع ، وأن لفظها أدل ، وأن أقسام تأليف كلامها أكثر ، والأمثال التي ضربت فيها أجود وأسير"([2]). ويقول في موضع آخر : "والبديع مقصور على العرب ومن أجله فاقت لغتهم كل لغة "([3]) . والجاحظ يشير هنا إلى عدد من خصائص العربية منها: سعة الألفاظ ، ودقة الدلالة ، وجودة الأمثال ، والبديع . ويقول أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (ت 276 هـ ) :" وإنما يعرف فضل القرآن من كثر نظره واتسع علمه وفهم مذاهب العرب وافتتانها في الأساليب ، وما خص الله به لغتها دون جميع اللغات . فإنه ليس في جميع الأمم أمة أوتيت من العارضة ، والبيان ، واتساع المجال ما أوتيه العرب خصيصى من الله لما أرهصه في الرسول صلى الله عليه وسلم وأراده من إقامة الدليل على نبوته بالكتاب ..." ([4]) ويقول أبو الفتح عثمان بن جني ( ت 392 هـ ):" واعلم فيما بعد أنني على تقادم الوقت دائم التنقير والبحث عن هذا الموضع ـ يعني قضية أن اللغة إلهام أم اصطلاح ـ فأجد الدواعي والخوالج قوية التجاذب لي مختلفة جهات التغول على فكرى ، وذلك أنني إذا تأملت حال هذه اللغة الشريفة الكريمة اللطيفة وجدت فيها من الحكمة والدقة والإرهاف والرقة ما يملك على جانب الفكر حتى يكاد يطمح به أمام غلوة السحر "([5]) . وقد أفرد ابن جني كتابه الخصائص لتجلية خصائص العربية والتنقيب عن أسرارها وفضائلها فأتى من ذلك بما يشهد على علو كعبه في علم العربية وفقهها . ولابن فارس ( 395 هـ ) كلامٌ مستفيض في فضل العربية في كتابه(( الصاحبي في فقه اللغة العربية وسنن العرب في كلامها )) ، يتجه فيه إلى تفضيل العربية على غيرها لنزول القرآن بها. ويقرر أنّ العربيّة توقيفٌ من عند ربِّ العالمين ، وأنها لغةً مصونةً مرعيَّةً برعاية الله ، وهي أعلى لغةٍ ، لنزول أعلى كتابٍ بها ، وأعظم دين ، كما عقد باباً لبيان أنّ (( لغة العرب أفضل اللُّغات وأوسعها )) ، صدّره بقوله تعالى ﴿ وإنّه لتنزيلُ ربِّ العالمين ، نزل به الرُّوحُ الأمين على قلبك لتكون من المنذرين ، بلسانٍ عربيّ مبين ﴾ [ الشعراء 192 - 195 ] فوصفه ( جلّ ثناؤه ) بأبلغ ما يوصَفُ به الكلام ، وهو البيان " ([6]). ولم يكتف علماؤنا القدامي بالكلام عن فضيلة العربية ، بل تطرقوا إلى الحديث عن عدد من الخصائص التي تجعلها من أفضل اللغات ـ وقد أيدهم فيها المعاصرون ـ وأهمها : 1. التخفيف : قال ابن فارس : " ومما اختُصت بِهِ لغةُ العرب قلبهُم الحروف عن جهاتها، ليكون الثاني أخفَّ من الأول، نحو قولهم: "ميعاد" وَلَمْ يقولوا "مِوْعاد" وهما من الوعد، إِلاَّ أن اللفظ الثاني أخفُّ . ومن ذَلِكَ تركهم الجمعَ بَيْنَ السَّاكنَينِ، وَقَدْ تجتمع فِي لغة العجم ثلاث سواكن. ومنه قولهم: "يَا حارِ" ميلاً إِلَى التخفيف "([7]). ومن مظاهر التخفيف البارزة في العربية غلبة الأصول الثلاثية ،وقد أشار إليها ابن جني إذ يقول: " إن الأصول ثلاثة : ثلاثي ورباعي وخماسي، فأكثرها استعمالا وأعدلها تركيبا الثلاثي وذلك لأنه حرف يبتدأ به وحرف يُحشى به وحرف يوقف عليه " ثم يقول مبينا الحكمة من غلبة الثلاثي : " فتمكن الثلاثي إنما هو لقلة حروفه "([8]). وقد أشار بعض المعاصرين إلى أن غلبة الألفاظ الثلاثية من خصائص العربية، ولا تكاد لغة أخرى تشاركها في هذه السمة الواضحة ، وكان الأصل الثلاثي عمدة الاشتقاق الذي هو من أبرز خصائص العربية ".([9]) وإن مقارنة يسيرة بين العربية وغيرها من اللغات الأوربية لتظهر لنا صحة هذه المقولة ، ففي هذه اللغات تسود الكلمات الطوال ذوات العدد كما يتضح من الجدول الآتي : الكلمة في العربية الإنجليزية الفرنسية الألمانية مبنى building Le batiment Das gebaude جامعة university L`universite Die universitat مكتبة library La bibliotheque Die bucherei تسلية entertainment Les divertissement Die unterhaltung Der vater Le pere father Die mutter La mere mother Der Gross vater Le grand-pere Grand-father Die Gross mutter La grand-mere Grand-mother Der Bruder Le frere brother Die schwester La soeur sister وتعد الجذور الثلاثية سمة من سمات اللغات السامية عمومًا، ولكن أكثر الساميات اليوم غير مستعمل ، إلا نادرًا، وهذا القليل النادر غير مطابق في أكثره لقواعد الساميات القديمة ، فصح أن تعد هذه سمة من سمات العربية . 