نشرة الأخبار

[Dr/ master2011]

بسم الله الرحمن الرحيم

نشرة الأخبار



لقد شهدت الساحة المصرية تحولا كبيرا و نقلة نوعية خلال الثورة المجيدة التي أعادت الوطن إلى أهله و عودة المواطنين إلى بلدهم فلم يكن غريبا أن نرى عنوان جريدة الشروق في اليوم التالي للتنحي حمدالله على السلامة يا مصر و لكن كانت هناك تحولات كبيرة جدا ليس في شكل و إطار الحياة السياسية فحسب و أنما في شخصية المواطن المصري أيضا و قد تمثل ذلك جليلا بعدة أمور نعرض منها الآن متابعة نشرة الأخبار .

أعتاد أهل مصر على مدى سنوات طويلة الهروب من شاشات التلفزيون المصري و اللجوء إلى الفضائيات العربية التي ملئت الفضاء الفسيح و لكن ظلت أخبار مصر محور للأهتمام و لكن هل حدث تحولا حقيقا في متابعة المصريين لنشرات الأخبار .

بالطبع تحولت المتابعة فبعدما كانت نشرة الأخبار تحدثنا عن أنجازات الحكومة السابقة و دورها في تحقيق الأمن و السلام الأجتماعي و الذي بالطبع لم يكن يشعر به المواطن المصري على الأطلاق
و بعد الأخبار السياسية و المجتمع و خلافه تاتي النشة التي كان أغلب المصريين يفرون منها الفرار من مصابي الجزام و هي النشرة الأقتصادية أو النشرة الأستفزازية و السؤال لماذا كان الشعب يكره هذه النشرة و الأجابة هي هذه الكلمات الغير مفهومة بالنسبة لنا كالبورصة و الأسهم و السندات ناهيك عن الأرقام التي تصيب بالحباط مثلا بلغ الأرتفاع نسبة كذا محققا مكاسب بلغت عدة ملايين و قد تصل إلى مليارات في ين أن الشعب يعيش بالكاد على الفتات و لكن كل علاقتنا بالنشرة الأقتصادية أنها الوقت الذي يمكننا متابعة أي قناة أخرى حتى تاتي اللحظات المنتظرة و هي النشرة الرياضية كي نتابع المجال الوحيد الذي نرى أن لدينا فيه تقدما سوء كرويا أو غيره من الألعاب و ذلك على الرغم من أنها في بعض الحيان تحتوي على أخبار استفزازية أيضا سوء خسائر من فرق لا تذكر أو رواتب اللآعبين المبالغ فيها جدا جدا جدا بالنسبة لدولة يعد أقتصادها ناميا و لكن هذه الأرقام كانت تعد مقبولة بعض الشئ خاصة أنها ستنجح في خطف الاعب من النادي المنافس

المهم هنا أن هذا تغير بصورة كبيرة بعد الثورة و لكن كيف كان هذا التغير
حدث التغير بصورة غريبة حقا و هو التحول من النقيض إلى النقيض فتحولت نشرة أخبار البلاد إلى نشرة أخبار الفساد فأتجه التليفزيون من ذكر الأنجازات الواهية للحكومة القاسية الشاردة السابقة إلى ذكر مدى فسادها و نهبها لثروات و خير هذه البلد العظيمة .

و لكن هل بقى الفرار من النشرة الأقتصادية كما كان .... و هنا الأجابة بالطبع لا فقد وقفت مصر بكامل طوائفها لعدة أيام في انتظار افتتاح البورصة و على الرغم من عدم فمنا الكامل لمفرداتها و مصطلحاتها الغريبة علينا إلا أننا كنا نتابع النشرة الأقتصادية بشغف بالغ حتى نعلم مدى تعويض الخسائر في الفترة الماضية و نسعد جدا بالرتفاع و نحزن بالغ الحزن لأي أنخفاض و باتت الأرقام المستفزة لنا عادية طالما تساهم في نمو بلادنا اقتصاديا

أما المحور الثالث و هو النشرة الرياضية فقد بدت و كأنها شيئا لم يكن و لم تعد المباريات تشغل البال و لا مدى تغير الأحوال بين الأندية و الاعبين محور أهتمام حتى ان مباراة المنتخب المصري و التي أنهزم من نظيره الجنوب افريقي مرت و كانها شيئا لم يكن بل أكاد أدعي ان الكثير من المصريين لم يتابع المباراة من الأصل .

و هنا نجد أن المصري الذي وقف ليدافع عن بيته و أهله و وطنه و طالب بحقه قد تغير ايضا فصارت نشرة الأخبار بحق هي نشرة الأحوال فلم يعد هناك عداء بيننا و بين النشرة الأقتصادية و لم نعد بك ل هذا الشغف للنشرة الرياضية و تحولت نظرتنا إلى نشرة أحوال البلاد و حركات و سكنات الرئيس و الحكومة إلى نشرة أخبار الفساد و كيفية أعادة أموالنا المنهوبة و إن كان كل هذا يدل على زيادة الوعي المصري و عودة المصريين للأهتمام بمصرهم .

بقلم مصري بجد
بالحبر الثوري

[أمين120]

حمدالله على السلامة

[أ/رضا عطيه]

هذا يدل على زيادة الوعي المصري و عودة المصريين للأهتمام بمصرهم .


بارك الله فيكم