2- سعة المفردات: والعرب يعبرون عن الشيء الواحد بأسماء كثيرة ، يقول ابن فارس : "ومما لا يمكن نقله ألبتة أوصاف السيف والأسد والرمح وغير ذلك من الأسماء المترادفة ، ومعروف أن العجم لا تعرف للأسد أسماء غير واحد . فأما نحن فنخرج له خمسين ومائة اسم "([10]) . ويقول ابن فارس أيضًا :" وحدثني أحمد بن محمد بن بُندار قال : سمعت أبا عبد الله بن خالويه الهمذاني يقول : جمعت للأسد خمسمائة اسم وللحية مائتين " ([11]). وقد كتب الفيروز آبادي من بعد كتابًا في أسماء العسل . ذكر فيه أكثر من ثمانين اسمًا، وقرر مع ذلك أنه لم يستوعبها جميعها.ويرى الفيروز آبادي أنه يوجد للسيف ألف اسم على الأقل([12]) . وهذا الذي يصرح به ابن فارس والفيروزآبادي يقرره علماء اللغة المعاصرون من الشرق والغرب إذ يذكر الدكتور علي عبد الواحد وافي ـ وكان عضوًا بالمجمع اللغوي بالقاهرة ـ أن الأستاذ دوهــــامر De Hammer جمع المفردات العربية المتصلة بالجمل وشئونه ، فوصلت إلى أكثر من خمسة آلاف وستمائة وأربع وأربعين " ([13]) ، كما يقرر الدكتور وافي نفسه أن من أهم ما تمتاز به العربية أنها أوسع أخواتها السامية ثروة في أصول الكلمات والمفردات . فهي تشتمل على جميع الأصول التي تشتمل عليها أخواتها السامية أو على معظمها، وتزيد عليها بأصول كثيرة احتفظت بها من اللسان السامي الأول ، وأنه تجمع فيها من المفردات في مختلف أنواع الكلمة اسمها وفعلها وحرفها ، ومن المترادفات في الأسماء والصفات والأفعال ... ما لم يجتمع مثله للغة سامية أخرى ، بل ما يندر وجود مثله في لغة من لغات العالم."([14]) ويقول المستشرق الألماني نولدكه : " إنه لابد أن يزداد تعجب المرء من وفرة مفردات اللغة العربية ، عندما يعرف أن علاقات المعيشة لدى العرب بسيطة جدًا ، ولكنهم في داخل هذه الدائرة يرمزون للفرق الدقيق في المعنى بكلمة خاصة... والعربية الكلاسكية ليست غنية فقط بالمفردات ولكنها غنية أيضًا بالصيغ النحوية "([15]) وترجع وفرة المفردات في اللغة العربية إلى خاصة أخرى ثالثة. 3- وهي الاشتقاق تلك الخاصة التي تتيح للغة العربية إنتاج عدد كبير من الكلمات من جذر واحد مثل اشتقاق كاتب ومكتوب ومكتب ومكتبة وكتاب ومكاتبة ...إلخ من الجذر كتب ، ويسمي الدكتور نبيل علي هذه الظاهرة بالفائض اللغوي ويشبهها بالشجرة ذات الجذور القليلة والأوراق الكثيرة ؛ لذا فهي توصف بأنها شجرة ثقيلة القاع ، فرغم صغر نواة المعجم ( أقل من عشرة آلاف جذر) تتعدد المفردات بصورة هائلة وذلك بفضل الإنتاجية الصرفية العالية .وتقدر قيمة هذه الإنتاجية بقسمةعدد كلمات المعجم المشتقة على عدد الصيغ الصرفية ، وهي لا تقل في المتوسط عن 300 كلمة لكل صيغة ، وهي نسبة عالية حتمًا إذا ما قورنت بإنتاجية قواعد تكوين الكلمات في اللغات الأخرى ." ([16]) والقيمة العلمية لهذه الخاصية أنها تعزز من قدرة العربية على الوفاء بالمتطلبات العلمية الحديثة ولا سيما صياغة المصطلحات وتوليد الألفاظ الجديدة والبرمجة الآلية ، ولعله من المفارقات العجيبة أن نجد العربي القديم يضع للجمل والسيف مئات الأسماء ، ثم نتحير نحن اليوم في وضع بضعة أسماء لمخترعات حديثة مثل المذياع والتلفاز والحاسوب وغيرها . 4. الإعراب والتمييز بين المعاني بالحركات وغيرها: ويرى ابن فارس أن من العلوم الجليلة التي اختصت بها العرب الإعراب الذي هو الفارق بين المعاني المتكافئة في اللفظ ...ولولاه ما ميز فاعل من مفعول ولا مضاف من منصوب ولا تعجب من استفهام ولا صدر من مصدر ولا نعت من توكيد([17]) . كما يقرر في موضع آخر أن للعرب في ذلك ما ليس لغيرهم ؛ فهم يفرقون بالحركات وغيرها بين المعاني يقولون : مِفتح للآلة التي يفتح بها ، ومَفتح لموضع الفتح ، ومِقص لآلة القص ومَقص للموضع الذي يكون فيه القص([18]) . ويقولون : امرأة طاهر من الحيض ؛ لأن الرجل لا يشركها في الحيض ،وطاهرة من العيوب ؛ لأن الرجل يشركها في هذه الطهارة . وكذلك قاعد من الحَبَل وقاعدة من القعود ([19]). وتقول : كم رجلا رأيت ؟ في الاستخبار . وكم رجل رأيت في الخبر يراد به التكثير([20]). وفي هذا الكلام من ابن فارس إشارة هامة إلى دور الحركات عمومًا في التمييز بين المعاني المختلفة ليس فقط على مستوى الإعراب ولكن أيضًا على مستوى البنية المفردة . وقد أشار علماء اللغة المعاصرون إلى هذه الخاصية للغة العربية ، فيقول الدكتور علي عبد الواحد وافي اعتمادًا على أقوال المستشرق رينان :" تمتاز اللغة العربية في شئون التنظيم بتلك القواعد الدقيقة التي اشتهرت باسم قواعد الإعراب والتي يتمثل معظمها في أصوات مد قصيرة ، تلحق أواخر الكلمات لتدل على وظيفة الكلمة في العبارة وعلاقتها بما عداها من عناصر الجملة . وهذا النظام لا يوجد له نظير في أية أخت من أخواتها السامية ، اللهم إلا بعض آثار ضئيلة بدائية في العبرية والآرامية والحبشية " ([21]) . ويقول المستشرق يوهان فك :" قد احتفظت العربية الفصحى ، في ظاهرة التصرف الإعرابي ، بسمة من أقدم السمات اللغوية التي فقدتها جميع اللغات الساميةـ باستثناء البابلية القديمة ـ قبل عصر نموها وازدهارها الأدبي وقد احتدم الصراع حول غاية هذا التصرف الإعرابي في لغة التخاطب الحي فأشعار عرب البادية قبل الإسلام وفي عصوره الأولى ترينا علامات الإعراب مطردة كاملة السلطان ."([22]) والقيمة العلمية لهذه الخاصية أنها تتيح للعربية قدرة هائلة في التعبير عن المعاني والتفنن في الأساليب ، وتجعلها أكثر مرونة وتصرفًافي بناء التراكيب . 5. وفرة مخارج الأصوات : أشار ابن فارس إلى اختصاص العربية ببعض الأصوات مثل : الهمزة ، والحاء ، والطاء ، والضاد ، يقول عن الهمزة : " والعرب تنفرد بها في عرض الكلام ، مثل " قرأ " ، ولا يكون في شئ من اللغات إلا ابتداء ([23]). وقال:" ومما اختصت به لغة العرب الحاء والطاء . وزعم قوم أن الضاد مقصورة على العرب دون سائر الأمم" ([24]). وقال الباقلاني عن هذه الخاصية :"...ولضيق ما سوى كلام العرب أو لخروجه عن الاعتدال يتكرر في بعض الألسنة الحرف الواحد في الكلمة الواحدة والكلمات المختلفة كثيرًا كتكرر الطاء والسين في لسان يونان، وكنحو الحروف الكثيرة التي هي اسم لشيء واحد في لسان الترك ".([25]) وهذا ما يقرره علماء اللغة المعاصرون أيضًا ؛ إذ يذكرون أن العربية أكثر أخواتها احتفاظًا بالأصوات السامية ؛ فقد اشتملت على جميع الأصوات التي اشتملت عليها أخواتها السامية ، وزادت عليها بأصوات كثيرة لا وجود لها في واحدة منها : الثاء والذال والغين والضاد . ([26]) ويقول المستشرق برجستراسر : " فالضاد العتيقة حرف غريب جدًا غير موجود على حسب ما أعرف في لغة من اللغات إلا العربية "([27]) وقد عني الأستاذ العقاد بهذا الجانب من خواص العربية في كتابه اللغة الشاعرة ، فبعد أن أوضح الفرق بين الأبجدية العربية وغيرها من الأبجديات في اللغات الهندية الجرمانية ، أو اللغات الطورانية ، أو اللغات السامية قال : " وتظل اللغة العربية بعد ذلك أوفر عددًا في أصوات المخارج التي لا تلتبس ولا تتكرر بمجرد الضغط عليها ، فليس هناك مخرج صوتي واحد ناقص في الحروف العربية "([28]) ثم يقول :" تمتاز اللغة العربية بحروف لا توجد في اللغات الأخرى كالضاد والظاء والعين والقاف والحاء والطاء ، أو توجد في غيرها أحيانًا ، ولكنها ملتبسة مترددة لا تضبط بعلامة واحدة "([29]) وقد عني الدكتور محمد المبارك بهذا الجانب من خصائص العربية فقال : " إن أول ما يبدو من صفات الحروف العربية توزعها في أوسع مدرج صوتي عرفته اللغات ، ذلك أن الحروف العربية تندرج وتتوزع في مخارجها ما بين الشفتين من جهة وأقصى الحلق من جهة أخرى فتجد الفاء والباء والواو الساكنة ومخارجها من الشفتين من جانب ، والحاء والهاء والعين والهمزة ثم الغين والخاء على التدرج ومخارجها من الحلق أقصاه فأدناه من جانب آخر ، وتتوزع باقي الحروف العربية بينهما في هذا المدرج . وقد تجد في لغات أخرى غير العربية حروفًا أكثر عددًا ولكنها محصورة مدارجها في نطاق ضيق وفي مدرج أقصر"([30]) .وفي هذا ضيق في الأفق الصوتي واختلال في الميزان الصرفي وفقدان لحسن الانسجام بسبب سوء توزيع الحروف . ويراعي العرب في اجتماع الحروف في الكلمة الواحدة وتوزعها وترتيبها فيها حدوثالانسجام الصوتي والتآلف الموسيقي. فمثلاً: لا تجتمع الزاي مع الظاء والسين والضادوالذال. ولا تجتمع الجيم مع القاف والظاء والطاء والغين والصاد، ولا الحاء معالهاء، ولا الهاء قبل العين، ولا الخاء قبل الهاء ، ولا النون قبل الراء ، ولااللام قبل الشين. وأصوات العربية ثابتة على مدى العصور والأجيال منذ أربعة عشرقرناً. ولم يُعرف مثل هذا الثبات في لغة من لغات العالم في مثل هذا اليقين والجزم. إن التشويه الذي طرأ على لفظ الحروف العربية في اللهجات العامية قليل محدود، وهذهالتغيرات مفرقة في البلاد العربية لا تجتمع كلها في بلد واحد. وهذا الثبات، على عكساللغات الأجنبية، يعود إلى أمرين : القرآن،ونزعة المحافظة عند العرب. وللأصواتفي اللغة العربية وظيفة بيانية وقيمة تعبيرية، فالغين تفيد معنى الاستتار والغَيْبةوالخفاء كما نلاحظ في : غاب ، غار ، غاص ، غال ، غام. والجيم تفيد معنى الجمع : جمع، جمل، جمد ، جمر. وهكذا. وليست هذه الوظيفة إلا في اللغة العربية، فاللغاتاللاتينية مثلاً ليس بين أنواع حروفها مثل هذه الفروق، فلو أن كلمتين اشتركتا فيجميع الحروف لما كان ذلك دليلاً على أي اشتراك في المعنى. فالكلمات التاليةفي الفرنسية مشتركة في أغلب حروفها وأصواتها ولكن ليس بينها أي اشتراك في المعنى مثل Ivre سكران oeuvre أثر أو تأليف ouvre يفتح livre كتابlèvre شفة. والقيمة العلمية لهذه الخاصية أنها تعطي العربية قوة في البيان ، ووضوحًا شديدًا في السمع ، وجمالا في التعبير ، وانسجامًا في التركيب . 6. العروض : قال ابن فارس : " ثم للعرب العروض الذي هو ميزان الشعر، وبه يعرف صحيحه من سقيمه([31]) . وقد أشار غير واحد من المستشرقين إلى اختصاص العربية بعلم العروض ، يقول العلامة المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون في بحث له بعنوان " مقام الثقافة العربية بالنسبة إلى المدينة العالمية ":" وأما في علوم اللغة فإن الفكر السامي لم يصل إلى علم العروض إلا عند العرب "([32]) وقد أفاض الأستاذ العقاد في بحث الخاصية الموسيقية للغة العربية في كتابه اللغة الشاعرة ويظهر من عنوان الكتاب ومن شرح العقاد له أنه يعني باللغة الشاعرة اللغة التي بنيت على نسق الشعر في أصوله الفنية والموسيقية ؛ فهي في جملتها فن منظوم منسق الأوزان والأصوات ، لا تنفصل عن الشعر في كلام تألفت منه ولو لم يكن من كلام الشعراء . وهذه الخاصة في اللغة العربية ظاهرة من تركيب حروفها على حدة ، إلى تركيب مفرداتها على حدة ، إلى تركيب قواعدها وعباراتها ‘ إلى تركيب أعاريضها وتفعيلاتها في بنية القصيد ." ([33]) خصائص اللغة العربية عند العقاد: حاول العقاد أن يكشف النقاب عن كثير من خصائص العربية في كتابيه " اللغة الشاعرة " و" أشتات مجتمعات في اللغة والأدب " ، وذلك بالاعتماد على الاستدلالات العلمية وأقوال المقارنين اللغويين ، ومن أهم الموضوعات التي تبدو فيها هذه الخصائص عند العقاد : 1. قدم اللغة . 1. الضمائر . 2. الجنس والعدد . 3. التفرقة بين العاقل وغير العاقل . 4. التفرقة بين الجملتين الاسمية والفعلية . 5. مخارج الأصوات . 6. المبني للمعلوم والمبني للمجهول . 7. الصفات . 8. الظروف . 9. التعريف والتنكير. 10. الإعراب . 11. العروض . 12. الزمن . وقد تقدمت الإشارة إلى أقوال العقاد في بعض منها ، ونضيف إليها ما يلي : 1 ـ قدم اللغة العربية : يقول العقاد :" ونحن نعتقد أن اللغة العربية أقدم من معظم اللغات الحديثة وأن شواهد سبقها في القدم تزيد على الشواهد التي يستدل بها على سبق أقدم اللغات الأخرى "([34]). ويستدل العقاد على هذه الأقدمية باشتقاق أسماء الحيوان فيها فإن اللغة التي ترجع الأسماء فيها إلى مصدر مفهوم من مصادرها، تسبق اللغات التي تتلقى هذه الأسماء جامدة أو منقولة بغير معنى يؤديه لفظها الدال عليها في أحاديث المتخاطبين بها. ([35]) فأسماء الأسد والكلب والنسر والصقر والغراب والفرس والحمار والخروف وعشرات غيرها هي كلمات ذات معنى يفهمه المتكلمون بها، ويطلقونه أحيانًا إطلاق الصفات عند المشابهة بين هذه الحيوانات وبين غيرها. يقال : أسد الكلب للصيد أغراه به ، وأسد عليه اجترأ ، وآسد بين القوم أفسد بينهم ، ومعنى هذا أن العرب عرفوا هذا الحيوان وهم يتكلمون بلغتهم هذه ويستخدمونها للوصف أو الاشتقاق والمجاز. وكذلك معنى الكلب من العض والقبض ، والنسر من الجرح والنقض والتمزيق ، والصقر من الحدة في الحرارة أو في الطعم أو في اللمس والفرس من حدة النظر والاستعانة به على الافتراس ([36]). وهكذا يستمر العقاد في تأصيل أسماء الحيوانات في اللغة العربية ، ويقارن في ذلك بينها وبين الإنجليزية ؛ حيث نجد أسماء الحيوان في الإنجليزية كلها منقولة من غيرها ، فالأسد Lion من (ليو)Leo اللاتينية ، والحصان Horse من ( روس ) Ross الجرمانية ، والحمار ( آس ) Ass من ( اسنس ) اللاتينية ([37]). ثم يقرر أن العلم بالحيوان المستأنس أو الحيوان المتوحش أقدم شيء في لغات بني البشر . وأنه لا خلاف في دلالة أسماء الحيوان بألفاظها المشتقة على قدم اللغة العربية عند المقابلة بينها وبين اللغات الأوربية من أقدم عهودها التاريخية . ويوضح الأستاذ أنور الجندي أن اللغة العربية تملك من المرونة مالا تملكه لغة حية أخرى فالألماني المعاصر مثلا لا يستطيع فهم كلمة واحدة من اللهجة التي كان يتحدث بها أجداده من ألف عام بينما العرب المحدثون يستطيعون فهم لغتهم التي كتبت في الجاهلية قبل الإسلام "([38]). ويقول الدكتور أحمد مطلوب :" إن قدم العربية وتواصلها خلال قرون طويلة واحتفاظها بالقواعد والأصول العامة من أول خصائصها وإن ذلك التواصل جعل أبناءها يقرءون تراثها الضخم وينتفعون به ... وتلك مزية لا تعرفها اللغات القديمة أو الحديثة"([39]). 2. التفرقة بين الجملتين الاسمية والفعلية : كذلك يقارن العقاد بين العربية واللغات الأوربية من حيث نوع الجملة واستخدامها فيقرر أن الجملة في اللغات الأوربية اسمية يتقدم فيها الفاعل على الفعل على خلاف الجملة في العربية فإن الفاعل فيها يتأخر عن الفعل . وقد زعم بعض الغربيين أن تأخير الفاعل في العربية مرده إلى القدرية الشرقية التي ترد كل شيء إلى الغيب . ومنهم من يزعم أن هذا الاختلاف راجع إلى درجة الشعور بثبوت الشخصية الإنسانية فإن هذا الشعور قوي لدى الأورببن ولكنه ضعيف عند الشرقيين . وقد فند العقاد هذه الأقوال بأنه ليس صحيحًا ما يشاع من أن اهتمام الأوربيين بالفعل أقل منه عند الشرقيين فإن الفعل في اللغات الأوربية عنصر أساسي لا يستغنى عنه في الجملة ، وإنهم يطلقون على التركيب الخالي من الفعل اسم " العبارة " Phrase تمييزًا لها من " الجملة " Sentence ومعنى هذا أن أي تركيب يخلو من الفعل غير مفيد ، وليس الوضع كذلك في اللغة العربية فإنه يمكننا أن نقول : " رجل في الدار" فيفهم منه ما يفهم من قولنا في اللغة الأوربية " رجل يوجد في الدار".([40]) كذلك ليس صحيحًا ما يشاع من أن العربية تبدأ بالفعل دائمًا" فالجملة الاسمية موجودة في اللغة العربية وليست مع وجودها قليلة الاستعمال في مواضعها فليس تقديم الفعل على الفاعل فيها عجزًا عن التركيب الذي يتقدم فيه الفاعل على الفعل ، ولكنه تقسيم للكلام على حسب مواضعه "([41]) ثم ينتهي العقاد إلى القول بأنه متى ثبت لنا الفرق بين موقع الفعل والفاعل في الجملتين الاسمية والفعلية فالاكتفاء بالجملة الاسمية كما تقع في كلام الأوربيين نقص منتقد ، وليس بالمزية التي تدل على الكمال والارتقاء. ويوضح العقاد أخيرًا دقة العربية في التفرقة بين الجملتين في نحو قولنا "محمد حضر " وقولنا "حضر محمد "، فالأول يقال إذا كنا ننتظر خبرًا عن محمد أو عن حضوره على الخصوص . والآخر يقال إذا كنا ننتظر الفاعل سواء كان محمدًا أو عليًا أو حسنًا .فهذه مزية من المزايا التي تكشف عنها المقابلة بين لغة الضاد واللغات الأجنبية ([42]) . 3 ـ ضمائر الجنس والعدد : يرى العقاد أن الجنس في الأعم الأغلب من اللغات الهندية الأوربية ينقسم إلى ثلاثة أقسام : مذكر ومؤنث ومحايد ،أي ليس بالمذكر ولا بالمؤنث . وهذا وضع عقلي مخطئ ؛ لأن التقسيم الصحيح في الجنس المتميز أنه مذكر ومؤنث ، وليس هناك جنس ثالث متميز يسمى بالمحايد ولو على الشذوذ ، كما يعرض للذكر المشكل أو الأنثى المشكل ؛ فإنهما في حقيقة التقسيم ذكر غير متميز وأنثى غير متميزة ([43]). وفي اللغة العربية تمييز بين الضمائر في حالات الإفراد والجمع لا يعرف لغيرها بعمومه ودقته وتنوع تصريفاته ، ف (هم) لجمع المذكر و( هن) لجمع المؤنث و( أنت) بفتح التاء للمخاطب المفرد و(أنت) بكسرها للمخاطبة المفردة وأنتم وأنتن للمخاطبين و المخاطبات . ولا توجد لغة حية تلتزم التفرقة على قواعدها المطردة كما تلتزمها اللغة العربية ([44]) . ويذكر العقاد من مظاهر دقة اللغة العربية وتطورها دلالتها الصحيحة على العدد فالضمائر في اللغات الهندية الجرمانية لا تعرف غير حالتين لضمير العدد هما حالة الإفراد وحالة الجمع . ولكن اللغة العربية تعرف لها حالة ثالثة هي حالة المثنى وهو من وجهة التفكير المنطقي ليس بالمفرد ولا الجمع ؛ فإن اثنين لا يكونان جماعة من الناس أو غيرهم . والدقة البالغة في اللغة العربية أنها لا ترى لزوما عقليا لتنويع ضمائر الثلاثة وما فوقها ؛ لأن الفرق بين الثلاثة والأربعة كالفرق بين الثلاثة والعشرة والعشرين ليس فرقًا في كنه الجمعية أو في الخاصة الجمعية ولكنه فرق في صغر الجماعة وكبرها([45]) . ويشير المستشرق الألماني برجستراسر إلى خاصية ضمير المثنى بقوله :" ولأن المخاطب المثنى مشتق من المجموع وضعناه بعده في الجدول ويتضح من ذلك أنه حديث بالنسبة إلى سائر الضمائر ولا يوجد في إحدى اللغات السامية سوى العربية.([46]) وتتم الدقة حين نلاحظ أن اللغة العربية تستدرك التفرقة بين الضمائر بالتفرقة بين جموع القلة وجموع الكثرة فإن التفرقة بين الثلاثة والألف بضمير خاص غير معقولة في باب التفرقة بين الجماعة وغير الجماعة ولكن التفرقة بين جمع للقلة وجمع للكثرة هو المعقول في حساب الفكر وفي حساب الأرقام على السواء([47]) . وقد ذكر برجستراسر أن من خصائص العربية حصر صيغ التكسير وهي فعلة وأفعل وأفعلة في القلة .([48]) 4- الفاعل بين المبني للمعلوم والمبني للمجهول والصفات المشتقة : تحدث العقاد عن الفاعل في العربية ، وذكر أنه يعبر عنه بأكثر من صيغة من خلال المبني للمعلوم والمبني للمجهول واسم الفاعل وصيغ المبالغة والصفة المشبهة ، وأوضح خصوصية العربية في ذلك بأن الفعل المبني للمعلوم موجود في لغتنا وفي اللغات الأخرى، ولكن صيغة المبني للمجهول تختلف كثيرًا بين هذه اللغات ؛ لأن العربية تدل على المبني للمجهول بصيغة خاصة ، ولكن اللغات الأخرى تدل على المبني للمجهول بعبارة لا اختلاف فيها لتركيب الفعل على كلتا الحالتين . نحن نقول : " فتح الرجل الباب "، و" فُتح الباب " بصيغة المجهول ولكن العبارة الأوربية التي تدل على ذلك تقابل قولنا:"إن الباب يكون مفتوحا" أو "إن الباب صار مفتوحًا " وهو تعبير يخلو من دقة الصيغة العربية ؛ لأنه أقرب إلى وصف منه إلى الإخبار . وتزيد اللغة العربية بصيغة لا وجود لها عندهم ، وهي صيغة الفعل المطاوع فيقول القائل : " انفتح الباب" ، ويعبر بذلك عن معنى لا تدل عليه دلالته الدقيقة كل من صيغتي المبني للمعلوم والمبني للمجهول ، فإذا قلنا : " فتح محمد الباب " ، فهذا لمن يهمه من الذي فتح الباب ؟ وإذا قلنا:" فتح الباب " فالمتكلم يخبر أنه لا يعرف الفاعل ، وأما " انفتح الباب " فيقال لمن ينتظر فتح الباب ،ولا يعنيه من الذي فتحه ، كما لا يعنيه أن يقول له المتكلم إنه يجهله أو يسكت عنه . يقول العقاد : " واللغة الدقيقة التي استوفت وجوه الدلالة هي اللغة التي تلاحظ مقتضى الحال في كل عبارة من العبارات الثلاث، ولا تستخدم عبارة واحدة لموضعين ملتبسين، بل تستخدم كل عبارة لموضعها الذي لا لبس فيه" ([49]). وهكذا يستدل العقاد على أفضلية اللغة العربية وتميزها باستدلالات عديدة تنأى عن أن تكون مجرد دعوى أو مبالغة . ولو أن هذا الكلام عن أفضلية العربية وتميزها صدر عن العلماء العرب وحدهم لقيل إنه تعصب ومفاخرة ،فكيف إذا قاله كبار علماء الغرب ومستشرقوه ؟ ، والحق ما شهدت به الأعداء . وبعد ، أفلا يحق لناـ معشر العرب والمسلمين ـ أن نعتز بهذه اللغة التي هي هويتنا وقوام شخصيتنا، وأن نحافظ عليها ونغرس حبها في قلوب أبنائنا وأن نحرص على تعلمها وتعليمها ونشرها قبل أن تصبح أثرًا بعد عين. فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين . * * * خاتمة البحث ومن أهم خصائص العربية القدم والامتداد عبر آلاف السنين الأمر الذي منحها قوة وانتشارا وثباتًا يندر وجوده في غيرها من اللغات ، فالعربي اليوم يمكنه أن يفهم شعر امرئ القيس وزهير وعنترة وغيرهم ممن كانوا يعيشون في الجاهلية قبل الإسلام ، في حين أن الألماني أو الفرنسي أو الإنجليزي لا يستطيع أن يفهم تراث أجداده الذين كانوا يعيشون منذ بضعة قرون . ومنها خاصية الاشتقاق الذي يعني توليد عدد كبير من الكلمات من أصل واحد مع بقاء العلاقة المعنوية واللفظية بين الأصل وما تفرع منه، مما يؤدي إلى توليد عدد لا محدود من الكلمات من جذور محدودة ، ويمنح هذا العربية قدرات فائقة على استيعاب المعارف الحديثة ، وكذلك خاصية الإعراب بالحركات التي بها يتحقق التمييز بين المعاني الملتبسة، وهي ظاهرة فريدة لا تعرف في أكثر اللغات اليوم، وقد شهد بذلك كبار علماء الغرب فيقول المستشرق رينان:" وهذا النظام ـ يعني الإعراب ـ لا يوجد له نظير في أية أخت من أخواتها السامية ، اللهم إلا بعض آثار ضئيلة بدائية في العبرية والآرامية والحبشية". ومن خصائص العربية وفرة مخارج الأصوات فيها وتوزيعها توزيعًا عادلا على مدارج جهاز النطق بحيث تشمل ما بين الشفتين إلى أقصى الحلق ،وتهمل فيما سواها من اللغات بعض المخارج أو يختلط بعضها ببعض أو تتكرر ؛ كما نجده في غياب الأصوات الحلقية أو بعضها ، واختلاط حروف b وp و fو vفي اللغات الأوربية وغيرها .ومن تلك الخصائص أيضًا سعة المفردات والتخفيف والاطراد والاختصار والمناسبة الشديدة بين اللفظ والمعنى ، والتمييز الواضح والدقيق بين المذكر والمؤنث والعاقل وغير العاقل ، والمفرد والمثنى والجمع ، والمرونة الشديدة في التصريف والتقديم والتأخير. وكل ذلك يدل على كمال هذه اللغة وشرفها وفضلها ، وقدرتها على مواكبة تطورات العصر في العلوم والتقنية ، وهو ما شهد به علماء العرب والغرب على السواء . والحمد لله رب العالمين . د. مصطفى أحمد عبد العليم مراجع البحث 2. إعجاز القرآن ، للباقلاني أبي بكر محمد بن الطيب ، دار المعارف ، 1981 . 3. بحوث لغوية ، لأحمد مطلوب ، عمان ، دار الفكر ، 1987 . 4. البيان والتبيين ، للجاحظ ، عثمان بن بحر ، تحقيق عبد السلام هارون ، القاهرة مكتبة الخانجي 1985 . 5. تأويل مشكل القرآن ، لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة تحقيق السيد أحمد صقر، القاهرة ، دار التراث ط 2 ،1973 م . 6. التطور النحوي للغة العربية ، لبرجستراسر ( تعليق د . رمضان عبد التواب) . 7. الخصائص ، لابن جني ( تحقيق عبد الحليم النجار) ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1986 . 8. الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها لأبي الحسين أحمد بن فارس ، تحقيق السيد أحمد صقر ، القاهرة ، عيسى البابي الحلبي ، 1977 . 9. العربية ليوهان فك ، دراسات في اللغة واللهجات والأساليب ، ترجمة عبد الحليم النجار ، القاهرة 1951 . 10. الفصحى لغة القرآن ، لأنور الجندي ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، 1982 . 11. فقه اللغة للدكتور علي عبد الواحد وافي ، القاهرة ، دار نهضة مصر 1997 . 12. فقه اللغة وخصائص العربية ، لمحمد المبارك ، بيروت ، دار الفكر ، الطبعة السادسة ، 1995 . 13. اللغة الشاعرة ، مزايا الفن والتعبير في اللغة العربية ، لمحمود عباس العقاد ، القاهرة ، مكتبة غريب ، 1988 . 14. اللغة العربية والحاسوب ، دراسة بحثية ، لنبيل علي ، تعريب ، 1988 . 15. مجلة اللسان العربي 24/86 . 16. المخصص لابن سيده ، علي بن إسماعيل ، بيروت ، دار الفكر ، 1978 17. من قضايا اللغة العربية المعاصرة ـ المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ،تونس ، إدارة الثقافة ، 1990 . (1) القول بتفاضل اللغات لا يتنافى ـ من وجهة نظرنا ـ مع المنهج العلمي ، وإن خالف في ذلك أكثر علماء اللغة المعاصرين ؛ ذلك أن التفاضل كائن بين كل شيء : بين البشر وبين الدواب ، وفي الأطعمة ، والأشربة والثمار والأمكنة وغيرها وحتى بين الرسل والملائكة والقرآن يقرر هذه الحقيقة في أكثر من موضع ، إذ يقول تعالى :"تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض "( سورة البقرة 253) ، ويقول سبحانه عن الأطعمة :" ونفضل بعضها على بعض في الأكل" (سورة الرعد 4) ، ونحن نرى البشر يتفاوتون في مواهبهم وملكاتهم العقلية والنفسية والجسمانية، ونرى الشعوب والمجتمعات تتفاوت في خصائصها ومواردها وظروفها، فكيف لا تتفاضل اللغات ؟ (2)انظر البيان والتبيين 1/384. (3) السابق 4/55 . (4) تأويل مشكل القرآن ( ت السيد أحمد صقر) 12 . (5) الخصائص ( ت النجار) 1/47 . (6) الصاحبي ( ت السيد أحمد صقر) 16. (7) انظر السابق 20 . (8) الخصائص 1/65 . (9) ينظر خصائص العربية لمحمد المبارك 26 ، وبحوث لغوية لأحمد مطلوب 29 . (10) الصاحبي 21 . (11) السابق نفسه . ومن أسماء الأسد المذكورة في المعاجم : الليث ، أسامة ، هزبر ، ضرغام ، رئبال ، ضيغم ، ضمضم ، الصمة ، الضماضم ، الضباث ، ضبثم ، بيهس ، ساعدة ، حلبس ، حلابس ، الطيثار ، حيدرة ، العوف ، العرفاس ، العفرنس ، الفرانس ،الفرناس ، أبوفراس ، القسور ، القسورة ، خنابس ، قصاقص ، فرافص ، قضاقض ، كهمس ، ضراك ، الدوسك ، الدوكس ، الضيثم ، القشعم ، الهمام ، الهيصم ، الهصمصم ، هراس ، هموس ، الهواس ، الهرماس ، هصور ، هيصر ،هيصار ، هصار ، مهصر ، هصر ، هصرة ، الشيظم ، الشيظمي ، العرباض ، الشابك ، الورد ، الخبعثنة ، الخبعثن ، العثمثم ، الشجعم ، العرندس ...إلخ وانظر المخصص لابن سيده 4/2-3 . (12) راجع فقه اللغة للدكتور علي عبد الواحد وافي 169 . ومن أسماء السيف : الصارم ، الصروم ، الإصليت ، الصلت ، المنصلت ، الخشيف ، الخشوف ، الخاشف (وكله بمعنى الماضى) ، قاصل ، قصال ، نهيك ، هبار ، لهذم ، باتر ، رسوب ، الهذام ، القاضب ، المخضل ، الصمصامة ، الخدوم ، هذاذ ، هذهاذ ، هذاهذ ... إلخ وانظر المخصص لابن سيده 3/9 . (13) فقه اللغة 169. (14) السابق 168. (15) نقلا عن اللغة العربية لنذير حمدان 133. (16) اللغة العربية والحاسوب 286. (17) الصاحبي 76 . (18) انظر الصاحبي 309 ،310 . (19) الصاحبي 310 . (20) السابق نفسه . (21) فقه اللغة 210 . (22) العربية ليوهان فك 15. (23) انظر الصاحبي 123 ، 124. (24) السابق نفسه . (25) إعجاز القرآن 87 . (26) فقه اللغة للدكتور وافي 164، 165 . (27) التطور النحوي للغة العربية ( تحقيق د . رمضان عبد التواب) 18 . (28) اللغة الشاعرة 13 . (29) اللغة الشاعرة 13 ،14 . (30) خصائص العربية 17. (31) انظر الصاحبي 77 . (32) نقلا عن كتاب فقه اللغة للدكتور علي عبد الواحد وافي 248 . (33) اللغة الشاعرة 11 . (34) أشتات مجتمعات في اللغة والأدب 16 ،17 . (35) انظر السابق 17. (36) انظر أشتات مجتمعات في اللغة والأدب 17 ،18 . (37) السابق 19 . (38) الفصحى لغة القرآن 301 . (39) بحوث لغوية 26 . (40) راجع أشتات مجتمعات 56-61 . (41) انظر السابق 60. (42) راجع السابق نفسه . (43) راجع أشتات مجتمعات في اللغة والأدب 72، 73 . (44) راجع السابق نفسه . (45) راجع السابق 74. (46) التطور النحوي للعربية ، ترجمة د . رمضان 78 . (47) راجع أشتات مجتمعات 75 . (48) التطور النحوي 111 . (49) راجع أشتات مجتمعات 62- 64 . |
العلامات المرجعية |
|
|